مقدمة رسالة يوحنا الثالثة – تفسير رسالة يوحنا الرسول الثالثة – القمص أنطونيوس فكري

المقدمة

  1. بعث بها القديس يوحنا الحبيب من أفسس فى أواخر القرن الأول.
  2. هدف الرسالة مدح غايس على كرم ضيافته للخدام وتشجيعه على ذلك.
  3. هناك أكثر من شخص بإسم غايس فى العهد الجديد، قد يكون أحدهم أو ليس منهم.

كانت الكنيسة ترسل كارزين ليكرزوا فى كل مكان. وهؤلاء كانوا فقراء لا يقدرون على دفع تكاليف الفنادق، بالإضافة لسمعة الفنادق السيئة (كانت كبيوت دعارة). وهنا الرسول يشجع غايس على إستضافة هؤلاء الخدام الكارزين، ويرفض الرسول أسلوب من يسمى ديوتريفس الذى رفض الرسل الذين ارسلهم يوحنا، حتى لا يفعل غايس مثله فى المستقبل. ومدح الرسول سلوك من يسمى ديمتريوس.

الإصحاح الأول

العدد 1

آية (1): -

"1اَلشَّيْخُ، إِلَى غَايُسَ الْحَبِيبِ الَّذِي أَنَا أُحِبُّهُ بِالْحَقِّ.".

الرسول يحب بالحق أى لأجل المسيح، وبالمسيح الذى فيه.

العدد 2

آية (2): -

"2أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ.".

الرسول يتمنى أن يكون غايس صَحِيحًا جسدياً. كما أنه نفسياً أى روحياً صحيح. ويرى البعض أن معنى كلام الرسول هنا أن صحة غايس كانت ليست على مايرام. والكنيسة تصلى من أجل صحة أولادها (فى أوشية المرضى) كما تصلى للراقدين والمسافرين. وأهم ما تطلبه لأجلهم هو غفران خطاياهم.

كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ = النجاح ليس هو النجاح المادى وصحة الجسد. بل نجاح نفسى يتمثل فى الإحساس بالشبع والفرح والرضى والسلام الذى يملأ القلب. كما قال داود "أحبك يارب يا قوتى" (مز 18). ودانيال ويوسف كانوا ناجحين. وللأسف فهناك أباء يهتمون بنجاح أولادهم مادياً ودراسياً ولا يهتمون بحياتهم الروحية وأن يصرف أولادهم وقتاً مع الله.

العدد 3

آية (3): -

"3لأَنِّي فَرِحْتُ جِدًّا إِذْ حَضَرَ إِخْوَةٌ وَشَهِدُوا بِالْحَقِّ الَّذِي فِيكَ، كَمَا أَنَّكَ تَسْلُكُ بِالْحَقِّ.".

إذاً هو يكتب ليشجعه أن يستمر فى مسلكه. فرحة الخادم هى أن يرى أولاده يسلكون بالحق وبالمحبة وأن إيمانهم سليم.

العدد 4

آية (4): -

"4لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ.

أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي = هى أبوة يستمدها من الله وفى الله وبه، فإن صارت العلاقة خارج الرب يسوع ينطبق عليها هذا القول "لا تدعوا لكم أباً على الأرض" (مت23: 8 – 10) وراجع (غل4: 19 + 1كو4: 15 + 1تس2: 11). أى لا تتصوروا أن أى إنسان له الفضل فى الخيرات التى بين أيديكم، فمصدر كل خير هو الله. لكن قول يوحنا هنا أولادى فيعنى أنه هو الذى عرفه على المسيح، ويحبه كما يحب أى أب أولاده ويتمنى أن يراهم ناجحين.

الأعداد 5-6

الآيات (5 - 6): -

"5أَيُّهَا الْحَبِيبُ، أَنْتَ تَفْعَلُ بِالأَمَانَةِ كُلَّ مَا تَصْنَعُهُ إِلَى الإِخْوَةِ وَإِلَى الْغُرَبَاءِ، 6الَّذِينَ شَهِدُوا بِمَحَبَّتِكَ أَمَامَ الْكَنِيسَةِ. الَّذِينَ تَفْعَلُ حَسَنًا إِذَا شَيَّعْتَهُمْ كَمَا يَحِقّ ِلله." ِ.

الْغُرَبَاءِ = الذين لم يعرفهم غايس قبلاً.

الإِخْوَةِ = هم الذين سبق وعرفهم غايس من قبل.

كَمَا يَحِقّ ِللهِ = الله هو القياس وليس خدامه. وعلى كل منا ان يفكر هل ما يعمله هو بحسب ما يرضى الله.

العدد 7

آية (7): -

"7لأَنَّهُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ خَرَجُوا، وَهُمْ لاَ يَأْخُذُونَ شَيْئًا مِنَ الأُمَمِ.".

واضح أن هؤلاء الإخوة الغرباء خرجوا ليكرزوا للأمم، ويريدون أن تكون خدمتهم مجانية، أى بلا مقابل يأخذونه من الأمم. وغايس أتاح لهم هذا بأن تكفل بإحتياجاتهم المادية.

كان هناك نوعان من الخدام فى الكنيسة الأولى: -.

  1. خدام محليين ثابتين مستقرين وهؤلاء يسكنون فى بيوتهم.
  2. خدام طوافين ينتقلون من مكان إلى مكان. وهؤلاء لا يمكن لهم أن يستعملوا الفنادق لسمعتها السيئة، لذلك كانوا محتاجين لمن يستضيفهم (كملاكى لوط). لذلك وُجِدَت وصية "لا تنسوا إضافة الغرباء" (عب13: 2). فكان هذا إحتياج الكنيسة فى تلك الأيام. وكانت تلك الإستضافة تشمل (الطعام والنوم). فهؤلاء الخدام لا يخدمون لربح مادى. ولقد إشترطت الكنيسة على هؤلاء الذين يقيمون أكثر من مدة معينة أن يعملوا ليأكلوا، يكون لهم عمل يتكسبون منه. لذلك نرى بولس الرسول قد عمل كخيام (صانع خيام).

