الأب ماتوي أو ماطوس

البيانات التفاصيل
الإسم الأب ماتوي أو ماطوس
التصنيفات القديسين
شخصية بحرف م

سيرة الأب ماتوي أو ماطوس

السيرة كما وردت في كتاب قاموس القديسين

ماتوي أو ماطوس الأب

سيامته كاهنًا

خرج الأب ماتوي من رايثو إلى نواحي مغدولون وكان أخوه معه. فأمسكه الأسقف وسامه كاهنًا. ولما كانوا يأكلون، قال الأسقف: "سامحني يا أبتِ، أعلم أنك لم تكن تريد ذلك، إلا أني تجاسرت وفعلت هذا لكي أتبرّك بك". فأجاب الشيخ بتواضع: "لقد رغب فكري في هذه السيامة قليلاً، إلاّ أن هناك أمرًا يزعجني وهو أنه ينبغي أن أنفصل عن الأخ الذي معي، لأني لا احتمل أن أتلو كل هذه الصلوات بمفردي". فقال الأسقف: "إذا كنت تظن أنه مستحق، أرسمه كاهنًا". أجاب الأب ماتوي: "لا أعرف إذا كان مستحقًا، إلا أني أعرف أنه أفضل مني".

مفهوم الكمال

قال الأب يعقوب: كنت في زيارة للأب ماتوي. ولما أردت العودة، قلت له: أريد أن أزور القلالي. فقال لي: بلّغ سلامي إلى الأب يوحنا. ولما جئت إلى الأب يوحنا قلت له: يسلّم عليك الأب ماتوي. قال لي الشيخ: "الأب ماتوي إسرائيلي حقًا لا غش فيه" (يو 4: 49). وبعد مرور سنة كاملة زرت الأب ماتوي ونقلت له تحية الأب يوحنا. فقال الشيخ: "إني لا استحق كلام الأب. إنما في جميع الأحوال، عندما تسمع شيخًا يمتدح قريبه أكثر من نفسه، اعلم أنه قد بلغ درجة من الكمال رفيعة، لأن هذا هو الكمال، أن تمجد قريبك أكثر من نفسك.

كلمة منفعة

قال الأب ماتوي: ذهب إلى الأب بفنوتيوس المسمّى بكلافاس ثلاثة آباء لكي يسألوه أمرًا: فقال لهم الشيخ: وماذا تريدون أن أقول لكم؟ أأمرًا روحيًا تريدون أم جسديًا؟ قالوا: روحيًا. قال لهم الشيخ: اذهبوا وأحبوا الضيق أكثر من الراحة، والاحتقار أكثر من المجد، والعطاء أكثر من الأخذ.

الثلب

قال الأب ماتوي: جاءني أخ وقال لي إن الثلب أسوأ من الزنى. فقلت له: قاسية هي هذه الكلمة.

قال لي: وكيف تريد أن يكون هذا الأمر؟

فقلت: الثلب شرّ، لكن شفاءه سريع، لأن من يثلب يندم مرات عديدة قائلاً: لقد نطقت شرًا، أما الزنى فهو موت طبيعي.

الراهب والتواضع

سأل أحد الاخوة الأب ماتوي قائلاً: قل لي كلمة. أجابه: اذهب وتضرع إلى الرب أن يجعل في قلبك الحزن والتواضع، وانتبه لخطاياك دائمًا، ولا تدن أحدًا. كن دون الجميع. لا تصاحب ولدًا، ولا تكن لك معرفة بامرأة أو صديق هرطوقي. اقطع التكلم علانية وامسك لسانك وبطنك. تجنّب الخمر. وإذا تحدث أحد في أمر ما لا تجادله. فإذا قال ما هو حسن، فقل نعم. وإذا نطق بالسوء، قل له: أنت تعرف ما تقول. لا تحاججه في ما يقوله. هذا هو التواضع.

الوحدة والشعور بالضعف

سأل أحد الاخوة الأب ماتوي قائلاً: ماذا أعمل ولساني يزعجني؟ عندما أكون بين الناس لا أقدر أن أضبطه، بل أدين الجميع وأبكّتهم على كل شيء، ماذا أعمل؟ أجابه الأب: إذا كنت لا تقدر أن تمسك نفسك، اذهب واعتزل، لأن في ذلك ضعفًا... وقال الشيخ: وأنا لست وحدي بسبب الفضيلة، إنما بداعي الضعف، لأن الذين يأتون إلى الناس هو أقوياء.

من أقواله

أريد عملاً خفيفًا ودائمًا لا عملاً متعبًا في البدء ولكن لا يدوم.

كلما دنا الإنسان من الله يرى كم هو خاطئ. وإشعياء النبي عندما رأى الله، قال عن نفسه إنه بائس ودنس (6: 5).

عندما كنت شابًا كنت أقول في نفسي: لعلّني أقوم بعملٍ صالحٍ. ولكن لما شخت، أيقنت أنه ليس فيّ عمل صالح البتة.

الشيطان لا يعرف بأي هوى تستسلم النفس. لكنه يبْذر دون أن يعرف إن كان سيجني أفكار الزنى، الثلب، وسائر الأهواء الأخرى. وحيثما يَرى ميل النفس يقدم لها بذار الشر.

منشورات النور: أقوال الآباء الشيوخ، لبنان 1983.

عظات وكتب عنه