كتاب أيقونة العماد – الدكتور فليمون كامل مسيحة

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب القس تواضروس كامل مسيحة
التصنيفات عيد الغطاس - الثيئوفانيا - الظهور الإلهي, فن الأيقونات القبطية و الزخارف, قسم الألحان
آخر تحديث 16 يناير 2020
تقييم الكتاب 5 من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
5MB


مقدمة وشكر يعتبر عيد الغطاس هو كوكب ساطع فى سماء الأعياد المسيحية، له بهجة روحية تُميزه عن باقى الأعياد، ولهذا أعطته الكنيسة مكانه خاصة، نظراً لقِدمه، وصارت تحتفل به منذ القدم إحتفالاً شعبياً عظيماً.

وفي هذه الدراسة سنركز تحديدا علي ما تقدمة أيقونة الإيبفانيا "الظهور الالهي" من دروس يمكنها ان تعبر بغني وعمق لمفهوم العيد، فالأيقونة في الفن القبطي ليست صورة لحدث إنما تلخص غايةً لاهوتية تتسم في كثير من الاحيان برسم الحوادث معاً.

لهذا نجد في الليتورجيا الكنسية مدى الغنى فيها من حيث إنها تقدم الكلمة المقروءة والمرتلة بنغم موسيقياً من جهة وتقدم الأيقونة المقدسة مكتوبة بالخط واللون للمؤمنين وعلى الأخص البسطاء منهم من ناحية أخري، فهم الذين عليهم يقع التأثير الأكبر حين يتأملون ويسجدون ويقبّلون ويلمسون بأيديهم تعبيراً عن إيمانهم. فإيماننا القويم مبني على مخاطبة كل جزء من الإنسان، فحركة اليتورجية لا تنتهي طالما أن الإنسان حيّ بالجسد في هذا العالم، ليقدم العبادة لله الحي المثلث الأقانيم وأيضا الإكرام لقديسيه.

فالأيقونة عظة لاهوتية صامته ودعوة بالألوان بدل الكلام، تعتمد على عناصر الرسم لتبرز ما تريده. فالحوادث الهامة تحتل مركزالايقونة، والأقل أهمية تحتل الزاويا. الأشخاص الذين يلعبون دوراً مهماً، يأخذون أحجاماً أبرز، والأشخاص أو القصص المساعدة يكون حجمهم أصغر، وعلي النقيض الاشخاص الأشرار صغيرين في الجانب (الهماش) ويظهرون بجانب وجههم مظهرين عين واحدة لضعف بصيرتهم الروحية.

يشرفني ويسعدني أن أتقدم ببالغ الشكر لمشروع الكنوز القبطية وفريق عمله الرائع والمحبوب لقبولي ضمن الكوكبة العملاقة من الباحثين وحرصه الدائم علي نشر الوعي القبطي.

كما أتقدم ببالغ الشكر لأبي المحبوب القس أشعياء منصور كاهن كنيسة الأنبا كارأس وأبي سيفين بالزقازيق علي محبته ورعايته وتشجيعي الدائم في مجالات الخدمة المختلفة.

وكذلك أرسل باقة حب وعرفان للجنة إعدادي بأسقفية الشباب وكل الخدام بها وأخص بالذكر الأستاذ جرجس عبد الملاك أمين لجنة إعدادي بأسقفية الشباب الذي يدعمني ويشجعني بكل محبة غالبة.

أسأل الرب القدير ان يقبل هذا العمل المتواضع ويشرق بنوره داخلنا.

بصلوات سيدتنا كلنا القديسة مريم والملاك ميخائيل ويوحنا المعمدان.

والبابا اثناسيوس والقديس يوحنا ذهبي الفم والانبا كاراس السائح.

17 يناير 2020.

برمون عيد الغطاس المجيد.

أولا رؤية موضوعية لمكونات الأيقونة

يُخبرنا التاريخ الكنسى أن لعيد الغطاس، المكانة الأولى مع عيد القيامة فى المسيحية وخاصة فى كنيستنا القبطية الارثوذكسية، حيث لم تكن احتفالات عيد الميلاد الرسمية فى الشرق قد ظهرت بعد. وظل يُذكر مع عيدى القيامة والميلاد، فى مقدمة الأعياد السيدية السبعة الكبرى.

قد جاء فى تعاليم الرسل: "ليكن عندكم جليلاً عيد الثيئوفانيا، لأن فيه بدأ الرب يُظهر لاهوته فى معموديته، فى الأردن من يوحنا، وتعملونه فى اليوم السادس من الشهر العاشر الذى للعبرانيين، الذى هو الحادى عشر من الشـهر الخامس للمصريين" الحادى عشـر من شهر طوبة ".

ومنذ القرن الثاني حفظت لنا صور ورسومات جدارية تعبر عن العماد، كما صورت أحداث عماد الرب يسوع بشكل واضح في سراديب الموتي في روما وعلي توابيت الدفن وصناديق الزخائر وبعضها كان يصور حملا ويوحنا يشير إليه.

وفي هذا الفصل سوف نقوم معا بالتجوال والسرد الموضوعي والتأملي لمكونات الايقونة ودراسة مواضيع الأيقونة برؤي متعدده المنتشره في معظم مساحات الايقونة وهي:

أيقونة العماد نسخة صادقة لما كتب في الكتاب المقدس الاردن (متى 3: 13 - 17، مر 1: 9 - 11، لو 3: 21 - 22) عن معمودية يسوع في نهر الاردن مع إضافة بعض العناصر المستوحاة من ليتورجية للعيد.

نرى في الأيقونة القبطية الوقار والرصانة في وجوهٍ متقشفةٍ. لكنها تعطي جمالاً ممتزجاً بشعورٍ يثير الرهبة والخشوع ممزوج بالفرح.

أولا السيد المسيح:

اولا وضع المسيح في الماء:

يُرسم السيد المسيح له كل المجد في مركز الأيقونة، واقفاً في نهر الأردن والمياه تغمره.

كما يظهر المسيح، الذي شابهنا في كل شئ ماخلا الخطية وحدها، بمظهر الإنسان المتضع (رقا مغلقا) فمعمودية يوحنا كانت معمودية توبة لمغفرة الخطايا والرب يسوع لم يكن يحتاج إلى التوبة لكن معموديته كانت لكي "يتمم كل بر" (متى 3: 15).

وليشارك خلائقه حالتهم الساقطة ويخلقهم من جديد للحياة في ملكوت الله وهنا تظهر رسالة الايقونة في شرح مفهوم العيد (الحدث) وعلاقتة بالتدبير الخلاصي. وهذا يظهر في وجه المسيح الذي يرسم (يكتب) بتعابير مهيبة وجدية تدل على السر العظيم الذي يتم.

والمدقق جيدا في الايقونة يري الرب يسوع هو الوحيد القائم في الايقونة لأنه هو لأن الرب دائمًا قائم ونحن به وفيه قائمون. الغلبة والنصر له على الدوام وقد أعطانا هذه الحالة القياميّة إذا نحن فعلا ثبتنا فبه: « أثبتوا في وأنا فيكم (يوحنا 4: 1).

ثانيا وضع الأيادي.

  • في بعض الايقونات نجد الرب يسوع يبارك الماء بيده اليمنى، يقدسه ويجعل منه مياه نقية. وهذه إشارة أيضا الي تقديس المياه (اللقان) في هذا اليوم المبارك.
  • اما الوضع الثاني نري الرب يسوع واقفا ضاما ذراعية متقبلا العماد من يد يوحنا الصابغ وهنا يشابه منظر الدفن في القبر.
  • أما الوضع الثالث فقد ظهر حديثا ويشير إلي الرب يسوع واقفا بأيدي مبسوطة علامة وضع الصَّلاة الله والتسليم الكامل لقبول المعمودية من يوحنا المعمدان أو يعبر عن أنه بار ولا يحتاج لمعمودية بل من اجلنا.

ثالثا ملابس رب المجد يسوع:

تتميز الايقونات القبطية (العماد) حيث يظهر الرب يسوع متزراً بوشاحٍ أبيض يحيط بحقواه (علي خلاف الفن البيزنطي والروسي القديم الذي ينظر الي عري المسيح علي إنه حياة الفردوس الأول)، وكأنه بعرييه سوف يُظهر للعالم لباس الفردوس البهي من خلال الصليب، كما يرمز إلى الأكفان التي سيدفن بها جسده.

ومن العجيب اذا تأملنا منظر لباس المسيح علي الصليب هو نفسه منظر الرب يسوع وهو في نهر الاردن فالهدف من الايقونة هو تحويل البصيرة عن حالة الانسان الساقط الي حالة الانسان المتصل بالله بعد الخلاص والمكسي بعري المسيح.

ثانيا الروح القدس مثل حمامة:

وفي أعلى الأيقونة نرى نصف دائرة[1] تمثل السماء يَنْبَعِثُ منها شعاع أوثلاثة أشعة ويخرج منها حمامة لتستقر فوق هامة المسيح الواقف في نهر الأردن.

فبعد صمت طويل ظهر عهد جديد بين السماء والأرض ودخل الله فى شركة جديدة مع البشر، فى شخص ابنه الحبيب يسوع المسيح الذى إعتمد فى نهر الأردن. فانفتاح السموات يؤكد هذا العهد، وصوت الآب "هذا ابنى الحبيب" يُعلن لاهوت المسيح، ونزول الروح القدس بشكل حمامة مستقرة على رأسه "صَوْتُ الرَّبِّ عَلَى الْمِيَاهِ. إِلهُ الْمَجْدِ أَرْعَدَ. الرَّبُّ فَوْقَ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ" مز 29: 3.

