الخلفيات الكتابية والعقيدية للأيقونات القبطية – جـ4- -الأغنسطس حسام كمال عبد المسيح

كارت التعريف بالكتاب

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
2MB

 

أيقونة الصلبوت – أيقونة إنزال جسد المسيح من علي الصليب – أيقونة الدفن

   

مقدمة

الأيقونة (icon-είκών) هي الصورة المرسومة للسيد المسيح أو السيدة العذراء أو أحد الملائكة أو الشهداء أو القديسين ، طبقاً لتقليد كل كنيسة ،حيث يخضع رسم الأيقونة لأسلوب فني خاص ضمن علم يسمي   ” بعلم الأيقونات Iconography ” ، وفي الكنيسة الشرقية تحمل الأيقونات فنوناً مختلفة مثل الفن القبطي والفن السرياني والفن البيزنطي إلا أنه يخشي تداخل هذه الفنون إلي الحد الذي يتعذر معه تمييز كل فن عن الفن الآخر .

وظهرت الأيقونات في البداية كرموز تعبر عن تعاليم المسيحية أو شخصيات كتابية ومن أقدم الرموز المسيحية رمز ” السمكة ” وهو رمز يرجع للقرن الثاني الميلادي ،وكان أختياره كرمز هو بسبب أن حروفها الخمسة اليونانية (ϊχθυς) إخثوس هي أول حروف كلمات خمس هي ” يسوع المسيح ابن الله المخلص ” ، وهناك رموز أخري مثل الحمل الصغير ( رمز للسيد المسيح الذي يرفع خطايا العالم) والسفينة ( رمز للكنيسة ) والمرساة أو الهلب ( رمز الخلاص ) ويونان النبي وسط البحر الهائج ( رمز الموت والقيامة ) وغيرها من مئات الرموز وإبتداء من عصر الإمبراطور قسطنطين الكبير إتجهت الأيقونات من  الرمزية إلي الحقيقية .

ومنذ القرن الخامس فصاعداً كثرت الأيقونات جداً ، وتم رسم أيقونات واضحة للسيد المسيح وأخري للصليب والمصلوب عليه لتحرك المشاعر ، وأخري للعذراء تحمل طفلها علي ذراعيها ….إلخ.

وفي العالم البيزنطي إندلعت الحرب ضد الأيقونات ومكرميها وحدث إضطهاد شديد علي مدي القرنين الثامن والتاسع الميلادي وسميت ” حرب الأيقونات ” وراح ضحيتها كثير من الرهبان إلي أن أنتهت في عهد الإمبراطورة ثيؤدورا.

والأيقونات تحتل مكاناً مكرماً لدي الشعب وتقدم أمامها كل أنواع الإكرام من تقبيل وتقديم بخور وطلب المعونة ، وتظهر كثيراً من الأيقونات آيات شفاء مما يعطي للأيقونة شهرة وقداسة بين الجموع .

عزيزي القارئ ستجد في هذه البحث دراسة كتابية تاريخية عقائدية فنية عن  الأيقونات القبطية وسنتكلم قليلاً عن الفن البيزنطي وسيكون محاور حديثنا هو أيقونات أسبوع الآلام والقيامة وذلك بمناسبة أسبوع الآلام 2018م ، وسنتكلم عن الأيقونات الآتية ( أيقونة دخول المسيح أورشليم – أيقونة تطهير الهيكل – أيقونة غسل أرجل التلاميذ – أيقونة العشاء الرباني والفصح – أيقونة الصلاة في بستان جثسيماني – أيقونة القبض علي السيد المسيح – أيقونة المحاكمة – أيقونة الجلد – أيقونة طريق الآلام – أيقونة الصليب – أيقونة إنزال جسد السيد المسيح من علي الصليب – أيقونة الدفنة – أيقونة نزول روح المسيح الجحيم – أيقونة القيامة ) وذلك مع إضافة نماذج قديمة وحديثة للأيقونات وماورد في المخطوطات من صور ورسومات، وسأقوم بتقديمها في في سلسة تتكون من عدة أجزاء حتي تكون سهلة للدراسةوالقراءة وسأقوم بذكر المراجع والمصادر في الجزء الأخير.

