القمص مرقص داود (1897- 1986) – الأستاذ بيشوي فخري

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ بيشوي فخري
الشخصيات القمص مرقس داود
التصنيفات أدب مسيحي, سلاسل سير القديسين, سير قديسين وشخصيات
آخر تحديث 28 أغسطس 2021


القمص مرقص داود (1897 - 1986)

ولد حافظ داود في 20 مايو 1897 م، وتم عماد الطفل بكنيسة القديس برسوم العريان بالمعصرة على يد قداسة البابا كيرلس الخامس الذى قال عنه (محفوظ بنعمة الله)؛ توى والده وهو عمره سبع سنوات.

نجح بتفوق في الشهادة الابتدائية (كان ترتيبه العام 13 على مستوى القطر بأكمله)، 1912 م.

حصل على شهادة الكفاءة أو الثقافة العامة (من مدرسة التوفيق القبطية بالفجالة - تعادل ثانية ثانوي حالياً) - شهادة البكالوري (تعادل الثانوية العامة حالياً)، 1915 م.

عمل موظفاً في وزارة الصحة بعد شهادة البكالوريا، حتى عام 1934 م. حينما ترك وظيفته وقرر التفرغ للخدمة بجمعية أصدقاء الكتاب المقدس وغيرها.

درس في الإكليريكية عام 1916؛ وكانت مدة الدراسة وقتها سنتين فقط؛ فتخرج عام 1918م، وأختير سكرتيرا لجمعية أصدقاء الكتاب المقدس عام 1921م، ثم قام بالتدريس في الإكليريكية بأثيوبيا التي أسَّسها عام 1944م. بدعوة من الإمبراطور هيلاسلاسي، وتولى إدارتها وكان أهم شخصية فيها، وجذب لها بعض الشباب القبطي في الأربعينيات للعمل معه في الكنيسة الأثيوبية. من بينهم سعد عزيز (الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة)، وأيضًا الأستاذ إدوارد بنيامين بدلاً من الاستاذ وهيب سوريال (المتنيح القمص صليب سوريال) كما عمل معه في ذلك بعض الوقت الأستاذ مراد كامل.

سيم كاهنًا عام 1948م باسم القس مرقس داود ثم عاد بعد السيامة لأديس أبابا وهناك حصل على نيشان (نجمة أثيوبيا الذهبية). كما تم دعوته من قِبَل السفارة البريطانية ليكون من ضمن مستقبلي الملكة إليزابيث Queen Elizabeth II ملكة إنجلترا أثناء زيارتها للحبشة، كما دعُى أبونا مرقس مع عدد من كبار الشخصيات العالمية من بعض الدول الأجنبية لحضور حفل صلاة الفطور العالمية التى أقامها الرئيسان الأمريكيان ريتشارد نيكسون وچيمى كارتر فى مدة رئاسة كل منهما (كل على حده) وقد ألقى كلمة قيمة فى حضرة رئيس الولايات المتحدة والذى سر بها كثيراً.

في عام 1953م وضع حجر الأساس لكنيسة مار مرقس بشبرا، وتقلَّد رئاسة جمعية أصدقاء الكتاب المقدس والتي كل من فيها أصدقاء بحق للكتاب المقدس بيحفظوه ويدرسوه ويعيشوه، وكان ينظم الخلوات والرحلات في كنيسة مارمينا بالمندرة بالإسكندرية، لأتاحة فرصة أكبر للتأمل والدراسة.

ويذكر لنا البابا الأنبا شنودة الثالث عن أبونا مرقص داود:

"إذا ما تحدثت عن القمص مرقس داود فأنى أتحدث عن جيل كامل فى شخصيته. لقد كانت حياته ممتلئة بالثمار فى جميع المجالات كشخص تخرج من الكلية الاكليريكية، وكواعظ، وكمعلم، وككاتب، وكمترجم، وأيضاً ككاهن خدم الرب سنين كثيرة وخدم الشعب ورعاه أحسن رعاية، وأيضاً أعماله الإجتماعية الكثيرة ثم كسكرتير ورئيس لجمعية أصدقاء الكتاب المقدس... وقد شاء الله لهذه الحياة المثمرة أن تطول، حتى ينتفع الناس بالكثير من أنتاجها، وتعبها وكدها. هكذا عاش 89عامًا، ورقد بشيخوخة صالحة. بعد أن عجز الجسد الضعيف عن حمل روحه الكبيرة، التي صعدت إلى الله لتقول له.. [هناك ربح عشرة أمناء] 0.

