الأصحاح الأول – سفر راعوث – مارمرقس مصر الجديدة

تفسير سفر راعوث - المقدمة

تفاسير أسفار الكتاب المقدس.

أولا: كاتبه.

ثانيا: زمن كتابته.

ثالثا: أهدافه.

رابعًا: أقسامه.

أولا: كاتبه:

صموئيل النبي كما يخبرنا التلمود اليهودي.

ثانيا: زمن كتابته:

تمت أحداثه في عصر القضاة (را 1: 1) أيام جدعون وذلك حوالي عام 1270 ق. م. لأنه قد حدثت مجاعة في هذه الأيام (قض6: 1 - 6، 11) والتي بسببها ذهب زوج نعمي إلى موآب. وهناك رأى آخر أنه قد تمت أحداثه أيام عالى الكاهن لأن الأرض قد خربت بسبب الفلسطينيين كما يخبرنا يوسيفوس المؤرخ.

وقد كتبه صموئيل النبي كما ذكرنا بعد مسح داود ملكًا وذلك حوالي عام 1050 ق. م.

ثالثا: أهدافه:

محبة الغرباء.

احترام كبار السن (الحماة) وخدمتهم ومحبتهم.

بركة الله للمحبين الأمناء المجاهدين.

فضيلة العطاء بسخاء كما ظهرت في بوعز.

محبة المسيح في خلاص اليهود والأمم لدرجة أن تكون إحدى جداته أممية وهي راعوث.

رابعًا: أقسامه:

هجرة أليمالك إلى موآب ثم عودة نعمي وراعوث إلى يهوذا (را 1).

راعوث في حقل بوعز (را 2).

راعوث في بيدر بوعز (را 3).

زواج راعوث (را 4).

الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

عودة نعمي وراعوث إلى بيت لحم.

(1) هجرة أليمالك (ع1 - 5).

(2) عودة عرفة (ع6 - 14).

(3) نعمي وراعوث في بيت لحم (ع15 - 22).

(1) هجرة أليمالك (ع1 - 5):

1 حَدَثَ فِي أَيَّامِ حُكْمِ الْقُضَاةِ أَنَّهُ صَارَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ, فَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا لِيَتَغَرَّبَ فِي بِلاَدِ مُوآبَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَابْنَاهُ. 2 وَاسْمُ الرَّجُلِ أَلِيمَالِكُ, وَاسْمُ امْرَأَتِهِ نُعْمِي, وَاسْمَا ابْنَيْهِ مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ - أَفْرَاتِيُّونَ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا. فَأَتُوا إِلَى بِلاَدِ مُوآبَ وَكَانُوا هُنَاكَ. 3 وَمَاتَ أَلِيمَالِكُ رَجُلُ نُعْمِي, وَبَقِيَتْ هِيَ وَابْنَاهَا. 4 فَأَخَذَا لَهُمَا امْرَأَتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ, اسْمُ إِحْدَاهُمَا عُرْفَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى رَاعُوثُ. وَأَقَامَا هُنَاكَ نَحْوَ عَشَرِ سِنِينٍ. 5 ثُمَّ مَاتَا كِلاَهُمَا مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ, فَتُرِكَتِ الْمَرْأَةُ مِنِ ابْنَيْهَا وَمِنْ رَجُلِهَا.

العدد 1

ع1:

حكم القضاة: هي فترة 450 عامًا بعد موت يشوع بن نون، اختلط فيها اليهود مع الوثنيين المحيطين، فغضب عليهم الله، واحتلهم وأذلهم الوثنيون، وحينئذ تابوا وأرسل لهم الله قاضٍ يحكم بشريعته ويخلصهم من الأعداء. ثم عادوا إلى الاختلاط بالأشرار، وغضب الله عليهم مرة ثانية وتكررت هذه القصة مرات كثيرة.

جوع: هي المجاعة التي حدثت أيام جدعون (قض6: 1 - 6، 11) وذلك بسبب نهب المديانيين والعمالقة لقوت اليهود. وكان ذلك تأديبًا من الله بسبب إهمالهم لشريعته واختلاطهم وزواجهم بالوثنيين.