كما ترسم لنا الايقونة بوضوح الظهور الالهي (الثيؤفانيا)، فصوت الآب في السماء (من خلال منظر السماء المفتوحة) والابن (الله الكلمة المتجسد) في الماء والروح القدس في شكل حمامة (هيئة جسمية). هنا نرى التمايز في الثالوث، الواحد عن الآخر، ولكنهم هم الله الواحد.

حلول الروح القدس علي المسيح في شكل حمامة كاملة كتكريس لبدء الخدمة والعمل الخلاصي علي الصليب. وهي حمامة كاملة دليل علي كمال المسيح كلي المجد. أما التلاميذ فحل عليهم على قدر ما يحتملون، ألسنة نار منقسمة. والروح حل على التلاميذ علي شكل نار ليطهرهم، أما المسيح الذي بلا خطية لم يحتاج لشكل النار بل شكل الحمامة.

ظهور الروح القدس يرف (يحتضن المياه[2]) فوق المياه في بداية الخليقة (تك2: 1) كان ليعطي حياة ويظهر الخليقة. وهذا ما حدث في المعمودية فالروح القدس حلَّ على المسيح ليكرس جسده ليصير هو الكنيسة، يموت على الصليب، وتموت معه الكنيسة في معموديتنا بعمل الروح القدس ويقوم من الأموات والكنيسة تقوم معه في المعمودية ويصوِّر الكنيسة فيه ويصير هو رأسها وهي على صورته، تموت وتقوم كل نفس في المعمودية بالماء والروح الذي يرف على سطح مياه المعمودية، وتخرج هذه النفس المعَمَّدَةَ لتصير في المسيح خليقة جديدة. ونرى في معمودية السيد المسيح.

  • وهنا تظهر الايقونة الظهور الالهي (الابيفانيا) فالابن (الله الكلمة المتجسد) في الماء (وكنيسته مختفية فيه) والروح القدس على شكل حمامة (ليهيئ الكنيسة الحمامة الحاملة لسمات المسيح ومختفية فيه، فهي جسده) والآب بصوته "هذا ابني الحبيب.." يعلن بنوتنا له في ابنه ويقيم منا حجارة روحية حية تبني هيكل جسد المسيح[3].

نستطيع أن ندرك مدى اهتمام الكنيسة بالمعموديّة من كلمات القدّيس جيروم: "لم يكرز المخلّص نفسه بملكوت السماوات إلاّ بعد تقديسه الأردن بتغطيسه في العماد[4]".

ملحوظة: قد نجد في بعض الايقونات ظهور يد خارجة من السماء تشير إلي الرب يسوع المسيح في الماء كرمز الي يد الأب المباركة التي تشير الي ابنه الذي سر به إلا أن الفن القبطي والفنان القبطي لم يتجاسر علي تصوير الاب سواء باشارة او بهيئة لانه لم يتجسد وهذا من منطلق عقيدي سوف نسرده بالتفصيل لاحقا[5].

ثالثا يوحنا السابق والصابغ:

من خلال الايقونات المختلفة يرتسم أمامنا شخصية القديس يوحنا ودورة البارز في خدمة عماد الرب يسوع المسيح.

  • فملابس القديس يوحنا المعمدان بسيط جداً وأقرب لما جاء في الإنجيل « ويوحنا هذا كان لباسه من وبر الإبل، وعلى حقويه منطقة من جلد "(مت3: 4)" كان يلبس وبر الإبل ومنطقة من جلد على حقويه ويأكل جراداً وعسلاً برياً "(مر1: 6).
  • ملامح وجهه نسكية بالكامل، ألم يقل الإنجيل إن طعامه "كان جرادا وعسلا بريًا (مت3: 4)" و "كان يلبس وبر الإبل ومنطقة من جلد على حقويه ويأكل جراداً وعسلاً برياً" (مر1: 6)..
  • إنحناؤه يُشير إلى التواضع والإنسحاق. ليس هو النور بل جاء ليشهد للنور.
  • يده اليمنى يعمد السيّد وباليد الاخرى يّشير إلى (1) الحمامة وينظر إلى فوق (2) أو يرفعها متشفعاً، (3) أو حاملاً ملفاً يرمز لكرازته.، فهو ليس فقط يعمد بل يشهد لمجيء النور (4) أو يحمل صليب لكونه يحمل شهادة واستشهاد لخلاص المسيح.
  • يفسر البعض هذا المنظر بأن يوحنا ككاهن يضع خطايا المعترفين له (كمثال لحمل خطايا كل العالم) ووضعها على رأس المسيح، الذى أغرقها فى الماء عندما نزل ليعتمد (كتمهيد الصلب والدفن والقيامة). وهذا التأمل مستمد من فكرة الذبيحة فى العهد القديم، إذ كان الخاطئ يأتى بذبيحة ويضع يده على رأسها، ثم تذبح فتغفر له خطيته، فالذبيحة لم تفعل هي الخطأ ولكنها تموت نيابة عن الخاطئ، وهكذا المسيح أيضاً لم يفعل فى حياته خطية، ولكن كما قال إشعياء النبى "كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا" (إش53: 6). [6].
  • علي الجانب الاخر في بعض الأيقونات القبطية الحديثة يتجنب وضع يد يوحنا المعمدان علي رأس الرب يسوع علي اعتبار ان يوحنا هو الشاهد علي المسحة وليس هو الذي يمسح الرب يسوع فييرسم بمحازاه كتفة علي أنه صديق العريس.
  • ويختلف الفنانون في تصوير ملابسه بالرغم من ذكرها في الكتاب المقدس إلا أن الايقونة تنقل لنا من هو يوحنا المعمدان؟ وما الدور الذي يقدمه للبشرية؟ كأعظم مواليد النساء فقد يصور (1) خطيب، (2) أو ملبس فيلسوف (معلم) (3) أو ملابس الناسك الذي وصفها الكتاب المقدس وأيضا (4) مؤتزرا برداء أحمر دليل علي الاستشهاد (5) وأحيانا يرسم بالاجنحة الملائكية للدلالة علي انه الملاك المرسل ليهئ الطريق للمسيح كلي المجد "فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ" (مت11: 10) [7].

وقد برع الفن في وصف مار يوحنا المعمدان من خلال الايقونات الخاصة به فقط كقديس أو في أيقونة المعمودية إلا ان عظمة يوحنا المعمدان لا انه دعي ملاكا فكل الرعاة دعو ملائكة أو شهيدا فملايين الشهداء الذين قدموا حياتهم للمسيح، ولكن عظمتة الحقيقية في شهادتة وعمادة للمسيح لذا صار لقبة المعمدان[8] والسابق والصابغ ومنها يكون مرتبط بالمعمودية والرب يسوع[9].

يقول الذهبي الفم عن يوحنا المعمدان "لم يفلح أرضاً، لم يفتح تلماً ولم يأكل خبزه بعرق جبينه. مائدته كانت بسيطة ولباسه أبسط أما سكنه فكان الأبسط من الكل. لم يحتاج لا إلى سقف ولا إلى سرير ولا إلى طاولة بل أعطى في جسده نفسه علامات حياة ملائكية.".

جاء يوحنا من البرية بعد ثلاثين سنة ومظهره بلباسه هذا رمزاً للتحرر من الأمور البشرية، والتوبة التي فيها لخصت كل كرازته: "إصنعوا أثماراً تليق بالتوبة" (لو 3: 8).:

اعتراض يوحنا علي إنه يقوم بتعميد المسيح، الذي في مجيئه ليعتمد من يوحنا كان كأنه يعكس الأدوار، فالسيد يأتي مع العبيد ليطلب المعمودية من عبدٍ. وكما يقول القديس كيرلس الأورشليمي: "عظيم هو يوحنا ولكن هل يقارن بالرب؟ قوي هو الصوت ولكن هل يقارن بالكلمة؟ ممتاز هو الواعظ ولكن هل يقارن بالملك؟ حسن هو الذي يعمد بالماء ولكن أي مقارنة له مع ذاك الذي يعمد بالروح القدس والنار؟".

رابعا نهر الاردن ومحتوياتة:

  • شكل النهر:

في وسط الأيقونة يُرسم نهر الأردن بين صخور عالية تحيط به من الجهتين يظهر كأنه مغارة أوكهف مملوء بالماء. الماء مائج وسريع، وفي بعض الايقونات لا يمس جسد الرب المسيح.

كما نري السيد المسيح يعتمد ليدفن وسط الماء الإنسان القديم. وعندما يصعد المسيح من الماء يُصعد معه العالم كله ويرى السماوات تنشق بعد أن كان آدم قد أغلقها دونه ودون نسله من بعده.

إن نزول المسيح إلى عمق نهر الأردن يمثل تصويراً مسبقاً للقبر الذي وُضع فيه المسيح ولنزوله إلى الجحيم، ففي كتابات القديس باسيليوس الكبير يسمى مياه الأردن "القبر السائل أو الجاري". حيث نزل إلى أعماق الجحيم ليفتدي الإنسان ويقيمه إلى المجد الأبدي،.

ويصف القديس مار مرقس في إنجيله عن معمودية المسيح "اعتمد من يوحنا في الأردن. وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السماوات قد انشقت..." (مر 1: 9 - 10). كلمة للوقت تدل على أن يسوع، على عكس المعمدين الآخرين الذين يعترفون بخطاياهم وهم داخل المياه، خرج للوقت بدون خطيئة.

