ثلاث كلمات – مسيح القيامة مسيح الحياة اليومية 2013 – د.أنسي نجيب سوريال

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الدكتور أنسي نجيب سوريال
التصنيفات أعياد الكنيسة القبطية, الأعياد السيدية الكبرى, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي, عيد القيامة المجيد
آخر تحديث 22 أكتوبر 2023
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
9MB

في فترة الخماسين المقدسة تعيش الكنيسة مع المسيح القائم من الأموات ، و تعطينا الطريق إلى إستعلانه و تقدم لنا المسيح الشخصي الذي يدخل القلوب حتى و لو كانت الأبواب مُغلقة ، مُعلناً نفسه لنا  و مُقدماً لنا طريق الحياة و كيفية العشرة معه ، لمن يُستعلن مسيح القيامة …؟ و كيف تختبر المسيح المُشبع و المسيح الشخصي ، و كيف يكون هو الطريق و المُنير له … ؟ ثم كيف يقدم لنا اسرار الملكوت  و كيف أن الروح القدس يقدم لنا المفاهيم اليومية اللازمة لحياتنا من خلال إعطاء كل اسبوع عنوان من هذه العناوين .

+ هذه التأملات تُنشر على صفحات الفيس بوك و على صفحة خاصة باسم ( ثلاث كلمات ).

تاملات أ .د / أنسي نجيب سوريال

+ شكر خاص لخدام مركز أبونا اندراوس الصموئيلي للكمبيوتر بالكنيسة لتعبهم في جمع و إعداد و إخراج الكتاب و غلافه و الصور الداخلية و تنسيق الكلمات و وضع مراجع الآيات و الإخراج بهذه الصورة المشرفة.

+ شكر خاص للأستاذ صبري ميخائيل الذي يقوم بترجمة التأمل إلى كل لغات العالم و إرساله إلى كل كنائس العالم ، الرب يعوضه أجراً سماوياً على نشر كلمة الله و وجود عدد كبير في كل دول العالم يتابع كل ما يُكتب .

+ شكر خاص للأباء كهنة كنيسة مارجرجس بالمطرية الذين خرجت هذه التأملات نتيجة تعاليمهم و خبراتهم و ثمر لخدمتهم النشيطة .

+ شكر خاص لأسقف قلوبنا نيافة الحبر الجليل الأنبا تيموثاؤس أسقف الزقازيق و منيا القمح و توابعها الذي دائماً يتابعنا و يشجعنا و يقوم بتوجيهنا لإخراج الكتاب على أحسن وجه .

+ و أخيراً صلوات صاحب الغبطة و القداسة أبينا البابا المحبوب البابا تواضروس الثاني الذي علمنا منهج الثلاثيات و كنانحبه أصلاً و لكننا إزددنا إرتباطاً به حينما وجدنا بابا الكنيسة مرتبط و محب لهذا المنهج .

يوم الأثنين من الأسبوع الأول من الخماسين المقدسة

البولس ١ تس ٤ : ١٣ ، ٥ : ١١ ، الإنجيل لو ٢٤ : ١٣ – ٣٥

وينتهي بأحد توما او أحد ” حقاً قام ” أو أحد الإيمان بالرؤيا الجديدة للمسيح .. ‍طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا ( يو ٢٠:‏٢٩ ).. آخر تطويبة في الكتاب  ، الإيمان القلبي لا يطلب العيان ، فإنتظار الرؤية العينية يضعف مستوى الإيمان .

في ثلاث كلمات عن كيف نرى مسيح القيامة بغير رؤى اللمس والجسد  ..

١-  الرؤية بالإلزام :

فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ :”‍ امْكُثْ مَعَنَا، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ “. فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. (لو ٢٤ : ٢٩)

ما أجمل وما أعظم ما قدمت لنا القيامة !! لقد أعطى المسيح بعد القيامة للإنسان حق أن يُلزم الرب بالدخول وقبول الضيافة ! هل يوجد حب أعظم من هذا أن يعطي المسيح قيادته لآخر ! نعم إنه عطشان إلى هذا السلوك والوعي البسيط المبارك ، لقد قبل في الحال ودخل ليتعشي مع الإنسان كما وعد .

أخي الحبيب من حقك تماماً وخاصة وقت الضيق ووقت ضياع الأمل في الحل :”‍امْكُثْ مَعَنَا، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ”. أن تلزمه بالدخول والجلوس معك لكي تستريح .

٢ – الرؤيا بالخبز :

فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا أَخَذَ خُبْزاً وَ بَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا

(لو  24 :  31) أمام أفعال الإفخارستيا أو سر التناول ، إشارة مبدعة إلي السر ، نحن أمام سر إستعلان المسيح لنا من خلال أفعال الإفخارستيا وسر معرفته من خلال أكله كخبز ودم ، ثم إختفى لكي يرفع ذهنهم إلى أن وجوده سوف تنعم به أرواحنا دون رؤية . كل مرة تأكلون من هذا الخبز وتشربون من هذه الكأس تبشرون بموت الرب وتعترفون بقيامتي ، ان سر قيامته وسر إستعلانه قائم في المناولة

٣-  الرؤية بالكتاب :

« أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟ » (لو  24 :  32) إن أول إختبار تعلمته الكنيسة بعد القيامة هو خبرة رؤية المسيح بالكتب التي تُلهب القلب تجاه معرفته حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ (لو  24 :  45) ، طوبي لمن يقرأ ويفهم بذهن مفتوح كما قال معلمنا بطرس في رسالته أنها سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ،

(2بط  1 :  19) ، الكتاب المقدس هو المسيح مقروءاً والإفخارستيا هو المسيح مأكولاً وإلزامه بالمكوث معنا هو المسيح معاشاً ، والثلاثة معاً هم رؤية المسيح القائم .

يوم الثلاثاء من الأسبوع الأول من الخماسين المقدسة

البولس رو ٥ : ٦ – ٢١ الإنجيل مر ١٦ : ٩ – ٢٠

في ثلاث كلمات عن رؤية القيامة :

١-  بين الرؤية الجسدية والرؤية الروحية :

الملاحظ للقارئ الإنجيلي أن التلاميذ والمريمات قد عَثَروا جميعاً في رؤية المسيح بعد القيامة ولم يعرفوه فهل يمكن لإنسان أن يعيش مع آخر ثلاث سنوات و نصف ولا يتعرف عليه ؟؟؟؟ إذا نستطيع أن نقول أن مسيح القيامة لا تعتمد رؤيته على قوى البصر العادية ، والوعي البشري بمراكزه الحسية والمادية ، ولكنها حالة إنفتاح للوعي الروحي على قدر إيمان الإنسان وإشتياقاته وإستعداده وخبراته الروحية السابقة وكذلك المسيح نفسه يمكنه أن يخفض من حالة شفافيته بالجسد كما ظهر في العلية في إنجيل اليوم لكي يستطيعوا أن يعرفوه ! أي أن المعرفة بعد القيامة لن تعتمد على رؤية أو مسك الجسد بل هي رؤية روحية وإلتهاب قلب وإرادة المسيح في الإعلان «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ ؟» (لو  24 :  32) .

٢-  بين الإيمان وعدم التصديق :

في أناجيل القيامة وفي إنجيل اليوم نسمع أَخِيراًظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ (مر  16 :  14) في كل الثلاث ظهورات التي ذُكرت لم يصدقوا خبر القيامة رغم رؤيتهم للمسيح المقام ، لأن مسيح القيامة دخل في فيما كان عليه قبل التجسد من جهه إنتهاء زمان الإخلاء والدخول فيما كان عليه قبل إنشاء العالم وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ  بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا (رو  1 :  4) ، أي نحن أمام مجد جديد للجسد المقام ، أو قل الانسان الجديد المبرر مجاناً ، الإيمان بالنعمة كما في البولس وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا (رو  5 :  21) ، آمن فقط وأنت ترى مجد القيامة في حياتك .

٣-  بين القيامة والصعود :

ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ (مر  16 :  19) في هذا الظهور نفخ المسيح في تلاميذه وقال لهم «أقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ (يو  20 :  22) وفي يوم الخمسين حل الروح القدس فهل هناك فرق بين زمن القيامة وزمن الحلول الذي هو الزمن بين القيامة والصعود ؟ نعم نفخة المسيح في العلية أعطتهم روح القيامة والحياة الأبدية وسر الكهنوت ( التعميد ومغفرة الخطايا ) ولكن حلول الروح القدس يوم الخمسين أعطى البشرية قوة روحية من الأعالي للإلتئام ولإتحاد الإنسان بالإنسان من خلال الروح القدس سواء بالكلمة الروحية أو الخدمة أو الآيات والمعجزات وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاًمُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ» (مر  16 :  18) إذاً نحن أمام قيامة وصعود هدفهما تكوين وحدة إنسانية متكاملة ومتحدة مع المسيح وبالمسيح ، للحياة في السماء والجلوس عن يمين الله في شخص وجسد المسيح الصاعد بجسدنا.

يوم الأربعاء من الأسبوع الأول من الخماسين المقدسة

البولس ١ كو ١٥ : ٥٠ – ٥٨ ، الإنجيل يو ٢ : ١٢ – ٢٥

في ثلاث كلمات عن كيفية رؤية مسيح القيامة :

١-  الرؤية من خلال الغيرة :

لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ» فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: « غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي » (يو  2 :  17) ،

هذا هو مزمور ٦٩ الملئ بالنبوات ففيه عبارة أَكْثَرُ مِنْ شَعْرِ رَأْسِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي بِلاَ سَبَبٍ وأيضاً فِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاًّ و يَبِسَ حَلْقِي ، نحن أمام رؤية وإستعلان لمسيح القيامة داخل قلب كل إنسان يحمل غيرة نحو بيت الله وقداسته وهيبته ، كل إنسان يستخدم بيت الله في غير الصلاة بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. (مت  21 :  13) هو إنسان أعمى لم يرى الله ولن يستطيع أن يراه ! أعرفتم لماذا قال المسيح يَبِسَ حَلْقِي لأنه حزين لما يحدث لبيته ، لماذا قال «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! » (مر  14 :  34) ! ليت المسيح الذي أمسك سوطاً لتطهير بيته يعود مرة أخرى بعد قيامته ليطهر بيته من الباعة والتجار ويقلب موائد الصيارفة لأننا في أشد الحاجة إليه هذه الأيام ولأننا لن نراه إلا من خلال الغيرة التي تأخذنا على بيته وعلى مقدساته  .

٢- الرؤية من خلال القيامة :

«إنْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ» … وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ …

فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ (يو  2 :  22) ، نرجع إلى البولس اليوم «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ» ، أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ ،أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ (1كو  15 :  56) ، الخطية هي الشوكة وهي الموت ، والقيامة من الخطية هي أروع صورة لإستعلان القيامة ورؤية المسيح القائم ، بولس إستدل على المسيح ورآه من خلال قيامته هو من الخطية وإضطهاد الكنيسة ، إنها أعظم غلبة للوصول إلى أعظم رؤية ، لا توجد أعظم من رؤية الخاطئ التائب فهو أول من يرى مسيح القيامة ، أليس هذا ما حدث مع المجدلية التي كان بها سبعة شياطين ؟! .

٣- الرؤية من خلال المواعيد :

فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ….. فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ … (يو  2 :  22) التذكرة بالمواعيد هي أعظم رؤية للمسيح القائم وهذا ما قاله الملاك هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ» (مر  16 :  7)

لقد نسى التلاميذ هذا الوعد وكلمات أخرى كثيرة قالها لهم ويا لتعاسة الانسان إذا نسي وعد الله فإن فرحه لا يثبت ورؤيته للمسيح تضعف وقد تضيع وإيمانه يكون دائماً في مهب الريح ونهباً للشكوك والهواجس والأحزان ، إن الإيمان ورؤية الله لا تأتي إلا بالتمسك بمواعيد الله ، الوقود الذي أشعل قلوب التلاميذ بعد القيامة أنهم أخذوا يتذكروا كل ما قاله …. إن كنت تريد رؤيته تذكر وعوده ومواعيده لك وللكنيسة وسوف تشعر بسلام عجيب يملأ قلبك لأنك سوف ترى المسيح قائماً أمامك  .

