5- ما هى علامات نقاوة القلب؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصلاة, الوسائط الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

5 - ما هى علامات نقاوة القلب؟

أولاً: المغفرة لمن أساء إلينا. يقول القديس أفراهاط: [يوجد بيننا أناس يُكَرِّرون الصلاة ويطيلون التضرُّعات ويضاعفون فى قامتهم، يرفعون أيديهم، ولكن عمل الصلاة الحقيقى بعيد عنهم، لأنهم يصلَّون الصلاة التى علَّمها لنا مخلِّصنا: "واغفر لنا ما علينا، كما نغفر نحن أيضاً لمن لنا عليهم"، ومع ذلك يفشلون فى حفظ هذا الأمر وتنفيذه. اعلم أيها المُصَلِّى وتذكَّر أنه عندما تُصَلِّي، تقدِّم تقدمة للرب.

لا تدع الملاك جبرائيل الذى يرفع الصلوات يخجل من أن يرفع تقدمة بها عيب. عندما تصلِّى كى يغفر لك الله لابد أن تغفر أنت أيضاً أولاً فى داخلك، هل حقاً أنت تغفر أم أنك فقط باللسان تصلِّى أنك تغفر؟... يجب ألا تكون مُخادِعاً للرب وتقول "أنا أغفر" وأنت عملياً لا تغفر، لأن الله ليس مثلك بشر يمكن أن تخدعه. "إذا أخطأ إنسان إلى إنسان يدينه الله. فإن أخطأت إلى الرب، فمن يصلِّى من أجلك؟" (1صم2: 25) استمع مرَّة أخرى لما يقوله الرب: "إن قدَّمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك فأترك هناك قربانك قدَّام المذبح، وإذهب اصطلح مع أخيك، وحينئذ تعال وقَدِّم قربانك" (مت5: 23 - 24).

عندما تبدأ صلاتك لا تعود تتذكَّر أى غضب أو حنق ضد أخيك. فإن وُجِد، تذكَّر أن صلاتك متروكة أمام المذبح وأن جبرائيل الذى يرفع الصلوات لا يريد أن يرفع الصلاة من الأرض، إذ فحص الصلاة ووجد عيب فى تقدمتك. ولكن عندما تكون نقيَّة يرفعها أمام الله. إن وجد فى صلاتك الكلمات: "إغفر لى، وأنا أغفر للآخرين" عندئذ يقول جبرائيل رافع الصلوات: "أولاً أعفو عن المدينين لك، وأنا أرفع صلاتك إلى الذى أنت مدين له".

سامح المدينين لك بمائة وزنة "(مت18: 23 - 25) فى حالتك الفقيرة، فيعفو عنك دائنك بالمقابل بمقدار عشرة آلاف وزنة حسب غِنّى عظمته. فلا يسألك عن ردّ الدين أو الفوائد. وإذا رغبت فى الغفران للآخرين، حينئذ يستقبل جبرائيل رافع الصلوات تقدَّمتك ويرفعها إلى أعلى. وإن لم تغفر حينئذ يقول لك:" إننى سوف لا أضع تقدمتك غير الطاهرة أمام المذبح المقدَّس ". وبدلاً من ذلك خذ تقدمتك معك، وعندئذ يترك جبرائيل تقدَّمتك ويذهب. إسمع ما يقوله النبى:" ملعون الماكر الذى يوجد فى قطيعه ذكر وينذر ويذبح للسيد عائباً "(مل1: 14). لأنه يقول أيضاً:" قَرِّبه لواليك أفيرضى عليك أو يرفع وجهك؟ "(مل1: 8) لذلك يجب أن تعفو عن مدينيك قبل صلاتك، وبعد ذلك فقط صلِّ، وحين تصلِّي ترتفع صلاتك أعلى أمام الله، ولا تبقى على الأرض.] (مقال4: 13).