بيت لحم يهوذا: قرية تقع جنوب أورشليم على بعد خمسة أميال، وهي التي ماتت عندها راحيل.. وفيها وُلِدَ المسيح فيما بعد. ولقبت ببيت لحم يهوذا لأنها تقع في نصيب سبط يهوذا تمييزًا لها عن قرية أخرى تسمى بيت لحم تقع في نصيب سبط زبولون.

موآب: هو ابن لوط، والموآبيون شعب ضايق بنى إسرائيل وأمرهم الله ألا يختلطوا بهم. وكانوا يسكنون شرق نهر الأردن.

في أيام عصر القضاة، وبالتحديد أيام جدعون، حدثت مجاعة في البلاد اليهودية. ولم يحتمل أحد اليهود، فهاجر إلى بلاد موآب الوثنية هو وزوجته وابناه. وكان هذا أمرًا خاطئًا ومخالفًا لشريعة الله، فلم يطلب إرشاد الله وذهب إلى شعب وثني كان الله قد أمرهم ألا يختلطوا به (تث23: 3). فهو ضعف إيمان بقوة الله القادر أن يعوله وسط المجاعة، وخاصة أن هذه المجاعة كانت تأديبًا من الله بسبب إهمالهم لشريعته، فكان الأجدر به أن يتوب ويتمسك بوصايا الله.

† إذا حلَّت بك ضيقة، فارجع إلى الله بالتوبة واطلب معونته، ولا تعتمد على حلّ المشكلة بأفكارك المادية لئلا تبتعد أكثر عن الله. وثق أن إلهك يحبك ولن يتركك وسط الضيقة.

العدد 2

ع2:

أليمالك: اسم معناه إلهي ملك.

نعمي: اسم معناه متنعمة القلب.

محلون: اسم معناه فقر ومرض.

كليون: اسم معناه خراب.

لم يسلك أليمالك بحسب اسمه، فيستقر في أرضه متكلًا على الله، بل هاجر إلى بلاد الوثنيين وأخذ معه امرأته نعمي التي عاشت بحسب اسمها، أي ظلت متمسكة بعشرتها مع الله حتى في بلاد الغربة، وكل أشواقها متعلقة بالرجوع إلا بلادها حيث عبادة الله في خيمة الاجتماع. أما اسما ابنيه فيعبران عن الحالة السيئة، ليس فقط التي واجهته في بلاده حيث المجاعة، ولكن بالأكثر للجوع والخراب الروحي الذي واجهه في بلاد موآب. وكان الأجدر به أن يظل في بيت لحم التي تعنى بيت الخبز والتي ترمز للخبز الروحي الذي يناله أولاد الله في عشرتهم معه.

العدد 3

ع3:

أراد الله أن يظهر غضبه على هذا التصرف الغير سليم روحيًا بالهجرة إلى بلاد بعيدة عنه، وبالتالي تصبح الحياة مع الله صعبة، فمات رب الأسرة "أليمالك" وهو في سن صغير، فلم يبلغ الشيخوخة ولم يتمتع بالخيرات المادية التي كان يود أن يجدها في موآب، بل تدنست حياته بالشر المحيط به ومات سريعًا.

العدد 4

ع4:

عرفة: اسم موآبى معناه عنق أو خلف العنق.

راعوث: اسم موآبى معناه جميلة.

تزوج ابنا نعمي بزوجتين موآبيتين، وذلك على خلاف شريعة الله التي أمرت بالتباعد عنهم (تث23: 3)، وظلا في حياة زوجية مدة عشر سنوات ولم ينجبا منهما. وهنا أيضًا يظهر الله غضبه عليهما، فلا يعطيهما ثمرًا في البلاد الغريبة عن الإيمان لأنهم تركوا "أفراتة" (التى هي الاسم القديم لبيت لحم) ومعناه ثمر رمزًا لبركات الله لأولاده المتمسكين بالحياة الروحية معه. وعدد عشرة يرمز لفترة كاملة، أي أنهما لم يحصلا على ثمر مهما عاشا سنينًا طويلة بعيدًا عن الله.

