الشهيد المعلم ملطي

البيانات التفاصيل
الإسم الشهيد المعلم ملطي
التصنيفات الشهداء, القديسين, المعلمون والعرفاء, رتب الشمامسة
شخصية بحرف م

سيرة الشهيد المعلم ملطي

السيرة كما وردت في كتاب قاموس القديسين

ملطي المعلم الشهيد

لم يشتهر المعلم ملطي وإبراهيم الجوهري وجرجس الجوهري والمعلم يعقوب والمعلم غالي وغيرهم في التاريخ، بأسماء آبائهم ونسبتهم إليهم، بل هم صاروا رؤساء عائلات.

ارتبط اسم المعلم ملطي بالحملة الفرنسية. كتب عنه الجبرتي كشاهد عيان.

كان كاتبًا عند أيوب بك الدفتردار من مماليك محمد بك أبي الذهب الذي تولى الإمارة بعد موت أستاذه، وكان ذا دهاء ومكر يتظاهر بالدفاع عن الحق وحب الأشراف والعلماء، قُتل في واقعة للفرنسيين مع الأمراء المصريين في واقعة الأهرام.

كانت وظيفة الدفتردار أشبه بناظر المالية، وكان كاتبه "ملطي" أشبه بمدير عام للحسابات. فلما احتل الفرنسيون القاهرة وشرعوا في تنظيمها. أُقيم مجلس لتنظيم نوعًا من الضريبة للفرنسيين حسب إمكانية كل شخص، فقام الشعب وقاتلوا الفرنسيين قتالاً شديدًا، آل الأمر إلى قتل كثير من أهالي البلد والعلماء، وتعطل المجلس الذي كان يدير هذا الأمور. بعد أن حدث هدوء أقاموا المجلس من اثنى عشر عضوًا عِوض الستين، وهو الديوان، ودعوه محكمة القضايا وجعلوا المعلم يعقوب قاضيه الكبير أو رئيس المجلس التجاري. فقد توسموا فيه الفكر الواسع والعقل الرشيد مع الذكاء.

وضع مع آخرين تعريفه رسوم التسجيل، كما فوضوا إليه الفصل في القضايا التجارية والأمور العامة والمواريث والدعاوى، ووضع معهم قواعد ثابتة، وطلبوا من الكل أن يسجلوا ملكياتهم خلال ستين يومًا وإلا تضاعفت الرسوم. رتبوا أيضًا الميراث، فيلزم فتح التركة بعد 24 يومًا من الوفاة، وعلى من يدعي دينًا على الميت أن يثبت ذلك بديوان الحشريات الخ.

كان غاية هذا الأنظمة حماية الضعفاء من سطوة الأقوياء، وتامين السبل لتوسيع نطاق التجارة.

أُلغي الديوان الكبير في 23 أكتوبر 1798 ثم أعيد بعد شهرين في 26 ديسمبر وانتخب منهم أربعة عشر عضوًا دائمين يرأسهم المعلم ملطي.

تشاوروا في أمر المواريث فقال الفرنسيون أنه لديهم لا يورثون الولد بل البنت، لأن الولد أقدر على الكسب من البنت. وقال ميخائيل كحيل الشامي أن المسلمين والقبط يقسم لهم المواريث المسلمون والتمس من المشايخ أن يكتبوا كيفية القسمة ووعدوهم بتنفيذها.

هذا سبب لغطًا بين الشعب، البعض خضع للأمر الواقع والآخرون رفضوا، فاجتمع الغوغاء مع بعض المتعمِّمين وظهرت أول فتنة في القاهرة ونهبوا الدور، وأخذوا الودائع فدخل الفرنسيون الجامع الأزهر.

لا يخفِ أنه كان للوالي القادم من الاستانة مجلس يتألف من البكوات أمراء المماليك للنظر في الأمور العامة يسمونه أيضًا الديوان. فلما دخل الفرنسيون مصر أخرجوا المماليك منها، وفي جملتهم أعضاء ذلك الديوان وشكلوا حكومة جعلوا رؤساءها من الفرنسيين وبعض الوطنيين حتى يزيدوهم بغضة للمماليك، ودعوه الديوان الوطني، ووضعوا نظامًا يحدد اختصاص الديوان.

في يوم الأربعاء 4 ربيع الأول سنة 1216 ارتحل الفرنسيون وأخلوا القصر العيني والروضة والجيزة وارتحل معظم الإنجليز نحو خمسة آلاف من العسكر... وفي يوم الخميس 27 محرم سنة 1218 قبضوا على المعلم ملطي من أعيان كتبة القبط، الذي كان قاضيًا أيام الفرنسيين وفرموا رقبته عند باب زويلة، كما قطعوا رأس المعلم حنا الصبحاني أخي يوسف الصبحاني من تجار الشوام عند باب الخلق.

توفيق إسكاروس: نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر، 1913م،

عظات وكتب عنه