ثلاث كلمات – الصوم الكبير رحلة توبة 2012 – د.أنسي نجيب سوريال

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الدكتور أنسي نجيب سوريال
التصنيفات أصوام الكنيسة القبطية, الصوم الكبير المقدس, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي
آخر تحديث 22 أكتوبر 2023
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
7MB

الصوم الكبير أو الصوم الأربعيني هو أقدس أيام السنة ، و يطلقون عليه موسم التائبين أو صوم التائبين  و كان المعمدين قديماً يحضرونه في الكنيسة يتعلمون و يتتلمذون على القراءات الكنسية إلى يوم العماد

وقد إختارت الكنيسة بعناية شديدة وبإلهام الروح القدس خطاً واحداً مذهلاً لتلك القراءات التي تقود الإنسان في طريق التوبة :

١- قراءات أيام الأثنين و الثلاثاء و الأربعاء و الخميس : تركز علي معوقات طريق التوبه وعلاجها.

٢- قراءات الجمع : تعبر عن أهمية الإيمان والرغبة في طريق التوبة  واللجاجة للحصول علي النعمة المؤازرة للتوبة .

٣- قراءات السبوت : تعبر عن التحذيرات من الموت الروحي الذي تسببه الخطية .

٤- قراءات الآحاد : كلها أناجيل قيامة من الخطية ،  تبدأ بالقيامة من كنوز الأرض ( أحد الكنوز ) ثم القيامة من تجارب إبليس ( التجربة ) ثم القيامة في سن الشباب ( الابن الضال ) ثم القيامة في سن النضوج ( السامرية ) ، ثم القيامة في سن الشيخوخة ( المخلع ) ثم القيامة لمن فقد البصيره تماماً ويحتاج إلى خلقة جديدة ( الأعمى ) .

هناك خط واحد مذهل حقاً للإعداد لرحلة التوبة وكل ما يعترضها فهي قراءات هادفة و لها مغزى كبير و يربطها خط كنسي أبائي مبدع .

هذه الثلاث كلمات هي حديث و تواصل بين خدام التربية الكنسية بكنيسة مارجرجس بالمطرية عبر رسائل يومية تُقدم على صفحة الفيس بوك الخاصة بالخدام و تنتشر أيضاً على صفحى خاصة باسم ” ثلاث كلمات . تأملات أ.د / أنسي نجيب سوريال ”

نشكر كل الخدام و الخادمات الذين أسهموا في إنتاج هذه الموسوعة و خاصة أسرة مركز أبونا اندراوس الصموئيلي للكمبيوتر بالكنيسة الذي تعب فى إعدادها ، و نشكر الخدام و الخادمات الذين أثروا التأملات الكتابية بتأملات أكثر عمقاً و ترانيم و ألحان مرتبطة بالمناسبة و تطبيقات كتابية مرتبطة بالموضوع .

و بتشجيع أباء الكنيسة الأجلاء و على رأسهم القمص جورجيوس بطرس و تعضيد و مؤازرة أسقف قلوبنا نيافة الحبر الجليل الأنبا تيموثاؤس و بصلوات حضرة صاحب القداسة و الغبطة قداسة البابا تواضروس الثاني البابا المُعلم و المنَظم و صاحب الرؤية الذي علمنا أن الحب لكل من حوله و بقاء كل إنسان في موقعه دون الدخول في مصادمات .. هو أساس بناء الكنيسة و هزيمة عدو الخير .. أدام الله  لنا حياته سنين عديدة و أزمنة سلامية مديدة ..

اليوم الأول من صوم نينوى ( صوم يونان )

وصوم نينوى هو الأصح لأنه يسبق الصوم الأربعيني بأسبوعين ويأخذ نفس طقسه ويعتبر مقدمة للصوم الكبير ويأخذ نفس الفكر اللاهوتي وهو صوم جماعي لتوبة جماعية ويقع بين عيد الغطاس  (فكرة الماء للشفاء من الخطية ) ، والصوم الكبير الذي ينتهي بأحد التناصير كنهاية لطريق التوبة طوال الصوم وما يحمله يونان من رموز للمعمودية والتوبة والنجاة .

في ثلاث كلمات عن ثلاثة أسرار يحملها هذا الصوم المقدس والسر الأول هو سر الخدمة :

١- الخادم الهارب :

فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ (يون  1 :  3) ، لماذا هرب يونان من الخدمة ؟

ولماذا نهرب نحن أحياناً !!

صعوبه الخدمة : كيف يذهب لينادي بخراب المدينة ربما يقتلوه أو يسجنوه ؟!

مكان الخدمة : كيف يبشر في مدينة أممية ؟!

وقت الخدمة : هو مشغول بأمور كثيرة غير عمل الرب ، وصوت الرب ثقيل علي أذنه في هذا الوقت

( الخادم حينما تأخذه الإهتمامات والمشغولية ) ، لاحظ كلمه ” نزل ” ذُكرت ثلاث مرات

( نزل إلى يافا ، نزل إلى جوف السفينة ، نزل إلى جوف الحوت ) أحياناً ينزل الخادم ولايشعر وتصبح كلمة الله ثقيلة علي أذنه . فيهرب من الخدمة !! كبرياء الخادم : كيف يقول كلمة وقد يغيرها الله أو خادم آخر أو مخدوم !!

٢- الخادم الخائف :

أَنَا خَائِفٌ مِنَ الرَّبِّ إِلَهِ السَّمَاءِ الَّذِي صَنَعَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ» (يون  1 :  9) ، فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: ” أَيْنَ أَنْتَ؟ فَقَالَ : “سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ” ( تك 3 : 9 و 10 ) ، أحيانا يهرب الإنسان من الخدمة بسبب الخطية ظاناً أنه بهروبه سوف يُسكت ضميره ويُريح أعصابه أو يهرب من الأمانة التي وضعها الله عليه ظاناً أن هذا يقلل حسابه ، هذا الهروب أبشع خطأ يرتكبه الخادم ، وفي سفر يونان سنلاحظ أن أسهل طريق عنده أن يخلصك وينجيك من خلال الخدمة وليس خارجها . الهروب لايحل أي مشكلة بل يزيدها تعقيداً ويثير الرياح عليك ، أما البقاء في الخدمة هو حصن الأمان  هل يوجد بيننا الآن من يفكر أن يهرب من الخدمة أو يخاف من الله ويترك الخدمة تجنباً للوقوف قدامه

الخادم الصارخ :

وَصَرَخُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى إِلَهِهِ ( يون 1 : 5 ) قُمِ اصْرُخْ إِلَى إِلَهِكَ عَسَى أَنْ يَفْتَكِرَ الإِلَهُ فِينَا فَلاَ نَهْلِكَ».