يوم الخميس من الأسبوع الأول من الخماسين المقدسة

البولس أف ١ : ١٥ ، ٢ : ٣ ، الإنجيل لو ٧ : ١١ – ١٧ .

في ثلاث كلمات عن .. لمن تُستعَلن القيامة ؟ من خلال إقامة ابن أرملة نايين :

١-  للأرملة الوحيدة :

حالة الأم التي فقدت زوجها وعائلها ثم بعد ذلك ابنها الوحيد هي حالة شديدة البؤس ، وكثير من الآباء شبهوا هذه المرأة بحال الكنيسة الآن وكأن الكنيسة أصابها ما أصاب أرملة نايين ، تودع أولادها ليس إلى القبر بل إلى ما هو أصعب من القبر ، إلى حياة بلا مسيح وبلا رجاء وإذ بنا نرى المسيح يوقف هذا المشهد الحزين ويلمس روح الضياع واليأس فتتوقف مسيرة الموت ويأمر بكلمة فينهض شباب الكنيسة لنهضة تملأ أطراف الدنيا ، هذا هو مسيح القيامة الذي يظهر ويترأى للنفوس الوحيدة البائسة الباكية الضائعة التي فقدت كل شئ . اسمع البولس اليوم مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ، (اف  1 :  18)

٢ – للشاب الميت :

وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتاً بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، (اف  2 :  1) ، لقد وقفت الحياة والقيامة إلى جوار الموت فأصبح من المحتم أن يفر الموت ويُخلي السبيل للحياة ، لقد لمس النعش فسرت الحياة في الحال وأزاحت الموت وظهرت القيامة جَلية ، المسيح دفع ثمن هذه القيامة بموته وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ (اف  2 :  5) « اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ » (اف  5 :  14)

إن أعظم إستعلان للقيامة هي للخاطئ الذي أماتته الخطية ، هذا هو عمل المسيح القائم أن يقيم من موت الخطية أي إنسان وهو حينما يرى الخطية تعصف بنا يتحنن أكثر واكثر ، الله متحنن على الخطاة ويحبهم ويسعى بنفسه إلى إقامتهم كما ذهب خصيصاً إلى قرية نايين .

٣ – للجموع المنتظرة :

فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ  قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ  شَعْبَهُ» (لو  7 :  16) ، هذه الجموع قلوبها كانت مشتاقة إلى معرفة الله ، والله لم يبخل عليها ، وكلمة إفتقد في اليونانية تُعني زيارة أي أن الله زار شعبه ، أي إفتقاد و زيارة شخصية . هناك قلوب منتظرة ومتلهفة على معرفة الله وهناك قلوب بعيدة وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هَذِهِ الْحَظِيرَةِ يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضاً (يو  10 :  16) ، هناك مسيح القيامة يعد نفسه لزيارة هذه القلوب ، يقيمها من موت الخطية أو من موت عدم معرفته وتعرفه وتمجد الله الذي أقامها . القيامة فعل عملي يسري في القلوب البعيدة المنتظرة فيحولها إلى قلوب ممجده وكارزة باسمه

يوم الجمعة من الأسبوع الأول من الخماسين المقدسة

البولس عب ١٣ : ١٠ – ٢١ ، الإنجيل مر ١٦ : ٢ – ٨

في ثلاث كلمات عن .. لمن تُستعلن القيامة ؟ :

١-  للقلوب المبكرة والمشتاقة :

وَبَاكِراً جِدّاً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ:

« مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟ … فَانْدَهَشْنَ. ». (مر  16 :  2 – 5 ) ، الرؤية لها علاقة وثيقة بإشتياقات القلب ، كلما إشتاقت النفس إلى الله كلما اظهر نفسه لها كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ (مز  42 :  1) وكلما بكر الانسان إلى الله يَجده يَا اللهُ إِلَهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ (مز  63 :  1) إنها خبرة فردية ينفتح فيها وعي الانسان لرؤية ما فوق الطبيعة لذلك لا يمكن أن يتحد اثنان فيما يرونه لأنه إستعلان مرتبط بمدى التبكير والإشتياق .

٢-  للقلوب حاملات الطيب :

وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ

(مر  16 :  1) ، أخي الحبيب نحن أمام إرتباط مبدع بين مريم أخت لعازر التي دهنت بالطيب جسده وهو حي لأجل تكفينه لأن المسيح لا يصح أن يجري له التطييب إلا وهو حي فجسده الميت يتقطر طيباً لهذا تقبله بالحب من صاحبة قارورة الناردين الخالص الكثير الثمن ولا يزال المسيح يحتاج لمن يطيب جسده ويبكر لتطييبه ، ليس بالطيب بعد بل بالحب والتمجيد وصنع الخير والإحسان إلى إخوته الأصاغر ، و اسمع هذا التطبيق المبدع في البولس اليوم وَلَكِنْ لاَ تَنْسُوا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ يُسَرُّ اللهُ (عب  13 :  16)

٣-  للقلوب الطالبة للمصلوب :

أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. (مر  16 :  6 ) الإستعلان هنا لمن يطلب تَطْلُبْنَ وركز الملاك على كلمة يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ ( التجسد ) و الْمَصْلُوبَ.  أي أن القيامة لم تنزع عنه سمته كمصلوب إنما أعلنت قبول الذبيحة أي إرتباط الرؤية والإعلان بالذبيحة ،  والبولس يقدم لنا الذبيحة التي نتقدم بها نحوه آلا وهي إعترافنا به فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ

(عب  13 :  15) ، التسبيح هو لغة السمائيين وهو وسيلة إستعلان ورؤية للمسيح المصلوب والقائم

من الأموات .

يوم السبت من الأسبوع الأول من الخماسين المقدسة

البولس كو ١ : ١٢ – ٢٣ ، الإنجيل لو ٩ : ٢٨ – ٣٥

في ثلاث كلمات عن .. لمن يستعلن مسيح القيامة ؟ :

١ – بالإنتقال من النوم إلى اليقظة :

وَأَمَّا بُطْرُسُ وَاللَّذَانِ مَعَهُ فَكَانُوا قَدْ تَثَقَّلُوا بِالنَّوْمِ. فَلَمَّا اسْتَيْقَظُوا رَأَوْا مَجْدَهُ وَالرَّجُلَيْنِ الْوَاقِفَيْنِ مَعَهُ

(لو  9 :  32) إحساس التثقل بالنوم خاصة عندما يأتي وقت الصلاة أو وقت قراءة الكتاب أو وقت حضور القداس هو تعبير عن إحساس الانسان بالإكتفاء بحالته وعدم إحساسه بضرورة الحياة الروحية وأهمية خلاص نفسه لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَائِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ (رؤ  3 :  17) نفس الشئ فعله التلاميذ أثناء صلاته في جثسيماني وقد عاتبهم المسيح وقال «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ (مت  26 :  40) النوم أو الكسل يضيع على الإنسان فرص رؤية مسيح القيامة متجلياً كما تجلى على الجبل وكأنه قائم من الأموات .

٢-  بالإنتقال من الناموس ( الحرف ) إلى النعمة ( الروح ) :

قَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوعَ: « يَا مُعَلِّمُ جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا. فَلْنَصْنَعْ ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةً و َلِمُوسَى وَاحِدَةً و َلِإِيلِيَّا وَاحِدَة ». (لو  9 :  33) بطرس يسترجع ويتذكر الشاكيناه ( السُكنَى ) في البرية تحت ظل السحابة الذي كانت تُعني حضرة الله وكان اليهود يتذكرونها بعيد المظال وعمل مظال من الجريد والخوص وهذا هو اخر ما يصل إليه الناموس الحرفي الذي قتل الروحيات عند شعب اسرائيل وأغلق على إنطلاق أرواحهم والمسيح أظهر مجده بسحابة مجد ، وهنا إنطلاقة نحو مسيح القيامة ، فلا يمكن أن تراه من خلال الحرف أو تنفيذ الوصايا بالحرف لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ ولكن مسيح القيامة نعرفه في عصر النعمة بالروح والحق ، وَلَكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي (2كو  3 :  6).

اسمع البولس اليوم وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ،( فكر الناموس )  فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى

( عمل النعمة )  امَامَهُ، (كو  1 :  21)

٣ – بالإنتقال من الرفض إلى السمع :

وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: « هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا » (لو  9 :  35) الإنسان قبل القيامة كان لا يعرف أو يسمع صوت الله إلا بإشتعال الجبل وظهور الرعد ولكن بعد القيامة أصبح الله يتكلم معنا بحضرته المخفية  ، والمطلب فقط لوصول كلمته إلى أذهاننا أن نسلك في طاعة وخضوع لَهُ اسْمَعُوا تماماً كما قيل في القديم «يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ

(تث  18 :  15) ، لا ترفض سماع كلمة الله فهي سبيلك إلى رؤية الله «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كلاَمِي وَيُحِبُّهُ أَبِي وَإِلَيْهِ نَأْتِي وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً(يو  14 :  23) ، وطاعة كلمته دائماً تؤول إلي رؤية قُولاَ لِإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي» (مت  28 :  10) ، الطاعة تساوي رؤية  .

الأحد الأول من الخماسين المقدسة

البولس أف ٤ : ٢٠ – ٣٢ ، الإنجيل يو ٢٠ : ١٩ – ٣١

في ثلاث كلمات عن .. لمن يُستعلن مسيح القيامة ؟ من خلال أحد توما ( اليوم الثامن ) أو احد حقاً قام أو أحد التطويبة التاسعة والأخيرة في الكتاب طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا  (يو  20 :  29):

١-  للشكاكين والملحدين :

«إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ لاَ أُومِنْ» (يو  20 :  25) لا أؤمن هذا ليس شكاً فقط بل أستطيع أن أقول أنها لغة الشباب الملحد هذه الأيام ، هو لا يؤمن بما تقدمه الكنيسة ولا يؤمن إلا بالملموسات والماديات ، أقول لكل أم ولكل اب لا تبكي على ابنك أو بنتك الملحدة أو المتشككة أنه جاء خصيصاً من أجل هؤلاء ، وهذا الأحد بالذات أنه لم يتضرر أو يتضايق من هذه الغلاظة في التعبير ، أنه ليس مسيح المؤمنين بل هو يعطي إهتمام خاص لهم خاصة حينما يشعر أن قلوبهم تبحث عن الحقيقة هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هَؤُلاَءِ يَنْسِينَ وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ (اش  49 :  15)

٢-  للمغلقين والمتبلدين :

فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ ! وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ: « سلاَمٌ لَكُمْ »

(يو  20 :  26) ، جاء يسوع ومازال يجئ إلى كل إنسان متبلد وفاقد للأحاسيس ومغلق أبواب قلبه وحواسه أمام كلمة الله أو أعمال الله ، هو متحجر القلب وغليظ الرقبة ولا يؤثر فيه شئ ،

من أجل هؤلاء جاء مسيح القيامة يدخل والأبواب مغلقة والحواس متبلدة ويقف في وسط حياتك ليس غاضباً أو منتهراً أو متضايقاً بل يقول لك أجمل وأحلى تحية « سلاَمٌ لَكُمْ »

ويقول لك كما في البولس اليوم وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ

فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ (اف  4 :  23)

٣-  للمتألمين والمائتين ( نفسياً ) :

