ثلاث كلمات – الخدمة حياتي ج 3 – 2015 – د.أنسي نجيب سوريال – الجزء الثاني

اليوم الحادي والعشرون من صوم الاباء الرسل

21 يونيو 2015 م – 14 بؤونة 1731 ش

القديسين رجال الإسعاف … أصحاب المفلوج المُدلى من السقف كخدام

في ثلاث كلمات عن رجال الإسعاف الذين يمثلون الخدام فى الكنيسة من خلال معجزة اليوم والتي نرى فيها أول فريق للإسعاف في تاريخ الكنيسة يحمل المريض إلى المستشفي ( الكنيسة ) ويضعه أمام الطبيب الأعظم ..

١- رجال الإسعاف ( الخدام ) يحملون المريض إلى المستشفى : وَإِذَا بِرِجَالٍ يَحْمِلُونَ عَلَى فِرَاشٍ إِنْسَاناً مَفْلُوجاً وَكَانُوا ( فاقدا للحس وللحركة ومملوء من قرح الفراش ) (لو  5 :  18) وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاًيَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ (مر  2 :  3) … يقول القديس البابا اثناسيوس ( الكنيسة مستشفى يعمل فيها مخلصنا يسوع المسيح لشفاء كل البشرية فيجعل منهم قديسين ) ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم

( الكنيسة مستشفى فيها المرضى يخدمون المرضى ) .. نحن أمام أول فريق للإسعاف يُذكر في الكتاب المقدس … هؤلاء يا أخي الحبيب هم خدام وخادمات التربية الكنسية وهم أيضاً كل الرجال الذين يتصفون بالرجولة والشهامة ويحملون أي محتاج أو مريض إلى الكنيسة .. العمل الأساسي للخدام هو توجيه المريض إلى المستشفى فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ (لو  7 :  15) .. أنت لست معالجاً للأمراض لأنك أنت نفسك قد تكون مريضاً مكافحاً ضد المرض .. كل المطلوب منك حمل المريض ووضعه أمام يسوع لأنه هو الطبيب الشافي والذي وحده يملك القدرة على الشفاء .

٢- رجال الإسعاف ( الخدام ) يعملون بروح الفريق الواحد : وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ كَشَفُوا السَّقْفَ ( معاً ) حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ ( معاً ) دَلَّوُا السَّرِيرَ ( معاً ) الَّذِي كَانَ الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعاًعَلَيْهِ (مر  2 :  4) وَلَمَّا لَمْ يَجِدُوا مِنْ أَيْنَ يَدْخُلُونَ بِهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ صَعِدُوا عَلَى السَّطْحِ

( معاً ) وَدَلَّوْهُ ( معاً ) مَعَ الْفِرَاشِ مِنْ بَيْنِ الأَجُرِّ إِلَى الْوَسَطِ قُدَّامَ يَسُوعَ !!! (لو  5 :  19) …

يا أخي الحبيب نجاح الخدمة يتوقف على العمل بروح الفريق الواحد … الخدمة الفاشلة هي من يقوم بها فرد واحد ويصمم على العمل وحده .. الخدمة بروح الفريق والقيادة بروح الفريق هي أقوى أنواع الخدمة والقيادة … تخيل معي لو اختلفت آراء هذا الفريق وتشاجروا من أجل طريقة الوصول للمسيح أو رفض احدهم فكرة الآخر ما كان المريض وصل إلى السيد المسيح … يا أخي الْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ وَ السَّخِيفَةُ .. تُوَلِّدُ خُصُومَاتٍ، (2تي  2 :  23) والأخطر أن المخدوم لن يصل إلي المسيح !! .

٣- رجال الإسعاف ( الخدام ) يؤمنون بشفاء المريض : فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ:

«ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ» (مت  9 :  2) فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ:

«يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ» (مر  2 :  5) لقد ركز الإنجيليين على كلمة ( لَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ ) أي إيمان رجال الإسعاف … هم يعلمون أن سبب الفالج هو الخطية وأن هذا المريض ليس مثقلاً فقط بالشلل الجسدي ولكنه مثقل بشلل الإرادة والشعور بالذنب وفقدان الإحساس الجسدي والروحي أي بالإختصار يعيش مجموعة من الصراعات النفسية أعنف من مرض الجسد ولقد شعر المسيح أن رجال الإسعاف يؤمنون أن شفاء النفس أهم وأقوى من شفاء الجسد وأن هذا الايمان هو الذي امتدحه !! أما الكتبة والفريسيون فكان إيمانهم المريض يدفعهم الى شفاء الجسد .. يا أخي الحبيب شفاء الجسد وقتي والنهاية الموت للجسد ، واما شفاء الروح فهو الأبدية .. قوه شفاء النفس هي الأعظم

اليوم الثاني والعشرون من صوم الاباء الرسل

22 يونيو 2015 م – 15 بؤونة 1731 ش

القديسة المرأة ذات الفلسين كخادمة

في ثلاث كلمات عن هذه المرأة التي بلا اسم كنموذج للاجيال عن نظرة الرب لتقدمة الخادم أو أي إنسان وكيف تكون تقدماتنا إلى الله وعن حالة القلب والفكر أثناء العطاء ..

١- الخادم بين الكم والكيف : وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ الْخِزَانَةِ وَنَظَرَ … كَيْفَ … يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاساً فِي الْخِزَانَةِ. (مر  12 :  41) … الكتاب المقدس هنا يركز على أن يسوع جلس ينظر تجاه الخزانة ويرى كيف يضع الناس ولم يقل كم يضع الناس … إنه منهج الله في المعاملة ومنهج الناس أيضاً في تقييم ما نقدمه !!! المهم يا أخي مقدار الحب فيما تقدمه ومقدار البذل والتضحية والإحساس بالآخر .. لذلك ركز الكتاب على أهمية الميل الثاني لأنه إختياري وأنت الذي تقدمه دون أن يطلب منك .. كان يمكن أن يقال المُعطي يحبه الرب ولكنه صمم على كلمة الْمُعْطِيَ … الْمَسْرُورَ … يُحِبُّهُ اللهُ (2كو  9 :  7) .. يا أخي الحبيب الإبتسامة في العطاء أهم من العطاء .. الفرح والتهليل حينما تتعزى بسد أعواز إنسان أهم من العطاء نفسه .. الله لن يسألك عن كم قدمت من الوقت والمال والجهد في الخدمة ولكن سوف يسألك عن الحب والبذل داخل كل عمل وعن السرور والحالة التي أنت عليها وقت التقدمة …

٢- الخادم بين الإمكانيات القليلة والإمكانيات الكثيرة : فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ !! وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ (مر  12 :  42)  وَرَأَى أَيْضاً أَرْمَلَةً مِسْكِينَةً أَلْقَتْ هُنَاكَ فَلْسَيْنِ (لو  21 :  2) … هناك خدام بسطاء لا يمتلكون إمكانيات في الخدمة ولكن يملكون حب للأولاد وشفقة وحنان وإحساس بكل ما يخص الأولاد مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟ (2كو  11 :  29) هذا هو لسان حال الخادم المسكين .. قد يكون لا يجيد الكلمة أو الوعظ أو قد لا يملك أن يقدم للمخدومين هدايا أوعطايا ولكنه يملك قلباً كبيراً محباً هَكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيَكُمْ، لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ … أَنْفُسَنَا … أَيْضاً، لأَنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا (1تس  2 :  8) … هذا هو أرقى وأغلى وأعظم احساس يقدمه الخادم للمخدوم … لا تقل أني بلا إمكانيات .. لاتقل لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ … بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ»

(خر  4 :  10) اسمع صوت الرب فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ»

(خر  4 :  12)

٣- الخادم بين إعطاء فضلته وإعطاء الكل : لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هَذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا … أَلْقَتْ … كُلَّ مَا عِنْدَهَا كُلَّ مَعِيشَتِهَا» (مر  12 :  44) لأَنَّ هَؤُلاَءِ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا فِي قَرَابِينِ اللهِ  وَأَمَّا هَذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا … أَلْقَتْ … كُلَّ الْمَعِيشَةِ … الَّتِي لَهَا» (لو  21 :  4) .. هناك خادم يعطي الله الوقت الفائض بمعنى يعمل كل شئ وإن بقى وقت يعطيه للخدمة … أنا أبكي على الخادم الذي يفضل مسلسل أو ماتش للكرة أو مشوار أو زيارة عن ميعاد الخدمة أو الإجتماع الذي يمتلئ منه .. الخدمة يا أخي ليست درساً تأتي لتلقيه وترحل .. أنت لست محاضراً !!! الخدمة هي ان تقدم أعواز وقتك … الخدمة أن تكون ذبيحة حية وَأَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ سُرُورٍ أُنْفِقُ وَأُنْفَقُ لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ، (2كو  12 :  15) أي أعطي حتى الموت بسرور … يا أخي الحبيب لا تجعل الله في آخر برنامجك بل إجعله الأول ،. لا تقدم لله تقدمة ناقصة مثل تقدمة حنانيا وسفيرة بل قدم الكل وضع الله والخدمة على قائمة وقتك وصحتك ومالك ومجهودك فهو الأحق من أي شئ .

اليوم الثالث والعشرون من صوم الاباء الرسل

23 يونيو 2015 م – 16 بؤونة 1731 ش

القديس اللص التائب كخادم

في ثلاث كلمات عن اللص التائب كنموذج للخادم التائب أو الخادم الساعي نحو الملكوت كمجاهد رغم أنه قد يكون في الخطية ولكنه يجاهد للتخلص منها أو هو يجاهد مع أولاده وعند الصليب يعلن إيمانه الدفين الموجود في أعماقه  ..

١- الخادم والفرصة :  وَبِذَلِكَ أَيْضاً كَانَ اللِّصَّانِ اللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ (مت  27 :  44) وَاللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ كَانَا يُعَيِّرَانِهِ (مر  15 :  32) «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ» (لو  23 :  42) … لقد بدأ هذا اللص بتعيير المسيح بكلمات قاسية .. ولكن لما رأى الصخور تشققت وإنشق حجاب الهيكل والأرض أظلمت ( لولا أن المصلوب معنا إله متجسد ما كانت الشمس أخفت شعاعها ولا الأرض ماجت مرتعدة ) ( قطع الساعة التاسعة من صلوات الأجبية ) … لقد جاءت الفرصة وتحرك المخزون والأساس الروحي للص وقرأ الأحداث بطريقة مختلفة عن الآخر … لقد افتقدت النعمة الاثنين إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (مت  16 :  17) .. لقد أشرق نور الله على الاثنين ولكن واحد رجع عن شره وتعييره وإستجاب لعمل النعمة وآخر سخر من إفتقاد النعمة له … يا أخي إنتهز فرص زيارات النعمة في حياتك وهي كثيرة وخذ قراراً بالتوبة والعودة إلي حضن أبيك الحقيقي الذي يسعي لخلاصك كما سعي للص التائب .

٢- الخادم ونظرته للمسيح :  «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ !!! مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ» (لو  23 :  42) … تعال يا أخي نتأمل في نظرة الموجودين للمسيح .. نظر الجنود إليه واستهزؤوا به وضربوه ، ونظر الرؤساء والكتبة والفريسيون فقالوا أنه مُضل ، ونظر الشعب وقال هذا المهذار ، ونظر بيلاطس فرآه برئ ولكنه لم يفعل له شيئا .. ونظر اللص الآخر وتهكم عليه وجدف وقال «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!» (لو  23 :  39) … ونظر اللص التائب وقال اذْكُرْنِي يَا رَبُّ !!! … وأنت يا أخي الخادم ماذا ترى في يسوع … هل تنكر وجوده وتهزأ به ؟؟؟ أليس هذا هو حال الملحدين حينما يسخرون من الدين والكتاب .. أم أنت تراه ضعيفاً غير قادر أن يخلص نفسه ويخلصك … أم أنت تؤمن به وبقدرته وتطلب أن يذكرك في ملكوته … يا أخي الحبيب نظرتك للمسيح تحدد طريق خلاصك وجهادك .. من فضلك قف بجوار هذا اللص واطلب ما يطلب واطلب أن يعطيك البصيرة التي أعطاها له وأن يكشف عن عينيك فتراه رباً والهاً «رَبِّي وَإِلَهِي» (يو  20 :  28)

٣- الخادم وشهوة الفردوس :  «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ !!! مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ» (لو  23 :  43) يا أخي الحبيب شهوة الفردوس لا يمكن أن تأتي إلا عند الصليب فقط … وقت الالآم يقترب الانسان من الله ويصرخ إلى الله وهنا أيضاً يقترب الله من الانسان ويعطيه وعد بأن يكون معه في الفردوس … لا تتضايق من الضيق أو الألم أو المرض أو الإضطهاد بل دائماً ردد عبارة اللص التائب أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ» (لو  23 :  41) … يا أخي كن دائماً شاعراً بخطاياك وضعفك … واشعر أنه بار وأنت خاطئ واصرخ بالحق وهنا يشعر الله بالآمك .. وهنا تكون قد إقتربت منه .. وهنا تكون مصلوباً معه مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ،(غل  2 :  20) وهنا يفتح لك باب الفردوس .