( يون 1 : 6 ) فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ ( يون 1 : 14 ) صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ فَسَمِعْتَ صَوْتِي.

( يون 2 : 2 ) يَصْرُخُوا إِلَى اللَّهِ بِشِدَّةٍ (يون  3 :  8) ، بدلاً من الخوف والهروب ، الله أعطى الخادم مفتاح سر إنفتاح السماء وسر إستجابة الله وهو الصراخ ( التكلم من الله من عمق القلب ومن عمق المشكلة ومن عمق التجربة) ، الله لا يحتمل صراخ الإنسان أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ  مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَ لَيْلاً (لو  18 :  7) ، لاحظ تكرار كلمة الصراخ في هذا السفر واعلم أنها لغة حتى لغير المؤمنين تحرك أبواب السماء وتفتح في الحال الإستجابة .

اليوم الثاني من صوم نينوي

وفيه نُقدم السر الثاني وهو سر المسيح ، في ثلاث كلمات عن سر المسيح من خلال معمودية يونان في الماء وتطابقها مع موت المسيح وقيامته التي نجوزها في المعمودية أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِه فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ (رو 6 : 3 و 4).

١- سر الموت :

يونان صار في بطن الحوت كما صار المسيح في باطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ، المسيح جاز الموت وهذا هو سر المسيح الأول .. لابد أن الإنسان يجوز الموت في المعمودية ثم يجوزه في حياته من خلال الضيق «دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ فَاسْتَجَابَنِي. صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ فَسَمِعْتَ صَوْتِي (يون  2 :  2) ، ومن خلال المشاكل العنيفة جَازَتْ فَوْقِي جَمِيعُ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ (يون  2 :  3) ، ومن خلال الإكتئاب والإحباط النفسي ومن خلال اليأس قَدِ اكْتَنَفَتْنِي مِيَاهٌ إِلَى النَّفْسِ (يون  2 :  5) ومن خلال الإحساس بإنهيار الوضع الإقتصادي والأمني والإجتماعي وإحاطة التطرف حولنا َأحَاطَ بِي غَمْرٌ (يون  2 :  5) أليس هذا هو حالنا في مصر هذه الأيام  الْتَفَّ عُشْبُ الْبَحْرِ بِرَأْسِي (يون  2 :  5) ،

حالة عدم الرؤية للمستقبل مَغَالِيقُ الأَرْضِ عَلَيَّ إِلَى الأَبَدِ. (يون  2 :  6).

نحن أمام سر الموت الذي لابد وأن يجوزه كل مسيحي مثل المسيح ومثل يونان الذي نقل لنا هذه المشاعر وهو في جوف الحوت والهاوية . لابد وأن تموت حبة الخردل أولاً قبل أن تكون شجرة كبيرة تأتي إليها الطيور وتتأوى فيها .

٢- سر القيامة :

بعد الموت قيامة ، والجميل في عمل الرب معنا أنه يرينا القيامة ونحن داخل أعماق الموت كعمل رجاء ، لقد سمح ليونان أن ينطلق إلى الجلجثة ليرى مخلص العالم كله حاملاً لخطايانا ، مذبوحاً لأجل خلاصنا أَمَّا أَنَا فَبِصَوْتِ الْحَمْدِ أَذْبَحُ لَكَ وَأُوفِي بِمَا نَذَرْتُهُ. لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ» (يون  2 :  9) ، إنها تسبحة يونان للقائم من بين الأموات ، يوحنا المعمدان ركض متهللاً لما رأى ميلاده ويونان ركض متهللاً لما رأى موته وقيامته . لقد صار هذا الحوت وسط الضيق هيكلاً مقدساً يسجد فيه الإنسان القائم من الضيق والمشاكل والتجارب وَلَكِنَّنِي أَعُودُ أَنْظُرُ إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ (يون  2 :  4).

أخي .. إن بعدت عن الله بسبب أمور كثيرة ، إعلم أنه يُعد لك قيامة أكيدة وحتماً ستعود لتنظر هيكل قدسه مرة أخرى وهذا هو سر القيامة الكامن فينا منذ معموديتنا .

٣- سر الإستنارة :

المعمودية تُسمى سر الإستنارة أو قل سر رؤية الله ونحن نرى الله بسهولة جداً من خلال التجارب والضيقات ، لقد بَعَدَ يونان وعصى وخالف ولم يطع الله ، ونزل إلى جوف السفينة ونام نوماً ثقيلاً ، فكان لابد من تجربة تُعطيه إستنارة وصحوة وعودة لله مرة أخرى . تذكر معي أَنَّهُ هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ. يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ (اي  5 :  18) ، ما أجمل وما أروع عبارة وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتاً عَظِيماً لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. (يون  1 :  17) ما أروعك ربي حتي الحوت تُعده وكأنك صنعت غواصة للحماية ، تحمل وتحمي وتصون يونان ، ما هذا الحب وهذه الرأفة ، ثم انت تأمر وَأَمَرَ الرَّبُّ الْحُوتَ فَقَذَفَ يُونَانَ إِلَى الْبَرِّ (يون  2 :  10) إلى البر ليس في الماء ويمكن أن يسبح إلى البر ولكن عنايتك عناية شاملة وكاملة  ما أجمل هذه الإستنارة المحاطة بكل عناية الله ، وما أروع هذه التجارب التي نخوضها ونحن محمولين علي الأذرع الإلهية ، طوباك يا يونان بهذه التجربة التي فتحت عينك لتنظر هيكل قدسه وتسبحه ، وطوبى للتجربة التي أخرجت من قلبك أعمق وأحلى صلاة .

أنظر الصورة والمسيح في الأردن يتعمد ويشير بيديه إلى يونان محمولاً علي الحوت وهكذا ربط الفنان القبطي بين معمودية المسيح ومعمودية يونان ومعموديتنا نحن ( شمال الصورة ) . موت ، قيامة و إستنارة .