توما أراد أن يتلامس مع أماكن الألم وهي الأماكن التي نزفت وسببت الموت « نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ.» (مت  26 :  38) ، مسيح القيامة يخرج منك شهادة ربي وإلهي إذا تلامست مع الألم وذقت وأحسست الألم أو الظلم أو الإضطهاد ، وكذلك إذا ثقلت نفسك بالهموم والمشاكل أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدّاً فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضاً. (2 كو 1 : 8 ) فثق أن شهادة توما خرجت بعد أن تلامس مع أماكن الألم والموت التي صارت حية وقوية وقائمة واعرف أنك في نهاية هذا الطريق سوف تلمس المجد والنصرة وتقول «رَبِّي وَإِلَهِي» (يو  20 :  28)

يوم الأثنين من الأسبوع الثاني من الخماسين المقدسة

وهذا الأسبوع ينتهي بأحد إنجيل الخبز الحي ، لذلك ستكون تأملاتنا طوال هذا الأسبوع عن المسيح المُشبع أو مسيح القيامة مسيح مُشبع وقدم لنا الشبع الحقيقي في صور مختلفة

البولس رو ١ : ١ – ٤ ، الإنجيل يو ٣ : ٣١ – ٣٦

في ثلاث كلمات عن المسيح المُشبع :

١-  المسيح مُشبع لأنه من فوق :

اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ (يو  3 :  31) الشبع الحقيقي هو من الله وهو عند الله لأن الله لا نهائي ويستطيع أن يشبع الانسان الذي يطلب الشبع اللا نهائي ، ولأنه من فوق فهو أعلى من الجميع كرامة ومجداً وعلماً وتأثيراً ، وهنا القديس يوحنا الذي رأى فيه الحمل الذي يرفع خطية العالم كذبيحة مشبعة وكاملة عوض كل ذبائح العهد القديم العاجزة ، الانسان لا يشبع من أي شئ لأنه مخلوق على صورة الله ومثاله فداخله جوع نحو اللانهائي ولا يشبع إلا باللانهائي .

٢-  المسيح مُشبع لأنه يتكلم بكلام الله :

لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ يَتَكَلَّمُ بِكلاَمِ اللَّهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْلٍ يُعْطِي اللَّهُ الرُّوحَ (يو  3 :  34) ، وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي (ار  15 :  16) لِكُلِّ كَمَالٍ رَأَيْتُ حَدّاً أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدّاً(مز  119 :  96) لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ  حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ (عب  4 :  12) ، لذلك قال له معلمنا بطرس «يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ (يو  6 :  68) وإن كان كلام الله أعُطي للأنبياء بمكيال ولكن للمسيح بلا كيل لكي يكفي ويشبع كل البشرية .

٣-  المسيح مُشبع لأنه يقدم الحياة الأبدية :

اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ»

(يو  3 :  36) ، لا يوجد مكان يحيا فيه الانسان مهما كان جماله أو ماله قادران يعطي شبعاً للإنسان ، فهناك ملايين من الناس يعيشون في قصور ويشتهون ساعة للنوم ولا يجدونها يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْماً

(مز  127 :  2) وهناك ملايين يملكون المليارات ويشتهون ان يأكلوا ولا يستطيعون إما بأمر الأطباء وإما لعدم القدرة بسبب المرض أو الحزن وهناك ملايين يعيشون حياة غنية ومترفة ويملكون المال والجمال والشهرة ثم يموتون منتحرين تاركين وراءهم قصاصة من الورق كتب عليها

( بحثت عن السعادة في العالم ولم أجدها ) لذلك هو مُعطي الحياة الأبدية بداية على الأرض وتكتمل في السماء وهذه هي مصدر السعادة والشبع والراحة .

يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من الخماسين المقدسة

البولس رو ١ : ٧ – ١٠ ، الإنجيل يو ٥ : ٢٢ – ٢٤

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة مسيح مُشبع :

١-  الإكرام دليل الشبع :

مَنْ لاَ يُكْرِمُ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ (يو  5 :  23) ، الشخص الشبعان دائماً يقدم الإكرام ، والشبع هنا هو الشبع بمسيح القيامة الذي أشبع التلاميذ عند بحر طبريه وزادت لهم البركة بالوفرة في السمك . والذي يسبح ويكرم الابن هو يكرم الآب الذي أرسله وكلما إزدادت صلتنا بالمسيح إزداد حضور الآب في القلب بصورة عملية ، لأن إيماننا بالآب هو الموصل لإيماننا بالمسيح . والإكرام هنا تقدمه الكنيسة في كل صلواتها ونبدأ به كل صلواتنا ( مجداً وإكراماً ) وأيضاً نُنهي به صلواتنا

( لإلهنا كل مجد وإكرام ) وهو جوهر كل تسابيحنا ( قدوس ، قدوس ، قدوس … ) الشبعان يسبح بالإكرام والجوعان أو العريان من النعمة يزدري أو قد يوجه الإهانة للآب و للابن .

٢-  الطاعة دليل الشبع :

إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ (يو  5 :  24) ، الطاعة هنا لسلطان الكلمة لأن ورائها أعظم عطية يُمكن ان ينالها الانسان ، إن كلمات الله لنا تحتاج إلى بساطة في قبولها وتصديق كامل للكلمات ويقين أن الكلمة تحمل في داخلها بطريقة سرية قوة خفية قادرة على تنفيذها ، أي بعد قبول الكلمة وبمجرد إعلان الطاعة لتنفيذها تجد هناك قوة جبارة أُرسلت لك كمعونة لتنفيذ الوصية ، كل كلمة من كلام الله تحمل وعداً وعطية سخية وشبعاً ، فقط كن مطيعاً ( ابن الطاعة تحل عليه البركة )

٣-  القيامة دليل الشبع :

« إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ (يو  5 :  24) ،

إنها قيامة الخاطئ وإنتقاله من الموت إلى الحياة ، الشخص القائم من الخطية شبعان بالمسيح اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ (ام  27 :  7) لانه حصل على تصريح بعدم الدينونة وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا

(اش  43 :  25) ليس فقط في الدينونة العامة ولكن أيضاً على الأرض لا يدينه ضميره ويقوده إلى الإكتئاب بل على العكس لأن تعبير لا يأتي إلى الدينونة معناه لا يطلب حضوره أمام القاضي أو الديان  ما أعظم هذا الإحساس الذي يعطي الانسان شبعاً وراحةً وطمأنينةً .. انه حر إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ (رو  8 :  1)

يوم الأربعاء من الأسبوع الثاني من الخماسين المقدسة

البولس رو ٥ : ٣١ – ٣٧ ، الإنجيل يو ٥ : ٣١ – ٣٧

في ثلاث كلمات عن أن مسيح القيامة مسيح مُشبع :

١-  مسيح القيامة مُشبع بشهادته :

الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ ( الآب ) وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ (يو  5 :  32) ،

وشبع مسيح القيامة لنا ان يعطينا قوة الشهادة التي فيه ، المطلقة ،  لتكون فينا وهذا لا يتأتى إلا إذا أعطينا روح القيامة عن طريق موهبة الإنفتاح والإيمان لإدراك حقيقة القيامة ، بمعنى آخر نحن لا نشهد عن قوة خارجية بل نشهد لفعل داخلي مُنح لنا مجاناً بالقيامة وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ

وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ  (اع  1 :  8)

أعطنا يا رب روح القيامة التي نفختها في وجه تلاميذك لنكون لك شهوداً أَيْ لِنَتَعَزَّى بَيْنَكُمْ بِالإِيمَانِ الَّذِي فِينَا جَمِيعاً إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي (رو  1 :  12)

٢-  مسيح القيامة مُشبع بأعماله :

لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي

(يو  5 :  36) ، الأعمال عند المسيح شهادة متواصلة يشهد بها و تشهد له ، لذلك فكل كلمة وكل فعل في المسيح يحمل عنصراً إيمانياً لأنه يحمل الحق ، مسيح القيامة يعمل معنا يومياً أفعالاَ الحصر لها من ناحيه الحماية والرعاية والستر ( لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة ) هل توجد أعمال مُشبعة للإنسان أكثر من هذا ، أليس بالفعل إن مسيح القيامة مسيح مُشبع ومروي بأعماله اليومية معنا .

٣-  مسيح القيامة مُشبع بصوته :

وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ وَلَيْسَتْ لَكُمْ كَلِمَتُهُ ثَابِتَةً فِيكُمْ لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ (يو  5 :  37) ، ما أجمل صوت الحبيب إنه الشبع كله لو سمعه الانسان طوال النهار والليل لا يمل منه إلا لو فقد الحبيب حبه لمحبوبه ، ما أجمل عروس النشيد حينما تتغنى بصوت الحبيب صَوْتُ حَبِيبِي. هُوَذَا آتٍ … (نش  2 :  8)… أَرِينِي وَجْهَكِ. أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ لأَنَّ صَوْتَكِ لَطِيفٌ وَوَجْهَكِ جَمِيلٌ» (نش  2 :  14) . لقد شبع تلميذي عمواس من صوت الحبيب «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ » (لو  24 :  32) وشبعت المجدلية من صوت الحبيب لمجرد أن نادها بصوته «يَا مَرْيَمُ!» (يو  20 :  16) ، ما أجمل مسيح القيامة المُشبع بصوته حينما يناديك باسمك أو يحدثك في الطريق طوال اليوم والليل .. أنه صوت الحبيب .

يوم الخميس من الأسبوع الثاني من الخماسين المقدسة

البولس رو ١ : ١٦ – ١٧ ، الإنجيل يو ٥ : ٣٩ – ٤٧

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة مسيح مشبع :

١-  الشبع بكلمة الله :

فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي (يو  5 :  39) ، بعد القيامة اصبح لنا قوة الخليقة الجديدة ( المسيح المقام بطبيعة وجسد جديد ) وهي تعمل فينا بواسطة الروح القدس وهي تنمو وتزداد وتتغذى على كلمة الله المُشبعة ، أي أن كلمة الله هي قوام الخليقة الجديدة وحياتها ونورها وقوتها التي عليها تعيش وبدونها لا حياة ولا نمو كما يقول معلمنا بطرس مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ  الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ (1بط  1 :  23) ، والميلاد الروحاني بكلمة الله ليس كالميلاد الجسدي فعلاً زمنياً يتم وينتهي ولكنها حالة ولودة لا تتوقف بل تزداد كمالاً ، بالكلمة كلما استوعبها الذهن إزدادت صورة المسيح فينا وضوحاً وكلما حفظها القلب كلما تكلمت فينا مشيئة الله وكلما فتحنا لها قلوبنا أحيتنا وجددت أرواحنا .

٢-  الشبع بقوة التبرير :

«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ (يو  5 :  45) البولس اليوم لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ  لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاًثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ  بِإِيمَانٍ لإِيمَانٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ«أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا» (رو  1 :  17) بر المسيح ليس قوة تهبط علينا من فوق بل هو ثمرة الآم الموت الذي جازه المسيح وإنشاء مجد القيامة والقيامة إكتسبت لنا برا ، فشركة الآلام هي المدخل لحصول بر القيامة ، إن كلمة بر مجاني مدفوع ثمنه بالدم لا نحصل عليه مجاناً إلا لو كان لدينا إيمان وثقة ورجاء وطلب وإلحاح وعزيمة وإحتمال وصلب !! ولكي نأخذ البر يجب أن نكون على مستوى البر نفسه ( لا على مستوى الثمن )

أي مستعدين أن نكون أبراراً بالرغم من خطايانا الكثيرة وهذا لن يتأتى إلا بإيمانك أن تحل عليك قوة القيامة وتتبرر وتصير بلا دينونة وليس معنى هذا أنني لست خاطئاً ……. ولكني خاطئ تبرأت وأول الخطاة ولكني بار بدمه .

