هل الرقص عبادة مقبولة داخل الكنائس ؟! – الأستاذ عصام نسيم

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ عصام نسيم
التصنيفات قضايا مسيحية عامة
آخر تحديث 10 فبراير 2024
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
1MB

ثم هل عرفت الكنيسة الأولى الرقص في عبادتها او حتى الكنيسة على مدار تاريخها الطويل ؟

هل هناك أي اشارة في العهد الجديد تقول ان الرقص او التصفيق او التنطيط كان احد اشكال العبادة في كنيسة الرسل ؟

هل هناك أي دليل او اشارة في التاريخ المسيحي وطقوس وصلوات الكنيسة الاولى او كل الكنائس سواء التقليدية او حتى البروتستانتية الي القرن العشرين تقول ان العبادة والرقص والتنطيط احد اشكال العبادة ؟

ثم هل كل الطوائف البروتستانتية وما اكثرها تقبل الرقص والتصفيق في عبادتها وتوافق عليه ؟

ان الاجابة على هذه الاسئلة ستكشف لنا الكثير والكثير ويرد على من يدعون ان الرقص امر مقبول في العبادة المسيحية او امر لائق داخل الكنيسة !!!

اما عن بعد المواقف والايات التي يستخدمها بعض اخوتنا البروتستانت في تبريرهم للرقص والتصفيق والتنطيط داخل الكنائس هذا ما سوف نناقشه في السطور القادمة .

نلاحظ ان كلمة رقص جاءت في الكتاب المقدس حوالي 27 مرة 22 في العهد القديم وخمسة في العهد الجديد وفي معظمها كانت كلمة رقص تدل على الابتهاج او الفرح الشديد ولم تأتي ولا مرة كنوع من العبادة او التسبيح سواء في الهيكل او اي من الصلوات المختلفة اي انها لم تستخدم كعبادة او كطقس ديني في العهدين على الاطلاق

ولكن هناك موقفين يستند عليها بعض المؤيدين للرقص في الكنائس وإثناء العبادة الأولى هو موقف مريم اخت موسى النبي التي بعد عبورهم البحر الأحمر أخذت الدف مع باقي النساء وخرجوا يرنموا الرب بدفوف ورقص  .. خرو 20:15

نلاحظ هنا الاتي

لم يكن معروف اي شكل للعبادة او التسبيح عند بني اسرائيل  في هذا الوقت و ما كان في ذهنهم هو شكل العبادة المصرية والتي كان يمارس فيها مثل هذه الممارسات لذلك نلاحظ ان هذا الامر لم يكن تقليد فيما بعد لان الرب قد اعطى الشكل الذي يريده في العبادة وطقسها ووضع بنفسه الطقس الذي يمارس به اليهود صلواتهم بل المكان وتخطيطه ونظامه ايضا

كما نلاحظ ان بعد ان طالب بني اسرائيل هارون بعمل العجل الذهبي وهو معبود مصري اثناء وجود موسى على جبل سيناء لاستلامه لوحي الشريعة من الله قاموا بممارسة الطقوس الوثنية والتي كان تشمل الرقص والغناء ثم اللهوايضا كما جاء في سفر الخروج اصحاح 32

” وكان عندما اقترب الي المحلة انه ابصر العجل والرقص فحمى غضب موسى وطرح اللوحين من يديه وكسرهما اسفل الجبل ( خروج 19:32 )

وهكذا  نرى هنا ان الرقص كان احد مظاهر العبادة الوثنية والتي كانت تشمل الرقص وكانت كما ذكرنا من واقع خبرتهم السابقة وهذا ما جعل موسى  النبي يغضب حتى انه كسر لوحي الشريعة !

اذن رقص مريم والنساء بعد عبور البحر الاحمر لم يكن تقليد فيما بعد او طقس ديني يمارس بل كان حادثة منفردة حدثت في ظروف معينة ولم تتكرر مرة اخرى .

وهكذا نكتشف ان موقف رقص مريم والنساء لم يكن قاعدة او نظام او طقس تم ممارسة مرة اخرى لذلك لا يمكن ابدا الاستشهاد به او الرجوع اليه كمرجع لم يبررون الرقص في الكنائس وممارسته كشكل من اشكال العبادة !

الموقف الثاني

هو رقص داود النبي إثناء رجوع تابوت عهد الرب إلي خيمة الاجتماع بعد سبي الفلسطينيين له .2صم:14:6

ونلاحظ هنا ايضا ان داود قام بالرقص فرحاُ برجوع تابوت عهد الرب وكان تعبير عن حبه وفرحه الشديد لرجوع  تابوت عهد الرب الي مدينة داود بعد ان أخذه الفلسطينيون وكان موقف لم يتكرر ولم يقوم به داود نفسه مرة اخرى و لم يمارس في خيمة الاجتماع حيث تقدم الذبائح وتمارس العبادات وتقام الصلوات  ولكن في الطريق اثناء عودة التابوت لذلك لا يمكن ان نأخذ هذا الموقف كعقيدة او كطقس ديني لنبرر ما نراه في بعض كنائس الطوائف اليوم ولو كان طقس او نظام معمول به لوجدنا داود مارسه في خيمة الاجتماع في صلواته او عباداته وهذا ما لم يحدث اطلاقا !