اليوم الثالث من صوم نينوى

( جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً وَ لاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ )(مت  16 :  4) وهذا هو السر الثالث ..

سر إستئناف أحكام الله في ثلاث كلمات عن حيثيات أحكام الله وحيثيات الإستئاف وحيثيات البراءة :

حيثيات الحكم :

صدر الحكم الإبتدائي من الله علي ..

+ نينوى : « بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً تَنْقَلِبُ نِينَوَى» (يون  3 :  4)…

لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي » (يون  1 :  2)

+ حكم الطوفان : وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ.فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. فَقَالَ الرَّبُّ: “أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ”.

( تك 6 : 6 و 7 )

+ حكم سدوم وعمورة : “إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ صعد الي قَدْ كَثُرَ وعملهم قَدْ عَظُمَ جِدّاً

(تك  18 :  20) إذاً حيثيات الحكم دائماً مرتبطة بالخطية والشر ونقض العهد مع الله .

٢- حيثيات الإستئناف

هل أحكام الله بالنسبة للخطية ولشر الانسان غير قابلة للإستئناف والمراجعة ؟! بالطبع قابلة والله يقبل الإستئناف .. ما هي حيثيات الإستئناف ؟!

+ إستئناف نينوى : مَدِينَةِ عَظِيمَةِ يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رَبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ!» (يون  4 :  11) سوف يؤمنون ، ويصومون ، ويلبسون مسوحاً ، ويصرخون الي الله بشدة ، ويرجعون عن طريقهم الرديئة .

+ إستئناف سدوم وعمورة : فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ ( المحامي ) وَقَالَ: “أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟. عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟. ونزل الرقم إلى عشرة .. أي أن الله قبل الحوار والإستئناف شكلاً وموضوعاً وكان على إستعداد للعودة لو وجد عشرة في المدينة .

+ إستئناف حزقيا الملك : قرر الله أن يموت حزقيا ولكن حزقيا قام بإستئناف الحكم وصلى وبكى بكاءً عظيماً و سمع قول الرب : قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ. قَدْ رَأَيْتُ دُمُوعَكَ. هَئَنَذَا أَشْفِيكَ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ تَصْعَدُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. ( 2 مل 20 : 5 )

٣- حيثيات البراءة :

أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ (يون  4 :  11) ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلَهٌ رَأُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ.( يون 4 : 2 ) ،  فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ اللَّهُ ( حزن على الإنسان وشره ) عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ.

( يون 3 : 10 ) ومع حزقيا قبل الإستئناف وزاد في عمره خمسة عشرة عاماً .

ولو وجد عشرة في سدوم لكان رجع في كلامه كما وعد إبراهيم .

هذا هو السر الذي جعل المسيح يذكر قصة يونان كأعظم آية من كل الآيات وهي آية أو سر إستئناف أحكام الله بالتوبة مهما كثر شر الإنسان أو طال ، ولا يهم طول التوبة ولكن الأهم عمقها و ًجديتها .

أحد الرفاع

الإنجيل مت 1:6-18 ، مز 10:2-11 فى ثلاث كلمات عن أساس الصوم و الحياة الروحية و الطريق الصحيح للوصول إلى القيامة من الخطية أو قُل النواحى الإيجابية للوصول للتوبة :-

1- الصدقة :

فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ .. وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ (مت  6 :  3) عنصر الخفاء يتجلى فى العبادات الثلاثة القادمة لأن الخفاء يمثل العمق فى العبادة  والعلانية تضيع الأجر و تبدد التقوى و سرية العلاقة بالله ، و تجعلها ترتد إلى حضن         فارغة بلا ثمر ، و الصدقة وضُعت قبل الصوم والصلاة لأنها تعبير وترمومتر دقيق للقلب المملوء رحمة نحو الآخرين ، و العطاء أقوى أنواع العبادة و من يعطى حتماً سوف يعرف كيف يصلي و يصوم بقلب لله و ليس كفرض .

2- الصلاة :

مفتاح السماء .. ومفتاح حل كل المشاكل المعقدة ، و أيضاً فيها عنصر الخفاء لأنها مناجاة بين الانسان والله الذى يحبه ويحب الحديث معه والإختلاء به .هناك صلوات تخرج من قلب تائب باكي طالب رحمة الله و قوته التى للتوبة والقيامة تَوِّبْنِي فَأَتُوبَ لأَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ إِلَهِي (ار  31 :  18) شعار ردده من أول يوم إلى أخر يوم فى الصوم الكبير لأننا فى مستهل موسم التائبين ، و ثق أنه منتظر عودتك و منتظر توبتك و منتظر أن تدخل هذا الصوم و تخرج منه تائباً .

3- الصوم :

الصوم والصلاة عملان من أعمال الجهد البشرى الذى تزكيه النعمة ليثمر ثمراً روحياً ، و يأتيان دائماً معاً ونصلى بهم طوال قداسات  الصوم الكبير ، فهما لحن و إنشودة الصوم . ويعبران عن قوتهما معاً أمام السجون و الجب و النار و تسببوا فى حدوث معجزات كثيرة .هو عمل الملائكة الذين يعيشون بلا طعام .هو عمل الروح لترفع  الجسد و لإبطال قوة الشهوات والغرائز الجامحة . ولتُعَود النفس أن تقول للجسد لا فى مواقع كثيرة . وأيضاً عنصر الخفاء أساسى لتدخل فى صلة سرية مع الله .

اليوم الأول من الإسبوع الأول من الصوم الأربعيني

إسبوع الإستعداد

الإنجيل مر 33:9-50 ، مز 26 :22 ، بدء الصوم الكبير و كما قلنا فى المقدمة نحن فى رحلة توبة ..

فى ثلاث كلمات عن معوقات الطريق و تتمثل فى الحواس التى قد تكون السبب فى ضياع أى انسان .

1- عثرة اليد :

وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ يَدَانِ وَتَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ إِلَى النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ (مر  9 :  43) هذا القانون الصعب هو قانون الملكوت و هو منهج نُسك عالى يبين فداحة الثمن المدفوع فى سبيل الوصول للطهارة ، و المقصود هنا أن تمنع اليد أو أن تقطع الشر عنها وأن لا تمتد إلى أي عمل حرام أياً كان نوعه سواء سرقة أو إختلاس أو تزوير أو نجاسة أو غش أو إيذاء بالضرب فإن ضبط اليد يحتاج إلى قوة ضبط فى الإرادة و القلب و النية .