اليوم الرابع والعشرون من صوم الاباء الرسل

24 يونيو 2015 م – 17 بؤونة 1731 ش

القديس المفلوج ( الوحيد ) ( مريض بيت حسدا ) كخادم

في ثلاث كلمات عن هذا الوحيد الذي أمضى سنوات عمره في الخطية والبؤس وفقدان الرغبة فى كل شئ وفقدان الأصدقاء وفقدان الصحة وكيف إنتقل من حال إلى حال ..

١- الخادم والإنتقال من حل وحيد للمشكلة ( من وجهة نظر الانسان ) إلى حل الله للمشكلة : وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثلاَثِينَ سَنَةً هَذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعاً وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَاناً كَثِيراً فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» أَجَابَهُ الْمَرِيضُ: «يَا سَيِّدُ لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ» (يو  5 :  7) من وجهة نظر المريض لا يوجد إلا حل واحد لمشكلته وهو أن ينزل إلى الماء ليشفى .. ومن وجهة نظره أيضاً بعد أن فقد صحته وفقد الأقارب والأصدقاء لا يوجد إنسان يلقيه في البركة .. بمعنى آخر أنه حصر نفسه في حل وحيد للشفاء … يا أخي الخادم إن أخطر شئ يعطلك في الخدمة أن تنظر للمشاكل من وجهة نظر واحدة أو تقول هذه المشكلة لن تحل إلا بكذا أو بكذا … يا أخي الله عنده حلول أسهل وعن طريق كلمة منه وما تفكر فيه سنين يحله هو بكلمة…  لا تشعر أنك وحيد … هو سوف يأتيك بنفسه ويقدم لك حلاً بعيداً عن البركة …

٢- الخادم والإنتقال من الضعف إلى البطولة : لِيَقُلِ الضَّعِيفُ: بَطَلٌ أَنَا! (يؤ  3 :  10) … قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ» فَحَالاًبَرِئَ الإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى. (يو  5 :  9) … لقد أصيب هذا المريض الذي لم يذكر له اسم لأنه يمثل كل واحد منا أصابته الخطية بالشلل في الإرادة والإحساس ( مرض الزهري الذي أصيب به هذا الرجل يصيب صاحبه بالشلل الرباعي وكذلك فقدان الإحساس في كل الجسد ) .. إن حالة الضعف والبؤس التي أصيب بها هذا الانسان ولمده ٣٨ سنة ومعروف نتائج عدم الحركة لمدة سنوات طويلة مثل قرح الفراش وتيبس العضلات وأحيانا كسور في العظام مع أي حركة وربما محاولة إلقاءه في البركة أصابته بأكثر من كسر لأن المريض المقعد يعاني من أشد مراحل الهشاشة … وهنا نقول للخادم والخادمة .. لا تيأس من ابنك أو ابنتك الذين لهم سنوات في الخطية .. ثق أن الله قادر أن يحولهم إلى قديسين وأبرار … ألم يتحول هذا الرجل إلى … بطل في حمل الأثقال ….

٣- الخادم والانتقال من اللا مبالاة إلى التبعية : «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» (يو  5 :  6) … لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ

(يو  5 :  7) … أَمَّا الَّذِي شُفِيَ فَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَنْ هُوَ ؟؟؟ (يو  5 :  13) .. بَعْدَ ذَلِكَ وَجَدَهُ يَسُوعُ فِي الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ فلاَ تُخْطِئْ أَيْضاً لِئَلَّا يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ» (يو  5 :  14) … من خلال هذا القراءات نلاحظ أن هذا الانسان أصيب بالتبلد وعدم المبالاة ربما من طول الأمراض وفقدان الأمل … ولكن الحقيقة أنه رغم طول المرض ولكن هذا المريض لم تكن عنده ارادة وإصرار على ترك الخطية والدليل أنه لم يجب المسيح بوضوح ويقول كما قال بارتيماوس الأعمى أو صاحب اليد اليابسة نعم أريد أن ابرأ … لقد تهرب من الإجابة لأن داخله رغبة في العودة للخطية لذلك قال له المسيح «هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ فلاَ تُخْطِئْ أَيْضاً لِئَلَّا يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ» (يو  5 :  14) .واللامبالاة تظهر أيضاً أنه لم يكن يعلم من هو .. غير المولود أعمى الذي وقف يحارب ويدافع عن يسوع ويقال أنه عاد للخطية وصار زعيماً لعصابة وحاول الإعتداء على جنازة العذراء ونزل ملاك من السماء وقطع يده فصرخ وقال أنا هو هذا الانسان الذي قال له يسوع لا تعود أن تخطئ لئلا يكون لك أشر وهذا هو الأشر وصلى الأباء الرسل وأعادوا إليه يده وصار تلميذاً تابعاً وملازماً للرسل . ما أجمل يسوع الذي لا يمل من متابعة خروفه الضال حتى اخر العمر .

اليوم الخامس والعشرون من صوم الاباء الرسل

25 يونيو 2015 م – 18 بؤونة 1731 ش

القديسة المرأة الخاطئة ( في بيت سمعان الفريسي ) كخادمة تائبة

في ثلاث كلمات عن هذه المرأة التى تمثل كل إنسان تائب وخاصة الخادم ولذلك لم يذكر الكتاب اسمها لأنها تمثل المرأة الجديدة التي بتوبتها تصلح ما فعلته حواء قديماً لذلك يقرأ هذا الانجيل عشية عيد البشارة .. لكي يرتفع بحب هذه المرأة للمسيح وحب المسيح للخطاة التائبين إلى مرتبة البشارة المفرحة للعذراء بولادة ابنها حبيب الخطاة ..

١- الخادم التائب ودلائل الحب الكثير : «أَتَنْظُرُ هَذِهِ الْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ وَمَاءً لأَجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ. وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ (لو  7 :  46) … سمعان الفريسي أقام وليمة كبيرة وربما كلفته الكثير ولكنها خلت من كل مشاعر الحب والحفاوة والترحيب … قدم مالاً لأجل الشهرة أو ربما لكي يصطاد المسيح بكلمة … أما هي فقدمت حباً ومشاعر توبة بالبكاء المر على ماضيها الأليم وخطاياها الكثيرة وأيضاً قدمت مشاعر شكر على غفران المسيح ومشاعر فرح لخلاص وراحة وسلام نفسها الذي حصلت عليه بمجرد أنها تلامست معه .. يا أخي الحبيب الحب له دلالات والتوبة لها علامات … قدم أغلى ما عندك ( قارورة الطيب ) وأطرحه عند قدمي المخلص .. قدم مشاعر قبل أن تقدم مالاً … قدم حباً خالصاً بدلاً من إدانة للآخرين .. قدم فرحاً بالتوبة وحينئذ سوف تشعر بالسلام والفرح الداخلي

٢- الخادم التائب شجاع في توبته : وَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً و َابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ (لو  7 :  38) .. أني أقف مبهوراً من جرأة هذه المرأة … واسألها بأي جرأة وشجاعة فعلت هذا ؟؟ كيف تدخلين أصلاً بيت فريسي متشدد وأنت معروفه في المدينه كلها أنك خاطئة ( عاهرة ) … ألم يؤخرونك الناس ويطردونك … ألم تتوقعي أن سمعان يأمر خدمه ليطرودنك من المنزل ؟؟ ألم تتوقعي أن يعايرك سمعان ومن معه بسوء سلوكك وسوء سمعتك ؟؟؟ يا أخي الحبيب التوبة شجاعة وفعل يفوق في قوته كل شئ .. التوبة إقتحام لقلب الله  لا تجعل الشيطان يعطلك بماضيك وسوء سمعتك لقد جاء من أجلك وهو لا يتقزز من دنسك ونجاستك بل يترك لك جسده لكي تتلامس معه فلا تتردد وانسى ما هو وراء وتقدم إلى ما هو قدام .

٣- الخادم التائب يدافع عنه الله : أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيراً … ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ» … فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ : «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ! اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ» (لو  7 :  50) ..

يا أخي الحبيب لا تجعل الشيطان يعطل توبتك ويقول لك كيف ستواجه الناس ؟؟؟ كيف تخدم وأنت كنت سئ السمعة والناس تعرف أنك خاطئ … ثق أن الله هو المسئول عن الدفاع عنك !! هل تتخيل أن الله سوف يمحو من ذهن الناس ماضيك ؟؟؟ ألم يمحو الله من ذهن الناس ماضي المرأة السامرية وسمح لها أن تطرق كل بيوت أهل السامرة وتكرز لهم بالمسيح !!! ألم يمحو الله من ذهن الناس صورة مريم المجدلية التي كان بها سبعة شياطين وصارت رسولة القيامة للتلاميذ وللناس … ألم يقف الله مدافعاً بكل قوة عن هذا المرأة بل إمتدحها جداً ووبخ الفريسي المدعي التدين … لا تنظر إلى خطيئتك كما غفرها لك سوف أيضاً يمحوها من ذهن الناس … وهكذا أيضاً مع المرأة التي ضبطت في ذات الفعل !!!!

اليوم السادس والعشرون من صوم الاباء الرسل

26 يونيو 2015 م – 19 بؤونة 1731 ش

القديس أعمى بيت صيدا كخادم

في ثلاث كلمات عن الخدمة والخادم وكيف يتعامل الخادم مع ابنه الأعمى أو الخاطئ وكيف يأخذ بيد أولاده إلى المسيح وكيف يقوم المسيح بوضع يده على مراحل شفاء أولاده ..

١- الخادم يحتاج الصبر : وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ (مر  8 :  23) هذا الأعمى نموذج للشباب الذي لم يسعي للمسيح ولا سمع عنه … وهو نموذج للشباب البعيد جداً عنه والذي يحيا في بلد شريرة جداً ( بيت صيدا ) والتي قال عنها ويل لك يابيت صيدا !! … الخطوة الأولى أن تأخذ المدمن بعيداً عن مكان الإدمان ومادة الإدمان وكذلك البعد عن أماكن الخطية !!! وكذلك الملحد تأخذه إلى الكنيسة بعيداً عن صحبة الملحدين وكتب الإلحاد … وهنا يحتاج الخادم إلى الصبر مع المجهود لإقناع الخاطئ … يا أخي الحبيب ما أجمل عبارة (فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ) .. إن هذا يحتاج إلى جهاد وصبر ، أليس هذا ما قاله الله للوط على لسان الملاكين أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ .. “اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ ” (تك  19 :  17) … وهذا يحتاج إلى الصبر الكثير ..

٢- الخادم يحتاج إلى الشكر : وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ» ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً(مر  8 :  25) … لقد شفي بارتيماوس الأعمى بكلمة لأن إيمانه كان قوياً وصراخه كان تعبيراً عن إحتياجه وقوة إيمانه ، ولكن هذا الأعمى لم يصرخ ولم يكن له إيمان … فكان يحتاج إلى التدرج .. وأن يثبت المسيح أقدامه في كل خطوة ثم ينتقل إلى الآخرى … وأنا أتخيل أنه بعد وضع اليد أول مرة ورأى الناس أشجاراً يمشون أنه تهلل وفرح وقدم شكرًا كبيراً للرب وقام لينصرف وهنا قال له المسيح طالما فرحت وشكرت وشعرت بقيمة ما حدث تعال أقدم لك الخطوة الثانية لترى كل شئ جلياً !! ( ليست موهبة بلا زيادة إلا التي بلا شكر .. مار اسحق السرياني ) .. يا أخي الخادم اشكر وعلم اولادك ان يشكروا تأخذ زيادة !!

