هل حقاً كل تفسير إنجيل يوحنا ، من وضع القديس كيرلس؟ – المهندس مكرم زكي شنوده

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب المهندس مكرم زكي شنوده
آخر تحديث 11 أكتوبر 2019

هذا السؤال الهام يجيب عنه عالم كاثوليكى شهير جداً ، من القرون الوسطى ، هو البروفيسور/ كورنيليوس آ. لابيدا ، فى مجموعة كتبه لتفسير الكتاب المقدس ، إذ ذكر فى مقدمة تفسيره لإنجيل يوحنا ، ما يلى:-

أولاً:-  فى الترجمة الإنجليزية لتفاسير كيرنيليوس آ. لابيدا ، المطبوعة عام 1887م :-

The great commentary of Cornelius à Lapide -Volume 5

يذكر فى صفحة 11 من الكتاب ومن الفايل بدف:-

  1. Cyril, Patriarch of Alexandria, has written a learned and very excellent commentary. He has written a didactic work, and is especially able and skilful in expounding the literal sense. S. Cyril’s commentary on S. John’s Gospel consisted originally of twelve books. But of these the fifth, sixth, seventh, and eighth have perished. Their loss has been supplied by Clictovaeus, a doctor of Paris, whose work has been mistaken by many learned men for the original of S. Cyril.””

ثانياً :- من المخطوط باللغة العربية ، المؤرخ فى ص237ش بسنة 1359 شهداء ، وهو  من مجموعة بطريركة الأقباط الكاثوليك ، برقم على الإنترنت: ( CCP4-8  )

وهو يحوى ترجمة لتفسير كرنيليوس آ. لابيدا لإنجيل يوحنا ، وفى الصفحة اليمين من صفحة 7 بدف ، يقدم النص الذى ذكرناه سابقاً فى ترجمته الإنجليزية ، مترجماً من لغته الأصلية إلى العربية مع زيادة عبارة مهمة عن إكتشاف وترجمة كتابين من الأربعة كتب المفقودة ، وأنهما كانا آنذاك فى روما ، هكذا :-

من مفسرى إنجيل مار يوحنا : … مار كيرلص بطريرك الإسكندرية ، هذا قد فاق سائر أقرانه فى تسديد المعانى ، وفسر هذا الإنجيل فى إثنى عشر كتاباً ، إلاَّ أن الأربعة المتوسطة ، أى الكتاب الخامس والسادس والسابع والثامن قد عُدمت مع طول الزمان ، وقد صنَّف عوضها يدوكوس إكليوستيوس المعلم المشهور فى مدينة بهريز (باريز أو باريس بحسب الترجمة الإنجليزية) . ولهذا إذا سمعت شهادة منقولة من الكتب الأربعة المذكورة على إسم كيرلص ، فإعلم أنها ليودوكوس المذكور وليس إلى كيرلص . وقد إنْغَشَّ (أى إنخدع) بهذا كثير من العلماء  وإعلم أنه من مدة يسيرة واحد من اليسوعية وجد فى جزيرة سقص كتابين من الأربعة الضايعة ، وهم الخامس والسادس ، وأتى بهما إلى رومية ، وهناك نقله من اليونانى إلى اللاتينى ، ونرجو من الله أن يظهر الكتاب السابع والتامن لنكمل مصنفات هذا الأب الشريف ، لأن معانيها شديدة جداً .””

ملحوظة :- بحسب مجموعة مينى ، فإن الكتابين 280 و282  بحسب ترقيم مينى ، يحتويان على كتب القديس كيرلس لتفسير إنجيل يوحنا أرقام الخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادى عشر والثانى عشر

ففى هذه المجموعة ، فإن الكتب المنسوبة للقديس كيرلس من الخامس إلى الثامن –والمذكور أنها فى حقيقتها مفقودة وأن عالم كاثوليكى كتب ما هو موجود فعلاً كبديل عنها- تحتوى على تفسير آيات إنجيل يوحنا من يو8: 25 إلى يو12: 48 .

وبناءً على تنبيه العالم كيرنيليوس آ. لابيدا ، الذى هو أيضاً كاثوليكى ، فإن هذه الآيات كلها ليست من وضع القديس كيرلس ، بل من وضع ذلك العالم الكاثوليكى الآخر ، الذى كان مشهوراً فى ايام كيرنيليوس آ. لابيدا وذكر إسمه ، وكان هدفه منها هو تكملة الجزء المفقود مستخدماً نفس الإسلوب ، ثم تمت إضافتها – على الأقل فى مجموعة مينى – للجزء الحقيقى الذى من وضع القديس كيرلس ، ولكنها بالطبع لا تمت بأى صلة للقديس كيرلس سوى بتقليد الإسلوب.

وإننى أناشد كل محبى الحق ، للتعامل مع هذا التحذير بكل الجدية ، فلا ننسب للقديس كيرلس سوى ما كتبه هو فعلاً ، ونراجع كل ما سبق لنا عمله ، ونضيف إليه هذه الملحوظة الهامة بأكبر خط ممكن ، لأننا أبناء النور.

كما إننى أناشد كل من يمتلك الإمكانية بأى طريقة ، للوصول للجزئين الخامس والسادس اللذين من وضع القديس كيرلس ، والذين ذكر كيرنيليوس أنهما تم إكتشافهما فى أيامه وأنهما موجودان فى روما وأنه تمت ترجمتهما من اليونانية إلى اللاتينية ، فلعل النسختان – أو إحداهما- ما تزال محفوظة فى مكتبات الفاتيكان!