2- عثرة الرجل :

وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ رِجْلاَنِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ فِي النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ (مر  9 :  45) الرجلين تُعبر عن الإرادة و المشيئة في الإنسان ، فهي التي تقود الإنسان إلى حيث يشاء  . و لذلك في سر الميرون يتم دهن اليدين و الرجلين لأجل تقديسهما لكي يسيرا في طريق الرب . قطع الرجل شئ صعب و هو تعبير عن قطع الشر و المشيئة في الإنسان لأن الإرادة هي التي تقف في طريقه على الأرض لذلك يجب قطع الإرادة التي تمثلها الرجلين لكي تصير الإرادة و المشيئة لله وحده.

3- عثرة العين :

وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ النَّارِ (مر  9 :  47) عثرة العين هي المدخل لكل الإنسان ، لذلك قيل عن العين أنها سراج الجسد كله و قد طبقه بعض الأباء حرفياً و هذا هو المنهج النسكي الذي يقترحه المسيح أن نسلكه بالإرادة لكي ننجو من نار جهنك و دودها .. هي نار الندم الذي يحرق الضمير ، و أما الدود فهو الإحساس بالخسارة التي تلاحق الضمير و النفس .

اليوم الثاني من الإسبوع الأول من الصوم الأربعيني

إسبوع الإستعداد

الإنجيل (لو 41:12-50)   مز (16:25-17) ، فى ثلاث كلمات عن معوقات الطريق وعلاجها

1- تسويف العمر :

من أخطر الأمور التى تعطل الطريق هو التأجيل وأن السيد سوف يبطىء ولن يجىء الأن .وهذه أخطر آفة  تطارد حياة الإنسان و هناك شيطان خاص يسمى (شيطان التأجيل ) تماماً مثلما حدث مع أغريباس الملك مع بولس .تحرك قلبه نحو المسيح و لكن سرعان ما قال «أَمَّا الآنَ فَاذْهَبْ وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ» (اع  24 :  25) إن التأجيل والتسويف يقسيان القلب مع الوقت و يجد الإنسان نفسه أمام نهاية لا يتوقعها .

2- القسوة مع الأخرين :

فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْغِلْمَانَ وَالْجَوَارِيَ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَرُ (لو  12 :  45).الإنسان فى قوته سواء الجسدية أو المالية أو الأجتماعية أحياناً يقسو على الآخر دون رحمة و يتعامل مع الناس بكل قسوة و كبرياء ويرى المحتاج والمعوز فلا ينظر إليه بل ربما يهينه أو يضربه و ربما يحدث هذا مع أهل بيته ، زوجته وأولاده وحتى لو أصيب هؤلاء بالجوع أو الإكتئاب فهو لا يبالي و يستمر فى منهج عدم إستعمال الرحمة وهذا يعوق طريق السائر في طريق الله لأن الرحمة ضد مشيئة وإرادة الله .

3- تعظم المعيشة :

يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَرُ (لو  12 :  45) يقضي عمره فى معيشة باهظة ومسرفة و يهتم بالأكل والشرب والمشتهيات والسكر . هو إنسان كما قال الكتاب إِلَهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ (في  3 :  19) طعم الحياة عنده الملذات الأرضية ولا يفكر فى الأبدية و لا يفكر فى غذاء الروح .ويقضي عمره فى غذاء الجسد وملذات الجسد .الإهتمامات الأرضية أيضاً مُعطل فى الطريق إلى الله خاصة إذا تعود الإنسان عليها .

اليوم الثالث من الإسبوع الأول من الصوم الأربعيني

إسبوع الإستعداد

الإنجيل (لو 35:6-38) ، (مز 25:20 ) ، فى ثلاث كلمات عن معوقات الطريق إلى الملكوت  وعلاجها ..

1- كراهية الأعداء :

أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ (مت  5 :  44) من معوقات الطريق إلى الله الإنشغال بكراهية الأعداء و كيف ننتقم منهم ؟! وكيف نرد حقنا وكرامتنا ؟ .لذلك قال مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً (لو  6 :  29) كمثال لعدم تعطيل الإنسان بالخصومة التى تقود إلى القاضى والسجن .. و الأعداء أقوى طريقة لعلاجهم بل هزيمتهم هى الحب أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. (مت  5 :  44)  والكتاب يؤكد أن من يذهب لمصالحة أخيه الذى أخطا فيه يُلقي على رأسه جمر نار و العدو بالحب يتلقى ضربة قاضية  وإن لم تكسبه فسوف تحيده وهذا يكفى أنه لن يصير عدواً بعد الان يضرك .

2- الإدانة :

وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا (لو  6 :  37) و تأتي في اليونانية بمعنى ( تحكم أو تتهم إتهاما ) وهى أيضاً تدخل فى وصية عدم معاملة المخطىء إلي بنفس الكيل وسوف يتولى الله القضاء والمحاسبة ولست أنت  لئلا تقع فى يد الله ويحاسبك  بنفس الإسلوب و يقضى عليك بنفس الطريقة ….الإدانة تحمل عين غير غافرة و غير بسيطة و تحاسب الناس بكل دقة و تهاجمهم وتلومهم و أحياناً بلا إحساس بالرحمة أو وضع الإنسان نفسه على نفس المستوى.

3- الشُحّ :

أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ» (لو  6 :  38) معوق فى الطريق هو الشُحّ أو البخل أو عدم التقدمة خاصة لله . الله يريد أن  يكون الإنسان سخياً معه الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ ( بسخاء) يُحِبُّهُ اللهُ (2كو  9 :  7) و الشخص الذى يعطى فى الحقيقة هة يأخذ ولا يعطي لأنه مقابل العطاء سوف يُعطى كيلاً ملبداً مهزوزاً فائضاً أى اضعاف ما قدم . العلاج هو فى العطاء وبسخاء لأن العطاء صفة الله التى يريد أن تكون موجودة فى أولاده .

اليوم الرابع من الإسبوع الأول من الصوم الأربعيني

إسبوع الإستعداد

الإنجيل ( مز 118 : 14 و 18 ) ، (مر 21:4 -29 ) فى ثلاث كلمات عن معوقات الطريق والعلاج ..