  • من المثير للاهتمام أيضًا رمزية ضفتي الأردن حيث يمثل يوحنا المعمدان أحد ضفتي النهر "نبي العهدين" والضفة الاخري الملائكة والرب يسوع في وسطهم يربط بينهم يربط بين القديم والجديد يصالح بين السمائيين والارضيين ويوحد بينهم.
  • تغطية الماء بالكامل للرب يسوع:

ليوضح ما جاء في البشائر المقدسة ان معمودية ربنا يسوع المسيح كانت بالتغطيس وليس بالسكب أو بالرش، وهنا تأكيد للعقيدة الارثوذكسية بضروة تغطيس المعمد كاملا ليتحقق مفهوم الموت والحياة بالدفن في المياة والقيامة برداءالقداسة وهذا هو المعنى الحقيقي لكلمة عمد أي اصطباغ في اللغة اليونانيّة Baptizo والتي تشير إلى التغطيس الكامل - الموت والحياة، ومن هنا أصبح مسمي العيد بعيد الغطاس.

شخصيتان رمزيتان.

بداية من القرن السادس تم إضافة شخصان رمزيان داخل المياه: إمرأةٌ ممسكة بصولجان محمولة على سمكة كما رجلٌ يحمل جرةً، ينظران إلى المسيح وهم راحلان. يمثلان البحر الأحمر Η Θάλασσα ونهر الأردن Ο Ιορδάνης كما يذكر المزمور 113: "البحر رأى فهرب والأردن رجع إلى الوراء[10]".

الثعبان.

في القرن التاسع والعاشر يرسم بدلا من الشخصيتان الرمزيتنان شخص مظلم يمثل الشيطان هاربا من المسيح وخاضعا له "مز 74: 13. ثم الاكتفاء فقط حديثا في نهاية القرن التاسع عشر الي رسم ثعبان[11] (ثعبان سمك (حنكيلس)) مداسا تحت أقدام المسيح ”لقد أحنيت هامتك للسابق فسحقت رؤوس التنانين“ وهي قمة عمل المسيح الخلاصي وتغلبة علي الشيطان كصورة مقارنة بين المعمودية ونزول المسيح للجحيم[12].

السمك.

السمكة[13] في الفن القبطي من الرموز الهامة التي كان يستخدمها المسيحيون وقت الاضطهاد. السمكة باليوناني ΙΧΘΥΣ التي تنطق بالعربية إيخثيس، وكلمة ΙΧΘΥΣ هي أول كل حرف لخمس كلمات تلخص الايمان المسيحي كله وهي "يسوع المسيح ابن الله المُخَلِص" ,.

فالحرف الأول الايوتا "Ι" وهو الحرف الأول لكلمة Ἰησοῦς إيسوس (يسوع). والحرف الثاني الخي "Χ" وهو الحرف الأول لكلمة Χριστóς خريستوس أي (المسيح). والحرف الثالث الثيتا "Θ" وهو الحرف الأول لكلمة Θεοῦ المشتقة من كلمة Θεóς في حالة الإضافة التي تعني الله. بينما الحرف الرابع اليوبسلون "Υ" وهو الحرف الأول لكلمة ͑Υἱός يوس أي (ابن). أما الحرف الخامس السجما "Σ" وهو الحرف الأول لكلمة Σωτήρ سوتير المشقة من كلمة σωζω اليونانية التي تعني (مخلص). فتكون الكلمة يسوع المسيح ابن الله المخلص، Ἰησοῦς Χριστóς Θεοῦ͑ Υἱός Σωτήρ.

بدء ظهور السمكة في كتابة الأيقونه محل الدراسة منذ القرن التاسع والعاشر ويخلتف عددهم من أربعة أسماك رمزا للبشائر الاربعة أومجموعة من الاسماك - في حاله فرح - التي تشير الي المؤمنين الذين يدخلون في بنوة الله بالمعمودية (المعمدين) كمثال السمك في الماءكذلك الانسان بدون معمودية [14]، وتعبر عن فرح الخليقة كلها بالظهور الالهي.

في سياق متصل لنهر الاردن دور هام أيضا في الكتاب المقدس منذ العهد القديم فهو النهر الذي يحد أرض الموعد وعلى من يدخل هذه الأرض، حيث سيكون حضور الله دائم، أن يعبره.

إذن يرمز عبور نهر الأردن إلى دخول مملكة الله. إن موسى لم يتبارك بعبور نهر الأردن وهذا يرمز إلى أن الناموس الموسوي بحد ذاته ما كان قادراً على منح الخلاص. لكن يشوع، الذي يعني اسمه "المخلص" وهو الشكل العبراني لاسم "يسوع" قاد الشعب وعبر نهر الاردن معه وهذا يرمز إلى فعل الخلاص بيسوع المسيح المخلص.

يذكر أيضاً نهر الأردن عندما عبره إيليا النبي وتلميذه (2ملوك2). كما أنه من الأردن صعد النبي إيليا إلى السماء ليعود ثانية.

نعمان السرياني طهر من برصه عندما اغتسل في نهر الأردن وكانت هذه الحادثة هي رمز لمعمودية المسيح التي تطهرنا من خطايانا ودلالة الخلاص الذي سيعطى لكل الشعوب وليس لاسرائيل فقط بواسطة المسيح (2ملوك: 10 - 14).

خامساالملائكة:

خلال القرن الخامس والسادس ثم إضافة ملاكان أو ثلاثة ملائكة الي الأيقونة واقفين بتهيب على الجهة الثانية يشكلون شاطئ النهر وهم يحنون رؤوسهم ويغطون أيديهم بأقمشة استعداداً لاستقبال السيد.

ثياب الملائكة تجمع بين الشهادة والحياة الجديدة، فالسيد المسيح نفسه هنا، الذي يعتمد، هو الذي سيُصلب من أجلنا جميعا؟!

اللفائف التي تحملها يرمز إلى الأقمطة في الميلاد والكفن في الدفن والقبر الفارغ حيث تأتي النسوة لِيُطيّبن يسوع في القيامة.

نلاحظ في الأيقونة حضور دائم للملائكة يمثل حركة سماوية رائعة داخل الايقونة الملائكة الذين يرمزون إلى التقاء السماء مع الأرض. والجند السماويون ملائكة لخدمة الكلمة المتجسد، ينتظرون خروجه من الماء مهيئين الأقمشة على أيديهم لينشفوا بها جسده الطاهر.

هذا هو عمل الملائكة، أولاً التسبيح وثانياً خدمة الرسالة الإلهية، أي هم مرسلو الله إلى البشر، يخدمون خلاص البشر حسب وصايا ومشيئة الله، وفي ذات الوقت يخدمون الله بحماية ورعاية البشر. لذا فالملائكة هم المرنمون. الذي يرمز وجودهم إلى حضور الله الفعال بين الناس على أن لا تعيقه قساوة القلوب وظلمة الضمائر[15].

كما نري حمل الملائكة للمناديل والمناشف كحمل الأشبين للمناشف للمعمد بعد معموديته حيث أصبح الأشبين عمله كالملائكة في خدمة اللابس المسيح (المعمد) ” لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح غل27: 3.

إن تخطي الزمن في الايقونة هو تخطي لقدرات الحواس البشرية، فالايقونة ترسم القديسين بجوار الملائكة. المتجسدين بجوارغير المتجسدين، وبهذا تؤكد علي قياس الوحدانية بين السماء والأرض، ان الحدث يعبر دائما عن اليوم (الابدية) وبالتالي نتذوق منها مذاق ملكوتي يبث فينا الرجاء لملقاه المخلص ومنها ندرك مفهوم العيد وندرك عمق الايقونة في تناول الحدث ومفهوم العيد "هذا هو اليوم الذي صنعة الرب فلنفرح ونبتهج فيه".

سادسا الفأس والشجرة:

ترسم (تكتب) خلف يوحنا شجرة عليها فأس تمت إضافتها لمكونات الايقونة بداية القرن العاشر الميلادي إشارة إلى الآية التي وجها يوحنا للفريسيين والصديقيين: "والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجرة. فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار" (لوقا3: 9)، (متى 3: 7 - 10). إنها رمز للقطع الذي سيجريه الكلمة فيفصل الشر عن الخير والمؤمن عن غير المؤمن وبها أراد يوحنا أن يذكر اليهود بالسقوط من الكرامة الأبوية والعقاب المزدوج: القطع والنار.

سابعا إضافات أخري (الحمل).

فالايقونات ليست لقطات فوتوغرافية بل هي لا تعتمد علي الواقعية الزمنية، فالحدث في الايقونة يتخطي الزمن ليشمل العديد من الأحداث التي يربطها رابط من حياة القديس أو أحداث كتابية فنجد في أيقونة العماد (مثل أيقونة ابراهيم الناسخ بالكنيسة المعلقة مصر القديمة) حملا ابيض صغير ليشرح النص الكتابي من خلاص مكون من مكونات الايقونة (الحمل) لم يكن موجود في الحدث الأصلي نفسه فيستدعي هنا يوحنا صورتين من العهد القديم. الاولي العبد المتألم: "هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ، يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدًّا" (اشعياء 52: 13) ثم: "لقد حمل هو آلامنا واحتمل اوجاعنا... كحمل سيق الى الذبح / كنعجة صامتة امام الذين يجزونها". من جهة ثانية هو حمل الفصح: "لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا" (1كورنثوس 5: 7). إنه الحمل الذبيح قبل إنشاء العالم. ويضعنا انجيل معلمنا يوحنا الرسول أمام حديث موجز عن الفداء لمعمودية المخلص.