٣-  الشبع بالحياة الأبدية :

تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. (يو  5 :  39) الشبع بمسيح القيامة معناه أن يتولد فينا يوم بعد يوم إحساس بالحياة الأبدية يلغي فكرة الموت الجسدي والخوف منه ويلغي كل أنواع الخوف المرتبطة بالجسد مثل الخوف من المرض أو التهديد بالقتل أو الجوع أو العري أو السيف ، فان كنا في حياتنا على الأرض نعيش آلامه وصليبه كشركاء أمناء فيها ولا نستعفي من مرارتها أو شدتها مهما بلغت حتى إلى حدود الموت فنحن حتماً سندخل في فاعلية قيامته وحركتها كحياة جديدة كما يقول معلمنا بولس لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذَلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضاً(2كو  1 :  5) ،

الآلام التي تجزع منها هي لك باب القيامة الوحيد ، وهذه هي بداية الحياة الأبدية التي تبدأ على

الأرض وتكتمل في السماء .

يوم الجمعة من الأسبوع الثاني من الخماسين المقدسة

البولس رو ١ : ١٩ – ٢١ ، الإنجيل يو ٦ : ٥٤ – ٥٨

في ثلاث كلمات عن ماذا تقدمه لنا الإفخارستيا ( الجسد والدم ) كسر الشبع الحقيقي من مسيح القيامة :

١-  نحن نأكل القيامة :

مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ (يو  6 :  54) يقول القديس ايرينئوس أحد آباء التقليد الكنسي ( كيف لا نقوم نحن الذين أكلنا القيامة ) ، القيامة ليست من طبيعتنا ، المسيح هنا عمل معجزة فائقة للوصف ليركب القيامة ومجدها على جسد الهوان ويجعل هذه القيامة في سر الافخارستيا ( المناولة ) لتكون على مستوى أكلها وشربها فتصير طبيعة فينا ، لقد اخذ الذي لنا واعطانا الذي له فصار الانسان الجديد يحمل الموت والقيامة معاً ، أي أن روح القيامة جمعت وصالحت المضادات Paradox والمستحيلات معاً وعملت منها طبيعة جديدة للإنسان يمكن أن يرتقي بها إلى سماء السموات . لقد جمعت القيامة التي نأكلها بين الإنهزام واليأس والفشل المحقق بحسب الظاهر وبين الانسان مع النصرة والرجاء والنجاح الذي لا يحد بحسب الجوهر بيد الله ! يا لعظمة ما نأكله !!

٢-  نحن نأكل الحق :

لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ (يو  6 :  55) نحن نأكل الحق ، الخليقة الجديدة التي سمح لها بأكل الحق على الأرض لكي تكون شهادة دائمة على موت الرب وقيامته لأنها فوق مستوى فكر

هذا الدهر ، فالإنسان الجديد مخلوق أساساً للشهادة للحق وهذا عمل صالح لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ  فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا (اف  2 :  10) ، بحيث لو كف الانسان الجديد عن الشهادة لملكوت الله وحياة الدهر الآتي بسيرته وسلوكه يصبح وكأنه يلغي وجوده الروحي أو يطمر وزنته ، هذا المنهج الحتمي للأعمال الصالحة في النهاية هو شهادة للحق الذي أكلناه ، وكما يقول البولس اليوم إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ  ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ ( الحق ) لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ ( بالقيامة )

(رو  1 :  19) … حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ ، لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ  لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ (رو  1 :  21) ( عدم الشهادة للحق )  .

٣-  نحن نأكل الحياة :

فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي (يو  6 :  57) ، هَذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء …. مَنْ يَأْكُلْ هَذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ» (يو  6 :  58). روح القيامة التي نأكلها أعطت التلاميذ مفهوماً آخر لمعنى الوجود والحياة في العالم ، فلم يعد العالم موطناً يعملون فيه لتثبيت وجودهم وسعادتهم من أمواله وأخذه وعطائه ولعادت أنفسهم ترتبط بالأرض التي اشقتهم فيما سبق ، بل أدركوا بروح القيامة أنهم كانوا فعلاً أمواتاً في هذا الدهر ومستعبدين لإلتزاماته ، والآن بعد أكل القيامة تغير مفهوم الحياة فأصبحوا أحراراً لا لحساب أنفسهم بل لحساب من مات من أجلهم وقام ، فالمسيح صار وطنهم الذي يستمدون منه وجودهم وحياتهم وكيانهم وسعادتهم وكل آمالهم ورجائهم .

يوم السبت من الأسبوع الثاني من الخماسين المقدسة

البولس ٢ تي : ٨ – ١٥ الإنجيل يو ٦ : ١ – ١٤

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة مسيح مُشبع من خلال معجزة الخمس خبزات والسمكتين :

١- مسيح القيامة مسيح مُشبع بالإفخارستيا :

وَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ وَوَزَّعَ (يو  6 :  11) ، وفي انجيل مرقس فَأَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ ثُمَّ كَسَّرَ الأَرْغِفَةَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا إِلَيْهِمْ

(مر  6 :  41) نحن أمام أفعال الإفخارستيا  رَفَعَ نَظَرَهُ.. َبَارَكَ … وَشَكَرَ …. ثُمَّ كَسَّرَ… لِيُقَدِّمُوا

( التوزيع ) وأمام أعظم تعبير مكشوف عن سر الإفخارستيا أي سر تقديم الشكر على الخبز للكل

على مستوى الجسد المكسور وليس على مستوى ملء البطن ، نحن أمام ذبيحة غير دموية قوامها الروح في خبز مكسور على الصليب يعطى في صورة أكثر بساطة وهي الخبز «خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. » (1كو  11 :  24) ويزداد الأمر وضوحاً لأن الزمن الذي صنع فيه المسيح المعجزة هو قبيل الفصح بقليل وكأنما أراد أن يعطي إشارة واضحة أنه الآن يقدم جسده بيديه علناً وجهاراً قبل أن يأكلوه بالسر على المائدة يوم خميس العهد ، كغذاء الأبدية وسر شبع الإنسان الحقيقي لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ (لو  4 :  4)

٢-  مسيح القيامة مسيح مٌشبع بالبركة :

المسيح أراد أن يكسر حدود الفكر والمنطق والحسابات البشرية ويقدم للإنسان سر البركة والحياة الفائضة بلا حدود على الأرض وفي السماء . نحن أمام حدث فريد على أرض شقاء الإنسان إنها عودة البشرية إلى جنة عدن في حضرة فاديها الذي خلصها من الخطية والموت ، لقد أراد المسيح أن يعود بالمتعبين الذين تبعوه ليذيقهم يوماً من أيام الفردوس في حضرة ابن الانسان فأطعمهم من خبز الراحة فأكلوا حتى شبعوا أي امتلأوا ، لقد زال شقاء الانسان ، هذا اليوم هو عربون السعادة المعد في الملكوت . مسيح القيامة هو مسيح الوفرة والشبع والكثرة ، هو مسيح القيامة على بحر طبرية لما تعبوا الليل كله أعطى الوفرة بكلمة فقال يوحنا هو الرب لأنها بركة لا يستطيع عليها إلا الرب .

٣-  مسيح القيامة مسيح مٌشبع بالكسر :

فَلَمَّا شَبِعُوا قَالَ لِتلاَمِيذِهِ: « اجْمَعُوا الْكِسَرَ الْفَاضِلَةَ لِكَيْ لاَ يَضِيعَ شَيْءٌ فَجَمَعُوا وَمَلَأُوا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ

قُفَّةً مِنَ الْكِسَرِ » (يو  6 :  12) ، المسيح هنا ركز على الخبز دون السمك لكي يوضح الإشارة إلى خبز الإفخارستيا الذي يأكله بعين مفتوحة وقلب مؤمن لا تضيع حياته ولا تتلف بل تبقى وتحيا

( لاحظ حرص الكاهن والشماس أن يجمعوا الفتات المتبقية في الصينية بعد التوزيع ويلتقطها الكاهن باهتمام حتي لايضيع منها شئ ) ، أخي الحبيب كن قنوعاً بما عندك ولا تقل ما قيمة الكسر ومتطلبات الحياة كثيرة ، وليس عندي إلا الكسر ، ثق أنه قادر أن يبارك في الخمس خبزات شعير والسمكتين

( البساريتين ) ، نحن يا أخوة ينقصنا إدراك سر البركة وسر الكسر ، اسعى إلى البركة ولا تسعى للغنى بأي طريق إلا طريق بركة الرب التي هي تغني وافرح بالقليل لأنه في يد الرب كثير .

الأحد الثاني من الخماسين المقدسة

البولس أف ٢ : ١٩ ، ٣ : ٩ ، الإنجيل يو ٦ : ٣٥ – ٤٥

في ثلاث كلمات عن أن مسيح القيامة مسيح مُشبع ، نقول الشبع لمن :

١-  الشبع لمن يقبل :

« أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ (يو  6 :  35) ، الذي يجئ إلى المسيح ويرتمي في أحضانه لا يخرجه خارجاً مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ (يو  6 :  35) مهما كانت خطيئته أو عصيانه أو كم إنحرافه ،  أخي الحبيب هل أقبلت إلى المسيح بالحق قولاً وفعلاً ، ألق بنفسك عليه لتشعر بقوة جذب الآب لك وستكتشف فيه محبة المسيح ومسرته ، لقد أخذ على نفسه الحفاظ على كل نفس تأتي اليه أن لا تتلف أو تضيع كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئاً بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ (يو  6 :  39) ، إنها العناية الخاصة جداً بالنفوس البشرية التي إلتجأت إلى المسيح في ضعفها المتناهي مستندة إلى معونته أمام قوى الشر

٢-  الشبع لمن يؤمن :

مَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً ( يو  6 :  35 ) يقول اشعياء النبي وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ وَيُشْبِعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ ( اش  58 :  11 )

لاحظ كلمتي أَبَداً و عَلَى الدَّوَامِ أي أن الشبع لمن يؤمن شبع دائم لا يؤول إلى جوع أرضي أبداً بل هو إرتواء من المسيح ، ، هل أنت عطشان وعندك إيمان أنك إذا أقبلت إليه لن يخرجك خارجاً ، أقول لك ما قيل في سفر الرؤيا أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً ( رؤ  21 :  6 ).

٣-  الشبع لمن يرى :

كُلَّ مَنْ يَرَى الاِبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ» (يو  6 :  40) ، الرؤية هنا على مستوى الإيمان بشخصه وليس بأعماله ، هناك من يرى في المسيح عطاياه ومنافعه الدنيوية مثل الذي يأتي إلى الخدمة والكنيسة حباً في مصلحة أو منفعة ، هنا نحن أمام رؤية مزيفة للمسيح وَلَكِنِّي قُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمُونِي وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ (يو  6 :  36) ، الرؤيا هنا والسمع حاستان مفتوحتان على الإيمان ، فالحواس البشرية جُعلت لا لتخدم الجسد فقط بل هي متصلة بالروح إذا تهذبت بالكلمة الإلهية وخضعت لهاتف الخير والمحبة والإخلاص لله لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ (يو  10 :  26) ، إنها رؤية بالقلب والفكر الروحي ، رؤية بالتأمل حيث يستنير الفكر بالنور الالهي الداخل ( بنورك يارب نعاين النور ) ، فمن الرؤيا إلى النور إلى الحياة  .

