معانى تعبير ” إبن الله – المهندس مكرم زكي شنوده

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب المهندس مكرم زكي شنوده
آخر تحديث 11 أكتوبر 2019

البعض يدَّعون علينا بأننا نقول على الله كلاماً قبيحاً جداً ، لا يقوله ولا حتى المعتوهين .

إذ عندما يسمعوننا نقول تعبير “إبن الله” ، فإن ذهنهم المنحرف يهيئ لهم بأننا نقصد أن الله قد تزوج وأنجب ! وكأن الله ذكراً ، له جسد وأعضاء ذكورية !!، وهى أفكار ذات أصول وثنية ، عندما كانوا يصورون آلهتهم ذكوراً وإناثاً ، يتزوجون وينجبون ، ومن تلك التصاوير تصوير الأعضاء الجنسية التى يصور لهم الشيطان أنها تخص هذا الإله الشيطانى !!

والقاعدة القانونية تقول :- (( على المدعى البيان )) ، لذلك فإن الواجب عليهم – إن كانوا منصفين ومن أهل الحق – أن يثبتوا إدعاءهم هذا . + وهذا الإثبات ، يجب أن يُستخرج من كتبنا نحن ، وليس من كتب الأعداء والخصوم .

فالواجب عليهم – إن كانوا أمناء وشرفاء وحقَّانيين – أن يقدموا الدليل من كتبنا ، على أننا قلنا هذا الكلام السفيه ، وإلاّ أصبح الكلام مجرد إفتراء .

وأنا واثق أن الضمير الإنسانى لا يقبل الإفتراء على أحد ، بما لم يقله .

والحقيقة هى أنهم ، لو فحصوا الأمر بأمانة ، فسيجدون أن تعبير : (( إبن الله )) ، يحمل عندنا معانٍ روحية خالصة ، ليس لها أى علاقة بهذا التفكير الأخرق ، بل إنها بعيدة تماماً عن الجسدانيات ، وبعيدة تماماً عن الخرافات الوثنية عن زواج ونكاح الآلهة ، فذلك لا يقول به إلاَّ أتباع الشياطين ، وهو ما لم تقل به المسيحية أبداً ، طوال ألفين من السنين .

فتعبير :- (( إبن الله )) ، له عندنا ثلاث إستخدامات ، وكلها بمعانى روحية خالصة ، بعيداً تماماً عن الجسديات : –

( 1 ) فنقول إبن الله ، بمعنى : – ” إقنوم الإبن ” ، أى : “كلمة الله” ، أو  “الكلمة” ، أى اللوغوس أو اللوجوس – باليونانية – وهى كلمة تعنى المنطق والفهم والعقل والعلم ، مثلما تقول عن الأمر أنه : logic ، بمعنى أنه أمر عقلانى أو منطقى أو علمى ، وهى تستخدم كبادئة بمعنى : علم ، كما فى : لوغو- ريتم ، أى علم الأرقام ، أو كما تُستخدم فى نهاية التعبير : لوجيا ، مثل فسيولوجى … إلخ

فإنها – هنا – تعنى إقنوم العقل المولود فى إقنوم الذات الإلهى ، بدون فارق زمنى ولا جوهرى ، إذ تعنى الولادة الأزلية للعقل الإلهى فى الذات الإلهية .

فكلمة الولادة – هنا- ليس لها أى علاقة بالفكر الجسدى ، بل تحمل معانى روحية خالصة

هو ما يمكن تشبيهه – تقريبياً ومع الفارق طبعاً – بالتعبير المعروف الذى يصف علاقة الفكرة بالمفكر ، إذ يُقال : (كلمات من بنات أفكاره) ، أو أن توصف الكلمة بأنها : (بنت الشفة) ، أو كما نقول عن إنسان ما بأنه : ( إبن بلد ) ، فالولادة والإبن – هنا – ليس لها أى علاقة بالتفكير الجسدى والجنسى .

+ مع التوكيد على أن هذه التشبيهات تظل تقريبية ، إذ ليس لله مثيل ولا شبيه لنشبهه به ، ولكننا نستخدم التشبيهات لتقريب الفكرة لعقولنا نحن فقط .

( 2 ) وكذلك نقول : “إبن الله” ، بمعنى معجزة إتحاد اللاهوت بالناسوت ، فى شخص السيد المسيح الواحد ، فإن هذا التعبير ، يعنى -هنا- هذا الشخص الواحد المعجزى الذى هو الناسوت متحداً باللاهوت بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير ولا إنفصال ، وكمثال تقريبى نقول كمثل إتحاد النار بالحديد .

( 3 ) كما نقول : “إبن الله” ، بمعنى : كل إنسان مؤمن بالله ، بمعنى أنه يصبح على صورة الله ، أى على شاكلته ، فى تصرفاته و سموه وقداسته ورحمته ومحبته وإحسانه للجميع بلا تفرقة ، مثلما أن الله يشرق بشمسه ويفيض بخيره على كل الخليقة .

++ فهذا المعنى الأخير ، هو بمعنى التبنى ، الذى يكون بالإيمان والمشابهة فى الصفات ، مع الفارق بين المطلق الغير محدود ، وبين الجزئى المحدود . ((بل وحتى الأشرار ، نقول أنهم : أبناء إبليس ، بمعنى أنهم على شاكلته فى حب الشر وفعله))

+++ والمعنى المقصود – من بين هذه المعانى – يظهر بوضوح من سياق الكلام ، ومن قاعدة عدم تناقض كلام الله مع بعضه ، فآيات الكتاب المقدس تتكامل ولا تتناقض ولا تلغى بعضها بعضاً