ويظهر هنا ربط الفنان ما بين كلمات يوحنا عن المسيح (المسيا) حينما رأي المسيح له المجد كحمل حامل خطية العالم وبين حدث العماد كفعل تكميلي للبر بحسب كلمات المسيح ردا علي امتناع يوحنا المعمدان من عماد الرب يسوع.

إضافات أخري (صلبان في ماء الاردن).

بداية من القرن الثالث عشر ظهرت مكونات إضافة مثل ظهور صلبان في يد الملائكة أو يوحنا العمدان وكذلك عمود أعلاه صليب كعلامة عن المسيح الذبيح الحقيقي وأيضا ظهر صليب صغير في الماء (في الفن البيزنطي وقليلة في الفن القبطي) ليعبر عن تغطيس الصليب في الماء في طقس اللقان.

ثانيا البنية الهندسية والطيبوغرافية للأيقونة

يمكن النظر للايقونة من خلال تقسيمها هندسيا الي ثلاث قطاعات طولية تحقق مفهوم الأيقونة.

القطاع الأوسط: يمثل ثلاثة محاور في خط مستقيم من أعلي الي النهر ويعبر هذا المحور عن الايبفانيا وهى الكلمة اليونانية ومعناها الظهور ولذلك سُمى العيـد ثيئوفانيا (الظهور الإلهى)، فبينما كان السيد المسيح (أُقنوم الابن) فى الماء، انشقت السموات وظهر (أُقنوم الروح القدس) فى صورة حمامة نازلاً ومستقراً عليه، و (أُقنوم الآب) يُنادى من السـماء قائلاً: "هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (مت3: 17).

  • انفتاح السماء بشكل واضح في نصف دائرة تمثل السماء تعبر عن صوت الأب وإعلانه من السـماء قائلاً: "هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (مت3: 17).
  • يتم التأكيد بشدة على الوضع العمودي بواسطة شعاع في وسطه وحمامة تنْبَعِثُ من السماء لتستقر فوق هامة المسيح الواقف في نهر الأردن.
  • والمحدق جيّدا يري إنّ الوحيد الذي يقف مستقيم هو الرب يسوع - كما أشرنا سابقا - لأن الر ٌب دائمًا قائم ونحن به وفيه قائمون وفيه قائمون.
  • نشاهد في أسفل الأيقونة عند قدمي الرب يسوع الحية التي تشير الي الشيطان مداسا تحت أقدام المخلص وهذا هو هدف التدبير الخلاصي.

القطاع الطولي الأيمن:

  • يضم مار يوحنا المعمدان صديق العريس في انحناءلانه ليس هو النور بل جاء ليشهد للنور مقدما رجل عن الاخري لضمان عملية التغطيس.
  • شخصية يوحنا المعمدان تحقق توازن بين الجانبين الأيمن والأيسر من النهر. وتلتقي أيديهم (الملائكة) فوق رأس الرب وتلفه بين يديهم.

القطاع الطولي الأيسر:

  • تضم الملائكة بعددهم في حالة إنحناء وتأهب وهيبة شديده وهذا الانحناء يقابل إنحاء يوحنا المعمدان في الجانب الاخر.

طيبوغرافيه الأيقونة.

الشواطئ الصخرية علي الجانبين تضيق جدا عند القدمين، كما لو أنها تدعمها الملائكة، مما يعطي شكل الاستقرار. ثم تتسع وتنشق في أكبر جزء لها مرة أخرى على مستوى كتف المسيح.

من الملاحظ أن كل هذه الانحناءات اللطيفة من الملائكة ويوحنا المعمدان والصخور وتدفق النهر تمثل حالة إحتضان لشخصية الرب يسوع في إيقاع موسيقي، تؤدي رقصة حب، مصاحبة بعناية لكل انحناء أمام الرب يسوع المسيح.

وفي بعض الايقونات يتم تضخيم التعامد بواسطة حركة تصاعدية قطرية مزدوجة بين شطري الأيقونة. الأول - من أسفل اليسار إلى أعلى اليمين - ينتهي بنهر يغادر الجبال. والآخر - من أسفل اليمين إلى أعلى اليسار - يمتد من الحافة السفلية للجبال، التي تقف على سفح الملاك، من خلال شخصية يوحنا المعمدان. وتتقاطع هذه الأقطار في الوسط حول شخصية ربنا يسوع المسيح، مما يجعلها محور الصورة وقلبها كما بالأيقونة المقابلة.

ثالثا أيقونة العماد بين الصلب والدفن والقيامة

هدف الأيقونة - بوجه عام - سحب لأقدامنا من عالم رمال العالم المتحركة التي تبتلعنا رويدا رويدا الي التأمل في الملكوت، فهي تطلقنا من نقطة المادة الي المعني والقيمة والهدف المنشود من وراء الماده.

أيقونة المعمودية فصح مرسوم.

قبل أن يبدأ السيد المسيح خدمته التبشيرية بملكوت الله ذهب ليعتمد من يوحنا المعمدان في نهر الأردن. كان الشعب يذهبون ليعتمدوا بمعمودية التوبة لغفران الخطايا في نهر الأردن، وذهب معهم السيد المسيح في اتضاع عجيب، ضمن جموع التائبين الذين يغتسلون بالماء من خطاياهم، مع أنه لم يفعل أية خطية.

(هنا ونشير إلى حقيقة أن الغفران بذبائح العهد القديم أو بمعمودية يوحنا غفرانًا ينتظر ذبيحة صليب السيد المسيح وفاعليتها، إذ لم ينتقل البشر من الموت إلى الحياة، ومن الجحيم إلى الفردوس إلا بعد إتمام الفداء على الصليب[16]).

ومن هنا نري تشابه قوي بين أيقونة العماد كبداية للتدبير الخلاصي ومن الصلب الي القيامة فالمعمودية تصوير مسبق للصلب والدفن والقيامة (فصح مرسوم)، بالاضافة الي معمودينا تكمن في اننا نموت وندفن ونقوم معه في المعمودية لننال التبني.

أولا بين أيقونة المعمودية والصلب:

ومن العجيب اذا تأملنا منظر لباس المسيح علي الصليب هو نفسه منظر الرب يسوع وهو في نهر الاردن فالهدف من الايقونة هو تحويل البصيرة عن حالة الانسان الساقط الي حالة الانسان المتصل بالله بعد الخلاص والمكسي بعري المسيح[17].

يري الرب يسوع هو الوحيد القائم في الايقونة لانه هو لأن الرب دائمًا قائم ونحن به وفيه قائمون. الغلبة والنصر له على الدوام ويكتب دائما أسفل أيقونة الصليب (الغالب).

في كلتا الايقونتان رأسه منحن بإرادته، اشارة للطاعة وتكملة كل بر لخلاص الإنسان. هذا هو العبد المتألّم “ابني الحبيب” (اشعياء53) لقد ارتضى الله بنفسه أن يأتي إلينا لأنّه أحبنا أولا. ً.

عند المعمودية سمح ليوحنا بالمعمودية (هكذا يليق بنا أن نكمِّل كل بر) متى ٢: ١٣ واما علي صرخ مخلصنا (قد أكمل) يو19: 30.

كما شهد يوحنا في احداث المعمودية عن الصليب بروح النبوة (هذا هو حمل الله الذي يحمل خطية العالم يو 1: 29) إذ رأي مجمل الفداء في لحظة. هذه أوضح شهادة عن المسيح قدمها إنسان، قوله حمل الله أي المعين من الله والمقدم كذبيحة مقبولة من الله. وربما كانت عين المعمدان وهو يقول هذا على خروف الفصح أو الحمل الذي يقدم كذبيحة صباحية وذبيحة مسائية. واسم الحمل يدل على غفران المسيح ووداعته ولطفه وحنانه وتسليمه [فالحمل صامت وديع. لا يفتح فاه أمام من يجزه (إش7: 53)].

شهادة الله الآب على القبول الطوعي للإبن للفدان وتدبير الخلاص فكان: « صوت من السموات قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت مت1. » هو ماتم علي عود الصليب كما يقال في لحن Fai `eta4en4 ` "هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا. فإشتمه ابوه الصالح وقت المساء على الجلجثة". ويستكمل في القطعة الخامسة عشر من ثيؤطوكية الأحد "فتح باب الفردوس، وردَّ آدم، إلى رئاسته، مرة أخرى".

علي الصليب « قال: قد أكمل. ونكس رأسه وأسلم الروح (يو19: 30». ومنها نفهم عمق كلمة إصطباغ متي 20: 22 المسيح إصطبغ بدمه على الصليب، وكل مسيحي حين يعتمد فهو يموت ويدفن مع المسيح، وتكون المعمودية هي الصبغة التي يصبطغ بها.

ثانيا بين أيقونة المعمودية والدفن:

إن نزول المسيح إلى عمق نهر الأردن واختفاء السيد المسيح في باطن الماء يمثل تصويراً مسبقاً للقبر الذي وُضع فيه المسيح ففي كتابات القديس باسيليوس الكبير يسمى مياه الأردن "القبر السائل أو الجاري". وهذا هو المعنى الحقيقي لكلمة عمد أي اصطباغ في اللغة اليونانيّة Baptizoوالتي تشير إلى التغطيس الكامل - الموت والحياة. وهذا ما تعتمده الكنيسة الأرثوذكسية بالتغطيس الثلاثي الكامل للمعمد: « فنحن نموت مع المسيح ونقوم معه. من هنا يدعى القديس يوحنا المعمدان يوحنا الصابغ..

كما تشيراللفائف التي تحملها الملائكة الي الكفن في الدفن.