ثانياً: أَرِح المُتعَبين، لأن راحة الله فى إراحة المتعبين. يقول القديس أفراهاط: [الآن يقول بالنبى: "هذه هى راحتى، أعطوا راحة المتعبين" (إش28: 12LXX). هذه راحة الرب. آه أيها الإنسان سوف لا تحتاج إلى القول: "اِغفر لى"، أعطِ راحة للمتعبين، افتقد المرضى، وأعطِ الفقراء، فإن هذه الأعمال هى حقيقة صلاة. إنه فى كل مرَّة تمارس راحة الرب هى صلاة. لأنه مكتوب أنه عندما زنا زمري مع المرأة المديانيَّة كزبي بنت صور، فلما رأى ذلك فينحاس بن ألعازار دخل وراء الرجل الإسرائيلى إلى القبَّة وطعن كليهما، الرجل الإسرائيلى والمرأة (عد25: 6 - 8). هذا القتل اُعتبر كصلاة، لأن داود قال فى المزمور: "فوقف فينحاس وصلى فامتنع الوباء، فحُسِب له براً إلى دورٍ فدورٍ إلى الآن" (مز106: 30 - 31)، لأنه قتلهما كان لأجل الرب اعتبر ذلك كصلاة له.

انتبهوا يا أحبَّائى لئلا عندما تحين لك الفرصة "لإعطاء راحة" حسب إرادة الله تقول: إن وقت الصلاة قد حلَّ، أقوم الان بالصلاة ثم بعد ذلك أمارِس الأعمال، وبينما أنت تقبل إلى إتمام صلاتك تكون الفرصة التى يمكنك فيها ممارسة "أعمال الراحة" قد وَلَّت منك، وسوف تعجز عن عمل الوصيَّة وعمل "راحة الرب". وسوف تكون من خلال صلاتك قد ارتكبت خطيَّة كان بالأحرى أن تعمل "راحة الرب" فتُحسَب صلاة.] (مقال4: 14).

ثالثاً: الاشتياق للصلاة بجدية. يقول القديس أفراهاط: [يلزم أن تشتاقوا إلى الصلاة ولا تكلَّوا منها. كما قال ربنا وهو مكتوب: "إنه ينبغى أن يُصلَّى كل حين ولا يُمَل" (لو18: 1)، يجب أن تتُوقوا إلى السهر، وانزعوا عنكم الغفلة والنوم. يجب أن تكونوا مستيقظين فى كل وقت بالنهار والليل ولا تفتروا.] (مقال4: 16).

رابعاً: طهارة القلب لا طهارة اليدين. يقول العلامة ترتليان: [لا تعنى الطهارة الغسل بالماء وإنما بالتوبة ليعمل الروح القدس فينا لنقاوة قلبنا أو إنساننا كله، الداخلى والخارجى. يقول العلامة ترتليان: [ما الداعى للذهاب للصلاة بأيدٍ مغتسلة حقاً بينما الروح مُتَّسِخة؟! يلزم رفع أيادى روحية طاهرة، نقية من الباطل والإجرام والقسوة والسموم وعبادة الأوثان وغير ذلك من الأمور المخجلة... هذه هى الطهارة الحقيقية[186].] كما يقول: [بعدما اغتسل الجسد كله، أى تطهر فى المعمودية، صارت الحاجة إلى التطهير بالتوبة المستمرة عما يلحق بأيدينا من دنس[187].].

ويقول العلامة أوريجينوس: [عندما يرفع أحد عينيه يليق به أن يرفعهما نحو السماء بطريقة لائقة، ويرفع أيضاً يدين مقدستين، خاصة عندما يُقَدِّم الصلوات بلا غضبٍ ولا جدال (1تى2: 8). فإنه عندما ترتفع العينان خلال التفكير والتأمل، واليدان ترتفعان خلال الأعمال، ترتفع النفس وتتمجَّد. وذلك مثل موسى الذى رفع يديه (خر17: 11)، ويقول الشخص: "ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية" (مز140: 2)، فينهزم عماليق، وكل الأعداء غير المنظورين، وتنتصر الأفكار الإسرائيلية التى فينا[188].].

خامساً: اقتناء مفاهيم الحق. يقول العلامة أوريجينوس: [النفوس التى بقيت مجدبة (عقيمة كحنة أم صموئيل) إلى زمان طويل، إذ تدرك عقم عقلها وجدب فكرها تحبل بالروح القدس، وتلد كلمات خلاصية مملوءة بمفاهيم الحق، وذلك بالمثابرة بالصلاة[189].].


[186] On prayer 8.

[187] On prayer 8.

[188] Commentary on John, Book 36: 28 - 37.

[189] On Prayer 3: 13.

6- لماذا يُشَدِّد القديس باسيليوس الكبير على الصلاة العقليّة خاصة مع الرهبان؟

4- هل يكفى أن نصلى لله بقلوبنا أو أذهاننا فى الداخل، دون أن ننطق بكلمات من أفواهنا أو نرفع أيادينا أو نسجد لله؟