و وقد تحدثنا في الجزء الأول عن أيقونة دخول السيد المسيح أورشليم وأيقونة تطهير الهيكل من الباعة وأيقونة غسل أرجل التلاميذ ، وفي هذا الجزء الثاني       تحدثنا عن أيقونة العشاء الرباني وأيقونة صلاة المسيح في بستان جثسيماني وأيقونة القبض علي السيد المسيح ، وفي الجزء الثالث تحدثنا عن أيقونات أسبوع الآم وتحديداً في هذا الجزء عن أيقونة محاكمة السيد المسيح ، وأيقونة الجلد ، وأيقونة طريق الآلام .

أما في هذا الجزء نتحدث عن أيقونة الصلبوت بين الشرق والغرب وأيقونة إنزال جسد السيد المسيح من علي الصليب وأيقونة الدفنة المقدسة.

الرب يجعله سبب بركة للدارسين ومحبي الفن القبطي بشفاعة كلية الطهر السيدة العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل آمين.

 

الفصل الأول

أيقونة الصلبوت

+ الشاهد الكتابي

(مت 50-35:2) ، (مت56-55:27) ، (مر41:24:15) ، (لو49-33:23) ، (يو27-25:19) ، (يو34:19).

+ أيقونة الصلبوت في الكنيسة الغربية وتنقسم لخمسة موضوعات

– الأيقونة التاريخية

توجد قليل من الأيقونات التي تمثل صلب السيد المسيح بصورة مبسطة مثل نحت علي العاج يرجع لعام 425م ويصور المخلص مقابل يهوذا الإسخريوطي مع قطع الفضة تحت رجليه وهو محفوظ المتحف البريطاني .

وكذلك نحت علي خشب باب كنيسة ” القديسة سابينا ” في روما ويرجع لعام 438م ويظهر فيه المسيح مصلوب مع اللصين ويلاحظ عدم وضوح خشبة الصليب منها بل يظهر الجسد واليدان مفتوحتان بهيئة الصليب والوجه له لحية.

ويرجع السبب في ندرة أيقونات الصلبوت قبل القرن السادس إلي أن ذكري الصليب كانت لا تزال في ذلك الوقت غير لائقة في ذهن الكثيرين كعقاب شديد للمجرمين وعلامة العار لهم ، ويظهر ذلك الوقت من وجود رسم ساخر علي جدران منزل روماني يرجع لعام 240م حيث يوضح السخرية من الصليب.

– أيقونة الإنتصار علي الموت

† توجد تميمة مصرية ترجع للقرن السادس أو السابع وتصور المسيح بالثياب الطويلة مع اللحية والهالة ، والصليب لم يظهر  إلا جزئياً بين اللصين والجنديين ، ويتعلق الصليب بأيقونة القيامة كما يظهر في صورة التميمة ، ويمكن أن نسمي هذا النموذج ” الإنتصار علي الموت ” .

† وفي بعض الأيقونات القديمة تظهر يد الله الآب تقدم إكليلاً بين رمزي الشمس والقمر في الركنين وملاكان أو أربعة يمدون أيديهم استقبالاً لروح السيد المسيح.

وأحياناً يرسم مشهد الصعود فوق الصليب مع رموز الإنجيلين الأربعة ، ونجد ربنا يسوع المسيح عادة يرتدي مئزراً بدلاً من الثوب الطويل ويقف علي مسند صغير للرجلين ويحني رأسه إلي اليمين وعيناه مغمضتان ،ويضربه صاحب الرمح / الحربة من جهة وصاحب الأسفنجة من جهة أخري والجدير بالذكر وجود اسمائهم في الأيقونة وهم ( لونجينوس – اسطفانوس ) ،وعادة تري العذراء مريم تقف من جهة والقديسة يوحنا الحبيب في الجهة الأخري كما يظهر تحت الصليب إمراتان إحداهما تمثل الشعب القديم وهي ترفض الدم والخلاص وتهرب من عند الصليب ،أما الثانية فهي تمثل الكنيسة وتمد كأساً لتجمع به الدم المهراق من جنبه المطعون ، وأحياناً يظهر معهما ملاكان يحملانهما إلي الصليب ، ونجد عند الصليب الحية أو شخص أسطوري يمثل الأرض أو البحر ، وأخيراً نشاهد في أسفل الأيقونة عدد من القبور المفتوحة والأموات يخرجون منها وفي مقدمتهم ( آدم – حواء ) وأيديهم مرتفعة نحو الصليب في الأيقونات الأخري ، وقد يظهر مشهد مجئ النساء / المريمات إلي قبر المخلص في فجر أحد القيامة وأمام بناء القبر المستدير يجلس الملاك المبشر بالقيامة.