٣- الخادم يحتاج إلى الذاكرة : َسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ» (مر  8 :  25)… أي أنه لا يميز بين الأشجار والناس … الإبصار يحتاج إلى إسترجاع الصورة التي تعلمها الانسان من الصغر وطبعت في المخ … بمعنى أن التمييز موجود في خلايا المخ وأي صورة لم يسجلها المخ لا يستطيع معرفتها … ما أصعب أن تصف الألوان للأعمى … هذا هو حال شبابنا اليوم لقد فقدوا الذاكرة تجاه الله والكنيسة وأصبحوا لا يميزون بين الإباحية والحرية ولا بين الإلحاد والإيمان ولا بين ما يبني وما يهدم وبين ما يليق وما لا يليق وبين الحلال والحرام وبين ما يحل لي وما لا يحل لي ويوافقني … ويرى كل شئ مثل غيره كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ … والحل هو إستعادة الذاكرة والصورة التي وضعت منذ الطفولية وهذا هو عمل الروح القدس داخلهم وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ (يو  14 :  26) … صلي يا أخي من أجل نفسك ومن أجل اولادك البعيدين كي ما يعيد الله لك ولهم الذاكرة كما أعادها لهذا الأعمى لكي يميزوا ويبصروا ويروا كل شئ جلياً.

اليوم السابع والعشرون من صوم الاباء الرسل

27 يونيو 2015 م – 20 بؤونة 1731 ش

القديس سجان فيلبي كخادم

في ثلاث كلمات عن هذا الخادم الأمين الذي حدث زلزال داخلي وآخر خارجي في حياته فإندفع نحو معلمنا بولس طالباً طريق الخلاص ومتحولاً من سجان يحمل من الغلظة والقساوة إلى عبد للمسيح يغسل جراح الآخرين  ..

١- الخادم والزلزال في حياته :  وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ  وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا فَحَدَثَ بَغْتَةً زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ السِّجْنِ (اع  16 :  26) … الخادم الواعي يسمع صوت الله الهادئ كما سمعته ليديا بائعة الأرجوان فَفَتَحَ الرَّبُّ قَلْبَهَا لِتُصْغِيَ إِلَى مَا كَانَ يَقُولُهُ بُولُسُ (اع  16 :  14) … كما يسمع صوت الله القوي ( الزلزال ) خاصة لو كان يحمل قلباً وطباعاً قاسية … لقد كان الزازال الأول هو التعجب من حالة هذان السجينان اللذان رغم أنهما مُزقت ثيابهما وضُربا بالعصي واُلقيا في السجن الداخلي ورُبطت أرجلهما في المقطرة !!! يصليان ويسبحان ؟؟؟ إنه زلزال دخل إلى قلب سجان فيلبي وجعله يتسائل أي دين هذا الذي يضع السلام في قلوب الناس رغم العذابات والالآم أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. (يع  5 :  13) .. ثم حدث زلزال خارجي عظيم حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ السِّجْنِ (اع  16 :  26) … هذه هي لغة الله إما ان يتحدث بهدوء أو بزلزال .. المهم هو كيفية الإستجابة ؟؟؟

٢- الخادم والبحث عن خلاص نفسه :  «يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟» فَقَالاَ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ» (اع  16 :  31) … الوظيفة والخدمة نفسها قد تشغل الخادم عن خلاص نفسه .. وكما كتب البابا شنوده كثيراً عن الذين ضاعوا وفقدوا الطريق وهم داخل الخدمة  الخادم احياناً كثيرة ينسى خلاص نفسه وينسى حياته ومخدعه وصلواته وسط الخدمة .. أما هذا السجان فقد ذهب يبحث عن خلاص نفسه بكل جدية ووسط أصعب الظروف وكاد أن يفقد حياته اسْتَلَّ سَيْفَهُ وَكَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ (اع  16 :  27) .. كم منا يضيع حياته في أمور كثيرة وأنشطة كثيرة لا تبني ولا تفيد ولكن الخادم الحقيقي يضع أمام عينيه خلاص نفسه !! هو يجاهد مع أولاده ويلقي الدرس له ولاولاده ويكون على مستوى السامع والمتكلم معاً … كن يا أخي مؤمناً بالرب وبقوته وبحبه وبحنانه وأنه قادر على كل شئ ولا يعسر عليه أمر فتخلص أنت ولا تنسى أهل بيتك لأنهم المرآة المعبرة إيمانك وخلاصك الحقيقي  !!!

٣- الخادم وغسل جراح الآخرين :  فَأَخَذَهُمَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَغَسَّلَهُمَا مِنَ الْجِرَاحَاتِ !!! وَلَمَّا أَصْعَدَهُمَا إِلَى بَيْتِهِ قَدَّمَ لَهُمَا مَائِدَةً !!! و َتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ !!! إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللَّهِ (اع  16 :  34) … لقد تحول الذئب إلى حمل وتحول السجان إلى عبد ينادي بولس ( يا سيدي ) .. إنه عمل النعمة الذي يحول القلوب الحجرية إلى قلوب لحمية … يا أخي الحبيب اولادك في الخدمة مُعذبين ومجروحين من العالم وشروره لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ (ام  7 :  26) … ومجروحين ايضاً من جراء الإضطهاد ( سوريا والعراق وأفريقيا ) .. وهم لا يحتاجون إلى خادم يواسيهم أو يقول لهم كلمات ولكن يحتاجون إلى عمل إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» ( كلام فقط ) وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ (يع  2 :  16) … يا أخي الخدمة تحتاج إلى عمل ( غسل الجروح ) .. اولادنا مجروحين !!! كن عملياً وضمد جراحاتهم لأن هذا هو عمل الرحمة العملي المقبول من الله  .

اليوم الثامن والعشرون من صوم الاباء الرسل

28 يونيو 2015 م – 21 بؤونة 1731 ش

القديس المجنون الأعمى الأخرس كخادم

في ثلاث كلمات حينما يصاب الخدام بفقدان العقل والرؤية والنطق بسبب دخول الشيطان إلى حياته .. هنا يحتاج إلى قوة المسيح الشافية وقدرته على إخراج هذا الشيطان وإسترجاع الخادم من قبضة الشيطان وتحريره  ..

١- الخادم بين الجنون والإتزان :  حِينَئِذٍ أُحْضِرَ إِلَيْهِ مَجْنُونٌ أَعْمَى وَأَخْرَسُ فَشَفَاهُ (مت  12 :  22) … إذا دخل الشيطان حياة الخادم فإنه يفقده إتزانه وتعقله … فلا يستطيع أن يميز الطريق ويلقي نفسه في التهلكة أو يسير فوق الجمر أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَاراً فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟ (ام  6 :  27) .. هذا هو حال الخادم إذا فقد إتزانه فانه يأتي أعمالاً غير متزنة ولا تليق .. ويفقد صوابه ويتطرف روحياً وعقلياً بطريقة لا تليق لأَنَّ كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ مِمَّنْ كُنْتُ أَذْكُرُهُمْ لَكُمْ مِرَاراً، وَالآنَ أَذْكُرُهُمْ أَيْضاً بَاكِياً، وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ، الَّذِينَ نِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ، الَّذِينَ إِلَهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، (في  3 :  19) … أليس هذا هو عمل الشيطان الذي أفقد هؤلاء إتزانهم ودفعهم إلى أن يكونوا أعداء صليب المسيح ويفتخرون بخزيهم … يا ربي يسوع مد يدك وإطرد هذا الشيطان الذي يفقد الخدام عقلهم وإتزانهم الروحي والعقلي والعاطفي .

٢- الخادم بين العمى والبصيرة : اِسْمَعْ هَذَا أَيُّهَا الشَّعْبُ الْجَاهِلُ وَالْعَدِيمُ الْفَهْمِ الَّذِينَ لَهُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ يُبْصِرُونَ. لَهُمْ آذَانٌ وَلاَ يَسْمَعُونَ (ار  5 :  21) … إنه حال الخادم حينما يعجز عن رؤية عمل الله ورؤية إصبع الله … لم يروا يد الله وذراعه القوية بل رأوا أنه «بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ» (لو  11 :  15) … إنه العمى الروحي الذي يغلق على العينين .. إنها العيون الديانة التي بها خشبة فلا ترى إلا القذى في عيون الآخرين .. إنها العيون التي طمسها الشر فلم تعد تبصر إلا الشر اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْبِ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ (مت  12 :  35) … فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً(مت  6 :  22) … اصرخ الي الله أن يعطيك البصيرة والرؤيا فترى عمل الرب ويده في كل عمل اكْشِفْ عَنْ عَيْنَيَّ فَأَرَى عَجَائِبَ مِنْ شَرِيعَتِكَ (مز  119 :  18)

٣- الخادم بين الخرس والشهادة : ما أصعب حالة الخرس حينما تصيب الخادم فهو يفقد لسان الشكر والحمد والتسبيح ويفقد القدرة على الشهادة ولا يستطيع أن يتكلم ويفقد القدرة على النطق بالحق ويتحول إلى شيطان أخرس .. يا أخي الحبيب إن العمل الأول للخادم هو الشهادة للمسيح والمجاهرة به لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا» (اع  4 :  20) .. والعمل الثاني هو التسبيح والصلاة كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي (مز  119 :  97) … والعمل الثالث هو طلب التوبة ليلاً ونهاراً … ما أصعب الشيطان حينما يُفقد الخادم النطق ويصير أخرس لا ينطق .. وما أصعب هذا اللسان المربوط الغير قادر على الشهادة والتسبيح … لا تدع هذا الشيطان يمسك بلسانك … اصرخ إلى الله أن يخرجه ليظل لسانك مسبحاً وشاهداً للمسيح إلى النفس الأخير … لا تسكت عن قول الحق ولا تكتم شهاداتك خوفاً من أي ظروف .

اليوم التاسع والعشرون من صوم الاباء الرسل

29 يونيو 2015 م – 22 بؤونة 1731 ش

القديسة لوئيس جدة تيموثاؤس ( الجدة كخادمة )

في ثلاث كلمات عن دور الجد والجدة فى خدمة الأحفاد وكيف أنها خدمة تبدأ مع الابناء ولكنها تكون أكثر قوة وفاعلية مع الأحفاد .. حيث يكون هناك متسع من الوقت للعطاء الأكثر وتكون هناك كثير من الخبرات التي تقدم وأيضاً لا ننسى أن هناك خطراً شديداً قد يسبب ضياع الأحفاد من كثرة التدليل وتركهم يفعلون ما يريدون دون ضابط أو توجيه  ..