يوم الأثنين من الأسبوع الثالث من الخماسين المقدسة

البولس رو ٢ : ٤ – ٧ الإنجيل يو ٧ : ٣٩ – ٤٢

الإسبوع الثالث ينتهي بلقاء شخصي مع السامرية التي حدثت لها قيامة من قبر الخطية بلقاء شخصي لذلك سوف يكون تأملنا طوال هذا الأسبوع في مسيح القيامة مسيح شخصي :

١-  الروح شخصي :

قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ (يو  7 :  39) ، عطية الآب وهي الروح القدس أعطيت للإنسان بطريقة شخصية بالمعمودية فردية شخصية وليست جماعية ، وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً(اع  2 :  17) لاحظ هنا ستة أنواع من البشر يحل الروح وكل واحد حسب سنه ومركزه ووضعه يعطيه الروح الوزنات بطريقة شخصية . «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ (يو  7 :  37) ( شخصي ) مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ ( شخصي ) تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ» (يو  7 :  38) . وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ (1كو  6 :  17) التصق بالرب يعطيك الروح ليس بمكيال بل بسخاء حسب قدراتك لتعمل لحسابه

٢-  المجد شخصي :

لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ (يو  7 :  39) أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ (يو  17 :  24) ، لاهوتياً المجد الذي للمسيح هو جميع الآلام والصليب والموت والقيامة والصعود والجلوس عن يمين الآب كلها أعطيت لنا مجاناً بحلول الروح القدس ، أي قل أنه ميراث شخصي أعطى لكل من يؤمن به مجاناً أو قل عطية مجانية لكل هذا لمن يخرج شهادة المعمودية كإثبات شخصية للحصول على ميراثه الشخصي . لأَنَّ نَجْماً يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ (1كو  15 :  41)، إذاً بقدر تسليم إرادتك له بقدر ما تأخذ من مجد والمجد لاهوتياً هو ميراثك في أعمال المسيح وقبولها منذ الآلام حتي الجلوس عن يمين الآب أي الألم مجد والصليب مجد والإهانة والإضطهاد مجد والموت والقيامة من الخطية مجد تأخذه معك للجلوس عن يمين الآب .

٣-  الرؤية شخصية :

فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا … آخَرُونَ قَالُوا: … وَآخَرُونَ قَالُوا : …

فَحَدَثَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَمْعِ لِسَبَبِهِ. (يو  7 :  40) البعض يرى فيه رجاء سياسي ليخلصهم من حكم الرومان والبعض رأى فيه المسيا صاحب القوة الخارقة لمزيد من البركات الدنيوية والجسدية والبعض يبحث في موطنه ومولده ولكن هو أتى ليعلن شخصه لأولاده على إختلاف رؤيتهم ، فرؤية المجدلية فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ (يو  20 :  15) غير رؤية تلميذي عمواس إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ (لو  24 :  19) غير رؤية توما «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ … وَأَضَعْ إِصْبِعِي … وَأَضَعْ … لاَ أُومِنْ» (يو  20 :  25) إذاً مسيح القيامة مسيح شخصي.

يوم الثلاثاء من الأسبوع الثالث من الخماسين المقدسة

البولس رو ٢ : ٨ – ١٣ الإنجيل يو ٨ : ١٢ – ١٦

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة .. مسيح شخصي :

١-  التبعية شخصية :

«أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ» (يو  8 :  12) ، التبعية شخصية والمسيح حينما دعا لاوي دعاه دعوة شخصية وحينما تحدث من الشاب الغني كانت دعوة شخصية ومع السامرية أيضاً و لا يزال المسيح هو هو عمود النور الذي يسير بالبشرية المستنيرة به في طريقها الضيق داخل برية العالم المظلم ، التبعية هي الشركة في أعلى وأعمق معناها ، إن تبعية النور قطعاً تأخذك في طريق النور فلا تعثر بحجر رجلك .

٢-  الشهادة شخصية :

«وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌّ لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ (يو  8 :  14) الشاهد للمسيح تحول فيه النور إلى حياة فأصبح يشهد بأقواله وأفعاله وتصرفاته وبقدر ما نأخذ ونقترب بقدر ما ننطق بالشهادة الحق ، النور أصلاً كطبيعته لا يحتاج إلى شاهد بل يحتاج إلى مُشاهد أي من يرى ويفرح ، أبناء النور وأبناء الله يفرحون لعمل الرب في كنيسته ويرون في كنيستهم التي تربوا فيها كل شئ جميل أما السائرين في الظلمة مثل الكتبة والفريسيون فلا يرون في الكنيسة إلا عيوباً وإنحرافاً لأنهم يسيرون في الظلام ، أظلمت أعينهم ولا يروا إلا ظلاماً ، هل يصلح هؤلاء للخدمة أو للعمل في بيت الله ؟.. أنهم يشهدون للظلمة وأبناء الظلمة .

٣-  المعرفة شخصية :

أَجَابَ يَسُوعُ: «لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلاَ أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً» (يو  8 :  19) المعرفة شخصية وكل إنسان يعرفه بطريقته الشخصية ، فيوحنا عرفه عن طريق وَإنْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ .. وَرَأَى فَآمَنَ  (يو  20 :  5) وبطرس عرفه عن طريق الْمِنْدِيلَ (يو  20 :  7) والمجدلية عن طريق صوته « يَا مَرْيَمُ! » (يو  20 :  16) وتلميذي عمواس عن طريق الإفخارستيا عَرَفَاهُ عِنْدَ كَسْرِ الْخُبْزِ (لو  24 :  35) والتلاميذ عند بحر طبرية عن طريق البركة وكثرة السمك « هُوَ الرَّبُّ ».

(يو  21 :  7) وتوما عن طريق التلامس الشخصي …. إذاً لا يوجد طريق واحد للمعرفة بل هي معرفة شخصية إختبارية لان لكل واحد شخصية إيمانية والله يحترم شخصية الانسان ويتركه يتعرف عليه بشخصيته وهذه هي عقدة المخدومين أن الخدام يجبروهم على أن يعرفوه بطريقة واحدة .. أخي إترك الرب يعلن نفسه لكل واحد بطريقته وإحترم شخصية ابنك أو ابنتك الإيمانية فالله قادر على إعلان وتعريف نفسه أفضل من أي إنسان .

يوم الأربعاء من الأسبوع الثالث من الخماسين المقدسة

البولس رو ٢ : ١٤ – ١٦ ، يو ٨ : ٢٣ – ٢٦

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة مسيح شخصي :

١-  شخصي لكل من يفكر في من فوق :

« أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. (يو  8 :  23) ، بعد القيامة إنشغل معلمنا بطرس بمن فوق يفكر فيه ليلاً ونهاراً فاستحق أن يظهر له وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ (1كو  15 :  5) إن كانت جميع الأسرار تؤهلنا أن نحيا مع الله فسر القيامة يؤهلنا للصعود لنحيا مع الله فوق في السماء وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ (اف  2 :  6) لذلك يشدد معلمنا بولس ويقول فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ (كو  3 :  1) بمعنى أن روح القيامة لو إنسكبت في قلوبنا حقاً لن نعود نتمسك بما هو من تحت ( الأرض ) ، لأن مركز حياتنا يكون إنتقل من الأرض إلى السماء . أخي الحبيب في اللحظة التي يتقبل فيها الانسان روح القيامة فإنه يبدأ يشعر أن سعادته وأفراحه وكل إشتياقات قلبه قد إنتقلت إلى فوق … إلى بيتها الأبدي .

٢-  شخصي لكل من يؤمن به :

فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ» (يو  8 :  24)  الإيمان بمسيح القيامة هو عمل شخصي من المسيح للإنسان الذي يؤمن به جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. (2كو  13 :  5) ، والإيمان به وبقيامته ليست عقيدة فكرية وطقس نعيد به وحسب وهذا هو الذي أدى بأولادنا إلى الإلحاد وعدم الإيمان ولكن الإيمان به هو حياة إختبارية حية تنقل فكر الانسان وعقله وإهتماماته من الأرض إلى السماء ، إن قياس سلوك الانسان على مقياس القيامة يفضح تدين الانسان لأنه بدون القيامة من الإهتمامات والإنشغالات الأرضية تصبح القيامة طقس وليست حياة . لذلك كلمة تموتون في خطاياكم هي تطبيق لكلمة معلمنا بولس وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! (1كو  15 :  17) ، إذا الإيمان هنا مرتبط إرتباطاً لا ينحل بالقيامة من الخطية أي أن قوة الإيمان بالخطية هي قوة إيمانك بإمكانية بل حتمية بل يقينية قيامك من الخطية وهذا هو مسيح القيامة الشخصي القادر على قيامتك من الخطية إن كنت تؤمن به وبقيامته .

٣-  شخصي لكل من يقبل التبكيت :

إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ (يو  8 :  26) والبولس اليوم الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مَكْتُوباًفِي قُلُوبِهِمْ شَاهِداً أَيْضاً ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يَدِينُ اللهُ سَرَائِرَ النَّاسِ حَسَبَ إِنْجِيلِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ (رو  2 :  15) الذي أعاد بطرس ليس رجاء بطرس بقدر ما هو عدم يأس المسيح وإصراره على مؤازرة بطرس لكي لا يفنى إيمانه والذي أبكى بطرس ليس جحوده أو إنكاره بل تلك النظره الشخصية التي تحمل كل معاني العتاب والتبكيت والحب والإشفاق ، إنها نظرة الله لكل إنسان منا حينما يخطئ ، إنها نظرة عتاب ومعها دعوة سرية في القلب للندم والعودة . مسيح القيامة مسيح شخصي لا يستطيع إنسان بإنكاره أو بجحوده أن يلغي وجوده أو يحجز عمله

يوم الخميس من الأسبوع الثالث من الخماسين المقدسة

البولس رو ٢ : ١٧ – ٢٠ الإنجيل يو ٨ : ٢٨ – ٣٠

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة مسيح شخصي :

١- مسيح القيامة مسيح شخصي في الآمه :

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ : «مَتَى رَفَعْتُمُ ( رفع على الصليب ) ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ (يو  8 :  28) ، الآم المسيح كانت شخصية ليست له ولكنها شخصية تخص كل واحد منا باسمه أي وهو على الصليب كان يحمل كل واحد منا باسمه وبشخصه لذلك أحس بولس بهذا وقال بصفة شخصية مع المسيح صلبت . لقد داس المعصرة وحده مصطحباً معه كل واحد منا ، فأوفى باحزانه وأوجاعه حزن ووجع كل واحد منا ودفع ديون خطيه كل واحد منا ومازال يدفع ونحن نأخذ خلاصاً مجانياً من خلال قوة الدم المسفوك .

٢-  مسيح القيامة مسيح شخصي بكلمته :

وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاًمِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي (يو  8 :  28) ، كلمة المسيح شخصية لكل واحد منا ، والقيامة اولاً تكون بالإيمان بكلام المسيح كما هو مكتوب إِذاً الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ وَ الْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ (رو  10 :  17) ، الإنجيل هو المصدر الأول والرئيسي الذي نأخذ منه مباشرة قوة قيامة المسيح حينما تبلغ الكلمة إلى مستوى الإيمان لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ (عب  4 :  12) وهي أيضاً روح وحياة وهذه الكلمة هي التي خلقت العالم وعلى الصليب وبالقيامة خلقت الانسان الجديد . كلمة الله في الإنجيل هي كلمة شخصية يهمس بها المسيح في إذنك كل يوم حينما تفتح الكتاب

( هذه بديهية ) وإن كنت فاتحاً قلبك سوف تقول مع تلميذي عمواس « أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ ؟ » (لو  24 :  32)

٣-  مسيح القيامة مسيح شخصي بوحدانيته :

وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ» (يو  8 :  29) ، الحب الذي يربط الآب بالابن هو حب قُدم لنا شخصياَ لكي نكون مثله في محبة الأخوة ( في الأسرة والكنيسة والوطن ) …. لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ» (يو  17 :  26)

إن سر القيامة كامن في سر الحب نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ ( القيامة )

لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. (1يو  3 :  14) ولا يمكن أن نصل إلى حب الأخوة دون أن نصل إلى حب

المسيح مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ (رو  8 :  35) ، مسيح القيامة مسيح شخصي في حبه وإهتم شخصياَ بكل واحد على حدة

( بطرس ، يعقوب ، توما ، المجدلية ، تلميذي عمواس ) ونحن أيضاً مدعوين لكي تكون لنا محبة شخصية لكل إنسان . اجعل كل إنسان تقابله يشعر أنك لا تحب في الدنيا احد إلا هو فهذا هو مسيح القيامة الذي تعيشه ويعيش فيك .

