8- لماذا أقام الله كاروباً لحراسة طريق الفردوس؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, الملائكة, عقيدة
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ5 – المؤمن والطغمات السماوية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

8 - لماذا أقام الله كاروباً لحراسة طريق الفردوس؟

ارتبط الكروب بخلاصنا ارتباطاً وثيقاً، ظهر فى أول أسفار الكتاب المقدس ممسكاً سيفاً ملتهباً ناراً يحرس طريق الفردوس حتى لا يدخل الإنسان المتمرد على الله إلى شجرة الحياة (تك 3: 24). إذ لا تقدر طبيعة الإنسان الساقطة أن تقترب من سرّ الحياة. لم يحمل الكاروب كراهية للإنسان إذ ظهر فى آخر أسفار الكتاب المقدس مع الأربعة وعشرين قسيساً السمائيين يشتركون معاً فى تسبحة الحمل التى هى تسبحة خلاصنا (رؤ 5: 9). إذ طُرِد الإنسان من الفردوس، أقام الله كروباً للحراسة حتى جاء الجالس على الكروبيم نفسه إلى عالمنا يحملنا فى جنبه المطعون ليدخل بنا إلى فردوسه السماوى، فتتهلل كل طغمة الكروبيم مع بقية الطغمات السماوية لانضمام الإنسان إلى خورُس السمائيين.

إقامة حراسة مُشدَّدة على جنة عدن يقوم بها واحد من أعلى الرتب السماوية، تحثّ على إدراك خطورة التمرُّد على الله، وأن المصالحة بين الله والإنسان المُتمرِّد تحتاج إلى تدخُّل إلهى.

هنا أقتبس ما تصوَّره القديس مار يعقوب السروجى عندما انطلق ديماس اللص إلى الفردوس، والحوار الذي دار بين الكروب حارس الفردوس واللص اليمين.

[إذ كان (اللص) يقتحم أساس اللهيب العظيم، التقى به الكروب، وقام يسأله متعجباً.

قل لى يا رجل: من أنت؟ ومن أين أنت؟ وكيف أتيت فى طريق اللهيب المخيف؟

وكيف حملتك الرياح لتسير على أكتافها؟ ألم تحرق أمواج النار ضعفك؟

كيف عبّرتَ الهوة العظيمة المملوءة ناراً؟ كيف عبَرتَ بين أمواج اللهيب ولم تحترق؟

أيها الهباء المنثور، من ساعدك لتركض على العواصف، ولم تتبدد بعنفها؟

كيف وطأ أخمص اللحم اللهيبَ، ولم يذب بغليان حرارته؟

يا حبة التراب، كيف عبرت فى بحر النار، ووقع طينك بين الأمواج، ولم يتفتت؟

هل أنت آدم المجبول بيدَيّ اللاهوت؟ أم شيث (تك 4: 26) البهى المحاط بأسرار الوحيد؟...

إظهرْ لى يا ابن التراب من أنت، لأن جسارتك عبرت بحر اللهيب.

صرخ اللص: يا ابن اللهيب لا تغضب، سأقول لك من أنا، ومن أرسلنى.

أنا لص، كنتُ أسلك فى الرذائل، وكنت أغتسل بدم الناس فى الطرقات.

خطفتُ الكنوز من التجار واقتنيتها، وجعلت الرؤساء محتاجين (بسرقة) كنوزهم.

قتلتُ قتلاً، وسبَحت فى دم البشر، وعذبتُ الشيوخ، ولم أحزن على الشباب.

أغلقت الطرقات على المارين والمسافرين، وظل التجار فى منازلهم (محرومين) من الأرباح.

سلبت ثروات اناسٍ بلا عددٍ، وفى البرية سبَحت فى الشرور كما لو فى المياه.

سمع (الكروب) النارى الجدال العجيب فتحيَّر، ودعا جموع الناريين المخيفة وهو يرتعب.

قال المستيقظ (الكروب) والقوات متعجبة: أيها الرجل الدنس، ماذا تعمل فى الموضع الطاهر؟

أيها الملطخ بالدم، بأى طريق تم مجيئك، ولم تجرفك أمواج النار وأنت تعبر؟

يا سالب الكنوز، إن موضع شعبنا لا يُسلَب، يا قتّاَل الناس لا توجد إمكانية ليموت المستيقظون (السمائيون).

يا مستغل الأحرار، لا تقدر أن تتنهب المستيقظين! عد واذهب إلى موضعك، لئلا تحترق بأجنحتهم!

يا باقة الأعشاب، كيف تسبح فى بحر النار؟ يا جثة الدم، ماذا تعمل بين الناريين؟

أساس عدن (الفردوس) هو لهيب لا يُنقَب، والمزلاج عظيم، وقد ختمه الملك ولا يُفتَح.

هوذا المفتاح فى الملكوت، من يخرجه؟ والسور نارى، ولا تقدر أن تقتحم الأساس.

رمح النار يلتهب ويخيف، فلو تجاسرت أيها العشب الضعيف ستضمحل به.

أيها الترابى، لقد استهنتَ باللهيب، ولم تجرفك أنهار النار المخيفة.

ذكر اللص لابن اللهيب: أيها الروحى اسمع لأقول لك الحقيقة: كنتُ لصاً، واصطادتنى المراحم من الرذائل، فسبحت واغتسلت من الشرور التى كنت ملطخاً بها.

كنت أقترف الإثم فى الطرقات طيلة النهار، واصطادتنى المراحم لأتوب وقت المساء.

دعتنى أعمالى الشريرة لأموت على قمة الخشبة (الصليب)، وبالتوبة جذبتنى المراحم لأرث الحياة (لو 23: 42).

اعطانى الملك ربُّك الحياة، لأننى اعترفت باسمه، وفتح أمامى باب النور، لأدخل إلى عدن.

أيها الروحى، يلزمك أن تفرح بالضال الذي عاد، فإن ربَّك يفرح به...

جميع المستيقظين (السمائيين) يفرحون بخاطئ واحد يتوب، ويبتهج به بنو اليمين ليرث معهم (لو 15: 7). وأنت، هل تحزن؟ ولماذا؟ لأننى أتيت بينما ابن الملك وقواته يفرحون بعودتى؟ [46].].


[46] - الميمر 177 على الكاروب واللص (راجع نص بول بيجان ترجمة الدكتور بهنام سونى).

9- لماذا وُضِع كاروبان من الذهب على تابوت العهد؟

7- ماذا يقول القديس مار يعقوب السروجى عن الكروبيم كمركبة الله؟