أيقونة الشهيدة دميانة العفيفة – الأنبا مارتيروس الأسقف العام

نظرا لشهرة القديسة دميانة في ربوع كنيستنا القبطية وشهرة سيرتها بين الناس حيث قامت الملكة هيلانة أم الإمبراطورية قسطنطين ببناء كنيسة علي إسمها ناحية الزعفران ببلقاس (البراري الآن) وقام بتدشينها البابا ألكسندروس الأول (312م-328م) حتي أن سيرتها سجلت في مخطوطات عديدة بقلم القديس يوحنا أسقف البرلس ق٨ الميلادي نقلا عن ما سجله القديس يوليوس الإقفهصي.

وهنا يقوم الفنان المعروف إبراهيم الناسخ في بداية القرن 18 برسم أيقونة القديسة دميانة مميزا إياها برسمها منفردة علي الجانب اليمين تحت عقد فوقه ثلاثة عقود أخري وهي كأميرة صغيرة السن ترتدي التاج فوق رأسها والمرصع بالجواهر الثمينة وشعرها منسدل عي كتفيها ويعلو التاج صليب وقد صار إفتخارها ولم يغفل الفنان الهالة الدائرية حول رأسها لتضفي عليها حالة القداسة وسمو حياتها ومرتدية عباءة باللون الأحمر رمز الحب والتضحية للسيد المسيح وتحتها رداء باللون الأخضر الفاتح رمز الفردوس وفوقه وشاح علي شكل صليب رمز التكريس الرهباني الكلي للمسيح.

ونلاحظ أنها تمسك الصليب القبطي بيدها اليمني حيث حملته بفرح حتي النهاية أما يدها اليسر فتقبض علي فرع زعف النخيل رمز السلام الذي يملأ قلب الشهيد كما رأينا في شهداء ليبيا قبل إستشهادهم ونلاحظ أن الخلفية وراء القديسة باللون الذهبي الذي يعكس النور حيث أن الأيقونة مصدر النور وأن الشهداء يتمتعون بالنور الإلهي في المجد السمائي.

وعلينا أن نلحظ أن القديسة متجه قليلا إلي ناحية اليمين حيث تقدم لنا الأربعين شهيدة اللاتي إستشهدن معها وقد لبسن التيجان وهذا يوضح لنا مدي تواضع القديسين حيث تحاول أن تلفت النظر إلي هؤلاء الشهيدات المجاهدات ثم نجد خضوع الشهيدات لها بإعتبارها القدوة والمثال لهن ومن خلال وضعيتها هذه كأنها تقول لنا أنظروا إلي نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم.

ولم ينسي الرسام أن يسجل إسمه أسفل إلي اليسار مع التاريخ بالحروف القبطية وهو 1455ش وأيضا يسجل إسم المهتم (الذي كلف وصرف علي الأيقونة) داعيا له أن الرب يعوضه في ملكوت السموات .. جميلة

إضغط هنا لزيارة المصدر.