1- الأذان  الرافضة :

أول معوق للطريق هى الأذن التى ترفض الكلمة و قد وردت فى أول الأصحاح فى مثل الزارع  وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ فَجَاءَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ (مر  4 :  4) و فسرها المسيح بأن اَلزَّارِعُ يَزْرَعُ الْكَلِمَةَ. وَهَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ: حَيْثُ تُزْرَعُ الْكَلِمَةُ َحِينَمَا يَسْمَعُونَ يَأْتِي الشَّيْطَانُ لِلْوَقْتِ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ الْمَزْرُوعَةَ فِي قُلُوبِهِمْ. ( مر 4 : 14 و 15 ) هى أذان ليس لديها إستعداد للسمع  فيستغل الشيطان هذا وبسرعة يخطف الكلمة . الأذان الرافضة هى أصحاب القلوب الحجرية  القاسية التي ترفض الكلمة و لا تتأثر بها و كأنها وقعت على أرض  محجرة أى ليس لها أصل فجف أو سقط بين الشوك فطلع الشوك و خنقه .. هذه أذان غير قابلة للسمع.

2- الأذان السامعة :

إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!» (مر  4 :  23) الأذان السامعة هى الأرض الجيدة يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ يَقْبَلُونَهَا لِلْوَقْتِ بِفَرَحٍ (مر  4 :  16) السماع يساوى القبول بقلب منفتح وطاعة كاملة . مجرد أن ينفتح الإنسان على الملكوت سواء بالسمع أو القراءة أو الإصغاء الداخلي لصوت النعمة نجد أن تيارات المعرفة الجديدة تسري فى قلب الإنسان وفكره بصورة فائقة .إذاً المفتاح هو قوة السمع الروحى الباطنى و قوة الطاعة والإستجابة لما نسمع .

3- الأذان النامية :

وَقَالَ لَهُمُ: «إنْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ ، لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ» (مر  4 :  25), وَيُثْمِرُونَ وَاحِدٌ ثَلاَثِينَ وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ مِئَةً » (مر  4 :  20) إنظروا ما تسمعون أي إفحص ما تسمع ، ومعناها إنتبهوا و إحترسوا أي تفحصوا بإهتمام ما تسمعون و بقدر إهتمامكم فى السماع سيكون لكم بنفس القدر وبزيادة الإنتفاع الذى ستنتفعونه منه .إذاً هناك نمو للآذان فى السماع و المعرفة و بقدر تسليم الآذان لله بقدر ما يأخد الإنسان بقدر ما يُعطَىَ ثلاثين وستين و مائة . النمو فى السماع يساوي نمو فى المعرفة .

اليوم الخامس من الإسبوع الأول من الصوم الأربعيني

إسبوع الإستعداد

الإنجيل (لو 1:11-10) ، (مز 5:13-6)  فى ثلاث كلمات عن الإيمان فى قصة صديق نصف الليل ..

1- صديق نصف الليل :

هو  أ نا و أنت و كل إنسان ضاع منه العمر و الوقت والصحة و الإمكانية فى الخلاص أوالتوبة ، هو كل إنسان ترك بيته بلا خزين أو زيت . فيذهب إلى الرب متأخراً فى الهزيع الرابع مع أصحاب الساعة الحادية عشر يطلب قرضاً أو مؤونة من سيده . هو كل إنسان يطلب أو يفوق فى نهاية عمره طالباً الرب . فهل السيد يقوم أو يعطي أجرا للمتأخر ؟؟

2- الآب فى الملكوت :

مِنْ أَجْلِ لَجَاجَتِهِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ قَدْرَ مَا يَحْتَاجُ (لو  11 :  8) الصديق الآخر هو الآب و أولاده معه فى الملكوت و أغلق الباب مع أولاده الذين جاءوا مبكراً إليه .وهو يقول له لا تزعجنى لكى يتعرف على نيته هل هو جاء متأخراً و مصمماً أم جاء متأخراً و ليس لديه تصميم على التوبة أو العودة فى نهاية العمر . مِنْ أَجْلِ لَجَاجَتِهِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ الإنسان لا يحتمل أن ابنه لو جاء فى اى وقت يقرع و لا يفتح له .

3- يقينية الإستجابة :

اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ (لو  11 :  9) هنا نقف أمام إستجابة لا رجعة فيها مجرد السؤال أو الطلب أو القرع هو يفتح فى الحال و يعطى دون مراجعة و دون عتاب على التأخير و دون لوم على كل ما فعل الإنسان . ثق يا أخى فى إستجابته و لا تظن أبداً أنه قد لا يستجيب أو لا يقوم أو لا يقبل و هو فاتح أحضانه و أبوابه لأخر لحظة فى حياتك .

اليوم السادس من الإسبوع الأول من الصوم الأربعيني

إسبوع الإستعداد

الإنجيل (مت 38 :5-48) ، (مز 1:5-2) فى ثلاث كلمات عن التحذير من الموت و تأمين الطريق ..

1- الأعداء من البشر :

أعداء الطريق أو أعداء الإنسان . هم كل من ضربك على خدك الأيمن اى أهان كرامتك أمام الجميع . أو كل من يريد أن يخاصمك و يأخذ ثوبك أي يفتري عليك و يغتصب حقوقك أو يشغلك فى السخرة أي التعب بلا مقابل مادى .هؤلاء عينات من البشر موجودة خاصة فى هذه الأيام و هؤلاء لو تفرغنا للرد عليهم أو أخذ حقنا منهم لضاع الطريق و ضاع العمر فى سبيل رد الكرامة أو الحقوق .

2- الأعداء من الشياطين :

هؤلاء بالملايين ليس لهم عمل إلا الإيقاع بالإنسان و الشكوى أمام الله على الإنسان و دفع الآخرين لإضطهادنا و ظلمنا و الإفتراء علينا ، و نحن لابد لنا من الحذر من الشياطين و إلا متنا  لأن إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ (1بط  5 :  8) الشيطان فى حالة عداء مع الإنسان و هو يطرح كثيرين جرحى و كل قتلاه أقوياء . وهو دائماً يطلب أن يغربلنا كالحنطة لكن الرب يطلب من اجلنا أمامه لكى لا يفنى إيماننا .

