مونتانُس المنشق

البيانات التفاصيل
الإسم مونتانُس المنشق
شخصية بحرف م

سيرة مونتانُس المنشق

السيرة كما وردت في كتاب قاموس القديسين

مونتانُس المنشق

نشأته

وطنه هو أردابو Aradabau قرية في فريجية، ظهر في المنتصف الثاني من القرن الثاني (حوالي سنة 170 م). سبب انشقاقًا في الكنيسة انتشر بصورة شاسعة، بقيت أثاره إلي القرن الرابع.

كان في الأصل وثنيًا ويري القديس ديديموس الضرير أنه كان كاهن وثن (الثالوث 3 - 41).

مبادئه:

1. علم بأن الإعلانات الإلهية الفائقة لم تنتهِ بنياحة الرُسل. بل أنه من المتوقع وجود إعلانات أكثر عجبًا من عصر الرسل وذلك بتدبير الباراقليط. بهذا ظهرت حركة الانفعالات العاطفية المثيرة بين المسيحيين في آسيا الصغرى، عرفت بالهرطقة الفريجية Phrygian heresy، كما عرفت باسم مؤسسها "المونتانية" Montanism.

يرى البعض أن مونتانس ادعي أنه الباراقليط، لكن أغلب الظن أنه ادعي بأنه أداة تتمتع بوحي الروح القدس الذي ينطق علي لسانه. فكان أتباعه يحسبونه كلماته هي كلمات الله نفسه.

قيل أنه نبي وتكلم كمن يتمتع بحالة دهش ورؤى إلهية.

يتحدث عن علاقة النبي بالله أنه كآلة موسيقية يلعب عليها الله، فما يخرج من فم النبي لا يحسب كلامًا بشريًا. إنما ينطق باسم الله ولحسابه. فجاء في إحدى مقتطفات له وردت في القديس ابيفانيوس: "فقد جئت لا ملاكًا ولا سفيرًا، بل الله الآب".

من بين تلاميذه هما سيدتان بريسكلا أو بريسكاPrisca وماكسيملا اللتان سقطتا في حالة انفعال شديد وتطلع إليهما مونتانس وأتباعه أنهما نبيتان مكرمتان جدًا.

لقد وعد القديس إكليمنضس السكندري أنه سيكتب عن "النبوة" كرد على المنتانيين (متفرقات 4: 13)، وأشار إليهم كأنبياء كذبة. أما ترتليان فدافع عنهم في عمله المفقود في 6 كتب عن الدهش. وجاء كثيرون من بلاد بعيدة ليلتقوا مع المنتانيين ويستمعوا اليهم.

2. عُرف المونتانيون بالنسك الشديد، مع كثرة أيام الصوم كانوا يمتنعون عن اللحوم والخمر والاستحمام والمشروبات كعصير الفواكه (فيما عدا السبوت والآحاد).

3. كانت الكنيسة تتطلع إلي الزواج الثاني بعد وفاة الشخص غير مستحب لكنه كنسي، أما المونتانيون فحرموه وحسبوه زنا.

4. كان المونتانيون يتسمون بالعنف في قبول الذين سقطوا في خطايا خطيرة.

يوسابيوس والبدعة الفريجية:

خصص المؤرخ يوسابيوس عدة فصول (باب5، فصول 16 - 19) للحديث عن هذه البدعة حيث اقتبس من أبوليناريوس الذي من هيرابوليس وغيره الكثير ضد هذه البدعة.

جاء عنه وعن تلاميذه في يوسابيوس القيصري:

بسبب تعطشه الذي لا يُحد للقيادة أعطي الخصم فرصة ضده، وأصبح خارج عقله. وإذ صار في حالة خبل وذهول صار يهذي وينطق بأمورٍ غريبةٍ، ويتنبأ بحالة مغايرة لعادة الكنيسة السليمة المُسلمة إليها من التقليد منذ البداية. (5: 16: 7 ترجمة القمص مرقس داود)

اشتد غضب بعض من سمعوا أقواله الزائفة وقتئذٍ ووبخوه كشخص قد مسه خبل، وساقط تحت سلطان إبليس، ومدفوع بروح مضل ومضلل للشعب، فمنعوه من الكلام، متذكرين نصيحة الرب نحو ضرورة التمييز (مت 7: 15)، الحذر من مجيء الأنبياء الكذبة... (5: 16: 8)

قيل أن مونتانُس ومكسميلا ماتا بنوع آخر، فإن الأخبار التي وصلتنا هي أنهما شنقا نفسيهما، إذ اعتراهما روح جنون. (5: 16: 13)

وتروي أيضًا الأنباء المتواترة عن ذلك الشخص العجيب، أول وكيل لنبوتهم المزعومة، المسمي ثيؤدوتس، الذي كان يقع في غيبوبة في بعض الأحيان، كأنه قد أصعد إلى السماء، وسلم نفسه إلي روح الضلال، تروي هذه الأنباء أنه أقيم كهدف ومات ميتة شنيعة. (5: 16: 14)

أطلق علي ببوزا وتيميون (مدينتان في فريبجية) اسم أورشليم، لرغبته في جمع الناس إليهم من كل الأرجاء. (5: 18: 2)

قد بينا أن هؤلاء النبيات هجرن أزواجهن حالما امتلأن من الروح، إذن فقد كذب الذين يقولون عن بريسكلا أنها عذراء. (5: 18: 3)

هذه مقتطفات مما ذكره يوسابيوس، كما أشار إلى أخطاء أتباع مونتانُس أو أتباعه مثل الاسكندر الذي حاكمه والي أفسس لا من أجل اسم المسيح بل من أجل السرقات التي ارتكبها بسبب ارتداده عن الحق.

Wace & Piercy: A Dictionary of the Early Christian Biography.

عظات وكتب عنه