– أيقونة المصلوب محب البشر

من بداية القرون الوسطي تم حفظ صلبان كبيرة في أوربا من الخشب ومن أيقونة المصلوب علي هذه الصلبان يظهر بوضوح السلام الداخلي للسيد المسيح المصلوب وحبه اللامتناهي للبشرية .

ومنذ القرن الحادي عشر تم تصوير جسد المسيح المعلق علي الصليب منحنياً بتوتر شديد علي هيئة قوس مشدود ، وذلك تعبيراً عن شدة آلامه ، ومنذ القرن الثاني عشر تأخذ المسامير الثالثة في الظهور بالأيقونات أكثر فأكثر حيث أكتفي بمسمار واحد للرجلين كليهما معاً علي الصليب ، بينما في الشرق كانت تظهر في أسفل الصليب خشبة صغيرة توضع عليها الرجلان وتسمران عليهما بمسمارين .

وفي ذلك الوقت كان الصليب يقدم بطريقة مبسطة وهي الصليب وحده مع صورة لشخص واحد وقد كانت عادة لمريم المجدلية وهي تبكي تحت الصليب وتقبل خشبة الصليب بخشوع وحزن.

– أيقونة المصلوب رجل الآلام

وهذه الأيقونة كانت تعبر عن شدة قساوة الصليب والآلام في القرون الوسطي ، ففي هذا الوقت أخذ الشعب المؤمن يهتم كل الأهتمام بالآم ربنا يسوع المسيح كما ظهرت طقوس درب الصليب ومسرحيات الآلام ومسيرة التائبين التي تحمل الصليب وكان ذلك أقتداءاً بآلام المسيح وأوجاعه .

ومنذ القرن (13م – 16م) تقريباً أخذ الفنانون يرسمون المسيح المصلوب الذي مات ،والمسيح المتألم المتوجع ، وعلي رأسه إكليل الشوك بجسمه المضروب والمجروح ، وبقلبه وجنبه المطعونان بالحربة.

– أيقونة المصلوب الجميل

منذ القرن الخامس عشر والسادس عشر وحتي التاسع عشر كان الأيقونات التي تصور المسيح المصلوب تقدم لنا المسيح بمفرده وفي أغلب الأحيان معلقاً علي الصليب وحده وسط منظر ليلي حالك السواد ،وكان الفنانون يحاولون في  صورهم تلك التعبير عن جمال جسد السيد المسيح إلي أقصي الحدود لأنهم أرادوا التعبير بذلك عن المسيح وإنتصاره علي الموت حيث يرمز لنور الجمال الجسدي الذي كان ينبعث من جسد المصلوب القوي الجبار في بداية القيامة  .

وفي هذه الفترة عموماً كانوا يقدمون المسيح المصلوب بطريقتين :

† الأولي : وكأن الرب مات وأحني رأسه إلي صدره علي الصليب .

† الثانية : وكأنه مازال حياً وهو يصرخ مستغيثاً للآب مرفوع الرأس نحو السماء حسب المزمور 22 الذي تنبأ فيه داود عن صلب السيد المسيح.

 

+ أيقونة الصلبوت في الكنيسة الشرقية

– ملامح أيقونات الصلبوت القديمة

– النموذج الأول

أهم النماذج الشرقية لأيقونة الصلبوت مرسومة في مخطوط ( رابولا ) وترجع لعام 586م وفيها نشاهد الصليب منتصب قائماً بين جبلين تعلوهما الشمس والقمر ويتوسط بين صليبي اللصين الذان صلبا معه ، واللص اليمين ينظر للمسيح ، وكذلك نجد المسيح مسمراً علي الصليب بأربعة مسامير في اليدين والرجلين وهو لابساً ثوباً أرجوانياً طويلاً وهو ينظر نحو اليمين ، وحول الصليب نري الجلادين مجتمعين ويضربه من اليمين أحد الجنود بالحربة ومن اليسار يقف  جلاد أخر يحمل وعاء بيده ويحمل قضيب أو قصبة بها أسفنجة مبللة بالخل الممزوج بالمرارة، وأمام الصليب نري ثلاث أشخاص أخرين يلعبون مقترعين للحصول علي ثياب المسيح ، وإلي اليمين نري يوحنا الحبيب ومريم العذراء واقفين ينظران إلي المسيح المصلوب وإلي اليسار من الصليب تقف ثلاث نساء وهم المريمات .