يوم الجمعه من الأسبوع الثالث من الخماسين المقدسة

البولس رو ٢ : ٢٥ – ٢٩ ، الإنجيل يو ٨ : ٣١ – ٣٩

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة مسيح شخصي :

١-  مسيح القيامة مسيح شخصي في تلمذته :

« إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلاَمِيذِي (يو  8 :  31) ، المسألة ليست تصديق كلام ولكن ثبوت فيه . ان التلمذة تعني إتباعه وإتخاذه منهجاً وطريقاً وحينئذ يكونون من التابعين أي تلاميذ ، مبادئ وطريق و حق وحياة ، وهكذا يتحررون من المعرفة الخاطئة للمعلمين الدخلاء .

وفي الأصل اليوناني يجعل المسيح الثبوت ليس ثبوت فكر مع فكر بل ثبوت أشخاص إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ ، المسيح يريد تلمذة قلبية ونتيجتها معرفة الحق والمعرفة والحرية . لذلك كان محور إرساليته وخدمته هي إعداد تلاميذ فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ (مت  28 :  19).

المسيح شخصي في تلمذته لكل إنسان كأنه مدرس يعطي درساً خصوصياً لكل تلميذ في بيته وَالْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ أَمَّا الاِبْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ (يو  8 :  35) ، الم يقدم درساً خصوصياً للمجدلية عند القبر ، ألم يقدم درساً خصوصياً لبطرس عند بحر طبرية ، ألم يقدم درساً خصوصياً في يوم آخر وأحد آخر لتوما ، وكذلك للتلاميذ في العلية .

٢-  مسيح القيامة مسيح شخصي في تعريف الحق :

وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ» (يو  8 :  32) ، الحق هنا ليس هو الحق الفلسفي الفكري الذي ينتهي عند العقل ويؤدي إلى الإلحاد ، بل الحق الروحي الذي يؤدي إلى الحياة مع الله والحق الذي يحرر المشيئة من التعلق بالباطل والأوهام والخطية وهو حق السلوك والعمل والحب والبذل .

مسيح القيامة يضع نفسه على مستوى قبوله شخصياً والخضوع له بالفكر والمشيئة ، إنه فعل شخصي وخبرة شخصية تشعل القلب وتريح النفس وتبرئ الضمير … إنه الحق حينما تفسح وتفتح له قلبك لكي ينير ويحرر حياتك .

٣-  مسيح القيامة مسيح شخصي في تحريره للإنسان :

فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً (يو  8 :  36) ، الحرية الحقيقية هي عمل مسيح القيامة لذلك قال فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ ( مسيح القيامة ) لقد حرر المجدلية من البكاء والحزن ( علامات الخطية ) عند القبر ، وحرر التلاميذ من الخوف والجبن والإختباء في العلية وإنطلقوا للخدمة بكل مجاهرة ، وحرر توما من الشك ، وحرر بطرس من اليأس والإحباط ( رد فعل الخطية ) عند بحر طبرية ، وحرر تلميذي عمواس من العبوسة ( الإكتئاب ) والإحباط والنزول من أورشليم إلى عمواس والعودة والصعود ( بدلاً من النزول ) إلى أورشليم . إن كنت عبداً للخطية فمسيح القيامة هو القادر وحده على تحريرك من العبودية وفك سلاسل رباطات الخطية والصعود بك إلى سلم السماء ، إلى عالم الحرية والسماء منطلقاً مغرداً كما العصفور إلى مراع خضر.

يوم السبت من الأسبوع الثالث من الخماسين المقدسة

البولس غلا ٣ : ٥ – ١١ . الإنجيل يو ٦ : ٤٧ – ٥٦

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة مسيح شخصي :

١-  الشبع شخصي :

إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. (يو  6 :  51) لاحظ كلمة أَحَدٌ تأتي بصفة فردية أي شخصية  لأن قبول المسيح والمجئ إليه والإيمان به يتم بصفة شخصية ، لذلك جعل المسيح الإيمان به مَنْ يُؤْمِنُ بِي (يو  6 :  47) أيضاً شخصي وسماع كلمته وعدم التمرد والتذمر شرطاً أساسياً لكي يأكل منه الانسان ولا يموت . آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ وَمَاتُوا (يو  6 :  49) لانه كان أكلاً جماعياً وليس شخصي أو فردي لأنه هنا يؤكل بالإيمان الشخصي أما هناك فقد كانوا مائتين روحياً لذلك تذمروا وفعلوا شروراً بسبب عدم الإيمان لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ (عب  3 :  19) ،

أخي الحبيب إن مسيح القيامة يقدم نفسه بصفة شخصية فتقدم وإفتح فاك واشبع منه وأشكره لكي

تنال الحياة الأبدية .

٢-  القيامة شخصية :

مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ (يو  6 :  54) ، القيامة فردية وشخصية بالاسم « لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» (يو  11 :  43) ، « أَيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ » (لو  7 :  14) ، « يَا صَبِيَّةُ قُومِي » (لو  8 :  54) لو لم يقل المسيح بالاسم لقام جميع الموتى دفعة واحدة ولكنه سيقيم كل واحد باسمه . كل مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي أصير انا فيه وابقى فيه بجسدي أي بسر تجسدي وبدمي أي بسر فدائي بحياتي وموتي وقيامتي فيصير موتي فيه لموته أي فدائه وحياتي لحياته الأبدية وتصير قيامتي لقيامته في ملء المجد . أخي الحبيب انت أمام سر القيامة من خلال الإفخارستيا ، هناك فرق بين أكل وشرب يثمر موتاً ( المن ) لأنه لم يتغلغل جوهر الروح والنفس وبين خبز الحياة الذي يعطيه المسيح حاملاً سر القيامة مَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي (يو  6 :  57)

٣-  الثبوت شخصي :

مَنْ ( شخصي ) يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ (يو  6 :  56 ) ، سر الثبوت هنا متبادل لتأمين الإتحاد لأن ضعف الانسان وإشتياقه للخطية وتأرجح إيمانه وكثرة سقطاته يهدد الثبوت من جهة الانسان لذلك أمنه المسيح بنفسه أعظم تأمين يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ  كلمة أَنَا فِيهِ  تؤكد وتثبت هذا الثبوت لانه هو يبقي أميناً إلى الأبد حتي ولو كنا أحيانا غير أمناء . الثبوت هنا فردي ( شخصي ) لكل من يأكل ويشرب بإيمان واحداً واحداً ، إنها علاقة فردية أنشأها المسيح بموته عن كل نفس ، لأنها علاقة حب بل عشق متبادل ملأت قلب العريس نحو العروس ، فالحب سبب والبذل والثبوت والاتحاد نتيجة هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ (يو  3 :  16) ، إنه إلتحام حي ، شخص بشخص ينشئ إتحاداً ووحدة لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ (اف  5 :  30)

الأحد الثالث من الخماسين المقدسه

البولس كو ٣ : ١ – ١٧ الإنجيل يو ٤ : ١ – ٤٢

في ثلاث كلمات عن موضوع حديثنا طوال الإسبوع الثالث عن مسيح القيامة مسيح شخصي من خلال إنجيل المرأة السامرية التي حدثت لها قيامة :

١-  مسيح القيامة مسيح شخصي :

وَكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ (يو  4 :  4) … فإذا كان قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر وكان نحو الساعة السادسة ؟ ) إنها ساعة الصليب التي صرخ فيها وقال « أَنَا عَطْشَانُ »

(يو  19 :  28) وهو هنا أيضاً جاء هو إليها ولم تجئ هي إليه … إنه بالفعل عطشان إلى وتعبان من أجل خلاص نفسك شخصياً ، انه دائما على ميعاد مع الخطاة في منتصف النهار قبل أن يأتي ليدين في نصف الليل . وَكَانَ لاَ بُدَّ وكأن هناك أمراً وإلتزاماً عليه أن يجتاز ويصل إلى هذه النفس إنها المحبة المغلوبة من تحننها على البشر …. إنه العطش الإلهي للنفس الخاطئة البعيدة …

إنه عطش الصليب نحو كل نفس بالاسم كما أقام لعازر بالاسم ولكن إقامة لعازر لم تكلف المسيح

سوى كلمة « لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً » (يو  11 :  43) أما إقامة السامرية إستغرقت عدة ساعات في وقت الظهيرة ثم عدة أيام فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ (يو  4 :  40) ، لذلك إنجيل السامرية هو إنجيل قيامة شخصية أعظم من قيامة لعازر .

٢-  مسيح القيامة مسيح مُروي :

أَجَابَ يَسُوعُ : « كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَة :

« يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هَذَا الْمَاءَ لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ » (يو  4 :  15) أفترى جمال هذه التوبة وهذا الإرتواء العاجل ، أليس هذا عجباً أن هذه السنين كلها التي عاشتها هذه النفس في وحل الخطية تغتسل في ساعة واحدة ، أرأيت مدى تفاهة الخطية بطولها وعرضها وعمقها وخطوطها التي ترسخت في الشعور واللاشعور وقيدت الغرائز وإستعبدت الأعضاء وكل الجسد ، كيف إنحلت وبادت هذه كلها في مواجهة النور وفعل الخطية . أرأيت الروح حينما ترتوي من محبة المسيح لن تعطش الي الأبد بل تصير فيه ينابيع ماء حي يفيض على كل أهله ( أهل السامرة ) ويتحول من زاني أو فاجر أو شرير إلى قديس وكارز وتائب.

٣-  مسيح القيامة مسيح حكيم :

قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «إذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هَهُنَا» أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ: « لَيْسَ لِي زَوْجٌ ».

قَالَ لَهَا يَسُوعُ: « حَسَناً قُلْتِ لَيْسَ لِي زَوْجٌ … هَذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ » (يو  4 :  18) ، رابح النفوس حكيم وقادر أن يخرج من الآكل أكلاً ومن الجافي يخرج حلاوة ، وهو لم يدينها بل مدح شيئاً واحداً حسناً ، لم يفضحها بل بارك أقوالها ، عجبي على بعض الخدام الذين لم يعيشوا مع المسيح ولا عرفوه ففقدوا معنى الحب والحنان والرأفة والستر على الخاطئ وتحولوا إلى جلادين للآخرين ، المسيح حينما قال إذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وضع اصبعه على الجرح ومشرطه على الورم ولكن برقة شديدة كمن يستعمل المخدر حتى لا يشعر المريض بالألم ودون أن يزيد الجرح ألماً أو عمقاً ، بل وكأنه يقول للمريض لا تخف سوف أجري لك عملية التوبة دون أن أجرحك جرحاً غائراً ودون أن تنزف نزيفاً شديداً وسوف أسترك بكل أنواع فوط العمليات التي لن تكشف عورك أمام الآخرين ؟ ليتنا نتعلم .

