ما هى الفضيلة المسيحية؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الفضيلة في الحياة الروحية, مفاهيم في الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هى الفضيلة المسيحية؟

الفضيلة فى قلب المؤمن الكنسى هى اتحاد مع العريس السماوى، وتمتع بالشركة معه فى سماته السماوية، بقيادة روحه القدوس. ففى كل صباح، إذ يُصلى المؤمن صلاة باكر ويسبح بها، يذكر قيامة السيد المسيح، العريس السماوى، فيدرك إمكانية قيامته فيه، بالتمتع بحياة جديدة سماوية متجددة لن تقدم ولا تشيخ. يتمتع بعربون الحياة المقامة فى المسيح يسوع، فى قلبه وفى سلوكه كعربون الكمال السماوى. بفكر إنجيلى يكشف القديس يوحنا الذهبى الفم عن الفضيلة أنها ليست مجموعة أخلاقيات نلتزم بها، إنما أولاً وقبل كل شئ هى اتحاد مع المسيح الذى صار لنا براً وقداسة وفداءً (1كو1: 30). يقول القديس كيرلس الكبير: [ينبوع كل بركة هو المسيح "الذى صار لنا حكمة من الله"، إذ فيه صرنا حكماء وامتلأنا بالمواهب الروحية. الآن من كان متزن العقل يؤكد أن معرفة هذه الأشياء التى فيها نتقدم بكل وسيلة بالحياة المقدسة السامية والنمو فى الفضيلة إنما هى عطية من الله يتأهل الإنسان للفوز بها[28]].

يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذى فى السماوات هو كامل "(مت5: 48). ينشر السيد اسم" السماوات "فى كل مكان بغزارة رافعاً أذهانهم" [29]].

[لقد نزل الله (ليقدم الشريعة) عندما صعد موسى إليه (على جبل سيناء)، أما هنا فالروح القدس ينزل عندما ارتقت طبيعتنا إلى السماء، أو بالأحرى إلى العرش الملوكى[30]].

[بينما ننتظر القيامة المُقبلة يطلب منا قيامة أخرى، طريقة حياة جديدة فى هذا العالم تنبع عن تغير فى طرقنا القديمة. عندما يصير الزانى طاهراً، والطماع رحوماً، والعنيف لطيفاً. هنا أيضاً قيامة، هى استباق للقيامة المقبلة. كيف يكون هذا قيامة؟ إنها قيامة، لأن الخطية تموت ويقوم البرّ، الإنسان القديم يتحطم والحياة الجديدة الملائكية تنتعش. عندما تسمع عن الحياة الجديدة تطلع إلى تغير واختلاف عظيم[31]].

[صار المسيح كل شئ بالنسبة لكم: المائدة والملبس والمنزل والرأس والأصل. "فإنكم جميعاً الذين اعتمدتم قد لبستم المسيح" (غل3: 27). انظروا كيف صارملبسكم؟ أتريدون أن تعرفوا كيف صارطعامكم؟ يقول المسيح: "كما أنا حى بالآب، هكذا من يأكلنى يحيا بى" (يو6: 58)؟ وقد صار منزلكم: "من يأكل جسدى يثبت فىّ وأنا فيه" (يو6: 57). ويظهر أنه هو أصلنا وأساسنا عندما يقول: "أنا هو الكرمة وأنتم الأغصان" (يو15: 5)، لكى يظهر أنه أخوكم وصديقكم وعريسكم، يقول: "لا أعود أدعوكم عبيداً، إذ أنتم أصدقائى" (يو15: 15). مرة أخرى يقول القديس بولس: "قد خطبتكم لرجل واحد، لأقدم لكم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو11: 2). وأيضاً "ليكون بكراً بين إخوة كثيرين" (رو8: 29). لم نصر فقط إخوته بل أولاده، إذ يقول: "هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب" (إش8: 18). لم نصر أولاده فقط بل وأعضاءه وجسده (1كو12: 27). إن كانت هذه الأمور التى أشرت إليها غير كافية لتبرهن على حُبه ولطفه اللذين يظهرهما لنا، يُقدم لنا شيئاً آخر أكثر تقرباً من هذه عندنا يتحدث عن نفسه أنه رأسنا (أف1: 22، 23) [32]].


[28] On Luc hom. 119.

[29] In Matt. hom 9: 18.

[30] In Matt. hom 3: 1.

[31] In Rom Hom 10. PG 480: 60 B - C.

[32] Baptismal Instruction. 13: 12, 14.

ما هى القداسة فى الفكر المسيحى؟

ما هى أهم الفضائل التى يتسم بها الإنسان المسيحى؟