تحليل نقدي للرد على بحث القمص يوحنا نصيف – في ضبط التقويم القبطي وتعديل موعد الإحتفال بعيد الميلاد – دكتور فادي نبيه كامل

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الدكتور فادي نبيه كامل
التصنيفات التقويم القبطي وحساب الأبقطي, الدراسات الطقسية, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي, عيد الميلاد المجيد
آخر تحديث 24 مارس 2024
تقييم الكتاب 5 من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
3MB

تحليل نقدي للرد على بحث القمص يوحنا نصيففي "ضبط التقويم القبطي وتعديل موعد الاحتفال بعيد الميلاد" (النسخة الثانية المعدلة).

✝ يود هنا أن يقدم خادم من خدام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رداً على بحث أبينا القمص يوحنا نصيف في ضبط التقويم القبطي وتعديل موعد الإحتفال بعيد الميلاد بطريقة التحليل النقدي (critical appraisal) على غرار مقالة كتبت بواسطة أبينا چون رمزي باللغة الإنكليزية سوف يُلحقها المحلل (إشارةً للخادم كاتب هذا الرد فيما يلي) في آخر هذا الرد.

دافِع المحلل لكتابة هذا الرد هو ما لاحظه من عدم دقة عرض بعض النقاط العلمية إضافةً لإمتلاء بحث أبينا القمص بآراء شخصية لا تُعَدُّ في كونها حقائق علمية أو عملية. فضلاً لاحظ إستخدام المحلل لخط عادي (بجانب إستعمال شكل الصليب "✝") في ردوده على النقاط المطروحة من قِبَل أبينا القمص في فقرات تلي الفقرات المحتوية على مناقشة أبينا القمص، والتي حدَّدَها بخطٍّ عريضٍ.

ضبط التقويم القبطي وتعديل موعد الاحتفال بعيد الميلاد بحث للقمص / يوحنا نصيف.

ﺃﻋﻭﺩ ﺃﻳﺿًﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﺃﻧﺷﺭ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺣﻭﻝ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻧﺷﺭﺗﻪ ﻣﻧﺫ ﺛﻼﺙ ﺳﻧﻭﺍﺕ ﺑﺎﻟﺿّﺑﻁ، ﺑﻌﺩ ﺃﻥ ﻗﻣﺕ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﺑﺗﻧﻘﻳﺢ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻌﺑﺎﺭﺍﺕ ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﺗﻭﺿﻳﺣﺎﺕ ﻫﺎﻣّﺔ ﻟﺷﺭﺡ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ ﻭﺗﺳﻬﻳﻝ ﺍﻟﻔﻬﻡ.. ﺃﺻﻠﻲ ﻟﻛﻲ ﻳﺳﺗﺧﺩﻣﻪ ﷲ ﻧﻭﺭًﺍ ﻭﺳﻼﻣًﺎ ﻭﺑﻧﻳﺎﻧًﺎ ﻟﻠﻛﻧﻳﺳﺔ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ ﺍﻷﺭﺛﻭﺫﻛﺳﻳّﺔ، ﻭﻟﻛﻝّ ﺃﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ﻣﻥ ﺃﻗﺎﺻﻲ ﺍﻟﻣﺳﻛﻭﻧﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺎﺻﻳﻬﺎ.

✝ لم يتسنَّى للمحلل قراءة البحث الأصلي ولكن بتنقيح أبينا القمص للبحث وإضافة توضيحات فيه، يرى المحلل أنه أجدر له أن يركز على هذا البحث لكونه تحديثاً وتنقيحاً للعمل السابق.

ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻭﺗﻌﺩﻳﻝ ﻣﻭﻋﺩ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ.

* ﻣﻘﺩّﻣﺔ:

+ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻌﺭﻭﻑ أننا ﻛﻛﻧﻳﺳﺔ ﻗﺑﻁﻳّﺔ ﻧﺣﺗﻔﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻣﻧﺫ ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻳﻭﻡ 29 ﻛﻳﻬﻙ.. ﻭﻗﺩ ﻧﻅّﻣﺕ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺗﺭﺗﻳﺑًﺎ ﺟﻣﻳﻼً ﻟﻁﻘﺱ ﺷﻬﺭ ﻛﻳﻬﻙ ﺑﺂﺣﺎﺩﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻣﻥ ﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺍﺕ ﻭﺍﻟﺗﺳﺎﺑﻳﺢ ﺍﺳﺗﻌﺩﺍﺩًﺍ ﻟﻬﺫ ﺍﻟﻌﻳﺩ الهام. ولهذا ﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻥ ﺍﻷﺣﻭﺍﻝ ﺃﻥ ﻧﻐﻳّﺭ ﺃﻭ ﻧﺳﺗﻐﻧﻲ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﻘﺱ ﺍﻟﻣُﻔﺭِﺡ ﻭﺍﻟﻣُﺷﺑِﻊ.

✝ (ت - ١) ✝ أدرك المحلل تضارب المصادر المختلفة وبخاصة العربية منها، مع الأجنبية، ولكن من الواضح أن آباء الكنيسة القبطية لم يعتادوا ذكر عيد الميلاد في القرون الأولى دلالةً منهم على أن السيد المسيح ليس ملكٌ أرضيٌّ، لذا لا ينبغي أن يعامل معاملة الفراعنة مثلاً أو الحكام الطغاة الذين اهتموا بالمظاهر الإحتفالية الصاخبة بمناسبة أعياد ميلادهم، مثلما شرح العلَّامة أوريجانوس ووافقه في الرأي الأنبا إكليمنضس البطريرك (ورد في موسوعة Britannica [الموسوعة البريطانية]). بعض المصادر العربية تشير إلى أن عيد الميلاد تقرر الإعتراف به في مجمع نيقية عام ٣٢٥ م. وجد المحلل أيضاً إشارات للإحتفال بعيد الميلاد مع عيد الغطاس في أقوال القديس باسيليوس الكبير، والقديس يوحنا ذهبي الفم. هذان القديسان عاشا في القرن الرابع (كلاهما وُلِد بعد مجمع نيقية أي بعد سنة ٣٢٥ م). يستزيد القديس باسيليوس الكبير في تحديده ’ وأما يوما الميلاد والغطاس فإن آباء مجمع نيقية قرروا أن يتقرَّب فيهما بالليل‘ مما يوضح دور الآباء في الإحتفال بهذين العيدين معاً (ورد في اللآلئ النفيسة في شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة الجزء الثاني، للقمص يوحنا سلامة).

أما بالنسبة للسجلات الغربية نجد أنهم اتَّبعوا نفس المبدأ، ولعله ليس غريباً لأنه لم يكن هناك إنقسام في الكنيسة آنذاك لطوائف مختلفة، أعني مبدأ عدم الإحتفال بميلاد الرب في أول ثلثمائة سنة ميلادية كان واحداً في سائر الكنائس. ظهر أول تسجيل للإحتفال يوم ٢٥ ديسمبر في عام ٣٣٦ م في عهد الإمبراطور قسطنطين (أول إمبراطور يعتنق المسيحية آنذاك). هذا اليوم يُحْسَب بالتقويم القبطي ٢٩ كيهك ٥٣ ش، وهناك أكثر من سبب (أو أكثر من رأي) يشير لإختيار هذا اليوم (أي ٢٥ ديسمبر). من ضمن هذه الأسباب (أو الآراء) أنه كانت دول كثيرة تحتفل بأعياد مختلفة، لعل أهمها مذكوراً بغزارة هو العيد الوثني "saturnalia" الذي يترجم لعيد الإله ساتورن. هناك أيضاً أعياد أخرى مذكورة، مثل مهرجان يولي في ألمانيا، عيد بالدر في أساطير سلتيك، وفي سكانديناڤيا إله الشمس الذي تم ضربه من قِبَل سهم الهدال. فيما عدا ذلك ذُكِر أيضاً تقليد غربي كما أرَّخ المؤرخ ويليام تيغا أنه اتُّفِقَ على يوم ٢٥ مارس (الذي يوافق ٢٩ برمهات في التقويم القبطي) ربما لصِلَته بالإعتدال الربيعي، ليكون يوم عيد البشارة، فيلي ذلك أن الميلاد يأتي بعد تسعة أشهر، أي ٢٥ ديسمبر (عشرة أشهر في التقويم القبطي لغاية ٢٩ كيهك أو ٢٨ كيهك في السنوات الكبيسة نظراً لوقوع اليوم الكبيس المضاف للتقويم في شهر النسيء، أي ما بين عيد البشارة وعيد الميلاد) (ورد في الموسوعة البريطانية، الموسوعة الأمريكية، قاموس أوكسفورد للكنيسة المسيحية، مقالة "Every day is a holiday" لهاتشنسون وروث وآدمز، مقالة "Calculating Christmas" لويليام تيغا، اللآلئ النفيسة في شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة الجزء الثاني، للقمص يوحنا سلامة).

+ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ 1582ﻡ ﻳﻭﻡ 29 ﻛﻳﻬﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻳﺗﺯﺍﻣﻥ ﻣﻊ 25 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻳﻭﻟﻳﺎﻧﻲ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ.. ﺣﺗّﻰ ﺗﻡّ ﺍﻛﺗﺷﺎﻑ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺳﺗﻛﻣﻝ ﺩﻭﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺳﻧﻭﻳّﺔ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻓﻲ ﺯﻣﻥ ﺃﻗﻝّ ﻗﻠﻳﻼً ﻣﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺣﺳﻭﺑًﺎ ﺳﺎﺑﻘًﺎ (ﺣﻭﺍﻟﻲ 11 ﺩﻗﻳﻘﺔ ﻭ14 ﺛﺎﻧﻳﺔ)، ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﺣﺭّﻙ ﻟﻸﻣﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻁﺔ ﺃﺧﺭﻯ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﺑﺩﺃﻧﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺳﻧﺔ، ﻭﺗﻅﻝّ ﻛﻝّ ﺳﻧﺔ ﺗﺗﺣﺭﻙ ﻟﻸﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻗﺎﺋﻕ ﻭﺍﻟﺛﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﺗﻲ ﻻ ﺗُﺣﺗَﺳَﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ.. ﺣﺗّﻰ ﻭﺟﺩ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1582ﻡ ﺃﻥّ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻭﺟﻭﺩﺓ ﻋﻧﺩ ﻣﻭﻗﻊ ﻣﺗﻘﺩّﻡ ﻋﺷﺭﺓ ﺃﻳّﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺩﺍﺭﻫﺎ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺷﻣﺱ، ﻣِﻣّﺎ ﺟﻌﻠﻬﻡ ﻳﻧﺗﻘﻠﻭﻥ ﺑﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﻋﺷﺭﺓ ﺃﻳّﺎﻡ ﻟﻸﻣﺎﻡ ﻟﻳﻛﻭﻥ ﻣﺗﻭﺍﻓﻘًﺎ ﻣﻊ ﻣﻭﻗﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺳﻠﻳﻡ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺷﻬﺭ ﺃﻛﺗﻭﺑﺭ ﻋﺎﻡ 1582ﻡ، ﻓﺑﻌﺩ ﻳﻭﻡ 4 ﺃﻛﺗﻭﺑﺭ ﺍﻧﺗﻘﻠﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﺍﻟﺗﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ 15 ﺃﻛﺗﻭﺑﺭ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ.. ﻭﻫﻭ ﻣﺎ ﻋُﺭِﻑ ﺑﺎﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﻐﺭﻳﻐﻭﺭﻱ ﻧﺳﺑﺔً ﻟﻠﺑﺎﺑﺎ ﻏﺭﻳﻐﻭﺭﻳﻭﺱ ﺑﺎﺑﺎ ﺭﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺗﻣﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ. ﻭﻫﻭ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﻓﻠﻛﻲ ﺳﻠﻳﻡ ﺳﻳﺳﺗﻣﺭّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋﻠﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺩﻫﻭﺭ.. ﻭﻓﻳﻪ ﻳﺗﻡّ ﺿﺑﻁ ﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ ﻋﻥ ﻁﺭﻳﻕ ﺁﻟﻳّﺔ ﻋﻠﻣﻳّﺔ ﺩﻗﻳﻘﺔ ﺗﺗﻠﺧّﺹ ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳّﺎﻡ ﻛﻝّ 400 ﺳﻧﺔ، ﻭﺇﺳﻘﺎﻁ ﻳﻭﻡ ﺇﺿﺎﻓﻲ ﻛﻝّ 4000 ﺳﻧﺔ، ﻭﺇﺳﻘﺎﻁ ﻳﻭﻡ ﺇﺿﺎﻓﻲ ﻛﻝّ 20000 ﺳﻧﺔ.. ﻓﻳﻅﻝّ ﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﻣﺗﻭﺍﻓﻘًﺎ ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﻣﻊ ﻣﻭﻗﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻣﺩﺍﺭﻫﺎ.

✝ (ت - ٢) ✝ هناك عدة نقاط مهمة، سيذكرها المحلل ولكن قبل ذلك دعنا نتفق على إصطلاحين للتسمية: الأول هو التقويم اليولياني القديم، والثاني هو التقويم الإغريغوري الحديث (تسهيلاً للتحليل والمقارنة بين التقاويم الميلادية المختلفة). على حسب موقع ويكيپيديا (الموسوعة الإلكترونية الحرة) بعض العلماء كانوا قد أدركوا خطأ حساب التقويم اليولياني القديم قبل إستعماله في سنة ٤٦ ق. م بحوالي قرن من الزمان على الأقل. هذا ما يتضح من تاريخ عالِم يُسمى هيپارخوس (Hipparchus) كان يعيش ما بين حوالي ١٩٠ – ١٢٠ ق. م. لم يجد المحلل سبباً لعدم تصحيح هذا التقويم في هذه الفترة بالرغم من ذلك! اعتمد يوليوس قيصر في إستعمال التقويم اليولياني القديم على عالِم مصري يسمى سوسيچينِس (Sosigenes)، مما يوضح تماثُل التقويم القبطي المستمد من التقويم المصري المدني، مع التقويم اليولياني (فضلاً أنظر لاحقاً).

✝ (ت - ٣) ✝ سوف يذكر المحلل بعض النقاط، قبل أن يتطرق للرد على ما ذكره أبونا القمص فيما سبق. بالنسبة للتقويم الإغريغوري الحديث يرى المحلل عدة عيوب أو أخطاء:

  • [١] أولاً، إنه تقويمٌ ليس صحيحاً مائة بالمائة. هذا التقويم يحدد زمن السنة الواحدة مضيفاً له ٢٦ ثانية في بعض المصادر، و٢٧ ثانية في البعض الآخر. هذا ما جعل الآتي يُتَدارك في الآونة الأخيرة، وهو إضطرار العلماء لتزويد ثانية واحدة كل عدة أعوام (هذه الظاهرة أسموها الثواني الكبيسة). حدث هذا تقريباً ٢٧ مرة منذ سنة ١٩٧٢ م (مما يشير أن علماء الأجيال السابقة لم يدركوا هذا – نعم، العلم يتطور وكل يوم هناك جديد). بالإضافة إلى ذلك سوف ينحرف التقويم الإغريغوري الحديث عن دوران الأرض يوماً واحداً سنة ٤٩٠٩ م.
  • [٢] ثانياً، كما سيستفيض المحلل بعد هذه الفقرة، تم إكتشاف فرق العشرة أيام بهدف إعادة حساب عيد القيامة. كِلا من حساب الأبقطي عند الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وحساب "الكومبيوتوس" (computus) عند الكنيسة الغربية، يعتمدان على الدورة الميتونية وهي دورة تنسيق بين الدورتين الشمسية والقمرية. هذه الدورة تستغرق ١٩ عاماً (أي تشمل ٦٩٤٠ يوماً)، وبالتالي فتُحْسَب السنة الواحدة في المتوسط متكوِّنةً من ٣٦٥ + ٤ / ١ + ٧٦ / ١ يوماً. من هذا نرى إذاً أنه السنة الميتونية أقرب كثيراً للسنة القبطية، أو التقويم اليولياني القديم، إذ يُحْسَب متوسط طول السنة فيهما ﺑــ٣٦٥ يوماً و٤ / ١. لهذا السبب لم تستطع الكنيسة الغربية الحفاظ على قوانين مجمع نيقية عند تطبيق التقويم الحديث، لأن الحساب اختلف بحسب اﻟـ "computus"، عنه في حساب الأبقطي. لهذا انحرف الإحتفال بعيد القيامة عند الكنيسة الغربية، عن كنيستنا القبطية. يتساءل المحلل إذاً هل كان هذا التعديل صالِحاً للغرض، أم كان تعديلاً خالياً من الدراسة الكافية؟ الحقيقة أنه كان المفروض على الأقل أن يُعَدَّل حساب اﻟـ "computus" ليوائم النظام التقويمي الحديث مثلاً، ولكن نجد الآن أن عيد القيامة في الكنيسة الغربية لا يمتثل لقوانين مجمع نيقية والثلاثة شروط هي بإختصارٍ: (١) أن يكون يوم الأحد، (٢) الذي يلى الإعتدال الربيعى، و (٣) يأتي بعد ١٤ نيسان (ورد في ويكيپيديا الموسوعة الإلكترونية الحرة، الرابط http: / / endtimepilgrim. org / metonic. htm، موقع www. timeanddate. com).
  • [٣] ثالثاً، وقع العلماء في خطأ جسيم عند إستعمال التقويم الإغريغوري الحديث، وهو قرار البابا إغريغوريوس الثالث عشر بالإستيقاظ يوم الجمعة ١٥ أكتوبر ١٥٨٢ م، بنهاية الخميس ٤ أكتوبر! كيف يكون الرابع من أكتوبر خميساً، والخامس عشر من أكتوبر جمعةً في نفس السنة؟ يتساءل المحلل لِمَ لَمْ يُعطى أسماء جديدة للأيام؟ إنه من المنطقي جداً أن يُصَحَّح كلا التاريخين، الرقمي والأسبوعي – هذا طبيعي جداً. هذا الخطأ غير المُدْرَك (مقصوداً كان أم غير مقصودٍ) أدَّى إلى تنافر التواريخ مع ما قبلها، وأدَّى أيضاً إلى إنحراف الكنيسة الغربية في مواعيد إحتفالاتها بعيد القيامة، حسب إذا ما كانت تتبع التقويم الإغريغوري الحديث أم لا. بسبب ذلك أصبح ينتج عن حساب الكومبيوتوس الواحد ناتجين لتاريخ عيد القيامة – واحداً تحتفل به الكنيسة المُطَبِّقة للتقويم الحديث، وآخراً لتلك المُطَبِّقة للتقويم القديم. ليس هنا المشكلة فحسب، ولكن لأن عيد القيامة يجب أن يكون أحداً، فصار الفرق أسبوعاً أو مضاعفات الأسبوع، بينما النتيجة أظهرت عشرة أيام فرقاً في القرن السادس عشر، وزاد الفرق بعد هذه الحقبة كما وُضِّحَ قبلاً. إذاً فلم تستطع الكنيسة الغربية أن تلتزم بقوانين الرسل والآباء (أي الثلاث المبادئ التي أُقِرَّت وقد ذُكِرَت أعلاه، ومنها عدم تزامن عيد القيامة مع الفصح اليهودي، وأيضاً ألَّا يسبقه – هذان الأمران الذان أصبحا الآن معتادين في عيد القيامة في الكنيسة الغربية – فضلاً أنظر لاحقاً).
  • [٤] رابعاً، هذا التقويم الإغريغوري يناقض نفسه، بل ويتنافي مع المَنْطِق الموضوع على أساسه من الأصل. من خلال موقع ناسا (الإدارة الأمريكية الوطنية للملاحة الجوية والفضاء) – على الأغلب المقالة باسم السيد ديڤيد ماتسا – يتضح أن بتطبيق هذا التقويم بأثر رجعي (أو ما يُسمى في الإنكليزية بالمصطلح "proleptic Gregorian calendar") نجد أن هناك فرقاً في الحساب – بمعنى أنه من بَعد مجمع نيقية، ووَضْع قوانين حساب عيد القيامة بشروطها الثلاثة، كما يذكر المحلل في أكثر من موقع في هذا الرد، السنوات ٤٠٠ م، ٨٠٠ م، ١٢٠٠ م يجب أن يكونوا سنوات كبيسة (هذا هو الفرق عن التقويم اليولياني). إذاً، فبطرح هذه الثلاثة أيام الزائدة من إثني عشر قرناً (القرن الرابع حتى القرن السادس عشر)، كان يجب أن يُحْذَف تسعة أيام، وليس عشرة! ولكن لأسباب عديدة سيذكرها المحلل فيما بعد، الحساب الرياضي شيء، والطبيعة شيء آخر – الحقيقة هي أن دوران الأرض حول الشمس يتفاوت في طوله تأرجحاً وقتياً سنوياً (الحقيقة العلمية هي أن ٣٦٥ يوم و٥ ساعات و٤٨ دقيقة و٤٦ ثانية هو مجرد المتوسط لطول السنة الشمسية (الإستوائية) وليس طولها المطلق أو الثابت). أخيراً يذكر د. إيرڤ برومبرغ على موقع جامعة تورنتو أن بتطبيق التقويم الإغريغوري على التقويم اليولياني القديم في حقبة ما قبل مجمع نيقية (أي الثلاث قرون الأولى) سنجد أنه حسابياً كان المفروض أن يكون يوم الإعتدال الربيعي موافقاً ليوم ٢٣ مارس – وليس ٢١ مارس! هل معنى ذلك أن يُحذَف إثني عشر يوماً وليس عشرة فقط؟ هذا وحده على الأقل دليل على أن هذا التقويم الإغريغوري الحديث لا يؤدي حسابياً إلى نفس محصلة التقويم اليولياني القديم الذي قد حل مَحَلَّه. كما نرى إذن، هذا التقويم يترك أسئلةً أكثر من إجاباتٍ في فائدته، آليته، ونفعيَّته (ورد في https: / / www. grc. nasa. gov / www / k - 12 / Numbers / Math / Mathematical_Thinking / calendar_calculations. htm، موقع http: / / www. sym454. org / mar21، موقع www. dateandtime. com).
  • [٥] خامساً، صاحَبَ إستعمال هذا التقويم الإغريغوري الحديث بلبلة شديدة في العالم الغربي أولاً، لمدة قرون من الزمان، ثم بقية العالم بغض النظر عن طوائفهم، دياناتهم، أو عِرْقِهم. نبذة تاريخية تدلنا على إعتماد كنيسة البابا إغريغوريوس الثالث عشر والبلاد المنتشرة فيها هذا التقويم الحديث وهي أسبانيا، إيطاليا، البرتغال، وبولندا، وجزء من فرنسا، في عام ١٥٨٢ م. تلا هؤلاء الولايات الكاثوليكية الألمانية والنمسا في العام التالي والمجر بعد أربع أعوام أخرى. بعد ذلك بحوالي ٢٣ عاماً استعمله الجزء الآخر من ألمانيا. لم توافق بريطانيا ومستعمراتها (بما فيها أمريكا وكندا) على إستعمال هذا التقويم حتى القرن الثامن عشر (سنة ١٧٥٢ م على وجه التحديد). لاحظ المحلل أيضاً أن هناك بعض المصادر التي تفيد أنه قد نتج بعض الممارسات الغير تقليدية والمثيرة للتعجب آنذاك. مثال ذلك ما حدث لدولة السويد، والتي كانت تضم فنلندا وبعض الدويلات الأخرى. قررت الحكومة السويدية في عام ١٦٩٩ م إعتماد التقويم الإغريغوري الحديث، وكان المشروع يعتمد على محو كل السنوات الكبيسة من التقويم اليولياني إلى عام ١٧٤٠ م (بما أن في وقتها كان التقويم الإغريغوري الحديث يسبق التقويم اليولياني القديم بأحد عشر يوماً). نجحوا في ذلك عام ١٧٠٠ م، أي بعدم احتساب التاسع والعشرين من فبراير، ولكن حالَت الظروف دون أن يُسْتَكْمَل هذا المشروع، لأنهم احتسبوا أعوام ١٧٠٤ م، و١٧٠٨ م أعواماً كبيسة! هذا الأمر جعل الملك تشارلز الثاني عشر يلغي إعتماد ذلك التقويم، لتعود السويد للتقويم اليولياني القديم! لكي يتَحَصَّل على هذه النتيجة، لم تصر سنة ١٧١٢ م كبيسة فحسب، بل تم إضافة اليوم الذي كان قد مُحِيَ عام ١٧٠٠ م، فلذلك أصبحت النتيجة السويدية تُظْهِر أيام ٢٨ فبراير، و٢٩ فبراير، بل وأيضاً ٣٠ فبراير في عام ١٧١٢ م! رجعت السويد لتعتمد التقويم الإغريغوري الحديث بعد ذلك بحوالي ٤١ سنة، أي سنة ١٧٥٣ م. اعتمدت بلغاريا، روسيا، وإستونيا، هذا التقويم الحديث إبان الحرب العالمية الأولي. هناك مصادر لا حصر لها تسرد المشاكل التي نتجت عن إستخدام تقويمين مختلفين في عدة دول مختلفة في أوقات مختلفة لحدث عالمي واحد. بالإضافة إلى ذلك سُجِّلت بل وعُرِّفَت الثورة الروسية بتاريخين مختلفين! بما أن روسيا اعتمدت التقويم الإغريغوري الحديث في عام ١٩١٨ م، فعُرِفَت ثورتها الأولى بثورة فبراير (التي بدأت في ٨ مارس ١٩١٧ م تقويم حديث – أي ٢٣ فبراير ١٩١٧ م تقويم يولياني قديم). بعدها وفي نفس العام، قاد لينين ثورة أخرى في ٦ و٧ نوڤمبر تقويم حديث، أو ٢٤ و٢٥ أكتوبر تقويم يولياني قديم. إذاً، هل هي ثورة أكتوبر أم نوڤمبر؟ متى كانت سابقتها، فبراير أم مارس؟ أخيراً، وجد المحلل بعض المراجع التي تذكر أن الأتراك اعتمدوا هذا التقويم الإغريغوري الحديث ما بين عامي ١٩١٦ م و١٩٢٧ م مع العلم بأن مصر في هذه الفترة كانت تحت الحكم العثماني.
  • [٦] سادساً، دوران الأرض حول الشمس يتأثر بعوامل كثيرة. من ضمن هذه العوامل الذَوَبان الجليدي والرياح والعواصف وغيرها. يستنتج العلماء الآن أنه مع الإحتباس الحراري، سيختلف طول الأيام أسرع من المتوقع، ولذلك بدأ البعض يفكر في تصحيح التقويم الإغريغوري الحديث، لمواكبة ما يحدث على كوكب الأرض خاصةً، والمجرة الشمسية عامةً. وجد المحلل إشارة إلى إقتراحات كثيرة مسجَّلة، بالإضافة إلى أنه على دراية أن أدوات وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بمناقشات حول هذه الحلول (ورد في ويكيپيديا الموسوعة الإلكترونية الحرة، موقع www. wwu. edu، موقع astronomy. stackexchange. com). على سبيل المثال، من ضمن الحلول المقترحة تقويم الهولوسين، التقويم الثابت الدولي، التقويم العالمي الموسمي، تقويم الأسبوع الكبيس، التقويم الدائم لهانكى هنري. إذاً وبالطبع ليس من المستبعد أبداً أن يتغير التقويم مجدداً وسريعاً وما سيكون لهذا من تأثير على الأعياد المعروفة لدينا حالياً (كنسيةً كانت أم دنيويةً).
  • [٧] سابعاً، بات إستعمال هذا التقويم الإغريغوري الحديث أداة سياسية من بعض الدول، لا داعي لذكرها، لفرض أكثر قمعاً على شعوبها؛ لأن بإستعمال هذا التقويم الحديث، يتغير التاريخ وتقل أيام الشهور، وبالتالي تتحكم السلطات في الشعوب وتتلاعب في أجور وحقوق العمال. إضافةً إلى ذلك يسهل التلاعب بالأعمار، ويؤدي هذا إلى اللجوء للمحاكم، والسلطات القضائية، مما يزيد الإضطراب بين الناس من منظور علم النفس الإجتماعي. من الطريف أيضاً، أن هناك دول لا تعترف بطول فترات حكم بعض الملوك وولايات بعض الحكام مثل دول أخرى أو يحسبون مواعيد ولادة ملوكهم بتواريخ مختلفة عن الدول الأخرى! لعل القارئ يستطيع أيضاً التفطن فيما قد يحدث في مدد حبل السيدات الحوامل، وما لهذا من تأثير على أزواجهن، عائلاتهن، وبالطبع رعايتهن! الحقيقة، أنه مدوَّن في التاريخ كيف أن إستعمال هذا التقويم الحديث أدَّى إلى عدم إستقرار إقتصاد بعض الأفراد، وبالتالي مجتمعات عديدة، لأن التجار لم يكن بإمكانهم التفاهم أو الإتفاق على مواعيد مقايضتهم، وتجارتهم. هذا كان واضحاً بين دول شرق ووسط أوروبا كما هو مُسَجَّل تاريخياً.
  • (ورد في الموسوعة البريطانية، مقالة "We've been using the Gregorian calendar for 434 years. It’s still bizarre" لبراد پلومر، مقالة "Six Things You May Not Know About the Gregorian Calendar" لچِني كوهن، مقالة "George II and the Gregorian calendar" لد. درانج، مقالة "Change From Julian to Gregorian Calendar" على موقع www. timeanddate. com، ويكيپيديا الموسوعة الإلكترونية الحرة).

    ✝ (ت - ٤) ✝ رجوعاً للنقاط التي سردها أبونا القمص، يود المحلل أن يوضح بأن إكتشاف فرق العشرة الأيام تمَّ بالأخص لأن الإعتدال الربيعي وقع في هذه الحقبة يوم ١١ مارس (أي قبل ميعاده المتعارف عليه بعشرة أيام)، هذا تم إكتشافه ٥ – ٦ أعوام تقريباً قبل عام ١٥٨٢ م (أي في عهد البابا بولس الثالث) بواسطة العالِم اليسوعي كريستوفر كلاڤيوس معتمداً على حساب عالِم الفلك لويچي ليليو. ولكن لم يُعمل بهذا التعديل حتى خَلَف البابا إغريغوريوس الثالث عشر البابا بولس الثالث، وقرر تطبيق التقويم الإغريغوري الحديث في يوم ٢٤ فبراير من عام ١٥٨٢ م فأصدر مرسوماً باباوياً بغرض إعادة حساب عيد القيامة (ورد في الموسوعة البريطانية ومقالة "The Julian and Gregorian Calendars" لپيتر ماير). كما ذُكِر قبلاً أخصَّ المرسوم أربعة دول، وجزء من دولة خامسة لتطبيقه صباح الخامس عشر من أكتوبر (الذي عومِلَ كيوم جمعة) بإنتهاء يوم الخميس الرابع من أكتوبر. بالطبع مع إستعمال هذا التقويم الحديث لم تستطع الكنيسة الغربية الإبقاء على شرطين من شروط مجمع نيقية والذين يخُصَّا مجيء عيد القيامة بعد الفصح اليهودي وليس معه في نفس اليوم. فضلاً أنظر النقاط [٢] و [٣] تحت فقرة ✝ (ت - ٣) ✝ للتحليل الأشمل. لعل القارئ أيضاً على علم بأن الإعتدال الربيعي يأتي حالياً في أوروبا (منشأ هذا التعديل) يوم ٢٠ مارس، وليس يوم ٢١ مارس، كما كان الحال عندما قُرِّر إستعمال التقويم الإغريغوري الحديث. من الطريف أيضاً أنه في عام ١٥٨٢ م جاء الإعتدال الربيعي يوم ١٠ مارس وليس ١١ مارس كما كان الحال قبلها بخمسة أو ستة سنوات! فضلاً أنظر النقاط السابقة للإستفاضة.

    ✝ (ت - ٥) ✝ لا يستطيع أبونا القمص أو أي أحد التكهن بأن هذا التقويم الحديث سوف يستمر حتى آخر الدهور! كيف لأي انسان التنبؤ بهذا؟ فضلاً راجع الفقرات السابقة التي ذكرها المحلل حتى تتضح الرؤية بخصوص المناقشات والمنازعات حول هذه القضية. في حقيقة الأمر يتضح الآن علمياً أن التقويم الفارسي هو أدق تقويم عرفه الإنسان، وحديثاً تم إعتماد مشروع "التقويم اليولياني المُنَقَّح"، وهذان نسبة الخطأ فيهم سنوياً أقل من ثانية في الأول، ومن ثانية إلى ثانيتين في الثاني (ورد في ويكيپيديا الموسوعة الإلكترونية الحرة).

    + ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﻐﺭﻳﻐﻭﺭﻱ ﺻﺎﺭ ﻳﻭﻡ 29 ﻛﻳﻬﻙ ﻳﻭﺍﻓﻕ ﺍﻵﻥ 7 ﻳﻧﺎﻳﺭ ﻭﻟﻳﺱ 25 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ، ﻭﻣﺗﻭﻗّﻊٌ ﺃﻥ ﻳﺻﻳﺭ ﻣﻭﺍﻓﻘًﺎ ﻟﻳﻭﻡ 8 ﻳﻧﺎﻳﺭ ﻋﺎﻡ 2101ﻡ، ﻭ9 ﻳﻧﺎﻳﺭ ﻋﺎﻡ 2201ﻡ، ﻭ10 ﻳﻧﺎﻳﺭ ﻋﺎﻡ 2301ﻡ. ﻣﻌﺭﻭﻑٌ ﺃﻥّ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻫﻭ ﺃﻗﺩﻡ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻳﻭﻟﻳﺎﻧﻲ (ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ) ﺍﻟﻣﺄﺧﻭﺫ ﻋﻧﻪ، ﻭﻫﻭ ﺗﻘﻭﻳﻡ ﻧﺟﻣﻲﱞ ﻭﻟﻳﺱ ﺗﻘﻭﻳﻣًﺎ ﺷﻣﺳﻳًّﺎ.. ﻭﻗﺩ ﻭُﺿِﻊ ﻣﺑﻧﻳًّﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺑﺎﺕ ﻓﻠﻛﻳّﺔ ﻗﺩﻳﻣﺔ ﺧﺎﺻّﺔ ﺑﺯﻣﻥ ﺍﻟﺷﺭﻭﻕ ﺍﻻﺣﺗﺭﺍﻗﻲ ﻟﻧﺟﻡ ﺍﻟﺷﻌﺭﻯ ﺍﻟﻳﻣﺎﻧﻳّﺔ.. ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ ﻫﻭ ﺗﻘﻭﻳﻡ ﺩﻗﻳﻕ ﺇﻟﻰ ﺣﺩّ ﻛﺑﻳﺭ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻋﺟﻭﺑﺔ ﺯﻣﺎﻧﻪ.. ﻭﻟﻛﻧّﻪ ﻏﻳﺭ ﻣﺗﻁﺎﺑﻕ ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﺷﻣﺳﻲ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ ﺍﻟﻣﻌﻣﻭﻝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺣﺎﻟﻳًﺎ..

    ✝ (ت - ٦) ✝ يود المحلل إن يلفت إنتباه أبينا القمص والقارئ لنقطة مهمة. في بداية تطبيق التقويم الإغريغوري الحديث، صارت بعض الدول تحتفل بعيد الميلاد في الخامس والعشرين من ديسمبر تقويم يولياني قديم والجزء الآخر من القارة الأوروبية وبقية العالم الغربي في ٢٥ ديسمبر تقويم إغريغوري حديث (أي ١٥ ديسمبر تقويم يولياني قديم – ١٩ كيهك في التقويم القبطي) كما ذكرتُ سابقاً. بالتالي اختلفت كل مواعيد الأعياد المعتادة آنذاك، مما أدى إلى إنشقاقات أغرز وأكثر إزعاجاً، حتى ظن الكثير من المسيحيين أن الكنيسة الكاثوليكية أرادت فرض سيطرتها على القارة الأوروبية خاصةً والعالم المسيحي عامةً، وازداد الغضب والعراك بين الطوائف المختلفة (أي أن الأسباب لم تكن سياسية فحسب، أو حتى عملية)! تلا ذلك إعتماد دُوَلاً أخرى هذا التقويم الحديث تدريجياً في قرون مختلفة (أي بعد زيادة إنحراف الأيام أكثر)، وبالتالي كبرت الفجوة بين الدول والأخرى، كما أُشير.

    ✝ (ت - ٧) ✝ على الأغلب تم الوقوف على تاريخ السابع من يناير في القرن العشرين عندما أدخل الأتراك (العثمانيين) ذلك التقويم الإغريغوري الحديث مصر (لم يعثر المحلل على وثيقة تؤكد ذلك التأريخ) والذي أصبح وقتها لا يتماشى مع الإحتفال في معظم أنحاء العالم. ولكن ظلت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية وبعض الكنائس الشرقية الأخرى تستعمل التقويم اليولياني القديم في طقوسها الدينية، بغض النظر عن الوجهة السياسية للدولة، وهذا التقويم اليولياني القديم متوازي مع التقويم القبطي المستعمل في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما أُشير إليه من قبل.