العدد 5

ع5:

يتكامل غضب الله فيموت الابنان محلون وكليون، وهكذا صارت نعمي وحيدة. ولعل الإنسان عندما يشعر بالوحدة يرجع إلى الله فيجد خلاصه، وهذا ما حدث فعلًا كما سنرى في الأعداد التالية، إذ فكرت نعمي في الرجوع إلى بلادها.

ونلاحظ هنا أن راعوث لم تنجب من زوجها الأول، محلون، وهذا يرمز إلى عدم قدرة الناموس على تقديم الخلاص والبركة، ولكنها أنجبت فيما بعد من بوعز وجاء من نسلها المسيح، وهذا يرمز إلى قدرة الكنيسة في العهد الجديد على تقديم الخلاص والبنين الروحيين. فراعوث ترمز في حياتها القديمة إلى كنيسة العهد القديم، ثم بزواجها من بوعز إلى كنيسة العهد الجديد.

(2) عودة عرفة (ع6 - 14):

6 فَقَامَتْ هِيَ وَكَنَّتَاهَا وَرَجَعَتْ مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ, لأَنَّهَا سَمِعَتْ فِي بِلاَدِ مُوآبَ أَنَّ الرَّبَّ قَدِ افْتَقَدَ شَعْبَهُ لِيُعْطِيَهُمْ خُبْزًا. 7 وَخَرَجَتْ مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ وَكَنَّتَاهَا مَعَهَا, وَسِرْنَ فِي الطَّرِيقِ لِلرُّجُوعِ إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا. 8 فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتَيْهَا: «اذْهَبَا ارْجِعَا كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلَى بَيْتِ أُمِّهَا. وَلْيَصْنَعِ الرَّبُّ مَعَكُمَا إِحْسَانًا كَمَا صَنَعْتُمَا بِالْمَوْتَى وَبِي. 9 وَلْيُعْطِكُمَا الرَّبُّ أَنْ تَجِدَا رَاحَةً كُلُّ وَاحِدَةٍ فِي بَيْتِ رَجُلِهَا». فَقَبَّلَتْهُمَا, وَرَفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ وَبَكَيْنَ. 10 فَقَالَتَا لَهَا: «إِنَّنَا نَرْجِعُ مَعَكِ إِلَى شَعْبِكِ». 11 فَقَالَتْ نُعْمِي: «ارْجِعَا يَا بِنْتَيَّ. لِمَاذَا تَذْهَبَانِ مَعِي؟ هَلْ فِي أَحْشَائِي بَنُونَ بَعْدُ حَتَّى يَكُونُوا لَكُمَا رِجَالًا؟ 12 اِرْجِعَا يَا بِنْتَيَّ وَاذْهَبَا لأَنِّي قَدْ شِخْتُ عَنْ أَنْ أَكُونَ لِرَجُلٍ. وَإِنْ قُلْتُ لِي رَجَاءٌ أَيْضًا بِأَنِّي أَصِيرُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لِرَجُلٍ وَأَلِدُ بَنِينَ أَيْضًا, 13 هَلْ تَصْبِرَانِ لَهُمْ حَتَّى يَكْبُرُوا؟ هَلْ تَنْحَجِزَانِ مِنْ أَجْلِهِمْ عَنْ أَنْ تَكُونَا لِرَجُلٍ؟ لاَ يَا بِنْتَيَّ. فَإِنِّي مَغْمُومَةٌ جِدًّا مِنْ أَجْلِكُمَا لأَنَّ يَدَ الرَّبِّ قَدْ خَرَجَتْ عَلَيَّ». 14 ثُمَّ رَفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ وَبَكَيْنَ أَيْضًا. فَقَبَّلَتْ عُرْفَةُ حَمَاتَهَا, وَأَمَّا رَاعُوثُ فَلَصِقَتْ بِهَا.