ثالثا بين أيقونة المعمودية والقيامة:

ان نزول ربنا يسوع المسيح إلى المياه وصعوده منها على الفور، يعني النزول إلى الجحيم والصعود منها على الفور في التدبير الخلاصي. ونلاحظ تحت أقدام المسيح الثعبان رمز للشيطان ”لقد أحنيت هامتك للسابق فسحقت رؤوس التنانين“ وهي قمة عمل المسيح الخلاصي وتغلبة علي الشيطان كصورة مقارنة بين المعمودية ونزول المسيح للجحيم[18].

فالمعمودية هي حدث يشير الي إعلان وظهور العهد الجديد. فيسوع المسيح له المجد، مغموس في مياه الأردن، وكأنه يقبل الموت. هنا هو موت الانسان العتيق، فالعمودية النموذج الأولي لموت المخلص على الصليب. الخارج من الماء هو رمز لحياة جديدة بالقيامة. كما يشرح لنا نيافة الانبا بيشوي المتنيح ". فقد نزل إلى الماء، وسحق رأس التنين وأعطى للماء قوة الولادة الجديدة.. فبمعموديته شخصيًا، قد رسم لنا سر المعمودية كطريق للخلاص" [19]

من خلال ماسبق يمكننا ان نعي جيدا معني هذه الاية[20].

"وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ" 1يو 5: 8.

نجد في معمودية المسيح وشهادة الثالوث أن المسيح يؤسس المعمودية التي على نمطها نعتمد. وهذه الآية عن المعمودية وهي تشهد أننا بها نحصل على الحياة الجديدة والميلاد الجديد بخليقة جديدة. فما تم يوم عماد المسيح في الأردن نكرره في الكنيسة مع كل معمد، والروح القدس يأخد من استحقاقات الدم ويعطي للمعمد أن يموت بإنسانه العتيق المولود من آدم وبالتالي تمسح خطاياه القديمة، ثم يقوم متحدا بالمسيح الابن كخليقة جديدة فيحصل على البنوة لله.

الآن بعد انتهاء عمل الفداء. فالآن الروح القدس لا يحل بشكل منظور (حمامة أو ألسنة نار). والآب لا يتكلم ليشهد للمسيح من السماء. والابن لا نراه بأعيننا الجسدية. كل هذا نقبله ليس بالعيان كما حدث في الأردن بل بعين الإيمان (غل2: 20). عمل الله الخلاصي يبدأ في حياة المؤمن بالمعمودية والمعمودية هي بـــ الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ = الواحد هو جسد المسيح الذي تدفق منه الماء والدم، والروح القدس حل على جسد المسيح لحساب الكنيسة كلها يوم عماد المسيح من المعمدان. والروح الآن يعمل في ماء المعمودية، وذلك بقوة دم المسيح، فتلد المعمودية أبناء لله، خليقة جديدة، وكل من شعر بقوة هذه الخليقة الجديدة وإمكانياتها يدرك عمل المسيح الخلاصي، هذه القوة التي تعطيها المعمودية لأولاد الله تشهد على أن المسيح هو مخلص العالم بدمه، وتشهد للطريق الذي حدده الله للحياة الأبدية وهو الموت عن العالم كي نحيا لله بحياة المسيح. والمعمودية لا معنى لها بدون وجود أحد الثلاثة عناصر (الماء والدم والروح). والولادة من الماء والروح نص عليها السيد المسيح في (يو5: 3). المعمودية ونتائجها تشهد لعمل المسيح الخلاصي وللخليقة الجديدة التي بها نغلب. الدَّمُ هو الثمن الذي دفعه المسيح لكي يقدم لنا الفداء "لأنكم افتديتم... بدم كريم" (1بط1: 18، 19). الماء والرُّوحُ هما إشارة للمعمودية التي هي الوسيلة التي بها ننال استحقاقات هذا الدم. فبالمعمودية نولد ولادة ثانية من الماء والروح.

فأسس حمل الله سر المعمودية لكي يعرفنا إننا بالمعمودية ننال استحقاقات المغفرة التي يتممها بموته الفدائي على الصليب.. لذلك فإن مغفرة الخطايا في خدمة يوحنا المعمدان كانت بالمعمودية.

ومن المعروف أن مغفرة الخطايا في العهد القديم كانت عن طريق تقديم الذبائح في الهيكل.. ولكن لماذا نُقلت إلى المعمودية؟ ذلك لأنها كانت رمزًا للمعمودية التي جاء السيد المسيح لكي يمنحها للمؤمنين وتكون هي الوسيلة التي بواسطتها يغتسلون بدم الحمل الذبيح.

رابعا أيقونة العماد والليتورجية

من المعروف أن الايقونة هي نداء للمسيحي ليدخل مدار الصلاه وبيداء من خلال التأمل فيها ترك المعوقات المادية والدخول الي الاعماق من خلال أنغام الالحان وكلمات اللحن والحركات داخل الصلاه الليتورجية فتكون الايقونة موضع صلاة ورفقة حية وعون صادق وميناء خلاص وميناء ثبات لكل نفس متعبة فى بحر العالم المتلاطمة الذى يزعج سلامنا وأمننا ويهددنا بالفرق فى الخطية والمشاكل والهموم الدينونة.. فتلجأ النفس إلى أيقونات القديسين لدى فيهم إشعاعات النور الإلهى.. وترى فيها إلهام النصرة والطهارة فتتشجع النفس وترتقى إلى السماويات ماسكة برجاء المجد... ناظرة إلى رئيس الإيمان ومكملة الرب يسوع...

من الملاحظ ان الأيقونات ترتبط عضويا بكل مايقال في الكنيسة من صلوات وحركات طقسية منظمة لليتورجية.

  • موقع الأيقونة المتميز علي حامل الايقونات علي يمين الحامل مقابل أيقونة السيده العذراء مريم والده الاله وبهذا يكون المسيح محور الكنيسة كلها ووسطها[21].
  • السيد المسيح أول من أنشأ ذكصولوجية (أى تمجيد)، مدح فيها يوحنا المعمدان قائلاً: "إنه بين المولودين من النساء ليس نبى أعظم من يوحنا المعمدان" (لو 7: 27).
  • في رفع بخور عشية وباكر (وفي أثناء ذلك يقول الشعب أرباع الناقوس) يبخر الكاهن لجهة بحري لأجل السيدة العذراء قائلاً "نعطيك السلام مع جبرائيل الملاك قائلين: السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك"، ثم يبخر إلى جهة الغرب ويقول "السلام ليوحنا بن زكريا وسادتي الآباء الرسل وصفوف الشهداء وجميع القديسين" ثم يبخر إلى جهة قبلي ويقول "السلام ليوحنا بن زكريا السلام للكاهن ابن الكاهن".
  • تقديم الحمل: تشير بعض التأملات الي أن رشم الحمل يشير الي مسح الرب يسوع بالروح القدس علي هيئة حمامة في نهر الاردن لعمل المسيح الخلاصي. كما ان نداء الكاهن قبل اختيار الحمل هي شهاده يوحنا المعمدان "ياحامل الخطية العالم... الخ".
  • في دورة الحمل يكون امام الكاهن شماس حامل شمعة يسير امامة إشارة ليوحنا الذي يهئ الطريق للمسيح حمل الله.
  • تعميد القربانة (مسح القربانة بالماء) [22]، الكاهن يُصلى كل الصلوات من خلال تعميد القربانة، لأن في لحظة عماد السيد المسيح انفتحت السماء، وتكون عملية التعميد بالماء من أعلي الي أسفل القربانة وذلك لتوضيح ان المعمودية كانت بالتغطيس ثم تنشفها مثل عمل الملائكة في الأيقونة لذلك يجب ان نستغل هذه اللحظة لحظة انفتاح السماء لذلك عندما يكون الكاهن يُعَمِّد الحمل يجمع كل الصلوات والتذكارات وهو يعمدها باعتبار أن الكاهن شفيع في المقادس الإلهية[23].
  • قراءة الإنجيل[24]: المزمور الذى يسبق الإنجيل له ثقل لاهوتى وتفسيرى لا يُستهان به، إذ يسبق ويشير إلى السيد المسيح بروح النبوة، مثل يوحنا المعمدان.. وذلك لكى يبرزه لنا حاضراً فى الكنيسة ومعزياً بكلمات نعمته المحيية.. وكذلك يوجه المزمور ذهن القارئ إلى (ما هو محور القراءات الذى تقصده الكنيسة فى ترتيبها للقطمارس)..
  • نذكر يوحنا المعمدان السابق والشهيد في مجمع القداس الالهي لأنه شهد لحمل الله الذى يحمل خطية العالم وشهد لألوهيته.

تعال معي نتامل في الربط بين مكونات الأيقونة وكلمات الالحان[25]

فالامتزاج والخليط الرائع بين الحان عيد الغطاس المجيد وأيقونة العماد يجعلنا نقف ونرتل ونبتهل ونتضرع ونسكب صلواتنا شوقا وتسبيحا,فالايقونة موضع وموضوع صلاة.

  • تركز كلمات الحان برمون العيد علي العيد ووصفة وفرحة بعماد ربنا يسوع المسيح وشهادته بانه عمد الرب يسوع في الاردن.
  • رفع بخور عشية (ارباع الناقوسGe fai pe pa23ri) تتحدث عن مسرة الاب وتهلل الاردن "تهلل مثل الحملان: ايها الاردن وبريته: لأنه جاءك الحمل: الذي يرفع خطيئة العالم". وفخر يوحنا المعمدان ووصفة بنسيب يسوع المسيح.
  • ذكصولوجية عيد الغطاس الأولي Tote rwn a4moh `nra2i.