    ✝ (ت - ٨) ✝ لا يعلم المحلل على أي مصدر اعتمد أبونا القمص في تحديده أن التقويم القبطي تقويماً نجمياً – لقد وجد المحلل مصادر عدة ذكرت في ويكيپيديا، الموسوعة الإلكترونية الحرة، تفيد بأن التقويم القبطي تقويماً شمسياً (ورد في Ancient Egyptian Science: A Source Book, Vol. II: Calendars, Clocks, and Astronomy, Memoirs of the APS, No. 214, Philadelphia: American Philosophical Society (1995) لمارشال كلاغيت، و "Technical Chronology and Astrological History in Varro, Censorinus, and Others" , The Classical Quarterly, Vol. XXXV, No. 2, pp. 454–465: (1985) لأنتوني توماس جرافتون، وAncient Egyptian Chronology, Handbook of Oriental Studies, Sect. 1, Vol. 83, Leiden: (2006) لرولف كروس، و "Censorinus, the Sothic Cycle, and Calendar Year One in Ancient Egypt: The Epistemological Problem" , Journal of Near Eastern Studies, Vol. LXII, No. 1, Chicago: University of Chicago Press, pp. 17–26: (2003) لپاتريك ف. أومارا، ﻛﺗﺎﺏ "لغتنا القبطية (ﺍﻟﻣﺻﺭﻳﺔ)" ﻟﻸﺳﺗﺎﺫﺓ پوﻟﻳﻥ ﺗﻭﺩﺭﻱ [لاحظ المحلل أن أبينا القمص استعان بهذا الكتاب كما هو موَضَّح في قسم "أهم المراجع" لاحقاً]).

    يود المحلل أن يذكر أيضاً أن مصر كانت تعرف ثلاث أنواع من التقاويم، ولكن نَبَع التقويم القبطي من التقويم المصري المدني الشمسي. وجد المحلل أيضاً حُجَجاً تشير لأن هناك علماء حديثون يرفضون الفكرة المبنية على إحتراق نجم الشُعْرَى اليمانية (من أمثال كلاغيت وشارف)، لذا لا يستطيع المحلل التعليق على هذه النقطة خاصةً. وجد المحلل أيضاً على موقع www. st - takla. org مرجعاً لعالم المصريات چيمس هنري بريستد يشير فيه إلى أن هذا التقويم العظيم حمله يوليوس قيصر إلى روما واستعمله فيها على أنه أفضل تقويم. ويذكر د. إسحق عبيد، في كتابه "حكمة المصريين": ’أن هذا التقويم هو أول تقويم علمي "تقويم شمسي" الذي تتبعه كافة شعوب العالم المتحضر‘. لا يجد المحلل الحاجة إلى إعادة المعلومات السابق ذكرها عن التقويم المصري، الذي اُسْتُمِدَّ منه القبطي ولكن يكفي القول إتفاقاً مع كلمات أبينا القمص أن التقويم المصري هو بالفعل وبشهادات علماء كثيرين، سواء علماء مصريات، أو علماء قبطيات، أو علماء فلك، أنه أعجوبة زمانه. وجدير بالذكر أيضاً أن التقويم المصري، الذي يستخدم القاعدة ٦ للمقام، كان أكثر دقة من التقويم الإغريغوري، الذي يستخدم القاعدة ١٠ للمقام (الكسور العشرية). إنما يختلف المحلل في رأيه عن رأي أبينا القمص بما أن الأخير يُلمح إلى أن زمان هذا التقويم قد انتهى، وهو ما لا يتفق عليه المحلل إستناداً لِما قرأه من مراجع.

    + ﺑﻣﺎ ﺃﻥّ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻲ ﺇﺣﺩﻯ ﻛﻭﺍﻛﺏ ﺍﻟﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﺍﻟﺷﻣﺳﻳّﺔ، ﻭﺩﻭﺍﺭﻧﻬﺎ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻣﻊ ﻭﺿﻊ ﻣﺣﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻣﺎﺋﻝ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺣﺩّﺩ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺻﻭﻝ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﺃﻁﻭﺍﻝ ﺍﻟﻧﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﻠﻳﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺩﺍﺭ ﺃﻳّﺎﻡ ﺍﻟﺳﻧﺔ، ﻓﺎﻷﺻﻭﺏ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﺷﻣﺳﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻛّﺎﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻭ ﺍﻷﺩﻕّ ﻣﻥ ﺃﻱ ﺗﻘﻭﻳﻡ ﺁﺧَﺭ ﻳﺗﺑﻊ ﻧﺟﻣًﺎ ﺛﺎﻧﻳًﺎ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﺷﻣﺱ. ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻳﺟﺏ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻵﺧَﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﺷﻣﺳﻲ.. ﻓﻠﻳﺱ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻁﻠﻭﺏ ﺃﻭ ﻣﻥ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ ﺇﻟﻐﺎء ﺍﻟﺗﻘﺎﻭﻳﻡ ﺍﻷﺧﺭﻱ، ﻧﺟﻣﻳّﺔ ﻛﺎﻧﺕ ﺃﻡ ﻗﻣﺭﻳّﺔ، ﺑﻝ ﻓﻘﻁ ﺍﻟﻣﻁﻠﻭﺏ ﻫﻭ ﺿﺑﻁﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﺷﻣﺳﻲ ﺑﺎﺳﺗﻣﺭﺍﺭ ﺇﻥ ﻟﺯﻡ ﺫﻟﻙ.

    ✝ (ت - ٩) ✝ مرة أخرى يذكر المحلل أنه لا يود تكرار ما شرحه من قبل (فضلاً أنظر ما سبق). يعتقد المحلل بأن إلتباس الأمر على أبينا القمص بحسب المصادر التي اتطلع عليها، تجعل القارئ غير متحقق من مقصده. ببساطة التقويم المصري، والتقويم القبطي، والتقويم اليولياني القديم، والتقويم الإغريغوري الحديث، كلها تقاويم شمسية. يظن المحلل إذاً أن آخر سطر في الفقرة السابقة يدور حول الضبط المطلوب للسنوات الكبيسة (استفاض المحلل في ذلك سابقاً وسيرجع لهذه النقاط لاحقاً مع إستكمال تحليل بحث أبينا القمص). فضلاً أيضاً راجع النقطة الرابعة تحت فقرة ✝ (ت - ٣) ✝ لتُدرك تأثير التعديل الذي طرأ على المواسم والفصول.

    شكل ١ – رسم توضيحي لتأثير التقويم الحديث على إنحراف موعد الإنقلاب الصيفي بعد تطبيق التقويم الإغريغوري الحديث (مأخوذ من ويكيپيديا، الموسوعة الإلكترونية الحرة).

    شكل ١ – رسم توضيحي لتاثير التقويم الحديث على انحراف موعد الانقلاب الصيفي بعد تطبيق التقويم الاغريغوري الحديث (ماخوذ من ويكيپيديا، الموسوعة الالكترونية الحرة).

    فضلاً لاحظ أنه في عام ١٩٠٣ م جاء الإنقلاب الصيفي في مساء يوم ٢٢ يونيو، بينما يأتي صباح يوم ٢٠ يونيو عام ٢٠٩٦ م (ورد في مقالة "Solstice and Equinox Table Courtesy of Fred Espenak, www. Astropixels. com"، وفي موقع www. timeanddate. com).

    + ﺟﺩﻳﺭ ﺑﺎﻟﺫﱢﻛﺭ ﺃﻥّ ﺍﻟﻳﻬﻭﺩ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻟﺩﻳﻬﻡ ﺗﻘﻭﻳﻣًﺎ ﻗﻣﺭﻳًّﺎ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻌﺑﺭﻱ ﺍﻟﻣﺷﺎﺑﻪ ﻟﻠﻌﺭﺑﻲ، ﺃﻋﺩّﻭﺍ ﺣﺳﺎﺑًﺎ ﻓﻠﻛﻳًّﺎ (ﻳﺷﺑﻪ ﺣﺳﺎﺏ ﺍﻹﺑﻘﻁﻲ) ﻟﺿﺑﻁ ﻣﻭﺍﻋﻳﺩ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﺄﻋﻳﺎﺩﻫﻡ.. ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺣﺳﺎﺏ ﻫﻭ ﻣﺯﻳﺞ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻌﺑﺭﻱ ﻭﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺓ ﻣﻥ 19 ﺳﻧﺔ ﻭﺗﺗﻛﺭّﺭ. ﺃﻣّﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﺎ ﻛﺄﻗﺑﺎﻁ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ ﻓﺎﻷﻣﺭ ﺃﺳﻬﻝ ﺑﻛﺛﻳﺭ ﻷﻥ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﺍﻟﻧﺟﻣﻲ ﻫﻭ ﻗﺭﻳﺏ ﺟﺩًّﺍ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﺷﻣﺳﻲ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ، ﻭﻁﻭﻝ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ ﻳﻛﺎﺩ ﻳﺗﻁﺎﺑﻕ ﻣﻊ ﻁﻭﻝ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﺍﻟﺷﻣﺳﻳّﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺃﻛﺛﺭ ﻣﻥ 9ﺭ99%.. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻣﻳﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ ﺃﻣﺭ ﺳﻬﻝ ﺟﺩًّﺍ ﻭﻟﻥ ﻳﺣﺗﺎﺝ ﻟﺣﺳﺎﺑﺎﺕ ﻣﻌﻘّﺩﺓ.

    ✝ (ت - ١٠) ✝ من الواضح أن الأمر اختلط على أبينا القمص في المقارنة بين التقويم العبري والتقويم العربي (أو الهجري). كما ذكر أبونا القمص التقويم الهجري هو تقويم قمري، ولكن التقويم العبري تقويم قمري - شمسي "lunisolar". التقويم العبري هو تقويم قمري من حيث الشهور، وشمسي للإرتباط بالزراعة، مما يجعل اليهود يلجأون إلى إضافة شهر ثالث عشر كل عدة سنوات (في المجمل يُضاف الشهر الثالث عشر سبع مرات كل تسعة عشر سنة) (ورد في مقالة "The Jewish Calendar"، في موقع www. timeanddate. com، علم التقويم القبطي وحساب الأبقطي لرشدي واصف بهمان دوس [هذا أحد المراجع التي استعان بها كما أدرج في قسم "أهم المراجع" لاحقاً – هذا المرجع بالذات ذَكَرَ الآتي: 'إذن السنة القبطية المصرية ليست سنة شمسية قطعاً وليست سنة قمرية وليست نجمية مطلقة وإنما سنة نجمية شعرية لتحديد طولها على أساس طول المدة الزمنية للدورة الظاهرية لنجم الشعرى اليمانية (سبدت عند قدماء المصريين) ' – يرى المحلل إذاً أن هذه هي النقطة التي اعتمد عليها أبونا القمص في الوصول للإستنتاج المذكور أعلاه]، تاريخ الحضارة المصرية لعطية صقر، بحث للدكتور عبد الحميد لطفي في مجلة الثقافة "عدد ١٢١").

    يتبقى للمحلل التعليق على نقطتين مهمتين بخصوص حساب الأبقطي: (١) النقطة الأولى هي أن حساب الأبقطي أسسه الأنبا ديميتريوس الكرام، البطريرك الثاني عشر على كرسي الكرازة المرقسية، تقريباً بعد سنة ١٨٩ م وقَبِلَه مجمع روما سنة ١٩٨ م. والأنبا ديميتريوس اعتمد في ذلك على حسابات عِلْم الفلك المعاصر والعالِم المصري بطليموس الفرماوي الذي تمكن من ضبط حسابٍ لتحديد ميعاد ذبح الخروف عند اليهود وبالتالي تحديد موعد عيد القيامة عند المسيحيين. بناءاً على ذلك كان الأنبا ديميتريوس يُوَجِّه منشوراً كل عام لكنائس العالم أجمع يحدد فيه موعد عيد القيامة. دُعِي هذا الحساب "حساب الأبقطي" أو "حساب الكرمة" نسبةً للأنبا ديميتريوس الكرام. (٢) النقطة الثانية تخص ريادة الكنيسة القبطية على مر العصور في تحديد توقيت عيد القيامة (والذي فيه ينعم علينا الهنا بظهور النور المقدس بكنيسة القيامة في القدس، في اليوم المحدد إزاء حسابنا نحن الأقباط عملاً بما ورد في الدسقولية المحتوية على تعاليم الرسل والآباء [الفصل الواحد والثلاثون]) وما يترتب على ذلك من الأعياد الموسمية الأخرى مثل عيد شم النسيم وما إلى ذلك. طبعاً كل هذا يرتكز على توافق السنة الشمسية وإرتباطها بالأعياد الزراعية المختلفة (فضلاً راجع ما ذُكِر من المراجع سابقاً). مرة أخرى لن يتطرق المحلل لإلتباس أبينا القمص وخلطه للتقويم القبطي الشمسي بالتقويم القمري، ومقارنته بالتقويم الشمسي، الذي يعتقد المحلل مقصوداً به التقويم الإغريغوري الحديث (ورد في موقع www. st - takla. org، ويكيپيديا الموسوعة الإلكترونية الحرة).

    + ﺟﺩﻳﺭ ﺑﺎﻟﺫﱢﻛﺭ ﺃﻳﺿًﺎ ﺃﻧّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ، ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺑﻁﻠﻳﻣﻭﺱ، ﻗﺩ ﺗﻡّ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﻭﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ ﻟﻠﻣﺭّﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻧﺕ ﺳﻧﺗﻪ ﺗﺗﻛﻭّﻥ ﻣﻥ 365 ﻳﻭﻣًﺎ ﻓﻘﻁ.. ﻓﺗﻡّ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺭﺑﻊ ﻳﻭﻡ ﻛﻝّ ﺳﻧﺔ، ﺃﻭ ﻳﻭﻡ ﻛﺎﻣﻝ ﻛﻝّ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻧﻭﺍﺕ.. ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺗﻘﺩّﻡ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻳﻅﻬﺭ ﻟﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﺯﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﻗّﺔ ﻓﻲ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺑﺣﺳﺎﺏ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﺩﻗﺎﺋﻕ ﺍﻟﺑﺳﻳﻁ ﺍﻟﻣﻭﺟﻭﺩ ﻟﺗﻛﻭﻥ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ ﻣﺗﻁﺎﺑﻘﺔ ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﺍﻟﺷﻣﺳﻳّﺔ.. ﻭﻫﺫﺍ ﻳﻌﻧﻲ ﺃﻥّ ﺑﺈﺗﻣﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﻧﺣﻥ ﻧﺳﻳﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ ﺍﻟﺻﺣﻳﺢ ﻧﺣﻭ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﺑﺷﻛﻝ ﻧﻬﺎﺋﻲ.

    ✝ (ت - ١١) ✝ في حقيقة الأمر، يود المحلل أن ينبه القارئ بأن هذا الكلام غير دقيق علمياً. أراد بطليموس الثالث بالفعل تطبيق هذا التعديل على التقويم كما ذكر أبونا القمص، ولكن هذا لم يحدث بسبب معارضة الكهنة المصريين في ذلك الوقت (أي القرن الثالث قبل الميلاد). لم يحدث هذا التعديل حتى سنة ٢٥ ق. م بواسطة أوغسطس قيصر، الذي اعتمده وقتها تقويماً أكثر دقةً من التقويم اليولياني القديم (الذي بدأ إستعماله في سنة ٤٦ ق. م أي حوالي عشرين عاماً قبل قرار أوغسطس قيصر) (ورد في ويكيپيديا الموسوعة الإلكترونية الحرة).

    لا يحتاج المحلل لإعادة التعليق مرة أخرى متسائلاً أي طريق صحيح نسير فيه إذا كان مُثْبَتَاً علمياً خلل التقويم الإغريغوري الحديث، ونشوء مناقشات للتعديل بما هو أصح وأدق في وقتنا الحالي. أيضاً نتيجة العوامل المذكورة سابقاً يتساءل المحلل إذا كانت سرعة دوران الأرض ستتغير مستقبلياً بشكل لا يمكن التكهن به الآن، مما يؤدي في يوم من الأيام لمناقشات جديدة تطالب بتعديل التقويم الجاري وقتئذٍ إلى تقويم علمي يعكس الظاهرات الطبيعية المؤثرة على دوران الأرض في ذلك الحين.

    * ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﻣﻁﻠﻭﺏ.

    + ﺑﻘﺎء ﺍﻟﻭﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻭ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻵﻥ، ﻳﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺃﻥّ ﻣﻭﻋِﺩ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻳﻘﺗﺭﺏ ﺗﺩﺭﻳﺟﻳًّﺎ ﻣﻥ ﻣﻭﻋِﺩ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﻘﻳﺎﻣﺔ، ﻓﻛﻳﻑ ﻳﻣﻛﻥ ﺃﻥ ﻧﺣﺗﻔﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻭﻋﻳﺩ ﺍﻟﻐﻁﺎﺱ ﺍﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﻳّﺎﻡ ﺍﻟﺻﻭﻡ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ؟! ﺃﻭ ﺑﻌﺩ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﻘﻳﺎﻣﺔ؟! ﻫﺫﺍ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﻳﺩ ﻏﻳﺭ ﻣﻘﺑﻭﻝ. ﻛﻣﺎ ﺃﻥّ ﺻﻭﻡ ﺍﻟﺭﺳﻝ ﻗﺩ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺑﻣﻘﺩﺍﺭ 13 ﻳﻭﻣًﺎ ﻋﻣّﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻳﻪ ﻗﺑﻝ ﻋﺎﻡ 1582ﻡ، ﻭﺳﻳﻅﻝّ ﻳﺯﺩﺍﺩ.. ﻣِﻣّﺎ ﻳُﺷﻌِﺭ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭﻳﻥ ﺑﻁﻭﻟﻪ ﺍﻟﺯﺍﺋﺩ ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻳﻌﺯﻓﻭﻥ ﻋﻥ ﺻﻭﻣﻪ ﻧﻬﺎﺋﻳًّﺎ، ﻭﻫﺫﺍ ﻟﻳﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺻﺎﻟﺢ ﺭﻭﺣﻳًّﺎ.

    ✝ (ت - ١٢) ✝ يستطيع المحلل أن يستنتج أن أبينا القمص أساء إدراك حساب الأبقطي وبالتالي تحديد عيد القيامة من الأساس، وعلاقته بعيدي الميلاد والغطاس بعد سرده هذه النقطة وشرحها. إنه بالطبع موضوعاً ليس سهلاً، أي حساب عيد القيامة، ولكن سيذكر المحلل بعض النقاط المهمة للشرح أولاً، ثم الإستفاضة في التحليل ثانياً.

    • يعتمد حساب الأبقطي على يوم الإعتدال الربيعي، والذي كان يوم ٢١ مارس عند إنعقاد مجمع نيقية سنة ٣٢٥ م، أي في بداية القرن الرابع (على حسب التقويم اليولياني القديم) وهو محدد بيوم ٢٥ برمهات في التقويم القبطي. بعد تطبيق التقويم الإغريغوري الحديث أصبح ٢٥ برمهات في القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين يوافق ٣ إبريل. اذاً فالأمر ببساطة هو مع تغيُّر يوم عيد الميلاد، يتغيَّر أيضاً عيد الغطاس، ويتغيَّر عيد القيامة. السبب بسيط وهو إعتماد الكنيسة القبطية على التقويم القبطي في حساب الأبقطي وليس التقويم الإغريغوري الحديث، وإضافةً لذلك فإن التواريخ القبطية تتزحزح تدريجياً وليس تواريخ التقويم الإغريغوري الحديث، بسبب تعارض السنوات الكبيسة في التقويمين.
    • ثانياً، يدل ذلك على دقة العالِم المصري بطليموس الفرماوي، وحكمة الأنبا ديميتريوس الكرام (يتجاسر المحلل ويصف تَحَلِّيه بفضيلة الشفافية ورؤية المستقبل) في إستطاعة وضع حساب الأبقطي أو حساب الكرمة الذي به تمكن من حساب تاريخ عيد القيامة بدقَّة شديدة تتوازى مع تغيُّر التقويم العبري وذبح الخروف اليهودي على مر العصور. هذه الدقة ظلت متماشية مع تعليم الدسقولية وتحاشت الأخطاء التي وقعت فيها الكنيسة الغربية فيما بعد (أي بتطبيق التقويم الإغريغوري الحديث وإختلال حساب الكومبيوتوس – فضلاً أنظر ما سبق). هذا كله بالرغم من تطبيق تقويمٍ مختلفٍ عما كان سالفاً في القرن الثاني والثالث، حينما كان يستعمل التقويم اليولياني القديم.
    • ثالثاً، وهو إفتراض جدلي بحت (يُدوِّنُه المحلل لِمَ قد يحدث في المستقبل من حيث طرح أسئلة مماثلة لبحث أبينا القمص) عمَّا إذا حدث خطأ في حساب عيد القيامة (وهو غير وارد) وتزحزح الصوم الكبير مبكراً. الإفتراض هو أن يتم تثبيت الإحتفال بعيد القيامة عند يوم ٢٩ برمهات يوم تذكار قيامة الرب في التقويم القبطي (مع أن هذا يخالف الدسقولية ولكن من أجل الجدل البحت ليس إلَّا) الذي يوافق يوم ٧ إبريل في التقويم الإغريغوري الحديث، فبذلك يكون بداية الصوم الكبير يوم ٤ أمشير، وهو الذي يوافق يوم ١١ فبراير في القرن العشرين والواحد والعشرين. فضلاً تذكر أن هذا مخالف لقوانين الآباء الرسل، والقديسين الأوائل، والكنيسة، وهو أيضاً شبه مستحيل عملياً على أي حال. إذاً فَلِكَيْ يحدث ما يُحَذِّر منه أبونا القمص، أي إتيان عيد الميلاد في أيام الصوم الكبير، فهذا يحتاج أن يتزحزح عيد الميلاد ٣٤ يوماً على الأقل مما يعني أنه سيحدث هذا في غضون ٤٥٠٠ عاماً (آخذين في الإعتبار السنين الكبيسة)، وعليه فإن حساب زحزحة يوم عيد الغطاس سوف يأخذ حوالي ٢٩٠٠ عاماً كي يحدث هو الآخر. يتساءل المحلل عن وجود أي منطق يفسر تغيير أعيادنا على أساس غير علمي، غير عملي، وتَخَيُّلي. يود المحلل أن يذكر مرة أخرى أن هذه الفقرة إفتراضية جدلية بحتة، أراد بها المحلل لفت إنتباه القارئ أن النظرية المذكورة من قِبَل أبينا القمص تُعَدُّ غير عملية، بل وتَخَيُّلِيَّة – لأنه ليس من الحكمة أن نصنع مشكلة خرافية ثم نبتدئ بالإسراع في إيجاد حلولٍ لها!
    • يعود المحلل ليؤكد أن تغيُّر التقويم القبطي بالنسبة للتقويم الإغريغوري الحديث يؤثر على كل الأعياد والمناسبات القبطية، والتي تتبع بطبيعة الأمر التقويم القبطي، أي ليس فقط أعياد الميلاد والغطاس والقيامة.

    ✝ (ت - ١٣) ✝ عودةً لفقرة أبينا القمص السابقة، يلاحظ المحلل خطأً آخراً في وصوله لهذه النتيجة. أولاً وكما ذُكِر قبلاً لم يُطَبَّق التقويم الإغريغوري الحديث في بلادنا منذ سنة نشأته عام ١٥٨٢ م. ثانياً وهو الأهم، لم يعتمد إحتفال الأقباط بالأعياد السيدية الكبرى، وبالتالي كل الأصوام الكنسية على التقويم الإغريغوري الحديث. لذلك فبرغم إختلاف التقويم الميلادي القديم عن الحديث ظلت الكنيسة القبطية تعمل بالتقويم القبطي مما نَتَج عنه عدم تأثُّر طول صوم الرسل بالإستحداث في التقويم الميلادي. ببساطة، وكما أُشير سلفاً، وفقط للتوضيح، زحزحة تاريخ عيد الرسل يتبع عيد القيامة الذي تزحزح نسبةً لتغيير حساب يوم الإعتدال الربيعي (تلك النقطة التي وجد المحلل أبانا القمص قد أساء تقديرها). فقط للتوضيح سيُصبح يوم الإعتدال الربيعي أي الخامس والعشرين من برمهات، يوم ٤ إبريل سنة ٢١٠٠ م، وفطر الرسل أي الخامس من أبيب سيُصبح يوم ١٣ يوليو. بأكثر بساطةٍ، لم يتغير طول صوم الرسل في أي حقبة من الزمان، أو لأي سبب من الأسباب.

    ✝ (ت - ١٤) ✝ أما الأهم فوق كل إعتبار، فهو الشق الروحي، وترتب على ما ذُكِر قبلاً عدم فهم المحلل للمبدأ الذي يطرحه أبونا القمص. كيف لأي فرد مسيحي وبالأخص قبطي أرثوذكسي أن يشكو من الصوم أو طول فترته؟ لا يجد المحلل أي إجابة على هذا السؤال المجازي! إن في هذا القول (وهو مجرد قول، لا يرتقي لأي مسمى آخر) خطورة جمَّة، لأنه ليس ضد تعاليم الكنيسة فحسب، بل هو ضد تعاليم الله. ليس هناك حاجة للمحلل بأن يسرد الآيات والأعداد الكتابية المختلفة لتدعيم موقفه بل يكفيه توضيح بعض النقاط المهمة للقارئ لعله غير مكترثاً بها. إن الكنيسة القبطية تَتَفوَّق (نعم أُكَرِّر تَتَفوَّق، إمتثالاً لقول بولس الرسول: «أقول كمختل العقل، فأنا أفضل: في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، في الميتات مراراً كثيرة» (٢ كو ١١: ٢٣) وما يليه) على الطوائف الاخرى في فترات صومها ومبادئ الصوم بوجه عام. كنيستنا القبطية أزادت ثلاثة أيام على صوم الميلاد الذي كانت مدته سابقاً أربعين يوماً، كما هو مُتَّبَع في الكنائس الأخرى، بسبب نقل جبل المقطم. كنيستنا القبطية أيضاً اعترتها غيرة مقدسة عندما وجدت الكنيسة السريانية تذكر يونان النبي بالصوم ثلاثة أيام (المعروف أيضاً بصوم أهل نينوى)، فماذا تفعل؟ تتأمل في سفر يونان، وكلام السيد المسيح عن تَشَبُّهِه بالنبي في موته، ودفنه، وقيامته، وتجعل من هذا الصوم صوماً من الدرجة الأولى في كنيستنا. كنيستنا أيضاً أضافت أسبوعاً كاملاً للإستعداد مع بدء الصوم الكبير لمَّا رأت ما فعلته كنيسة الروم الأرثوذكس في القرن السابع تقريباً (بغض النظر عن الأسباب التاريخية التي آلت إلى إعتماد الروم الأرثوذكس تلك الإضافة). لا يصح إذاً أن نتكلم عن عزوف المؤمنين عن الصوم، فخدمتنا بل وواجبنا كخدام أمناء للمسيح هو أن نَشِدَّ من أزر الضعفاء، حتى نعبر بهذه السفينة إلى حيث نجد ربنا في الحياة الأبدية. لا يستطيع أحدٌ أن يغَيِّر هذه التعاليم، ولقد وجدنا نتائج ما حدث في طوائف أخرى عندما أصبحت التقاليد والمُسَلَّمات العقائدية قليلة القيمة بتقديم تنازلات عديدة هدفها الظاهر تجميع الناس حول الكنيسة، بينما هي في الباطن حيلة من حيل الشرير الذي نجح في هدم المبادئ الروحية أولاً، والإلتفاف حول الكنيسة كُلِّيَّةً ثانياً.

    + ﺑﻌﺩ ﻧﻣﻭ ﻭﺍﻧﺗﺷﺎﺭ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ ﻓﻲ ﻛﻝّ ﺃﻧﺣﺎء ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﻭﺑﺎﻟﺫّﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ، ﺑﺩﺃ ﺍﻷﻗﺑﺎﻁ ﺍﻟﻣﻬﺎﺟﺭﻭﻥ ﻳﺣﺳّﻭﻥ ﺃﻛﺛﺭ ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻣﻳﻥ، ﻭﺃﺻﺑﺢ ﻫﻧﺎﻙ ﻋﺩﻡ ﺍﺭﺗﻳﺎﺡ ﻣﻥ ﺍﺧﺗﻼﻑ ﻣﻭﺍﻋﻳﺩ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ، ﻣﻊ ﻋﺩﻡ ﻭﺟﻭﺩ ﻋﻁﻠﺔ ﻟﻠﻣﺩﺍﺭﺱ ﻭﺍﻷﻋﻣﺎﻝ ﻓﻲ ﻋﻳﺩﻱّ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻭﺍﻟﻐﻁﺎﺱ.. ﻭﺃﺻﺑﺣﻧﺎ ﻧﺿﻳّﻊ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻛﻝّ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﺷﺭﺡ ﺍﻟﺳﺑﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺧﺗﻼﻑ ﺑﻳﻧﻧﺎ ﻭﺑﻳﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻓﻲ ﻣﻭﻋﺩ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ.. ﻭﻗﺩ ﺣﺎﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻵﻥ ﻟﻼﺭﺗﻘﺎء ﺇﻟﻰ ﻣﺳﺗﻭﻯ "ﺇﻳﺟﺎﺩ ﺣَﻝّ" ﺑﺩﻻً ﻣﻥ ﺍﻟﺑﻘﺎء ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺩ ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻭﻯ "ﺷﺭﺡ ﺃﺳﺑﺎﺏ ﺍﻻﺧﺗﻼﻑ"؛ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﻌﻘﻳﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺳﺗﻬﻠﻙ ﻭﻗﺗﻧﺎ ﻓﻳﻣﺎ ﻻ ﻳﺑﻧﻲ ﺭﻭﺣﻳًّﺎ ﻭﻻ ﻳﺣﻝّ ﺍﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺷﻌﺑﻲ..!

    ✝ (ت - ١٥) ✝ يجد المحلل صعوبة في فهم وفي الرد على هذه النقطة. كيف ولماذا ينادي ابونا القمص أو أي شخص مسيحي بتعديل التقويم القبطي بهدف تطابق الأجازات؟ كيف يصبح مبدأنا هو الإنقياد بالعالم ونُظُمِه؟ ماذا لو تغيرت تواريخ الأجازات مثلاً؟ ماذا لو طبَّقَت الكنيسة الغربية ومجتمعاتها أحدث التوصلات العلمية فيما يتعلق بالتاريخ الأصلي لميلاد المسيح؟ هناك دراسات كثيرة يدرك المحلل جيداً إلمام أبينا القمص بها (حيث أنها مدعومة من قبل علماء دين أمريكيين) فضلاً عن القارئ أيضاً، والتي تهدف إلى تطبيق عيد الميلاد في شهر سبتمبر (ورد في ويكيپيديا، الموسوعة الإلكترونية الحرة، موقع www. ucg. org، ومقاطع مرئية متعددة على www. youtube. com). يتساءل المحلل أيضاً ماذا لو كانت الكنيسة القبطية انتشرت في الصين أكثر من الغرب؟ أسوف نطالب بتوحيد إحتفالاتنا مع إحتفالاتهم بالسنة الجديدة في شهر فبراير مثلاً؟

    ✝ (ت - ١٦) ✝ يكفي للمحلل أن يستذكر كلام السيد المسيح والأناجيل ورسائل الرسل عن الإبتعاد عن العالم وأنظمته. رئيس هذا العالم هو الشرير، فكيف نطالب بالتَشَبُّه بالعالميات والإمتثال لقوانين أرضية؟ من الناحية النفسية، بحكم عمل المحلل في مجال الطب النفسي، يجد أنه بتفعيل ذلك التعديل الذي يطالب به أبونا القمص سيحدث خللاً إنسانياً من جرَّاء الإحتياج النفسي لتحقيق الذات (فضلاً أنظر شكل ٢). هرم مازلو للإحتياجات يرتب أولويات الإنسان البشرية، والنفسية، من أجل الإرتقاء بالدافع البشري وتطوُّر النمو النفسي بدايةً من الإحتياجات الجسدية متمثلة في الحَجَر الأدني للهرم، مروراً بالإحتياجات الأكثر سمواً، ومنها الإحتياج إلى الإنتماء، ثم التدرج الأسمى المؤدي لبلوغ ذروة الإحتياجات، وهي المتمثلة في تحقيق الذات. بالتمعن في هذا الهرم ودراسته نجد أن التعديل المطلوب يُبْقِي الإنسان في طيَّات الحَجَر الثاني من أسفل وهو المَعْنِي بالشعور بالأمن والأمان الإجتماعيين، فهو إذاً يُنْزِلنا من درجة الحَجَر الثالث المَعْنِي بالإحتياج للإنتماء، خصوصاً الإنتماء الروحي الكنسي (وهو من الإحتياجات النفسية)، مما يُحْدِر منزلة الإرتقاء إلى ناحية الإحتياجات الجسدانية، كما هو موضح بشكل ٢. بإختصار، يجد المحلل أن ذلك ليس فقط يجذب الإنسان إلى الأدنى، ولكن أيضاً يُضاهي المُسَلَّمات الكنسية والروحية بالأمور الجسدانية الدنيا.

    شكل ٢ – هرم مازلو للإحتياجات النفسية (مأخوذ من موقع www.simplypsychology.com)

    شكل ٢ – هرم مازلو للإحتياجات النفسية (ماخوذ من موقع www. simplypsychology. com).

    ✝ (ت - ١٧) ✝ بخصوص النقطة الثانية، لا يعلم المحلل لماذا وضع أبونا القمص عيد الغطاس ضمن الأعياد التي ينوه بأخذ أجازات أيامها! الحقيقة أن دول المهجر المنتشرة فيها الكنائس القبطية الأرثوذكسية إنتشاراً واسعاً بحكم نزوح أعداد كبيرة من الأقباط المسيحيين لها، وهي الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا، لا تعطي حكوماتها أجازةً بمناسبة عيد الغطاس الذي نحتفل به ثلاثة أيام بدءًا من ١١ طوبة (الذي يوافق ١٩ يناير، أو ٢٠ يناير بعد السنوات القبطية الكبيسة).

    أما بالنسبة للنقطة التالية، فيرى المحلل أننا لا نُضيع وقتاً في شرح سبب الإختلاف للآخرين، وأنه ليس هناك مشكلة متدنية يجب الإرتقاء عنها لإيجاد حلاً. الحقيقة هي أنه من خلال هذه المناقشات يتبَيَّن للآخر مدى حبنا وإنتمائنا لكنيستنا، مما يجذبه أكثر لمعرفة المزيد عن طقوسنا، وعاداتنا، وتقاليدنا، وبالأكثر والأهم آبائنا وتسليماتهم لنا. أما إذا وَجَد هذا الآخر إنقيادنا بأمور دنيوية (مقارنةً مثلاً بكنائس أرثوذكسية أخرى)، وليس هذا الآخر فقط بل أولادنا أيضاً، فعلى المستوى اللا شعوري لن يكونوا فخورين بموقف كنيستهم القبطية، وهم قد تربوا في مجتمعات تشجع إعمال العقل والمنطق في شتى المجالات (أي الجسدية، والنفسية، والروحية). إذن قد نجدهم لا يكنوا الإحترام الواجب للكنيسة القبطية الأرثوذكسية إذا ما انساقت بأمور عالمية. أتجاسر أيضاً بالقول أن معايير الأرثوذكسية ستهتز حينئذٍ. يكفي القول بأن إحدى هذه المعايير هي الحزم في الإلتزام بتعاليم الآباء (فضلاً لاحظ ما سبق ذِكْرِه فيما يتعلق بوضع آباء الإسكندرية وعلى رأسهم الأنبا أثناسيوس الرسولي، الأنبا ألكسندروس الأول البطريرك، والقديس بفنوتيوس، ودورهم في وضع قانون الإيمان، محاربة بدعة آريوس، ووضع قوانين حساب عيد القيامة الذي أُسِّسَ حسابه في عهد الأنبا ديميتريوس الكرام (كما ذُكِر من قبل)).