3- تأمين الطريق :

أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ (مت  5 :  44) الطريق شاق ولابد من تأمينه من الأعداء من البشر ومن الشياطين و التأمين يكون بالمحبة و البركة والإحسان للأعداء أي أن العمل الإيجابى كفيل بتأمين الطريق و منع الاعداء من الإقتراب لنا و الشياطين لا تطيق المحبة والإحسان بل تريد عين بعين وسن بسن .

الأحد الأول من الصوم الأربعيني – أحد الكنوز

الإنجيل (مت 19:9-33) ، (مز 31 : 1 ، 3 ) فى ثلاث كلمات من خلال الأيام التى نعيشها و كلمة الثورة التى عشناها فى أعقاب ثورة يناير 2011 ..

1- قائد الثورة :

العين .الإنسان يحتاج فى أيام الصوم و رحلة التوبة أن يبدأ بثورة على النفس و الجسد يقودها قائد يعرف الطريق و هو العين سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً

(لو  11 :  34) العين البسيطة هي التي تنظر إلى الأمور بنور كلمة الله  سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي (مز  119 :  105) و العين الشريرة تنظر إلى العالم بحكمة الناس ، مثل عين حواء على الشجرة و عين لوط على أرض سدوم و عمورة أنها تفيض لبناً و عسلاً ( شهوة الارض و بريق الأثمار ) .. هي النظرة الإيمانية للأمور مثلما فتح الرب عيني جيحزي .. هي العين المحبة التي لا تفرح بالإثم .. العين البسيطة ترى المستقبل في يد الله .

2- الرئيس الذي لابد و أن يرحل و هو المال :

«لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ (مت  6 :  24) المال سيد و له سلطان .. السلطة و المال عقبتان عبر عليهما زكا لكي يقابل المسيح مَحَبَّةَ الْمَالِ اصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي اذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا انْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ (1تي  6 :  10) المال سبب حزن الشاب الغني مضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ (مت  19 :  22) حب القنية و الممتلكات أساس خراب حياة الإنسان و دمار الشعوب .. إزهد في المال و فيما عند الناس يحبك الناس و يحبك حتى الأعداء .

3- من هو الرئيس الذي نتمناه و هو أبوكم السماوي :

لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟ (مت  6 :  25) الرئيس الذي أتمناه يوفر لي الحياة و لا يجعلني معوزاً لأي شئ اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ (مز  23 :  1) هو يجعلني أحيا بلا هم ، هو يسمع و يستجيب لكل طلباتي اطْلُبُوا تَجِدُوا. اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ (مت  7 :  7) ، هو يدافع عني وأنا أصمت ، هو ضامن لي حياة أبدية في السماء و خيرات كثيرة على الأرض .

اليوم الأول من الإسبوع الثاني من الصوم الأربعيني

الإنجيل ( لو 18 : 1 – 8 ) ، ( مز 29 : 1 و 2 ) مثل قاضي الظلم في ثلاث كلمات عن معوقات الطريق إلى التوبة أو معوقات التوبة ..

1- الظلم :

الإنسان في حياته يُظلم كثيراً و قد يكون الظلم من القاضي الذي من المفروض أن يُعطي للمظلومين حقوقهم ، أو يُظلم من أقرب الناس إليه ، أو يُقدم حباً فيجد غدراً ، أو يساء إلى سمعته أو إلى شرفه و أمانته .. فيجد نفسه مظلوماً وأحياناً من داخل الكنيسة و هذا يجعله قد يهرب أو يترك طريق الملكوت .

2- الخصم :

هناك كثيرين قد يصيروا خصوماً لنا ، و ندخل في معركة معهم .. مثل الذي يسلب حقك أو يأخذ مسكنك أو أموالك أو ينصب عليك ، أو يطردك من الوظيفة بلا سبب و تدخل ساحات القضاء و تقضي عمراً قد يضيع سدى ، و هناك خصم قد يدعي عليك بما ليس فيك و ربما يلفق لك تهماً .. و هؤلاء الخصوم يعطلونك عن التوبة و يقفون كعازل بينك و بين الله .. و أنت تذهب إلى القاضي و قد لا يُنصفك .

3- القاضي :

إن كان القاضي الظالم المرتشي قد إستجاب باللجاجة .. فما بالك بالقاضي السماوي .. إنه سوف يُنصفك و يجعلك تحتمل الظلم و السلب وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِياً (عب  10 :  34) ، اللجاجة و الصلاة الدائمة هي سبيلك إلى القاضي السماوي و سوف تجده يُنصفك ، ليس شرطاً على الأرض و لكن سوف يعطيك سلاماً يفوق كل عقل و سوف تشعر بالراحة و الإنتصار الداخلي و هذا أغلى و أعمق من النصر الخارجي على الخصم أو في ساحات القضاء .

اليوم الثاني من الإسبوع الثاني من الصوم الأربعيني

الإنجيل ( مر 10 : 17 – 22 ) ، ( مز 41 : 1 ) مثل الشاب الغني عن المال كأحد معطلات أو معوقات الطريق و الكنيسة هنا تقدم إنجيل الشاب الغني كمنهج للصوم ..

1- الصوم و الترك :

أول خطوات الصوم هي الترك لأن المقتنيات هي معوق أساسي في طريق التوبة . ابراهيم أب الأباء َخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي (عب  11 :  8) و الأباء الرسل كلهم باعوا كل شئ و تبعوه .. و المسيح يضع ترك العلاقات الجسدية ( أب ، أم ، أبناء ، أخوة ، زوجة ) و الممتلكات ( الحقول ) شرط أساسي للعلاقة معه . و كما قال معلمنا بولس الرسول خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ (في  3 :  8). لا يوجد صوم مقبول بدون ترك ، و يبدأ بترك الخطية المحببة لك و هنا يعرف الله صدق صومك و صدق نيتك في السير معه .

2- الصوم و الإرادة :

إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا» (مت  19 :  17) «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي» (مت  19 :  21) الإرادة في الصوم أساسية للسير مع الله . الله لا يجبر أحد على السير وراءه ، و لا يجبر أحد على حمل صليبه لأنه حمل إختياري لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي (رو  7 :  18) كما يقول معلمنا بولس . الصوم هو إختبار للإرادة أن تقول للجسد لا ، و للنفس لا .. إذا تعودت من خلال الصوم أن تقول لجسدك لا و لحواسك لا ، سوف تكون إجتزت أول إختبار لتقوية الإرادة الذي هو من أهداف الصوم .