الأعداد 6-7

ع6 - 7:

كنتاها: الكنة هي زوجة الابن.

وصلت أخبار إلى نعمي بأن المجاعة قد انتهت من بلادها، ففكرت في الرجوع إلى بيت لحم، خاصة وأنها أصبحت وحيدة بعد فقد زوجها وابنيها، فقامت من بيتها لتسافر وخرجت معها كنتاها لتودعاها وترافقاها في طريق السفر.

العدد 8

ع8:

شكرت نعمي كنتيها على توديعهما ومرافقتهما لها مسافة في طريق السفر، وبلطف وأمومة طلبت منهما الاكتفاء بهذه المسافة والرجوع إلى المدينة.

وهذا يظهر كما سيأتى في الأعداد التالية أن نعمي تتميز بحب وأمومة فياضة جعلت كنتيها تحبانها وتتعلقان بها، فلم تكن هناك أي غيرة بشرية أو محاولة للتسلط في عشرتها لكنتيها فكانت مثالًا للحماة الروحية أي كأم ثانية. وطلبت نعمي من الله بركات لهما تقديرًا لمحبتهما لها ولزوجيهما اللذين ماتا، فنعمى تقدر مشاعر المحبة وتشكر عليها بل وتطلب من الله بركات للمحبين.

العدد 9

ع9:

تمنت نعمي زواجًا سعيدًا لكنتيها، وهذا يظهر أيضًا عدم أنانيتها في رفض زواج كنتيها من زوجين آخرين بعد ابنيها، فأمومتها تبحث أولًا عن راحة كنتيها. وأمام هذا الحب بين نعمي وكنتيها تأثرت مشاعر الكل وفاضت الدموع بل ارتفع صوت بكاءهن.

† قدر ما تقدم حبًا للآخرين، تكسب نفوسهم فيريدون الالتصاق بك وبالتالي يتعلمون منك محبة الله وترشدهم بسهولة إلى طريق الحق حتى ولو بدون كلام.

العدد 10

ع10:

أظهرت كنتاها تعلقهما بها وأعلنتا أنهما لن تتركاها بل سترافقاها لتعيشا معها في بلادها. وهذا يظهر مدى حبهما لها لأنها سبقت فقدمت حبًا كبيرًا لم تسمعا عنه ولا وجدتاه في شعبهما. هكذا فأولاد الله ظاهرون مختلفون عن أهل العالم.

العدد 11

ع11:

بمحبة رفضت نعمي أن ترافقاها لأنها لن تستطيع تقديم أزواج لهما، فهي ليست حبلى ولا متوقع أن تلد بنين ويكبرا ليتزوجاهما.

ونعمي هنا ترمز أيضًا مثل راعوث في حياتها الأولى إلى عجز الناموس عن تقديم الخلاص والبنين والثمار. وهي تشير هنا لعبادة اليهود أنه إن مات أحد ولم ينجب يتزوج أخوه بامرأته وينسب الابن البكر المولود للزوج المتوفى (تث25: 5، 6).

الأعداد 12-13

ع12 - 13:

يد الرب قد خرجت على: أي سمح لى بضيقات وهي موت الزوج والابنين.

أضافت نعمي أنها قد كبرت في السن لدرجة لن تسمح لها بزواج ثانٍ، وضعف الأمل في أن تنجب بنين في هذا السن، وبالتالي لن تستطيع أن تقدم لهما أزواج في يوم من الأيام.

ثم قالت لو كان يمكن أن تحبل بنين، وهو افتراض مستحيل الحدوث، فستبقى مشكلة وهي هل تصبر كنتاها سنينًا طويلة إلى أن يكبر البنين وتكون هناك فرصة لزواج عرفة وراعوث منهم؟!... هذا بالطبع احتمال ضعيف جدًا. من أجل كل هذا نسيت حاجتها لمرافقة كنتيها لها وفكرت في راحتهما قبل نفسها.