    يهيب المحلل بالقارئ مرة أخرى أن يدرك بعناية ودقة متناهية أن تعديل التقويم القبطي على غرار التقويم الإغريغوري الحديث سوف يتلف قوانين الرسل ويؤدي إلى وقوع عيد القيامة قبل، أو مع فصح اليهود (وهو الأمر الذي يتنافي مع قوانين الرسل وتعاليم المسيح الواضحة من تفاسير الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد – فيشتمل العهد القديم على تلك النبوات، وسرد تفاصيل مخالفات اليهود وتَعَنُّتِهم في العهد الجديد). فضلاً لاحظ القانون الرسولي: ’أن يكون العيد في الأحد الذي بعد فصح اليهود لا معهم ولا قبلهم‘ (دسق ٣١، المجموع الصفوي ب ١٩ وجه ١٩٨) والقانون السابع الرسولي يحكم بفرز وقطع من يُعَيِّد الفصح مع اليهود قبل إستواء الليل والنهار الربيعي. أخيراً وبإختصار الإلتزام بالتقويم القبطي هو وجهة واحدة للتمسك بمعاييرنا الأرثوذكسية (وبالطبع مقاومة حيل الشيطان في التخلي عن مبادئنا المُسَلَّمة عبر الأجيال، والتي التزم بها أيضاً قديسون معاصرون مثل الأنبا كيرلس السادس، الأنبا شنودة الثالث، وغيرهم كثيرين وهم بالطبع عاصروا مثل هذه المناقشات مراراً وتكراراً، ولكنهم تمَسَّكوا بتعاليم كنيستنا القبطية). المحلل يود أيضاً أن يجعل هذه النقطة واضحةً أشد الوضوح، وهي تخص المحبة الأخوية. نحن الأقباط الأرثوذكس نحب كل المسيحيين وغير المسيحيين، إشتمالاً بالطبع على الطوائف المسيحية الأخرى، ولكن هذا لا يعني تقديم تنازلات من أجل وحدة الإيمان. تقديم أي تنازل مهما كان غرضه يبعث رسالة خفية مغزاها إعترافنا بأننا لسنا سائرين على طريق مستقيم، وأن موقفنا مغلوط (أي هو ضعف ثقة في مُسَلَّماتنا). هذا لا يصح – يجب علينا ألّا نتنازل عن تعاليم الآباء التي ولفترة قريبة (أي قبل إستعمال التقويم الإغريغوري الحديث) كان يتَّبعها حتى الكنائس المُنْشَقَّة عن الإيمان الأرثوذكسي. فضلاً راجع ما سبق، بالأخص الفقرات المعنية بحساب الأبقطي وعيد القيامة، ومقارنته بحساب الكومبيوتوس بعد تحديث التقويم الميلادي.

    + ﻟﺫﻟﻙ ﻫﺩﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺑﺑﺳﺎﻁﺔ ﺃﻥ ﻧﺭﺗﻘﻲ ﻣﻥ ﺍﻟﻭﺿﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻧﺣﻥ ﻓﻳﻪ ﺍﻵﻥ؛ ﻭﻫﻭ ﺷﺭﺡ ﺃﺳﺑﺎﺏ ﺍﻻﺧﺗﻼﻑ ﻓﻲ ﻣﻭﻋِﺩ ﺍﻟﻌﻳﺩ ﺑﻳﻧﻧﺎ ﻭﺑﻳﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ، ﺇﻟﻰ ﻣﺳﺗﻭﻯ "ﺗﻁﺑﻳﻕ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﺑﺳﻳﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ" ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺱ ﻋﻠﻣﻳّﺔ ﺳﻠﻳﻣﺔ، ﻭﺗﻭﺿَﻊ ﻟﻪ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺳﻬﻠﺔ ﻟﻳﺗﻭﺍﻓﻕ ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ ﺍﻵﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻝ ﺃﻳﺿًﺎ.

    ✝ (ت - ١٨) ✝ إختصاراً لما سبق ذِكْرِه لا يجد المحلل داعي لذِكْرِ الإرتقاء فمن الناحية العملية والنفسية يعد هذا تنازلاً أي إنحداراً وليس إرتقاءاً، وعليه فسيكوِّن سابقةً تَضُرُّ المعايير الأرثوذكسية وتتنافى مع مبدأ إبتعاد الكنيسة عن أهداف العالم. دعنا نتذكر جيداً أن الغاية لا تبرر الوسيلة، ونحن بلا إستثناء غايتنا هي المحبة، ووحدة الكنيسة، ولكن ليس على حساب الخط المستقيم أي الأرثوذكسي الذي تسير عليه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. لا حاجة للمحلل أيضاً لإعادة الكلام في عدم علمية تطبيق ذلك التعديل، من حيث إستعماله، وبالأخص من ناحية تبعيته للقوانين الأرضية العالمية. سيذكر المحلل لاحقاً تعقيباً على فقرات أخرى قدمها أبونا القمص، ليوضح فيها بعض أوجه الضرر التي ستصيب الكنيسة القبطية إذا ما انصاعت لهذه المغريات.

    + ﻗﺩ ﻻ ﻳﺷﻌﺭ ﻣَﻥ ﻳﻌﻳﺵ ﻓﻲ ﻣﺻﺭ ﺑﺎﻟﺣﺎﺟّﺔ ﺍﻟﻣﺎﺳّﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ، ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺍﻟﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻣﻥ ﻁﻭﻝ ﻓﺗﺭﺓ ﺻﻭﻡ ﺍﻟﺭﺳﻝ، ﻭﻟﻛﻥّ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻳﻌﻳﺷﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻳﺷﻌﺭﻭﻥ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﺣﺎﺟّﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺫّﺍﺕ ﺍﻷﺟﻳﺎﻝ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ، ﻭﺍﻷﺳَُﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﻓﻳﻬﺎ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺃﺟﺎﻧﺏ ﺍﻧﺿﻣّﻭﺍ ﻟﻠﻛﻧﻳﺳﺔ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ.. ﻭﺧﻳﺭ ﻟﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺟﺗﻬﺩ ﻓﻲ ﺣﻝّ ﺍﻟﻘﺿﻳّﺔ ﺑﺄﻧﻔﺳﻧﺎ ﻣﻥ ﺍﻵﻥ ﺑﺩﻻً ﻣﻥ ﺧﺳﺎﺭﺓ ﺑﻌﺽ ﺃﺑﻧﺎﺋﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺩﻯ ﺍﻟﻘﺭﻳﺏ ﻭﺍﻟﺑﻌﻳﺩ.. ﻭﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﺃﻥّ ﺃﺑﻧﺎءﻧﺎ ﻳﺗﻌﺑﻭﻥ ﻣﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﺷﻭﻳﺵ ﻭﺍﻻﺧﺗﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻬﻠﻙ ﺟﺯءًﺍ ﻣﻥ ﺍﻫﺗﻣﺎﻣﻬﻡ ﻭﺗﺿﺎﻳﻘﻬﻡ، ﻭﺗﺳﺑّﺏ ﺷﺭﺧًﺎ ﺑﻳﻥ ﺍﻧﺗﻣﺎﺋﻬﻡ ﻟﻛﻧﻳﺳﺗﻬﻡ ﻭﺍﻧﺗﻣﺎﺋﻬﻡ ﻟﺑﻼﺩﻫﻡ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻭُﻟﺩﻭﺍ ﻭﻧﺷﺄﻭﺍ ﻓﻳﻬﺎ..!

    ✝ (ت - ١٩) ✝ مرة أخرى لا يود المحلل أن يكرر الكلام عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وحُبِّها للصوم. فضلاً أنظر الفقرة ✝ (ت - ١٤) ✝ والتي توضح بإستفاضة علاقة الكنيسة بالصوم من المنظور الروحي، وبعض تطورات الطقوس القبطية الأرثوذكسية في تزويد أيام صوم الميلاد، وإدخال صوماً جديداً هو صوم يونان (المعروف أيضاً بصوم أهل نينوى)، وأسبوع الإستعداد في بداية الصوم الكبير. لا يمكن أن يقول أي أحد أن طول فترة صوم الرسل تسبب معاناة! كيف لأحد أن يقول هذا – هل هذا إستخفاف بأهمية الصوم؟ هل هو إنكار لفائدته؟ هل هو عدم إيمان؟ المحلل لا يفهم أبداً كيف لأي فاه أن يتفوَّه بهذه المهاترات العقيمة التي لا تجدي بأي فائدة! الأب القمص ينادي بأن تُقَصَّر فترة صوم الرسل لتَجَنُّب إبتعاد الأجيال الجديدة والأجانب الداخلين كنيستنا القبطية الأرثوذكسية. هل حل جذب المؤمنين للكنيسة سيتَأتَّى بتقليل أيام الصوم؟ هذا مبدأ غير مفهوم روحياً البتة، فضلاً عن أنه تعليم غير مسيحي. كما طرح المحلل مُسَبَّقاً، يود مرة أخرى أن يستفيض في الشرح بأن الإنتماء للكنيسة يقع في درجة من الأهمية أعلى من الإنتماء للدولة (فضلاً أنظر شكل ٢ أعلاه – هرم مازلو للإحتياجات النفسية – وأيضاً فقرة ✝ (ت - ١٦) ✝).

    ✝ (ت - ٢٠) ✝ دعنا نفترض إفتراضاً جدلياً بحتاً ثانياً لتوضيح الفكرة الخاطئة التي عُرِضَت سهواً في فقرة مناقشة أبينا القمص. إذا تكلمنا عن صوم الرسل فيُدرك المحلل أن أبينا القمص لم يُرِد أن يتطرق لتوحيد أعياد القيامة بين كنيستنا القبطية الأرثوذكسية مع نظيرتها الغربية لما ذَكَرَه لاحقاً في آخر البحث (لا حاجة للمحلل أن يذكر مرة أخرى مدى الضرر الواقع على الإيمان الأرثوذكسي من جرَّاء تجاهل قوانين الكنيسة التي وضعها الآباء الأوائل من حيث مجيء عيد القيامة قبل الفصح اليهودي لئلا يكون لنا شركة مع المخالفين (فضلاً راجع فقرة ✝ (ت - ١٩) ✝)). ولكن فقط من أجل الإفتراض الجدلي البحت، إذا طُبِّقَ هذا التعديل، فَلِسَوْفَ يتزحزح عيد القيامة أسبوعاً واحداً (لأنه يجب أن يأتي يوم الأحد)، بينما يتزحزح عيد الرسل، أو الخامس من أبيب ثلاثة عشر يوماً، ليأتي يوم ٢٩ يونيو (مرة أخرى يُكَرِّر المحلل أن هذا سيَخِلَّ بقوانين الكنيسة إذ سيأتي عيد القيامة في بعض السنوات مع الفصح اليهودي، وفي أعوام أخرى قبله – أمثلة لذلك عام ٢٠٢٥ م يأتي عيد القيامة في نفس يوم الفصح اليهودي، عام ٢٠٢٨ م يأتي قبله، عام ٢٠٣١ م يأتي قبله، عام ٢٠٣٤ م يأتي قبله، عام ٢٠٣٥ م يأتي قبله، عام ٢٠٣٧ م يأتي قبله، عام ٢٠٣٨ م يأتي قبله، عام ٢٠٤١ م يأتي قبله، عام ٢٠٤٥ م يأتي في نفس اليوم، عام ٢٠٤٨ م يأتي في نفس اليوم، عام ٢٠٥٢ م يأتي في نفس اليوم، عام ٢٠٥٥ م يأتي قبله، عام ٢٠٥٨ م يأتي قبله، عام ٢٠٦١ م يأتي قبله، عام ٢٠٦٥ م يأتي قبله، عام ٢٠٦٦ م يأتي قبله، عام ٢٠٧١ م يأتي قبله، عام ٢٠٧٢ م يأتي في نفس اليوم، عام ٢٠٧٥ م يأتي في نفس اليوم، عام ٢٠٧٩ م يأتي في نفس اليوم، عام ٢٠٨٢ م يأتي قبله، عام ٢٠٨٥ م يأتي قبله، عام ٢٠٩١ م يأتي قبله، عام ٢٠٩٢ م يأتي قبله، عام ٢٠٩٥ م يأتي قبله، عام ٢٠٩٩ م يأتي في نفس اليوم. ما يترتب على ذلك إذاً هو تقليل أيام صوم الرسل بستة أيام، أما في السنوات التي يأتي فيها الخامس من أبيب يوم الأربعاء أو يوم الجمعة، فسيكون الفرق خمسة أيام فقط. هل إذاً من المعقول تحفيز المؤمنين لتطبيق تقويماً مغلوطاً وغير مناسباً من أجل فترة ٥ – ٦ أيام، بينما يصوم الشعب القبطي في المتوسط حوالي ١٦٠ يوماً كل سنة غير حاسبين صوم الرسل؟ إذاً فيتساءل المحلل هل من منظور أبينا القمص فترة صوم أقل من أسبوع ستؤدي إلى خسارة بعض أبنائنا على المدى القريب أو البعيد؟

    ✝ (ت - ٢١) ✝ بالرغم من أنه ليس موضوع التحليل، ولا تعقيباً على ما كتب أبونا القمص، ولكن المحلل يود أن يلفت إنتباه القارئ إلى نقطتين أخرتين يخُصُّوا عيد القيامة. إذا فُرِض وثُبِّتَ عيد القيامة ليأتي مع الكنيسة الغربية (وهو مخالف لقوانين الرسل، وقوانين مجمع نيقية كما ذُكِر سالفاً) سوف نجد أن في بعض السنوات يأتي عيد القيامة في شهر مارس بصفة مستمرة (عندما يأتي في مايو بتطبيق حساب الأبقطي) وهذا يعني أن صوم الرسل سيزيد حتماً (لمدة شهر أزْيَد تقريباً وفي بعض السنوات تزيد هذه الفترة لأكثر من شهر) على عكس العمل بحساب الأبقطي في التقويم القبطي. سيأتي عيد القيامة في شهر مارس في الكنيسة الغربية بينما يأتي في شهر مايو في الكنيسة القبطية (أي بفارق خمس آحاد)، في أعوام ٢٠٢٤ م، ٢٠٢٧ م، ٢٠٣٢ م، ٢٠٣٥ م (في هذه السنة سيأتي يوم ٢٩ إبريل في الكنيسة القبطية – ٢١ برمودة ١٧٥١ ش)، أول إبريل ٢٠٤٠ م، ثم يعود إلى مارس ٢٠٤٣ م، ٢٠٤٦ م (حينها سيأتي في ٢٩ إبريل في الكنيسة القبطية – ٢١ برمودة ١٧٦٢ ش)، الثاني من إبريل ٢٠٥١ م، ويعود مرة أخرى إلى مارس ٢٠٥٤ م، ٢٠٥٩ م، ٢٠٦٢ م (حينها سيأتي يوم ٣٠ إبريل في الكنيسة القبطية – ٢٢ برمودة ١٧٧٨ ش)، ٢٠٦٥ م (حينها سيأتي يوم ٢٦ إبريل في الكنيسة القبطية – ١٨ برمودة ١٧٨١ ش)، ٢٠٧٠ م، ٢٠٧٣ م (حينها سيأتي يوم ٣٠ إبريل في الكنيسة القبطية – ٢٢ برمودة ١٧٨٩ ش)، ٢٠٨١ م، ٢٠٨٤ م (حينها سيأتي يوم ٣٠ إبريل في الكنيسة القبطية – ٢٢ برمودة ١٨٠٠ ش)، ٢٠٩٢ م (حينها سيأتي في ٢٧ إبريل في الكنيسة القبطية – ١٩ برمودة ١٨٠٨ ش)، ٢٠٩٧ م. إذن سيتراوح مجموع أيام صوم الرسل ما بين ٣٣ إلى ٤٣ يوماً حتى بتطبيق التقويم الإغريغوري الحديث، بينما إذا لم يتم تطبيقه وإستمرار الإعتماد على حساب الأبقطي سيتراوح مجموع أيام صوم الرسل ما بين ١٧ إلى ٢٧ يوماً في نفس الأعوام (ورد في موقع جمعية جنوب أستراليا الفلكية www. assa. org. au، شبكة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية copticchurch. net، موقع www. whyeaster. com، موقع www. timeanddate. com، ويكيپيديا الموسوعة الإلكترونية الحرة).

    النقطة الثانية كما لمَّح لها المحلل من قبل هي أن ربنا يسوع المسيح ينعم على شعبه بظهور النور المقدس في يوم عيد القيامة حسب حساب الأبقطي. إنه تكريم من الرب لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية وقديسيها، فيتساءل المحلل سؤالاً أبله، هل هذه مصادفة؟ هل حقاً عند الله مصادفة؟ بالطبع يعلم المحلل تمام العلم، وأيضاً القارئ، وأبونا القمص، أنه ليس عند الله مصادفةً (فضلاً راجع على سبيل المثال لا الحصر: المنع لخير الإنسان – كتاب عظات عن القديس مرقس، تساؤلات هادئة حول الفكر الإلحادي: خواطر أوليّة - ١ - مقالات أبونا الراهب سارافيم البراموسي، أعمال الرسل ١٧ – تفسير سفر أعمال الرسل من فيلبي إلى أثينا (سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين")) – فضلاً لاحظ أيضاً أن موقع www. st - takla. org يمتليء بمقالات وكتب كثيرة تدور حول هذه النقطة، أهمها سلسلة من تفسير وتأملات الآباء الأولين، وهي تغطي أحداث كثيرة في الأناجيل وأعمال الرسل والرسائل على الأخص، والكتاب المقدس بشكل عام.

    + ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ ﺃﻳﺿًﺎ ﺃﻧّﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﺧﻁﻭﺭﺓ ﺃﻥّ ﻧﻔﻛّﺭ ﺑﺄﻥ ﺗﺣﺗﻔﻝ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻬﺟﺭ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻓﻲ ﻳﻭﻡ 25 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ ﻭﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺻﺭ ﺗﻅﻝّ ﻋﻠﻰ ﻳﻭﻡ 7 ﻳﻧﺎﻳﺭ (ﺍﻟﺫﻱ ﺳﻳﺗﻐﻳّﺭ ﻻﺣﻘًﺎ).. ﻓﻬﺫﺍ ﺇﺫﺍ ﺗﻡّ ﺳﻳَﻘﺳِﻡ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻓﻲ ﻏﺿﻭﻥ ﺳﻧﻭﺍﺕ ﻗﻠﻳﻠﺔ.. ﻭﺳﻳﻭﺟِﺩ ﻣُﺷﻛﻠﺔ ﻏﻳﺭ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺣﻝّ ﺑﺧﺻﻭﺹ ﻣﺩّﺓ ﺍﻟﺻﻭﻡ ﻭﺍﺳﺗﻛﻣﺎﻝ ﺁﺣﺎﺩ ﺷﻬﺭ ﻛﻳﻬﻙ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻧﻳﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻬﺟﺭ، ﻓﻛﻳﻑ ﻧﺑﺩﺃ ﺷﻬﺭ ﻛﻳﻬﻙ ﻳﻭﻡ 9 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ ﻭﺑﻌﺩﻫﺎ ﺑﺣﻭﺍﻟﻲ ﺃﺳﺑﻭﻋﻳﻥ ﻧﺣﺗﻔﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ..؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺃﻳﺿًﺎ ﻋﻥ ﻣﻭﻋِﺩ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﺑﻌﺽ ﺍﻷﻋﻳﺎﺩ ﺍﻟﻣﺭﺗﺑﻁﺔ ﺑﻣﻭﻋِﺩ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻣﺛﻝ ﺍﻟﺧﺗﺎﻥ ﻭﺍﻟﻐﻁﺎﺱ ﻭﻋﺭﺱ ﻗﺎﻧﺎ ﺍﻟﺟﻠﻳﻝ ﻭﺩﺧﻭﻝ ﺍﻟﺳﻳﺩ ﺍﻟﻣﺳﻳﺢ ﻟﻠﻬﻳﻛﻝ؟! ﻟﺫﻟﻙ ﺃﺅﻛّﺩ ﺃﻥّ ﻣﻭﻋﺩ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﻻﺑﺩ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻣﻭﺣﱠﺩًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ ﺑﻛﻝّ ﺃﻧﺣﺎء ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ.. ﻭﻟﻌﻝّ ﻫﺫﺍ ﻣﺎ ﺩﻋﺎ ﺑﻌﺿًﺎ ﻣﻥ ﺃﺑﻧﺎء ﺷﻌﺑﻧﺎ ﺑﻛﻧﺩﺍ ﻓﻲ ﺳﺑﺗﻣﺑﺭ 2014ﻡ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﻁُﺭِﺣَﺕ ﻋﻠﻳﻬﻡ ﻓﻛﺭﺓ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻓﻲ ﺗﻭﻗﻳﺕ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺍﻷﻡّ ﻓﻲ ﻣﺻﺭ ﺃﻥ ﻳﺑﺩﻭﺍ ﻋﺩﻡ ﻗﺑﻭﻟﻬﻡ ﻟﻣﺛﻝ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻗﺗﺭﺍﺡ.

    ✝ (ت - ٢٢) ✝ يتَّفق المحلل تماماً مع أبينا القمص في أنه خطرٌ الإيحاء فقط بإنقسام الشعب القبطي، وإحداث إنشقاق كنسي. هذا الفكر مرفوض تماماً بالنسبة للمحلل، ليس فحسب من جهة مواعيد الإحتفالات ولكن الموضوع أعمق كثيراً، ما لا يحتاج شرح أو توضيح للقارئ. المحلل يجد كلمات أبينا القمص في وصف الشعب الكندي إثلاجاً للصدر وإنبعاثاً للفرحة في داخله حيث أن المحلل يَقْطُن بلداً من بلاد المهجر، ويرى ويسمع غيرة الشعب القبطي على مبادئ الجسد الواحد والروح الواحد، كما يريد بنا ربنا يسوع المسيح. فضلاً لاحظ أن أبينا القمص أخفق في قوله أن شهر كيهك يبدأ يوم ٩ ديسمبر (فالواقع هو أنه يبدأ يوم ١٠ ديسمبر، أو ١١ ديسمبر بعد السنة القبطية الكبيسة – هذا يشير إلى خلط أبينا القمص للتواريخ كما هو موضح في مواضع أخرى).

    + ﺃﻭﺩّ ﺃﻳﺿًﺎ ﺃﻥ ﺃﻭﺿّﺢ ﻣﺩﻯ ﻓﺭﺣﺔ ﻭﺗﻘﺩﻳﺭ ﻛﻝّ ﺃﺑﻧﺎء ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻭﺑﺎﻟﺫّﺍﺕ ﺍﻟﺟﻳﻝ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺛﺎﻟﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻬﺟﺭ ﺑﺗﻌﺩﻳﻝ ﻗﺭﺍءﺍﺕ ﻳﻭﻡ 23 ﻛﻳﻬﻙ (1 ﻳﻧﺎﻳﺭ) ﻭﺇﻋﺩﺍﺩ ﻗﺭﺍءﺍﺕ ﺟﺩﻳﺩﺓ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋﻳﺩ ﻧﻳﺎﺣﺔ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻧﺑﻲ، ﺑﺩﻻً ﻣﻥ ﺍﺳﺗﻼﻑ ﻗﺭﺍءﺍﺕ 8 ﺗﻭﺕ (ﻧﻳﺎﺣﺔ ﻣﻭﺳﻰ ﺍﻟﻧﺑﻲ).. ﻓﻘﺩ ﺃﺣﺳﱡﻭﺍ ﺃﻥّ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺣﻳّﺔ ﻭﻧﺎﻣﻳﺔ ﻭﻣﻌﺎﺻﺭﺓ ﻭﻟﻳﺳﺕ ﺟﺎﻣﺩﺓ... ﻭﺃﺗﻭﻗّﻊ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﺡ ﻭﺍﻟﺗﻘﺩﻳﺭ ﻓﻲ ﺍﺳﺗﻘﺑﺎﻝ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﻣﻭﻋِﺩ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ.. ﻭﻫﺫﺍ ﺳﻳﺯﻳﺩ ﺍﺣﺗﺭﺍﻣﻬﻡ ﻭﺍﺭﺗﺑﺎﻁﻬﻡ ﺑﻛﻧﻳﺳﺗﻬﻡ ﺍﻟﻌﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﻭﺍﻋﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﺗﻁﻭﱢﺭﺓ ﺃﻳﺿًﺎ..!

    ✝ (ت - ٢٣) ✝ لا يفهم المحلل لماذا تم هذا التغيير من الأساس، ولا يعرف متى تم، وبواسطة من. بحكم خدمة المحلل في الشموسية تفاجأ بهذا التغيير منذ بضعة سنوات لا أكثر! لكن الحقيقة هي أن المحلل يرى في هذا الأمر تعارضاً مع المعايير الأرثوذكسية، ومع التقليد والتسليم الكنسي القبطي! يدرك المحلل جيداً كم من مرة حدثت في الآونة الأخيرة تعديلات لبعض الطقوس مُحْدِثَةً بلبلةً وتشويشاً للشعب القبطي، ناهيك عن التباين في تفسير أهدافها، وبالتالي ممارساتها! رجوعاً لنقطة المناقشة الحالية وهي في صميم، بل وفي لُبِّ موضوع التقويم القبطي إزاء التقاويم الأرضية الأخرى – لا تحتفل كنيستنا برأس السنة يوم ٢٣ كيهك! إنها تحتفل به في يوم ١ توت (الموافق ١١ سبتمبر ثلاث مرات كل أربعة أعوام، و١٢ سبتمبر بعد السنة القبطية الكبيسة والتي تسبق السنة الميلادية الكبيسة). إنه في الإحتفال برأس السنة القبطية اختارت لنا كنيستنا جزء من إنجيل مار لوقا ٤: ١٤ – ٣٠ في إنجيل القداس، والذي ينتهي بفقرة طَرْد الرب يسوع بواسطة الحاضرين من المجمع ومن المدينة عازمين على أن يلقوه من أعلى الجبل. لِمَ لَمْ تقف الكنيسة عند ما قبل هذه الفقرة بالذات بدلاً من وضعها في القطمارس في يوم عيدِ كهذا؟ الحقيقة أن الإجابة بسيطة وهي أن الكنيسة في حكمتها كعروس للمسيح تبغي أن تُعَلِّمَنا أن إحتفالاتنا في العالم يجب أن تكون موجهة لتذكار الآلام والضيقات طالما مازلنا في داخل هذا الجسد الفاسد. إن فرحنا يجب أن يكون فرح بالضيقات. أيضاً الرسالة الأخرى المهمة، بل والأهم، هي أن هذا الفصل يدور حول التبشير بالخلاص، ومسيحنا قد قال في أكثر من موضع أنه ليس من هذا العالم، فلذا يجب أن نتذكر هذا ونحن نحتفل برأس سنة أرضية (أي عالمية). رسالة أخرى أيضاً تُعَلِّمُها لنا كنيستنا القبطية وهي أننا نحن أنفسنا يجب أن نتذكر خطايانا مع السنة الجديدة لأننا لسنا أكثر شفقةً من هؤلاء الذين كان يريدون قتل ربنا، ولذا فإن إحتفالنا بالسنة الجديدة يجب أن نتحلى فيه بالتوبة، والفطنة، ومحاسبة الذات – هذه هي مظاهر إحتفالاتنا. بالطبع هناك رسائل ودروس كثيرة أخرى، ولكن يكتفي المحلل بهؤلاء لإستكمال تفصيل الرد بأكثر عمقٍ.

    إذن بالرجوع لنقطة ٢٣ كيهك، والذي يقع يوم الأول من يناير ثلاث مرات كل أربع أعوام (فيما عدا الآحاد التي يُقرأ فيها قراءات الأحد الرابع من كيهك)، فيتساءل المحلل لماذا تم تغيير قراءاته؟ لعلنا نفهم الآن أنه مع حلول القرن الثاني والعشرين سيأتي الأول من يناير يوم ٢٢ كيهك ثلاث مرات، و٢١ كيهك مرة واحدة كل أربع أعوام. أيضاً فصول قراءات الثالث والعشرين من كيهك تتكرر ١٨ مرة، مع تذكار نياحة أي نبي من العهد القديم بغض النظر عن من هو، أو إذا كان له طقوس مخصوصة (مثل يونان النبي مثلاً)، أو عن مركزه الكتابي (أي من الأنبياء الكبار أو الصغار). لماذا إذاً تم التغيير؟ هل لشعور الشعب بالضجر من كلام الرب بتكراره للويلات؟ أو من الكنيسة لإختيار هذه الفقرة الغير مناسبة للحدث؟ هل هو لعدم مناسبة الخوف الذي يقصده ربنا لأناس أُخَر لا علاقة لنا بهم، وما الهدف من ذِكْرِه في الإحتفال بالسنة الميلادية وهي التي لا تخصنا روحياً أو طقسياً من الأساس؟ إن المحلل يرى أن رسالة أنبياء العهد القديم هي تقديم توبة حقيقية داخلياً وليس ظاهرياً، بل وأيضاً أن الخوف مهم جداً في عبادتنا لربنا (ننصت بخوف الله – اسجدوا لله بخوف ورعدة – « ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها، بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم» (مت ١٠: ٢٨) – «فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح، مكملين القداسة في خوف الله» (٢ كو ٧: ١)). أم هل كلام السيد المسيح ينبغي تقسيمه إلى ملائم وغير ملائم! المحلل يدرك أن القطمارس مثله مثل الخولاجي والإبصلمودية والسنكسار قد تم تغييرهم من قَبْلٍ بهدف توحيد القراءات والصلوات في الأرجاء المختلفة التي تستعمل الطقس القبطي، وهذا هدف حكيم وأصيل، قد تَأَتَّى بثماره بشكل كامل، فهل من الحكمة أن نُغَيِّره الآن بسبب حدث لا صلة له بالطقس القبطي من الأساس؟ ماذا سيحدث مع حلول عام ١٨١٦ ش، ٢٠٩٩ / ٢١٠٠ م؟ هل سنعود للطقس الأصلي وفصول ٨ توت (أيام نياحة الأنبياء)؟ لماذا يُعاب أيضاً على الكنيسة جمودها وصلابتها؟ لماذا يصبح تغيير الطقوس دليلاً على الحيوية، والنمو، والمعاصرة؟ يعتقد المحلل أن موقف قائلي مثل هذه العبارات يَنُمُّ عن عدم إلمام كامل بمبادئ إختيار فصول وقراءات قطمارسات الكنيسة القبطية، بل وعدم إقتناعهم أن الروح القدس يهتم بإختيار هذه الفصول والقراءات بالذات، وتعميمها على نحو واسع ليشمل جميع الارجاء التي تستعمل الطقس القبطي الأرثوذكسي. وهو أيضاً يَنُمُّ عن عدم فهم أسباب ترتيب الفصول والقراءات وإرتباطها بعضها ببعض، هذان اللذان يعكسان ليس فقط فكراً آبائياً، ولكن أيضاً فكراً لاهوتياً أرثوذكسياً، ورسولياً، يُقَدَّم لنا في قالب روحي نافع متكامل، بل ولازم لحياتنا على الأرض (فضلاً أنظر مقالة م. فؤاد نجيب يوسف في الرابط http: / / carpro1. tripod. com / HTMLobj - 138 / Coptic_Lectionary. htm).

    على المستوى الفلسفي والنفسي أيضاً، أنريد ابناءنا أن يتغيروا ويحيدوا عن ما نُعَلِّمُه لهم في صغرهم؟ وحتى على المستوى الشخصي، هل يريد أحد أن تتغير شخصيته بين الحين والآخر لكي يواكب تغيُّرات المجتمع؟ علم النفس يُعَرِّف هؤلاء بضعفاء الشخصية، أو واهني العزيمة. بالإضافة إلى ذلك، وكما ذكر المحلل من قبل، إن خطورة تغيير الطقوس القبطية بهدف جذب عدد أكبر من الناس، لا يؤدي إلى إحترامهم لها بالضرورة، ولكن بالشعور بأن شيئاً ما به عيب وكان يجب له أن يتغير – المحلل إذاً لا يرى أنه من المنطقي أن ينجذب أو يتمسك أي شخص بمنظومة سائرة في طريق غير واضح المعالم، وتحتاج إلى تغيير خط سيرها بين الحين والآخر! يرجو المحلل أن لا تسلك عروس المسيح في غضون تطورات العالم، وفي إطار التحديث والتعديل، شيء لا تحتاجه كنيستنا، طقوسنا، أو قِيَمُنا الأرثوذكسية التي حُفِظَت بواسطة الروح القدس على مدى الأجيال، مواجِهَةً طغيان المضطهدين، وظلم المعتدين، وبالأكثر إنشقاق المخالفين للإيمان الأرثوذكسي. أخيراً، دعنا مرة أخرى نستعيد تأكيدات المؤرخين في شتى المجالات والأرجاء بشهاداتهم أنه لولا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وآبائها وقديسيها وموقفهم الثابت الغير المنحرف على مدى الدهور، لكانت عانت المسيحية ككل، بل وفُقِدَت تماماً من قِبَل الفلسفات الغنوسية، الإلحاد، والهراطقة، الذين استعملوا أدواتاً مثل زعزعة المباديء القبطية بطرق إيمانية، مظهرية، وأيضاً إختبارية (يهيب المحلل القارئ بتَذَكُّر عمل الله في معجزة نقل جبل المقطم، كعمل كنسي شعبي لا يضاهيه أي عمل روحي جماعي في أي مكان آخر في العالم) (ورد في ويكيپيديا الموسوعة الإلكترونية الحرة، موسوعة Claremont Coptic Encyclopaedia، موقع www. britishorthodox. org).

    * ﻓﻛﺭﺓ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ.

    + ﺗﻘﻭﻡ ﻓﻛﺭﺓ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺭﺍء ﻳﺗﻡّ ﻣﺭّﺓ ﻭﺍﺣﺩﺓ ﻓﻘﻁ، ﻭﻫﻭ ﺍﻗﺗﻁﺎﻉ ﺛﻼﺙ ﻋﺷﺭ ﻳﻭﻣًﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ، ﻓﻲ ﺃﺣﺩ ﺍﻟﺷﻬﻭﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﻻ ﻳﻭﺟَﺩ ﺑﻬﺎ ﺃﻋﻳﺎﺩ ﺳﻳّﺩﻳّﺔ ﺃﻭ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎﺕ ﻛﻧﺳﻳّﺔ ﻫﺎﻣّﺔ ﻣﺛﻝ ﺷﻬﺭ ﺑﺎﺑﻪ.. ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺑﻳﻝ ﺍﻟﻣﺛﺎﻝ ﻟﻭ ﺍﺧﺗﺭﻧﺎ ﻳﻭﻡ 3 ﺑﺎﺑﻪ (ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻭﺍﻓﻕ 13 ﺃﻛﺗﻭﺑﺭ) ﻓﺳﻳﺗﺑﻌﻪ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓً ﻳﻭﻡ 17 ﺑﺎﺑﻪ (ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺳﻳﻭﺍﻓﻕ 14 ﺃﻛﺗﻭﺑﺭ). ﺃﻭ ﻳﺗﻡّ ﺍﻗﺗﻁﺎﻉ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺛﻼﺙ ﻋﺷﺭ ﺍﻷﺧﻳﺭﺓ ﻣﻥ ﺃﻱ ﺳﻧﺔ ﻗﺑﻁﻳّﺔ، ﻓﻳﺄﺗﻲ 1 ﺗﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﺍﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻳﻭﻡ 22 ﻣﺳﺭﻯ. ﻭﺑﻬﺫﺍ ﺳﻳﺄﺗﻲ ﻳﻭﻡ 29 ﻛﻳﻬﻙ ﻣﻭﺍﻓﻘًﺎ ﻟﻳﻭﻡ 25 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺣﺩﺙ ﻟﻘﺭﻭﻥ ﻁﻭﻳﻠﺔ ﻗﺑﻝ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1582ﻡ..

    ✝ (ت - ٢٤) ✝ يرى المحلل أن كلام أبينا القمص يفتقر للموضوعية. أولاً، كيف لأي شخص أن يجادل بأن هناك مناسبات قبطية غير هامة؟ فلنلاحظ أن يوم ١٢ من كل شهر هو تذكار شهري للملاك ميخائيل؛ يوم ٢١ من كل شهر هو تذكار السيدة العذراء والدة الإله؛ يوم ٢٩ من كل شهر هو تذكار عيد البشارة (عدا شهرى طوبة وأمشير). هل يطالب أبونا القمص بأن نلغي الإحتفال بأحد هذه الأيام؟ بالطبع قد يتساءل أحدٌ عما سيحدث إذا بالفعل تجاهلنا هذه الأيام مرة واحدة فقط من أجل هدف أهم؟ لا، فإن المحلل لا يرى هذا هدفاً أهم – المحلل يخاف بشدة من غضب الله والملائكة والقديسين. المحلل لا يود ولا يتمنى أن يأتي هذا اليوم الذي يُهْمَل فيه أحد هذه الأيام الذي فيه تذكار لأي قديس (أو شهيد بالقطع)، ملاك، أو أمنا العذراء – يُكَرِّر المحلل أن الغاية لا تبرر الوسيلة. لا حاجة للمحلل ليَذْكُر أن كنيستنا تُحِثُّ على بل وتهتم بالعِشْرة مع القديسين. ليس هناك أدني شك عند المحلل بأن أبينا القمص والقارئ يعرفون تمام المعرفة دلالات القديسين والملائكة عند الله، بل والحكايات المعروفة في شكواهم بأن الشعب القبطي لا يستشفع بهم بما يكفي لخير الشعب نفسه.

    ✝ (ت - ٢٥) ✝ المحلل يريد أن يُنَبِّه القارئ لنقطة هامة وهي أنه قبل عام ١٥٨٢ م ظلَّ الأقباط تحت حكم أنظمة متعددة، ويظن المحلل أنه لم تكن هناك فرصة لفرض مظاهر إحتفالية كما هو الحال الآن، إلا تلك الإحتفالات الروحية فقط. يجب أيضاً أن نَتَنَبَّه إلى أنه لم يكن في هذه الآونة سهولة في تناقل الأخبار أو تبادل التطورات، وبالتالي يشك المحلل أن في هذا الوقت عَرَفَ الأقباط، أو حتي اكترثوا بالتغيير الذي طَرَأ على قلة من مجتمعات أوروبا وقتها بتطبيقهم التقويم الإغريغوري الحديث، قبل زيادتهم تدريجياً. أخيراً وبصدد هذه النقطة يود المحلل أن يتمادى في التَمَعُّن ويذكر قول الأنبا أثناسيوس عندما قيل له بأنه أخذ موقف جعل العالم كله ضده، وإجابته "وأنا ضد العالم". إذاً فإن كان تقويمنا القبطي يتمايز عن كل دول، أنظمة، وممالك العالم، فليستمر على هذا الحال، حتى وإن اتَّبَعَت كنائس أرثوذكسية أخرى ذلك التقويم.

