3- لماذا ندعو الله “أبانا الذى فى السماوات”؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصلاة, الوسائط الروحية
الأسفار الصلاة الربانية, العهد الجديد, دراسات في العهد الجديد
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

3 - لماذا ندعو الله "أبانا الذى فى السماوات"؟

فى صلواتنا كأبناء الله، يليق بنا أن ترتفع قلوبنا إلى السماء فنطلب من هو سماوى أبدى وإلهى. يقول القدِّيس أغسطينوس: [عندما ينجب الآباء ابناً أو اثنين أو ثلاثة يخشون من أن ينجبوا بعد ذلك، من العوز. وأما ميراثنا نحن فكبير، لن يتأثِّر نصيب كل منَّا مهما ازداد عدد الوارثين. لهذا دعا الرب كل الشعوب ليكونوا إخوة له بلا عددٍ. هؤلاء يقولون: "أبانا الذى فى السماوات". انظروا كم أخ صار للابن الوحيد بواسطة نعمته، يشاركون من مات لأجلهم فى الميراث؟!... لنتأمَّل أيها الأحبَّاء أبناء من قد صرنا. لنسلك بما يليق بأبٍ كهذا، انظروا كيف تنازل خالقنا ليكون أباً لنا؟! لقد وجدنا لنا أباً فى السماوات، لذلك وجب علينا الاهتمام بسلوكنا ونحن على الأرض، لأن من ينتسب لأبٍ كهذا ينبغى عليه السلوك بطريقة تستحق بها أن ينال ميراثه...

إن كان أبونا فى السماء، فهناك أيضاً يُعِدّ لنا الميراث. إنَّه يعطينا إمكانيَّة امتلاك ما قد وهبنا معه. فقد وهبنا ميراثاً لا نرثه بعد موته (كما هو فى قوانين العالم)، فأبونا حيّ لا يموت، وسيبقى إلى الأبد هناك حيث نذهب عنده[120].] كما يقول: [تذكَّروا أن لكم أباً فى السماوات، تذكَّروا أنكم وُلِدتم من أبيكم آدم للموت، وأنكم تولدون مرّة أخرى من الله الآب للحياة، فما تُصَلُّون به قولوه بقلوبكم[121].] ويقول الأب إسحق: [عندما ننطق بأفواهنا أن الله ربّ كل المسكونة هو أبونا، نعترف أننا قد دُعِينا من العبوديّة إلى التبنّي كأبناء. وإذ نردف قائلين: "الذى فى السماوات" نتحاشى بكل مخافة إطالة البقاء فى هذه الحياة الحاضرة، عابرين هذه الأرض كمن هم فى رحلة، فنسرع مشتاقين إلى المدينة التى نعترف بأن أبانا يقطنها، ولا نسمح لأى شئ أن يفقدنا الاستحقاق لهذه المهنة ولشرف التبنّي، ناظرين إليه كعار يحرمنا من ميراث أبينا وبه يحلّ بنا غضب عدله وصرامته[122].].

يقول العلاّمة أوريجينوس: [كل من يقول "أبانا الذى فى السماوات" ينبغى ألا يكون له روح العبوديّة للخوف، بل روح التبنّي للأبناء (رو8: 15)، فمن يردّدها وليس له روح التبنّي يكذب[123].] كما يقول: [إن كنّا نفهم ما سبق أن قلناه عن الصلاة بلا انقطاعٍ، ان حياتنا كلها هى صلاة بلا انقطاع تردّد القول "أبانا الذى فى السماوات"، فإن مواطنتنا لا تعود بعد على الأرض، إنّما فى السماء (فى3: 20) التى هى عرش الله، فإن ملكوت السماوات يتربَّع فى الذين يحملون صورة السماوى (1كو15: 49) وبذلك يكونون هم أنفسهم سمائيّين[124].

ويقول القدّيس أثناسيوس الرسولى: [إن كان يريدنا أن ندعو أباه أباً لنا، فيليق بنا على هذا الأساس ألا نقيس أنفسنا بالابن حسب الطبيعة، فإنه بسبب الابن ندعو الآب هكذا. إذ حمل الكلمة جسدنا، وصار فينا، لذلك يُدعَى الله أبانا بسبب الكلمة الذى فينا، فإن روح الكلمة الذى فينا يدعو أباه خلالنا كأب لنا، الأمر الذى عناه الرسول بقوله: "أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً: يا أبّا الآب" (غل4: 6) [125].] ويقول القدّيس كبريانوس: [يا لعظم لطف الرب! يا لعظم تنازله وكرم صلاحه نحونا، إذ يريدنا أن نُصَلِّي بطريقة ندعو بها الله أباً، ونُحسَب نحن أبناء الله، كما أن المسيح نفسه هو ابن الله. لقب ما كان أحد يجسر أن ينطق به فى الصلاة لو لم يسمح لنا بنفسه أن ننطق به. لهذا يليق بنا أيها الإخوة الأحبّاء أن نتذكَّر هذا وندرك أننا إذ ندعو الله أباً فلنعمل بما يليق كأبناء لله. وكما تجدون لذَّة فى دعوة الله أباً، فهو أيضاً يجد لذَّة فينا! [126]].

يقول القدِّيس كيرلس الأورشليمى: [يا لعظمة حبّ الله للبشر! فقد منح الذين ابتعدوا عنه وسقطوا فى هاوية الرذائل غفران الخطايا، ونصيباً وافراً من نعمة، حتى أنهم يدعونه أباً: "أبانا الذى فى السماوات". السماوات هى أيضاً هؤلاء الذين يحملون صورة العالم السماوى، والذى يسكن الله فيهم ويقيم[127].].

يقول العلامة ترتليان: [مطوَّبون هم الذين يعرفون أباهم! وقد وجَّه هذا التوبيخ ضد إسرائيل إذ يُشْهد الروح السماء والأرض، قائلاً: "ربَّيْتُ بنين ولم يعرفوننى" (إش1: 2)... عندما نذكر الآب نستدعى أيضاً الابن، إذ يقول: "أنا والآب واحد" (يو10: 30)، وأيضاً لا نتجاهل الكنيسة أُمِّنا، إذ تُعرف الأم خلال الآب والابن، وخلالها يظهر اسم كل من الآب والابن. بتعبير واحد عام، أو بكلمة، نحن نكرم الآب مع ابنه... ونذكر الوصيَّة ونضع علامة للذين نسوا أبيهم[128].].


[120] - القمص تادرس يعقوب ملطى: الصلاة الربانيّة للمستعدِّين للعماد القدِّيس أغسطينوس، طبعة ثانية، 2004.

[121] Ser. on N. T. 6 - 9.

[122] Cassian: Conf. 18: 9.

[123] PG 1599: 13.

[124] On Prayer 3: 22.

[125] De Decretics 7.

[126] Lord's Prayer 10,11.

[127] Cat: Lac. 11: 23.

[128] On Prayer 2.

4- لماذا أول طلبة نسألها من الرب "ليتقدس اسمك"؟

2- لماذا يدعونا السيد المسيح أن نصلى الصلاة الربانية بصيغة الجمع؟