١- الجدة تسلم الايمان :  إِذْ أتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ !!! الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ اوَّلاً فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ !!! وَأُمِّكَ افْنِيكِي !!! ، وَلَكِنِّي مُوقِنٌ انَّهُ فِيكَ ايْضاً(2تي  1 :  5) … نحن أمام جدة تقية يهودية تعرف الإيمان وتسلمه لابنتها أفنيكي وهي والام معاً يقدمان هذا الايمان إلى الابن تيموثاؤس رغم أن الاب وثني ولكن كانت كفتهما أرجح .. يحدثنا التاريخ عن القديس نكتاريوس اسقف المدن الخمس وقديس القرن العشرين في الكنيسة الأرثوذوكسية وكيف كان يرى جدته وأمه وهما يصليان باكيتان أن يحفظه الرب من الأعداء وكيف أهدته جدته صليباً خشبياً ظل أغلى ماعنده في كبره … الإيمان يُسلم بالقدوة وبالكلام .. والمهم أن يكون عديم الرياء لأن سبب مشاكل هذا الجيل انه يتسلم إيماناً مريضاً سواء من الأباء الجسديين أو الروحانيين … إيمان حقيقياً بلا رياء … ليس شكلياً ينهار في اي وقت وليس إيماناً مبنياً على الغيبيات أو تمسحاً بالأمور السطحية ( مثل إعطاء الأولاد حجاب أو اخذ الأولاد للموالد أو الجري وراء الصور أو الزيت ) وللاسف أحياناً يكون الجد والجدة هم من يفعلون ذلك ؟؟؟

٢- الجدة تسلم روح القوة والمحبة والنصح :  لأَنَّ اللهَ  لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَ الْمَحَبَّةِ وَ النُّصْحِ … بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ (2تي  1 :  8) وَأَمَّا انْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفاً مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ (2تي  3 :  14) «إِنَّمَا احْتَرِزْ وَاحْفَظْ نَفْسَكَ جِدّاً لِئَلا تَنْسَى الأُمُورَ التِي أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ وَلِئَلا تَزُول مِنْ قَلبِكَ كُل أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَعَلِّمْهَا أَوْلادَكَ وَأَوْلادَ أَوْلادِكَ ( أحفادك ) (تث  4 :  9) … هناك تسليم سلوكي يراه الطفل ويشب عليه .. يقول علم النفس إن سلوك الشاب هو مرآة لطفولته وما رآه وما سجله عقله الباطن !!! اذا رأى الطفل أمه وجدته لهم روح القوة والمحبة والنصح صار هكذا .. لقد صمم معلمنا بولس على ذكر الجدة لوئيس مع الأم أفنيكي لأن كان لها دوراً رائعاً في تنشئة تيموثاؤس بهذه القوة وهو صغيراً .. وهنا أقول أن الجدة أو الجد قد يكونا سبباً في ضياع الأحفاد بتلبية كل ما يطلبونه وتركهم يفعلون الخطأ دون أي عقاب !!! والحنان لا يتعارض مع الحزم والطفل المتزن هو من يأخذ حناناً منضبطاً .. والتربية روح تسلم وليست تعليمات جوفاء …

٣- الجدة تسلم الكتب المقدسة :  وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ انْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ (2تي  3 :  15) وَلتَكُنْ هَذِهِ الكَلِمَاتُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ عَلى قَلبِكَ. وَقُصَّهَا عَلى أَوْلادِكَ وَتَكَلمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ. وَارْبُطْهَا عَلامَةً عَلى يَدِكَ وَلتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ. وَاكْتُبْهَا عَلى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلى أَبْوَابِكَ. ( تث ٦ : ٦ – ٩ ) … هناك متسع من الوقت لدى الجد والجدة .. وقد يكون الأباء مشغولين بلقمة العيش والسعي لتحسين مستقبل الأسرة وهنا تقع المسئولية على الجد والجدة ويكونان أمام الله مسئولان ليس عن التغذية فقط كما يحدث بل عن تسليم الإيمان والكتب المقدسة .. يا أيتها الجدة ويا أيها الجد إن حفيدك لن ينسى منظرك وأنت تفتح الكتاب المقدس وتقرأه ولن ينسى سلوكك بعد فتح الكتاب ولن ينسى إنفعالاتك تجاه الأحداث ولن ينسى هدوءك وسلامك !!! حتى كلمة ( بسم الصليب ) لن ينساها وقت الخوف .. اقرأ الكتاب مع أحفادك وصلى بالأجبية أو بدونها معهم سوف تكون قدمت عشرات مثل تيموثاؤس للكنيسة .

اليوم الثلاثون من صوم الاباء الرسل

30 يونيو 2015 م – 23 بؤونة 1731 ش

القديس الأبرص كخادم

في ثلاث كلمات عن الخادم حينما يعزله مرضه عن الناس وكيف أنه فى حاجة إلى لمسة المسيح لكي يشفى واخيراً لابد للخادم أن يخدم وسط المعزولين والبعيدين ويكون مسئولاً أمام الله عن هذه النفوس التي عزلتها الخطية عن المجتمع ..

١- الخادم والعزلة : وَالأَبْرَصُ الَّذِي فِيهِ الضَّرْبَةُ تَكُونُ ثِيَابُهُ مَشْقُوقَةً وَرَأْسُهُ يَكُونُ مَكْشُوفاً وَيُغَطِّي شَارِبَيْهِ وَيُنَادِي: نَجِسٌ نَجِسٌ. كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي تَكُونُ الضَّرْبَةُ فِيهِ يَكُونُ نَجِساً. إِنَّهُ نَجِسٌ. يُقِيمُ وَحْدَهُ. ( العزلة )  خَارِجَ الْمَحَلَّةِ يَكُونُ مَقَامُهُ. ( العزلة ) ( لا ١٣ : ٤٥ – ٤٦ ) …  قد يكون الخادم نفسه معزولاً لا أقول بسبب الخطية ولكن غالباً يكون بسبب أفكاره المتطرفة ؟؟؟ فلا يوجد من يتعاطف معه أو يؤيد أفكاره الشاذة أو الغير منطقية أو الغير كتابية أو الغير أرثوذكسية … وللأسف قد يظن أنه صح والاخرين هم الخطأ … يا أخي الحبيب إن شعرت أنك معزولاً وتتبنى أفكاراً ترفضها الأغلبية اعلم أنك على خطأ وراجع نفسك . هناك أيضاً اولادنا المعزولين بسبب افكارهم المتطرفة أو خطاياهم النجسة يحتاجون إلى أن نتعامل معهم برفق كما تعامل معهم السيد المسيح … البرص ( Leprosy ) مرض فقد الإحساس في اجزاء معينة من الجسم فتتقرح ثم تسقط بسبب نقص ورود الدم وإلتهاب الأعصاب وهنا يصبح المرض معدياً جداً باللمس … احذر فقد الإحساس بالآخرين واحذر فقد الاحساس برأي الآخرين وخاصة القريبين منك ( اهلك )..  إنه البرص اللعين .

٢- الخادم ولمسة المسيح الشافية : وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي» فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ (مت  8 :  3) يا أخي الخادم أنت وأنا نحتاج جداً إلى هذه اللمسة الحانية الشافية ونحتاج جميعاً أن نتقدم إلى المسيح ونصمم بإيمان على أن يمد يده بالشفاء ونسجد ونخر عند قدميه بخشوع وإتضاع عالمين بخطايانا ونجاساتنا … يا أخي الخادم لا تجعل الشيطان يقنعك أنك نجس ولا يجوز لك الإقتراب ولا يجوز لك أن تلمسه .. يا أخي هذا حقك وكن واثقاً أن رغبتك في وضع يده عليك سوف يقابلها سرعة كبيرة في مد يده نحوك للشفاء … قل دائماً لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي. إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. (مي  7 :  8)  وإن تنجست فسوف يمد يده الحانية الشافية ليطهرني .

٣- الخادم وصرت للبرص أبرصاً لكي أربح البرص : هناك قصة جميلة عن احدى المستعمرات التي كانت للبرص وكانت منعزلة وحاولوا أن يرسلوا لها أي كاهن ليخدم هؤلاء البرص فرفض الجميع لأن المرض معدي جداً وفي وقت كثير جدا ليس فقط باللمس ولكن أيضاً بسبب القشور التي تقع وتتطاير من جلد الأبرص .. وهنا وقف أحد الأساقفه وقال أنا أذهب لأخدم هؤلاء البرص وابقى حياتي هناك وبالفعل ذهب وعاش وخدم وسط البرص ولما قربت أيام نياحته قال لقد فات على معلمنا بولس أن يكتب صرت للبرص ابرصاً لكي اربح البرص  … هذه القصة سمعتها من أبونا متي المسكين شخصياً … إنه نموذج للخادم الذي يخدم وسط أولاده المنبوذين والنجسين .. بلا أي تذمر وليس المقصود أن يصاب بالبرص كمرض ولكن أن لا يتأفف أو يهرب من خدمة أولاده الذين اصابتهم الخطية أو اصابتهم العزلة ( المساجين والمدمنين أو المصابين بالايدز أو الأمراض التي تنتقل بالخطيه ( Sexual transmitted diseases )  أليست خدمة السجون وخدمة المرضى أعظم الخدمات .

اليوم الحادي والثلاثون من صوم الاباء الرسل

1 يوليه 2015 م – 24 بؤونة 1731 ش

القديس مجنون قرية الجدريين كخادم

( الخادم في مواجهة الجنون – الاٍرهاب  )

في ثلاث كلمات عن الجنون كفعل شيطاني وعلاقته بالإرهاب بمناسبة مقتل النائب العام وبمناسبة ثورة ٣٠ يونيو وما أحدثته ورد فعل الشياطين في قتل الأقباط وغيرهم وحرق الكنائس التى عليها صلبان

( أكثر علامة تهيج الشيطان وتفقده صوابه ) .. نحن أمام لجئون لأننا كثيرون ( فيلق به ستة الآف جندي ) أليسوا هؤلاء هم داعش ..

١- الخادم فى مواجهة لجئون ( داعش وجماعات الاٍرهاب المتستر بالإسلام )  : اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ ( الاٍرهاب ) كَانَ مَسْكَنُهُ فِي الْقُبُورِ وَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَرْبِطَهُ وَلاَ بِسَلاَسِلَ لأَنَّهُ قَدْ رُبِطَ كَثِيراً بِقُيُودٍ وَسَلاَسِلَ فَقَطَّعَ السَّلاَسِلَ وَكَسَّرَ الْقُيُودَ ( الإخوان في السجون منذ عام ١٩٢٨ وحتى الآن يربطون ثم تكسر السلاسل ويخرجون )  فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يُذَلِّلَهُ وَكَانَ دَائِماً لَيْلاً وَنَهَاراً فِي الْجِبَالِ وَفِي الْقُبُورِ يَصِيحُ وَيُجَرِّحُ نَفْسَهُ ( إنفجار العبوات فيهم مرات كثيرة ) بِالْحِجَارَةِ (مر  5 :  5) … نحن أمام شياطين العصر الحديث هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ (مت  8 :  28).. أليس هذا ما يحدث بالضبط في سوريا والعراق وفي افريقيا … أليس الاٍرهاب هو لجئون الذين يمنعون الناس من الخروج أليس هذا الهيجان والتفنن في التعذيب وما تقوم به داعش وما يقوم به الإخوان في مصر من حرق الكنائس وقتل الأقباط (هَائِجَانِ جِدَّاً) هو صورة طبق الأصل من لجئون .. قف يا أخي الخادم إلى جوار مسيحك وشاهد كيف اقشعرت الشياطين منه .

٢- الخادم في مواجهة من لا يطيقون المسيح وأولاده ( أصحاب الخنازير )  : فَإِذَا كُلُّ الْمَدِينَةِ قَدْ خَرَجَتْ لِمُلاَقَاةِ يَسُوعَ. وَلَمَّا أَبْصَرُوهُ طَلَبُوا أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْ تُخُومِهِمْ (مت  8 :  34) فَابْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَمْضِيَ مِنْ تُخُومِهِمْ (مر  5 :  17) فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ جُمْهُورِ كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُمْ

(لو  8 :  37) .. إن أصحاب الخنازير ( الاٍرهاب والنجاسة ) رفضوا المسيح وإنقاد لهم معظم الشعب ( سياسة القطيع ) … أليس هذا ما يحدث حينما يقوم الشيطان بحرق الكنائس أو الإعتداء على بيوت الأقباط ومحلاتهم وطردهم من منازلهم ويبدأ هذا من خلال فرد أو عدة أفراد ثم ينقاد كل أهل القرية ويحاولون إيذاء اولاد الله … أليس هذا ما حدث في إنتخاب الإخوان وفي غزوة الصناديق … ألم يقود الشيطان كل هؤلاء الناس ويعميهم عن الصواب !!! الشيطان دائماً يؤذي الآخرين يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ .. يا أخي الخادم هذا هو قدرك ويا مسيحي سوريا والعراق وإفريقيا ومصر نحن في مواجهة شيطان مجنون إرهابي يقتل ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ (يو  8 :  44) أعرِفت من قتل الأقباط ومن قتل النائب العام ومن قتل شهداء الكنيسة في هذا الزمان ؟؟؟؟

٣- الخادم والجنون ( الاٍرهاب ) تحت السيطرة :  فَالشَّيَاطِينُ طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا فَأْذَنْ !!! لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ» فَأَذِنَ !!! لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. (مت  8 :  31) وَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَأْمُرَهُمْ !!! بِالذَّهَابِ إِلَى الْهَاوِيَةِ !!! فَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَأْذِنَ !!! لَهُمْ بِالدُّخُولِ فِيهَا ( الخنازير ) فَأَذِنَ لَهُمْ  (لو  8 :  32) … يا أخي الخادم الشيطان تحت السيطرة !! هل لاحظت أنه يتحرك كما يشاء ولكن في النهاية هو تحت سيطرة الله !! لا يمكن أن يتحرك إلا بإذن وإن سمح الله أن يجرب أولاده ( كما في تجربة أيوب وغربلة التلاميذ ) ولكنه يتدخل وقت الشدة ويأمره بأن يذهب !! أليس ماحدث في مثل هذه الأيام ( ثورة ٣٠ يونيو ) هو أمر من الله بذهاب الشيطان ( إخوان الشياطين ) وتركه بلادنا مصر فَوَجَدُوا الإِنْسَانَ ( مصر ) الَّذِي كَانَتِ الشَّيَاطِينُ ( الإخوان ) قَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ لاَبِساً وَعَاقِلاً جَالِساً عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ فَخَافُوا (لو  8 :  35) .. لا تخف يا أخي حتى لو حاول الشيطان العودة إلى المسكن الذي خرج منه فلن يستطيع إن وجد صلواتك وتضرعاتك وصراخك إلى الله ليلاً ونهاراً فهو لا يتحرك بدون إذن .