    + ﻳﺗﻡّ ﺍﺗﺑﺎﻉ ﻧﻔﺱ ﺍﻵﻟﻳّﺔ ﺍﻟﻣﺳﺗﺧﺩﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻐﺭﻳﻐﻭﺭﻱ ﻟﺿﺑﻁ ﻓﺭﻭﻕ ﺍﻟﺩﻗﺎﺋﻕ ﻭﺍﻟﺛﻭﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻋﺑﺭ ﺍﻟﺳﻧﻳﻥ، ﻓﻳﺗﻡّ ﺍﻗﺗﻁﺎﻉ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳّﺎﻡ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﻬﺭ ﺍﻟﺻﻐﻳﺭ ﻛﻝّ 400 ﺳﻧﺔ، ﻭﺍﻗﺗﻁﺎﻉ ﻳﻭﻡ ﺇﺿﺎﻓﻲ ﻛﻝّ 4000 ﺳﻧﺔ، ﻭﺍﻗﺗﻁﺎﻉ ﻳﻭﻡ ﺇﺿﺎﻓﻲ ﻛﻝّ 20000 ﺳﻧﺔ.

    + ﻭﻫﻛﺫﺍ ﺑﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﺳﻳﺗﻁﺎﺑﻕ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻣﺎﻥ ﺗﻣﺎﻣًﺎ، ﻭﻻ ﻳﻛﻭﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﻣﺟﺎﻝ ﻟﻼﺧﺗﻼﻑ ﻧﻬﺎﺋﻳًّﺎ.

    ✝ (ت - ٢٦) ✝ لعل أبينا القمص لا يدرك مدى صعوبة ما يقترحه. محاولة تطابق الأيام لن تعني تطابق التواريخ. الحقيقة هي أن السنة الكبيسة في التقويم الميلادي (سواء كان يولياني قديم أو إغريغوري حديث) يعتمد على إضافة يوم في شهر فبراير، أي ٢٩ فبراير، بينما يضيف التقويم القبطي يوم في السنة الكبيسة (السابقة للسنة الميلادية) في شهر النسيء، أي يوم ٦ نسيء. وعلى هذا لن تزل الأعياد القبطية تتأرجح كل أربعة سنوات، وتأتي في أيام مختلفة، إلى أن تتوازى مع السنة الميلادية يوم ٢٩ فبراير. إذاً فالمحلل يدرك أن هذا التطبيق لن يطغي فقط على التقويم القبطي، بل سوف يفسد الأيام والسنوات القبطية بعد التطبيق، بما لا يتوافق أبداً مع تعليم الآباء، مُسَلَّمات الرسل، تقليد الكنيسة، والأهم من ذلك سوف يتنافى مع دور الروح القدس، إلهنا الذي حفظ على كنيستنا بكل ما فيها على مَرِّ العصور. فضلاً لاحظ أعلاه حيث ذكر المحلل مراجع كثيرة لعلماء ومحللين أجانب الذين أقَروا بدور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في حفظ المسيحية ككل.

    * ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﻭﻣﻭﻋِﺩﻩ.

    + ﺍﻷﻣﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺩﺍﻳﺔ ﻳﺣﺗﺎﺝ ﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻻﻗﺗﺭﺍﺡ ﻣﻥ ﺍﻟﻠﺟﺎﻥ ﺍﻟﻣﺧﺗﺻّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﻣﻊ ﺍﻟﻣﻘﺩّﺱ، ﻭﻟﺩﻱّ ﺍﻻﺳﺗﻌﺩﺍﺩ ﻟﻠﺣﺿﻭﺭ ﻭﺷﺭﺡ ﻛﻝّ ﺍﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻝ ﻭﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻷﺳﺋﻠﺔ، ﺣﺗّﻰ ﺗﺗّﺿﺢ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﻭﺗﻛﻭﻥ ﻣُﻘﻧﻌِﺔ ﻟﻠﺟﻣﻳﻊ.

    + ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ ﺃﻧّﻧﺎ ﺳﻧﺣﺗﺎﺝ ﺃﻥ ﻧﺣﺩّﺩ ﻣﻭﻋﺩًﺍ ﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ، ﻭﻳُﻔﺿﱠﻝ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﻣﻭﻋِﺩ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺱ ﻳﻭﻡ ﺍﻋﺗﻣﺎﺩﻩ، ﻭﻳﻛﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﺑﺣﻭﺍﻟﻲ ﻣﻥ ﺳﻧﺗﻳﻥ ﻷﺭﺑﻊ ﺳﻧﻭﺍﺕ.

    + ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﻣﻧﺫ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﺣﺗّﻰ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺑﻪ ﻫﻧﺎﻙ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺗﺭﺗﻳﺑﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﻣّﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺟﺏ ﺍﻟﻘﻳﺎﻡ ﺑﻬﺎ.

    * ﺗﺭﺗﻳﺑﺎﺕ ﻫﺎﻣّﺔ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ.

    ﺃﻭﻻً: ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ: ﻳﻠﺯﻡ ﺇﺧﻁﺎﺭ ﻗﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﻣُﺯﻣﻊ ﺇﺟﺭﺍﺋﻪ ﻗﺑﻝ ﺍﻹﻋﻼﻥ.. ﻣﻊ ﺷﺭﺡ ﺍﻷﺳﺑﺎﺏ ﺍﻟﺗﻲ ﺩﻓﻌﺗﻧﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺭ، ﻭﻻ ﺃﻅﻥّ ﺃﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﻣَﻥ ﺳﻳﻌﺗﺭﺽ، ﻓﺎﻟﺟﻣﻳﻊ ﻳﻌﺭﻓﻭﻥ ﺃﻥّ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺣﺎﺭﺳﺔ ﻟﻠﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﻳﻊ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎﺗﻬﺎ.. ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺻﺩﺩ ﻳﺗﻡّ ﻁﻠﺏ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﻣﻭﻋِﺩ ﻋﻁﻠﺔ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﻓﻲ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻟﻳﻛﻭﻥ 25 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ ﺑﺩﻻً ﻣﻥ 7 ﻳﻧﺎﻳﺭ.

    ✝ (ت - ٢٧) ✝ ماذا إذا رفضت السُّلُطات؟ ماذا إذا تغيَّرت الحكومة وراجعت موقفها بعد موافقة سابقتها؟ لماذا يجب أن تلتزم الكنيسة بتغيير الشيء الذي يناسب الدولة، أي العالم؟

    ﺛﺎﻧﻳًﺎ: ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﻛﻧﺳﻲ: ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻬﻡّ ﺍﻟﻘﻳﺎﻡ ﺑﺗﻭﻋﻳﺔ ﻛﻧﺳﻳّﺔ ﻟﻠﺷﻌﺏ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓّﺔ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻳﺎﺕ ﻷﺳﺑﺎﺏ ﻭﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ، ﻭﺑﻌﺽ ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻟﻣﺗﻭﻗّﻌﺔ ﺑﻌﺩ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ، ﻭﻫﻭ ﻣﺎ ﺳﻧﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﻻﺣﻘًﺎ.. ﻭﺃﺗﻭﻗّﻊ ﺃﻥ ﺗﺭﺣّﺏ ﻏﺎﻟﺑﻳّﺔ ﺍﻟﺷﻌﺏ ﺑﻬﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻝ ﻣﺻﺭ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ..

    ﺛﺎﻟﺛًﺎ: ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﻣﺳﻛﻭﻧﻲ: ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻬﻡّ ﺃﻳﺿًﺎ ﺍﻟﺗﻭﺍﺻﻝ ﻣﻊ ﺟﻣﻳﻊ ﻛﻧﺎﺋﺱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﻭﺑﺎﻟﺫّﺍﺕ ﺍﻟﻛﻧﺎﺋﺱ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻊ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ، ﻭﺇﺑﻼﻏﻬﻡ ﺑﺄﻧّﻧﺎ ﺳﻧﻘﻭﻡ ﺑﻬﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻛﺫﺍ، ﻭﻧﺷﺭﺡ ﻟﻬﻡ ﻓﻭﺍﺋﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﻭِﺣﺩﺓ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ.. ﻭﻋﻣﻭﻣًﺎ ﻓﻌﺩﺩ ﺍﻟﻛﻧﺎﺋﺱ ﺍﻷﺭﺛﻭﺫﻛﺳﻳّﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺯﺍﻝ ﺗﺗﺑﻊ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ ﻫﻭ ﻋﺩﺩ ﻗﻠﻳﻝ ﺟﺩًّﺍ، ﻭﺍﻟﻐﺎﻟﺑﻳﺔ ﺗﺳﻳﺭ ﺣﺎﻟﻳًﺎ ﺣﺳﺏ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻐﺭﻳﻐﻭﺭﻱ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩ ﻭﺗﻌﻳﱢﺩ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻓﻲ ﻳﻭﻡ 25 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ.. ﺃﻣّﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻧﻳﺳﺔ ﺍﻟﻛﺎﺛﻭﻟﻳﻛﻳّﺔ ﻓﺳﻳﻛﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﺑﺎﺩﺭﺓ ﻣﺣﺑّﺔ ﻣِﻧّﺎ ﻓﻲ ﺍﺗﺟﺎﻩ ﺍﻟﺗﻘﺎﺭُﺏ ﻭﺻﻭﻻً ﻟﻠﻭﺣﺩﺓ ﺍﻟﻣﻧﺷﻭﺩﺓ.

    ✝ (ت - ٢٨) ✝ لا يعلم المحلل ما هو الغرض من إقتراح أبينا القمص بإعلام الكنائس الأرثوذكسية الأخرى؟ لِمَ ينبغي الإهتمام بمعرفتهم؟ هل هو شعور بواجب الكنيسة القبطية في إعلانها التَخَلِّي عن الشركة معهم في تلك الأعياد؟ أم هي مسئولية الكنيسة القبطية الرائدة في إعلان التَخَلِّي عن ريادتها؟ إنه أمرٌ يهم المحلل جداً بأن يوضِّح بخصوص النقطة الثانية أن الوحدة المنشودة هي وحدة الإيمان. لا يرى المحلل أن وحدة الإيمان ممكن أن تتحقق بتَخَلِّي الكنيسة القبطية عن تعليم الآباء، وتسليماتهم كما ذَكَرْتُ قبلاً في أكثر من موضع. الحقيقة هي أن المحلل يرى من الناحية النفسية، حيال إقتراح أبينا القمص، أن الكنيسة ستشبه شخصاً يحاول إرضاء الآخر بكل الطرق لجَنِىْ شيء من التصديق الخارجي، أو سعياً للحصول على الرضا، أو لإخفاء بعض الشعور بعدم الأمان النفسي. هذه وسائل دفاعية غير ناضجة تستخدمها النفوس المُهَاجَمة من قِبَل شخصيات أخرى أعلى في مراكز القوى.

    الحقيقة أنه لا ينبغي أن يكون هذا هو موقف الكنيسة وشعبها من وجهة نظر المحلل، لما سوف ينتج عنه من أخطار عدم إحترام الآخرين بمن فيهم أولادنا لهذا الموقف الواهن الغير الفعَّال. إنتشار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أرجاء المسكونة أحد أهم أهدافه هو نشر الإيمان الأرثوذكسي، وبالطبع الطقوس العقائدية القبطية التي تضمن ذلك. كيف إذن لأي شخص أن يدعو لإمتثال عروس المسيح لقوانين العالم، بدلاً من فرض مبادئها وتعاليمها الروحية في كل أوجه الحياة وعلى جميع الأقطار؟

    * ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻟﻣﺗﻭﻗّﻌﺔ ﻟﻠﺗﻌﺩﻳﻝ.

    ﺳﺗﺗﺣﺭّﻙ ﻣﻌﻅﻡ ﺍﻷﻋﻳﺎﺩ ﺍﻟﺳﻳّﺩﻳﺔ ﻭﺟﻣﻳﻊ ﺃﻋﻳﺎﺩ ﺍﻟﻘﺩﻳﺳﻳﻥ ﻟﺗﻌﻭﺩ ﻟﻣِﺎ ﻛﺎﻧﺕ ﻋﻠﻳﻪ ﻗﺑﻝ ﻋﺎﻡ 1582ﻡ.. ﺃﻱ ﺳﺗﺻﻳﺭ ﻣﺑﻛّﺭﺓ ﻋﻥ ﻣﻭﻋﺩﻫﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺗﻌﻭّﺩﻧﺎ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻭﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ.. ﻭﻫﺫﺍ ﺳﻳﻛﻭﻥ ﻏﺭﻳﺑًﺎ ﻋﻧﺩﻧﺎ ﻟﻔﺗﺭﺓ، ﺛﻡّ ﻧﻌﺗﺎﺩ ﻋﻠﻳﻪ ﻣﻊ ﻣﺭﻭﺭ ﺍﻟﺳﻧﻳﻥ، ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻅﺔ ﺃﻧّﻬﺎ ﺳﺗﻅﻝّ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ. ﻭﻟﻧﺄﺧُﺫ ﺑﻌﺽ ﺃﻣﺛﻠﺔ:

    ✝ (ت - ٢٩) ✝ بإستخدام أبينا القمص لتعبيرات مثل "ستتحَرَّك" و "لتعود" يدل للمحلل على عدم عمق إلمام أبينا القمص بما يطالب به. فضلاً لاحظ أن لا شيء من هذه الأعياد أو الأيام تحَرَّك أو تغيَّر قبلاً على الإطلاق. ما حدث، كما أشار المحلل من قبل، هو أن الأعياد في الكنيسة الغربية تحركت بسبب إستعمال هذا التقويم الحديث. لذا فأصبح عيد الميلاد عندهم يُحتفل به في ١٢ ديسمبر في التقويم اليولياني القديم في القرنين العشرين والواحد والعشرين. إذاً فكل أعياد الكنيسة القبطية تأتي في موعدها، سواء عيد الميلاد المجيد يوم ٢٩ كيهك (أو ٢٨ كيهك بعد السنة القبطية الكبيسة) الذي لا يزال يوافق ٢٥ ديسمبر في التقويم اليولياني القديم، عيد الغطاس المجيد يوم ١١ طوبة والذي يوافق ٦ يناير أو ٧ يناير بعد السنة القبطية الكبيسة، وعيد الرسل يوم ٥ أبيب الذي يوافق ٢٩ يونيو. أي بإختصار، لم يتحرك أي عيد سيدي أو أي عيد من أعياد القديسين لا بالنسبة للتقويم القبطي، ولا للتقويم الميلادي – لهذا ما حدث بعد التعديل هو أن كل التواريخ اختلفت بالنسبة للكنيسة الغربية، ليس بالنسبة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ولا الكنيسة الشرقية التي لا تزال تستعمل التقويم اليولياني القديم. فضلاً أيضاً راجع نقطة ✝ (ت - ٢٦) ✝ بخصوص عدم تزامن التواريخ القبطية مع الميلادية كل أربع سنوات.

    * ﺳﻳﻌﻭﺩ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﺧﺗﺎﻥ (6 ﻁﻭﺑﺔ) ﺇﻟﻰ ﻳﻭﻡ 1 ﻳﻧﺎﻳﺭ.

    ✝ (ت - ٣٠) ✝ فضلاً راجع النقاط ✝ (ت - ٢٦) ✝ و✝ (ت - ٢٩) ✝ لملاحظة أن الأمر ليس بسيط أو مباشر بهذه الصورة! نجد أنه كل أربع أعوام سيتزامن الأول من يناير مع ٥ طوبة، أي تذكار يوچينيوس الجندي.

    * ﺳﻳﻌﻭﺩ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﻐﻁﺎﺱ (11 ﻁﻭﺑﺔ) ﺇﻟﻰ ﻳﻭﻡ 6 ﻳﻧﺎﻳﺭ.

    ✝ ولكن كل أربع أعوام سيقع في ٧ يناير (فلن يتوافق إحتفاله مع الكنيسة الغربية بصفة مستمرة).

    * ﺳﻳﻌﻭﺩ ﻋﻳﺩ ﺩﺧﻭﻝ ﺍﻟﻣﺳﻳﺢ ﺍﻟﻬﻳﻛﻝ (8 ﺃﻣﺷﻳﺭ) ﺇﻟﻰ ﻳﻭﻡ 2 ﻓﺑﺭﺍﻳﺭ.

    * ﺳﻳﻌﻭﺩ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﺑﺷﺎﺭﺓ (29 ﺑﺭﻣﻬﺎﺕ) ﺇﻟﻰ ﻳﻭﻡ 25 ﻣﺎﺭﺱ.

    ✝ (ت - ٣١) ✝ لنا هنا وقفة. يود المحلل أن يشرح نقطة تخص تَمَسُك آبائنا بتقاليدنا بل ويتجاسر في الوصف مضيفاً هويتنا القبطية. وجد المحلل مع البحث، أنه عند إعتماد التقويم اليولياني القديم الذي بُنِي على التقويم الإسكندري المصري (القبطي فيما بعد) كان يوم ٢٩ برمهات، الموافق ٢٥ مارس، في القرن الأول قبل الميلاد، هو يوم الإعتدال الربيعي. على ذلك ولأنه لم يتم تغيير التقويم اليولياني القديم (أو القبطي طبعاً)، فإتخذ آبائنا يوم ٢٥ برمهات، الموافق يوم ٢١ مارس في القرن الرابع، كيوم الإعتدال الربيعي مثلما ذُكِر في كتاب الدسقولية في أول الباب الحادي والثلاثون: ’يجب عليكم يا إخوتنا الذين اشتريتم بالدم الكريم الذي للمسيح، أن تعلموا يوم الفصح بكل إستقصاء وإهتمام عظيم من بعد طعام الفطير الذي يكون في زمان الإعتدال (الربيعي) الذي هو خمسة وعشرون من برمهات، وأن لا يُعْمَل هذا العيد الذي هو تذكار آلام الواحد دفعتين في السنة، بل دفعة واحدة للذي مات عنا دفعة واحدة. واحذروا من أن تُعَيِّدوا مع اليهود لأنه ليست لكم الآن معهم شركة. لأنهم ضلوا وأخطأوا وزَلُّوا هؤلاء الذين ظنوا أنهم تكلموا بالحق فصاروا ضالين في كل زمان وابتعدوا عن الحق. أما أنتم فتَحَفَّظُوا بإستقصاء من عيد اليهود الذي فيه طعام الفطير الذي يكون في زمن الربيع الذي هو خمسة وعشرون من برمهات هذا الذي يُحْفَظ إلى أحد وعشرين يوماً من الهلال حتى لا يكون أربعة عشر من الهلال في أسبوع آخر غير الأسبوع الذي تعلمون فيه الفصح فتصبحون تصنعون الفصح دفعتين في السنة بقلة المعرفة... إلخ‘ (ورد في موقع www. st - takla. org، موقع ويكيپيديا الموسوعة الإلكترونية الحرة). هذا يوضح (١) حكمة آبائنا في هذا الوقت، (٢) إلمامهم المدهش بأمور التاريخ والفلك، و(٣) بُعْد نظرهم وأتجاسر فضيلة الشفافية عندهم. لعلنا لا نتناسى أبداً مكانة مدرسة الإسكندرية ومستواها في تعليم الملتحقين بها من المصريين أو الجنسيات الأخرى، ودورها الريادي في شتَّى المجالات، ليس الديني فحسب.

    * ﺳﻳﻌﻭﺩ ﻋﻳﺩ ﺩﺧﻭﻝ ﺍﻟﻣﺳﻳﺢ ﺃﺭﺽ ﻣﺻﺭ (24 ﺑﺷﻧﺱ) ﺇﻟﻰ ﻳﻭﻡ 19 ﻣﺎﻳﻭ.

    * ﺳﻳﻌﻭﺩ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﺭﺳﻝ (5 ﺃﺑﻳﺏ) ﻟﻳﻛﻭﻥ ﻳﻭﻡ 29 ﻳﻭﻧﻳﻭ، ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﻳﻧﻘﺹ ﺻﻭﻡ ﺍﻟﺭﺳﻝ 13 ﻳﻭﻣًﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﺿﻊ ﺍﻟﺣﺎﻟﻲ.

    ✝ (ت - ٣٢) ✝ الحقيقة أن أبينا القمص يخطئ مرة أخرى عند حساباته التي تخص صوم الرسل. ما يغفله أبونا القمص هو أن حساب الأبقطي لا يعتمد على التقويم الإغريغوري الحديث، بل على التقويم القبطي وبالتحديد يوم ٢٥ برمهات، كما ذكر المحلل في مواضع مختلفة بالشرح والتفصيل. وعلى هذا فإذا تم تطبيق هذا التقويم الإغريغوري الحديث فلسوف يقع يوم ٢٥ برمهات يوم ٢١ مارس وليس يوم ٣ إبريل. نتيجةً لهذا سوف يأتي عيد القيامة أسبوعاً مبكراً عما يأتي فيه في القرن العشرين والواحد والعشرين (أي بكل بساطة سيكون الفرق خمسة أو ستة أيام على الأكثر كما وضَّح المحلل من قبل). فضلاً أنظر نقاط ✝ (ت - ١٩) ✝، ✝ (ت - ٢٠) ✝، و✝ (ت - ٢١) ✝ لإيضاح الرد بأكثر دقَّةٍ.

    * ﺳﻳﺑﺩﺃ ﺻﻭﻡ ﺍﻟﺳﻳّﺩﺓ ﺍﻟﻌﺫﺭﺍء ﻳﻭﻡ 25 ﻳﻭﻟﻳﻭ (1 ﻣﺳﺭﻯ) ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻋﻳﺩﻫﺎ ﻓﻲ 9 ﺃﻏﺳﻁﺱ (16 ﻣﺳﺭﻯ).

    ✝ (ت - ٣٣) ✝ لا يعلم المحلل إن كان أبونا القمص قد نسى، أو أنه لا يعرف أمراً هاماً، يدل على خطورة تأثير تغيير التقويم القبطي على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ككل، وليس في مصر فقط. في يوم ١٦ مسرى من كل عام، تتعامد أشعة الشمس على هيكل السيدة العذراء والدة الإله في كنيسة مار جرجس الأثرية بصهرجت الكبرى – نعم، إنها كنيسة أثرية. كما أشار المحلل فيما سبق، لم يتغير ١٦ مسرى في التقويم القبطي من قبل البتة. يأتي هذا اليوم ١٦ مسرى، يوم تذكار إصعاد جسد السيدة العذراء في يوم ٢٢ أغسطس كل عام في القرنين العشرين والواحد والعشرين. إذاً ماذا سيحدث إذا طُبِّقَ ما يطالب به أبونا القمص من خلال ذلك التعديل؟ الحقيقة أنه بحسب موقع www. wataninet. com يُصَرِّح ملاك كنيسة مار جرجس بصهرجت الكبرى القمص ويصا حفظي أن الشمس تتعامد ثلاث مرات سنوياً على مذابح الكنيسة – يوم ١٦ مسرى في تذكار إصعاد جسد السيدة العذراء، كما تتعامد على الهيكل في عيد مار جرجس (٢٣ برمودة أو ١ مايو كل عام)، وأيضاً على مذبح الملاك ميخائيل في ذكرى عيده في ١٢ بؤونة (١٩ يونيو) من كل عام. هذه الظواهر وُثِّقَت في عدة مصادر (فضلاً أنظر ما يلي)، وفُسِّرَت بواسطة علماء آثار ومهندسين بمختلف الخلفيات (أي ليس فقط ذوي خلفية قبطية مسيحية).

    ليس هذا فحسب، ولكن من خلال بحث المحلل وجد أن نفس الظاهرة تحدث في كنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير، بمنيا القمح بالشرقية، عندما تتعامد أشعة الشمس على المذبح، تزامناً مع عيد إستشهاد مار جرجس في ٢٣ برمودة، والمرة الثانية في عيد الملاك ميخائيل (١٢ بؤونة). تم هذا الإكتشاف منذ بضعة سنوات عندما تساءل أحد المهندسين عن سبب غلق أحد الفتحات بالطوب. هذان التاريخان المذكوران (فضلاً لاحظ) في هاتين الكنيستين هما واحد (بإستثناء عيد إصعاد جسد السيدة العذراء في كنيسة مار جرجس الأثرية بصهرجت الكبرى) بالرغم من البُعْد الجغرافي بين الكنيستين. هذا ليس بالأمر العجيب إذا عُرِفَ أن التقويم القبطي ما هو إلا إستمرار للتقويم المصري المدني، والذي بواسطته كان يستخدم المصريون القدماء علوم الفلك لإحداث مثل هذه الظواهر، بشهادات كثير من العلماء والمفكرين. إذاً، هل يجب علينا الآن أن نغير التقويم القبطي، فنفقد كل ما صنعه آبائنا الأقباط المسيحيين في تكريمهم للعذراء، الملائكة، والقديسين والشهداء؟ أم على وجه أهم، هل يجب علينا أن نُنْقِص من مكانتهم في حياتنا وتذكارهم السنوي، مقللين ما فعله آبائنا الأقباط قبلنا، والذي يُبَيِّن عظمتهم، علمهم، وفوق كل ذلك توقير الله لهم؟ لعل القارئ وأبينا القمص على دراية أن الكنيسة الغربية تحتفل بعيد إصعاد جسد السيدة العذراء في يوم ١٥ أغسطس أو حتى يوم ٩ أغسطس، وليس يوم ٢٢ أغسطس (ورد في موقع www. wataninet. com، موقع اليوم السابع www. youm7. com، موقع صدى البلد www. elbalad. new / 2057545، موقع صوت الأمة www. soutelomma. com، وموقع www. copts - united. com).

    * ﺳﻳﻌﻭﺩ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﻧﻳﺭﻭﺯ (ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ 1 ﺗﻭﺕ) ﻟﻳﻛﻭﻥ ﻳﻭﻡ 29 ﺃﻏﺳﻁﺱ، ﻭﻋﻳﺩ ﺍﻟﺻﻠﻳﺏ 14 ﺳﺑﺗﻣﺑﺭ. ﺳﻳﻌﻭﺩ ﺻﻭﻡ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﺃﻳﺿًﺎ ﻟﻳﺄﺗﻲ ﻣﺑﻛّﺭًﺍ ﻋﻣّﺎ ﺗﻌﻭّﺩﻧﺎ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻵﻥ ﻓﻳﺑﺩﺃ ﻳﻭﻡ 12 ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ (16 ﻫﺎﺗﻭﺭ).

    ✝ (ت - ٣٤) ✝ طبعاً هذه الأيام ستظل مُتَغَيِّرة وتأتي في مواعيد مختلفة كل أربع سنوات، لأنها تقع بعد شهر النسيء، بإستثناء بداية صوم الميلاد الذي يتغير بعد السنة القبطية الكبيسة ويأتي في يوم ١٥ هاتور لكي تبقى مدة الصوم ثابتة (أي ٤٣ يوماً).

    * ﺳﺗﺄﺗﻲ ﺟﻣﻳﻊ ﺃﻋﻳﺎﺩ ﺍﻟﻘﺩﻳﺳﻳﻥ ﺍﻟﺗﻲ ﻟﻥ ﻳﺗﻐﻳّﺭ ﻣﻭﻋﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻣﺑﻛّﺭﺓ ﻋﻥ ﻣﻭﻋﺩﻫﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺗﺩﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻳﺔ، ﻓﻣﺛﻼ ﻳﻌﻭﺩ ﻋﻳﺩ ﺍﺳﺗﺷﻬﺎﺩ ﻣﺎﺭﻣﺭﻗﺱ (30 ﺑﺭﻣﻭﺩﺓ) ﻟﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ 25 ﺃﺑﺭﻳﻝ ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺩﻳﻣًﺎ ﻗﺑﻝ ﻋﺎﻡ 1582ﻡ، ﻭﻋﻳﺩ ﺍﺳﺗﺷﻬﺎﺩ ﻣﺎﺭﺟﺭﺟﺱ (23 ﺑﺭﻣﻭﺩﺓ) ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ 18 ﺃﺑﺭﻳﻝ، ﻭﻋﻳﺩ ﺍﺳﺗﺷﻬﺎﺩ ﻣﺎﺭﻣﻳﻧﺎ (15 ﻫﺎﺗﻭﺭ) ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ 11 ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ، ﻭﻫﻛﺫﺍ..

    ✝ لن يأتِ عيد إستشهاد مار مينا دائماً في ١١ نوڤمبر، لأنه سيأتي في يوم ١٢ نوڤمبر كل أربع سنوات (فضلاً لاحظ وقوعه ما بين ٦ نسيء و٢٩ فبراير) – فهو يتزامن مع بداية صوم الميلاد كل ٤ أعوام.

    * ﺧﺎﺗﻣﺔ.

    + ﺃﻗﺩّﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻣﺗﻭﺍﺿﻊ ﻣﻥ ﻣﻧﻁﻠﻕَ ﺣﺑّﻲ ﻟﻛﻧﻳﺳﺗﻲ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ ﺍﻷﺭُﺛﻭﺫﻛﺳﻳّﺔ، ﻭﺭﺅﻳﺗﻲ ﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻬﺎ ﺍﻟﺭﺍﺋﺩ ﺑﻳﻥ ﻛﻧﺎﺋﺱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﻭﺣِﺭﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﻭِﺣﺩﺗﻬﺎ، ﻭﺧﻼﺹ ﻭﺳﻼﻡ ﻭﺑﻧﻳﺎﻥ ﻛﻝّ ﻧﻔﺱ ﻓﻳﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﺫّﺍﺕ ﺍﻷﺟﻳﺎﻝ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ، ﻭﺭﻏﺑﺗﻲ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻧﺗﻘﺩّﻡ ﻭﻟﻭ ﺧﻁﻭﺓ ﺑﺳﻳﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﺗّﺟﺎﻩ ﺍﻟﻭﺣﺩﺓ ﻣﻊ ﻛﻝّ ﻛﻧﺎﺋﺱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ.

    ✝ ليس عند المحلل أي شك في محبة أبينا القمص للكنيسة، ولكن يرى عيوباً كثيرةً علميةً وغير علمية في هذا البحث، تؤثِّر جذرياً على ريادة الكنيسة القبطية كما شرح من قبل. يود المحلل أن يكرر أن الكنيسة القبطية ممنونة ببركات كثيرة ومعجزات لم يُرَ لها مثيلاً في أي طائفة أخرى في العالم، أرثوذكسية أو غير أرثوذكسية. الواجب علينا إذاً هو زيادة نشر الوعي لأبنائنا والداخلين الجدد للإيمان القبطي الأرثوذكسي حتى يصيروا هم أيضاً شهوداً لقامة ومكانة كنيستنا عند ربنا والعذراء والملائكة والقديسين.

    + ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﻻ ﻳﺗﺩﺍﺧﻝ ﻣﻊ ﺃﻱ ﺳﻌﻲ ﺁﺧَﺭ ﻟﺗﻭﺣﻳﺩ ﻣﻭﻋِﺩ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻘﻳﺎﻣﺔ.. ﻓﻬﺫﺍ ﺷﺄﻥ ﺁﺧَﺭ، ﻭﻳﻠﺯﻡ ﺃﻻّ ﻳﺗﺩﺍﺧﻝ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﺎﻥ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ، ﻷﻥ ﺗﺛﺑﻳﺕ ﻭﺗﻭﺣﻳﺩ ﻣﻭﻋﺩ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﻘﻳﺎﻣﺔ ﻫﻭ ﻣﻁﻠﺏ ﺁﺧَﺭ ﺟﺩﻳﺭ ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎﻡ ﻭﻟﻛﻧﻪ ﻳﺣﺗﺎﺝ ﻣﺳﺎﺭًﺍ ﻣﺧﺗﻠﻔًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻳﻪ، ﻣﻊ ﺟﻬﺩٍ ﻛﺑﻳﺭٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻔﺎﻫﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻛﻧﺎﺋﺱ.. ﻟﺫﻟﻙ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻧﺑﺩﺃ ﺑﻣﻭﺿﻭﻉ ﻣﻭﻋِﺩ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ، ﻓﻬﻭ ﻣﺭﺗﺑﻁ ﺑﺿﺑﻁ ﺗﻘﻭﻳﻣﻧﺎ ﻭﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎﻭﻝ ﺃﻳﺩﻳﻧﺎ..!

    ✝ تطرق المحلل لهذه النقطة بالتحليل والإستفاضة في أكثر من موضع أعلاه. فضلاً راجع نقاط ✝ (ت - ١٢) ✝، ✝ (ت - ٢٠) ✝، و✝ (ت - ٢١) ✝.

    + ﻣﻥ ﻓﻭﺍﺋﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﺃﻳﺿًﺎ ﺃﻧّﻧﺎ ﻟﻥ ﻧﺣﺗﺎﺝ ﻟﺗﻐﻳﻳﺭ ﺃﻱ ﺷﻲء ﻓﻲ ﻛﺗﺏ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺃﻭ ﻁﻘﻭﺳﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻋﻳﺎﺩﻫﺎ..

    ✝ (ت - ٣٥) ✝ كيف يقول أبونا القمص هذا الرأي؟ هذه ليست فائدة من فوائد التعديل. مرة أخرى يكرر المحلل أن التقويم القبطي ليس له أي علاقة بالتقويم الميلادي، ولذلك إعادة ترقيم السنوات، أو إعادة تسمية الأيام، أو حتى إلغاء كل ما نعرفه الآن عن أي نوع من أنواع التقاويم الميلادية لن يكون له تأثيرٌ بالمرة على أعياد كنيستنا التي تتبع تقويمنا القبطي فقط لا غير. لكن ماذا سيحدث لو لم يَعُد النور المقدس يتزامن مع توقيت عيد القيامة الذي عَلَّمَ به آبائنا؟ من الواضح أن بعض الطوائف الأخرى ستظل ملتزمة بتعاليم الأنبا أثناسيوس الرسولي، الأنبا ألكسندروس الأول، والقديس بفنوتيوس، بينما نتخَلَّف نحن! هذا لا يصِحُّ. بل وماذا سيحدث أيضاً في أعياد السيدة العذراء والملائكة والقديسين، وتعامد أشعة الشمس على مذابح كنائسهم في أعيادهم حسب الأمثلة المطروحة أعلاه؟ لا ينتظر المحلل إجابةً على هذا السؤال المجازي.

    + ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻫﻭ ﺗﺻﺣﻳﺢ ﻓﻠﻛﻲ ﻟﻳﺱ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﻳﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﻭﺍﺋﻑ، ﻭﻣﻥ ﺍﻟﻣﻔﻳﺩ ﻭﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﺗﻡّ، ﺳﻭﺍء ﻓﻲ ﺟﻳﻠﻧﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﺟﻳﺎﻝ ﺗﺎﻟﻳﺔ.. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺳﻳﻛﻭﻥ ﺣﺩﺛًﺎ ﺗﺎﺭﻳﺧﻳًّﺎ ﻋﻅﻳﻣًﺎ ﻳُﺣﺳَﺏ ﻵﺑﺎء ﺍﻟﻣﺟﻣﻊ ﺍﻟﻣﻘﺩّﺱ ﺍﻟﺣﺎﻟﻳﻳﻥ ﺃﻧّﻪ ﺗﻡّ ﻓﻲ ﻋﻬﺩﻫﻡ. (ﻟﻠﻣﺯﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ، ﻳﻣﻛﻥ ﺍﻟﺭﺟﻭﻉ ﻟﻛﺗﺎﺏ "ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ، ﺗﻁﻭﱞﺭ ﺣﻠﻘﺎﺗﻪ ﻭﺿﺑﻁﻪ" ﻟﻸﺳﺗﺎﺫ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ ﺟﻭﺯﻳﻑ ﺻﺩﻗﻲ ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻝ).