3- الصوم و العطاء :

اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ (مر  10 :  21) المسيح ربط الترك بالعطاء للفقراء أي أن الترك مربوط بالرحمة طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ

(مت  5 :  7). الرحمة تقترن بها الرأفة و الشفقة و اللطف و إتساع القلب مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ (ام  19 :  17). المال لا يعطي طمأنينة للإنسان و لا يضمن له أي شئ في الحياة و لا يعطيه الصحة أو السعادة .. و لكن العطاء و خاصة للفقراء يعطي سعادة و كنز في السماء لا يفنى ، لذلك تصلي الكنيسة طوال قداسات الصوم طوبى للرحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم و المسيح يرحمهم في يوم الدين و يحل بروح قدسه فيهم .

اليوم الثالث من الإسبوع الثاني من الصوم الأربعيني

 

إنجيل إشباع الجموع ( مت 5 : 17 – 24 ) و ( مزمور١٧ : ١ ) في ثلاث كلمات ..

١- الجوع :

ليس إلى الطعام ولكن إلى الخلاص ، الفرح ، القوة ، إلى الله «اَلرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي، (2صم  22 :  2)

٢- الإيمان ببركة الله :

وأن لقمة العيش تخضع لكلمة الله بَرَكَةُ الرَّبِّ هِيَ تُغْنِي وَلاَ يَزِيدُ الرَّبُّ مَعَهَا تَعَباً (ام  10 :  22)

٣- إجمعوا الكسر :

لا نستهين بالكسر.. أقل الأشياء قد تكون سبب بركة كبيرة .

اليوم الرابع من الاسبوع الثاني من الصوم الأربعيني

الإنجيل ( مت: ١٩ : ١٦- ٣٠ ) ، ( المزمور ٤٨ : ١٠- ١١  ) في ثلاث كلمات:

١- الوصية :

المحك العملي هو الحياة بوصايا اللوح الأول وهي «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ » (لو  10 :  27) وهذا هو الطريق السهل إلى تنفيذ كل الوصايــا ( لذلك لم يسأله المسيح عن وصايا اللوح الاول )

٢- العوز:

قبل هذا اللقاء مت:١٩ : ١٣- ١٥ تحدث عن العوز إلى قامة الطفولة لأن أعمال الطفولة هي الطريق إلى ملكوت السموات لذلك وُلد المسيح طفلاً .

٣- السماء :

لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاًمَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ (مت  6 :  33) المزمور يَمِينُكَ مَلآنَةٌ بِرّاً. يَفْرَحُ جَبَلُ صِهْيَوْنَ تَبْتَهِجُ بَنَاتُ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ أَحْكَامِكَ.  كنز السماء هو أعمالك وصلواتك وأصوامك .

اليوم الخامس من الاسبوع الثاني من الصوم الأربعيني

الإنجيل ( لو: ٣٩ – ٤٩ ) ، ( مزمور ٢٩ – ١٠ – ١١ ) ، في ثلاث كلمات عن الإيمان واليقين (كل الجُمع تتحدث عن الإيمان )

١- اليقين أن الله سوف يعطيني أثماراً جيدة في حياتي لأنه هـو الذي وضع البذرة .

٢- اليقين أن الله سوف يخرج صلاح من قلبي لأنه هو يملك علي قلبي .

٣- اليقين أن الله سوف لا يجعلني أتزعزع لأنه هـو الذي بنى بيتي علي الصخر في المعمودية . المزمور كله يتحدث عن المياه والطوفان .. ما أعظم كنيستنا حينما تربط بين الإنجيل والمزمور .

اليوم السادس من الاسبوع الثاني من الصوم الأربعيني

الإنجيل ( مت:٧ : ١٣ : ٢١ ) ، ( مز ١١٨ : ١٩ – ٢٠ ) ، كل السبوت (تتحدث عن يوم سقوط البشرية ) وتقدم الكنيسة تحذيرات من عودة السقوط وتأمين الطريق .في ثلاث كلمات ..

١- الباب الضيق :

الجهاد ، التغصب ، الألم

٢- الباب الواسع :

الخطية ، رغبات الإنسان ( شهوة الجسد ، تعظم المعيشة ، صحبة الشيطان )

٣- باب البر :

(المزمور) باب الصديقون يدخلون فيه ، باب القداسة والذين يعيشون مع الله ويحمدون الله علي كل شئ .

الأحد الثاني من الصوم الأربعيني – أحد التجربة

الإنجيل ( مت: ٤- ١ -١١ ) ، ( مزمور ٢٧ : ٨- ٩  ) ، أحد التجربة في ثلاث كلمات ..

كل الآحاد( موت وقيامة) ( مع الشيطان موت ومع المسيح قيامة .الإنتصار علي الشيطان بالكتاب (مَكْتُوبٌ) يقول القديس أنطونيوس  ” ليكون لك شاهداً كتابياً ترد به علي الشيطان “.

١- تجارب الجسد :

القيامة منها بكلمة الله المأكولة (الإفخارستيا) وكلمة الله المقرؤة ( الكتاب المقدس)

٢- تجارب النفس :

الذات والعظمة والمجد .. والقيامة منها أن لا تحاول أن تجرب الله من جهة أخذ مجده ولا تطلب علامات أو رؤى لأنه : فمن انت ؟!

٣- تجارب الروح :

الروح تسجد وتعطي الشيطان أن يملك عليها نظير بعض العطايا الخادعة والزائلة ، والقيامة منها قوة أعطيت لكل البشرية وعبارة قالها المسيح لنا (إذْهَبْ يَا شَيْطَانُ!) قلها دائماً فهي قوة بالمسيح أصبحت ملكاً لك و صك أُعطي لك لكي تغلب به .

اليوم الأول من الاسبوع الثالث من الصوم الأربعيني

الإنجيل ( لو: ١١: ٣٣- ٣٦ ) ، ( مزمور ٣١ : ٢-٣ ) ،

الأيام ( تتحدث عن عقبات الطريق إلى الملكوت والعلاج ) في ثلاث كلمات ..

١- العين الشريرة :

تري كل شئ مظلم حتي لو كان منير.

٢- العين البسيطة :

تري كل شئ طاهر وتري كل شئ ببساطة ولا تعقد الأمور .