فهذه الصورة تعبر تعبيراً دقيقاً عن ناسوت السيد المسيح وموته كإنسان وذلك واضح من طعنة الحربة في جنبه ، وأيضاً عن لاهوته الذي لا يموت وذلك من عينيه المفتوحيتين ، أما الثياب الأرجوانية الطويلة وظهور الشمس والقمر فوق الصليب فإنهما يرمزان إلي مكانة ربنا يسوع المسيح الرفيعة وإلي شرفه الملكي السامي ولأغراض وأسباب لاهوتية أضيفت فيما بعد إلي هذه الأيقونة القديمة عناصر أخري جديدة مثل :

† تدفق الماء والدم من جنب السيد المسيح : وهي علامة سر التناول بالصليب مع الكنيسة التي تجمع الدم الذكي في الكأس وتقبله لديها كنزاً وكفارة عن خطايانا .

† قائد المئة : وهو الشاهد العظيم علي لاهوت المسيح .

+ جمجمة آدم : الموجودة تحت قاعدة الصليب وهي رمز لآدم الأول أبو البشر و آدم الثاني إبن البشر .

† الملائكة : ويتم تصويرهم في السماء فوق ذراعي الصليب وهم في الأصل حراس السماء ويلقون التحية علي المسيح المنتصر ملك المجد بعد أن أكمل نضاله وأنجز ووعده بالخلاص.

ثم دخلت علي الأيقونة عناصر أخري حسب النص الكتابي مثل ( حدوث الصلب خارج أسوار اورشليم – رسم عيني المسيح وهما مغمضتان – المسيح يرتدي مئزر ( وهو ما يستر العورة ) – وظهوت الموت بادياً علي جسد الرب المتألم ) ومنها ما أختفي ومنها ما ظل باقياً مثل اللصين وكذلك علاقة أيقونة الصلب بالقيامة.

– النموذج الثاني

وإلي جانب هذا النموذج يظهر نموذج أخر لأيقونة الصلبوت وهو ” النموذج   اللاهوتي الرمزي ” والذي يتعلق ببشارة يوحنا (يو27-26:19) وفي هذا النموذج لا يظهر عادة غير ثلاثة أشخاص وفي بعض الأحيان خمسة أشخاص وهم ( السيد المسيح علي الصليب  – العذراء مريم من جهة – القديس يوحنا الحبيب من الجهة الأخري) وفي بعض الأيقونات نشاهد ملاكان أو جنديان ، ويوجد مثال لهذا  النموذج وهو أيقونة توجع للقرن الثامن عشر بدير سانت كاترين ” وفيها نشاهد المسيح المصلوب وقد مات وعيناه منغلقتان ومن صدره يخرج الدم والماء بين العذراء مريم والقديس يوحنا الحبيب ، ونجد مثل هذا النموذج في كنيسة مريم القديمة في روما وكذلك في دير القديس لوقا في اليونان.

أما بعد القرن الرابع عشر فقد كثر عدد الأشخاص المشاهدين في الأيقونة حسب النموذج الأول التاريخي بينما ظل النموذج الثاني الرمزي يشدد ويركز بصورة أكبر علي جوهر الصلب .

ومن ذلك يتضح لنا أن أيقونة الصلبوت قد جاءت نتيجة تطور طويل يجمع بين تقاليد مختلفة لنماذج متعددة ومتباينة ، فهي تقدم صلب ربنا يسوع المسيح خارج أسوار أورشليم وعلي جبل / هضبة الجلجثة حسب إعتقاد قديم عن جمجمة آدم التي يقال أنها مدفونة هناك وذلك لتعتمد من جديد ولكن بدم المسيح ، ونجد لون السماء متوافق مع نص البشائر الأربعة بحلول الظلمة علي كل الأرض  ، أما عن الشمس والقمر فهما يرمزان إلي أهمية شخص المصلوب .

وفي الأيقونة الأصلية كان يتم رسم ملكة صغيرة وهي ترمز للكنيسة وهي تجمع دم المسيح الثمين ، وفي الجهة اليسري إمرأة تمثل الشعب القديم الذي رفض الصليب ( وهذا تشابه مع أيقونة الكنيسة الغربية ).