العدد 8

آية (8): -

"8فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقْبَلَ أَمْثَالَ هؤُلاَءِ، لِكَيْ نَكُونَ عَامِلِينَ مَعَهُمْ بِالْحَقِّ.".

من يكرم خدام الله يكرم الله.

الأعداد 9-10

الآيات (9 - 10): -

"9كَتَبْتُ إِلَى الْكَنِيسَةِ، وَلكِنَّ دِيُوتْرِيفِسَ ­ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَهُمْ ­ لاَ يَقْبَلُنَا. 10مِنْ أَجْلِ ذلِكَ، إِذَا جِئْتُ فَسَأُذَكِّرُهُ بِأَعْمَالِهِ الَّتِي يَعْمَلُهَا، هَاذِرًا عَلَيْنَا بِأَقْوَال خَبِيثَةٍ. وَإِذْ هُوَ غَيْرُ مُكْتَفٍ بِهذِهِ، لاَ يَقْبَلُ الإِخْوَةَ، وَيَمْنَعُ أَيْضًا الَّذِينَ يُرِيدُونَ، وَيَطْرُدُهُمْ مِنَ الْكَنِيسَةِ.".

يبدو أن دِيُوتْرِيفِسَ هذا كان شخصاً ذو سلطان فى الكنيسة وربما كان هو الأسقف، إذ هو قادر أن يمنع أشخاصاً من دخول الكنيسة.

كَتَبْتُ إِلَى الْكَنِيسَةِ = كتب يوحنا رسالة إلى الكنيسة يطلب فيها قبول الإخوة الكارزين، فمنع ديوتريفس وصول الرسالة للكنيسة.

يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ = خطية الكبرياء هذه تجعل الخادم ينحرف عن خدمته، ويحدث الإنشقاق فى الكنيسة. وغالبا المعنى أنه يريد أن يكون هو المعلم الوحيد فى الكنيسة، لذلك رفض هؤلاء المعلمين الذين أرسلهم يوحنا.

لاَ يَقْبَلُنَا = هو فى كبريائه لا يطيق الحق، يريد أن يعلم ولا يتعلم. ولا يقبل هؤلاء الإخوة الذين أرسلهم يوحنا ليكرزوا ويعلموا. بل هو طرد هؤلاء الإخوة، بل طرد الذين قبلوهم فى بيوتهم = ويمنع الَّذِينَ يُرِيدُونَ، ويطردهم من الكنيسة.

والرسول يقول فَسَأُذَكِّرُهُ = أى يساعده على معرفة أخطائه ليخلص نفسه.

العدد 11

آية (11): -

"11أَيُّهَا الْحَبِيبُ، لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ بِالْخَيْرِ، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ، فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ.".

لا تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ = بديوتريفس وأعماله.

بَلْ بِالْخَيْرِ = أى بديمتريوس.

فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ = من يفعل الشر، ويمتلىء قلبه بالعجرفة وحب الذات ينحنى بإرادته للظلمة فلا يقدر أن يبصر الله "فلا شركة للنور مع الظلمة" (2كو6: 14). ومن أبصر الله فلقد أبصر النور فالله نور، والنور يضىء له الطريق فيعرف الحق.

العدد 12

آية (12): -

"12دِيمِتْرِيُوسُ مَشْهُودٌ لَهُ مِنَ الْجَمِيعِ وَمِنَ الْحَقِّ نَفْسِهِ، وَنَحْنُ أَيْضًا نَشْهَدُ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ شَهَادَتَنَا هِيَ صَادِقَةٌ.".

وَمِنَ الْحَقِّ نَفْسِهِ = ربما تعنى أن الله يشهد له فالله هو الحق. أو تعنى من أعماله أى أعمال ديمتريوس، فأعماله بحسب الحق، وهى تشهد له.

وَنَحْنُ أَيْضًا = أى أن الرسول إختبره بنفسه.

مَشْهُودٌ لَهُ مِنَ الْجَمِيعِ = هكذا أولاد الله نورهم ظاهر للجميع. وبهذا يشجع الرسول، غايس أن يقتدى بديمتريوس ولا يتشبه بديوتريفس.

العدد 13

آية (13): -

"13 وَكَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَهُ، لكِنَّنِي لَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكَ بِحِبْرٍ وَقَلَمٍ.".

حِبْرٍ = كان من السناج الممزوج بماء ومقوى بالصمغ.

وَقَلَمٍ = كان من الغاب المشطوف.

العدد 14

آية (14): -

"14 وَلكِنَّنِي أَرْجُو أَنْ أَرَاكَ عَنْ قَرِيبٍ فَنَتَكَلَّمَ فَمًا لِفَمٍ.".

تأكيد على أهمية التقليد.

العدد 15

آية (15): -

"15سَلاَمٌ لَكَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ الأَحِبَّاءُ. سَلِّمْ عَلَى الأَحِبَّاءِ بِأَسْمَائِهِمْ.".

يُسَلِّمُ عَلَيْكَ الأَحِبَّاءُ = ولم يقل الإخوة تأكيداً على المحبة. وهكذا أيضاً سَلِّمْ عَلَى الأَحِبَّاء.

No items found

تفاسير يوحنا الرسول الثالثة الأصحاح 1
تفاسير يوحنا الرسول الثالثة الأصحاح 1