اليوم الثاني والثلاثون من صوم الاباء الرسل

2 يوليه 2015 م – 25 بؤونة 1731 ش

القديسة المرأة التي ضُبطت في ذات الفعل كخادمة

في ثلاث كلمات عن هذه المرأة التي ذكرها القديس يوحنا فقط لأن القصة تحمل ابعاداً خلاصية وأبعاداً تعليميه عن كيف ننظر للآخرين وكيف نخدم الخطاة وما هي نظرة المسيح للخطاة لأن الانجيل كله يدور حول خلاص النفس وهو البشارة المفرحة للخطاة البعيدين الذين يوقعهم الشيطان في اليأس ويقول لهم ( ليس لكم خلاص بإلهكم  ) ..

١- الخادم والقساوة : «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» (يو  8 :  5) ما أقسى الانسان حينما يطلق لسانه بالإتهامات وما أقسى الانسان حينما يقبح أخوه أو ابنه ، وما أقسي الانسان حينما يعري الخاطئ ويكشف خطاياه أمام الآخرين ، وما أقسى الانسان حينما يجلس على كراسي القضاة يحاكم ويدين ويوبخ ولا ينظر الخشبة التي في عينه بل ينظر إلى القذى الذي في عين أخيه ، وما أقسي الانسان حينما يشوه عملاً ناجحاً ويطلق الإشاعات الكاذبة ليحبط بها الآخرين .. إنظر قساوة هؤلاء الناس لم يكتفوا بالشكوى عليها بل ربطوها وجروها أمام كل الناس ووضعوها أمام المسيح …لقد كان عملاً قاسياً خالياً من الحب الذي يستر كثرة من الخطايا ١ بط ٤ : ٨ .. يا أخي الحبيب إن النظرات القاسية والكلمات القاسية قد تحطم إنسان إلى الأبد وقد يفقد حياته وخلاصه للأبد … هل كان يمكن أن يحدث أي خلاص أو توبة للمرأة من خلال هذه القساوة ؟؟

٢- الخادم والستر : وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ !!! وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ ( إستمرار القساوة ) انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاًبِحَجَرٍ!!!» ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ !!! وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ (يو  8 :  8) … يا إلهي ما أعظمك وما أعظم حنانك وعطفك وحبك للخطاة !! لماذا إنحنيت ؟؟؟ هل خطية الانسان هي التي أحنتك وجعلتك تحمل صليب الخطية عنه … نعم إنه حدث .. وماذا كنت تكتب ؟؟ هل كنت تكتب تاريخ البشر وكيف أغضبوك وكيف سوف تحمل كل عارهم وخطاياهم على ظهرك … هل كنت تعطي إشارة لكل إنسان يفهم منها خطيئته ؟؟؟ لأنه وأنت الستار لا يعقل أنك كتبت خطاياهم علناً ؟؟؟ هل إنحنيت حتي لا تحرج المرأة بأي نظرة قد تفهم منك أنك تلومها فتتضايق … ما هذا الحب والستر الذي أخجل المرأة … كان يمكن أن تخرج فوراً عقب الذين خرجوا ولكن سترك جعلها تتمسك بك وتقف ولا تخرج … يا أخي الحبيب الستر مفتاح لخلاص النفس ومفتاح للتوبة وطريق مفرح للخاطئ ، ما أجمل مسيحنا وهو يقف مدافعا وساتراً للزناة ( السامرية والمرأة الخاطئة في بيت سمعان الفريسي ) إنه محامي الزناة والعشارين لدخولهم إلى الملكوت الْعَشَّارِينَ وَالزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ (مت  21 :  31)

٣- الخادم والتشجيع : وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسَطِ فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟» فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً» (يو  8 : 11 ) … ما أجمل الستر وما أجمل التشجيع للخاطئ وإعطاءه الطمأنينة … الإحباط والإحساس بالذنب عند الخاطئ كفيل بهدمه وإصابته باليأس .. ألم ينهي اليأس حياة يهوذا فإنتحر !!! . كل إنسان في حاجة للتشجيع وخاصة الخاطئ إنظر إلى كلمات يسوع للزانيات قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيراً. (لو  7 :  47) «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ.» (لو  10 :  28) «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً» (يو  8 :  11) … إنه درس لكل الخدام والخادمات … بالتشجيع تكسب اولادك وبناتك وبالتشجيع تكسب كل إنسان خاصة الخاطئ والملحد والمدمن والعنيد … إنها لغة المسيح في معاملاته مع الخطاة والفاشلين واليأسين … لا يوجد إنسان على وجه الأرض ليس في حاجة إلى التشجيع بل أستطيع أن أقول أن التشجيع أساس التفوق والإبداع … وأساس لجذب الخطاة ومنهج لكل الخدام في معاملاتهم ولغة الله مع الانسان .

اليوم الثالث والثلاثون من صوم الاباء الرسل

3 يوليه 2015 م – 26 بؤونة 1731 ش

القديس صاحب اليد اليابسة كخادم

في ثلاث كلمات عن صاحب اليد اليابسة وكيف نصاب بهذا المرض وكيف نتقدم الى المسيح أو يتقدم المسيح لنا ليشفينا من هذا التيبس وما هو موقفنا من عواجيز الفرح الذين يتكلمون على أي عمل خاصة الاعمال الجميلة الإيجابية  ..

١- الخادم والتيبس :  وَفِي سَبْتٍ آخَرَ دَخَلَ الْمَجْمَعَ وَصَارَ يُعَلِّمُ. وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ الْيُمْنَى يَابِسَةٌ (لو  6 :  6) التيبس هو حالة ضمور في العضلات تؤدي إلى شلل كامل وعدم قدرة على تحريك اليد … هناك في الطب تعبير يقول الضمور نتيجه عدم الإستعمال ( Disuse atrophy ) … يا أخي الحبيب أنا وأنت معرضون لهذا النوع من الضمور … إن عدم إستعمال أيدينا في الخدمة وقد خَص لوقا اليد باليمنى لأنها المسئولة عن تقديم المعونة وتقديم القوة والعون للآخرين … احذر يا اخي عدم استخدام كل قوتك في الخدمة … احذر الشيخوخة المبكرة والشلل المبكر في الخدمة … احذر عدم إستعمال يديك في فتح الكتاب المقدس !! احذر عدم رفع يدك بالصلاة ليلا ونهارا!!! .. احذر عدم استعمال يدك في جر اولادك للكنيسة !!! احذر عدم استعمال يدك في طرق بيوت الغائبين ( الإفتقاد ) … لأنها حتماً سوف تصاب بالتيبس وتفقد قدرتها علي العمل ؟؟؟

٢- الخادم ( و مد يدك ) بقوة الله : . ثُمَّ قَالَ لِلإِنْسَانِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا. فَعَادَتْ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى (مت  12 :  13) فَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَهُ الْيَدُ الْيَابِسَةُ: «قُمْ فِي الْوَسَطِ!» .. وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى (مر  3 :  5).. يا اخي الحبيب أنت لا تملك القوة للعمل لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ (زك  4 :  6) .. يا أخي الخادم لا يمكن أن تعمل بيدك ولا يمكن أن تنجز بذراعك ولكن أنت تحتاج الي قيامه ( قُمْ !! ) وتحتاج إلى كلمة يسوع لإقامتك من كسلك ونومك لِذَلِكَ يَقُولُ: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ» (اف  5 :  14) … قف يا أخي وتقدم نحو يسوع ومد يدك اليابسة المشلولة في الخدمة لكي يجعلها قادرة على الخدمة والإفتقاد والتحضير والإتيان بالاولاد والبنات إلى بيته وكنيسته .. مد يدك لعمل الخير فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ (غل  6 :  9) .. مد يدك بقوة لأنها ممدودة وممسوكة بيد المسيح وهنا تستطيع أن تقول أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي (في  4 :  13)

٣- الخادم ( والمتكالمون فيما بينهم ) :  فَامْتَلَأُوا حُمْقاً وَصَارُوا يَتَكَالَمُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: مَاذَا يَفْعَلُونَ بِيَسُوعَ؟ (لو  6 :  11) … هؤلاء يا أخي هم عواجيز الفرح الذين كلما رأوا عملاً ناجحاً في الخدمة أو عملاً إيجابياً يتكلمون عليه ويحاولون إحباط الآخرين أو يصدرون الشائعات التي تحبط العاملين والخدام الباذلين النشطاء … إنهم لا يفعلون في الخدمة إلا الكلام ( المتكالمون ) … يا أخي المبارك من «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ» (لو  9 :  62) … لا تنظر إلى الكلمات المحبطة ولا إلى الأقزام حينما يتكلمون على الخدمة ولا تهتم بالشائعات ولا تضيع وقتك فيما قالوا ومن قال .. الخدمة غنية وعالية وكبيرة ومن الظلم أن ترد على عواجيز الفرح … كن إيجابياً ولا تنظر لمن ( يراقبونك ) وَكَانَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُرَاقِبُونَهُ: هَلْ يَشْفِي فِي السَّبْتِ لِكَيْ يَجِدُوا عَلَيْهِ شِكَايَةً (لو  6 :  7) … لقد تحولت امرأة لوط الى عمود ملح حينما حاولت أن تنظر إلي الوراء !!! فاحذر هذا !!!

اليوم الرابع والثلاثون من صوم الاباء الرسل

4 يوليه 2015 م – 27 بؤونة 1731 ش

القديسة المرأة السامرية كخادمة

في ثلاث كلمات عن كيف ربح المسيح هذه الخاطئة البعيدة العدوة ( لأن اليهود لا يعاملون السامريين ) وحولها إلى كارزة تربح مدينة كاملة وكيف أخرج منها ماء حياً وكيف وأين تصلي وتقدم عبادتها لله

١- الخادم واللقاء اليومي مع المسيح : فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ جَلَسَ هَكَذَا عَلَى الْبِئْرِ وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ ( ساعة الصليب ) فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ» – (يو  4 :  7) … نحن أمام لقاء رائع ومبدع وأمام رابح النفوس الحكيم … وأمام لقاء يشتهي يسوع أن تعقده معه يومياً لأن كلمة الشرب تُعني إحتياج يومي لأن الماء ضروري يومياً … يا أخي الخادم يسوع يحتاجك يومياً ؟؟؟؟ ( هو الذي يحتاجك !!! عجبي !!! ) .. يحتاج أن يرتوي من صلواتك وأعمالك وتسابيحك وخدمات الرحمة التي تقدمها .. ما أغلى هذه الكلمة التي قالها للسامرية ثم أعادها على الصليب … هل تستجيب ؟؟ يسوع عطشان الى ماء من يدك شخصياً ليروي عطشه !!!!!!!!