    ✝ كما ذكر المحلل من قبل، التصحيح الفلكي لا ينبغي أن يُبْنَى على أساس معيوب، وإلا يصير هناك حاجة إلى التصحيح على أساس التقويم اليولياني المُنَقَّح، أو التقويم الفارسي، والذي ثبت علمياً تفوقهم على التقويم الإغريغوري الحديث، إلا إذا كان الهدف هو التَشَبُّه بالعالم كما ذَكَرْتُ قبلاً. من أجل التدقيق فقط وإحقاقاً للحق، وجد المحلل مصدراً واحداً أجنبياً على موقع ويكيپيديا، الموسوعة الإلكترونية الحرة، يشير إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد أدخلت التقويم اليولياني المُنَقَّح في صميم إستعمالها للتقويم القبطي في أكتوبر عام ١٩٢٨ م، ولكن لم يجد المحلل أي مصادر أخرى عربية أو أجنبية تؤكد ذلك. إذا كان هذا صحيحاً يتساءل المحلل إذاً هل من الحكمة إستبدال الصحيح بالمغلوط من أجل أهداف غير روحية؟

    + ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻗﺗﺭﺍﺡ ﻫﻲ ﻋﺩﻡ ﻭﺟﻭﺩ ﺍﻗﺗﻧﺎﻉ ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﻓﻲ ﻣﺻﺭ.. ﻓﺈﻧّﻪ ﻳﻠﺯﻡ ﺍﻷﺧﺫ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺗﺑﺎﺭ ﺃﻥّ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺗﻧﻣﻭ ﺑﺳﺭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻬﺟﺭ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻵﻥ ﺣﻭﺍﻟﻲ 20% ﻣﻥ ﺍﻷﻗﺑﺎﻁ ﻳﻌﻳﺷﻭﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺻﺭ، ﻭﺃﻛﺛﺭ ﻣﻥ 25% ﻣﻥ ﺍﻵﺑﺎء ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﺃﻋﺿﺎء ﺍﻟﻣﺟﻣﻊ ﺍﻟﻣﻘﺩّﺱ ﻳﺧﺩﻣﻭﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺻﺭ، ﻓﺈﻧّﻲ ﺃﺗﻭﻗّﻊ ﻓﻲ ﻏﺿﻭﻥ ﺍﻟﻌﺷﺭﻳﻥ ﻋﺎﻣًﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺃﻥ ﻳﺗﺿﺎﻋﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺩﺩ.. ﻓﻣﻥ ﺍﻟﺟﻣﻳﻝ ﺃﻥ ﺗﻅﻝّ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺟﺳﺩًﺍ ﻭﺍﺣﺩًﺍ ﻳﺣﺱّ ﺃﻋﺿﺎﺅﻩ ﺑﺑﻌﺿﻬﻡ ﺍﻟﺑﻌﺽ.. ﻟﺫﻟﻙ ﺃﻋﺗﻘﺩ ﺃﻥّ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺳﻳﻛﻭﻥ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻟﻣﺳﺔ ﺣُﺏّ ﺗﺟﺎﻩ ﺃﺑﻧﺎء ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺍﻟﻣُﺣﺑﱢﻳﻥ ﻓﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺻﺭ، ﺑﻝ ﻭﻣﺑﺎﺩﺭﺓ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﺳﺗﻘﺑﻝ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ، ﺳﺗﺣﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺣﺩﺓ ﺍﻟﻭﺟﺩﺍﻧﻳّﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻷﺳَُﺭ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺗﻭﺯّﻉ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﺑﻳﻥ ﻣﺻﺭ ﻭﺍﻟﺧﺎﺭﺝ..!

    ✝ يتساءل المحلل ما الحاجة إلى التعديل من الأساس؟ إذا كان أبونا القمص يتوقع أو على دراية بعدم إقتناع البعض، فلماذا يجب علينا التغيير إذاً؟ إن المحلل يرى أن صالح مستقبل الكنيسة هو إستمرارها على تعليم الآباء، والوحدة المتحققة حالياً، بلا داعي لمناداة أي فرد بإستحداث شيء ما، ولأي هدف؟ تضاعُف عدد الأقباط في موقع جغرافي مُعَيَّن لا ينبغي أن يعني تغيير المُسَلَّمات الآبائية الأرثوذكسية كما ذَكَرْتُ قبلاً.

    ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻭﺗﻭﺿﻳﺣﺎﺕ.

    ﻋﻧﺩﻣﺎ ﻧﺷﺭﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺻﻭﺭﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻳّﺔ ﻣﻧﺫ ﺷﻬﺭﻳﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺗﻰ ﺍﻟﺧﺎﺻّﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻳﺳﺑﻭﻙ ﺭﺣّﺏ ﺑﻪ ﺍﻵﻻﻑ.. ﻭﺟﺎءﻧﻲ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻌﻠﻳﻘﺎﺕ.. ﻣﻌﻅﻣﻬﺎ ﺇﻳﺟﺎﺑﻳّﺔ، ﻭﺑﻌﺿﻬﺎ ﺳﻠﺑﻳّﺔ.. ﻛﻣﺎ ﺟﺎءﻧﻲ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﺳﺎﺅﻻﺕ..

    ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺩﺍﻳﺔ ﺃﺷﻛﺭ ﻛﻝّ ﻣَﻥ ﺷﺎﺭﻙ ﺑﺎﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﺗﻌﻠﻳﻕ، ﻭﻛﻝّ ﻣَﻥ ﺃﺭﺳﻝ ﻟﻲ ﺭﺳﺎﺋﻝ.. ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻬّﺎ ﺗﻛﺷﻑ ﻋﻥ ﺍﻫﺗﻣﺎﻡ ﻭﻣﺣﺑّﺔ ﻭﻏﻳﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ.. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻳﺳﻌﺩﻧﻲ ﺍﻵﻥ ﺃﻥّ ﺃﻭﺿّﺢ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻧﻘﺎﻁ ﻭﺍﻻﺳﺗﻔﺳﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻭﺻﻠﺗﻧﻲ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺭُّﺍء ﺍﻷﺣﺑﺎء ﻓﻲ ﺷﻛﻝ ﺳﺅﺍﻝ ﻭﺟﻭﺍﺏ، ﻟﻛﻲ ﺗﻛﺗﻣﻝ ﻓﻛﺭﺓ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻣﻘﺗﺭﺣﺔ ﻣﻥ ﻛﻝّ ﺍﻟﺟﻭﺍﻧﺏ.

    ﺃﻭﻻً: ﺃﻭﺩّ ﺃﻥ ﻧﺗّﻔﻕ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻣﺑﺎﺩﺉ ﺍﻟﻬﺎﻣّﺔ:

    1 - ﺍﻟﺧﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻻ ﻳﻔﺳﺩ ﻟﻠﻭﺩّ ﻗﺿﻳّﺔ.. ﻓﻘﺩ ﻧﺧﺗﻠﻑ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻧﺎ ﺃﻭ ﻧﻅﺭﺗﻧﺎ ﻟﻸﻣﻭﺭ، ﻟﻛﻥّ ﺍﻟﻣﺳﻳﺢ ﻋﻠﻣﻧّﺎ ﺃﻥ ﻧﺣﺏ ﺑﻌﺿﻧﺎ ﺑﻌﺿًﺎ ﻭﻧﺣﻥ ﻣﻠﺗﺯﻣﻭﻥ ﺑﺎﻟﻣﺣﺑّﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻧّﻰ ﻭﺗﺭﻓﻕ، ﻭﻻ ﺗﻅﻥّ ﺍﻟﺳﻭء، ﻭﻻ ﺗﺣﺗﺩّ، ﻭﻻ ﺗﺗﻔﺎﺧﺭ ﻭﻻ ﺗﻧﺗﻔﺦ.. ﻭﺑﻬﺫﺍ ﻳﻌﺭﻑ ﺍﻟﺟﻣﻳﻊ ﺃﻧّﻧﺎ ﺗﻼﻣﻳﺫ ﺍﻟﻣﺳﻳﺢ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻧﺎ ﺣُﺏّ ﺑﻌﺿﻧﺎ ﻟﺑﻌﺽ.

    2 - ﺍﻷﺯﻣﻧﺔ ﻭﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺗﻘﺎﻭﻳﻡ ﺍﻟﻔﻠﻛﻳّﺔ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻫﻲ ﺃﻣﻭﺭ ﻣﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻔﺎﻧﻲ ﻭﺳﺗﺯﻭﻝ ﻣﻌﻪ.. ﻭﻧﺣﻥّ ﺩﺧﻠﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺋﺭﺓ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﺍﻷﺑﺩﻳّﺔ ﻣﻧﺫ ﻣﻌﻣﻭﺩﻳّﺗﻧﺎ، ﻭﻳﺩﻋﻭﻧﺎ ﺍﻹﻧﺟﻳﻝ ﺃﻥ ﻧﻣﺳﻙ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﺍﻷﺑﺩﻳّﺔ (1ﺗﻲ6) ﻭﺃﻥ ﻧﻬﺗﻡّ ﺑﻣﺎ ﻓﻭﻕ ﺇﻥ ﻛُﻧّﺎ ﻗﺩ ﻗﻣﻧُﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻣﺳﻳﺢ (ﻛﻭ3).. ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥّ ﻣﻭﺿﻭﻋﺎﺕٍ ﻣﺛﻝ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﺎﻭﻳﻡ ﺍﻟﺯﻣﻧﻳّﺔ ﻫﻲ ﻣﺟﺭّﺩ ﺃﻣﻭﺭ ﺗﻧﻅﻳﻣﻳّﺔ ﺑﺳﻳﻁﺔ ﻓﻲ ﺣﻳﺎﺗﻧﺎ ﺍﻟﻘﺻﻳﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻻ ﻳﺟﺏ ﺃﺑﺩًﺍ ﺃﻥ ﺗﻛﻭﻥ ﻣﺛﺎﺭًﺍ ﻟﻼﺣﺗﺩﺍﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺟﺭﻳﺢ ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺷﻭﻳﺵ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺏ ﺍﻫﺗﻣﺎﻣﻧﺎ ﺑﺄﺑﺩﻳّﺗﻧﺎ.

    ✝ كما أشار المحلل من قبل مراراً وتكراراً، هذا هو لُبُّ التحليل النقدي، موافقاً لكلام أبينا القمص بأن نظرنا يجب أن يكون مُثَبَّتّاً على السماء. أما الإختلاف فهو واضح أن ما يسميه أبونا القمص أمور تنظيمية بسيطة، تؤدي إلى تشويش، وإحتداد، وتجريح على حسب كلامه – ويبقى السؤال هنا لماذا إذاً؟ كي نأخذ أجازة، ونفرح بيوم عطلة؟ الحقيقة أنه إذا كان هذا إختباراً من ربنا عن كيف سنتصرف في إختيارنا للتمسك بالروحانيات وتعاليم الآباء أو تفضيل الأرضيات، فمن الأجدر أن نستمر على مبادئنا بلا تغيير كي نجتاز هذا الإختبار.

    3 - ﻛﻠﻧّﺎ ﻧﺣﺏ ﻛﻧﻳﺳﺗﻧﺎ ﺍﻷﺭُﺛﻭﺫﻛﺳﻳّﺔ ﻭﻣﺗﻣﺳّﻛﻭﻥ ﺑﻌﻘﻳﺩﺗﻧﺎ ﻭﻁﻘﻭﺳﻧﺎ ﻭﻧﻌﻳﺷﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻭﻫﺭﻫﺎ ﻭﻋﻣﻘﻬﺎ.. ﻭﻟﻛﻥّ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺳﻁﺣﻲ ﺃﻭ ﻣﺟﺭّﺩ ﺍﻟﺗﻣﺳّﻙ ﺑﺎﻟﺷﻛﻝ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﻱ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﻳﺅﺩّﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺟﻣﻭﺩ ﺍﻟﻔﻛﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻵﺭﺍء ﻏﻳﺭ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﻳّﺔ.. ﻭﻟﻛﻥ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﻳﻔﻬﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻭﻳﺳﺗﻧﻳﺭ ﺫﻫﻧﻪ ﺑﺎﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﻳﺳﺗﺭﻳﺢ ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﻭﻳﻁﻣﺋﻥ، ﺑﻝ ﻳﻛﻭﻥ ﺃﻛﺛﺭ ﻗﻭّﺓ ﻭﺛﺑﺎﺗًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻣﺳﱡﻙ ﺑﺈﻳﻣﺎﻧﻪ ﺍﻷﺭﺛﻭﺫﻛﺳﻲ ﺑﺩﻭﻥ ﺍﺳﺗﻌﻼء ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺩ.. ﻟﺫﻟﻙ ﺃﻫﻣﺱ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﺃﻧّﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻬﻡّ ﺃﻥ ﻧﺭﺗﻘﻲ ﻣﻥ ﻣﺳﺗﻭﻯ "ﻧﺭﻓﺽ ﻭﻧﺷﺟﺏ ﻭﻧﺩﻳﻥ.." ﺣﺗّﻰ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻘﺭﺃ ﺟﻳّﺩًﺍ، ﺇﻟﻰ ﻣﺳﺗﻭﻯ "ﻧﻘﺭﺃ ﻭﻧﺗﻧﺎﻗﺵ ﻭﻧﻔﻬﻡ ﺍﻟﺣﻘﺎﺋﻕ ﻣﻌًﺎ"..!

    ✝ (ت - ٣٦) ✝ (١) أولاً، مع التَعَمُّق في الفهم يظهر لنا أن ما يطالب به أبونا القمص هو الفهم السطحي بعَيْنِه، لأنه كما وضح المحلل لم يتمسك آباء كنيستنا بالتقويم القبطي سهواً، أو إعتباطاً، بل بإرشاد الروح القدس، ففاق هذا التنظيم القبطي، والناتج من الإيمان الأرثوذكسي السليم بشهادة مؤرخين من جنسيات مختلفة، كل علمٍ حديث، أو خُلِق لأغراض غير روحية. (٢) ثانياً، هناك قول إنكليزي مفاده إن أنصاف المعرفة أخطر من عدم المعرفة. يهيب المحلل بمراجعة النقاط المذكورة أعلاه لكي يستنتج القارئ أن بحث أبينا القمص للأسف لا يغطي كل ما توصل له العلم. الأهم من ذلك كما ذكر المحلل سابقاً، العلم سيظل يتغير، ولن يقف على حاله، وعندها سيصبح الموقف أكثر ضعفاً، إذا مثلاً تم تغيير التقويم الميلادي في وقتٍ مُقْبِل (أي في غضون الـ٢٨٠٠ سنة القادمة مثلاً). (٣) ثالثاً، ليس هناك إستعلاء أبداً عندما نتمسك بأقوال وتعاليم وحكمة آبائنا الأقباط الأرثوذكس، عنه إذا انساقنا وراء علماء الغرب الذين لم يتحلوا الدقة الكاملة من حيث التسليم الآبائي، فضلاً عن الأخطاء والعيوب الأخرى المذكورة سابقاً. ببساطة هم وقعوا في خطأ روحي مخالف لتعليم مجمع نيقية المسكوني، ولربما لم يكن هذا في أولويات حساباتهم لإعتبار الأقباط منشقين عن إيمانهم، فأين إذاً الإستعلاء؟ من الناحية النفسية، وكما ذكر المحلل من قبل، هناك خطورة أن ينظر أبنائنا والداخلين الجدد للإيمان القبطي الأرثوذكسي بنظرة عدم الرضا عن موقف سَعْيٍ للتصديق الخارجي، وإرضاء الغير، هذه الوسائل الدفاعية التي توحي بعدم الثقة في مسارنا على الخط المستقيم. (٤) رابعاً، يرجو المحلل أن يقرأ الجميع قراءة جيدة، كما قال أبونا القمص، كي يتوصل المرء لحقائق العلوم الحالية، وزيف أو صحة المكتوب في الكتب. دعني أيضاً بحكم عملي في مجال الطب النفسي أُذَكِّر القارئ أن الغرب يؤمن بصحة نظرية التطور والتي غَيَّرَ داروين آلياتها إلى حدٍ كبير قبل وفاته. الغرب أيضاً يعتبر الشذوذ الجنسي مَيَلان طبيعي عند بعض البشر، وهذا كله مثبوت علمياً من خلال أبحاث وتجارب عديدة. كما قال بولس الرسول «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ توافِقُ. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي، وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي» (١ كو ١٠: ٢٣).

    ﺛﺎﻧﻳًﺎ: ﻟﻧﺳﺗﻌﺭﺽ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻣُﺛﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺗﺳﺎﺅﻻﺕ ﺣﻭﻝ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ:

    ﺳﺆال رﻗﻢ 1: أﺧﺸﻰ أن ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻮﻋِﺪ اﻻﺣﺘﻔـﺎل ﺑﺎﻟﻌﻴﺪ ﺳﻮف ﻳُﻨﻘِﺺ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ.. ﻓﺘﺼﻴﺮ ﻛﻨﻴﺴﺔً ﺗﺎﺑﻌﺔ، وﻟﻴﺴﺖ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻗـﺎﺋﺪة وﻣﻤﻴّﺰة وﻟﻬﺎ ﺗﻔﺮﱡدﻫﺎ. ﻣﺎ رأﻳﻚ؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﻻ ﻳﺧﺗﺹّ ﺑﻬﻳﺑﺔ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ.. ﻓﺎﻟﻬﻳﺑﺔ ﻟﻳﺳﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻔﻠﻛﻲ، ﻟﻛﻥ ﻓﻲ ﺣﺿﻭﺭ ﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ.. ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻳﺩﺓ ﻭﺍﻷﺳﺭﺍﺭ ﻭﺍﻵﺑﺎء ﺍﻟﻘﺩﻳﺳﻳﻥ ﻭﺍﻹﻳﻣﺎﻥ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﻳﻡ ﻭﺍﻟﺗﺭﺍﺙ ﺍﻟﺭﻭﺣﻲ ﺍﻟﺛﻣﻳﻥ، ﻭﻓﻲ ﺣﻳﺎﺗﻧﺎ ﺍﻟﺭﻭﺣﻳّﺔ ﺍﻟﻣﻘﺩّﺳﺔ. ﻭﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﺃﻳﺿًﺎ ﻟﻳﺱ ﻓﻲ ﻛَﻭﻥ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻗﺎﺋﺩﺓ ﺃﻭ ﺗﺎﺑﻌﺔ، ﻷﻧّﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﻟﺳﻧﺎ ﺗﺎﺑﻌﻳﻥ ﻷﺣﺩٍ، ﻧﺣﻥ ﻓﻘﻁ ﻧﺻﺣّﺢ ﺗﻘﻭﻳﻣًﺎ ﺧﺎﺻًّﺎ ﺑﻧﺎ، ﺑﻌﺩ ﺃﻥ ﻛﺷﻑ ﺍﻟﻌِﻠﻡ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﺃﻥّ ﺑﻪ ﺧﻁﺄً ﺑﺳﻳﻁًﺎ ﺟﺩًّﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺳﺎﺏ.. ﻧﺣﻥ ﺳﻧﻅﻝّ ﻛﻧﻳﺳﺔ ﻗﺎﺋﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﻘﻳﺩﺗﻬﺎ، ﻭﺗﻘﺎﻟﻳﺩﻫﺎ ﺍﻷﺻﻳﻠﺔ، ﻭﺁﺑﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻌﻅﺎﻡ ﻣﻌﻠﻣّﻲ ﺍﻟﻣﺳﻛﻭﻧﺔ.

    ✝ فضلاً راجع النقاط السابقة كي تتمكن من التحقق من تأثير تغيير التقويم على كل أوجه العبادة، وأيضاً عدم صحة أو دقة التقويم الإغريغوري الحديث من الأساس.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 2: ﻓﻲ رأﻳﻲ أﻧّﻪ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﻌﻴﺪ ﺳﻮف ﻧﻬﺪم ﻓﺼﻮﻻً ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺤﻮارات ﻣﻊ اﻹﺧﻮة اﻷُرﺛﻮذﻛﺲ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻘﻴﺪوﻧﻴﻴﻦ، ﻛﻤﺎ أنّ أي ﺗﻘـﺎرب ﻣﻊ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﺳﻮف ﻳُﻔﻘﺪﻧﺎ ﺗﻘـﺎرﺑﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﻴﻦ وﺳﻮف ﻻ ﻧﺮﺑﺢ ﻣﻨﻪ أي ﺷﻲء ﺑﻞ ﻧﺨﺴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ. ﻣﺎ رأﻳﻚ ﻓﻲ ﻫﺬا؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    ﻧﺣﻥ ﻻ ﻧﻐﻳّﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻳﺩﺓ، ﺑﻝ ﻓﻘﻁ ﻧﺿﺑﻁ ﺗﻘﻭﻳﻣﻧﺎ ﺍﻟﺧﺎﺹّ، ﻭﻫﺫﺍ ﻟﻳﺱ ﻟﻪ ﺩﺧﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﻭﺍﺭ ﺍﻟﻼﻫﻭﺗﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻛﻧﺎﺋﺱ ﻧﻬﺎﺋﻳًّﺎ. ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻧﺎﺋﺱ ﺍﻟﺧﻠﻘﻳﺩﻭﻧﻳّﺔ: ﺑﻌﺿﻬﻡ ﻋﺩّﻟﻭﺍ ﺗﻘﺎﻭﻳﻣﻬﻡ ﻭﺍﻟﺑﻌﺽ ﻻ، ﻓﻣﺛﻼ ﻛﻧﻳﺳﺔ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻥ ﻭﺑﻠﻐﺎﺭﻳﺎ ﻭﻣﻌﻅﻡ ﺍﻟﻛﻧﺎﺋﺱ ﺍﻷﺭﺛﻭﺫﻛﺳﻳّﺔ ﺍﻟﺷﺭﻗﻳّﺔ ﻗﺎﻣﻭﺍ ﺑﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﻭﻳﺣﺗﻔﻠﻭﻥ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻓﻲ 25 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ، ﻭﺍﻟﺻﱢﺭﺏ ﻭﺍﻟﺭﻭﺱ ﺍﻷﺭﺛﻭﺫﻛﺱ ﻳﻌﻳّﺩﻭﻥ ﻓﻲ 7 ﻳﻧﺎﻳﺭ.. ﻭﻫﺫﻩ ﻛﻠﻬّﺎ ﺃﻣﻭﺭ ﻻ ﺗﻬﻡّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﻌﻘﻳﺩﻱ ﻭﻻ ﺗﺅﺛّﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺣﺩﺓ، ﻓﺗﺄﻛّﺩ ﺃﻧﻪ ﻟﻥ ﺗﻭﺟَﺩ ﺧﺳﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﻌﻘﻳﺩﻱ ﺑﺎﻟﻣﺭّﺓ.. ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ، ﻣﻥ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻅﺭ ﺍﻟﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻬﺗﻡّ ﺑﺄﻭﻻﺩﻩ، ﺃﻥ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺳﻳﻔﻳﺩ ﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﻭﻳﻌﻔﻳﻬﻡ ﻣﻥ ﺍﻟﺑﻠﺑﻠﺔ ﻭﺍﻟﺗﺷﺗﻳﺕ.. ﻭﺃﺅﻛّﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺃﻳﺿًﺎ ﻟﻳﺱ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺏ ﺻﺣّﺔ ﺍﻟﻌﻘﻳﺩﺓ ﺃﻭ ﺣﺗّﻰ ﺻﺣّﺔ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ، ﻭﻟﻳﺱ ﺃﻳﺿًﺎ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺍﻟﻛﺎﺛﻭﻟﻳﻙ.. ﻟﻛﻧﻪ ﺗﻌﺩﻳﻝٌ ﺳﻧﺿﺭﺏ ﻓﻳﻪ ﻋﺩّﺓ ﻋﺻﺎﻓﻳﺭ ﺑﺣﺟﺭ ﻭﺍﺣﺩ.. ﻭﻫﻭ ﺳﻠﻳﻡٌ ﻓﻠﻛﻳًّﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻝّ ﺣﺎﻝ.

    ✝ فضلاً راجع النقاط التي ذكرها المحلل بخصوص أن التقويم الإغريغوري ليس سليم فلكياً، وأن الناتج المطلوب من بحث أبينا القمص سيزيد تشتيتاً وبلبلةً، لن يُقَلِّلها. وجد المحلل بالإضافة لذلك أن النقطة التي ذكرها أبونا القمص غير دقيقة. بحسب موقع ويكيپيديا، الموسوعة الإلكترونية الحرة، وموقع www. greekboston. com، فإن الكنيسة في اليونان لا تحتفل كلها بعيد الميلاد يوم ٢٥ ديسمبر. الحقيقة هي أن هناك مقاطعة تسمى جبل آثوس، والتي بها ليس أقل من عشرين ديراً، تحتفظ بعاداتها القديمة، وتستمر بحسب التقويم اليولياني المُنَقَّح، وعلى هذا فإنهم يحتفلون معنا بعيد الميلاد في السابع من يناير بحسب التقويم الإغريغوري الحديث.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 3: ﻣﺎذا ﻧﺠﻨﻲ إن أﻧﻘﺼﻨﺎ اﻟـ13 ﻳﻮﻣًﺎ؟ ﻟﻤﺎذا ﻧﺼﺤﱢﺢ اﻟﺨﻄﺄ ﺑﺨﻄﺄ آﺧﺮ؟! ﻓـﺎﻟﺮوﻣﺎن أﺧﻄﺄوا وﻧﺤﻦ ﻟﻜﻲ ﻧﺤﺼُﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ "اﻣﺘﻴﺎزات" ﻣﺜﻞ اﻷﺟﺎزة واﻷﻛﻞ اﻟﻔﻄﺎري ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺳﻢ.. ﻧﻜﺮر ﻧﻔﺲ ﻏﻠﻄﻬﻢ؟!

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺃﺳﺎﺱ ﻋﻠﻣﻲ ﺗﻘﻭﻝ ﺃﻥّ "ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﻐﺭﻳﻐﻭﺭﻱ" ﺧﻁﺄ؟ ﻭﺗﻌﺗﺑِﺭ ﺃﻧّﻧﺎ ﻓﻲ "ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ" ﺳﻧﺻﺣّﺢ ﺧﻁﺄ ﺑﺧﻁﺄ. ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﺃﻧّﻪ ﻟﻳﺱ ﻫﻧﺎﻙ ﺧﻁﺄ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﻭﺃﻗﺻﺩ "ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﻐﺭﻳﻐﻭﺭﻱ" ﻭ "ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ".. ﻭﻟﻳﺱ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﺑﺎﻟﻁﺑﻊ ﻫﻭ ﺍﻷﻛﻝ ﺍﻟﻔﻁﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﻏﻳﺭﻩ.. ﺩَﻋﻧﺎ ﻧﻛﻭﻥ ﻣﻭﺿﻭﻋﻳﻳﻥ.. ﺳﺄﺷﺭﺡ ﻟﻙ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺭ ﺍﻟﻔِﻛﺭﺓ ﺍﻟﻔﻠﻛﻳّﺔ:

    ✝ يثني المحلل على صاحب هذا السؤال الذي إن دلَّ على شيء، فيدل على وعي القراء وفهمهم، بل وموضوعيتهم في تحليل الأمور العلمية. المحلل يتفق مع صاحب السؤال في تسمية التعديل الإغريغوري تقويماً خاطئاً (بُنِيَ على إفتراضات غير كاملة الدقة) ولكن هذا ليس موقف أبينا القمص. موقف صاحب السؤال هذا يُعْرَف في الفلسفة بنظرية القيم الأخلاقية المطلقة (absolutism)، وهو ببساطة أسلوب لتعريف الأفعال بحسب القيمة في ذاتها بغض النظر عن نتائجها أو عواقبها (أمثلة لذلك: الشرائع الإلهية، وتقييم السرقة والقتل كأخطاء في جوهرها – أي جملةً وتفصيلاً). أما الموقف الآخر الذي إتخذه أبونا القمص فهو موقف القيم الأخلاقية النسبية (relativism)، وهي التي تقضي بأن قياس الأشياء يأتي من نتيجاتها أو عواقبها. ببساطة هذا الموقف يقضي بأن لا شيء صحيح أو خطأ في جوهره، وإنما هو يعتمد على المجتمع، وسياقات الأفعال، وعوامل أخرى. لعل هذا ليس غريباً على المحلل الذي يدرك أن أقوال أبينا القمص تؤول إلى مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. سيتطرق المحلل بإستفاضة أكثر لهذه النقطة في آخر الرد، تعليقاً على موقف أبينا القمص من حيث المبدأ الرثائي للبحث (أي التأثير العاطفي "pathos") وعلاقة ذلك بالموقف الإنفعالي للمتلقي (وكون المتلقي موضوعياً كصاحب هذا السؤال، أم لا).

    1 - ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺩﻭﺭ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻓﻲ ﻣﺩﺍﺭٍ ﺛﺎﺑﺕ، ﻭﺗﻛﻣّﻝ ﺩﻭﺭﺗﻬﺎ ﻛﻝّ ﺳﻧﺔ، ﺃﻱ ﺗﺭﺟﻊ ﻟﻧﻔﺱ ﺍﻟﻧﻘﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺩﺍﺭ ﻛﻝّ 365 ﻳﻭﻣًﺎ ﻭﺳﺕّ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺇﻻّ 11 ﺩﻗﻳﻘﺔ ﻭ14 ﺛﺎﻧﻳﺔ.. ﻭﻋﻧﺩﻫﺎ ﺑﺎﻟﺿﺑﻁ ﺗﻛﻭﻥ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﻗﺩ ﺍﻛﺗﻣﻠﺕ.

    2 - ﺇﺫﺍ ﺣﺳﺑﻧﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﺗﺗﻛﻭّﻥ ﻣﻥ 365 ﻳﻭﻣًﺎ ﻭﺭُﺑﻊ، ﺃﻱ ﺳﺕّ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻛﺎﻣﻠﺔ.. ﺗﻛﻭﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺩ ﺗﺣﺭّﻛﺕ ﻓﻲ ﻣﺩﺍﺭﻫﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻧﻘﻁﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺑﺩﺃﻧﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﺣﺳﺎﺏ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﻟﻣﺩﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟـ11 ﺩﻗﻳﻘﺔ ﻭ14 ﺛﺎﻧﻳﺔ ﺃﻱ ﻭﺻﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺩﺍﺭ ﻟﻧﻘﻁﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻧﻘﻁﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺑﺩﺃﻧﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺳﻧﺔ.. ﻭﻫﻧﺎ ﻳﻭﺟﺩ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻭﺍﺟﺏ ﺗﻌﺩﻳﻠﻪ، ﺇﺫ ﺃﻥّ ﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﻟﻛﻲ ﻳﻛﻭﻥ ﺻﺣﻳﺣًﺎ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻳﺑﺩﺃ ﻣﻥ ﻧﻘﻁﺔ ﻭﻳﻌﻭﺩ ﻟﻧﻔﺱ ﺍﻟﻧﻘﻁﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺩﺍﺭ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺷﻣﺱ.

    ✝ (ت - ٣٧) ✝ مرة أخرى يخفق أبونا القمص في توضيح أمراً مهماً، بالرغم من إعادة الإستفاضة في هذه النقطة وتوضيح شرحه بالأرقام. بحسب التقويم الإغريغوري الحديث فإن السنة تتكون حسابياً في المتوسط من ٣٦٥ يوماً و٥ ساعات و٤٩ دقيقة و١٢ ثانية أما الأرض فتستغرق في المتوسط ٣٦٥ يوماً و٥ ساعات و٤٨ دقيقة و٤٦ ثانية (٤٥ ثانية في بعض المصادر الأخرى) لتستكمل دورتها السنوية حول الشمس، أو ما يُسَمَّى بالسنة الإستوائية، ومن هذا يتضح أن التقويم غير دقيق بحوالي ٢٦ أو ٢٧ ثانية (فضلاً أنظر النقاط التابعة لفقرة ✝ (ت - ٣) ✝). شكل رقم ٣ يشرح هذه النقطة بأكثر وضوحٍ. يتبَيَّن لنا إذن أن كلام أبينا القمص غير دقيق علمياً، حيث أن الأرض لا تعود لنفس النقطة التي بدأ منها حساب زمن دوران الأرض في السنة الواحدة على الإطلاق، وإلا فما كنا احتاجنا إلى سنوات كبيسة من الأساس! (ورد في موقع www. independent. co. uk، مقالة ميتشل كرزنرمان في عام (١٩٩٩) على موقعhypertextbook. com، موقع www. timeanddate. com، مقالة ذولفقار أباني [ربما يكون ترجمة الاسم الصحيحة ذوالفقار قبَّاني] على موقع https: / / p. dw. com / p / 1I2oa).

    شكل ٣ – متوسط طول السنة الإستوائية ومقارنتها بحساب مدار الأرض حول الشمس في السنة الكبيسة والسنة الغير الكبيسة (مأخوذ بتصرُّف من موقع www.timeanddate.com)

    شكل ٣ – متوسط طول السنة الإستوائية ومقارنتها بحساب مدار الأرض حول الشمس في السنة الكبيسة والسنة الغير الكبيسة (مأخوذ بتصرُّف من موقع www. timeanddate. com).

    3 - ﻣﺟﻣﻭﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻗﺎﺋﻕ ﻭﺍﻟﺛﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﺭّﻙ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻸﻣﺎﻡ ﻳﺻﻧﻊ ﺑﻌﺩ ﻣﺋﺎﺕ ﺍﻟﺳﻧﻳﻥ، ﺃﻱ ﺑﻌﺩ ﻣﺋﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﺭﺍﺕ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺷﻣﺱ، ﻳﺻﻧﻊ ﺃﻳّﺎﻣًﺎ.. ﻭﺑﺎﻟﺗﺣﺩﻳﺩ ﻛﻝّ 400 ﺳﻧﺔ ﺗﻘﺭﻳﺑًﺎ ﻳﺻﻧﻊ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺭﻗًﺎ، ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺃﻧّﻪ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺩ ﺗﺣﺭّﻛﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺩﺍﺭ ﻟﻸﻣﺎﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ.

    4 - ﺣﻳﻥ ﺍﻛﺗﺷﻑ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺳﺎﺩﺱ ﻋﺷﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﺑﺄﻥّ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻥٍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺩﺍﺭ ﻣﺗﻘﺩّﻡٍ ﻋﻥ ﺍﻟﻣﺣﺳﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻭﻗﻳﺕ ﻭﻗﺗﻬﺎ (ﻋﺎﻡ 1582ﻡ). ﺍﻧﺗﻘﻠﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺗﻭﻗﻳﺕ ﺍﻟﺳﻠﻳﻡ ﺍﻟﻣﻧﺎﺳﺏ ﻟﻣﻛﺎﻥ ﻛﻭﻛﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺩﺍﺭ ﻓﻘﻔﺯﻭﺍ ﻣﻥ 4 ﺃﻛﺗﻭﺑﺭ ﺇﻟﻰ 15 ﺃﻛﺗﻭﺑﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﺍﻟﺗﺎﻟﻲ، ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺳﻠﻳﻡ ﻟﻭﺿﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻗﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺩﺍﺭ. ﻭﺑﺎﻟﻁﺑﻊ ﻧﺣﻥ ﺍﻷﻗﺑﺎﻁ ﻛﻧّﺎ ﻓﻲ ﻭﺍﺩٍ ﺁﺧَﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻓﻲ ﻋﺻﺭ ﻣﻅﻠﻡ ﺗﺣﺕ ﺍﻻﺣﺗﻼﻝ ﺍﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻭﺑﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﻭﺍﺻُﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻣﺗﻘﺩّﻡ، ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻡ ﻧﻌﺩّﻝ ﺗﻘﻭﻳﻣَﻧﺎ، ﻓﻅﻝّ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻳﺗﺭﺍﻛﻡ ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﺎﺕ ﺗﻘﻭﻳﻣﻧﺎ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ.. ﻛﻣّﺎ ﺃﻥّ ﻣﺻﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﺳﺗﻌﻣﻝ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻭﺍﻟﻬﺟﺭﻱ ﻓﻘﻁ، ﻭﻟﻳﺱ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺗﻌﺩّﻝ.. ﻓﺎﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ ﺩﺧﻝ ﻟﻣﺻﺭ ﻷﻭّﻝ ﻣﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ، ﻭﺑﺩﺃ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻭﻳﻥ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﺔ ﺑﺩﻻً ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﻣُﺳﺗﻌﻣﻼً ﻗﺑﻝ ﺫﻟﻙ.

    ✝ (ت - ٣٧) ✝ يود المحلل أن يستفيض مرة أخرى إضافةً فيما شَرَحَه من قبل، حتى يتضح للقارئ عدم دقة كلام أبينا القمص الذي على الأغلب اعتمد على مصادر عربية أكثر من أجنبية كما أشار في قسم المراجع في آخر البحث. الحقيقة هي أن التعديل لم يتم لتصحيح مكان كوكب الأرض على المدار الذي تسير فيه، إنما لكي يُعاد النظر في حساب عيد القيامة حسب طريقة اﻟـ "computus". لهذا السبب، فإن حَذْف العشرة الأيام وازَى يوم الإعتدال الربيعي في القرن السادس عشر مع نظيره في القرن الرابع، وقتما عُقِد مجمع نيقية لتحديد قوانين حساب عيد القيامة. كما ذَكَرْتُ قبلاً كان يوم الإعتدال الربيعي قد تحرك من ٢٥ مارس في القرن الأول قبل الميلاد عند بداية إعتماد التقويم اليولياني القديم، إلى يوم ٢١ مارس في القرن الرابع. فإذ وجد العلماء في عهد البابا بولس الثالث أن يوم الإعتدال الربيعي كان قد تزحزح عشرة أيام، طبَّقَ البابا إغريغوريوس الثالث عشر بعده بخمس أو ستة سنوات ذلك التقويم الإغريغوري الحديث.