٣- المسيح نور العالم :

الرب ينير العينين بالتوبة والإعتراف طُوبَى لِرَجُلٍ لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ

(مز  32 :  2)

اليوم الثاني من الاسبوع الثالث من الصوم الأربعيني

الإنجيل ( يو: ٨: ٣١- ٣٩ ) ، ( مزمور ٣٢: ٢-٣ ) ، في ثلاث كلمات ..

١- الخطية

عبودية كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ (يو  8 :  34) .. أيهما أكثر قوة شمشون بعد السقوط أم يوسف الهارب من الخطية ؟!

٢- الحق

حرية فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً(يو  8 :  36)..أيهما أكثر حرية يوحنا المعمدان المسجون أم هيرودس الملك ؟!

٣- الحق

أن نثبت في كلامه . وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ (مز  19 :  8)

اليوم الثالث من الاسبوع الثالث من الصوم الأربعيني

الإنجيل ( لو : ٤: ١- ١٣ ) ، ( مزمور ٢٧: ٧-٨ )، في ثلاث كلمات عن التجارب ..

١- التجربة :

للممتلئ والصائم . يقول ابن سيراخ يا بني ان اقبلت لخدمة الرب الاله فاثبت على البر و التقوى و اعدد نفسك للتجربة (سيراخ  2 :  1) الشيطان يحارب الأقوياء.

٢- للابن المحبوب :

لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ وَكَأَبٍ بِابْنٍ يُسَرُّ بِهِ (ام  3 :  12). إن إحتملتم التجربة .. فأنتم بنون .

٣- بالعصا والعكاز :

عَصَاكَ ( التجربة ) وَعُكَّازُكَ ( المَنفَذ) هُمَا يُعَزِّيَانِنِي (مز  23 :  4). لأَنَّهُ هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ. يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ (اي  5 :  18) . لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي. لاَ تُخَيِّبْ بِسَخَطٍ عَبْدَكَ. قَدْ كُنْتَ عَوْنِي فَلاَ تَرْفُضْنِي وَلاَ تَتْرُكْنِي يَا إِلَهَ خَلاَصِي (مز  27 :  9)

اليوم الرابع من الاسبوع الثالث من الصوم الأربعيني

الإنجيل ( يو: ١٢ : ٤٤ – ٥٠ ) ، ( مزمور : ٩: ٧- ٨ ) ، كل الأيام ( من الأثنين إلى الخميس تتحدث عن الطريق إلى الملكوت والمعوقات ) في ثلاث كلمات ..

١- الذي يؤمن بي :

الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى (عب  11 :  1) ، اذا عاش الانسان بهذا لايمكث في ظلمة اليأس أو المشاكل أو الحزن أو الخطية .

٢- الذي يراني :

البصيرة الروحية الداخلية التي ترى يد الله وعمله في كل ما تمتد إليه يديه ، ترى نور العالم وهو ينير عقل وقلب الإنسان .

٣- الذي يسمع كلامه :

لا يرذله ولا يدينه ، وكلامه هو وصيته . إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ (رو  8 :  1)

اليوم الخامس من الاسبوع الثالث من الصوم الأربعيني

الإنجيل ( لو: ١١ : ١٤ – ٢٦ ) ، ( المزمور ١٦ : ١- ٢ ) جميع الجمع تتحدث عن الإيمان . الأيام تتحدث عن الأعمال أي جناحي الخلاص . في ثلاث كلمات ..

١-  شيطان أخرس:

الإنسان الساكت عن الحق مع نفسه ومع الآخرين شيطان أخرس . الإنسان الذي يعيش حياته بدون كلمة الله علي شفتيه شيطان أخرس .

٢-  بيت مكنوس:

الإنسان الذي يحيا بلا صلاة أو صوم أوصدقة أو عبادة هو بيت مكنوس ومزين لدخول الشيطان  .

3- أصبع الله:

الإيمان واليقين أنه مهما طال زمان الشيطان فأن أصبع الله سوف تدخل لطرد كل الشياطين لأن ملكوت الله قد أتى إلينا ، والشيطان لا يقدر أن يجول في أماكن بها ماء ( معمودية ) .

اليوم السادس من الاسبوع الثالث من الصوم الأربعيني

الإنجيل ( مت: ١٨ : ٢٣- ٣٥ ) ، ( مزمور ٢٧: ٧-٨ ) ،  (السبت هو يوم سقوط البشرية ) الكنيسة تقدم لنا تحذير من عودة السقوط والطرد من الملكوت في ثلاث كلمات ..

١-  الدين الكبير:

كل واحد منا إرتكب في حق الله عشرة آلاف خطية و أكثر ولا يوجد عندنا ما يُوفي هذا الدين .

٢-  السيد الرحيم :

دائماً أبداً يتحنن ويترك كل الدين .

٣-  العبد الشرير :

أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟ (مت  18 :  33). الرحمة هي الطريق السهل والمضمون لدخول ملكوت السموات . طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ (مت  5 :  7)

الأحد الثالث من الصوم الاربعينى – الابن الشاطر

الانجيل ( لو ١٥ : ١١ – ٣٢ ) ، ( المزمور ٧٩ : ٨-٩ ) ، كل الآحاد الخطية موت ، والتوبة قيامة في ثلاث كلمات ..

١- الابن الضال :

قصة كل إنسان يسعى إلى الحرية والبحث عن السعادة بعيداً عن حضن الآب ، عن مصدر النور والحنان ، النتيجة أنه بدأ يحتاج وحدث جـــوع شديد إلى الحب والحنان والسعادة الحقيقية ( موت )

2- الابن الشاطر:

لماذا سُمي شاطر ؟! لأنه رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ (لو  15 :  17) ، ثم أخذ قراراً فورياً ، أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي (لو  15 :  18) إعتراف وتوبة وقيامة .

٣- الأب المنتظر :

الأب الحنون إِذْ كَانَ ( ابنه ) لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ.( لو 15 : 20 ) مجرد خطوة من الانسان والرب يكمل الباقي . وإحتضنه رغم قذارة ملابسه ورائحته وألبسه الحلة الجديدة ( المعمودية)، والخاتم (الميرون)، والعجل المثمن (الإفخارستيا ) . لِتَتَقَدَّمْنَا مَرَاحِمُكَ سَرِيعاً لأَنَّنَا قَدْ تَذَلَّلْنَا جِدّاً (مز  79 :  8)