كارت التعريف بالمقال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
إسم الكاتب | الدكتور يوحنا نسيم يوسف |
التصنيفات | أحد الرفاع, أصوام الكنيسة القبطية, الصوم الكبير المقدس, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي |
آخر تحديث | 15 مارس 2021 |
فى مقدمة قطمارس الصوم الكبير بيستشهد بالفصل ال18 من كتاب «مصباح الظلمة فى يضاح الخدمة» لابن كبر حيث يذكر أن هرقل عندما دخل بيت المقدس أخبره الأساقفة أن اليهود تآمروا مع الفرس لإتلاف الكنائس وطلبوا منه قلت اليهود، ولكن هرقل قال إنه أعطى عهداً لليهود، فقالوا له إننا نصوم عنك أسبوعاً فى السنة؛ وهكذا كان الأسبوع الأول من الصوم المقدس. وهذا الكلام أخذه ابن كبر من كتاب سعيد ابن بطريق البطريرك الملكانى (887 – 940م). والذى أضاف أن الأقباط ما زالوا يصومون هذا الأسبوع... وهو ما تكرّره ا لكتب التى تتحدث عن الطقوس مثل الموسوعة القبطية وغيرها!
- أولاً لأن بطريرك القدس وقت دخول هرقل كان خلقيدونيا، أى غير متفق مع الكنيسة القبطية، وبالتالى فأن رأيه غير مُلزم.
- وثانياً لأن الصوم لا يغفر الخطايا، ولا يصوم شخص عن آخر (هذا فكر غير مسيحى).
- ثالثاً أن البطريرك يحرْص على القتل وهذا سلوك إجرامى لا يليق ببطريرك حتى لو كان مختلفاً معنا فى العقيدة.
وقد أثبتت الدراسات التى قام بها ميشيل بريدى أن «سعيد بن بطريق» كان يكتب القصص المتواترة بالإستاذ (حدثتا فلان عن علان...) وبالتالى يجب الحذر عند استعماله كمصدر. كما أن هناك نسختين من تاريخ ابن بطريرك، الأولى وهى الأقدم (النسخة السينائية ونعود للقرن التاسع) لم تذكر هذه النسخة أن هذا الأسبوع يصوموه الأقباط. أمَا النسخة الأنطاكية التى كُتبت فى القرون التالية فهى التى أوردت هذه الملحوظة.
إذا ما هو هذا الأسبوع؟
الأسبوع أقدم من هرقل بكثير...
فى العظة ال 18 للقديس ساويرس الأنطاكى والتى تعود إلى 8 فبراير 513م (أى قبل هرقل بحوالى قرن وعشرين عاماً). يشرح فيها أن الصوم ثمانية أسابيع. وهى ترمز إلى التجديد. وفى كل أسبوع خمسة أيام صوم (انقطاعى) وهى ترمز إلى الحواس الخمسة، وبالتالى فإن الصوم يجدد كل الحواس.
وقبل هذا العظة نجد الحاجّة ايجيريا التى قامت بزيارة الأراضى المقدسة حوالى 384 – 386م، والتى أعطت وصفاً كاملاً لطقوس أسبوع الآلام والصوم فى هذه الفترة، فإنها تذكر نفس المعلومة عن الصوم فى أواخر القرن الرابع.
وقد احتفظت كنستنا بهذا التقليد القديم، والذى لم تتضح أصوله إلاّ بعد الدراسات الحديثة للتاريخ. ويمكننا أن نلتمس بعض العذر لابن كبر (الذى تنيح سنة 1324م) وعاش فى فترة عصبية من الاضطهادات، ولذلك أدرج هذه القصة بدون تحقيق كامل.