    يمتعض المحلل من وصف أبينا القمص بأن الأقباط كانوا في وادٍ آخر بدون إتصال مع العالم المتقدم، بل لا يعرف المحلل ما هو هذا العالم المتقدم الذي يصفه أبونا القمص. في القرن السادس عشر والسابع عشر كانت أوروبا عُرضة للمنازعات الداخلية (أي بين المقاطعات الأوروبية بعضها البعض)، والحروب الأجنبية التي أدَّت إلى إحتلال مناطق كثيرة من القارة بواسطة العثمانيين والبربر على وجه الخصوص. الحقيقة الأهم هي أن أوروبا كانت تعيش في ظلام وجهل في هذه الحقبة من الزمن، والتي اتَّسَمَت بتَحَكُّم الكنيسة الكاثوليكية في شتى مجالات الحياة، مما أدَّى إلى عدم الإعتراف بنظرية العالِم الإيطالي كوپيرنيكوس (والتي كانت قد قُبِلَت من قِبَل البابا بولس الثالث، وكانوا قد اعتمدوا عليها في إستحداث التقويم الإغريغوري قبلاً) والعالِم الدانماركي كپلر بخصوص مركزية الشمس، بل وحرمان العالِم الإيطالي غاليليو غاليليّ وإتهامه بالإشتباه العميق في الهرطقة حاكمين عليه بالسجن مدى الحياة، ولكن هذه العقوبة خُفِّفَت إلى إقامة جبرية حتى وفاته. من خلال بحث المحلل أيضاً استطاع التوصل إلى أن علماء الفلك في أوروبا تأثروا بشدة بالنظريات الفلكية الصينية والعربية، ولكن لم يُسَجَّل ذلك في مراجع كثيرة بسبب التمركز العِرْقي (eurocentrism)، بإستثناء كتابات چوزيف نيدهام، چاستين لين، وآرون بالا.

    على أي حال، لم يكن هذا هو العامل المُحَدِّد ما إذا كان واجباً علينا كأقباط التفكير في تغيير التقويم ولأي هدف؟ المحلل يثق تمام الثقة أن الآباء في هذا العصر، حتى وهم تحت الإحتلال التركي، أو الفرنسي، أو البريطاني، لم يتوانوا في السير على تعاليم آباء مدرسة الإسكندرية، والذي أذكر منهم على سبيل المثل فقط لا الحصر، البابا مرقص الثامن، البابا بطرس الجاولي، البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح، البابا كيرلس الخامس، وغيرهم كثيرين. على أغلب الظن، تم تداول أمر هذا التقويم الحديث في عهد عدد منهم (إن لم يكن عهدهم جميعاً) حتى وإن كان إلى المستوى السياسي فقط. إذن فهم استطاعوا بطريقة أو بأخرى الحفاظ على الخط الأرثوذكسي المستقيم للكنيسة القبطية كما ذكر المحلل من قبل. أخيراً ما يتعلق بنقطة أبينا القمص هذه، وجد المحلل في مراجع كثيرة كما ذَكَرَ قبلاً، أن التقويم الميلادي أُعْتُمِدَ في مصر في الربع الأول من القرن العشرين، وليس كما يقول أبونا القمص (ورد في ويكيپيديا الموسوعة الإلكترونية الحرة، والموسوعة البريطانية).

    5 - ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﺍﻵﻥ ﻓﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻭﻗﻳﺕ، ﻷﻧّﻪ ﺑﺣﺳﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﻓﺈﻥّ ﻁﻭﻝ ﺍﻟﺳﻧﺔ 365 ﻭﺳﺕّ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺩﻭﻥ ﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺩﻗﺎﺋﻕ ﺍﻟﺑﺳﻳﻁﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﻗﺔ، ﻭﻗﺩ ﺗﺟﻣّﻌﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻗﺎﺋﻕ ﻭﺍﻟﺛﻭﺍﻧﻲ ﺍﻵﻥ ﻟﺗﺻﻧﻊ ﻓﺭﻗًﺎ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻭﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ ﺍﻟﻣُﻌﺩّﻝ ﻭﺍﻟﻣﻌﺭﻭﻑ ﺑﺎﻟﻐﺭﻳﻐﻭﺭﻱ ﺑﻠﻎ 13 ﻳﻭﻣًﺎ ﻭﺳﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻭﺑﺿﻊ ﺩﻗﺎﺋﻕ، ﻭﺳﻳﺻﻳﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ 14 ﻳﻭﻣًﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2100 ﻭ15 ﻳﻭﻣًﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2200 ﻭﻫﻛﺫﺍ..

    ✝ كما ذَكَرَ المحلل من قبل، هذا التقويم الإغريغوري الحديث به فرق أيضاً، وستَتَجَمَّع فيه الدقائق والثواني لتصنع فرق يوماً كاملاً في الألفية الرابعة، فربما يَجْدُر بنا إستعمال التقويم اليولياني المُنَقَّح، أو التقويم الفارسي، إذا كنا مولعين بالعلم لهذه الدرجة، متغاضيين عن تعاليم الآباء، والقوانين التي وضعوها لنا منذ زمانٍ طويلٍ.

    6 - ﻣﻥ ﻫﻧﺎ ﻳﺗّﺿﺢ ﺃﻥّ ﺍﻗﺗﻁﺎﻉ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺫﻛﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻫﻭ ﻣﺟﺭّﺩ ﺿﺑﻁ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﻟﻣﺭّﺓ ﻭﺍﺣﺩﺓ ﻟﻛﻲ ﺗﺗﻭﺍﻓﻕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻊ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺩﺍﺭﻫﺎ ﺍﻵﻥ.

    ﺃﺭﺟﻭ ﺃﻥ ﺗﻛﻭﻥ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ ﻗﺩ ﻭﺿﺣﺕ..

    ✝ فضلاً راجع المناقشة أعلاه ليتَبَيَّن كيف أوضح المحلل عدم دقة هذا الكلام جملةً وتفصيلاً.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 4: ﻟﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺑﻤﺮور آﻻف اﻟﺴﻨﻴﻦ أنّ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ اﻟﻘﺒﻄﻰ اﻟﺬى ﻳﺘﺒﻊ ﻧﺠﻢ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻴﻤﺎﻧﻰ ﻫﻮ أدقّ ﺗﻘﻮﻳﻢ، واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل إنّ ﺷﻬﺮ أﻣﺸﻴﺮ ﻳُﻌﺘَﺒَﺮ إﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﺰراﻋﺔ ﻣﺤﺪّدة ﺣﻴﺚ أنّ ﻣﻮاﺻﻔـﺎﺗﻪ اﻟﻤﻨﺎﺧﻴّﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴّﺮ ﺑﻤﺮور آﻻف اﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻣﻨﺬ أن اﺑﺘُﺪئ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ وإﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا.. وﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﻼدﻋﺎء ﺑﺄﻧّﻨﺎ ﻧﺘﺒﻊ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻟﻮﺟﻮدﻧﺎ ﻓﻰ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴّﺔ.. ﻓﻬﻞ ﻟﻜﻢ أن ﺗﻌﻴﺪوا اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻰ ﺿﻮء ﻣﻜﺘﺸﻔـﺎت اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    + ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻫﻭ ﺗﻘﻭﻳﻡ ﻋﺭﻳﻕ ﻭﻫﻭ ﺃﻗﺩﻡ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻳﻭﻟﻳﺎﻧﻲ ﺍﻟﻐﺭﺑﻲ ﺍﻟﻣﺄﺧﻭﺫ ﻋﻧﻪ، ﻭﻟﻛﻧّﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻳﻘﺗﻪ ﻣﺭﺗﺑﻁ ﺃﻳﺿًﺎ ﺑﺎﻟﺷﻣﺱ، ﻓﺎﻟﻧﺟﻡ ﺍﻟﻣﻘﺻﻭﺩ ﻳﺧﺗﻔﻲ ﻣﻊ ﺷﺭﻭﻕ ﺍﻟﺷﻣﺱ، ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻳﺳﻣّﻭﻧﻪ ﺍﻟﺷﺭﻭﻕ ﺍﻻﺣﺗﺭﺍﻗﻲ ﻟﻧﺟﻡ ﺍﻟﺷﻌﺭﻯ ﺍﻟﻳﻣﺎﻧﻳّﺔ.. ﻭﻳﻣﻛﻥ ﻣﺭﺍﺟﻌﺔ ﺫﻟﻙ ﻋِﻠﻣﻳًّﺎ ﻣﻥ ﻛﺗﺎﺏ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ ﺟﻭﺯﻳﻑ ﺻﺩﻗﻲ ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻝ [ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ - ﺗﻁﻭﱡﺭ ﺣﻠﻘﺎﺗﻪ ﻭﺿﺑﻁﻪ] ﺇﺻﺩﺍﺭ ﺍﻟﻣﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﻭﻣﻲ ﻟﻠﺑﺣﻭﺙ ﺍﻟﻔﻠﻛﻳّﺔ ﻭﺍﻟﺟﻳﻭﻓﻳﺯﻳﻘﻳّﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ 2014ﻡ، ﻭﺑﺎﻟﺫّﺍﺕ ﺍﻟﻣﻘﺩّﻣﺔ ﻭﺍﻟﺑﺎﺏ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺛﺎﻟﺙ.

    ✝ المحلل يرى إذاً أن أبينا القمص قام بمناقضة ما ذكره سابقاً، حيث كان قد ذكر أن التقويم القبطي تقويم نجمي. فضلاً راجع نقطة ✝ (ت - ٨) ✝ التي تخص الرد على نقطة أبينا القمص السابقة. على حسب فهم المحلل لا يقصد أبونا القمص أن التقويم القبطي نجمياً شمسياً لأنه ليس هناك أي مصدر يذكر ذلك.

    + ﺗﻭﻗﻳﺗﺎﺕ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﺩﺍﺋﻣًﺎ ﻣﺭﺗﺑﻁﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﺥ.. ﻭﺍﻟﻣﻧﺎﺥ ﻣﺭﺗﺑﻁ ﺑﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺷﻣﺱ، ﺣﻳﺙ ﺗﺗﻐﻳّﺭ ﻓﺻﻭﻝ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﻧﺗﻳﺟﺔً ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﻭﺭﺍﻥ.. ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺎﻟﻣﻧﻁﻕ ﻳﺅﻛّﺩ ﺃﻥّ ﺍﻟﻣﻭﺍﺳﻡ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻳّﺔ ﻻﺑﺩ ﺃﻥ ﺗﻛﻭﻥ ﻣﺭﺗﺑﻁﺔ ﺑﺣﺭﻛﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﺃﻱ ﺑﺎﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﺷﻣﺳﻲ.. ﺃﻣّﺎ ﻟﻣﺎﺫﺍ ﻟﻡ ﻳﺣﺱّ ﺍﻟﻣﺯﺍﺭﻋﻭﻥ ﺑﻔﺎﺭﻕٍ ﺣﺗّﻰ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﻣﻊ ﻭﺟﻭﺩ ﺧﻁﺄ ﺣﺳﺎﺑﻲ ﻣﺗﺭﺍﻛﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ، ﻓﺎﻟﺳﺑﺏ ﺃﻥّ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﻟﻳﺱ ﻛﺑﻳﺭًﺍ ﺣﺗّﻰ ﺍﻵﻥ، ﻭﻣﻌﺭﻭﻑٌ ﺃﻳﺿًﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻣﻧﺎﺥ ﻳﺗﻐﻳّﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺻﻝ ﺍﻟﻭﺍﺣﺩ ﻣﻥ ﻳﻭﻡ ﺇﻟﻰ ﻳﻭﻡ، ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻣﻭﻋِﺩ ﺍﻟﺯﺭﻉ ﻻ ﻳﺗﺣﺩّﺩ ﺑﺎﻟﻳﻭﻡ ﻭﺍﻟﺳﺎﻋﺔ، ﺑﻝ ﻳﺗﺣﺩّﺩ ﻓﻲ ﻣﺟﺭّﺩ ﻣﻭﺳﻡ ﻣﻌﻳّﻥ ﻳﺗﺭﺍﻭﺡ ﺑﻳﻥ ﺃﺳﺑﻭﻉ ﻭﻋﺩّﺓ ﺃﺳﺎﺑﻳﻊ.. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻟﻳﺱ ﻣﻠﺣﻭﻅًﺎ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻔﻼﺣﻳﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻔﻠﻛﻲ ﺍﻟﻣﺗﺭﺍﻛﻡ ﻋﺑﺭ ﺍﻟﺳﻧﻳﻥ، ﺑﻝ ﻫﻡ ﻓﻘﻁ ﻳﻌﺭﻓﻭﻥ ﻣﺗﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻭﺳﻡ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﻭﻫﻭ ﻋﺩّﺓ ﺃﺳﺎﺑﻳﻊ ﻳﺯﺭﻋﻭﻥ ﺃﺛﻧﺎءﻫﺎ.. ﻛﻣﺎ ﻻ ﻧﻧﺳﻰ ﺃﻥّ ﺃﺳﺎﻟﻳﺏ ﻭﺃﻧﻅﻣﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﻗﺩ ﺗﻐﻳّﺭﺕ ﻛﺛﻳﺭًﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻣﺎﺿﻲ، ﻭﺑﻌﺩ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺻﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻳّﺔ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻓﻲ ﻛﻝّ ﻓﺻﻭﻝ ﺍﻟﺳﻧﺔ..!

    ✝ هذا كلام يخلو من الدقة العلمية. لقد أشار المحلل قبلاً إلى دقة التقويم القبطي بصرف النظر عن مرور الأزمنة والأجيال. المحلل ليس لديه الخبرة الكافية ولا المراجع التي تؤهله للرد على النقطة الخاصة بالزراعة وتوقيتاتها.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 5: إذا ﻛﺎن ﻳﻮم 1 ﺗﻮت ﻫﻮ رأس اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻘﺒﻄﻴﺔ وﻫﻮ ﻳﻮاﻓﻖ ﻇﻬﻮر ﻧﺠﻢ اﻟﻴﻤﺎﻧﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ، ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﻤﻘﺘﺮح ﻟﻦ ﻳﻈﻬﺮ اﻟﻨﺠﻢ ﻓﻲ 1 ﺗﻮت؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    + ﻟﻳﺳﺕ ﺍﻷﻣﻭﺭ ﻫﻛﺫﺍ.. ﻓﻼ ﺃﺣﺩ ﺍﻵﻥ ﻳﻧﺗﻅﺭ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺷﺭﻭﻕ ﺍﻻﺣﺗﺭﺍﻗﻲ ﻟﻠﻧﺟﻡ ﻟﻛﻲ ﻧﺑﺩﺃ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ.. ﻓﻬﺫﻩ ﻣﺷﺎﻫﺩﺍﺕ ﺗﻣّﺕ ﻗﺩﻳﻣًﺎ ﻭﻭُﺿِﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﻭﻧﻅﺎﻣﻪ ﺑﻭﺟﻪ ﻋﺎﻡ.. ﻭﻟﻛﻥ ﺍﻵﻥ ﻣﻊ ﺗﻘﺩّﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻟﻳﺱ ﻣﻌﻘﻭﻻً ﺃﻥ ﻧﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔٍ ﺑﺎﻟﻌﻳﻥ ﻣﺛﻝ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻳﻧﺗﻅﺭﻭﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﻟﺑﺩﺍﻳﺔ ﺍﻟﺷﻬﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﺎﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﻣﺭﻳّﺔ، ﻓﻬﻧﺎﻙ ﺃﺟﻬﺯﺓ ﺣﺩﻳﺛﺔ ﺗﺳﺗﻁﻳﻊ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻣﻭﻗﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻲ ﺗﺗﺣﺭّﻙ ﻋﻠﻰ ﻣﺩﺍﺭﻫﺎ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﺑﺩﻗّﺔ ﻣﺗﻧﺎﻫﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺩﻯ ﺍﻟﺳﺎﻋﺔ.

    ✝ (ت - ٣٨) ✝ من خلال هذه الإجابة يتضح للمحلل عدم إلمام أبينا القمص بالتقويم المصري عامةً والقبطي خاصةً. لقد بدأ إستعمال التقويم المصري المدني (الذي هو الأداة السالفة للتقويم القبطي) تقريباً عام ٤٢٤١ ق. م (لأن هناك مصادر أخرى تذكر القرن الرابع، والبعض الآخر القرن الثالث قبل الميلاد). عرف المصريون منذ بداية إستعمال هذا التقويم أن الظهور الفلكي لنجم الشُعْرَى اليمانية يتحرك يوماً واحداً كل ٤ أعوام إذ يعتمد هذا التقويم على حساب السنة مُكوَّنَةً من ٣٦٥ يوماً (بِلا سنوات كبيسة مطلقاً). ولذا فَهُم فَهَمُوا أن ظهور النجم والشروق الإحتراقي له يعود إلى نفس اليوم (بداية السنة المصرية المدنية) كل ١٤٦٠ عاماً. لذلك قد وصفوها أنها دورة (Sothic cycle) وتتكرر مع مرور الزمان. ولكن بعد تطبيق التقويم المصري الحديث عام ٢٥ ق. م والذي أُخِذَ منه التقويم القبطي كان قد تغيَّر مكان هذا النجم، ومنذ ذلك الحين بتزويد يوماً زائداً كل أربع سنوات (السنوات الكبيسة) لم يعد هذا النجم يظهر أو يُكْمل إحتراقه مع يوم ١ توت – المصادر تقول أنه يحدث ما بين يومي ٢٠ إلى ٢١ يوليو (تقويم يولياني قديم، أي ٢ – ٣ أغسطس تقويم إغريغوري حديث) في هذا القرن، ويستمر في الزيادة مع تباعد التقويم المصري المتوافق مع اليولياني القديم عن التقويم الإغريغوري الحديث (ورد مقالة لبوب كينغ (أغسطس ٢٠١٦) "A Real Scorcher! — Sirius at Heliacal Rising" على موقع https: / / www. skyandtelescope. com / observing / a - real - scorcher - sirius - at - heliacal - rising / ، ومقالة لأندريه غراندشامب (يوليو ٢٠١٨) "The heliacal rising of Sirius" على موقع http: / / m. espacepourlavie. ca / en / monthly - sky / heliacal - rising - sirius، وفي ويكيپيديا الموسوعة الإلكترونية الحرة، وعلى موقع www. lavia. org). إذاً، وبإختصار، لا يتم مراقبة النجم كل عام (ولم يتم مراقبته من قِبَل آبائنا في أي قرن من الزمان) لأن هذا لا يَفْرِق أبداً في أي حسابات كنسيةً كانت أو فَلَكِية. إن التقويم القبطي تقويمٌ ترتيبيٌ غرضه الأساسي الإتفاق مع آبائنا، وتطبيق قوانيننا وطقوسنا الروحية التي استلمناها منهم.

    + ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺑﻳﻥ ﻣﺎ ﺗﻡّ ﻗﺩﻳﻣًﺎ ﻣﻥ ﻣﺷﺎﻫﺩﺍﺕ ﻓﻠﻛﻳّﺔ ﺑﺎﻟﻌﻳﻥ ﻭﻣﺎ ﻫﻭ ﻣﺗﺎﺡ ﺍﻵﻥ ﺑﻭﺍﺳﻁﺔ ﺍﻷﻗﻣﺎﺭ ﺍﻟﺻﻧﺎﻋﻳّﺔ ﻭﺍﻟﺗﻠﺳﻛﻭﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ، ﻳُﺷﺑﻪ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺑﻳﻥ ﺗﻧﺎﻭﻝ ﺑﻌﺽ ﺍﻷﻋﺷﺎﺏ ﺍﻟﻁﺑﻳّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻝ ﺗﻧﺎﻭﻝ ﺩﻭﺍء ﺣﺩﻳﺙ ﺑﺟﺭﻋﺔ ﻣﺿﺑﻭﻁﺔ ﺑﺄﺟﺯﺍء ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻠﻠﻳﺟﺭﺍﻡ ﻣﻊ ﻗﻳﺎﺱ ﻧﺳﺑﺔ ﺍﻟﺩﻭﺍء ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻡ ﻛﻝّ ﺳﺎﻋﺔ ﺑﺗﺣﻠﻳﻝ ﻣﺗﻁﻭّﺭ.. ﻓﻔﻲ ﺗﻧﺎﻭﻝ ﺍﻷﻋﺷﺎﺏ ﺍﻟﻁﺑﻳّﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺗﻡّ ﺍﻟﺷﻔﺎء ﻓﻲ ﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﺎﻻﺕ، ﻭﻟﻛﻥّ ﻳﻅﻝّ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺑﺩﺍﺋﻳًّﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏّ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻝ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﺣﺩﻳﺛﺔ... ﻓﻣﻊ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﺷﺑﻳﻪ، ﻧﺟﺩ ﺃﻥّ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ ﻫﻭ ﺗﻘﻭﻳﻡ ﺩﻗﻳﻕ ﺇﻟﻰ ﺣﺩّ ﺑﻌﻳﺩ، ﻭﻟﻛﻧّﻪ ﻳﺣﺗﺎﺝ ﻟﺿﺑﻁ ﻁﻔﻳﻑ ﺟﺩًّﺍ ﻣﻊ ﺗﺻﺣﻳﺢ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﺍﻟﻣﺗﺭﺍﻛﻡ ﻓﻳﻪ ﺣﺗّﻰ ﺍﻵﻥ، ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻳﻘﻠﻝّ ﻣﻥ ﻗﻳﻣﺗﻪ، ﻭﻻ ﻳﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺗﺧﻠﻰّ ﺃﺑﺩًﺍ ﻋﻧﻪ، ﺑﻝ ﻧﺿﺑﻁﻪ ﻭﻧﻠﺗﺯﻡ ﺑﻪ.

    ✝ كما ذَكَرْتُ قبلاً، حتى في القديم لم يكن هناك حاجة لمشاهدات فَلَكِيَّة، لأن الحساب الفلكي كان يأخذ الأولوية وقتها وليس الرؤى، وقد حَسَبَه المصريون بدقة (فضلاً أنظر أعلاه). لعل القارئ ذو خلفية علمية طبية أو عملية يدرك أن تشبيه إستعمال الأعشاب مقارنةً بالعقاقير الحديثة لا يُجدي، لأننا على علمٍ وافرٍ بأن العقاقير الحديثة نافعة إلى درجة ما ولكن لها أعراض جانبية كثيرة وخطيرة، وبأي خطأ طفيف في الجرعة قد تؤدي إلى الموت. فضلاً لا يفهم القارئ أن المحلل يُثني أو يَنهي عن إستعمال العقاقير الحديثة، ولكن بحكم عمله في المجال الطبي قد رأى الكثير من الحالات التي عانت بدرجة كبيرة بسبب العقاقير الحديثة (وتسببها في أمراض مختلفة وحالات وفاة في أوقات أخرى، على عكس إستعمال الأعشاب الطبية الضعيفة الفاعلية بالمقارنة على أي حال). المقصد الوحيد للمحلل هو أنه ليس هناك مجالاً للمقارنة بين شيئين مختلفين من حيث الشكل، والمنظور، وآلية العمل.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 6: أﻳّﻬﻤﺎ أدقّ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ اﻟﻘﺒﻄﻲ أم اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ اﻟﻐﺮﻳﻐﻮري؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻐﺭﻳﻐﻭﺭﻱ ﻫﻭ ﺍﻷﺩﻕّ. ﻷﻧّﻪ ﺃﺣﺩَﺙ، ﻭﺗﻡّ ﺣﺳﺎﺑﻪ ﺑﻭﺳﺎﺋﻝ ﺣﺩﻳﺛﺔ ﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﻣﻭﻗﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺩﻗّﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺩﺍﺭﻫﺎ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺷﻣﺱ.. ﻭﻫﻭ ﻣُﺛﺑَﺕ ﺍﻵﻥ ﺑﺷﻛﻝ ﻭﺍﺿﺢ ﺑﺎﻟﺩﻗﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻭﺃﺟﺯﺍء ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﺑﻌﺩ ﺗﻘﺩّﻡ ﺍﻟﻌِﻠﻡ ﻓﻲ ﻋﺻﺭﻧﺎ. ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻓﻸﻧﻪ ﻗﺩﻳﻡ ﻓﻔﻳﻪ ﺧﻁﺄ ﺯﻣﻧﻲ ﺑﺳﻳﻁ ﻟﻡ ﻳﻛُﻥ ﻣﻣﻛﻧًﺎ ﺍﻛﺗﺷﺎﻓﻪ ﻓﻲ ﻋﺻﺭﻩ ﻟﻐﻳﺎﺏ ﻭﺳﺎﺋﻝ ﺍﻟﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺩﻗﻳﻘﺔ ﺍﻟﻣﺗﻁﻭّﺭﺓ ﺍﻟﻣﻭﺟﻭﺩﺓ ﺍﻵﻥ. ﻭﺃﻋﻭﺩ ﻭﺃﺅﻛّﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﺯﻣﻧﻲ ﺍﻟﺑﺳﻳﻁ ﻻ ﻳﻣﺱّ ﺇﻳﻣﺎﻧﻧﺎ ﺍﻷﺭﺛﻭُﺫﻛﺳﻲ ﻓﻲ ﺷﻲء.

    ✝ لا يحتاج المحلل لإعادة الشرح والإستفاضة لما سبق، ولكن يكفي القول بأن التقويمين ليسا دقيقَيْن تماماً. بالرجوع إلى الجانب العلمي كما ذُكِر قبلاً يكتشف القارئ أن التقويم المصري، المستمد منه القبطي تقويماً أرقى وأدق في حسابه، ولكن إعتماد التقويم الإغريغوري بُنِيَ على رصد تحرك الإعتدال الربيعي، والذي لا يزال يتحرك بالرغم من هذا التعديل، وسيستمر في التحرك بسبب الإحتباس الحراري للأرض. فضلاً أنظر ما سبق (خاصةً النقطة الرابعة تحت فقرة ✝ (ت - ٣) ✝) بخصوص العوامل المؤثرة في دوران الأرض. ولعله أيضاً يكون نافعاً تكرار المعلومة الموضحة أعلاه أن في وقتنا الحالي يأتي الإعتدال الربيعي يوم ٢٠ مارس بحسب التقويم الإغريغوري الحديث وبالرغم من هذا لم يجد المحلل ما يشير إلى أن الكنيسة الغربية تعتزم إعادة النظر في حساب الكومبيوتوس (computus) في الوقت الحالي.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 7: ﻟﻤﺎذ ﺗﻀﻴّﻊ وﻗﺘﻚ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﻳﺴﺒّﺐ ﺑﻠﺒﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ؟ وﻧﻀﻄﺮّ أن ﻧﻄﺒﻊ اﻟﻘﻄﻤﺎرس واﻟﺴﻨﻜﺴﺎر وﻛﺘﺐ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ؟!

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﻻ ﻳﺳﺑﺏ ﺑﻠﺑﻠﺔ، ﻭﺇﻧّﻣﺎ ﺍﻟﺷﺎﺋﻌﺎﺕ ﻭﺧﻠﻁ ﺍﻷﻣﻭﺭ ﻭﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺑﺎﻁﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑّﺏ ﺍﻟﺑﻠﺑﻠﺔ. ﻓﻼ ﺷﻲء ﻣﻥ ﻛﺗﺏ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺳﻳﺗﻐﻳّﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ، ﻭﻟﻥ ﻧﺣﺗﺎﺝ ﻟﻁﺑﺎﻋﺔ ﺃﻱ ﻛﺗﺎﺏ ﻣﻥ ﺟﺩﻳﺩ. ﻷﻧّﻧﺎ ﻛﻧّﺎ ﻭﻣﺎﺯﻟﻧﺎ ﻭﺳﻧﻅﻝّ ﻧﺳﺗﻌﻣﻝ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻓﻲ ﻛﻝّ ﺃﻋﻳﺎﺩﻧﺎ ﻭﺃﺻﻭﺍﻣﻧﺎ ﻭﻣﻧﺎﺳﺑﺎﺗﻧﺎ، ﻭﺳﻧﺣﺗﻔﻝ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺱ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ.. ﺍﻟﺫﻱ ﺳﻳﺗﻐﻳّﺭ ﻓﻘﻁ ﺑﻌﺩ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﻣﻘﺎﺑﻝ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ ﻟﻸﻳﺎﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ، ﺇﺫ ﺳﻳﻌﻭﺩ ﻟﻣِﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻳﻪ ﻗﺑﻝ ﻋﺎﻡ 1582ﻡ. ﻭﻟﻛﻧّﻧﺎ ﺳﻧﻅﻝّ ﻧﺣﺗﻔﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻳﻭﻡ 29 ﻛﻳﻬﻙ ﻭﻋﻳﺩ ﺍﻟﺑﺷﺎﺭﺓ 29 ﺑﺭﻣﻬﺎﺕ ﻭﻋﻳﺩ ﺍﻟﺻﻠﻳﺏ 10 ﺑﺭﻣﻬﺎﺕ ﻭ17 ﺗﻭﺕ ﻭﻫﻛﺫﺍ. ﻓﻼ ﺩﺍﻉِ ﻟﺗﺭﻭﻳﺞ ﺷﺎﺋﻌﺎﺕ ﻟﻳﺱ ﻟﻬﺎ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻥ ﺍﻟﺻﺣّﺔ.

    ✝ لقد ذكر المحلل من قبل البلبلة التي قد تنتج من تطبيق ضبط التقويم الإغريغوري الحديث على نظام التقويم القبطي، فلا حاجة للتكرار. النقطة الوحيدة المهمة بالنسبة للمحلل والتي يسهو عنها أبونا القمص هي ورود الخطأ الذي سيحدث في حساب الأبقطي وتحديد يوم عيد القيامة مخالفةً لقوانين الرسل وآباء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وما له من تأثير على كل الأحداث الأخرى، كظهور النور المقدس، وتعامد الشمس على مذابح العذراء والملائكة والقديسين (فضلاً أنظر المناقشة أعلاه).

    ﺳﺆال رﻗﻢ 8: ﻟﻤﺎذا ﺗﺮﻳﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺷﻜﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ..؟ وﻟﻤﺎذا اﻻﻧﺴﻴﺎق ﻟﻠﺘﻴﺎر اﻟﻐﺮﺑﻲ؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    + ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﻟﻳﺱ ﻓﻳﻪ ﺃﻱ ﺗﻐﻳﻳﺭ ﻟﺷﻛﻝ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ، ﻭﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻠﺣﺳﺎﺳﻳﺔ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﻣﺑﺭّﺭﺓ ﻣﻥ ﺇﺧﻭﺗﻧﺎ ﺍﻟﻛﺎﺛﻭﻟﻳﻙ..

    ✝ يتعجب المحلل من رأي أبينا القمص في هذه النقطة. كيف لا يرى أبونا القمص تغيير شكل الكنيسة عندما نصوم صوم العذراء في شهر يوليو؟ ونحتفل بعيد القيامة في شهر مارس في بعض السنوات؟ ماذا أيضاً سيحدث للظواهر المُعْجِزية والطبيعية المختلفة التي ينعم بها الله على كنيستنا القبطية، ويُكَرِّمها بها، كما شُرِحَ قبلاً؟ إنه لشيء إعجازي أن العلم يذكر أن التغيرات الموسمية الناتجة عن تطبيق التقويم الإغريغوري الحديث، تدل على ثبات التقويم القبطي، والتقويم اليولياني القديم، وهذا معناه أن هذه العجائب الطبيعية ستستمر في الحدوث مع مرور الأزمنة، والقرون، والأجيال – كيف يُقال إذاً أن شكل الكنيسة لن يتغير!

    + ﺃﻣّﺎ ﻋﻥ ﺍﻻﻧﺳﻳﺎﻕ ﻟﻠﺗﻳﺎﺭ ﺍﻟﻐﺭﺑﻲ، ﻓﺎﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﺃﻥّ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻫﻧﺎ ﻻ ﻳﺗﺣﺩّﺙ ﺇﻁﻼﻗًﺎ ﻋﻥ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﺃﻭ ﻏﻳﺭﻩ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻘﺎﻭﻳﻡ.. ﻓﻬﻧﺎ ﻳﺣﺗﺭﻣﻭﻥ ﻛﻝّ ﺍﻟﺗﻘﺎﻟﻳﺩ ﺍﻟﻭﺍﻓﺩﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﺭﻕ، ﻭﻳﻌﺭﻓﻭﻥ ﺃﻥّ ﻫﻧﺎﻙ ﻛﻧﺎﺋﺱ ﺗﺗﺑﻊ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ (ﻫﻛﺫﺍ ﻳﺳﻣّﻭﻧﻪ) ﻭﺃﺧُﺭﻯ ﺗﺗﺑﻊ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﺎﻷﻋﻳﺎﺩ.. ﻭﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫﻧﺎ ﻳﺣﺗﺭﻡ ﺍﻟﺟﻣﻳﻊ ﻭﻻ ﻳﺗﺩﺧّﻝ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻣﻭﺭ ﻣﻥ ﻗﺭﻳﺏ ﺃﻭ ﺑﻌﻳﺩ..!

    ✝ يتفق المحلل مع أبينا القمص بكل يقين أن الغربيين يحترمون التقاليد الوافدة من أنحاءٍ أخرى من العالم، بحكم معيشته في إحدى الدول الغربية، وهي بريطانيا.

    + ﺍﻟﻘﺿﻳّﺔ ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﻳّﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺗﻧﻲ ﺃﺑﺣﺙ ﻭﺃﺟﺗﻬﺩ ﻟﻛﻲ ﺃﺟﺩ ﺣَﻼًّ ﻟﺗﻭﺣﻳﺩ ﻣﻭﻋﺩ ﺍﻷﻋﻳﺎﺩ ﻫﻲ ﻣﺳﺋﻭﻟﻳّﺗﻲ ﺍﻟﺭﻋﻭﻳﺔ ﻛﻛﺎﻫﻥ ﻭﺧﺎﺩﻡ ﻷﺟﻳﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻬﺟﺭ ﺃﺭﺍﻫﻡ ﻳﻌﺎﻧﻭﻥ ﻣﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻣﺭ.. ﻭﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻣﻘﺗﺭﺡ ﻳﺧﺗﺹّ ﺑﺿﺑﻁ ﺯﻣﻧﻲ ﻓﻠﻛﻲ، ﻭﻛﻳﻔﻳّﺔ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ﺑﻁﺭﻳﻘﺔ ﻣﻧﻅّﻣﺔ، ﻭﻻ ﻳﻣﺱّ ﺃﻱ ﺷﻲء ﻣﻥ ﻋﻘﻳﺩﺓ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺃﻭ ﻁﻘﻭﺳﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻋﻳﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺗﻲ ﺳﺗﻅﻝّ ﻓﻲ ﻣﻭﺍﻋﻳﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ ﺍﻟﺛﺎﺑﺗﺔ.

    ✝ إن المحلل يُبدي تعجباً من موقف أبينا القمص مرة أخرى؛ لا يفهم المحلل ماذا كان من الممكن أن يحدث لو كانت الكنيسة منتشرة أكثر في بلاد الشرق الأقصى مثل الصين واليابان؟ تعديل التقويم المبني على أسس أرضية زمنية ستؤثر على مكانة الكنيسة من الناحية النفسية في اللا وعي البشري، والذي سوف يؤول إلى موقف الضعيف الذي يرغب في إستدراج قبول الآخر، أو يسعى للتصديق الخارجي، من الناحية النفسية. هذا بالطبع لا يجب أن يكون موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأي حال من الأحوال.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 9: ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻷﻋﻴﺎد ﺳﺒﺒًـﺎ ﻟﻠﻮﺣﺪة ﺑﻴﻦ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ... إﺣﻨﺎ اﻷﺻﻞ.. ﻫﻮ ﻣﺎﻓﻴﺶ ﻏﻴﺮ ﻛﻨﻴﺴﺘﻨﺎ اﻟﻠﻲ ﺗﺘﻨﺎزل؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    + ﻟﻡ ﻳﻘﻝُ ﺃﺣﺩ ﺃﻥّ ﺗﻭﺣﻳﺩ ﺍﻷﻋﻳﺎﺩ ﺳﻳﻛﻭﻥ ﺳﺑﺑًﺎ ﻓﻲ ﻭﺣﺩﺓ ﺍﻟﻛﻧﺎﺋﺱ، ﻫﻭ ﻣﺟﺭّﺩ ﺧﻁﻭﺓ ﺑﺳﻳﻁﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎﺭﺏ، ﻟﻛﻥّ ﺍﻟﻭﺣﺩﺓ ﺍﻹﻳﻣﺎﻧﻳّﺔ ﺗﺣﺗﺎﺝ ﻟﻠﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﺟﻬﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﻭﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﻷﺻﻭﻝ ﺍﻹﻳﻣﺎﻥ، ﻣﻊ ﺍﻟﺻﻼﺓ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺗﻭﺍﺿﻊ..

    ✝ الصلاة وروح التواضع من أهم الأسباب في إحداث التقارب إن لم يكونا أهمهما على الإطلاق. ولكن يُذَكِّر المحلل القارئ وأبينا القمص مرة أخرى أن كنيستنا لم تَنْشَق عن الإيمان الأرثوذكسي، وهي صاحبة الخط المستقيم – بالحيدان عن هذا الخط لا يحدث تقارباً، وإنما يؤدي إلى تباعدنا نحن عن الإيمان المستقيم. هذه أعمال يُسَّهِلها لنا الشيطان في هذا الزمن الشرير.

    + ﻫﻧﺎﻙ ﺃﻳﺿًﺎ ﻛﻧﺎﺋﺱ ﻣﺗّﺣﺩﺓ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻣﺎﻥ، ﻭﻟﻛﻧّﻬﻡ ﻳﻌﻳّﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﻭﺍﻋﻳﺩ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ، ﻷﻥّ ﺑﻌﺿﻬﻡ ﻳﺳﺗﺧﺩﻡ ﺗﻘﻭﻳﻣﺎﺕ ﻗﺩﻳﻣﺔ، ﻭﺍﻟﻐﺎﻟﺑﻳّﺔ ﺗَﺳﺗﺧﺩِﻡ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ.

    ✝ المحلل لا يرى أن إستخدام الغالبية لشيء ما يثبت صحته، بل بالعكس وعلى المستوى الروحي بالأولى، يعلمنا السيد المسيح أن لا نتبع ما يفعله الآخرون. مرة أخرى هذا إختبار ويرغب المحلل أن يرى كل الأقباط الارثوذكس وبخاصة الأجيال الجديدة والداخلين على إيمان كنيستنا القبطية الأرثوذكسية واثقين من آبائياتنا، علومنا، وفوق كل هذا عقيدتنا، ومُسَلَّماتنا.

    + ﻋﻣﻠﻳّﺔ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﻟﻳﺱ ﻓﻳﻬﺎ ﺗﻧﺎﺯُﻝ ﻋﻥ ﺷﻲء. ﻓﻠﻣﺎﺫﺍ ﺗَﺳﺗﺧﺩِﻡ ﻛﻠﻣﺔ "ﻧﺗﻧﺎﺯﻝ"؟

    ✝ الحقيقة التي يراها المحلل هي أن هناك تنازل صريح عن تعاليم الآباء ومُسَلَّماتهم كما سبق وشُرِحَ بالاستفاضة والتفصيل، ولكن ليس من الغريب أن لا يشعر أبونا القمص بذلك لأنه لم يُرد التطرق إلى موضوع حساب عيد القيامة، الذي هو في الحقيقة صُلب الموضوع، والنقطة الأساسية في تطبيق التقويم الإغريغوري الحديث.

    + ﻧﺣﻥ ﻧﺣﺏ ﻛﻧﻳﺳﺗﻧﺎ ﻭﺇﻳﻣﺎﻧﻧﺎ ﺍﻷﺭﺛﻭﺫﻛﺳﻲ ﺍﻷﺻﻳﻝ، ﻭﻟﻛﻧّﻧﺎ ﻻ ﻧﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺭﻳﻥ. ﻭﻧﺭﺍﺟﻊ ﺃﻧﻔﺳﻧﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣﺭﺍﺭ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﺧﻁﺄ ﺣﺳﺎﺑﻲ ﻁﻔﻳﻑ ﻓﻲ ﺗﻘﻭﻳﻣﻧﺎ ﻓﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻟﺩﻳﻧﺎ ﺍﻟﺷﺟﺎﻋﺔ ﻟﺿﺑﻁﻪ، ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻳﻌﻧﻰ ﺃﻥّ ﻫﻧﺎﻙ ﺧﻁﺄ ﻓﻲ ﻋﻘﻳﺩﺗﻧﺎ ﺍﻷﺭﺛﻭُ ﺫﻛﺳﻳّﺔ.

    ✝ لا يفهم المحلل لماذا يخلط أبونا القمص بين التمسك بما تَسَلَّمْناه والكبرياء. الحقيقة هي (وهو أمر واضح وصريح لا يحتاج لأي تحليل) أن التمسك بقيم وتعاليم الآباء وبالتالي الحفاظ على الإيمان القبطي الأرثوذكسي هو منتهى التواضع، وليس العكس. كما ذكر المحلل من قبل الشجاعة هي أن نصحح الخطأ بما هو صحيح، وليس تصحيح الخطأ بخطأ آخر. الأهم من ذلك هو السؤال إذا كان هناك الحاجة للتصحيح من الأساس، إذا كان إهتمامنا دائماً روحياً فيجب علينا أن نتمثل بآبائنا الذين فعلوا نفس الشيء (أي عدم الإهتمام المادي بالتاريخ الميلادي على حساب القبطي).

    ﺳﺆال رﻗﻢ 10: ﻟﻤﺎذا ﻧﻐﻴّﺮ اﻻﺣﺘﻔـﺎل ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ ﻳﻮم 7 ﻳﻨﺎﻳﺮ، وﻫﻮ أﻗﺼﺮ ﻧﻬﺎر ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ. وأﻋﺘﻘﺪ أنّ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻐﺮض ﻣﻦ اﺧﺘﻴﺎر ﻫﺬا اﻟﻴﻮم ﻷنّ ﺑَﻌﺪﻩ ﻳﺒﺪأ اﻟﻨﻬﺎر ﻓﻲ اﻟﺰﻳﺎدة ﺑﻌﺪ ﻣﻴﻼد اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻧﻮر اﻟﻌﺎﻟﻢ؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    1 - ﻳﻭﻡ 7 ﻳﻧﺎﻳﺭ ﻟﻳﺱ ﻫﻭ ﺃﻗﺻﺭ ﻧﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺳﻧﺔ، ﺑﻝ ﺃﻗﺻﺭ ﻧﻬﺎﺭ ﻫﻭ ﺑﻳﻥ 20 ﻭ24 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ ﻣﻥ ﻛﻝّ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻧﺻﻑ ﺍﻟﻛﺭﺓ ﺍﻷﺭﺿﻳّﺔ ﺍﻟﺷﻣﺎﻟﻲ، ﻭﺑﻳﻥ 20 ﻭ24 ﻳﻭﻧﻳﻭ ﻣﻥ ﻛﻝّ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻧﺻﻑ ﺍﻟﻛﺭﺓ ﺍﻟﺟﻧﻭﺑﻲ.

    2 - ﻧﺣﻥ ﻓﻲ ﺍﺣﺗﻔﺎﻟﻧﺎ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻏﻳﺭ ﻣﺭﺗﺑﻁﻳﻥ ﺑﻳﻭﻡ 7 ﻳﻧﺎﻳﺭ، ﻭﻟﻛﻧّﻧﺎ ﻣﺭﺗﺑﻁﻭﻥ ﺑﻳﻭﻡ 29 ﻛﻳﻬﻙ، ﻭﻫﻭ ﺣﺎﻟﻳًﺎ ﻳﻭﺍﻓﻕ 7 ﻳﻧﺎﻳﺭ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2101 ﺳﻳﻭﺍﻓﻕ 8 ﻳﻧﺎﻳﺭ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻧﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ، ﺃﻣّﺎ ﺇﺫﺍ ﺿﺑﻁﻧﺎﻩ ﻓﺈﻥ 29 ﻛﻳﻬﻙ ﺳﻳﻭﺍﻓﻕ 25 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ ﺑﺩﻭﻥ ﺗﻐﻳﻳﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﺟﻲء ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺈﺫﻥ ﷲ.

    ✝ يتساءل المحلل مرة أخرى كيف يتمكن أبونا القمص أو أي شخص من التكهن بهذا، وعلى أي أساس؟ ربما لم يدرك أبونا القمص ما ذَكَرَه المحلل من قبل من حيث الإعتراضات، المناقشات، والإقتراحات بالتغيير لعدم إلمامه بمصادر كثيرة غير عربية.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 11: ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﻤﺎﻧﻊ أنّ ﻛﻞّ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ (اﻟﺸﺮﻗﻴّﺔ واﻟﻐﺮﺑﻴّﺔ) ﺗﻐﻴّﺮ ﻋﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد ﻟﻴﻜﻮن 1 ﻳﻨﺎﻳﺮ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أنّ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ اﻟﻤﻴﻼدي ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أنّ أول ﻳﻮم ﻓﻴﻪ ﻳﻜﻮن ﻫﻮ ﻣﻴﻼد اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ، وﻟﻦ ﻧﺤﺘﺎج ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻷيّ ﺗﻐﻴﻴﺮ. وﺳﻴﻜﻮن ﻟﻬﺬا ﻣﻌﻨﻰ ﺣﻠﻮ أنّ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻛﻠّﻬﺎ ﺗُﻐﻴﱢﺮ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻮﺣﱡﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﻜﺮ؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    1 - ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ ﻁﻳّﺑﺔ، ﻭﻟﻛﻧّﻬﺎ ﺗﻛﺎﺩ ﺗﻛﻭﻥ ﻣﺳﺗﺣﻳﻠﺔ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ. ﻷﻧّﻬﺎ ﺳﺗﺣﺗﺎﺝ ﻟﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻊ ﻛﻝّ ﺍﻟﻛﻧﺎﺋﺱ، ﺇﺫ ﺃﻧّﻪ ﺳﻳﻛﻭﻥ ﻣﻁﻠﻭﺑًﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﺟﻣﻳﻊ ﺃﻥّ ﻳﻐﻳّﺭﻭﺍ ﺃﻧﻅﻣﺗﻬﻡ ﻭﺗﻘﺎﻭﻳﻣﻬﻡ.

    ✝ يتضح للمحلل من هذه النقطة أن رأي أبينا القمص هو أنه الأحسن أن نغيِّر نحن نظامنا تبعاً للنظام المتعارف عليه، إلى أن يحدث تغيير آخر يشمل عدد أكبر من الكنائس، خصوصاً في الغرب، فوقتها سوف يكون هناك فرصة للتغيير معهم مرة أخرى! إنه أسلوب عجيب، يوحي بالإهتزاز والتذبذب من نواحي كثيرة، وليس فقط من نواحي عقائدية. عَلَّقَ المحلل من قبل على التأثير النفسي المحتمل حدوثه عند الأجيال الجديدة، والداخلين الجدد على الإيمان القبطي الأرثوذكسي (اللا خلقدوني). نقطة أخرى أيضاً وهي أن بتعليق أبينا القمص على إستحالية التغيير، يَتَبَيَّن للمحلل أن أبينا القمص قد يكون رأيه أن هناك كنائس أخرى ثابتة على موقفها أكثر مما يطالب هو به من موقف الكنيسة الأرثوذكسية! هذا أيضاً خارج سياق الموضوع، ولكن يتمنى المحلل أن يرى كل أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ثبات موقفها وأصالة الدفاع عن مُسَلَّماتها، وعقيدتها، وطقوسها إلى آخر الأزمنة.

    2 - ﻧﺣﻥ ﺃﻳﺿًﺎ ﻛﻛﻧﻳﺳﺔ ﻗﺑﻁﻳّﺔ ﻻ ﻧﻘﺑﻝ ﺃﻥ ﻧﻐﻳّﺭ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﺑﻌﻳﺩًﺍ ﻋﻥ ﻳﻭﻡ 29 ﻛﻳﻬﻙ. ﺇﺫ ﺃﻧّﻪ ﻣﺭﺗﺑﻁ ﺑﺎﻟﻁﻘﺱ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻛﻛﻝّ.

    ✝ ولكن يرى المحلل أنة بتغيير ٢٩ كيهك مرة ليتزامن مع ٢٥ ديسمبر، سوف يسهُل تغييره مرة أخرى ليتزامن مع ١ يناير، وهكذا.

    3 - ﺃﻱ ﺗﻐﻳﻳﺭ ﻻﺑﺩ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺳُُﺱ ﻋﻠﻣﻳﺔ ﺳﻠﻳﻣﺔ ﺣﺗّﻰ ﻳﺣﺗﺭﻣﻪ ﺍﻟﺟﻣﻳﻊ، ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻳﺗﻭﻓّﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ.

    ✝ كما أشار المحلل من قبل ليس هناك أسس علمية سليمة في تحديد يوم ٢٥ ديسمبر كعيد ميلاد الرب يسوع المسيح من الأساس. فضلاً راجع نقطة ✝ (ت - ١٥) ✝ لمزيد من التوضيح.

    4 - ﻣﻭﻋِﺩ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻳﺩ ﻟﻳﺱ ﻫﻭ ﺍﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻭﺣﻳﺩ ﺍﻟﻔﻛﺭ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻛﻧﺎﺋﺱ، ﻭﺇﻧّﻣﺎ ﺍﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺗﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻳﺩﻳّﺔ، ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺝ ﻟﺗﻔﺎﻫﻡ ﻭﻣﻧﺎﻗﺷﺎﺕ ﻭﺻﻼﺓ ﻭﺍﺗﺿﺎﻉ ﻭﻣﺣﺑّﺔ ﻭﻋﻭﺩﺓ ﻟﻸﺻﻭﻝ ﻛﻣﺎ ﺫﻛﺭﺕ ﻣﻥ ﻗﺑﻝ..

    ✝ يرى المحلل أن أبونا القمص يعود لمناقضة نفسه مجدداً، إذ أنه قال من قبل في تعديل التقويم (وبالتالي موعد الإحتفال بالعيد) هذا التعبير: 'لم يقُل أحد أنّ توحيد الأعياد سيكون سببًا في وحدة الكنائس، هو مجرّد خطوة بسيطة للتقارب' (فضلاً راجع إجابة أبينا القمص على سؤال رقم ٩). لا يحتاج المحلل لإعادة التعليل على أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية متمسكة بالأصول فعلاً، فبإستخدام أبينا القمص تعبيراً مثل "عودة للأصول" يؤدي إلى تحيير المتَلَقِّي والقارئ، والإيحاء بأننا تَرَكْنا أصولنا في فترةٍ ما، وهو الأمر الذي لم يحدث بتاتاً إلى الآن.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 12: ﻟﻤﺎذا ﻳﺘﻢّ ﻃﺮح اﻟﻔﻜﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻗﺒﻞ أن ﻳﺒﺖّ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻤﻘﺪّس، أﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﻣﺜﻴﺮًا ﻟﻠﺒﻠﺒﻠﺔ؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    1 - ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺻﻝ ﻟﻘﺩﺍﺳﺔ ﺍﻟﺑﺎﺑﺎ ﻭﻟﻠﻣﺟﻣﻊ ﺍﻟﻣﻘﺩّﺱ ﻗﺑﻝ ﻁﺭﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﺎﺱ.

    ✝ إن المحلل على ثقة كبيرة في روحانية أبينا البطريرك البابا تواضروس الثاني والمجمع المقدس، وعقلانيتهم في التعامل مع أمور كثيرة تخص الكنيسة في المهجر بشكل خاص، بل وبإستقرارهم الإنفعالي من ناحية مثل هذه الأمور. المحلل إذاً على يقين أن قداسة البابا والمجمع المقدس على علمٍ كاملٍ ودرايةٍ لا مثيل لها في علوم الآبائيات، وبالطبع أصول العقيدة والقوانين في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مما يجعله متأكداً بأن الكنيسة ستستمر على خطها المستقيم دوماً وأبداً، في مواجهة كل حروب وحيل الشرير التي ستؤدي إلى إرتداد المؤمنين في آخر الأيام وعودة اليهود للإيمان بالرب يسوع بحسب التفاسير الآبائية للكتاب المقدس. ليحفظنا الرب ويحفظ كنيسته القبطية من كل ما يداهمها، كما ظل يحفظها إلى يومنا هذا.

    2 - ﻫﺩﻓﻲ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺷﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﺗﻧﻭﻳﺭ، ﻷﻧﻲ ﺃﺅﻣﻥ ﺑﻣﺑﺩﺃ "ﺍﺯﺭﻉ ﻓﻛﺭًﺍ ﺗﺣﺻﺩ ﻋﻣﻼً". ﻭﺃﻋﺗﻘﺩ ﺃﻥّ ﺗﻛﻭﻳﻥ ﺭﺃﻱ ﺷﻌﺑﻲ ﺳﻳﺳﺎﻋﺩ ﺍﻟﻣﺟﻣﻊ ﺍﻟﻣﻘﺩﺱ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺗﺧﺎﺩ ﻗﺭﺍﺭٍ ﺑﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ، ﻷﻧﻲ ﻻ ﺃﺗﺻﻭﺭ ﺃﻥ ﻳﺗّﺧﺫ ﺍﻟﻣﺟﻣﻊ ﻗﺭﺍﺭًﺍ ﻣﺛﻝ ﻫﺫﺍ ﺑﺩﻭﻥ ﺗﻬﻳﺋﺔ ﺷﻌﺑﻳّﺔ ﺃﻭﻻً.

    ✝ يعتقد المحلل أن تعليق أبينا القمص أخذ محملاً سياسياً، فلا يعتقد المحلل أن هذه الأمور يجب أن تسير بهذه الطريقة مطلقاً.

    3 - ﻣﺛﻠﺙّ ﺍﻟﺭﺣﻣﺎﺕ ﻗﺩﺍﺳﺔ ﺍﻟﺑﺎﺑﺎ ﺷﻧﻭﺩﺓ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ، ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻭﻝ ﺃﻧّﻪ "ﻓﻲ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻣﻭﺍﻗﻑ ﻳﻛﻭﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﺃﻗﻠﻳّﺔ ﺻﺎﺧﺑﺔ ﻭﺃﻛﺛﺭﻳّﺔ ﺻﺎﻣﺗﺔ" ﻭﻫﺫﺍ ﺑﺎﻟﻁﺑﻊ ﻻ ﻳﻔﻳﺩ ﻓﻲ ﺍﺗﺧﺎﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻬﺎﻣّﺔ.. ﻟﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻬﻡّ ﺟﺩًّﺍ ﺃﻥ ﻳﺻﻝ ﺍﻟﻧﺑﺽ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻟﻠﻧﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﻧﻌﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ.

    ✝ مرة أخرى يتساءل المحلل من هم صانعو القرار، وأي قرار هو؟ هذا الكلام يحتوي على نهج تنظيمي سياسي لا تسير عليه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حسب فهم المحلل.

    4 - ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺕ ﻧﺳﺑﺔ ﺍﻟﻣﻭﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ ﺗﺗﺟﺎﻭﺯ ﺍﻟﺗﺳﻌﻳﻥ ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﺑﺣﺳﺏ ﺍﻻﺳﺗﻁﻼﻋﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻳّﺔ، ﻓﻳَﺣﺳُﻥ ﺃﻥ ﻳﺻِﻝ ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﺟﻣﻊ ﺍﻟﻣﻘﺩّﺱ، ﻟﻳﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺳﺑﻳﻝ ﺍﻟﺿﻐﻁ، ﻭﻟﻛﻥ ﻟﻛﻲ ﻳﻛﻭﻥ ﺃﻣﺎﻣﻬﻡ ﻧﺑﺽ ﺍﻟﺷﻌﺏ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﺑﻭﺿﻭﺡ، ﻭﻧﺣﻥ ﻧﺛﻕ ﺃﻥّ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻘﻭﺩ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺳﻳﺭﺷﺩ ﺁﺑﺎء ﺍﻟﻣﺟﻣﻊ ﻟﻣﺎ ﻓﻳﻪ ﺧﻳﺭ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻭﺑﻧﻳﺎﻧﻬﺎ.

    ✝ يثق المحلل تماماً بعمل الروح القدس في كنيسته، ولا يستبعد أيضاً السماح بتجارب على مستوى شعبي كنسي بهدف التبرير والتقويم الروحيين. على هذا لا يفهم المحلل مقصد أبينا القمص من إستطلاعات رأي، أو نبض الشعب القبطي، لأن أمور العقيدة والمُسَلَّمات الآبائية لا تتغير بهوى البعض! إنها مُثَبَّتات نسير عليها بالطاعة والتواضع لا غير.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 13: ﻫﻞ ﻳﺼِﺢّ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻜﺮة اﻟﺒﺤﺚ ﻣﺒﻨﻴّﺔ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺮﺗﺎح اﻷﺟﺴﺎد ﺑﻤﺎ ﻟﺬّ وﻃﺎب وﺗﺘﻠﺬّذ ﺑﺎﻷﺟﺎزات واﻟﺼﺨﺐ اﻟﻤﺼﺎﺣﺐ ﻟﺒﺎﺑﺎ ﻧﻮﻳﻞ ﺑﺪﻋﻮى اﻟﻮﺣﺪة؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    1 - ﻓﻛﺭﺓ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺑﻌﻳﺩﺓ ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺑﺙ. ﻓﺄﺻﻧﺎﻑ ﺍﻷﻛﻝ ﻣﺗﻭﻓّﺭﺓ ﻫﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻓﻲ ﻛﻝّ ﻭﻗﺕ ﻭﺑﺄﺭﺧﺹ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ، ﻭﻻ ﺃﺣﺩ ﻳﻔﻛّﺭ ﻓﻲ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻷﻛﻝ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺗﻘﻭﻝ.

    ✝ لقد أشار أبونا القمص مسبقاً بأن إحدى نتائج تعديل التقويم الهامة هي إزاحة عبء صوم الرسل الطويل على المؤمنين من الأجيال الجديدة والداخلين للإيمان القبطي الأرثوذكسي، فيرى المحلل إذاً أن هذه الإجابة تراجعاً في موقفه.

    2 - ﺃﺟﺎﺯﺍﺕ ﻋﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻟﻥ ﺗﺗﻐﻳّﺭ ﺳﻭﺍء ﺿﺑﻁﻧﺎ ﺗﻘﻭﻳﻣﻧﺎ ﺃﻡ ﻟﻡ ﻧﺿﺑﻁﻪ، ﻭﻫﺫﺍ ﺃﻳﺿًﺎ ﻟﻳﺱ ﻣُﻬﻣًّﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ.

    ✝ لا يستطيع أحد أن يجزم بهذا – قد تتغيَّر أجازات عيد الميلاد، وقد يُطَبَّق تاريخاً مختلفاً عن ٢٥ ديسمبر مستقبلاً.

    3 - ﺍﻟﻣﻬﻡّ ﻫﻭ ﺍﻟﺑﻠﺑﻠﺔ ﺍﻟﺣﺎﺩﺛﺔ ﻭﺍﻷﺳﺋﻠﺔ ﺍﻟﻣﺗﻛﺭّﺭﺓ ﻛﻝّ ﻋﺎﻡ ﻋﻥ ﻟﻣﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﻌﻳّﺩ ﻣﻌًﺎ؟ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺩﻯ ﺍﻟﺑﻌﻳﺩ ﻣﻊ ﻭﺟﻭﺩ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻛﻧﺎﺋﺱ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗّﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻳﻭﻡ 25 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ ﻷﻥ ﺷﻌﺑﻬﺎ ﻛﻠﻪّ ﻣﻥ ﺍﻟﺟﻳﻝ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺛﺎﻟﺙ ﻟﻠﻣﻬﺎﺟﺭﻳﻥ ﻭﺃﻏﻠﺑﻬﻡ ﻣﺗﺯﻭّﺝ ﻣﻥ ﺃﺟﺎﻧﺏ.. ﻓﺎﻟﻭﺿﻊ ﺍﻟﺣﺎﻟﻲ ﺳﻳُﺣﺩِﺙ ﺷﺭﻭﺧًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺣﺩﺓ ﺍﻟﻭﺟﺩﺍﻧﻳّﺔ ﻟﻠﻛﻧﻳﺳﺔ، ﻛﻣﺎ ﺫﻛﺭﺕ ﻣﻥ ﻗﺑﻝ، ﺑﻝ ﻭﺃﺗﻭﻗّﻊ ﻓﻲ ﻏﺿﻭﻥ ﺳﻧﻭﺍﺕ ﻗﻠﻳﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﺑﺩﺃ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻧﺎﺩﺍﺓ ﺑﺎﻻﻧﻔﺻﺎﻝ ﺭﻋﻭﻳًّﺎ ﻭﺇﺩﺍﺭﻳًﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺍﻷﻡ ﻓﻲ ﻣﺻﺭ..

    ✝ مرة أخرى لا يريد المحلل أن يتطرق للناحية النفسية الواقع فيها ليس الأشخاص فحسب بل الكنيسة ككل. الكنيسة في المفهوم النفساني هي هيئة كبيرة ينتمي إليها أبناؤها بحب وشركة وتواضع، أكثر من إنتمائاتهم للمواطن الأرضية، أو الدول المقسمة سياسياً. هناك خطورة من الناحية النفسية أن تشجع القيادات الكنسية بمختلف مكاناتها تفضيل فصيلٍ على حساب آخر بأي غرضٍ مهما كان. هذا هو ما قد ينتُج عنه شروخاً في الوحدة الوجدانية الكنسية كما ذكر أبونا القمص. دورنا الحقيقي كخدام، كما ذَكَرْتُ قبلاً، هو تعريف وتعليم الأجيال الجديدة، والداخلين على الإيمان القبطي الأرثوذكسي، بمبادئ الكنيسة، وقوانينها، والمُسَلَّمات الآبائية – ليس دورنا هو تغيير مسارنا من أجل الرضوخ لمطالب إجتماعية، أو مُجْتَمَعِية (وإلا لإنقسمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى طوائف متعددة بحسب المجتمعات المتواجدة فيها).

    أما من الناحية الروحية، فلا حاجة للمحلل أن يعيد شرح مركز عروس المسيح بالنسبة للإيمان القبطي (الذي أسفاً لا يشترك فيه طوائف أخرى كثيرة) وعلى المستوى الشخصي أيضاً – يشمل هذا ترانيم ومدائح قبطية اُتُّخِذَت بواسطة طوائف أخرى لكثرة عذوبتها ومعانيها الأرثوذكسية العميقة، فضلاً عن منزلة مؤلفيها.

    4 - ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﻣُﻣﻛﻧًﺎ، ﻭﺳﻠﻳﻣًﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﻔﻠﻛﻳّﺔ ﺍﻟﻌِﻠﻣﻳّﺔ، ﻭﻟﻥ ﻳﺗﺳﺑّﺏ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺗﻐﻳﻳﺭ ﻓﻲ ﻁﻘﺱ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺃﻭ ﻋﻘﻳﺩﺗﻬﺎ، ﻓﻣﺎ ﺍﻟﻣﺎﻧﻊ ﻣﻧﻪ؟!

    ✝ أشار المحلل في مواضع عديدة التغيير الذي سيطرأ على طقوس الكنيسة، وعقيدتها، جملةً ومضموناً، ولا حاجة لإعادة القول أو الشرح بأن التعديل المطلوب ليس سليماً من الناحية الفلكية العلمية من الأساس.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 14: ﻫﻞ ﺗﺮى أنّ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺳﻮف ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻘـﺎرب ﻣﻊ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، أو ﻳﺨﺪم اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻜﻨﺴﻲ اﻟﻤﺴﻜﻮﻧﻲ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    ﻧﻌﻡ، ﻭﻟﻛﻥّ ﺍﻟﺗﻘﺎﺭﺏ ﻫﻭ ﺧﻁﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻳﻕ ﻁﻭﻳﻝ، ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻭﺣﺩﺓ ﻓﻬﻲ ﻟﻳﺳﺕ ﺃﻣﺭًﺍ ﺳﻬﻼً.. ﻟﺫﻟﻙ ﻧﺣﻥ ﻧﻌﻣﻝ ﻣﺎ ﻋﻠﻳﻧﺎ ﺑﻘﺩﺭ ﻁﺎﻗﺗﻧﺎ ﺑﺩﻭﻥ ﺗﻐﻳﻳﺭ ﻹﻳﻣﺎﻧﻧﺎ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﻳﻡ.. ﻭﻛﻣﺎ ﺫﻛﺭﺕ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﺃﻥّ ﻫﻧﺎﻙ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻛﻧﺎﺋﺱ ﺍﻟﻣﺗّﺣﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻣﺎﻥ ﻭﻟﻛﻧّﻬﺎ ﺗﺣﺗﻔﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻓﻲ ﻣﻭﺍﻋﻳﺩ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ. ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻝ ﻟﻥ ﻳﻘﺭّﺑﻧﺎ ﺇﻳﻣﺎﻧﻳًّﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻳﺣﺗﻔﻠﻭﻥ ﻓﻲ 25 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ ﻭﻟﻥ ﻳﺑﻌﺩﻧﺎ ﺇﻳﻣﺎﻧﻳًّﺎ ﺃﻳﺿًﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺣﺗﻔﻠﻭﻥ ﺑﺣﺳﺏ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ.

    ✝ لا يرى المحلل جدوى من التعليق على تناقض أقوال أبينا القمص، ولكن يتساءل المحلل إذاً ما هدف تعديل التقويم من الأساس طالما أن أبينا القمص في رأيه 'فهذا التعديل لن يقرّبنا إيمانيّاً إلى الذين يحتفلون في ٢٥ ديسمبر ولن يبعدنا إيمانيّاً أيضًا عن الذين يحتفلون بحسب التقويم القديم'؟ بالرغم من أن هذا لا يهم المحلل بالدرجة الأولى، ولكن حتى في اليونان هناك إختلاف في ممارسات الطوائف الأرثوذكسية، فبعضهم يحتفل يوم ٧ يناير (مع طوائف الكاثوليك هناك)، والبعض الآخر يوم ٢٥ ديسمبر. من خلال بحث المحلل أيضاً لم يجد إشارة إلى الرغبة في التوحيد بين الطوائف اليونانية بهدف تجنب إضاعة الوقت في المناقشات الغير المجدية مثلاً مثلما ذكر أبونا القمص مسبقاً.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 15: ﺗﺎرﻳﺦ 25 دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﺧﺘﻔﻰ ﻣﻨﻪ ﺷﺨﺺ اﻟﻤﺴﻴﺢ رﺳﻤﻴـﺎ وﺷﻌﺒﻴﺎ إﻟﻰ ﺣﺪّ ﻛﺒﻴﺮ، ﻓﻬﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﻴﺪ رﺑﻂ أوﻻدﻧﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﻔﻘﺪ ﻛﻞّ ﻳﻮم ﻃﺎﺑﻌﻪ اﻟﻜﻨﺴﻲ اﻟﺮوﺣﻲ، أم اﻷﻓﻀﻞ اﻻﺣﺘﻔـﺎظ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻣﺨﺘﻠﻒ روﺣﻲّ اﻟﻄﺎﺑﻊ؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    + ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ ﺍﻟﻣﻣﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﺑﻳّﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻓﻘﺩﺕ ﺍﻟﻁﺎﺑﻊ ﺍﻟﺭﻭﺣﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﺩّ ﻛﺑﻳﺭ، ﻟﺩﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩّﺓ ﺍﻟﺭﻭﺣﻳﻳﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻳﺻﺭﺧﻭﻥ ﻣﻁﺎﻟﺑﻳﻥ ﺑﻌﺩﻡ ﺗﻔﺭﻳﻎ ﺍﻟﻌﻳﺩ ﻣﻥ ﺻﺎﺣﺑﻪ "Keep Christ in Christmas".

    + ﻧﺣﻥ ﻻ ﻧﺭﺑﻁ ﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﺑﺄﻋﻳﺎﺩ ﺍﻟﻐﺭﺏ.. ﺳﻳﻅﻝّ ﺍﺣﺗﻔﺎﻟﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻟﻪ ﺍﻟﻁﺎﺑﻊ ﺍﻟﺭﻭﺣﻲ ﻭﺍﻟﻁﻘﺱ ﺍﻟﺷﺭﻗﻲ ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﺍﻷﺻﻳﻝ، ﺍﻟﺗﻐﻳﻳﺭ ﻓﻘﻁ ﺳﻳﻛﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻭﻋِﺩ.. ﻭﻫﺫﺍ ﺳﻳﻔﻳﺩ ﻣﻥ ﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﺧﺩﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻓﻲ ﺃﻳّﺎﻡ ﺍﻟﻌُﻁﻠﺔ، ﻓﻳﺳﺗﻁﻳﻊ ﺍﻟﺟﻣﻳﻊ ﺣﺿﻭﺭ ﺍﻟﻘﺩّﺍﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺳﺎء، ﻭﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﻣﻊ ﻣﺩﺍﺭﺱ ﺍﻷﺣﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺻﺑﺎﺡ.

    ✝ يرى المحلل أن صاحب السؤال رقم ١٥ أصاب جَمَّاً. هناك ظواهر نفسية كتلك المُسَمَّاة بالإرتبطات الذهنية والتَكَيُّفات النفسية. مع الوقت سيجد الأشخاص أنفسهم، بغض النظر عن أعمارهم أو خلفياتهم، يحيدون عن الأهداف الروحية ويلجأون إلى الإبتعاد أكثر عن مجتمع الكنيسة، إذ أنهم تهيأوا نفسياً للفطر مع الأجازات والإحتفالات الغربية – هذا هو الإرتباط الذهني، أما التكيف النفسي فهو التهيئة السَيْكولوچية لإنتهاء الصوم والذي يعني لا شعورياً إباحة المشهيات وفك التقييدات الجسدية عامةً، والروحية خاصةً، مع حلول موسم التسوق السابق لعيد الميلاد الغربي (الكريسماس) والديوك الرومي، والحلوى المرتبطة بهذه الإحتفالات الغربية. الحقيقة أن الخدمة سَتَقِلَّ في بعض المجتمعات التي تتوقف فيها المواصلات مثلاً يوم العيد. أيضاً سنجد أن بعض الأشخاص سيفضلوا قضاء الوقت مع عائلاتهم في هذا اليوم، وليس في الكنيسة، وبخاصة هؤلاء الداخلون الجدد إلى الإيمان القبطي الأرثوذكسي الذين هم من خلفيات غربية.

    ﺳﺆال رﻗﻢ 16: ﻫﻞ ﻣﻦ ﺣﻖّ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أن ﺗﻘﻮم ﺑﻀﺒﻂ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ، أمّ أﻧّﻪ ﺗﺮاث ﻣﺼﺮي ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﻪ؟

    ﺍﻟﺟﻭﺍﺏ:

    ﻧﻌﻡ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ ﻫﻭ ﻣِﻠﻙٌ ﻟﻛﻝّ ﺍﻟﻣﺻﺭﻳﻳﻥ.. ﻭﻳﻠﺯﻡ ﻟﺿﺑﻁﻪ ﺑﺣﻭﺙٌ ﻋﻠﻣﻳّﺔ ﻭﻗﺭﺍﺭٌ ﺳﻳﺎﺩﻱﱞ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.. ﻭﻟﻛﻥ ﻋﻣﻠﻳًّﺎ، ﺍﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ، ﻭﻟﻡ ﻳﻌُﺩ ﺃﺣﺩ ﻳﺳﺗﻌﻣﻠﻪ ﻏﻳﺭﻫﺎ.. ﻭﺃﻳﺿًﺎ ﺍﻟﻣﺯﺍﺭﻋﻭﻥ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻳﻌﺭﻓﻭﻧﻪ ﻻ ﻳﺗﺎﺑﻌﻭﻧﻪ ﺑﺩﻗّﺔ ﻣﺛﻝ ﺍﻟﻣﺎﺿﻲ، ﻓﻘﺩ ﺍﺧﺗﻠﻔﺕ ﻅﺭﻭﻑ ﻭﺃﻧﻅﻣﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﻛﺛﻳﺭًﺍ.. ﻭﻣﻥ ﻫﻧﺎ ﻓﺎﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺟﻬﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳّﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺭﻳﻙ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺍﻟﺭﺍﻛﺩﺓ، ﻭﻗﻳﺎﺩﺓ ﻋﻣﻠﻳّﺔ ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺑﻧﺎءً ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺱ ﻋﻠﻣﻳّﺔ ﺳﻠﻳﻣﺔ.

    ✝ يستاء المحلل من تعبير "المياه الراكدة" في وصف التمسك بالتقويم القبطي. هل سيُسَمَّى الخط الأرثوذكسي المستقيم تعنتاً جاهلاً؟ هل ستُسَمَّى التقاليد والمُسَلَّمات الثابتة رجعيةً جامدةً؟ لربما اُستُعمِلَت هذه الأوصاف فعلاً، فيطالب المحلل بمراجعة كل شخص لذاته وعلاقته بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ليس فقط على المستوى الروحي بل على مستوى البنيان والإنتماء بوجه عام.

    ﺃﻫﻡّ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ.

    + ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ ﺟﻭﺯﻳﻑ ﺻﺩﻗﻲ ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻝ [ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ - ﺗﻁﻭﱡﺭ ﺣﻠﻘﺎﺗﻪ ﻭﺿﺑﻁﻪ] ﺇﺻﺩﺍﺭ ﺍﻟﻣﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﻭﻣﻲ ﻟﻠﺑﺣﻭﺙ ﺍﻟﻔﻠﻛﻳّﺔ ﻭﺍﻟﺟﻳﻭﻓﻳﺯﻳﻘﻳّﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ 2014ﻡ.

    + ﺍﻟﻣﻭﺳﻭﻋﺔ ﺍﻟﺣﺭّﺓ (ﻭﻳﻛﻳﺑﻳﺩﻳﺎ).

    + ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ ﺃﺷﺭﻑ ﻟﻁﻳﻑ ﺗﺎﺩﺭﺱ [ﻣﻘﺎﻝ ﺑﻌﻧﻭﺍﻥ: ﺗﻔﺳﻳﺭ ﺍﺧﺗﻼﻑ ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻔﺭﻋﻭﻧﻲ / ﺍﻟﻘﺑﻁﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻐﺭﻳﻐﻭﺭﻱ / ﺍﻟﻐﺭﺑﻲ.] ﺭﺋﻳﺱ ﻗﺳﻡ ﺍﻟﻔﻠﻙ - ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ - ﺍﻟﻣﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﻭﻣﻲ ﻟﻠﺑﺣﻭﺙ ﺍﻟﻔﻠﻛﻳﺔ ﻭﺍﻟﺟﻳﻭﻓﻳﺯﻳﻘﻳﺔ، ﺣﻠﻭﺍﻥ - ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ 2015ﻡ.

    + ﻛﺗﺎﺏ "ﻟﻐﺗﻧﺎ ﺍﻟﻘﺑﻁﻳّﺔ (ﺍﻟﻣﺻﺭﻳﺔ)" ﻟﻸﺳﺗﺎﺫﺓ ﺑﻭﻟﻳﻥ ﺗﻭﺩﺭﻱ.

    + ﻛﺗﺎﺏ "ﺍﻟﺗﻘﻭﻳﻡ ﻭﺣﺳﺎﺏ ﺍﻹﺑﻘﻁﻲ" ﻟﻠﺩﻛﺗﻭﺭ ﺭﺷﺩﻱ ﻭﺍﺻﻑ ﺑﻬﻣﺎﻥ.

    ﺍﻟﻧﺳﺧﺔ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻟﻠﺑﺣﺙ ﺗﻡ ﻧﺷﺭﻫﺎ ﻓﻲ 28 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ 2014ﻡ ﺍﻟﻧﺳﺧﺔ ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﻧﻘّﺣﺔ ﻟﻠﺑﺣﺙ - 28 ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ 2017ﻡ.

    ﻭلله ﺍﻟﻣﺟﺩ ﻓﻲ ﻛﻝّ ﺷﻲء،،.

    ﺍﻟﻘﻣﺹ ﻳﻭﺣﻧﺎ ﻧﺻﻳﻑ.

    نتائج التحليل النقدي: -.

    ✝ هذا البحث المقدم من أبينا القمص يوحنا نصيف يُعَد مقالاً فكرياً يعرض وجهة نظر أبينا القمص على القارئ. للأسف وكما أشار المحلل من قبل، يفتقر هذا البحث إلى المادة العلمية السليمة، بسبب الإعتماد الكبير على مصادر مكتوبة باللغة العربية مما أسقط هذا البحث فيما يُسمى بالتحيز اللغوي.

    ✝ بالتقصي في مطلب أبينا القمص، ومدى واقعيته، أوضح المحلل إلى وجود خلل في العَرْض والإستنتاج، وأيضاً إلى عدم تكامل أوجه تطبيق ذلك المطلب المرغوب، مما أدى إلى (١) إما أن آلية تطبيق أبينا القمص لمطلبه غير مكتملة، أو (٢) أن أبينا القمص اعتقد أن التطبيق واضح بالرغم من المغلوطات التي استنبطها المحلل.

    ✝ بالنسبة للنداءات الأساسية (القائم عليها) للبحث، يستنتج المحلل ما يلي: ( * ) النداء الرثائي (pathos) استخدمه أبونا القمص بواسطة صبغة روحية ومصطلحات كنسية بحكم قامته، تهدف في مجملها إلى إنصات المتلقي المحتاج إلى هذه الصبغة الدينية للإقتناع بالرأي المعروض؛ ( * ) بالنسبة للنداء المنطقي (logos) فقد ذكر المحلل في أكثر من موضع إخفاقات أبينا القمص في فهمه العميق للمادة العلمية والتي أَثَّرَت سلبياً على التحليل المنطقي والعلمي، في وصوله إلى نتائج غير واقعية جملةً وتفصيلاً؛ ( * ) أما بالنسبة لنداء المصداقية (ethos) فهو كما وُضِّحَ مسبقاً أي إستخدام أبينا القمص مركزه الرعوي في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وحبه لأبنائه وللخدمة بشكل عام، مما أسفر عن الحيدان عن المبادئ الروحية ووصايا الرب، لإرضاء فصائل معينة قد لا تدرك جمَّ الإدراك حجم تلك الوصايا وفرضياتها في الحياة المسيحية عامةً، والقبطية الأرثوذكسية خاصةً.

    ✝ إنه لمن المهم للمحلل أن يستعرض شعوره بالحاجة إلى الرد على بحث أبينا القمص لِمَا وجد فيه من تناقضات ومغالطات علمية، عند عثوره على هذا البحث صدفةً لأول مرة (في ديسمبر ٢٠١٨ م). سيقدم المحلل ملخصاً لكل النقاط التي سردها من قبل للرد على أبينا القمص، ولكن قبل ذلك يود أن يكرر أن من ضمن الإيجابيات المحسوسة في البحث الأصلي، هي أن أبينا القمص لم يتوانَ في الرد على أسئلة بعض المعارضين، بل اختار في لغته ومنهجه في التعامل مع مثل هذه الأسئلة والأشخاص، المحبة وطول الأناة، تمثلاً بالسيد المسيح في معاملاته مع البشر كمحب البشر الصالح، مما يوضح للمحلل مدى إتساع صدر أبينا القمص، وإحتوائه لآراء الآخرين.

    ✝ هنا يعرض المحلل نقاط الرد على بحث أبينا القمص بإختصار: -.

    • جاء أول ذكر للإحتفال بعيد الميلاد في القرن الرابع الميلادي بحسب المصادر العربية (وأيضاً المصادر التي نُقِلَت عن القبطية واليونانية المستخدمة آنذاك) والأجنبية.
    • منذ القرن الثاني قبل الميلاد كان بعض العلماء قد أدركوا إعتبار متوسط السنة حسابياً ﺑـ٣٦٥ يوماً وربعاً، أطول قليلاً من المتوسط الحقيقي ولكن لم يجد المحلل تعليلاً لما لم يقوموا بتدارك هذا الإختلاف الحسابي وقتها.
    • اُعْتُمِدَ على العالِم المصري سوسيچينِس في وضع التقويم اليولياني القديم في القرن الأول قبل الميلاد.
    • التقويم الإغريغوري الحديث يحسب متوسط السنة بحوالي ٣٦٥ يوماً و٥ ساعات و٤٩ دقيقة و١٢ ثانية، مما يجعله زائداً عن المتوسط الحقيقي المطلق ﺑـ٢٦ أو ٢٧ ثانية.
    • إكتشاف فرق العشرة الأيام وما بُنِيَ عليه من قرارات البابا إغريغوريوس الثالث عشر كان هدفه إعادة حساب عيد القيامة، إذ أن يوم الإعتدال الربيعي اختلف في القرن السادس عشر عما كان عليه في القرن الرابع (في مجمع نيقية).
    • بالنظر إلى الدورة الميتونية، نجد أن حساب الأبقطي يعتبر أكثر دقةً من حساب الكومبيوتوس الحالي، لأن متوسط حساب السنة الميتونية هو ٣٦٥ + ٤ / ١ + ٧٦ / ١، مما يدل على أن التقويم الإغريغوري الحديث لم يكن وافٍ بالغرض الذي نُظِّمَ من أجله!
    • منذ ذلك التاريخ، يأتي عيد القيامة الغربي أحياناً مع عيد الفصح اليهودي، وأحياناً قبله، مخالفةً للقوانين الرسولية، وقواعد مجمع نيقية – ربما لم يكن هناك حاجة للإمتثال لهذه الأصول لإعتبار الكنيسة الكاثوليكية الغربية نظيرتها الشرقية الأرثوذكسية، وخصوصاً الكنيسة القبطية، منشقة عن الإيمان.
    • وقع العلماء وبعدهم البابا إغريغوريوس الثالث عشر في خطأ جسيم، بقرار تحريك التاريخ عشر أيام، ولكن عدم تغيير الأيام! لذلك أصبح الخميس ٤ أكتوبر، والجمعة ١٥ أكتوبر في نفس العام! كان لذلك أثراً كبيراً في تحيير وإرباك الشعوب الأوروبية المختلفة بغض النظر عن إعتناقاتهم المذهبية، مضعفاً الإقتصاد ومسبباً مشاكل إجتماعية عديدة (فضلاً عن الدينية).
    • أوضح علماء معاصرين في وكالة ناسا للفضاء، وفي جامعة تورنتو الكندية، أنه بتطبيق التقويم الإغريغوري الحديث بأثر رجعي، يخطئ في حساب يوم الإعتدال الربيعي، بل والسنوات الكبيسة كلها تلتبس إلتباساً غير منطقياً على أي حال.
    • بجانب التأثير الذي حدث على الجانبين الإقتصادي والإجتماعي، نتج عن تعديل التقويم إنقسامات وإضطرابات في دول أوروبية مختلفة بل وفي بعض الأوقات ولايات نفس الدولة.
    • يؤكد العلم الحديث الآن أن سرعة دوران الأرض تتأثر بعوامل كثيرة، بل ويرى العلماء أن السرعة ستتغير أسرع من المتوقع بسبب الإحتباس الحراري، وذوبان الطبقات الجليدية، وعوامل أخرى، مما جعلهم يفكرون في إستحداث تقاويماً مُعَدَّلَةً من الآن! يدرك المحلل بتوجهه الروحي أنه لا يهم شيء من هذا إطلاقاً، ولا كم قرناً آخراً، أو كم سنةً، أو كم يوماً ستستمر الحياة على هذه الأرض، أو تستمر الأرض أساساً، فلا يجب أن يكون هذا هو محض إهتماماتنا!
    • فضلاً عن ما سبق ذكره، هناك بعض الدول التي هدفت إلى قمع شعوبها بتطبيق هذا التقويم الحديث، خاصةً في القرنين الأخيرين.
    • لاحظ المحلل أيضاً أن إكتشاف العشرة الأيام الفارقة بين يوم الإعتدال الربيعي في القرن السادس عشر ونظيره في القرن الرابع كان قد تم قبل عهد البابا إغريغوريوس الثالث عشر، أي في عهد البابا بولس الثالث، عندما كان وقتها يوم الإعتدال الربيعي يوافق ١١ مارس (لكنه تزحزح في أيام البابا إغريغوريوس الثالث عشر فأصبح يوافق ١٠ مارس).
    • صاحب إستعمال التقويم الإغريغوري الحديث تغيير في يوم الإحتفال بعيد الميلاد الغربي وتحريكه عشرة أيام للأمام، بينما ظلت كل الشعوب الرافضة للتعديل تحتفل في نفس اليوم كعادتها؛ إذن لا تزال كل الشعوب التي تحتفل بعيد الميلاد المجيد يوم ٧ يناير في القرن العشرين والواحد والعشرين هي السليمة من حيث الثبات على مبدأ مستقيم، أي أرثوذكسي.
    • هناك علماء كثيرون، معاصرون أو غير معاصرون، أثبتوا أن التقويم المصري القديم المستمد منه التقويم القبطي يُعَد تقويماً متفوقاً على نظرائه، ولعله ليس مصادفةً أنه قد اختار يوليوس قيصر العالِم المصري سوسيچينِس لكي ينظم التقويم اليولياني من الأساس.
    • التصحيح الذي تم بتعديل التقويم اليولياني القديم إلى التقويم الإغريغوري الحديث، ما هو إلا تعديل حسابي فقط لا غير، إذ أن الفصول لا تزال تتأرجح، بل ويأتي يوم الإعتدال الربيعي حالياً في معظم بلدان العالم التي في نصف الكرة الشمالي يوم ٢٠ مارس وسيأتي يوم ١٩ مارس في النصف الثاني من القرن الواحد والعشرين بصفة مستمرة.
    • حساب الأبقطي الذي أسسه العالِم المصري بطليموس الفرماوي في عهد الأنبا ديميتريوس الكرام، هو حساب دقيق جداً في تحديد موعد ذبح الخروف عند اليهود، وبالتالي عيد القيامة، وهو الذي اُتُّفِقَ عليه من قِبَل كل كنائس العالم في القرنين الثالث والرابع الميلاديين، وعليه وُضِعَت قوانين حساب عيد القيامة في مجمع نيقية – تفوق حساب الأبقطي يرجع إلي تقارب حساب متوسط السنة القبطية مع نظيرتها الميتونية.
    • عندما عَدَّلَ الغرب التقويم الميلادي، تَغَيَّر عيد الميلاد، وتَغَيَّر أيضاً عيد الغطاس، وعيد القيامة (الذي كان سبباً أساسياً في التعديل) وكل الأيام الأخرى في تقويمهم – أي أنه لم يتغير شيء مطلقاً بالنسبة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
    • على ذلك فإن صوم الرسل لم يتأثر أبداً بإدخال التقويم الإغريغوري الحديث إلى مصر في الربع الأول من القرن العشرين.
    • حتى وإن فُرِضَ من أجل الجدل البحت لا أكثر، تثبيت عيد القيامة، أو حتى مواكبته لنظيره الغربي (وهي فروض تتنافى مع قوانين مجمع نيقية من الأساس)، مع الإستمرار في إستعمال التقويم القبطي، فلسوف نحتاج إلى ٢٩٠٠ سنة قبل أن يقع عيد الغطاس أثناء الصوم الكبير، أو ٤٥٠٠ سنة قبل أن يقع عيد الميلاد أثناء الصوم الكبير – فضلاً لاحظ أن كلتا هاتين الحالتين تَخَيُّلِتَين، لإستحالة حدوثهما عملياً، بالإضافة لأن كل ذلك مُنافياً لقوانين مجمع نيقية.
    • بخصوص الشق الروحي ذو الأهمية القصوى بالنسبة للمحلل، فهو لا يقبل الكلام المذكور من قِبَل أبينا القمص، والذي قد يكون استعمله لخداع الشيطان، وليس للتطبيق العملي. لا ينبغي على أي إنسان مسيحي، وبالذات إذا كان ينتمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن يشكو من طول فترة الصوم. كنيستنا القبطية أزادت بضعة أيام على صوم الميلاد، وأيضاً أضافت صوم يونان (صوم أهل نينوى) عندما اعترتها غيرة مقدسة من الكنيسة السريانية، كما أضافت أسبوع الإستعداد في بداية الصوم الكبير نتيجةً للغيرة المقدسة من الروم الأرثوذكس.
    • بالإضافة لكل هذا، فحتى صوم الميلاد الذي يعتبر صوماً من الدرجة الثانية، في آخره برامون، أو إستعداد للعيد، يوماً، إثنين، أو ثلاثة أيام صوماً من الدرجة الأولى.
    • لا تنقاد الكنيسة بالمجتمعات المتواجدة فيها. فرضاً وكمثال، إذا وُجِدَت مثلاً في مجتمع وثني، أينبغي أن تَسْتَحِلَّ دخول موسيقى الروك آند رول في العبادة؟ هذا ليس بالأمر الغريب إذ أن المحلل على علمٍ بأن بعض التنازلات قد حدثت في طوائف أخرى، ولكنه لا يريد أن يتطرق لما آلت له هذه الممارسات.
    • على المستوى النفسي، يجد المحلل أن ما يطالب به أبونا القمص يجذب الفرد إلى الأمور الأدنى من حيث الإحتياج للإنتماء، بل ويُضْعِف ثقة أبنائنا والداخلون الجدد للإيمان القبطي الأرثوذكسي، الذين قد يروا سَعْي الكنيسة لإرضاء الغير (وليس الله)، بل وضعف ثقة الرعاة في مُسَلَّمات الآباء، وقوانينهم.
    • لذلك يرى المحلل أن ما يطالب به أبونا القمص هو إنحدار وليس إرتقاء عن أمور غير مجدية، وإنما هي أمور في صميم الثبات على المبدأ، الإستعداد لشرح سبب رجائنا كما أوصى بطرس الرسول، وبَعْث رسالة مفادها التغلب على حيل الشيطان التي لا تنتهي ولا تتواهن.
    • أخفق أبونا القمص بإعادة الكلام عن طول الصوم وأثره في إبتعاد المؤمنين عن الكنيسة، سواء من الأجيال الجديدة أو الداخلين الجدد للإيمان القبطي الأرثوذكسي.
    • أوضح المحلل في النقطتين ✝ (ت - ٢٠) ✝ و✝ (ت - ٢١) ✝ أن صوم الرسل سيَقِلَّ خمسة أو ستة أيام فقط ما إذا طُبِّقَ التقويم الإغريغوري الحديث (مخالفةً لتعاليم الرسل والآباء)، أو إذا توحد يوم عيد القيامة مع الكنيسة الكاثوليكية الغربية (وهو أيضاً يخالف تعليم الرسل والآباء).
    • تغافل على أبينا القمص الأحداث المعجزية التي ينعم بها الله على كنيسته القبطية، وبخاصة ظهور النور المقدس بحسب تاريخ عيد القيامة التي تحدده الكنيسة القبطية بحسب حساب الأبقطي الموضوع من قِبَل الآباء الذين نشأوا فيها، أو تعامُد الشمس على مذابح العذراء، والملائكة، والقديسين، تكريماً من الرب لهم، وللآباء الذين فكروا تلك الأفكار من أجل تكريم والدة الإله، والملائكة، والشهداء، والقديسين.
    • لم يحالف المنطق أبينا القمص عندما أوحى بإحتمالية إنقسام الأقباط نتيجة تعليقه على مطالبة البعض بشيءٍ والبعض الآخر بشيءٍ آخرٍ. الحقيقة إن المنطق ظل مبتعداً عن أبينا القمص حيث ربط بعض الأعياد دون غيرها بعيد الميلاد، غير مدركاً أن كل الأعياد القبطية مرتبطة ببعضها، بما فيها عيد القيامة، وعيد الرسل.
    • أخفق أبونا القمص عندما أشار إلى أن شهر كيهك يبدأ يوم ٩ ديسمبر.
    • أشار أبونا القمص إلى مثال تعديل قراءات وفصول الثالث والعشرين من كيهك كمثال للحيوية والنمو للكنيسة القبطية، متغافلاً عن المعايير الأرثوذكسية، وآملاً في أن ذلك سوف يربط الأجيال الجديدة أكثر بالكنيسة. عَلَّقَ المحلل من خلال عمله في مجال الطب النفسي أن هذا قد يُضْعِف جداً التمسك بالآبائيات بل وكل المُسَلَّمات العقائدية والطقسية، لأن البعض لا يفهم ترابط فصول وقراءات المواسم المختلفة في الكنيسة بعضها مع بعض، بل وفقدان الخط الواحد البارز على مدار السنة القبطية كُلِّيَّةً.
    • افتقر أبونا القمص للموضوعية مجدداً، وللواقعية أيضاً عندما (١) اقترح عدم الإكتراث بثلاثة عشر يوماً في السنة القبطية وحذفها، وهو (٢) غير مُلِمٌّ بعدم تطابق الأيام الكبيسة في السنة القبطية مع نظيرتها الميلادية بحسب ما ظهر على حد تعبيره ' وهكذا بعد هذا التعديل سيتطابق التقويمان تمامًا، ولا يكون هناك مجال للإختلاف نهائيًا'.
    • إسترسال أبينا القمص في مشروع إعلام الدولة / الدول بإجراء التعديل، وإعلام الكنائس الأخرى، يدل للمحلل على عجلة أبينا القمص، والتي قد توحي بأن البحث لم يأخذ الوقت الكافي من التفكير والعمق في الدراسة بالرغم من إعادة أبينا القمص مراجعته في غضون ثلاثة سنوات. هذا أيضاً يتضح في عدم الإتساع في التحقق من المعلومات العلمية بدقة من خلال السعي وراء مصادر ومراجع أجنبية، وليس العربية فقط (كما ذُكِرَ قبلاً).
    • كما سبق المحلل وذَكَرَ، بإستخدام أبينا القمص لكلمات مثل "سيعود" و "ستتحرك"، يتبين أن النداء الرثائي الذي يعني بجذب عاطفة المتلقي وشعوره كان قوياً، ولعل هذا يؤكد شعور أبينا القمص بالمحبة نحو الكنيسة وكل الشعب. ولكن يرى المحلل أن إستخدام تلك المصطلحات أَثَّرَ سلباً على دقة البحث العلمية والعملية فضلاً عن أنه مفتقرٌ للموضوعية كما ذُكِرَ قبلاً.
    • أعاد أبونا القمص نفس الأخطاء الحسابية المذكورة في مواقع أخرى من البحث بالرغم من محاولته إيضاح النقاط بالأرقام، إذ أن إستفاضته في عدة أمثلة توضح مرة أخرى إلتباس الأمر عليه من ناحية السنة القبطية الكبيسة، والسنة الميلادية الكبيسة، بإحتسابه تماثلهما في التواريخ.
    • مرة أخرى اعتمد أبونا القمص على النداء الرثائي (pathos) في تعبيرٍ مثل: ' ولذلك سيكون حدثًا تاريخيًا عظيمًا يُحسب لآباء المجمع المقدس الحاليين أنه تمّ في عهدهم'، مما يؤثر سلباً مجدداً على واقعية المادة العلمية، بل وإمكانية إستعمالها بالإضافة لِمَا يحمله البحث من أمور غير روحية، ومعلومات منقوصة في جملتها.
    • إعتماد أبينا القمص على فقرة أسئلة القراء توضح مرة أخرى إيجابيته ومحبته للآخرين، بل وسعة صدره من خلال الإستفاضة في إجابات الأسئلة بهذا التفصيل.
    • استخدم أبونا القمص تعبيرات توحي بمدحه لعلماء الغرب، مقللاً من شأن العلماء المصريين، بل والأقباط بصفة عامة، مما يشير إلى عدم إدراكه العميق لتاريخ قارة أوروبا في ذلك الزمان.
    • ناقض أبونا القمص نفسه عدة مرات في إجابات بعض الأسئلة، مما أضعف حجة ما يطالب به، والهدف منه.
    • استخدم أبونا القمص بعض التشبيهات التي تدل على السطحية في تحليل بعض الأمور العلمية في جوهرها، وهي بالطبع ليست من اختصاصه كرجلٍ روحيٍ من الدرجة الأولى، وهو الذي زَيَّنَ البحث بطلب الصلوات في مواضع كثيرة، بل وذِكْرِه أيضاً لإقامة صلوات من أجل الكنيسة وشعبها.
    • ذكر أبونا القمص مسئوليته الرعوية تجاه الأجيال الجديدة في المهجر، وهذا يثلج صدر المحلل، الذي يرى تفاني أبينا القمص في رسالته إضافةً لموقفه من خلال الصلوات والإرشاد للأقباط وللداخلين الجدد إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. النقطة السلبية التي تقلق المحلل كما ذَكَرَ قبلاً هي مطالبة أبينا القمص بالتخفيف من الصوم، بل وتقليل أيام صوم الرسل، كما أشار في البحث وفي ردوده على الأسئلة التي وصلته من خلال موقع الفيسبوك.
    • لم يُصِب أبونا القمص في تكراره بأن التقويم الإغريغوري الحديث سيستمر إلى المجيء الثاني.
    • للوهلة الأولى يبدو بعض كلام أبينا القمص نابعاً من توجه سياسيٍّ، لا كنسيٍ، فيظهر في مجمله كتشجيع على ترك المُسَلَّمات الآبائية والقوانين الرسولية.
    • كرر أبونا القمص مسألة الإنفصال الرعوي والتي تبدو ظاهرياً وكأنه موقفٌ تخويفيٌ مما سيحدث حتماً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المهجر.
    • ابتعد أبونا القمص عن مناقشة تأثير الممارسات الغربية في الكريسماس على الأجيال الجديدة واكتفى بتلخيص ما تحتاج إليه هذه المجتمعات كُلِّيَّةً. بحكم معيشة المحلل في بلد غربي، يستطيع أن يستنبط بشيء من الوضوح أن المجتمعات القبطية في الولايات المتحدة وكندا (وغالباً أيضاً في أستراليا) هي أكثر صلابةً وتمسكاً بالحياة المسيحية الأرثوذكسية – نعم المسيحية حياة. ربما يكون أحد الأسباب هو أن هذه الدول ترحب بالهجرة، مقارنةً بدول القارة الأوروبية. ولكن من أجل الدقة والأمانة، يعترف المحلل بأنه قد يكون له نظرة ضيقة إلى حدٍ ما، ومتأثرة بكِبَر حجم هذه المجتمعات عن نظيرتها في أوروبا.

    ✝ من كل ما سبق يستخلص المحلل أن جودة البحث من خلال (أ) عَرْض الفكرة، (ب) منهجية البحث، (ج) التأثير على المتلقي، تأتي بدرجة متوسطة إلى جيدة، خاصةً لإستخدام أبينا القمص الأساس الرثائي (أو النداء الرثائي) في كثير من المناقشات، والتي اتضح فيها محبته ومسئوليته الرعوية. أما بالنسبة إلى الجودة من حيث (د) عمق المادة العلمية، (ﻫ) الإلمام بالأرقام وإيضاحها، و(و) روحانية الهدف المطالب به، فتأتي بدرجة ضعيفة، بسبب الإفتقار إلى البحث على مستوى واسعٍ، وأيضاً عدم ملاءمة المطلوب مع تعاليم الله – يدرك المحلل أن القارئ يفهم بوضوح لماذا قام أبونا القمص بِعَرْض هذه النقاط هكذا.

    على ذلك فيستطيع المحلل أن يصف موثوقية البحث، وصلاحيته بأنه لا يفيد روحانية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالأولى، وأيضاً لا ينتهج منهجاً مماثلاً لمُسَلَّماتها أو قوانينها، وأخيراً لا يقدم حجة علمية دقيقة أو صحيحة، بل ولا يناقش أي بدائل بصورة منطقية (من حيث الأساس المنطقي، والمصداقية بشكل عام).

    كلمة المحلل: -.

    ✝ لا يعرف المحلل شخص أبينا القمص يوحنا نصيف، ولكن يستطيع أن يستنتج من قراءة هذا البحث، والتحليل النقدي له، أن أبينا القمص يوحنا نصيف رجلٌ محبوبٌ ومُحِبٌ جداً. مما كُتِبَ في هذا البحث، يظهر للمحلل وللقارئ أيضاً محبة أبينا القمص للكنيسة ولأبنائها، من المصريين والداخلين الجدد للإيمان القبطي الأرثوذكسي على حدٍ سواء. يتضح صراحةً بأنه يريد أن يجمع شعب الكنيسة، كمثال السيد المسيح الذي أراد أن يجمع أولاده كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها. ولكن يعيب المحلل على إفتقار البحث للدقة العلمية والتقصي في الحقائق المرجوة، خصوصاً مع مراجعة البحث في غضون ثلاث سنوات من نشره للمرة الأولى، مما يؤدي إلى عدم سلامة وصحة النقاط المطروحة بصورة وافية. بالإضافة إلى ذلك، فإن إعتماد أبينا القمص بغزارة على مصادر عربية أدى إلى خلط عدة من الأمور، وسَرْد بعض المعلومات الخاطئة في هذا البحث. أما من جهة الآراء الروحية فيرى المحلل خطراً كبيراً في ترك مثل هذه النقاط غير مُجابة أو غير موضحة توضيحاً كاملاً، ولذا كان يجب الإستفاضة في الإجابة عليها – ويدرك المحلل تمام الإدراك أن هناك قديسين كثيرين استعملوا تحاورات مثل هذه ليتحايلوا على الشيطان في خداعِهِ بمهارة، والمحلل متأكد من كون قامة أبينا القمص يوحنا نصيف كبيرة إلى درجة قصوى، وبالتالي إحتياجه لتضليل الشرير بإفتعال كلام عكس الروحي مع إيمانه بأن الروح القدس لن يسمح بتأثير ذلك الكلام على القارئ أو المُتَلَقِّي أبداً. يتمنى المحلل أن يفتح مجالاً أوسع للقارئ أن يَزِنَ كل الأمور إيجابياً وسلبياً، وما لها من تأثير على الكنيسة ككل، وعلى روحانيات الأفراد الذين فيها والداخلين إليها، محتمين بها من أهوال هذا العالم الشرس. يتبقى القول بأن ربنا عَلَّمَنا أن نختار الباب الضيق المؤدي إلى الحياة، فلا يجب أن نفعل ما يفعله الآخرون بأي وجهة أو أي وسيلة.

    عن المحلل: -.

    ✝ يُدعى المحلل د. فادي نبيه كامل، ويعيش في إنكلترا منذ ١٥ عاماً تقريباً، ويعمل المحلل في مجال الطب النفسي منذ حوالي ١٤ عاماً. وُلِدَ المحلل في مصر، وعاش بها حتى سن الثامنة والعشرين، قبل أن ينتقل إلى إنكلترا. حياته في دولة غربية تهتم بالعلم إهتماماً كبيراً، وبتحليل كل مصادر العلوم المتلقاة بغض النظر عن مقدميها، دَفَعَه إلى الإسراع بالرد على بحث أبينا القمص يوحنا نصيف، خصوصاً لتعلقه الشديد بالكنيسة القبطية، والإيمان الأرثوذكسي الأصيل. من الجدير بالذكر أن المحلل عثر على بحث أبينا القمص صدفةً من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، ولذا أراد أن يتعمق في البحث والدراسة ليصبح مؤهلاً للرد على بحث أبينا القمص بدقة. في حقيقة الأمر أن المحلل تَعَلَّم من خلال تدريبه في تخصص الطب النفسي ودراسة فرع من فروع الفلسفة، أن تحليل الأمور بأبعادها المختلفة يضفي موضوعية على ما يُدرس ويأتي بثماره في بناء الشخص علمياً وعملياً، فضلاً عن البنيان الروحي الذي يحدث نتاجاً عن هذا الرقي، وبالأكثر طبعاً نعمة الله التي يجزلها لأولاده بلا تقليلٍ. لقد استدل المحلل بدلائل لا حصر لها من مراجع مختلفة المصادر، بل ومتباعدة التوجهات بأن الكنيسة القبطية ثرية جداً، وقوية حقاً، مما جذب حروب الشيطان عليها على مر العصور حتى يومنا هذا، وهي لم تزل صامدةً. يطلب المحلل من الرب أن يحفظ نفسه في الإيمان الأرثوذكسي، وأن يحفظ أسوار عروس المسيح هذه قوية، حصينة، منيعة ضد هجمات الشرير. صلوا من أجلي.

    (يود أن يقدم المحلل إعتذاراً عما بَدَرَ من أخطاءٍ إملائية، أو ركاكة في الأسلوب، فبحُكْم معيشته في دولة تتكلم لغة غير العربية، ضَعُفَت لغته العربية وأصبحت مخارجه ثقيلة إلى حدٍ كبيرٍ. استغرق هذا العمل قرابة شهرين ونصف ليتيح المحلل لنفسه فرصة البحث المتأني والدقيق، حتى يتسنى له الإستفادة والإفادة العلمية على مستوى عالٍ. أخيراً، يقوم المحلل الآن بترجمة هذا الرد (والبحث مُشتَمِلاً فيه) إلى اللغة الإنكليزية، مُتَّبِعاً نفس الأسلوب، أي مُمَيِّزاً كلام أبينا القمص بخطٍ عريضٍ، أما الردود فبخطٍ عاديٍ بجانب إستعمال شكل الصليب "✝").

    إلى هنا أعاننا الرب.

    تم في برمهات ١٧٣٥ ش، مارس ٢٠١٩ م.

    مقالة أبينا چون رمزي: -.

    Originally from.

    http: / / www. suscopticdiocese. org / messages / nativitydate. html.

    http: / / www. copticchurch. net / topics / coptic_calendar / nativitydate. html.

    The Glorious Feast of Nativity: -.

    7 January? 29 Kiahk? 25 December?.

    Written by: Fr. John Ramzy.

    The first Church did not celebrate the birth of Christ. And the actual date of his birth was and still is unknown. The earliest known indication to such a celebration comes in a passing statement by St. Clement of Alexandria who mentions that the Egyptians of his time celebrated the Lord's birth on May 20. At the end of the 3rd century, the Western Churches celebrated it in the winter, and this was only accepted in Rome in the middle of the 4th century.

    Around that time it was agreed by the Church all over the world to celebrate the nativity of our Lord Jesus Christ on 25 December (29 Kiahk in the Coptic calendar) , most probably to take the place of a pagan feast that even Christians continued to celebrate until then.

    At that time, and until the sixteenth century, the civil calendar in use the world over was the Julian calendar, introduced by Julius Caesar in the year 46 B. C. This calendar considered the year to be 365. 25 days 4 and thus had a leap year every four years, just like the Coptic calendar. Therefore, until the sixteenth century, 25 December coincided with 29 Kiahk, as the date of the celebration of the Lord's nativity.

    Towards the end of the sixteenth century, Pope Gregory XIII of Rome took interest in studying astrology, dates and feasts. He noticed that the vernal equinox, the point at which the sun crosses the equator, making day and night of equal length, starting the spring, used to fall on 21 March (25 Baramhat) around the time of the council of Nicea (A. D. 325) which set the times for the ecclesiastical feasts. The vernal equinox at his time however fell on 11 March.

    After consultation with scientists, he learned that the equinoctial year (or solar year) , which is the time the earth takes to revolve around the sun from equinox to equinox, was slightly shorter than the Julian year. It was 365. 2422 solar days (approximately 11 minutes and 14 seconds shorter). This makes a difference of a full day every 128. 2 years, hence the difference of 10 days in the beginning of spring between the fourth and sixteenth centuries.

    Pope Gregory XIII decreed the following:

    In A. D. 1582, October 5th will be called October 15th.

    The Julian calendar should be shortened by 3 days every 400 years, by making the centenary year a normal 365 - day year, not a leap year, except if its number is divisible by 400.

    Thus the year 1600 remained a leap year as usual, while 1700, 1800 and 1900 had only 365 days each and the year 2000 was a leap year of 366 days.

    This new calendar came to be known as the Gregorian calendar, and is the common civil calendar in use in our world today.

    Following these decrees, as the Church of Rome celebrated Christmas 25 December 1582 A. D. , the Eastern Churches still fasted as they showed 15 December or 19 Kiahk on their Julian and Coptic calendars. As the Church of the East celebrated the feast of Nativity, it was already 4 January 1583 A. D. on Pope Gregory's new calendar. That gap widened by 3 more days over the next 4 centuries. This is why the Churches who still celebrate on 25 December according to the ancient Julian calendar (such as most of the Byzantine Churches and the non - Chalcedonian churches, except the Armenians) find themselves, in the 21st century, celebrating the Nativity on 7 January of the civil Gregorian new calendar. This will become 8 January after the year 2100 A. D.

    Now the questions present themselves:

    Is it necessary that the liturgical calendar be adjusted to a scientifically correct solar year?.

    Why did Pope Gregory correct the calendar to its status at the fourth century?.

    Why not we do it to resemble the status at Christ's birth or at the beginning of the world?.

    Should we, as Christians, take the liberty to change a calendar established and recognized by our fathers of the ecumenical councils to be the basis of our liturgical life, just because of mere scientific data?.

    Should we adjust our calendar to coincide with the western calendar, or should the Catholics go back to the calendar of the fathers?.

    Is it important to have one Nativity day the world over or is it preferable to unite really in doctrine first, and then look at these secondary issues?.

    Isn't it better, now that the Western Christmas has been so commercialized and paganized, that we have a separate date where we worship in spirit and in truth, away from the noise, drunkenness, gluttony and immorality of the December Christmas practices? Many of our children and youth, born and raised here, have voiced this opinion.

    May the ever - renewed birth of the Lord of glory in our hearts, every day of every year, be unto our salvation to eternal life. Amen.

    1998 - 2014 CopticChurch. net. All rights reserved.

    Designed and Maintained by St. Mark Coptic Church, Jersey City, NJ.

    أخطاء تم تداركها في النسخة الثانية: -.

    • تم تعلية الخط درجة واحدة وتحويل خط المحلل إلى نوع الـ "calibri".
    • حذف كلمة "لا" في صفحة ٣.
    • تزويد جملة للرد على نقطة بداية شهر كيهك في صفحة ١١.
    • تزويد تاريخ ٩ أغسطس في صفحة ١٦.
    • تزويد الرقم "١" في شاهد الرسالة الأولى إلى تيموثاوس في صفحة ١٨.
    • تزويد كلمة "هو" في صفحة ٢٠.
    • تزويد رقم "٤" وكلمة "أعوام" في صفحة ٢٢.
    • تزويد بعض المراجع في الفقرة ✝ (ت - ٣٨) ✝ في صفحة ٢٢.
    • تزويد كلمتي "في عام" في صفحة ٢٤.
    • تزويد جملة تلخيصية في نتائج التحليل النقدي في صفحة ٣٠.
    • تصحيح الأخطاء النحوية والإملائية والترقيمية التي وردت سهواً في النسخة الأولى.
    • تزويد علامة الصليب "✝" في صفحة ٣١.

    مع الشكر وطلب الصلوات،.

    د. فادي نبيه كامل.

    إنكلترا.

    برمهات ١٧٣٥ ش، مارس ٢٠١٩ م.

    Website: https: / / ophadece. home. blog.

    E - mail: ophadece@hotmail. com.