هل من مثال عملى بخصوص الاهتمام بالوحدة الكنسية؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
مقدم الإجابة الشماس بيشوي بشرى فايز, القمص تادرس يعقوب ملطي
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكنيسة, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل من مثال عملى بخصوص الاهتمام بالوحدة الكنسية؟

جاهد القديس باسيليوس من اجل وحدة الكنيسة، فهو يرى أنها تقوم على أساس الإيمان الواحد، ولهذا كان ما يشغل قلبه أن يُعيد الوحدة للكنائس التى تُمزّقها البدع. ففى إحدى رسائله كتب: [أعتقد أنه يناسب الذين يخدمون الرب بكل صدق وإخلاص، أن تكون غاية جهودهم الوحيدة، إعادة وحدة الكنائس المنقسمة ([32])]. من أجل هذه الوحدة، كان على أتم الاستعداد، رغم الأمراض والصعوبات والإهانات التى تعرّض لها أن يذهب إلى أى بلدة، يتحدّث إلى الأساقفة ويجمعهم، ويأخذ منهم اعترافات إيمان واضحة.

يظهر مدى اهتمامه بوحدة الكنيسة فى الشرق والغرب مما كتبه لكثير من الأساقفة فى الشرق والغرب بخصوص بدعة أريوس، نقتبس منها الآتى: [بالمقارنة بين الحاضر (الفوضى فى الكنائس) والماضى، يمكنك أن ترى كيف أن الاختلاف بين الحاضر والماضى يتزايد. يمكنك بسهولة أن تستنتج أن ظروفنا إذا استمرت هكذا ستتلف فى الحاضر. ليس شئ يمنع الكنائس من أن تتغيّر تماماً فى وقت قصير إلى بنية أخرى... أنا أيضاً أعرف وتحققتُ لمدة طويلة من إدراكى المتواضع بشئونى أن الطريق الوحيد للمحافظة على كنائسنا هو الاتحاد مع الأساقفة الغربيين. إن كانوا يريدون أن يظهروا الغيرة على الإيبارشيات التى فى منطقتنا، والتى تقوم بدور فى حالة أو حالتين فى الغرب اللتان اكتشفتا أنهما هرطوقيتان، ربما من أجل فائدتنا واهتماماتنا المشتركة، حيث أن حكامنا يتطلعون باستخفاف إلى الشعب فى كل مكان الذين يتبعون أساقفتهم دون تساؤل ([33])].

[أى شئ أكثر سروراً من أن نرى البشر الذى تعزلهم مسافات كهذه يرتبطون بوحدة الحب فى تناغم، فى عضوية فى شكل المسيح. بالرغم من أن غالباً كل الشرق أيها الأب الكلى الكرامة (أقصد بالشرق من منطقة IIIyricum) تهتز بعاصفة عنيفة وطوفان. برغت الهرطقة القديمة التى لأريوس، عدو الحق، بطريقة معيبة كجذر مُرّ نتيجة للكارثة وأفسدت أبطال الإيمان المستقيم فى كل إيبارشية... إننا نترقب الحل لهذه المتاعب، وافتقاد مراحمكم. حقاً فى الأزمنة الماضية محبتكم التى لا تصدق دائماً تجتذبنا، ونحن إلى وقت قصير نقتنى قوة فى نفوسنا بسبب التقرير المفرح أنكم ستفتقدوننا. غير أنه قد أصابتنا خيبة الأمل فى رجائنا ([34])].

[الأمور هنا فى حالة يُرثى لها، أيها الإخوة المكرمون جداً. فالكنيسة أشبه بقارب فى وسط البحر، تصدمها هجوم الأمواج المستمرة، فنزلت إلى حالة إنهاك تام بهجمات لا تنقطع من مقاوميها، تفقد بعض التغيرات السريعة فى صلاح الله. لذلك، إذ تظهر ببركات شخصية فى الاتفاق والوحدة بينكم، هكذا أيضاً نتوسل إليكم أن تظهروا تحنناً علينا فى عدم موافقتنا (لكم)، ولا تنفصلوا عنا لمجرد أن بلادنا بعيدة، بل حيث أننا متحدون فى شركة الروح، بالحرى فلننضم إلى وحدة الجسد وتناسقه.

أحزاننا معروفة جداً ولا تحتاج إلى من يسردها، فقد أذيع عنها بالفعل فى كل العالم. تعاليم الآباء أحتقرت، تسليم الرسل قد دُمّر، تلفيقات المبتدعين قد أدخلت فى الكنائس. صار الناس الآن ماهرين فى البلاغة لا فى اللاهوتيات: صار للحكمة الزمنية الأولوية ومجد الصليب أهين. أستبعد الرعاة، واحتلّت الذئاب مكانهم، الذين يمزقون قطيع المسيح. بيوت الصلاة فرغت من اجتماعاتها السابقة، وامتلأت الصحارى بالحزانى...

إن وجدت تعزية حب، أية شركة للروح، أية مشاعر للحنو حثوا أنفسكم لتأتوا إلى الراحة. استخدموا الغيرة فى الحث على التقوى، أنقذونا من هذه العاصفة، دعوا التعليم الطوباوى الذى للآباء يُنطق بغير خوف بيننا. هذا التعليم الذى يفند هرطقة أريوس البغيضة، وتُبنى الكنائس على تعاليم سليمة، التى فيها يُعرف الابن أنه واحد مع الآب فى الجوهر، ويُحصى معهما الروح القدس، ويُسجد له بذات الكرامة، وذلك لكى يدافع عدم خوفكم للحق. عطية الله لكم، ومجدكم فى الاعتراف بالثالوث الإلهى المخلص يمنحنا نحن أيضاً معونة صلواتكم وتعاونكم ([35])].


[32] Epistle 118. [].

[33] Epistle 66. (to St. Athanasius) PG 549: 36. [].

[34] Letter 70 to Damasus, Bishop of Rome. [].

[35] Letter 90 to the Most Holy Brothers and Bishops of the West [].

ما هو الطريق العملى للتمتع بسرّ الوحدة؟

ماذا نعنى بالقول "كنيسة واحدة"؟