يوم الاثنين من الإسبوع الرابع من الخماسين المقدسة

وهذا الإسبوع ينتهي بالمسيح نور العالم لذلك سيكون موضوع تأملاتنا طوال هذا الأسبوع عن مسيح القيامة مسيح منير

البولس رو ٨ : ٤ – ٨ ، الإنجيل يو ٨ : ٣٩ – ٤٢

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة مسيح منير :

١-  أعمال ابراهيم اعمال نور :

قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: « لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ ! (يو  8 :  39) ، ابراهيم النور أضاء عينيه أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي ( يوم ذبيحة الصليب ويوم القيامة ) فَرَأَى وَفَرِحَ »

(يو  8 :  56) ، النور أضاء قلب وعقل ابراهيم فتقدم بكل إيمان وطاعة ليقدم ابنه ذبيحة ، ففدى الله ابنه بذبيحة من عنده . نحن أمام مشهد الطاعة في شخص ابراهيم وأمام الابن الذي أطاع حتى الموت موت الصليب . الطاعة والإيمان بصدق مواعيد الله رغم أن الظروف الخارجية قد تبدو معاكسة

( كيف يذبح ابنه وقد أنجبه بعد طول انتظار وهل سوف يرزقه الله مرة أخرى أم ضاع الأمل ) ،

أخي الحبيب مسيح القيامة يدعوك لمسيرة النور إن كنت تطيع وتؤمن انه قادر أن يقيمك من أي

مشكلة أو ضيقة أو تجربة وتذكر أنه سوف يرسل ملاكه ويمنع الاذى الذي سوف تفعله بطريقة معجزية .. فقط آمن .

٢-  كلمات الحق كلمات نور :

وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ (يو  8 :  40) ، ابراهيم كان عادلاً بل وقف يحاجج الله في عدله في أمر حرق سادوم وعمورة أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟” (تك  18 :  25) وذلك خوفاً على قتل الأبرار الذين فيها حتى لا يؤخذ البار مع الأثيم وهم على عكس الحق و كلمات الحق يريدون قتل البار وترك الأثيم :

« خُذْ هَذَا ( المسيح ) وَأَطْلِقْ لَنَا بَارَابَاسَ ! » … « إصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ! » (لو  23 :  21) ، النور يتودد إلى الظلمة والظلمة تتربص لكي تقتله ، النور يسعي ويجتهد لتوصيل كلمة الحياة وهم يجتهدون ليرتبوا خطة قتله والخلاص منه . كلمات الحق دائما نور ينير طريق الانسان وكلمات الظلمة ( الشر والغضب والقتل والكذب ) دائما تقود الانسان إلى الهاوية . الذين يعيشون في الظلمة يقتلون المسيح ثانية والقاتل إذا نوى القتل لا يسمع وإن سمع لا يصغي وإن أصغى لا يعي وإن وعي نسي ما وعي به لأن قلوبهم تكون مملوءة حسداً وحقداً . اجعل لسانك وعقلك وفكرك لا يعرف إلا كلمات الحق لأنها كلمات من نور يضئ لك الطريق .

٣-  أبناء الآب يعملون في النور :

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللَّهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي (يو  8 :  42) أبناء الله يعملون في النور اما أبناء إبليس فهم يخططون في الظلمة لأنها من طبيعة أعمالهم ، أعمالهم وعباداتهم مزيفة وهم يحاولون وضع النور عليها ولكن لا توجد شركه للنور مع الظلمة ، هم أبناء الظلمة او قل هم عبدة الشيطان الاسم الحالي لأبناء الظلمه الذين انتشروا في هذه الأيام لذلك تجدهم يعملون أعمالهم في الظلمة ويرتدون ملابس سوداء تشير إلى الظلمة التي يعيشون فيها ويمارسون الزنا كطقس والذبح كطقس أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. (يو  8 :  44). أعمال النور دائما طاهرة ونقية وظاهرة ولا يخاف منها الانسان وتعطيه سلاماً وطمأنينة ، البولس طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً» (رو  4 :  8)

يوم الثلاثاء من الأسبوع الرابع من الخماسين المقدسة

البولس رو ٣ : ١٩ – ٢١ الإنجيل يو ٨ : ٥١ – ٥٥

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة مسيح منير :

١-  مسيح القيامة مسيح منير يبدد الموت :

اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ» (يو  8 :  51) ، نور القيامة بدد الخوف من الموت وجعل الانسان لايرى فَلَنْ يَرَى رهبة الموت ، إن قوة القيامة التي أعطانا إياها المسيح القائم بددت أمامنا رؤية أو تأمل او تصور الموت والخوف منه ، هذا الخوف من الموت والمرض يجعل الانسان عبداً للخوف وهذه كارثة للإنسان المؤمن وضد القيامة لأن المسيح بدد هذا وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ (عب  2 :  15). نعم يا أخي أنت تقف اليوم بلا خوف أمام الموت وتقول له بأعلى صوتك أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ (1كو  15 :  55). وهكذا يقف الخوف من الموت مساوياً لإنكار القيامة .

٢-  مسيح القيامة مسيح منير يبدد الظلم :

فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَاناً. » (يو  8 :  52) ومرة أخرى يقولون عليه «بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ» (لو  11 :  15) يا الهي على هذا الظلم .. ابن الله البار الذي لم يوجد في فمه غش ولم يفعل الخطية يُظلم ويقال عليه كل هذا ، لا سبيل إلى نوال نور القيامة ونعمتها وفاعليتها في حياتك إلا من خلال الصليب وهو يظل علامة للظلم الذي لحق بالمسيح وهو لم يفعل شئ «إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيّاً فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ ؟» (يو  18 :  23) ، لقد عاش معلمنا بولس كل أنواع الظلم فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ. فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ. فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ. فِي الْمِيتَاتِ مِرَاراًكَثِيرَةً مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ. مَرَّةً رُجِمْتُ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ. لَيْلاً وَ نَهَاراً قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ (2كو  11 :  25) ماذا فعل بولس لكي يقع عليه كل هذا …. إنه الظلم …. إنه منهج الصليب الذي صار منهجاً عاماً لكل عابري طريق الملكوت ، افرح بالظلم لأنه من علامات الصليب وهو جاء لكي يبدد هذا الظلم و يحوله إلى نصرة وإنتصار بقيامته .

٣-  مسيح القيامة مسيح منير يبدد الجهل :

أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ وَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. وَأَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ. وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِباً لَكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ قَوْلَهُ (يو  8 :  55) ، هناك فرق بين المعرفة والجهل قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. (هو  4 :  6)

اليهود لم يعرفوا الاب فصلبوا ابنه بجهالة وإصرار ، والمسيح اظهر معرفته بالأب بأن حفظ كلمته وأطاع مشيئته ورضى أن يصلبوه ليكمل بموته وقيامته قمة المعرفة للإنسان متحدياً جهل اليهود

والعالم به . الجهل بالمعرفة هي خطية كل إنسان لم يتطلع إلى الصليب والقيامة ، لذلك قال معلمنا بولس لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهاً بِمَوْتِهِ، (في  3 :  10) ، هي معرفة مفاضة على

كل إنسان آمن بالمسيح وأحب المسيح أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ ( الجهل بالصليب )

أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ ( ببرهان صليبي ) وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ

( بقيامتي ) لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ» (يو  17 :  26). مسيح القيامة بدد الجهل به وأصبح مُعلناً لكل من يؤمن به.

يوم الأربعاء من الإسبوع الرابع من الخماسين المقدسة

البولس أف ٢ : ١٣ – ١٨ ، الإنجيل يو ٧ : ١٤ – ٢٩

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة مسيح منير :

١-  مسيح القيامة مسيح منير بالتعليم :

وَلَمَّا كَانَ الْعِيدُ قَدِ انْتَصَفَ صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْهَيْكَلِ وَكَانَ يُعَلِّمُ (يو  7 :  14) ، التعليم هو صفة المسيح قبل وبعد القيامة والتعليم مرتبط بالكنيسة الْهَيْكَلِ ، لذلك قال كثير من الآباء أنهم لا يقبلون التعليم خارج ما تقوله الكنيسه ، التعليم هو النور الذي ينير به مسيح القيامه بصيرتك ، وليس التعليم هو سرد أقوال ولكنه التعليم الذي يحمل في طياته سلطان الدخول إلى أعماق النفس فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ (مر  1 :  22) … وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ (لو  4 :  22). أخطر شئ في هذه الأيام هو التعليم فهو يقود الشباب أحياناً للإلحاد فهو تعليم ليس من الكنيسة نَفْسَانِيُّونَ لاَ رُوحَ لَهُمْ (يه  1 :  19) كما قال بولس كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ (اف  4 :  14).

٢-  مسيح القيامة مسيح منير بالصدق :

مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ وَأَمَّا مَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ الَّذِي أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمٌ

(يو  7 :  18) ، الصدق ينير طريق الانسان والصدق مع النفس ومع الناس وأولاً مع الله يستعلن مسيح القيامه في حياتك ، والصادق دائما لا يطلب مجد نفسه لأن من يطلب مجد نفسه دائماً يراوغ . إن طلب المجد الشخصي والشو الإعلامي والسعي إليه يثبت تزييف التعليم وإبتزاز مجد الآخر وهو الله ،

أخي الخادم اسأل نفسك هل تطلب مجد نفسك أم مجد الله ، الذي يخلي نفسه من المجد يعطيه الرب مجداً على الأرض وفي السماء ، اما إذا أخذت مجد الناس فالله يعتبرك ظالم لأنك سرقت مجده وبالتالي قدمت تعليماً يقود إلى الهلاك .

٣-  مسيح القيامة مسيح منير بالعدل :

أَفَتَسْخَطُونَ عَلَيَّ لأَنِّي شَفَيْتُ إِنْسَاناً كُلَّهُ فِي السَّبْتِ ؟ لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْماً عَادِلاً» (يو  7 :  24) ، مسيح القيامة ينير العين والعقل والقلب لكي ما يعطي الانسان حكماً صحيحاً على الأمور فلا يقول على الأسود أبيض او العكس ، لقد سخطوا على عمل الرحمة لأنه عمل في سبت لم ينظروا إلى العمل وقوته وهدفه ونتيجته أي أنهم قيموا العمل حسب الظاهر ، مسيح القيامة وضع في عينيك حكم العدل والحكم ليس حسب الظاهر لأنه لا يمثل الحق والجوهر أو الهوس الديني أو التمسك بالحرف الذي يميت ولا يحيي ، كن مع مسيح القيامة تبحث الأمور من داخلها وترى عمل الرحمة أهم من تقديم الذبائح إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً (هو  6 :  6)

يوم الخميس من الإسبوع الرابع من الخماسين

البولس رو ٣ : ٢١ – ٢٦ الإنجيل يو ٨ : ٥٤ – ٥٩

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة .. مسيح منير من خلال كلمات الرب لليهود عن ابراهيم :

١-  مسيح القيامة مسيح منير ينير الماضي :

قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ» (يو  8 :  58) ، البولس اليوم مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ (رو  3 :  25) ، الماضي قد يكون مظلماً وكله خطية وقد يكون أربك العقل الباطن وأظهر كثيراً من الصفات الغريبة التي نبحث كثيراً في تصرفاتنا ونسأل لماذا نفعل هذا وتكون الإجابة في ذكريات الماضي المخزنة في الحجرات المظلمة ( العقل الباطن او اللاشعور ) . مسيح القيامة قادر وحده على إنارة الحجرات المظلمة والذكريات المظلمة ( نجنا من تذكار الشر الملبس للموت ) ، هو كائن منذ الأزل يملك العقل البشري الأزلي وينير منذ الأزل الماضي لكي يكون موروثه مضيئاً ويعطيك الوعد والموعد أنك ابن الحرة ( سارة واسحق وأورشليم ) ولست ابن الجارية ( هاجر وسيناء والعبودية ) ، نحن أبناء الحرة وماضينا هو المسيح الاِبْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ (يو  8 :  35) ،

ونحن أبناء اسحق أبناء الابن أبناء الحرة فلنا ماضي مضئ حتي لو إضطهد ابن الجارية ( هاجر )

ابن الحرة ( سارة ) لأَنَّهُ لاَ يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ» (غل  4 :  30)

٢-  مسيح القيامة مسيح منير ينير الحاضر :

فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا

(يو  8 :  59) الحاضر مرير والأيام هذه الأيام شريرة وكثيرون يحملون حجارة جاهزة في جيوبهم يرفعونها بأعلى أيديهم ليقذفوا بها أولاد الله ، ويتهمونهم بالكفر ، وقد يحرقون الكنائس وبيوتنا وقد يقتلوننا فالحجارة وأدوات الحرق جاهزة في أيديهم فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ ، ولكن هم عميان البصيرة أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى ( عمى البصيرة ) لن يروه ولن يدركوه ، والحاضر الأكيد أنهم لن يستطيعوا أن يؤذوه … وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا  بلا آذية .