 

+ ملامح أيقونة الصلبوت القبطية الحديثة

– موضوع الأيقونة

تحتوي علي منظر السيد المسيح مصلوباً بين اللصان وبجوار الصليب مريم العذراء والقديس يوحنا الحبيب والقديسة مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي وأم أبني زبدي ، ونجد جندي حامل قصبة بها أسفنجة وآخر يطعن المخلص بالحربة في جنبه كما يصور جموع الشعب والكهنة والشيوخ .

– خلفية الأيقونة

تصور الخلفية علي منظر للسماء مظلمة .

– التعبيرات داخل الأيقونة

يصور السيد المسيح مصلوباً بين لصان وقد نكس رأسه إلي صدره أو ناظراً للسماء ، وبجوار الصليب القديسة العذراء مريم والقديس يوحنا الحبيب من جهة  وهما ناظران إليه وفي الجهة الأخري القديسة مريم المجدلية وبجوارهم أحد الجنود وبيده قصبة بها أسفنجة طويلة بها الخل.

كما يظهر أحد الجنود وهو يطعن السيد المسيح بالحربة في جنبه الأيمن ويخرج من هذا الجرح ماء ودم ، كما يصور بعض المارة في ثياب عادية ويصور رؤساء الكهنة بزيهم المميز وهي شاخصين إليه بنظرية سخرية وإستهزاء.

– كيف كان شكل إكليل الشوك ؟

لم يكن علي شكل حلقة دائرية كما أعتدنا أن نراه في الصور المتدوالة (أنظر الصورة الأولي)   بل كان علي شكل طاقية من الشوك وقد غطت الرأس بالكامل ، وقد استنتج الأطباء من خلال الكفن آثار جراح ودماء غزيرة في فروة الرأس وتؤكد أنها نتيجة إنغراس اشواك عديدة وضغوا عليها حتي تثبت .

والجدير بالذكر أن إكليل الشوك لم يكن من العذابات التقليدية التي كان يتلقاها المصلوب إذ لم يذكر لنا التاريخ حتي الآن علي شخص مات مصلوباً وضعوا علي رأسه إكليل شوك !! بل أن العسكر أرادوا أن يعبروا عن سخريتهم من المسيح بأعتباره ملك اليهود.

+ أين تم دق مسمامير اليدين ؟؟

أعتدنا أن نري السيد المسيح مرسوماً في أيقونات الصلبوت ومسمارين اليد نافذتين في راحة اليد ( الكف ) ولكن أتضح أن هذا التصوير غير دقيق لما يأتي :

† كان طول المسمار حوالي 18 سم وكان في المعصم (wrist) وليس في الكف .

† من المستحيل أن يكون المسمار في راحة اليد لأنها لن تحتمل ثقل وزن الجسم والذي سيدفعه بالسقوط لأسفل بمجرد أن تتمزق أنسجتها ، وبالتالي فإن المكان الوحيد الذي تنطبق فيه هذه الشروط هو منطقة المعصم .

† هذا الرأي يبين مدي دقة الكتاب المقدس حين قال السيد المسيح لتوما ” هات إصبعك وضعه في يدي ”  ولكنه لم يقل ” في كفي ” !! ، وينطبق هذا الرأي مع نبؤة داود ” ثقبوا يدي ” (مز16:22) .

† أتضح من الدراسات الحديثة علي الكفن المقدس أن المسمار كان في المعصم وذلك لوجود بقعة دم في هذا المكان والتي يرجع سببها لمرور المسمار بها.

 

صورة الكفن

صورة من الكفن المقدس وبها أثر واضح لمكان دق مسامير اليدين وأتضح بالعين المجردة أنه كان في المعصم وليس في راحة اليد وهذا واضح جداً من وجود أثر بقعة الدم نتيجة دق المسمار وهو فراغ ” ديستوت ” وهو فراغ صغير محاط

بثلاثة عظمات وحين يدق المسمار في المعصم يزيح العظمات للخارج

فيتسع الفراغ وينفذ المسمار.                    

