ما هى مقاييس مدينة الله أورشليم السماوية؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, الملكوت - السماء, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هى مقاييس مدينة الله أورشليم السماوية؟

قيل: "والذى كان يتكلم معى كان معه قصبة من ذهب، لكى يقيس بها المدينة وأبوابها وسورها" (رؤ 21: 15). أبناء الملكوت معروفون ومقاسون من قبل الله ومحفوظون لديه. أما وحدة القياس فهى قصبة من ذهب أى سماوية، لأن الأمور الروحية والسماوية لا تُقاس إلا بما هو روحى سماوى.

"والمدينة كانت موضوعة مريعة، طولها بقدر العرض، فقاس المدينة بالقصبة مسافة اثنى عشر ألف غلوة. الطول والعرض والارتفاع متساوية" (رؤ 21: 16). هى مربعة لها أربعة زوايا متساوية، إشارة إلى أن حاملها الأناجيل الأربعة التى ترتفع بالمؤمنين تجاه السماويات وتهيئهم ليكونوا عروساً سماوية بقوة الكلمة. أ ما قياسها 12000 غلوة فذلك لأن رقم 12 يشير إلى أبناء الملكوت، 1000 يشير إلى السماء، أى تتسع لكل أبناء الملكوت السمائيين.

"وقاس سورها: مئة وأربعة وأربعين ذراع إنسان أى الملاك" (رؤ 21: 17). يشير رقم 144 إلى الكنيسة الجامعة التى تضم مؤمنى العهدين (كنيسة العهد القديم12× كنيسة العهد الجديد12)، وهى مسورة بسور واحد تنعم بالإله الواحد. أما الذى قاس السور فهو ملاك وليس إنساناً أرضياً حتى لا نتخيل فى السماء ماديات وأرضيات.

16. ما هى مبانى مدينة الله أورشليم السماوية؟

أولاً: سور المدينة. "وكان بناء سورها من يشب، والمدينة ذهب نقى شبه زجاج نقى" (رؤ 21: 18). فهى مسورة بالله ذاته حافظها، وهى من ذهب نقى شبه زجاج نقى أى سماوية طاهرة.

يبحث العالم عن الذهب ويستخرجه من مناجم الذهب التى كان كثيرون يموتون أثناء العمل فيها، أما الذهب فغالباً ما يستخدم للزينة والبهرجة سواء خلال الحلىّ الذهبية أو التماثيل الذهبية وغيرها، وهى ليست ضرورية فى حياة البشر، بل بسببها قُتل البعض. أما الذهب فى الكتاب المقدس فكثيراً ما يشير إلى المجد السماوى، حيث يعيش المؤمن فى المجد، فيصير الجسد بكامله ممجداً والنفس ممجدة، بل والسمائيون يمجدون الله لأنه أقام منا نحن الترابيين كائنات تمجد الله.

اساسات الكنيسة عليها أسماء الرسل والأنبياء، غايتها أن نسلك بالفكر الرسولى الإنجيلى. نسلك فى الحياة سالكين بروح الإنجيل واهب الفرح الداخلى، والتحرر من محبة الماديات والخلاص من كل خطية وشهوة رديئة!

"وأساسات سور المدينة مزينة بكل حجر كريم. الأساس الأول يشب. الثانى ياقوت أزرق. الثالث عقيق أبيض. الرابع زمرد ذبابى. الخامس جزع عقيقى. السادس عقيق أحمر. السابع زبرجد. الثامن زمرد سلقى. التاسع ياقوت أصفر. العاشر عقيق أخضر. الحادى عشر اسمانجونى. الثانى عشر جمشت" (رؤ 21: 19 - 20).

أ. تشير هذه الحجارة الكريمة إلى رسل المسيح، إذ هى كنيسة رسولية، كما يقول الكتاب: "مبنيين على أساس الرسل والأنباء والمسيح نفسه حجر الزاوية" (أف 2: 20).

ب. تشير الحجارة الكريمة أيضاً إلى الفضائل الإلهية التى يهبنا الله إياها لأجل زينتنا. فالأساس الذى نُبنى عليه فى الأبدية هو الفضائل الإلهية التى يهبنا عربونها فى هذه الحياة خلال جهادنا. وهناك تتلألأ فينا فى مجد سماوى. لهذا يُعزى الرب الكنيسة المجاهدة قائلاً لها: "أيتها الذليلة المضطربة غير المتعزية، هأنذا أبنى بالإثمد حجارتك، وبالياقوت الأزرق أؤسسك، وأجعل شرفك ياقوتاً، وأبوابك حجارة بهرمانية وكل تخومك حجارة كريمة... هذا هو ميراث عبيد الرب وبرّهم من عندى، يقول الرب" (إش 54: 11 - 17).