العدد 14

ع14:

اقتنعت عرفة بكلام حماتها فقبلتها وبكت كثيرًا وودعتها وعادت إلى مدينتها؛ أما راعوث فرفضت أن تودعها والتصقت بها.

وهنا نجد عرفة مثالًا للمحبة البشرية التي تقدر محبة الآخرين ولكن لها حدود وهي المنطق البشرى، فاقتنعت وعادت إلى بيتها. وهكذا اسمها يدل على ذلك لأن اسم عرفة معناه الرقبة أو ظهر الرقبة، أي أنها أعطت القفا لحماتها وعادت إلى مكانها. أما راعوث فهي تمثل المحبة الإلهية التي يهبها الله لأولاده والتي تفوق المحبة البشرية وكل منطق، فظلت ملتصقة بحماتها.

(3) نعمي وراعوث في بيت لحم (ع15 - 22):

15 فَقَالَتْ: «هُوَذَا قَدْ رَجَعَتْ سِلْفَتُكِ إِلَى شَعْبِهَا وَآلِهَتِهَا. ارْجِعِي أَنْتِ وَرَاءَ سِلْفَتِكِ. 16 فَقَالَتْ رَاعُوثُ: «لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجِعَ عَنْكِ, لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلَهُكِ إِلَهِي. 17 حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ وَهُنَاكَ أَنْدَفِنُ. هَكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ بِي وَهَكَذَا يَزِيدُ. إِنَّمَا الْمَوْتُ يَفْصِلُ بَيْنِي وَبَيْنَكِ». 18 فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا مُشَدِّدَةٌ عَلَى الذَّهَابِ مَعَهَا كَفَّتْ عَنِ الْكَلاَمِ إِلَيْهَا. 19 فَذَهَبَتَا كِلْتَاهُمَا حَتَّى دَخَلَتَا بَيْتَ لَحْمٍ. وَكَانَ عِنْدَ دُخُولِهِمَا بَيْتَ لَحْمٍ أَنَّ الْمَدِينَةَ كُلَّهَا تَحَرَّكَتْ بِسَبَبِهِمَا, وَقَالُوا: «أَهَذِهِ نُعْمِي؟ » 20 فَقَالَتْ لَهُمْ: «لاَ تَدْعُونِي نُعْمِيَ بَلِ ادْعُونِي مُرَّةَ, لأَنَّ الْقَدِيرَ قَدْ أَمَرَّنِي جِدًّا. 21 إِنِّي ذَهَبْتُ مُمْتَلِئَةً وَأَرْجَعَنِيَ الرَّبُّ فَارِغَةً. لِمَاذَا تَدْعُونَنِي «نُعْمِيَ» وَالرَّبُّ قَدْ أَذَلَّنِي وَالْقَدِيرُ قَدْ كَسَّرَنِي؟ » 22 فَرَجَعَتْ نُعْمِي وَرَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ كَنَّتُهَا مَعَهَا, الَّتِي رَجَعَتْ مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ, وَدَخَلَتَا بَيْتَ لَحْمٍ فِي ابْتِدَاءِ حَصَادِ الشَّعِيرِ.

العدد 15

ع15:

سلفتك: زوجة شقيق الزوج.

في محبة واهتمام من نعمي براعوث، حاولت منعها من مواصلة السفر معها وطلبت منها أن تعود إلى بلادها وآلهتها مثل سلفتها عرفة. فرغم حاجة نعمي للمساندة بسبب كبر سنها، لكنها فكرت في راحة راعوث قبل راحتها.

الأعداد 16-17

ع16 - 17:

هكذا يفعل بى الرب وهكذا يزيد: صيغة قسم تعنى أنه إن تراجعت عن قسمى، أستحق عقابًا أكثر من العادي.

يظهر تألق محبة راعوث لحماتها، فطلبت منها ألا تكرّر إشفاقها عليها ودعوتها للعودة إلى أهلها لأن محبة راعوث فاقت كل محبة بشرية ويظهر ذلك فيما يلي:

التصاقها بحماتها في سفرها وفى إقامتها في أي مكان تختاره.