عاش القمص مرقس داود مُحبّاً للكتاب المقدس، ولقد ترجم فيه العديد من المؤلفات، في التفسير وفي سير قديسي الكتاب، وفي طريقة دراسة الكتاب والتأمل فيه. وأتذّكر أنه لبّى دعوتي سنة 1976 للتدريس في معهد الكتاب المقدس.

وكان محبًا لأقوال الآباء أيضّا، فترجم لنا بعضها.. ترجم لنا أربعة كتب للقديس أثناسيوس الرسولي [تجسد الكلمة، الرسالة إلى الوثنيين، رسائل عن الروح القدس، حياة الأنبا أنطونيوس الكبير.

كما قام مشكورًا بترجمة باقي تفسير القديس كيرلس الكبير لإنجيل لوقا.

وكان الجزء الأول منه قد نشرت ترجمته مجلة الكرمة أيام الأرشيدياكون حبيب جرجس. وقام كذلك بترجمة كتاب تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصري.

وساهم القمص مرقس داودفي نشر معلومات عن التقليد والطقس وكان هو الرائد فيها في جيلنا.

ولا ننسى مطلقًا أنه ترجم ونشر القداسات العديدة المستعملة في الكنيسة الأثيوبية. وهو أيضًا الذي ترجم لنا كتاب الدسقولية، كما ساهم في وضع تفسير القداس الإلهي في كنيستنا القبطية.

إن القمص مرقس داود واحد من الذين وهبوا حياتهم كلها للتكريس للرب ووفوا بنذورهم.

منذ شبابه المبكر، إشتغل في خدمة الإنجيل، في مدارس الأحد، وفي الوعظ، وفي السفر المستمر للكرازة في المدن والقرى، وأصبح التعليم مرتبطًا بحياته كل الإرتباط، متكلمًا وكاتبًا. وهو إكليريكي قديم بل أحد قادة التعليم في الإكليريكية.

دخل الإكليريكية طالبًا، وقام بالتدريس في الإكليريكية بأثيوبيا، التي أسسها وتولى إدارتها، وكان أهم شخصية فيها، وجذب لها بعض الشباب القبطي في الأربعينيات للعمل معه في الكنيسة الأثيوبية.. من بينهم سعد عزيز (نيافة الأنبا صموئيل) وأيضًا إدوارد بنيامين.

كما عمل معه في ذلك الوقت الأستاذ مراد كامل وكان القمص مرقص داود من أشهر كهنة.

الكنيسة القبطية في جيلنا.

سيِم كاهنًا سنة 1948م. وقضى في خدمته 38 سنة منها 32 سنة في كنيسة مارمرقس بشبرا، ولم يشأ أن يخدم وحده، بل طلب أن يرسم معه آخرون كان في مقدمتهم القمص ميخائيل إبراهيم، والقمص يوحنا جرجس، والقس استفانوس عازر.. وكانت كنيسة مارمرقس أول كنيسة في القاهرة يوجد فيها خمسة من آباء الكهنة في وقت واحد، بل صار عددهم قبل نياحته إلى ستة... وكإنسان كان محبًا ومحبوبًا، وشخصًا وديعًا ورقيقًا بشوشًا.

باستمرار كنت تراه هادئًا، لا تفارق الإبتسامة شفتيه، يتكلم بإسلوب لطيف، يجذبك إلى صداقته وإلى محبته.

وكان نيح الله نفسه واسع النشاط.. كما خدم في مجال التعلم بأسلوب واسع في ميادين متعددة: في العناية بالطلبة الغرباء، وفي المؤتمرات الكنسية، وفي خيام الأصدقاء وخاصة في مصيف المندرة بالأسكندرية.

لقد ألتقى حاليًا بزملاء عاشرهم عمرًا طويلاً.. وأعني بهم.. القمص إبراهيم لوقا، والقمص ميخائيل إبراهيم، والأرشدياكون عياد عياد إلى جوار عدد كبير من خدام الكلمة. ".