نقطة اخرى وهي ان البعض يستند الي كلمة رقص التي ذكرها داود النبي في بعض مزاميره فقد جاء في مزمور 149 عدد 3

  • لِيُسَبِّحُوا اسْمَهُ بِرَقْصٍ. بِدُفٍّ وَعُودٍ لِيُرَنِّمُوا له
  • كذلك جاء في مزمور 4:150
  • (سَبِّحُوهُ بِدُفٍّ وَرَقْصٍ. سَبِّحُوهُ بِأَوْتَارٍ وَمِزْمَارٍ.

ونجد ان هناك بعض التفسيرات المختلفة لهذه الكلمات فالبعض يقول ان كلمة رقص هنا لم يكن المقصود بها الرقص بالمعنى المعروف فقد جاء في تفسير ابونا تادرس يعقوب للمزمورين 149 الاتي

” جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية  فليسبحوا اسمه القدوس بالمصاف ( في خورس )

الخورس هو اتحاد المرنمين يرنمون معا بروح واحد وهدف واحد بانسجام وحب صادق .

يرى  بعض الدارسين ان كلمة رقص لا تعني رقص الجسد بالمعنى العام انما كما جاءت في الترجمة السبعينية ”

With the pipe  بالمزمار

أيضا يقول في تفسير المزمور الخمسين عن الاية : سبحوه بدف ورقص

يقول ادم كلارك أن الكلمة العبرية

maachowl

لا تعني مطلقا الرقص

( تفسير ابونا تادرس يعقوب للمزمور 149و150

نقطة أخرى وهي اننا لا يجب أن نفس هذه المزامير بشكل حرفي ولكن بالشكل الرمزي المقصود بالكلمات والالفاظ التي استخدمت والا كيف نفس مثلا ما جاء في نفس المزمور 149

تنويهات الله في افواههم وسيف ذو حدين في يدهم ليصنعوا نقمة في الامم وتأديبات في الشعوب لاسر ملوكهم بقيود وشرفائهم بكبول من حديد ( مز6,8:149)

فهل يمكن ان نفسر باقي المزمور تفسير حرفي ويمسك من يقوم بالرقص كعبادة للرب بسيف ف يديه ذو حدين ؟ او يصنعوا نقمة في الامم ؟ او يأسرون ملوكهم بقيود وشرفائهم بكبول من حديد ؟

بالطبع لا وإلا لوقعنا في مشاكل كثيرة ولكن بالطبع كلام المزامير هو كلام يفسر بطريقة روحية ورمزيه خاصة ان كان التفسير ينطبق على كنيسة العهد الجديد إذن التفسير يكون دائما رمزي وروحي أيضا .

كذلك يشهد التاريخ وقوانين المجامع المسكونية المتعددة ان الرقص او التصفيق لم يكن ابدا جزء من الطقس الممارس او شكل من اشكال العبادة بل على العكس كان ينظر على الرقص على انه شئ غير مقبول ومرفوض ولا يليق بالمؤمنين ان يمارسوه سواء كانوا اكليروس او من الشعب وقد وضعت بعض المجامع القوانين التي تحرم على المؤمنين الرقص لانه لا يليق باولاد الله مثل من قوانين مجمع اللاذقية في القرن الرابع الميلادي، وقانون رقم 34و51 من قوانين مجمع تريللو Trullo في القرن السابع الميلادي.

كما جاء في  كتاب التقنين الكنسي الصادر عام 1994 ” لا يجوز أن يهدر العروسان وأهل العرس كرامة سر الزيجة المقدس الذي نالوه أمام هيكل الرب بانصرافهم إلى صخب الطرب والرقص وغير المألوف بين أبناء الله… فلا يجوز أن يدنسوا هذه النعمة التي تمت بحلول الروح القدس على العروسين، “

فهنا ان كانت الكنيسة بقوانينها وفي مجامعها رفضت الرقص واللهو حتى في المناسبات كالأفراح فهل نقبله نحن كطقس يمارس داخل الكنيسة هل نقبل الرقص والتصفيق والتنطيط بهذا الشكل الذي لا يمجد إطلاقا الله وبيته ؟!