تصف الذكصولوجية وصف رائع لأيقونة العماد وتعبر عن فرح الاردن والجبال[26]. "البحر رأى فهرب: والأردن رجع الى الخلف: مالك ايها البحار هربت: إثبت لكي تتبارك. هوذا المياه قد رأت: الخالق الجابل: فخافت وادركها: الأضطراب والحيرة. إفرحي ايتها الجبال والاكام: والغياض والارز: من قدام وجه الملك: الذي خلق الانفاس".

  • ذكصولوجية عيد الغطاس الثانية[27] F5 pimonojn3c.

تصف هذه الذكصولوجية المفهوم اللاهوتي للعيد وقرأه الايقونة بشكل رائع "الإله الوحيد، جاء إلى الأردن، والصورة التى فسدت، وماتت بالخطية. جددها مرة أخرى، بعماد الماء، ورض رأس التنين، على مياه الأردن. نظرت الروح القدس، الذي نزل من السماء، وسمعت صوت الآب، يصرخ قائلاً. هذا هو إبني حبيبي الذي سُرّت به نفسي وصنع مشيئتي له إسمعوا لأنه هو المحيي".

  • قانون ختام عشية وباكر.

يصف ارباع الختام مكونات الأيقونه في كل إستيخون فالاول يتحدث عن كرامة يوحنا والثاني وفرح الاردن والظهور الالهي ومسرة الاب.

  • الهوس الكبير في تسبحة العيد تتحدث عن نهرالاردن وصوت الرب علي المياه من خلال المزامير.
  • أرباع ناقوس اللقان يسلط الضوء علي الظهور الالهي.
  • لحن اوران انشوشو Ovran `n2ov2ov.

لحن رائع يتحدث عن يوحنا المعمدان "أنتَ هو طيبة الأثمار، أنتَ هو مُحرِّك الأغصان، أنت هو الزاهر من الأشجار، النابتة في أرض السوسن".

  • مرد الابركسيس عيد الغطاس Ge fai pe pa23ri pamenrit.

يتحدث عن الظهور الالهي ومسرة الاب "هذا هو ابني حبيبي: الذي به سرت نفسي: صنع مشيئتي اسمعوا له: لأنه هو المحيي".

  • مرد المزمور "يسوع المسيح ابن الله اعتمد في الاردن: الليلويا الليلويا".
  • مرد انجيل قداس عيد الغطاس Fai pe pihi3b `nte f5.

يتحدث عن شهادة يوحنا للرب يسوع "هذا هو حمل الله حامل خطيئة العالم الذي جاء بقرن خلاص".

  • أسبسمسي العيد يتحدثا عن فرح الاردن وشهاده يوحنا.
  • توزيع عيد الغطاس قطعة رومي إضيفت[28] في عهد البابا كيرلس الرابع (1854 - 1861) نظرا لقلة الحان عيد الغطاس "باعتمادك يارب في نهر الأردن ظهرت السجدة للثالوث لأن صوت الآب تقدم لك بالشهادة مسميّاً إياك ابناً محبوباً والروح بهيئة حمامة يؤيد حقيقة الكلمة فيامن ظهرت وأنرت العالم أيها المسيح الإله المجد لك".

خامسا أيقونة العماد وأسماء العيد

من المثير للدهشة ان أيقونة العماد تعبر أيضا عن أسماء العيد المختلفة والمتباينة والتي تعبر عن المعني اللاهوتي للعيد.

فأسماء العيد هي: عيد الغطاس، الثيئوفانيا، الظهور الإلهى، ظهور المسيح على المياه، العماد، عماد المسيح، الأنوار، عيد الدنح.. أسماء كثيرة لعيد عظيم، تغنى به الآباء وتأملوا عظم معانيه ويظل "عيد الغطاس" هو أشهر أسمائه المتداولة على ألسنتنا والمدونة فى كتبنا.

عيد الغطاس.

تصف الأيقونة هذا المفهوم الارثوذكسي العميق للعيد وقد دُعى هكذا، لأن السيد المسيح، الذى شابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية، وقد قال مرة: "يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ" (مت3: 15) اعتمد من يوحنا المعمدان بالتغطيس، يقول الكتاب المقدس: "لَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فرَأَى رُوحَ للَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ" (مت3: 16) وكلمة صعد تفيد أنه نزل إلى الماء أولاً، ألم يقل معلمنا القديس بولس الرسول: "مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أيْضاً مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ الَّذِي أقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ" (كو2: 12) والدفن يتم بالتغطيس.

والحق إننا ننزل فى المعمودية لكى نرتفع، ولهذا يقول القديس أُغسطينوس[29]: "لتنزلوا حتى ترتفعوا، ولا ترتفعوا لئلا تهبطوا، فإن كانت المعمودية نزول لأجل الصعود، فإن طريقها غريب على المتكبرين.

عيد العماد.

فى اللغة اللاتينيـة، نجد أن عيد العماد "Baptism" ومعمودية "" Baptismaتأتى بمعنى "صبغة" والتى تُكتب بالإنجليزية "Dye"، فمن المعروف أن من صفات الصبغة هو تغيير الألوان، وهكذا أيضاً المعمودية تغير طبيعتنا التى فسدت بالخطية إلى طبيعة أُخرى جديدة.

يقول بولس الرسول: "لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِين اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ المسيح" (غل27: 3)، فما معنى قوله: لبستم المسيح؟ يُجيب القديس كيرلس الأورشليمى قائلاً: "لقد اعتمدتم ولبستم المسيح فأصبحتم على صورة ابن الله".

كما قال القديس باسيليوس الكبير "إنها ارتداء ثوب جديد من نور ونور، وقد زُينت أطرافه بالمحبة والقداسة.. على مثال المسيح، إذن كل من يلبس المسيح يجب ألاّ يسمح لأى دنس أن ينجس ثوب الخلود، [30].

ثيئوفانيا أو الابيفانيا (الظهور الالهي).

هى كلمة يونانية معناها الظهورالالهي وبالسريانية (الدنح)، وعند الآباء[31] سُمى العيـد ثيئوفانيا أى الظهور الإلهى وهي كلمة مستقلة فقط بـ "ظهور الله في أقانيمة الثلاثة"، فبينما كان السيد المسيح (أُقنوم الابن) فى الماء، انشقت السموات وظهر (أُقنوم الروح القدس) فى صورة حمامة نازلاً ومستقراً عليه، و (أُقنوم الآب) يُنادى من السـماء قائلاً: "هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (مت3: 17) وهذا ما وصفته الايقونة بل وغرضها هو هذا المفهوم.

عيد الأنوار.

أو التنوير.. هكذا كان يُسمى العيد أيضا عند الآباء قديما "والشمس أشرقت علي المياه2مل3: 22"، فيصف القديس غريغوريوس النزينزى: "هذا اليوم المقدس هو" عيد الأنوار "نعيّده، لأن فيه اعتمد السيد المسيح النور الحقيقى"، كما يدعوه القديس غريغوريوس النيـسى "يوم الأنوار" الذى فيه اعتمد الرب يسوع، وإلى الآن لا تزال الكنيسة ترمز إلى الأنوار الكثيرة فى عيد الغطاس.

يقول أحد الآباء: "ظهر نور الجوهر الإلهى، وأشرق السيد المسيح شمس البر، وصعد من الأردن ونشر أشعته، وبسطوع نوره طرد الظلام من العالم، والخليقة فرحت بظهور النور المقدس".

فالايقونة قد كشفت لنا مفهوم العيد بكل بساطة خلال كل مكون من مكوناتها بل أيضا تعبر عن المعنى اللاهوتى لعيد عماد الرب يسوع فى الأردن، وبدء ظهوره للعالم، ولهذا يقول القديس إيرونيموس: "فى الميلاد قد أتى ابن الله إلى العالم متخفياً، أما فى المعمودية فظهر للعالم علناً".

كما يؤكد القديس يوحنا ذهبى الفم نفس الفكرة بوضوح إذ قال: "لم يعرف الشعب يسوع قبل المعمودية، وأما فى المعمودية فقد ظهر للجميع".

سادسا أمام أيقونة العماد

أمام أيقونة العماد المجيد نري الرب يسوع المسيح:

  • أعتمد بصفته الله الكلمة المتجسد الذي شابهنا في كل شئ ماخلا الخطية وحدها.
  • إعتمد بوصفة الفادي الذي جاء ممثلا للبشر الخطاه ليحمل خطاياهم في جسده ويموت ويدفن نيابه عنهم.
  • أعتمد ليكمل كل بر ويكمل ماعجز عنه البشر من بر الخضوع للوصايا والطقوس ومن بر التواضع أمام الله.
  • أعتمد بمعمودية يوحنا الناقصة التي بالماء فقط ليوجة الانظار الي معموديتة الكاملة التي بالماء والروح والتي كانت معمودية يوحنا رمزا لها.
  • إعتمد بنزوله الي مياه الاردن ثم صعوده منها ليرسم لنا العماد بالتغطيس.
  • إعتمد وإستقر عليه الروح القدس علي هيئة حمامة وكان الصوت الالهي لتتضح لنا حقيقة الله الواحد مثلث الأقانيم.