٢- الخادم ومتي وأين يصلي : قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ (يو  4 :  21) … وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ (يو  4 :  23) …. المسيح هنا يرفع الزمان والمكان عن العبادة الحقيقية ويقدم للخادم الفكر السليم ويدخل بالانسان إلى مستوى الانسان الداخلي .. العبادة بالروح تحول القلب إلى مذبح لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَ صِهْيَوْنَ. اشْتَهَاهَا مَسْكَناً لَهُ: هَذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. هَهُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا (مز  132 :  14) فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ (رو  12 :  1) … يا أخي الخادم أنت مذبح متحرك ترفع منه الصلوات والخدمات ليلاً ونهاراً وفي كل مكان .. إن قلبك يلهج في ناموسه نهاراً وليلاً حتى و أنت نائم أَنَا نَائِمَةٌ وَقَلْبِي مُسْتَيْقِظٌ. (نش  5 :  2)

٣- الخادم و لا شئ يعوق كرازته : فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا( رمز الخطية وأفعالها )  وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: «هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟» (يو  4 :  29) … الجرة بالماء الذي فيها ( التعاليم الفريسية العتيقة ) كانت سوف تظل معوق يعوق إنطلاقها نحو الخدمة والكرازة .. لقد كانت أكثر حكمة وشجاعة وإيماناً من نيقوديموس وربما نقول أنها كانت أكثر جرأة من الأباء الرسل أنفسهم في بداية الخدمة إذ أن كل واحد منهم على الأكثر دعا واحداً !!! أما هي فدعت مدينة !!! يا أخي الخادم حينما يشتعل القلب بلقاء الحبيب وحينما تنشغل النفس به وحده يتحول الانسان إلى طاقة جبارة ولا يعوقه شئ ويصير قادرًا على دعوة مدينة بأكملها !!! أين نحن من شجاعة وإيمان وقوة هذه المرأة !!! أين نحن من ترك المعوقات وكل منا يقدم عشرات الأعذار في وقت الخدمة أو إجتماع الخدام ؟؟؟ أين نحن من إفتقاد هذه المرأة للمدينة كلها وقد تمر سنة للخادم بدون إفتقاد !! الا نخجل من هذه المرأة  !!!!!

اليوم الخامس والثلاثون من صوم الاباء الرسل

5 يوليه 2015 م – 28 بؤونة 1731 ش

القديس ملاك كنيسة أفسس كخادم

( قيل أنه القديس تيموثاؤس الرسول )

في ثلاث كلمات عن ملائكة الكنائس المذكورين في سفر الرؤيا ( ٧ خدام ) وهم يمثلون شخصيات خادمة وقيل أن المقصود بهم ليس فقط اسم الأسقف أو الخادم أو القائد لكل كنيسة لذلك لم يعطوا اسماء حتى يكون هذا الكلام منطبق على كل خادم وكل كاهن وكل اسقف وهو بالفعل تعبير دقيق عن حياة الخادم في مختلف العصور وصورة حية لأحوال الخدمة والكنيسة نحن أمام نموذج حي لمعاملات الله مع البشر ونموذج حي لجذب المخطئين ..

١- مدح وتشجيع : أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْتَمِلَ الأَشْرَارَ، وَقَدْ جَرَّبْتَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ رُسُلٌ وَلَيْسُوا رُسُلاً،( داخلين للخدمة بغير الطرق السليمة  ( فَوَجَدْتَهُمْ كَاذِبِينَ وَقَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ، وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي وَلَمْ تَكِلَّ (رؤ  2 :  3) … لأَنَّ اللهَ  لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ، (عب  6 :  10) الله يا أخي فاحص القلوب والكُلى ويدخل إلى أعماق أعماقك ويعد لك كل خطواتك !! حتى صبرك الداخلي وحتى احتمالك والآمك الداخلية التي لا يعرفها أحد إلا أنت هو يعرفها ألم يطلب منه داود هذا اجْعَلْ أَنْتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ. (مز  56 :  8) .. ما أجمل الله حينما ننسى نحن ما فعلناه ولكن هو لا ينسى وما أصعب البشر حينما ينسون الخير والحب والعطاء الذي قدم لهم . يا أخي تعلم أن تمدح الناس قبل أن تعاتبهم !!!!

٢- عتاب رقيق : لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، (رؤ  2 :  5) إنه أروع إسلوب وأعظم كلمة نتعلمها جميعا في الخدمة (عِنْدِي عَلَيْكَ) لا هجوم ولا تقبيح ولا تعنيف إنه إسلوب المسيح لربح النفوس وَرَابِحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ (ام  11 :  30) … تركت محبتك الأولي ؟؟؟ كثيرون منا يبدأون بالروح وتكون محبتهم للرب مشتعلة ولكن احياناً بسبب الخطية ومحبة العالم لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي اذْ احَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ (2تي  4 :  10) ، وأحيانا بسبب المشغولية كما كانت مرثا ( حتى ولو كانت المشغولية بالخدمة نفسها ) وأحياناً بسبب تحول الخدمة والصلاة والصوم إلى روتين وفقدان المحبة الحقيقية مثل حالة الابن الأكبر .. يا اخي الحبيب حينما تفقد الحرارة والتعزية في صلواتك اعرف أنك بدأت تفقد محبتك الأولى !!! حينما تفقد إتضاعك في التوجيه .. وحينما تفقد فرحك وأنت ترنم أو تسبح داخل الكنيسة فقد فقدت محبتك الأولى .. المحبة الأولى هي مقياس الحرارة في خدمتك !!!!

٣- علاج وتحذير : فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِلَّا فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا، إِنْ لَمْ تَتُبْ (رؤ  2 :  5) … مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ» (رؤ  2 :  7) .. إن أعظم إسلوب في العتاب أن تقدم العلاج والوعد بالمكافأة .. العلاج هنا ( رجع إلى نفسه كما في الابن الضال ) .. وهنا يحدد الانسان من أين سقط وما الجديد الذي دخل حياته ( خطية ، محبة مال ، شهوة جديدة ، محبة عالمية ، إنشغال ، كبرياء وتشامخ روح ، مخالطة أشرار ، فتور روحي وبعد عن الإنتظام في الأسرار ، أفكار جديدة يزرعها الشيطان ، تشكيك  ، روح الإلحاد ) وللاسف قد يكون السبب فيها أقرب الناس للإنسان فيتغير الانسان ويترك محبته الأولى .. يا أخي راجع نفسك واسأل نفسك ما الذي حدث وتب قبل أن تتزحزح منارتك

( حياتك ) وانتظر المكافأة العظمى بالأكل من شجرة الحياة ( المسيح شخصياً ) حينما تعيش معه وتأكل معه إلى الأبد .

اليوم السادس والثلاثون من صوم الاباء الرسل

6 يوليه 2015 م – 29 بؤونة 1731 ش

القديس ملاك كنيسة سميرنا كخادم

( يقال أنه القديس بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول )

في ثلاث كلمات عن هذا القديس الشهيد الذي تنطبق عليه كلمات معلمنا بولس في ٢ كو ٦ وهي تمثل البارادوكس المسيحي ( المضادات المتقابلة ) وهنا إشارة واضحة لما تمثله التنظيمات المتطرفة

( الإخوان وما خرج من عباءتهم مثل داعش وغيرها ) مجمع الشيطان رؤ ٢ : ٩ ) وربما تكون العشرة أيام ( عشره سنين ) تكون نهايتها هذا العام ( داعش بدأت ٢٠٠٤ ) ويكون عام ٢٠١٥ هو نهايه هذا التنظيم ..

١- الخادم الفقير الذي يُغني كثيرين : أَنَا أَعْرِفُ أَعْمَالَكَ وَضَيْقَتَكَ، وَفَقْرَكَ !!! مع انك غني !!!

(رؤ  2 :  9) كَفُقَرَاءَ !!! وَنَحْنُ نُغْنِي !!! كَثِيرِينَ. كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ

(2كو  6 :  10) … الخادم الحقيقي يعرف معنى الغنى والفقر … الغنى هو الغنى بالرب والملك هو للرب أما غنى الأرض قال عنه سليمان الحكيم أنه بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ (جا  1 :  14) ..

الغنى لا يعطي صحة أو سعادة أو فرح حقيقي بل احياناً يعطي مرضاً وقلة سعادة وعدم فرح وكثيراً ما يعيش الغني بسبب المرض ممنوع من الاكل ومن النوم ( يعطي احباؤه نعاسا ) … يا أخي الخادم أنت قادر أن تشبع الآخرين بكلمات النعمة والروح ليْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ( تث  8 : 3 ) أنت قادر بكلمات النعمة وأعمال الرحمة أن تطعم الجوعان وتروي العطشان وتزور المريض والمسجون وتأوي الغريب  أنت قادر أن تتعامل مع الرب نفسه بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ

(مت  25 :  40)

٢- الخادم الحزين يفرح المتضايقين والمضطهدين : لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضاً مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. ( رقم كمال يعبر عن عشرة أحقاب أو عهود أو عشرة سنوات وربما مضاعفات العشرة )  (رؤ  2 :  10) (كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِماً فَرِحُونَ. (2كو  6 :  10) وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا (اع  16 :  25) … من يدخل إلى سجن فيلبي يتعجب !! المفروض أن بولس وسيلا قُبض عليهما ظلماً وعذبا ظلماً والمفروض أن نراهما في حزن والمفروض أن كنيسة سميرنا وأسقفها في حالة حزن نتيجة الإضطهاد والضرب والتعذيب والسجن وهنا يظهر البارادوكس عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي (مز  94 :  19) .. لا وجود في الكنيسة للخادم الحزين بسبب الأمور الخارجية مهما تفنن مجمع الشيطان في إضطهاده ولكن نحن نعرف الخادم الفرحان الذي يحمل البشارة المفرحة للكل وقادر أن يهب ويترك هذا الفرح لكل الناس .

٣- الخادم الميت يعطي الحياة : الَّذِي كَانَ مَيْتاً فَعَاشَ (رؤ  2 :  8) … مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَلاَ يُؤْذِيهِ الْمَوْتُ الثَّانِي» (رؤ  2 :  11)  كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا.

(2كو  6 :  9) .. هذا أيضاً بارادوكس مسيحي .. الخادم الحقيقي يحيا في نظر الناس ميت وهو فعلا ميت عن شهوات العالم وميت عن أعمال الظلمة التي في العالم وقد يقولون عنه الاشرار أنه ميت أي لا يتمتع بشئ … الميت في نظر العالم ( المسيح الميت على الصليب ) هو في الحقيقة حي ويجري من جنبه دم وماء ( رمزاً للحياة ) .. هذا الخادم الذي مات عن العالم هو أقدر الخدام على إعطاء الحياة للآخرين .. كلما ابتعد الخادم عن الشر وكلما إبتعد عن سلوكيات أهل العالم هو حي بالمسيح وقادر على إعطاء حياة للساقطين والموتى بالخطية لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ (لو  15 :  24) .. وأخيراً نقف أمام المكافأة العظيمة وهي إكليل الحياة وأن الغلبة على الإضطهاد والتعذيب والذبح ( شهداء ليبيا وسوريا والعراق ) لها إكليل الأبدية . لقد نال بوليكاربوس إكليل الشهادة حرقاً بالنار ثم ذبحاً بالسيف عام ١٦٦ م وله عبارة شهيرة حينما عرضوا عليه إنكار المسيح ( لقد خدمته ٨٦ سنة دون أن يصنع بي شراً فكيف يمكن أن اجدف على ملكي ومخلصي  )

اليوم السابع والثلاثون من صوم الاباء الرسل

7 يوليه 2015 م – 30 بؤونة 1731 ش

القديس ملاك كنيسة برغامس كخادم

( يقال أنه القديس كريوس ومات شهيداً )

في ثلاث كلمات عن ملاك هذه الكنيسة وكيف أنه كان يعيش حيث كرسي الشيطان ( الإمبراطور الروماني الذي أمر بعبادته ) وكيف أن كلمة الله تبدلت في هذه الكنيسة وإنغمست وإقترنت بالشر

( كلمة برغامس معناها إقتران أو إنغماس ) وبالتعاليم المضلة وان العلاج في كلمة الله ( سيف ذو حدين ) والمكافأة هي الرب نفسه ..