+ هل تم تسمير القدمين بمسمار واحد أم كل قدم بمسمار ؟

في هذه النقطة تصطدم الأيقونات الحديثة مع الأيقونة القديمة والتي تصور تسمير كل قدم بمسمار في حين أن بعض وليس كل الأيقونات الحديثة تصور رسم واحد فقط للقدمين ؟ والرأي الصحيح والرأجح والمبني علي حقائق هو أنه تم تسمير القدمين بمسمار واحد فقط وإليك الأدلة :

† تم تسمير القدم اليسري فوق اليمني وسمر الإثنان معاً حيث نفذ المسمار وسط العصب ولم يكسر العظام .

† أثبت د.روبرت باكلين أحد علماء التشريح أن القدم اليسري وضعت فوق اليمني إذ رأي علي الكفن أن القدم اليمني واضحة جداً ورأي التجويف الذي يسمي علمياً                ” تقوس بلانتر ” كما ظهرت أصابع القدم الخمسة كما تترك القدم المبللة أثراً علي  الأرض ، وفي منتصف القدم جزء صغير داكن اللون علي شكل متوازي الأضلاع وهو بلا شك يدل علي أن المسمار قد أخترق مشط القدم بين السليمات الثانية والثالثة تحت مفصل ” ليسفرانك ” مباشرة .

وقد قام د.باربيت بتجربة إذ أخذ قدماً مبتورة حديثاً وغرس المسمار بين عظمتي سليمات القدم الثانية والثالثة تحت مفصل ليسفرانك مباشرة فإنغرس المسمار بسهولة ، وهذا يدل علي أن هذا الوضع هو المكان الصحيح لدق المسمار ، حيث يكون الجسم محمولاً علي المسمار الذي يخترق القدمين بصورة تسمح بصعود وهبوط جسم المصلوب للتنفس وذلك بتخفيف الشد علي القفص الصدري ثم ينزل إلي أسفل لتثقل الجسد وهذا يسبب آلاماً رهيبة في جراحات القدمين المرتكزتين علي المسمار في كل مرة يحاول فيها التتفس .

– أيهما أفضل تصوير عيني المخلص مفتوحتان أم منغلقتان ؟؟

نحن علي يقين أن السيد المسيح قد مات علي الصليب بعد معأناة ثلاث ساعات وذلك بإنفصال الروح الإنسانية عن الجسد الإنساني وهذا ما يحدث لكل البشر لحظة موتهم ، أما السيد المسيح فهو إله متجسد ( لاهوت & ناسوت ” جسد & روح ) وقد إنفصلت روحه الإنسانية عن الجسد ولكن اللاهوت لم يفارق الناسوت ولذلك فبالرغم من موته لا يجب تصوير عيناه منغلقتان وذلك لأن الأيقونة لا تلتزم بزمن محدد بل أنها فوق الزمن ولذلك يجب مراعاة تصويرالعينان مفتحوحتان لأنه إن مات بناسوته فهو حي بلاهوته .

 

 

الفصل الثاني

أيقونة إنزال جسد السيد المسيح من علي الصليب

+ الشاهد الكتابي

(مت58،57:27) ، (مر45-42:15) ، (لو53-50:23) ، (يو40-38:19).

+ موضوع الأيقونة

يوسف الرامي ونيقوديموس يحملان جسد السيد المسيح ، في حضور ثلاثة مريمات والقديس يوحنا الحبيب .

+ خلفية الأيقونة

تصور الخلفية علي هيئة سماء مظلمة وتظهر النجوم بوضوح ، وثلاثة صلبان وسلم علي صليب السيد المسيح.

+ التعبير داخل الأيقونة

يحمل يوسف ونيقوديموس جسد السيد المسيح برفق واحد من عند الإبطين والثاني من عند القدمين ، ويظهر الجسد كاملاً ، ويظهر علي وجه المريمات علامة البكاء والحزن .

 

 

الفصل الثالث

أيقونة الدفنة

+ الشاهد الكتابي

(مت61-56:27) ، (مر47-46:15) ، (لو56-54:23) ، (يو42-39:19).

+ خلفية الأيقونة

تظهر النجوم في السماء المظلمة وبعض الأشجار في البستان.

+ التعبير داخل الأيقونة

السيد المسيح داخل الأكفان ويظهر وجهه كاملاً ويوسف الرامي يستعد لوضع منديل الوضه علي رأسه ،ونيقوديموس كأنه ينهي عملية تكفين الجسد من عند القدمين ،كما تظهر المريمات وعلي وجهوهم علامات البكاء والحزن.