ولكن يبقى السؤال كيف دخل الرقص والطبل والتصفيق والتنطيط الي الطوائف واصبح جزء من عبادتها

الحقيقة ترجع هذه الطقوس الي ما يعرف بالعبادة الكارزماتية  او الكنائس الكارزماتية

بدأت هذه الحركة في بدايات القرن العشرين فحتى في القرون الوسطى وايام مارتن وكلفن أقطاب البروتستانتية لم تكن معروفه هذه الاشكال من العبادة عندهم مثل الرقص والتصفيق والتنطيط ولكنها امور حديثة دخلت مؤخرا الي بعض الطوائف ومنها الي الطوائف الاخرى    .

وتعتبر الحركة او شكل العبادة الكارزماتية  التصفيق, رفع الايدى الرقص فى العبادة  او السقوط ارضا  أحد أهم السمات الرئيسية فى العبادة الكارزماتية, ويرجع هذا الشكل من العبادة الي الكنائس الخمسينية وما يسمى بحركة الروح القدس فهم من وضعوا هذا الشكل من العبادة ومنهم انتشر إلي باقي  الطوائف  وكما ذكرنا يستند هؤلاء اي بعض نصوص الكتاب المقدس كالمزامير او رقص داود

وقد انتشر هذا الشكل الصاخب من العبادة الي كثير من كنائس الطوائف البروتستانت واصبح سماتها في الصلوات هو الصخب والرقص بشكل فوضوي واحيانا بشكل لا شعوري كأنه نوع من انواع الزار او الموسيقى الغربيه الصاخبة والتي تنتهي الي سقوط من يقوم بها بشكل هستيري لا يدل ابدا على روح الله والعبادة الحقيقة للرب !

وتركز العبادة الكارزماتيه على المشاعر اولا واخيرا فهي تخاطب المشاعر الانسانية وكل هدف من يقوم بها هو التأثير على المتلقي ويبدء هذا بدا من الصوت العالي الي الخلفيات الموسيقية التي تصاحب الذي يتحدث الي جانب الموسيقى الصاخبة والتي معروف تأثيرها على اي انسان يستمع لها ثم البدء في التنطيط والتصفيق ليصل المتلقي الي حالة من اللا وعي واللا شعور تكون نتيجتها ما نراه في هذه الاجتماعات امور لا تليق سقوط على الارض تنطيط بصورة هستيرية وربما يصل الامر الي الإغماء وهنا يدعي المدعون ان هذا هو الملئ من الروح القدس وفيض الروح القدس ….الخ من ادعاءات كاذبة خادعة بعيدة كل البعد عن روح الله الهادي الوديع !

ان العبادة بالروح لا تعنى أن لا يكون هناك أى نظام بل أن الله هو اله نظام و الحرية يجب أن تخضع لنوع من الترتيب و التنظيم وليس معنى الامتلاء من الروح هو ان نرى ما نراه من اشكال لا تليق ابدا ببيت الله الذي يليق به القداسة وليس الرقص والتنطيط بشكل هستيري .

بقي امر اخير وهو ما يدعيه البعض من اخوتنا البروتستانت ان هناك رقص داخل الكنيسة الارثوذكسية ويستخدمون بعض الفيديوهات التي بها ما يعرف بزفة القديسة دميانة او قديسين اخرين ملحقة بزفة الايقونة ويدعي البعض ان هذا الرقص يحدث داخل الكنيسة الارثوذكسية وللرد نقول :

اولا  كما ذكرنا من قبل لا يوجد أي شئ يسمى رقص او تصفيق او حتى آلات موسيقية تستخدم داخل الصلوات الطقسية والليتورجيا داخل كنيستنا القبطية .

ثانيا ما يعرف بالزفة هذا تصرف شعبي متوارث منذ سنوات وهو عبارة عن اغاني لمدح القديس صاحب العيد ولا يوجد بها أي رقص او تنطيط صاخب والفيديوهات توضح ذلك اذن الادعاء بوجد رقص امر غير حقيقي

ثالثا حتى هذه الاغاني او هذه الزفة امر غير كنسي والكنيسة غير مسئوله عليها وهي تصرف شعبي كما ذكرنا وتعبير عن الفرح والتهلل بالقديس ولكنها ليست طقس عبادة او صلاة ولا تتم ابدا داخل الكنائس او حتى تحت رعاية الاكليروس ,

وأخيرا اعتراضنا الاول والأخير هو ان هذا الرقص الصاخب والتصفيق والتنطيط الغير لائق يتم كشكل من اشكال العبادة ويتم داخل اماكن المفترض انها كنائس ويتم بشكل غير وقور وغير لائق وغير مقبول ولا يمجد ابدا اسم المسيح داخل كنيسته كما انه كما ذكرنا وشرحنا امر لا علاقة لها بالإيمان المسيحي او الصلوات المسيحية او حتى العبادات اليهودية !

وأخيرا نقول

فببيتك يارب يليق القداسة مز 93