ج. إذ يشير رقم 12 إلى أبناء الملكوت، كأن كل ابن للملكوت يتزين بزينة إلهية مختلفة عن أخيه، لكنها ثمينة وجميلة. وهكذا تكمل الكنيسة بعضها البعض فى وحدة بالغة.

ثانياً: الأبواب. "والاثنا عشر باباً اثنتا عشرة لؤلؤة، كل واحد من الأبواب كان من لؤلؤة واحدة". الرب يسوع هو "اللؤلؤة" الكثيرة الثمن من أجلها يبيع الإنسان كل ماله ليقتنيها (مت 13: 46). فأبناء الملكوت جميعهم الداخلون من الأبواب باعوا العالم واشتروا اللؤلؤة. ومن ناحية أخرى نجد أنه من كل جانب يظهر ثلاثة أبواب أى الثالوث القدوس. كأن الثالوث القدوس من كل جانب يبهج نظر الشعوب لتبيع ما تملكه وتقتنى الأبدية، فتدخل إلى الميراث المُعد لها. ويرى البعض أن الاثنى عشر باباً أيضاً تشير إلى الاثنى عشر هؤلاء الذين جعلهم الباب الفريد، أى الرب يسوع أبواباً، عن طريق كرازتهم تدخل الشعوب إلى الإيمان به.

ثالثاً: السوق (أو الساحة). "وسوق المدينة ذهب نقى كزجاج شفاف" (رؤ 21: 21). يشير سوق المدينة إلى صنف ما من الأبرار. على أى الأمور كل المدينة ذهب نقى، أى سماوية ليس فيها أمر أرضى، وزجاج شفاف أى ليس فيها دنس أو تعقيد بل بساطة ونقاوة قلب.

رابعاً: الهيكل. "ولم أر فيها هيكلا، لأن الرب الله القادر على كل شئ هو والخروف هيكلها" (رؤ 21: 22).

أ. طالب الله الشعب القديم أن يقيموا خيمة اجتماع، يجتمع فيها الله مع الناس خلال الرموز والظلال. ثم عاد فطلب بناء هيكل يحمل معنى وجود الله وسط البشر.

ب. وإذ انحرف اليهود ورفضوا الرب، خرب الهيكل بعدما قدم لنا الرب جسده هيكلاً جديداً (يو 2: 19)، وإذ صرنا نحن من لحمه وعظامه (أف 5: 30)، صرنا به هيكلاً مقدساً (1 كو 3: 16 - 17)، وأصبحنا بناء الله (1 كو 3: 9).

ج. وفى نفس الوق سلّمنا الذبيحة غير الدمويّة فى خميس العهد، وطالبنا أن تُقدم فى هيكل العهد الجديد، عربون الهيكل الأبدى.

د. أما فى الأبدية فلم يرّ الرسول هيكلاً، لا لأنه غير موجود، بل لأن "الرب الله القادر على كل شئ هو الخروف هيكلها". إنه هيكل هذا اتساعه وهذه إمكانياته، هيكل لا نهائى سرمدى!

خامساً: الإنارة. "والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها، لأن مجد الله قد أنارها، والخروف سراجها" (رؤ 21: 23). انعدمت وسائل الإضاءة المادية إذ صار لنا الرب شمساً وسراجاً.

سادساً: مجدها. "وتمشى شعوب المخلصين بنورها، وملوك الأرض يجيئون بمجدهم وكرامتهم إليها. وأبوابها لن تغلق نهاراً، لأن ليلاً لا يكون هناك. ويجيئون بمجد الأمم وكرامتهم إليها. ولن يدخلها شئ دنس، ولا ما يصنع رجساً وكذباً، إلا المكتوبين فى سفر حياة الخروف" (رؤ 21: 24 - 27)]. على ضيائها وبنورها يسير كثيرون تجاهها، إذ يقول الرب: "إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم واسحق ويعقوب فى ملكوت السماوات" (مت 8: 11). يأتون بمجدهم وكرامتهم، أى نازعين كل مجد أرضى وكرامة زمنية من أجلها. يأتون بإرادتهم وليس قسراً أو إلزاماً، فالأبواب مفتوحة للكل والدعوة للجميع، إذ يريد الله أن الكل يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.

يأتون ليجدونا أبوابها لن تغلق، إذ تستقبل الكل بلا محاباة بين غنى أو فقير، بعد أو حر. يأتون نهاراً، لأنه لا يدخلها فى الظلمة ولا يتسلل إليها من يصنع دنساً أو رجساً أو كذباً.

ما هو النهر الصافى الخارج من عرش الله وشجرة الحياة (رؤ 22: 7)؟

ماذا يعنى بالكنيسة جامعة رسولية؟