ويقول عنه المتنيح أبونا أشعياء ميخائيل:

"كان أبونا مرقص داود ينصحنا دائمًا: أبتسم، وكثيرًا ما كان يقولها بالإنجليزية smile، وفعلاً كان أبونا مرقص دائمًا يبتسم ليس فقط في أوقات الفرح والصحة والنجاح، إنما كنا نراه كثيرًا مبتسمًا وقت المرض والضيق ويقول: (يا ابنى أنه من المستحيل أن تكون دائمًا سهلة). وحينما نفقد شيئًا ماديًا أو نخسر شيئًا له قيمة مادية كان يقول: (ما يحدث في الريش يكون بقشيش). وفعلاً كان أبونا مرقس مبتسمًا طوال حياته وفي معاملاته مع الناس وفي جميع مواقف حياته".

كما قيل عنه أنه: (كان مثالاً فى الإلتزام فى مجال الخدمة، كان أباً ومرشداً ومعلماً، كان يهتم بخدمته ولا يهرب منها مهما تعثرت قدماه، كان محباً جداً للشباب، فكان يرعاهم فى منازل المغتربين روحياً وإجتماعياً، كانت صلاته بالروح والحق، وكانت عيناه دامعتان أثناء القداس وأمام الذبيحة، كان دائماً يقدم الكرامة الحقيقية لشريك خدمته أبونا ميخائيل إبراهيم، وكان يطلب من مخدوميه أن يصلوا من أجله ويدعوا له خاصة المسنين منهم، لا يعرف طريقاً للكراهية أو الحقد أو البغضاء، يسلك بوداعة وتواضع القلب محتملاً ضعف الضعفاء، تميزت شخصيته بالصدق، يقول للمخطئ أخطأت دون خوف، وللمحسن أحسنت دون تملق..).

كان عالمًا مفوهًا، ومترجمًا دقيقًا، وشارح جيد للكتاب المقدس، تتلمذ على كتبه وترجماته أجيال كاملة وقد بلغ عدد مؤلَّفاته ما يقرب من 170 كتاب، وكان أسلوبه هو أسلوب الكاتب الأرثوذكسى.

المحنك الذى يطوع الأفكار الغربية إلى الفكر القبطى الصميم.

من ترجماته لكتابات البابا أثناسيوس: (تجسد الكلمة، الرسالة ضد الوثنيين، الرسائل الفصحية، الرسائل عن الروح القدس).

وترجمة (تاريخ الكنيسة، وحياة قسطنطين ليوسابيوس القيصري).

وجزء من كتاب أوريجانوس "ضد كلسس".

وكتاب "الدسقولية".

وللكاتِب متى هنري: (تفسير: نحميا، عزرا، أستير، أيوب، متى، لوقا، يوحنا، نشيد الأناشيد، رومية، الأنبياء الصغار).

ومن كتابات ف. ب. ماير عن دراسة شخصيات الكتاب المقدس: (حياة إبراهيم، داود، يوسف، يعقوب، صموئيل، يشوع، بطرس، إيليا، إرميا، يشوع، بولس، يوحنا المعمدان، زكريا، ومزمور الراعي، التطوبيات، المسيح في سفر إشعياء، ممحصون بالنار، الرب قريب، أسرار الحياة المسيحية)،.

ومن كِتاباته الخاصة: (كيف ندرس الكتاب المقدس بالعربيةعام 1943م والأنجليزية عام 1950م والأمهرية عام 1950م، أسرار الكنيسة القبطية المصرية (بالانجليزية)، تأملات في قداس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عام 1977م، الأستعداد للتناول من الأسرار، تأملات هادئة في أسفار: التكوين (1977م)، عزرا (1970م)، نحميا (1972م)، المزامير (1950م)؛ العلم والكتاب المقدس؛ الصلاة الربانية؛ حياة اسطفانوس الشماس الأول والشهيد الأول؛ ترجمة القداس الحبشي للغة العربية والأنجليزية، حرف (ر) في قاموس الكتاب المقدس، القراءات اليومية في الكتب السماوية (1969م)).

وترجمات أخرى أغلبها عن تفاسير ودراسات الكتاب المقدس:

(شهادة علم الآثار عن الكتاب المقدس ل أ. أ هودجين؛ المحبة فائقة المعرفة، الصلاة المقتدرة، وزنت فوجدت ناقص، حياة الغلبة، الزرع والحصاد، الطريق إلى الله، تأليف د. ل مودي؛ تفسير سفر المزامير؛ هيكل الله، أمثال السيد المسيح تأليف أ. س. ودز؛ الذبائح، هيكل الله لهنري سوتو؛ تفسير رسالة بولس الرسول إلي أهل أفسس تأليف جون كريسستون اردمانز).

وتنيح في 26 أكتوبر 1986 م.