أمام أيقونة العماد المجيد نري يوحنا المعمدان:

1 - السابق (برودروموس Prodromoc): حيث أعدّ الطريق للرب مثلما كانت فرقة تسبق الجيش لتعدّ له الطريق، أو شخص يسبق ليعلن مجيء موكب الملك أو العريس، لذلك قيل عنه إنه: «صوتُ صارِخٍ في البَرّيَّةِ: أعِدّوا طريقَ الرَّبِّ، اصنَعوا سُبُلهُ مُستَقيمَةً» (مرقس 1: 2).

2 - الصابغ (بابتيستيس Bapticthc): أي المُعمِّد، وهو اللقب الأهم إذ يصف أعظم ما قام به يوحنا في حياته قاطبة أي عماد الرب يسوع، ولذلك فإن الأيقونة الرسمية له على حامل الأيقونات هي أيقونة العماد، إذ أننا نعرف يوحنا وحتى العذراء مريم نفسها من خلال الرب وليس بمفردهما.

3 - الشهيد (بي مارتيروس Pimarturoc): حيث كلّفته الشهادة للحق والوقوف في وجه هيرودس حياته ثمنًا، إذ كان يقول له: "لا يحلّ لك" (متى 14: 1 - 12). ورضي أن يُقتَل من أجل الحق لأنه كان يمثِّل ضمير الأمّة ويشهد للوصية.

4 - نسيب عمانوئيل (بي سينجينيس إن إيمانوئيل Picuggenhc `nEmmanouhl): وترجع صلة النسب هذه إلى أن القديسة حَنَّة والدة مريم العذراء تُعدّ ابنة خالة القديسة إليصابات أم يوحنا المعمدان.

5 - صديق العريس (يوحنا 3: 29): الشخص الذي يخدم العريس ويعمل بكل وسيلة لإراحته، وهو ما فعله يوحنا إذ نسب كل المجد للمسيح ولم يغر حين أُبلِغ أن من عمّده (يسوع) صار له تلاميذ أكثر، وعبّر قائلاً: «يَنبَغي أنَّ ذلكَ يَزيدُ وأنّي أنا أنقُصُ» (يوحنا 3: 30).

6 - ملاك الرب (مرقس 1: 2): والمعروف أن لفظة ملاك تعني رسول، ويوحنا هو الملاك المُرسَل ليعدّ طريق الرب: «هأنَذا أُرسِلُ ملاكي فيُهَيِّئُ الطريقَ أمامي» (ملاخي 3: 1)، ولذلك نجد بعض أيقونات له وله جناحان.

7 - نبي العهدين: إذ أنه بينما ينتمي يوحنا إلى رجال العهد القديم فإنه سجد للرب في بطن أمه، وعاصر ميلاد الرب، بل وعمّده بنفسه، ولذلك وصفه الرب بأنه «أفضَلَ مِنْ نَبيٍّ» (متى 11: 9). كما أن يوحنا ظهر كنبي بعد غياب الأنبياء خمسة قرون كاملة، ليقول عنه القديس لوقا: «كانتْ كلِمَةُ اللهِ علَى يوحَنا بنِ زَكَريّا في البَرّيَّةِ» (لوقا 3: 2).

8 - إيليا الجديد: حيث انتهج المنهج ذاته من جهة الشجاعة في مواجهة الشر، وحياة البرّية، وحياة البتولية، وفي بشارة الملاك بمولده أشار إلى أنه يتقدّم أمام المسيح بروح إيليا (لوقا 1: 17)، بل أن الرب نفسه صرّح قائلاً لليهود: « وإنْ أرَدتُمْ أنْ تقبَلوا، فهذا هو إيليّا المُزمِعُ أنْ يأتيَ» (متى 11: 14).

9 - الكاهن ابن الكاهن: فأبوه هو زكريا وكان كاهنًا وجاءته البشارة بينما يكهن في قرعته ويقدم البخور في الهيكل، وكذلك أمه أليصابات من بنات هرون الكاهن (لوقا 1: 5). وعندما يبخّر الكاهن باتجاه أيقونته يقول: "السلام ليوحنا بن زكريا، السلام للكاهن ابن الكاهن".

10 - النذير: إنه نذير من البطن، وقد قيل في البشارة بميلاده: «لأنَّهُ يكونُ عظيمًا أمامَ الرَّبِّ، وخمرًا ومُسكِرًا لا يَشرَبُ، ومِنْ بَطنِ أُمِّهِ يَمتَلِئُ مِنَ الرّوحِ القُدُسِ» (لوقا 1: 15).

وكان النذر مستويات: إمّا جزء من الحياة يمارس بعدها النذير حياته بشكل طبيعي، أو نذر كامل كل حياته. ومن بين شروط النذير الكامل عدم الزواج وترك الشعر والامتناع عن الخمر والتكريس لله كل حياته، وفي العهد القديم كان يحل عليه الروح القدس من أجل مهمة ما.

مع ان خدمته كانت قصيرة لكنها كانت فعالة, وكافية لكي يقول عنه المسيح (بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ).

أمام الايقونة نخاطب انفسنا ونتسأل كيف هي حياتي؟ , لو قابلني الرب ماذا سيقول لي, هل انا امين, هل لا أحابي بالوجوه, هل أنا متواضع في حياتي.

الرب يدعونا في هذا اليوم لكي نصحح ضعفاتنا ونقوّمها لتكون منسجمة مع كلمته, وغايتنا في هذه الحياة.

(ان ذاك يزيد واني انا انقص).

سابعا أيقونة شائعة

تحمل أخطاء عقيدية

يمكننا ان نركز بشكل سريع عن بعض الاخطاء العقيدية التي توجد في بعض الأيقونات وبقصد أو بدون قصد يمكن ان نتداولها في رسائلنا علي التواصل الاجتماعي والمعايدات والتي تعتبر شديدة الخطور نظرا لما تقدمة الايقونة كعظة صامتة تخرج لنا هذه الأيقونات كتعليم خاطئ يندس بيسر الي عقولنا دون وعي.

وسنركز علي اهم الاخطاء اللاهوتية والعقيدية التي قد تشكل خطر علي نقاء ايماننا ولا سيما خلال الايقونة محل الدراسة (أيقونة العماد).

الخطأ الأول تجسيد (تصوير) أقنوم الأب:

يقتَصِر الفن القبطية الارثوذكسية التصوير المباشر على أيقونة السيد المسيح (أقنوم الابن) فقط، حيث هو وجه الله الكلمة المتجسّد في ولذلك لأنه ارتضى أن يتّخذ له جسداً حقيقياً، وبالتالي يجوز لنا رسمُهُ في الأيقونة. وفي بعض الأيقونات يتمّ التصوير رمزياً لأقنوم الروح القدس حسبما كما ظهر في أيقونة الظهور الإلهي ظاهراً بهيئة حمامة، وفي أيقونة العنصرة ظاهراً بهيئة ألسنة نارية، أو كغمامة ظّللت التلاميذ على جبل التجلّي... أما أقنوم الآب فلا يتمّ تصويره إطلاقاً في الأيقونة الأرثوذكسية، حيث أن أقنوم الابن (الكلمة) هو الذي تجسّد، أمّا الآب فلم يَظهر بشكلٍ واضح للعيان إلّا بغُموضٍ لا يسمح للفنّ الكنسيّ بتصويره، مثل تَجلّيه في معمودية المسيح بالصوت السماويّ القائل: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت" (متى 3: 17) أو كهُبوب نَسيم ريح خفيفة لإيليا النبيّ في جبل حوريب... وهذه الظهورات هي عبارة عن تجلّيات للآب بطرقٍ غير مباشرة، لأن رؤية الله هي من خلال رؤيته في الابن المتجسّد في ملء الزمان "من رآني فقد رأى الآب" (يوحنا 10: 30) كما يوضوح الإنجيل: "الله لم يره أحدٌ قطّ. الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبّر" (يوحنا 1: 18). ولذلك لما أراد الآب أن يكشف لنا عن ذاته، رأيناه في ابنه الظاهر في الجسد (1تيموثاوس 3: 16). لذلك ارثوذكسياً فان أيقونة الابن المتجسّد هي أيقونة الله.

الخطأ الثاني: تصوير الآب كشيخ بلحية بيضاء، والابن كشاب بلحية سوداء، ممّا يوحي بشكلٍ ما أو بآخر أن الآب أكبر سنّاً من الابن! وهذا خطأ لاهوتي كبير، لأن الآب والابن متساويان في الطبيعة والجوهر، وفي الأزلية وعدم الابتداء، ولم يحدث في وقتٍ من الأوقات أن الآب كان بغير الابن، ولا الابن كان بغير الآب، فالابن (اللوجوس Logos) هو عقل الله الناطق، أو نُطق الله العاقل (الكلمة الأقنومية) وعقل الله قائم في ذات الله منذ الأزل وبلا فارقٍ زمنيّ، لذلك هذه الأيقونة تتضمّن الفكر الآريوسي الهرطوقيّ بطريقةٍ ما أو بأخرى، والذي أدانته الكنيسة المقدسة في مجمع نيقية عام 325م وفنّدته عبر تعليم الآباء القديسين.

ثانيا معمودية المسيح بالرش او السكب:

نشاهد في الايقونة تأكيد لتعليم الكنيسة الكاثوليكية بان المعمودية بالرش أو بالسكب وليس بالتغطيس وعلي الرغم من ممارسة الكنيسة الاولي المعمودية بالتغطيس كمثال المسيح كلي المجد لذلك ما نجده في أيقونة العماد حسب الفن الكاثوليكي هو غير متفق تماما مع عقيدتنا الارثوذكسية.