١- الخادم بين سيف الكلمة وسيف الحرب : وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَرْغَامُسَ:

«هَذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ السَّيْفُ الْمَاضِي ذُو الْحَدَّيْنِ !!! فَتُبْ وَإِلَّا فَإِنِّي آتِيكَ سَرِيعاً و َأُحَارِبُهُمْ بِسَيْفِ فَمِي

(رؤ  2 :  16 ) لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ (عب  4 :  12) لقد غزت المسيحية العالم كله بلا سيوف وبلا معارك وبلا عصا أو مزوّد أو ذهب أو فضة بل ان معلمنا بطرس حينما حاول إستعمال السيف نهره السيد المسيح وقال له «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! (مت  26 :  52) يا أخي الخادم إن الله هنا يقول بمنتهى الوضوح أنه لا يملك إلا سيف الكلمة وأنه لا مكان لسيف الحرب وأن سيف الكلمة هو أقوى سلاح … هذا هو سلاحك ضد الخطية وهذا هو سلاحك ضد قوى الشر وهو فعال !!

٢- الخادم بين الحزم والتسيب ( ترك العثرات  : (وَلَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ ( عتاب ) قَلِيلٌ: ( رقيق ) أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ قَوْماً مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بَلْعَامَ، الَّذِي كَانَ يُعَلِّمُ بَالاَقَ أَنْ يُلْقِيَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْ يَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ، وَيَزْنُوا هَكَذَا عِنْدَكَ أَنْتَ أَيْضاً قَوْمٌ مُتَمَسِّكُونَ بِتَعَالِيمِ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّذِي أُبْغِضُهُ (رؤ  2 :  15)  وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ، وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ لأَجْلِ أُجْرَةٍ، وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ … غُيُومٌ بِلاَ مَاءٍ تَحْمِلُهَا الرِّيَاحُ. أَشْجَارٌ خَرِيفِيَّةٌ بِلاَ ثَمَرٍ مَيِّتَةٌ مُضَاعَفاً، مُقْتَلَعَةٌ أَمْوَاجُ بَحْرٍ هَائِجَةٌ مُزْبِدَةٌ بِخِزْيِهِمْ. نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ (يه  1 :  13) ..  يا أخي الخادم لا يكفي عملك ونشاطك وحبك للخدمة ولكن حرصك على نقاوة التعليم وحرصك وحزمك مع المتسللين والذين يعثرون صغار النفوس .. وهنا يتضح دورك فيما يُكتب على صفحات الفيس بوك والذين ينتهزون أي فرصة لإلقاء السم وسط العسل ونشر العثرة … إن تركك الامور بلا رد خطية وتسيبك مع المخالفين للتعليم خطية وسوف تحاسب عنها ويجب أن تتوب عن السكوت وعدم الرد لأنه خطية .

٣- الخادم بين طعام المن وطعام العالم : مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنَ الْمَنِّ الْمُخْفَى، وَأُعْطِيهِ حَصَاةً بَيْضَاءَ، وَعَلَى الْحَصَاةِ اسْمٌ جَدِيدٌ مَكْتُوبٌ لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ غَيْرُ الَّذِي يَأْخُذُ» (رؤ  2 :  17) … يا أخي الخادم ليس لك إلا طعاماً واحداً هو سر قوتك وسر حمايتك من الأمراض المختلفة .. إنه طعام الأبدية من يأكله يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ» (يو  6 :  58) ومن يأكله لاَ يَمُوتَ (يو  6 :  50) ومن يأكله فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ (يو  6 :  54) … إنه طعام الإفخارستيا … إنه جسد الرب ودمه … وهذا الطعام سوف يجعلك من الفائزين الحاصلين على الحصاة البيضاء التي تنير في الظلام التي ترمز الى الكلمة المتجسد والتي تعطى للفائزين أو الحاصلين على البراءة من سلطان الشيطان وأنهم لم يأكلوا من طعام العالم … أنت موعود بالفوز وسوف تسلم هذه الحصاة البيضاء لتدخل بها الملكوت إنه صك البراءة من السير في مملكة الشيطان وصك الفوز بالحياة الأبدية .. وستعطى اسماً جديداً وخليقة جديدة تصلح لملكوت السموات وشهادة بأنك من آكلي المن ولست من آكلي موائد الشيطان .

اليوم الثامن والثلاثون من صوم الاباء الرسل

8 يوليه 2015 م – 1 أبيب 1731 ش

القديس ملاك كنيسة ثياتيرا كخادم

( يُقال أنه القديس إيريناؤس تلميذ بوليكاربوس )

في ثلاث كلمات عن هذا الخادم الذي قدم له الروح نفسه على أنه راعي يقظ وساهر وسط مدينة تهتم بالمظهرية والتمثيل ( ثياتيرا تعني مسرح ماخوذة من ( Theater … وبها تعاليم مُضلة ومنحرفة تغلغلت داخل الكنيسة بواسطة إيزابل ( قيل في الترجمة اليوناني والسرياني إنها زوجته وأنه مثل هوشع الذي إتخذ امراة زنى زوجة له ) وقيل أنها رمز لإيزابل إمرأة آخاب ) .. واخيراً يقدم النصيحة له للخروج من هذه العثرة بالتوبة لها ولمن حولها ..

١- الخادم يجب أن يكون ساهراً ومتيقظاً : وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي ثَيَاتِيرَا:

«هَذَا يَقُولُهُ ابْنُ اللهِ، الَّذِي لَهُ عَيْنَانِ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَرِجْلاَهُ مِثْلُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ … فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى ( بها ملايين الأنابيب المرشحة للسموم وتقع في أعماق البطن وتعبر عن أعماق الانسان ) وَالْقُلُوبَ، ( أفكار الانسان ونزعاته )

وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ (رؤ  2 :  23)

هنا يجب أن يكون الخادم أو القائد يقظاً .. يقول ذهبي الفم ( يلزم أن يكون الأسقف ( الخادم ) حذراً له ألف عين ، سريع النظر ، فكره غير مظلم ، متيقظاً جداً حاراً في الروح كما يستنشق ناراً .. يلزمه أن يكون حريصاً على الكل ومهتماً بالجميع ) يا أخي الخادم لابد وأن تكون يقظاً عارفاً من الذي يعيش في مخافة الرب ومن الذي يدعي التقوى ويقوم بالتمثيل ،..  نحن لا نريد خدام يمثلون على الأولاد التقوى أو يقدمون مسيحاً لا نعرفه ولا هم ايضا عرفوه .. الله فاحص الكلى والقلوب يعرف من يخدمه ومن لا يخدمه «أَمَّا يَسُوعُ فَأَنَا أَعْرِفُهُ وَبُولُسُ أَنَا أَعْلَمُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَمَنْ أَنْتُمْ؟» (اع  19 :  15)

٢- الخادم يجب أن يتمسك بالتعليم الصحيح : لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ ( عتاب ) قَلِيلٌ: ( رقيق )  أَنَّكَ تُسَيِّبُ الْمَرْأَةَ إِيزَابَلَ الَّتِي تَقُولُ إِنَّهَا نَبِيَّةٌ، حَتَّى تُعَلِّمَ وَتُغْوِيَ عَبِيدِي أَنْ يَزْنُوا وَيَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ وَأَعْطَيْتُهَا زَمَاناً لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ (رؤ  2 :  21) .. تَمَسَّكْ بِصُورَةِ الْكَلاَمِ الصَّحِيحِ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنِّي، فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ اِحْفَظِ الْوَدِيعَةَ الصَّالِحَةَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ السَّاكِنِ فِينَا

(2تي  1 :  14)  .. أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَخِدْمَتَكَ وَإِيمَانَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّ أَعْمَالَكَ الأَخِيرَةَ أَكْثَرُ مِنَ الأُولَى ( نمو )  (رؤ  2 :  19) … أياً كانت هذه المرأة لقد تسللت إلى الكنيسة في صورة ثياب الحملان ولكن داخلها ذئاب خاطفة وإدعت أنها نبية الَّتِي تَقُولُ إِنَّهَا نَبِيَّةٌ !!! ، حَتَّى تُعَلِّمَ !!! وَتُغْوِيَ عَبِيدِي !!! (رؤ  2 :  20) .. لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً (مت  24 :  24) .. يا أخي الخادم تمسك بما عندك وَإِنَّمَا الَّذِي عِنْدَكُمْ تَمَسَّكُوا بِهِ إِلَى أَنْ أَجِيءَ (رؤ  2 :  25) لاحظ نفسك والتعليم ؟؟؟ واحذر من اي تعليم غريب وارفضه مبكراً بكل قوة وحسم لأنه سوف يضل كثيرين مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، الَّذِينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ.

لَهُمْ عُيُونٌ مَمْلُوَّةٌ فِسْقاً لاَ تَكُفُّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، خَادِعُونَ النُّفُوسَ غَيْرَ الثَّابِتَةِ. (2بط  2 :  14)

٣- الخادم يجب أن يقول أن التوبة لها زمان  : (وَأَعْطَيْتُهَا زَمَاناً لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ (رؤ  2 :  22) أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ  إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ (رو  2 :  4) هناك قضية خطيرة أحياناً يقع فيها كثير من الخدام وقد يجد فيها المستهترين مخرجاً وحجة لهم .. إنهم يقدمون الله الغافر لكل الخطايا فقط وأن زمان التوبة مفتوح إلى نهاية العمر !!  هذا صحيح ولكن لا يقدم وحده لئلا يعيش الانسان فقط بأحاسيس أن الله غافر فقط وليس عادلاً أو دياناً أو سوف يحاسب كل إنسان حسب أعماله وَ دِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ (رؤ  20 :  13) … يا اخي الخادم زمان التوبة محدود بمعنى أن فرص التوبة قد تجئ في زمن وقد لا تجئ بعد ذلك لذلك قال فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ الشَّرِّ أَوْ تَجِيءَ السِّنِينَ إِذْ تَقُولُ: «لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُورٌ» ( سنون الشيخوخة )

(جا  12 :  1) .. أليس هذا ما قاله المسيح عندما بكى على أورشليم لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ !!! افْتِقَادِكِ» (لو  19 :  44) .. هناك رحمة وهناك عقاب ودينونة .

اليوم التاسع والثلاثون من صوم الاباء الرسل

9 يوليه 2015 م – 2 أبيب 1731 ش

القديس ملاك كنيسة ساردس كخادم

( يُقال أنه القديس ميليتون )

في ثلاث كلمات عن هذه الكنيسة وعن خادم الكنيسة التى ذاع صيتها فى العالم ولكن فى الحقيقة كانت ميتة في نظر الله وكيف ضاعت وتضيع كنائسنا وخدامنا في هذه الأيام والملابس البيضاء لمن وكيف نرتديها ..

١- الخادم في نظر الله حي أم ميت :  أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ اسْماً أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيِّتٌ (رؤ  3 :  1) ليس المهم ما أنت فيه من شهرة وصيت وكلام مديح ولكن المهم هو الحالة الداخلية التي أنت فيها ومقدار الخفاء في عملك خاصة صدقاتك و صلواتك وأصوامك … يا أخي الخادم الله يكره البر الذاتي ولعن الكتبة والفريسيون المراؤون وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراًمُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً ( لَكَ اسْماً أَنَّكَ حَيٌّ ) وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ

( وَأَنْتَ مَيِّتٌ )  وَكُلَّ نَجَاسَةٍ هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً ( لَكَ اسْماً أَنَّكَ حَيٌّ ) وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً و َإِثْماً! ( وَأَنْتَ مَيِّتٌ )   (مت  23 :  28) يا أخي الخادم الله لا يريد الغنى أو الأنشطة ويكره الخادم المغرور والمتكبر وسوف يسألك عن تمتع اولادك بالرب يسوع ولن يسألك عن تمتع اولادك بأي نوع من الأنشطة …. اسأل نفسك دائماً وراجع نفسك هل أنت حي ومن الداخل نقي أم أنك ميت ومن الداخل مشحون بالشر والنجاسة والرياء ؟؟

٢- الخادم وما ضاع وما بقى : كُنْ سَاهِراًوَشَدِّدْ مَا بَقِيَ، الَّذِي هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَمُوتَ، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ أَعْمَالَكَ كَامِلَةً أَمَامَ اللهِ  فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ وَاحْفَظْ وَتُبْ، فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ (رؤ  3 :  3) .. يا أخي الخادم الله سوف يسألك ماذا أخذت وماذا سمعت من الكنيسة طوال حياتك .. سوف يسألك عما أخذته في طفولتك وعما أخذت في فصول إعداد الخدام وما هو حالك وقت بداية خدمتك وما هو حالك الآن ؟؟؟ لقد ترك ملاك هذه الكنيسة بعض التعاليم الخاصة بموعد عيد القيامة وآمن بالملك الألفي وملكوت الارض وهي عقائد تبدو أنها غير ضارة ولكن مجرد دخوله في التعاليم الغريبة فقد فتح باباً لا ينغلق من التشكيك وباباً لتعديل المفاهيم الثابتة ، أليس هذا ما يطالب به الشباب اليست عبارات الشباب هذه الأيام ( من قال هذا ؟؟ ، هل هذا مكتوب في الكتاب ؟؟ ، هل الكتاب سليم ؟؟ ) يا أخي ما ضاع كثير وما بقي قليل وفي دول أمريكا وأوروبا ضاع كل شئ ( ضاعت الكنيسة وضاع المذبح وضاعت التقاليد في نظر الشباب ) … يا أخي المبارك شدد ما بقى ولا تسمع للأصوات المطالبة بإلغاء شكل ووقت القداس أو شكل ووقت الأصوام ولا تستجيب لأقوالهم وشدد ما بقى حتى لا تضيع الكنيسة وتضيع أنت معهم .

