كيف ينزع العريس السماوى نجاستها؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
مقدم الإجابة الشماس بيشوي بشرى فايز
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكنيسة, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف ينزع العريس السماوى نجاستها؟ ([127])

[إنها تقول: لكننى خاطئة ونجسة. يقول لها الرب يسوع: لا تضطربى بسبب هذا فإننى طبيب. إننى أعرف الإناء الذى لىّ، وأعرف كيف فسد، فأعيد تشكيلك بواسطة جُرن المعمودية مُسلماّ إياك لعمل النار.

تأمل! لقد أخذ الله تراباً من الأرض وخلق الإنسان وشكله، لكن جاء الشيطان وأفسده. عندئذ جاء الرب وأخذه مرة أخرى وعجنه من جديد وغيّر شكله فى المعمودية، ولم يعد بعد ترابياً بل ذا صلابة شديدة. لقد خضع التراب اللين (الطين) لنار الروح القدس "سيعمدكم بالروح القدس ونار" (مت3: 11). يتعمد الإنسان بالماء لكى يتشكل، وبالنار لكى يتقوى، لذلك فإن النبى يتنبأ بحسب الإرشاد الإلهى قائلاً: "مثل آنية الخزاف يسحقهم" (مز2: 9)...

وحتى تتأكد أننى لا أنطق بكلمات فارغة، اسمع ما يقوله أيوب: "اذكر أنك جبلتنى كالطين" (أى10: 9)، وما يقوله بولس: "ولكن لنا هذا الكنز فى أوان خزفية" (2كو4: 7). لكن تأمل قوة الإناء الترابى، إذ صار قوياً بواسطة الروح القدس.

انظر كيف أكد الرسول أنه إناء ترابى، قائلاً عنه: "خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة، ثلاث مرات ضربت بالعصى، مرّة رُجمت" (2كو11: 24 الخ). ومع هذا فإن الإناء الترابى لم ينكسر. "ليلاً ونهاراً قضيت فى العمق". لقد كان فى العمق، لكن الإناء لم يفسد. عانى من انكسار السفينة، لكن الكنز لم يُفقد. كانت السفينة تغرق، لكن الحمولة طفت. يقول: "ولكن لنا هذا الكنز"... يسنده الروح القدس والبرّ والتقديس والخلاص.

وما طبيعته؟ "باسم يسوع الناصرى قم وامش" (أع3: 6). "يا اينياس يشفيك يسوع المسيح" (أع9: 34). "أنا آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها" (أع16: 18).

هل رأيت كنزاً كهذا أكثر بريقاً من الكنوز الملكية؟! هل تقدر جواهر الملك أن تفعل مثلما تفعل كلمات الرسول؟!... "ولكن لنا هذا الكنز". يا له من كنز ليس فقط محفوظاً، إنما يحفظ المسكن الذى يوجد فيه. هل تفهم ما يقول؟ إن ملوك الأرض وحكامها عندما يكون لهم كنوز يجهزون لها أماكن عظيمة للتخزين: من حصون عظيمة وقضبان وأبواب وحواجز للوقاية، ومزلاج... هذا كله لكى يحفظوا الكنوز. أما المسيح فصنع العكس، إذ لم يضع الكنز فى آنية حجرية (حتى تحميه)، بل فى إناء خزفى (لكى يحميه الكنز). إن كان الكنز عظيماً، فهل لهذا السبب يجعل الإناء ضعيفاً؟! لا... بل لأن االكنز لا يحفظه الإناء، بل هو الذى يحفظ الإناء.

إننى أودع الكنز (فى الإناء الضعيف)، فمن يقدر أن يسرقه من هناك؟! الشيطان يأتى، والعالم يأتى، والجموع تأتى، ومع ذلك لا يسرقون الكنز، فالإناء قد يُنكل به، أما الكنز فلا يٌفقد. قد يغرق الإناء (الجسد) فى البحر، لكن الكنز لا يغرق. الإناء قد يموت، أما الكنز فيحيا، لذلك فهو يعطى حرارة الروح].


[128] [] راجع للكاتب: القديس يوحنا الذهبى الفم العظة الثانية عن أتروبيوس.

ما هو مهر العروس؟

ما هو خاتم الزواج الذى يقدمه العريس السماوى؟