قبولها أن تنضم إلى شعب الله وتترك شعب موآب الوثني، أي رغبتها في أن تصير يهودية إذ تأثرت بصفات حماتها وإيمانها.

إعلان إيمانها بالله وتركها للآلهة الوثنية التي يعبدها الموآبيون.

إصرارها على الوجود مع حماتها طوال حياتها، أي حتى الموت، فلا يستطيع شيء أن يفصلها عن حماتها إلا عندما يشاء الله فتموت إحداهما.

رجاءها في الحياة الأبدية التي تترجاها حماتها، فحتى بعد الموت تريد أن تظل مع حماتها فتطلب أن تندفن في الموضع الذي تدفن فيه حماتها.

العدد 18

ع18:

أمام عظمة محبة راعوث وإصرارها على الالتصاق بحماتها، سكتت نعمي ولم تعد تطالبها بالرجوع إلى بلادها. وكان قلبها بالطبع مملوءًا فرحًا لأنها كانت تحب راعوث ففرحت بعشرتها لها على الدوام وبقبولها الانضمام إلى شعب الله والإيمان به.

العدد 19

ع19:

واصلت نعمي وبرفقتها راعوث الطريق حتى وصلتا إلى بيت لحم، وعند دخولهما القرية بعد غيبة أكثر من عشر سنوات، اهتمت كل القرية باستقبال نعمي، وهذا يظهر ما يلى:

مكانة نعمي كإنسانة تقية محبوبة من أقاربها وجيرانها.

تغير حالة نعمي، فقد خرجت ومعها ثلاثة رجال هم زوجها وابناها، والآن تعود وحيدة وبرفقتها شابة غريبة الجنس وليس معها أي ممتلكات من الماشية أو غيرها، أي لم تستفد شيئًا من هجرتها بل عادت بحالة أسوأ مما كانت، فاستحقت الرثاء والحزن عليها من أهل قريتها.

العدد 20

ع20:

قالت نعمي لمستقبليها من أهل القرية، معبرة عن حزنها، أنهم لا يعودون يدعونها نعمي بل مُرَّة، لأن الله قد سمح بتأديبها وذلك بترك بلادها فأتت عليها ضيقات كثيرة وهذه نتيجتها وهي عودتها وحيدة فقيرة... فهي تخضع لله ولتأديباته ولكنها تصف حالتها ونفسيتها المحتملة ضيقات شديدة.

العدد 21

ع21:

واصلت نعمي كلامها فقالت إنى ذهبت من هنا إلى موآب وكنت ممتلئة، إذ كان لى زوج وولدان، والآن أعود فارغة بعد موتهم. وهي في إيمان تقبل تأديب الله الذي أذلها وكسرها لأنها لم تؤمن أن تحيا معه وتعبده بين أهلها وطلبت الخيرات المادية ففقدت كل شيء.

العدد 22

ع22:

يحدّد الكتاب المقدس ميعاد رجوع نعمي وراعوث إلى بيت لحم وهو أيام حصاد الشعير الذي يكون في أواخر شهر مارس وأوائل شهر أبريل. وكان هذا بتدبير الله الذي سمح بتأديب لنعمى وراعوث ولكنه يستقبلهم بالخير بين شعبه، لأن أيام الحصاد تكون غنى وخير للأغنياء وأيضًا يعطون الفقراء الذين يلتقطون وراء الحصادين. وكانت هذه هي بداية البركات الإلهية لهذه الأسرة الحزينة والتي توالت بعدها بركات أخرى حتى كملت بزواج راعوث ببوعز الرجل العظيم لتصير بزواجها جدة للمسيح.

† إن سمح الله لك بالضيقات، فاقبلها بخضوع، وحينئذ إذ يرى الله طاعتك واتضاعك ورجوعك إليه يفيض عليك ببركات لا تتوقعها فتعوض كل ما فاتك.

No items found

الأصحاح الثاني - سفر راعوث - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر راعوث الأصحاح 1
تفاسير سفر راعوث الأصحاح 1