٣ – الخادم يمشي مع الله بثياب بيضاء أم عريان :  عِنْدَكَ أَسْمَاءٌ قَلِيلَةٌ فِي سَارْدِسَ لَمْ يُنَجِّسُوا ثِيَابَهُمْ، فَسَيَمْشُونَ مَعِي فِي ثِيَابٍ بِيضٍ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ مَنْ يَغْلِبُ فَذَلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَاباً بِيضاً، وَلَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَسَأَعْتَرِفُ بِاسْمِهِ أَمَامَ أَبِي وَأَمَامَ مَلاَئِكَتِهِ (رؤ  3 :  5) الطريق للثياب البيضاء هو حياة السهر واليقظة مثل العذارى الحكيمات «هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ. طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَلَّا يَمْشِيَ عُرْيَاناً فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ» (رؤ  16 :  15) .. يا أخي الحبيب الثياب البيضاء رمز للطهارة ونقاوة القلب والنصرة والغلبة .. إنه موكب في الأبدية .. المسيح يسير مصطحباً معه أصحاب الملابس البيضاء ولكن الموكب بدايته على الأرض وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ !!! نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ (2كو  2 :  14) واخيرا الوعد النهائي بعدم محو اسمه من سفر الحياة  .

اليوم الأربعون من صوم الاباء الرسل

10 يوليه 2015 م – 3 أبيب 1731 ش

القديس ملاك كنيسة فيلادلفيا كخادم

( يقال أنه الأسقف كودرانوس  )

في ثلاث كلمات عن هذه الكنيسة التى إشتركت مع كنيسة سميرنا في مدح الرب لهما ولم يقل لهما عندي عليك !!! ورغم تعرض هاتان الكنيستان للإضطهاد البشع على يد اليهود وعلى يد الأتراك ولكنهما صمدتا بقوة الله لهما وظلتا تعلنان تمسكهما بما بقى عندهم وكان هذا سر مدحهما ..

١- الخادم والأبواب المفتوحة : وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي فِيلاَدَلْفِيَا: «هَذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ،!! الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ !! ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ ،!!  وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ. هَئَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابا ًمَفْتُوحاً وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، (رؤ  3 :  8)  .. لأَنَّهُ قَدِ انْفَتَحَ لِي بَابٌ عَظِيمٌ فَعَّالٌ وَيُوجَدُ مُعَانِدُونَ كَثِيرُونَ (1كو  16 :  9) وَلَكِنْ لَمَّا جِئْتُ إِلَى تَرُوَاسَ، لأَجْلِ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ وَ انْفَتَحَ لِي بَابٌ !! فِي الرَّبِّ، (2كو  2 :  12)  وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ، ، مُصَلِّينَ فِي ذَلِكَ لأَجْلِنَا نَحْنُ ايْضاً، لِيَفْتَحَ الرَّبُّ لَنَا بَاباً !! لِلْكَلاَمِ، لِنَتَكَلَّمَ بِسِرِّ الْمَسِيحِ، (كو  4 :  3) .. إنه منهج كنسي وضعه الرب أمام كل خادم يقوله القدوس الحق الذي يملك المفاتيح والتي أعطاها لأولاده الخدام وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ (مت  16 :  19) … يا أخي الخادم أنت تملك مفاتيح كثيرة تفتح أبواباً كثيرة حتى وسط الإضطهاد ووسط المستحيلات .. أنت تملك مفتاح الكرازة والتبشير بكلمة الله في أصعب الظروف ( كانت فيلادلفيا تعاني من عبادة إله الخمر وكانت العربدة والفجور سمة لأهلها وكانت عبادة الأوثان جزء من عبادتها وكان إضطهاد اليهود والمسلمين الأتراك عنيف جداً ) .. إن الله فاتح لك أبواب النصرة في النهاية وأبواب الكلمة التي لا ترجع فارغة .. انظر يا أخي إلى الأبواب المفتوحة ولا تنظر للأبواب المغلقة !!!!!!

٢- الخادم والقوة اليسيرة : لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي هَئَنَذَا أَجْعَلُ الَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ الشَّيْطَانِ، مِنَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُوداً، بَلْ يَكْذِبُونَ: هَئَنَذَا أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ رِجْلَيْكَ، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا أَحْبَبْتُكَ لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضاً سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ (رؤ  3 :  10) .. «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ».

(2كو  12 :  9)  .. لِيَقُلِ الضَّعِيفُ: بَطَلٌ أَنَا! (يؤ  3 :  10)  لقد كانت هذه الكنيسة فقيرة مادياً

وفقيرة في العلاقات وليس بها ثروات عكس كنيسة ساردس تماماً وليس بها ذهب ولا فضة

ولكن كان فيها الخمس خبزات شعير والسمكتين ( البساريتين ) ..الله يا أخي الخادم يعمل بقوة في

القوة القليلة وأحياناً المعدمة لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ» أَيْنَ الْحَكِيمُ؟

أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هَذَا الدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ اللهُ  حِكْمَةَ هَذَا الْعَالَمِ؟ …

اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ (1كو  1 :  21).

٣- الخادم عموداً فى الكنيسة : مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُوداً فِي هَيْكَلِ إِلَهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلَهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلَهِي أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلَهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ (رؤ  3 :  12) .. فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ، أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ (غل  2 :  9) … يالكرامة الخادم … يا أخي الخادم أنت منذ تخرجك من فصول إعداد الخدام وإعتبرك الله عموداً في الكنيسة ومكتوب على هذا العمود اسم الله واسم مدينة الله واسم المسيح ( آدم الجديد ) .. بمعنى آخر أنت صرت ملكاً لله وعموداً يحمل الكنيسة .. هل لك أن تتخيل اذا أزيل هذا العمود ومعه عدة أعمده آخرى الا تتخلخل أساسات البناء … هل عرفت الآن لماذا الكنيسة تعاني من الضعف ؟؟؟ لأن أعمدة كثيرة يهزها الشيطان ويغربلها هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. (لو  22 :  32) .. أنت ملك لله كتب اسمه عليك وأنت عمود أساسي في بيت الرب مهما كنت قليل الإمكانيات ولكنك تسند البيت … فلا تترك الشيطان يهزك ( يغربلك  ).

اليوم الواحد والأربعون من صوم الاباء الرسل

11 يوليه 2015 م – 4 أبيب 1731 ش

القديس ملاك كنيسة اللاودكيين كخادم

( يُقال أنه أوريليوس أو الشهيد سفاريوس )

في ثلاث كلمات عن الخادم المتبلد في أحاسيسه فلا هو حاراً بالروح ولا هو بارداً وليس له إستعداد للتحرك والخادم المخدوع وكيف أن الرب لا يتركه بل واقف يقرع على باب بيته لعله يقوم ويفتح ..

١- الخادم المتبلد : أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِداً أَوْ حَارّاً هَكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، ( متبلد ) وَلَسْتَ بَارِداً وَ لاَ حَارّاً، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي (رؤ  3 :  16) البارد قد يكون غير المؤمن وقد يكون من يمتنع عن الخطية خوفاً وليس حباً فى الله وقد يكون الانسان الغارق في الخطية مثل الزانية والعشار واللص وموسى الأسود ومريم القبطية وسرعان ما يسمع قرع الله ويتحول إلى نار آكلة ويصير حاراً بالروح … أما المتبلد أو الفاتر فهو الذي فقد الاحساس بالخطية وبالتالي فقد الاحساس بإمكانية أن يتغير أو قل هو الذي فقد الاحساس أنه يحتاج إلى توبة أو تغيير والتبلد أيضاً يكون بسبب كثرة الخطية والتعود عليها أو بسبب الإهمال التدريجي لوسائط النعمة … يا أخي الخادم إن كلمة

(أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي) ربما تكون أصعب كلمة قرأتها في الكتاب المقدس كله ! فنحن نقرا في اشعياء فَحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلآنَةٌ دَماً

(اش  1 :  15) ولكن كلمه أَتَقَيَّأَكَ تعبير طبي يعني أن المعدة أصبحت لا تطيق ما فيها أو حدث لها إنسداد فتطرد ما فيها … ارحمنا يارب !!!!

٢- الخادم المخدوع : لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَائِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ ، أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَاباًبِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ

(رؤ  3 :  18) … ما أصعب أن يكون الخادم ضحية نفسه ويصور له كبرياؤه أنه غني ..

ما أصعب الخادم حينما تصور له نفسه أو يصور له الشيطان نجاح الخدمة وكثرة الأعداد ولكن في الحقيقة أنها مجرد أعداد وأنشطة ولكن لا يوجد فيها تائبين ما أصعب الخادم الذي يجهل حقيقه خدمته .. إنه يعيش في وهم كبير وهنا يقدم له الرب الحل أن يستعمل العملة السماوية ويتقدم للرب كفقير خارجاً من التقوقع والتمركز حول ذاته ويشتري هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْراً و َلَبَناً  (اش  55 :  1)

مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ (رو  3 :  24) ..

تقدم يا أخي وأستعيد ملابسك البيضاء ( المعمودية ) وكحل عينيك بكلمة الله لكي تبصر جلياً ..

وترى نفسك الشقية والبائسة والفقيرة والعميانة والعريانة .

٣- الخادم الغيور : إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُوراًوَتُبْ هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ.

إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ،( فتح هو من الداخل )  أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي

(رؤ  3 :  20)..  إن من أعظم الصور المسيحية هي صورة المسيح التي رسمها المصور العالمي

( هولمن هانت ) وهو واقف يقرع على باب نما تحته الحشيش الأخضر مما يدل على أنه لم يُفتح منذ زمن طويل والمسيح واقف بصبره يقرع في لطف وصبر وحنان وممسك في يده مصباح لينير الطريق ويكمل هو المسيرة بعد فتح الباب ، إنها الصورة التي رسمها الوحي الإلهي في سفر النشيد

«اِفْتَحِي لِي يَا أُخْتِي يَا حَبِيبَتِي يَا حَمَامَتِي يَا كَامِلَتِي لأَنَّ رَأْسِي امْتَلَأَ مِنَ الطَّلِّ وَقُصَصِي مِنْ نَدَى اللَّيْلِ»(نش  5 :  2) يا أخي الخادم الله دائماً يطرق بابك بلطف ورقة وأحياناً يطرق طرقاً هادئاً ولكنه متتالياً ( تكرار زيارات النعمة  .. مرض ، موت ، عطايا ، تجارب متعددة ومتتالية ) واخيراً يطرق بقوة أو بعنف ( صوت الألم والتجارب ) المهم أنه لن يقتحم القلب إقتحاماً أو يستولي عليه عنوة ولا يمكن أن يفتح الباب من الخارج ( لذلك رسم الباب بلا مقبض من الخارج ) لأنه دائماً يحترم الإرادة البشرية  .

إلى هنا أعاننا الرب

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found