وسنتكتفي بايضاح علي كون المعمودية بالتغطيس من خلال ماتم سرده في الفصول السابقة وما سطره لنا معلم الاجيال البابا شنودة الثالث خلال صفحات كتاب اللاهوت المقارن:

1 - واضح من الكتاب المقدس أن المعمودية كانت بالتغطيس وليس بالرش، حتى في أيام يوحنا المعمدان نفسه. فالسيد المسيح نفسه اعتمد بالتغطيس. ولذلك يقول الإنجيل: "فلما اعتمد يسوع صعد من الماء" (مت 3: 16؛ مر 1: 10). ولعله من الجميل ههنا أن كنيستنا تسمى عيد معمودية السيد المسيح بعيد الغطاس، ليتأكد هذا المعنى في أذهاننا.

2 - نفس تعبير الصعود من الماء، نقرأ عنه أيضًا في قصة الخصي الحبشي لما عمده فيلبس. يقول الكتاب فنزل كلاهما إلى الماء، فيلبس والحصى "فعمده ولما صعدا من الماء خطف روح الرب فيلبس" (أع 8: 38، 39). وهذا دليل على أن المعمودية كانت بالتغطيس ولو أنها كانت بالرش لاكتفى فيلبس بأن يرش الماء على الخصي حتى وهو في المركبة، دون الحاجة إلى أن "ينزلا كلاهما إلى الماء".

3 - كلمة معمودية Baptism معناها صبغة. ولا يمكن أن تتم الصبغة إلا بالتغطيس.

4 - المعمودية هي عملية موت مع المسيح ودفن مع المسيح. كما يقول الرسول: "فدفنا معه بالمعمودية للموت" (رو 6: 4)، "مدفونين معه بالمعمودية" (كو 2: 13) وعملية الدفن لا يمكن أن تتم إلا بالتغطيس والخروج من جرن المعمودية يشير إلى القيامة مع المسيح بعد الموت معه والدفن معه. أما الرش فلا يمكن أن يعبر عن عملية الموت والقيامة.

5 - والمعمودية ولادة ثانية. والولادة هي خروج جسم من جسم، وتظهر في المعمودية واضحة بخروج جسم الإنسان من جرن المعمودية. ولا يعبر الرش مطلقًا عن عملية الولادة.

6 - المعمودية هي غسل من الخطايا، كما قيل للقديس بولس الرسول (أع 22: 16). وكما يقول في رسالته إلى تيطس: "خلصنا بغسل الميلاد الثاني" (تى 3: 5). وعملية الغسل تحتاج إلى غمر بالماء، ويمثله التغطيس ولا يمثله الرش.

7 - وكل من ينظر إلى أبنية الكنائس القديمة يجد فيها جرنًا للمعمودية. وهذا دليل على أنها كانت تتم بالتغطيس. لأن عملية الرش لا تحتاج إلى جرن.

قائمة المراجع.

  1. الكتاب المقدس يعهديه.
  2. تفسير الكتاب المقدس للقمص تادرس يعقوب ملطي.
  3. تفسير الكتاب المقدس للقمص انطونيوس فهمي.
  4. تفسير الاناجيل للقس بيشوي فؤاد واصف.
  5. الابصلمودية المقدسة والكيهكية.
  6. كتاب صلوات التدشين.
  7. الاساس في خدمة الشماس للمهندس البير.
  8. الخولاجي المقدس وخدمة الشماس.
  9. الفن القبطي ودورة الرائد للراهب للقمص يوساب السرياني.
  10. المسيح مشتهي الاجيال من منظور ارثوذكسي لنيافة الانبا بيشوي.
  11. سلسلة تبسيط الايمان لنيافة الانبا بيشوي.
  12. المنجلية القبطية لقداسة البابا تواضروس الثاني.
  13. درس من عظة الجزءالاول لقداسة البابا تواضروس الثاني.
  14. الأيقونة في الكنائس الرسولية - سميح لوقا.
  15. الرمزية ودلالاتها في الفن القبطي - دعاء محمد بهي الدين (رسالة دكتوراه جامعة الاسكندرية).
  16. في الفن والثقافة القبطية - جودت جبرة وآخرون.
  17. الأيقونات القبطية - دكتور رءوف حبيب.
  18. مجلة ثيؤلوجيا –مجلة الكلية الاكليريكية العدد الثاني 2017.
  19. موقع الانبا تكلا https: / / st - takla. org / (أيقونة الغطاس).
  20. الرموز المسيحية لجون فيرجسون.
  21. موضوعات الصور الجدارية للباحثة ايفلين اندراوس ماجستير جامعة حلوان 2004.
  22. اللوحات المصورة لكنيسة العذراء د. أحمد عيسي مجلة كلية الاثاربقنا.
  23. المناظر الطبيعية والدينية للتصوير لقبطي جمال هرمينا رسالة دكتوراه - جامعة حلوان 2010.
  24. محاضرات عيد الغطاس الانبا بنيامين الكلية الاكليريكية ومعهد الرعاية.
  25. اصنعوا هذا لذكري نيافة الانبا رافائيل.
  26. أعظم مواليد النساء - الأستاذ حنا جاب الله أبو سيف.
  27. أيقونة الميلاد للدكتور فليمون كامل –موقع الكنوز القبطية.
  28. الميلاد البتولي والظهور الالهي للراهب القس أثناسيوس المقاري.
  29. عيد الغطاس والدروس المستفادة - الأنبا أبرآم اسقف الفيوم.
  30. عيد الغطاس والقديس المعمدان – لقداسة البابا شنودة الثالث.
  31. مجلة الكرمة - السنة الرابعة - العدد 04 - 12 - 1907.
  32. مدينة العماد - أريحا - الراهب القس يسطس الاورشليمي.
  33. الألفاظ اليونانية والسريانية القمص تادرس يعقوب ملطي.
  34. عيد الغطاس للراهب القس كاراس المحرقي.
  35. الفن القبطى المصرى فى العصر اليونانى الرومانى لبيب يعقوب.
  36. الكنائس القبطية فى مصر القديمة كنيسة السيدة العذراء المعلقة - الأستاذ نجيب محفوظ نجيب.
  37. الالفاظ السريانية في المعاجم العربية. مجلة المجمع العلمي العربي 1949.
  38. اللاهوت المقارن لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث.
  39. دراسة مقارنة في الفروق العقيدية بين الطوائف المسيحية - رفعت سوريال.
  40. الكنيسة في القربانة للدكتور فليمون كامل موقع الكنوز القبطية.

[1] تمثل الدائرة في الفن القبطي تعبر عن اللانهائية والابدية.

[2] في الترجمات السريانية.

[3] تفسيري انجيل مرقس ولوقا للقمص أنطونيوس فهمي.

[4] تفسير انجيل مرقس للقمص تادرس يعقوب ملطي.

[5] للمذيد انظر الفصل السابع.

[6] للمذيد يمكنك الرجوع لميامر القديس يوحنا ذهبي الفم للغطاس اصدار دير السريان العامر.

[7] للمذيد عن صفات والقاب يوحنا المعمدان أنظر الفصل السادس ص 52.

[8] كلمة المعمدان كلمة سريانية الاصل تعني الصابغ "الالفاظ السريانية في المعاجم العربية" صـ328.

[9] نبذه عن عيد الغطاس والقديس يوحنا المعمدان لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة.

[10] الفن والقبطي ودورة الرائد بين فنون العالم المسيحي للراهب القس يوساب السرياني ص89.

[11] كتاب الرموز المسيحية لجون فيرجسون صــ 22.

[12] سلسلة تبسيط الايمان الانبا بيشوي العلامة.

[13] كتاب الرموز المسيحية لجون فيرجسون صــ 61.

[14] رسالة دكتوراة: المناظر الطبيعية والدينية والرمزية في التصوير القبطي لجمال هرمينا 2010.

[15] كتاب أيقونة الميلاد.. الله في وسطنا للكاتب.

[16] المسيح مشتهي الاجيال رؤية ارثوذكسية) لمثلث الرحمات العالم الانبا بيشوي المطران.

[17] ارجع الي صفحة 13 من نفس الكتاب.

[18] نفس المرجع السابق.

[19] سلسة تبسيط الايمان للانبا بيشوي المطران المتنيح.

[20] تفسير القمص انطونيوس فهمي لرسالة يوحنا الاولي.

[21] للمذيد يمكنك الرجوع الي كتاب الكنيسة في القربانة للكاتب علي موقع الكنوز القبطية.

[22] بغض النظر عن الرأي السائد بأن لا يوجد دليل في تاريخ الطقس لما يسمي تعميد القربان الأ ان يعتبر تأمل رائع يؤخذ في الاعتبار.

[23] محاضرات في علم اللاهوت الطقسي القبطي: المقدمات - الأنبا بنيامين.

[24] كتاب أصنعوا هذا لذكري للانبا رافائيل.

[25] مصادر الالحان من موقع كنيسة القدديس اثناسيوس مدينة نصر وكتاب الاساس في خدمة الشماس للمهندس البير.

[26] يمكنك الرجوع لصفحة 22.

[27] يمكنك بواسطة البار كود تحميل اللحن وإستماعة.

[28] تم استعارتها من الطوبارية الأولي لعيد الغطاس في الطقس الروم الارثوذكس ضمن 12 لحن اضيف للكنيسة انذاك.

[29] كتاب عيد الغطاس للراهب القس كاراس المحرقي.

[30] المرجع السابق.

[31] حدد القديس يوحنا ذهبي الفم تعبير ثيؤفانيا علي عيد الغطاس في حين ان القديس غريغوريوس علي أعياد الميلاد والغطاس معا.

جدول المحتويات
جدول المحتويات