3 – مسيح القيامة مسيح منير ينير المستقبل :

أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ» (يو  8 :  56) ، نحن أمام رؤية مستقبلية أن الله ينير عيني ابراهيم فيكشف له المستقبل ويتهلل ابراهيم وهو في ظروف لا تسمح بالتهليل ، ولكن هذا هو عمل الرب وهذا هو مسيح القيامة الذي يجعلك لا تنظر إلى الآلام الحاضرة بل يفتح لك باب التهليل بالقادم في المستقبل . كيف لأرض جرداء مقابل أرض سادوم التي تفيض لبناً وعسلاً ولكن رؤيا المستقبل المؤمن تحول الأرض إلى أرض مخصبة ويصير ابراهيم من أغنى أغنياء الأرض …

كيف لشيخين ماتت أعضاءهما أن ينجبا ؟! …. ثم كيف للابن الوحيد أن يُذبح ويموت وأين وعد

بنسلك تتبارك كل قبائل الأرض ولكن مسيح القيامة ينير المستقبل فيرى ابراهيم القيامة في قيامة قدرته على الإنجاب وفي قيامة ابنه من الموت .

يوم الجمعة من الإسبوع الرابع من الخماسين المقدسة

البولس رو ٣ : ٢٧ – ٣١ ، الإنجيل يو ١٠ : ٣٤ – ٣٨

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة مسيح منير :

١-  مسيح القيامة مسيح منير ينير فكرة التجسد :

إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ (يو  10 :  35) ، لاحظ هنا أن إرسال كَلِمَةُ اللَّهِ

( هي المسيح المتجسد ) ، لقد استدعى المسيح المزمور الثاني والثمانين اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ.

فِي وَسَطِ الآلِهَةِ يَقْضِي (مز  82 :  1)…. أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ (مز  82 :  6) ، فكرة التجسد كانت عند الله منذ سقوط ادم وأنه لا طريق للخلاص سوى تجسد الابن ليكون على مستوى أعلى من الخليقة الأولى الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ في العهد القديم يدعون آلِهَةٌ فبالاولى الذين تجسد وأخذ جسدهم داخل جسده ، أو بمعنى أبسط إن كان الناموس بكلمة الله في القديم سبق ومهد إمكانية دعوة الانسان في شخص المسيح لحمل صفات الله ليس من حيث الجوهر لكن من حيث الشركة ( شركاء ) ، فبالتجسد أعطى الانسان إمكانية أن يولد مع المسيح في بيت لحم ويعمد مع المسيح في الأردن

( له مكاناً في الميلاد وفي معمودية الأردن ) وتنفتح السماء وتقول لكل إنسان ولد وتعمد مع المسيح «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ » (مت  3 :  17) ( وليس الوحيد ) لانه حق لنا بالتجسد والمعمودية) لان هذا كله كان لنا ومسيح القيامة يفسر ويعلن لنا أسرار تجسده ومعموديته .

٢-  مسيح القيامة مسيح منير ينير فكرة التبني :

أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟ (يو  10 :  36) ، لاحظ العلاقة بين قول المسيح إِنِّي ابْنُ اللَّهِ وقوله السابق أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ» (يو  10 :  30) وقول اليهود وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً»

(يو  10 :  33) بهذه الإعلانات الثلاثة يقوم علم اللاهوت فيما يختص بالمسيح في العهد الجديد بكل إمتداده من نحو الانسان من جهة الإتحاد بالله والتبني ، الله هنا يرفع الانسان من العبودية إلى التبني وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ (مز  82 :  6)… و بقية المزمور ٨٢ ،  فالذي يأخذه الانسان من الله مجاناً كفيل أن يمنحه حق التبني إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!» اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ  فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ  وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاًمَعَهُ (رو  8 :  17) .

٣-  مسيح القيامة مسيح منير ينير فكرة الثالوث :

فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ» (يو  10 :  38) ، الأعمال هنا هي عمل الآب مثل خلقة العينين أو إقامة الموتى ولكن يعملها الابن ، وتصديق الأعمال هو عمل الروح القدس في القلوب المفتوحة والتصديق يقود إلى المعرفة الحقيقية والفعل الرابع تُؤْمِنُوا ، لذلك أصبحت أعمال المسيح في حقيقتها إستعلاناً ناطقاَ لسر وحدة العلاقة بين الآب والابن والروح القدس فهي وحدة ثالوثية تُعلن لمن يؤمن ولمن جاز معه ولمن قبل الكلمة في قلب صالح ومن له أذان للسمع « اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُم : إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ (يو  5 :  24) . إن سر الثالوث هو سر الوحدة وسر الديناميكية ( الحركة ) في الكنيسة ، ومسيح القيامة ينير لنا أن سر الثالوث في وحدتنا جميعاً وفي حركتنا جميعاً نحو المسيح والأبدية ونحو بعضنا البعض ، لذلك تكرار كلمة واحد في هذا الإصحاح لتعبر عن سر الوحدانية أو سر الثالوث .

يوم السبت من الإسبوع الرابع من الخماسين المقدسة

البولس أف ٢ : ١ -٢٢ ، الإنجيل مت ٢ : ١٣ – ٢٣

عيد دخول المسيح أرض مصر .. ٢٤ بشنس

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة .. مسيح منير :

١-  مسيح القيامة مسيح منير للمواعيد :

لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ : « مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي » (مت  2 :  15) ، مسيح القيامة ينير لنا هروب شعب اسرائيل ودعوتهم للخروج من أرض مصر هرباً من العبودية ، على يد موسي الذي بسببه تمت نفس عملية القتل لأطفال لا ذنب لهم ، وكما حمل يوسف الصديق القمح إلى أرض مصر هكذا أيضاً يدخل قمح العالم كله ( المسيح ) إلى أرض مصر ليشبع ليس بعض من الأرض بل ليشبع العالم كله من جسده المسفوك والمبذول والمقام من الأموات . المواعيد تتحقق وتتطابق والكلمات ترسم صورة يلتقطها العقل المستنير بالروح ويدرك أن العهد الجديد مخبئ ومعلن في العهد القديم والمواعيد تعلن بنفس الكلمات لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ» (مت  2 :  20) ، وراحيل القديمة تبكي أولادها في القديم و في الحديث والقديس متى يكرر لِكَيْ يَتِمَّ .

٢-  مسيح القيامة مسيح منير للصليب :

نحن أمام عصر للإستشهاد سبق عصور الإستشهاد التي جاءت بعد القيامة وبدأها الآباء الرسل ،

لقد طارت نفوس هؤلاء الأطفال الذين قتلوا مع المسيح يحوطون به طوال رحلته إلى أرض مصر يترنمون بأحلى الترانيم ، يسبقونه إلى الجلجثة منتظرين وقت صليبه ينيرون حول الصليب ويقولون لأنه نحن متنا عنك وأنت الآن تموت عن العالم أجمع لتعطيه وتعطينا حياة أبدية ، لقد كان هؤلاء الأطفال شموع مضيئة له في الطريق إلى أورشليم وشموع أيضاً مضيئة حول ظلمة الصليب ، وكأنه يردد وهو على الصليب أيضاً « دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ » (مت  19 :  14). هؤلاء هم شهداء الميلاد السابقين لشهداء القيامة ، القائلين مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، لكي أَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. (غل  2 :  20) كما قال معلمنا بولس الرسول .

٣-  مسيح القيامة مسيح منير لمصر :

نحن أمام وعد إلهي لم يقال على أي بلد في العالم إلا بلادنا الحبيبة مصر « هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ !! وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ! فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا !

(اش  19 :  1) نحن أمام تطابق بين فرعون مصر! وأمام هيرودس ! بل قل نحن أمام النية السيئة وأمام الفعل الإجرامي بأولاد الله ! وأمام العناية الإلهية والنجاة والوعود مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ

(اش  19 :  25) مهما حدث لكل دول العالم من دمار ومهما زادت حدة الإضطهاد فنحن نظل دائماً على وعد كتابي أن الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ !!! وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ ! هل يوجد بيننا الآن خائف أو مرتعد يفكر في الهجرة أو الرحيل أو يظن أن الله قد يتأخر عن شعب مصر !! لاحظ كلمة سريعاً  .

الأحد الرابع من الخماسين المقدسة

البولس ٢ تس ٢ :١٣ ، ٣ : ٥ ، الإنجيل يو ١٢ : ٣٥ – ٥

في ثلاث كلمات عن مسيح القيامة مسيح منير :

١-  مسيح القيامه مسيح منير ينير الظلمة :

نحن نسير في عالم الظلمة وقوات الظلمة تحيط بنا من كل الإتجاهات وليس لنا إلا مسيحنا مسيح القيامة الذي بدد الظلمة من قلوب تلاميذه . سلم قدميك لمسيرة النور في حياتك القليلة وسلم ايديك لعمل الخير ولا تسمع لأي صوت يشكك في النور ، تقدم قبل أن يختفى المسيح من حياتك ثُمَّ مَضَى وَاخْتَفَى عَنْهُمْ (يو  12 :  36) ، المسيح طوال الأسبوع الماضي إستعلن نفسه كنور العالم ، هو نور يضئ لك وسط ظلام الأمواج المتلاطمة ، هو مثل منارة تنير وسط ظلمة التجارب والضيقات والخوف وعدم الإحساس بالأمان ، تجده منيراً فاتحاً أحضانه لكي ما ترتمي في أحضانه ناسياً كل الأخطار .

٢-  مسيح القيامة مسيح منير ينير القلوب :

« قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ »

(يو  12 :  40) الفعل هنا لا ينسب لله ولكن الانسان من كثرة قساوة قلبه وتكرار عدم رغبته في الإيمان أو الرؤية هذا يؤدي حتماً أن القلوب تفقد الإحساس والمشاعر التي يمكن أن تتفاعل مع الله وينتهي الأمر من عدم رغبة في الإحساس وعدم رغبة مستمرة في سماع كلمة الله إلى عدم قدرة لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي (يو  8 :  43) ، لأن الذي لا يريد أن يشعر أو يسمع حتماً الله لا يظهر له ذاته لأنه لا يفتح الباب بالقوة .

٣-  مسيح القيامة مسيح منير ينير اللسان :

مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. (يو  12 :  48) اللسان به نمجد الله ونسبحه ونرنم له ونتحدث بأعماله وبه نلعن وننكر الله إذا أردنا وكما يقول معلمنا يعقوب في رسالته هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُّوٌ سُمّاً مُمِيتاً بِهِ نُبَارِكُ اللَّهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللَّهِ مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! (يع  3 :  10) مسيح القيامة قادر أن ينير اللسان فلا تخرج منه إلا البركات ، فكلمة المسيح قادرة إن وضعتها في فمك وسمعتها في إذنك ورأيتها بعينيك بإستمرار أن تقدس وتطهر وتحيي ، عش بكلمة الله واملأ الداخل بكلمته وأعطيه قلبك لأنه مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ (مت  12 :  34)