كورش ملك فارس – ملك الفُرس

البيانات التفاصيل
الإسم كورش ملك فارس – ملك الفُرس
الإسم بطرق مختلفة كورش ملك فارس, كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ, كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ, , , ,
التصنيفات شخصيات الكتاب المقدس
شخصية بحرف ك

سيرة كورش ملك فارس – ملك الفُرس

السيرة كما وردت في كتاب قاموس الكتاب المقدس

كورش ملك فارس | ملك الفُرس

← اللغة الإنجليزية: Cyrus the Great - اللغة العبرية: כורש‬ - اللغة اليونانية: Κύρος Β΄ της Περσίας - اللغة الأمهرية: ታላቁ ቂሮስ - اللغة الفارسية القديمة: 𐎤𐎢𐎽𐎢𐏁 (الفارسي الحديث: کوروش).

اسم عيلامي معناه "راعي" وهو ملك فارسي ذُكرت مرتين في سفر إشعياء النبي (اش 44: 28 و45: 1 - 7). ويذكر دانيال فيما كتبه عن افتتاح الماديين والفرس لبابل. أن بيلشاصر الذي كان يمثل أباه نابونيدس كملك بابل قُتل في الليلة التالية لوليمة عظيمة (دا 5: 30). ويذكر عزرا أن كورش ملك فارس أصدر نداء في السنة الأولى لملكه يسمح فيه لليهود (وكانوا قد صرفوا سبعين سنة في سبي بابل) بالرجوع إلى أرضهم وإعادة بناء هيكل أورشليم وقد أعطاهم من خزائنه الغنية مالًا وفيرًا وأرجع لهم آنية الهيكل المقدسة التي كان نبوخذنصر قد أخذها لكي يعودوا إلى استعمالها هناك (عز 1 و5: 13 و14 و6: 3 بالمقابلة مع 2 أخبار 36: 22 و23). وقد أغتنم كثير من اليهود هذه الفرصة السانحة ورجعوا إلى أورشليم (538 ق. م.).

ويظهر من الكتابات البابلية أن كورش هذا كان ابنًا لقمبيز وحفيدًا لكورش آخر وجميعهم مع أجدادهم ملكوا في شرقي عيلام حيث كانت شوشان عاصمة ملكهم منذ سنة 550 ق. م تقريبًا.

ويعتبر كورش مؤسس المملكة الفارسية وهو الذي افتتح عدة ممالك أخرى وقد جمع في شخصه قوة مملكتي فارس ومادي وأشهر المدن التي افتتحها بابل سنة 539 ق. م. وقد أنذر دانيال بيلشاصر ملك بابل بأن مملكته ستعطى لمادي وفارس (دا 5: 28). وكان دانيال في بلاط كورش أيضًا (دا 6: 28). وقد مات كورش من جرح إصابة في الحرب سنة 529 ق. م.

وهو بالتحديد كورش الثاني أو كورش الأكبر (559 - 530 ق. م.) مؤسس الإمبراطورية الفارسية الأخمينية التي استمرت نحو قرنين من الزمان إلى أن قضي عليها الإسكندر الأكبر (331 ق. م.).

(1) خلفيته:

كان أبوه "قمبيز الأول" (600 - 559 ق. م.) ملكاً لأنشان في الجزء الشرقي من عيلام، وكانت أمه هي "ماندين" ابنة "أستياجيس" ملك ميديا (585 - 550 ق. م.). وعندما مات قمبيز الأول في 559 ق. م.، ورث كورش عرش "أنشان".

وتحيط بطفولة كورش بعض القصص الشبيهة بالأساطير، أشهرها ما يرويه هيرودوت –الذي عاش في خلال أقل من قرن من عصر كورش - والأرجح أن كورش سمي على اسم جده كورش الأول الذي كان أيضاً ملكاً لأنشان عاصمة عيلام، فاسم "كورش" اسم عيلامي لا نعلم معناه على وجه اليقين.

ويقول كورش عن نفسه: "أنا كورش ملك الجيوش، الملك العظيم، الملك القدير، ملك" تندير "(بابل)، ملك بلاد سومرو وأكادو، ملك المناطق الأربع، ابن قمبيز الملك العظيم ملك مدينة أنشان، ابن" سيبيس "الملك العظيم ملك مدينة أنشان، النسل الملكي الراسخ، الذي يحبه بيل ونبو".

ويروي هيرودوت قصة مثيرة عن طفولة كورش: لقد أعطى "أستياجيس" ملك ميديا الغني ابنته "ماندين" زوجة لقمبيز الحاكم الفارسي، ليحول بين نسلها وبين الاستيلاء على عرش ميديا، فقد كانت فارس في ذلك الوقت دولة فقيرة ضعيفة، كما كانت بعيدة نوعاً عن ميديا. وبسبب حلم رآه، تآمر على قتل المولود الذكر الذي جاء ثمرة لهذا الزواج، فسلَّم "حفيده كورش" لقريبه "هارباجوس" ليقتله. وإذ استنكر "هارباجوس" ذلك، أعطى الطفل لراعٍ اسمه "ميترادس" الذي كانت زوجته قد ولدت طفلاً ميتاً، فرحبت بالإبقاء على حياة "كورش" ورعايته. وعندما شب كورش عن الطوق، ونتيجة لأعماله البطولية، اعترف به "استياجيس". وعندما علم بالقصة، أراد أن ينتقم من "هارباجوس" لعدم تنفيذه لأوامره له، فقتل ابن "هارباجوس" وأعطاه قطعة من لحم ابنه –دون أن يدري - ليأكلها. ولما عرف "هارباجوس" ذلك حزن حزناً شديداً، ولكنه كظم غيظه.. وأرسل "أستياجيس" حفيده "كورش" ليعيش مع والديه قمبيز وماندين. وحرض "هارباجوس" كورش ليثير الفرس ضد "أستياجيس" الذي أسرع بدون وعي بتعيين "هارباجوس" قائداً لجيش ميديا، فانتهز هارباجوس هذه الفرصة للانتقام من "أستياجيس" فانضم بجيشه إلى كورش، وكانت النتيجة المحتمة هي انتصار كورش واستيلاء الفرس على إكبتانا عاصمة ميديا في 550 ق. م. ولكن كورش أحسن معاملة "جده" الذي وقع في الأسر.

وهناك روايات أخرى "لزينفون" (Xenophon)، ولنيقولاوس الدمشقي، وغيرهما.

وقد نجح كورش في توحيد الشعب الفارسي، كما نجح في دمج الميديين، والفرس في أمة واحدة هي "مادي وفارس"، وزحف غرباً حتى استولى على كل ممتلكات ليديا إلى نهر "الهالز" في أسيا الصغرى. وعندما أبى الملك "كروسوس" (Crocsus - قارون) ملك ليديا –خرافي الثراء - أن يعترف بسيادة "مادي وفارس"، حاربه كورش وهزمه وضم ليديا إلى إمبراطوريته في 546 ق. م. وبعد ذلك بسبع سنوات، أصبح مستعداً لهجومه الكبير على بابل.

(2) الاستيلاء على بابل: لم تكن الإمبراطورية البابلية الجديدة في حالة تسمح لها بمقاومة الغزو المادي الفارسي في 539 ق. م.، فقد كان "نبونيدس" قد أوكل أمر المملكة في الأربع عشرة سنة السابقة، لابنه بيلشاصر، وقد زاد من إضعاف الإمبراطورية البابلية، تركيز جهوده على تشجيع عبادة الإله "سين" إله حاران على حساب الآلهة البابلية مما أغضب كهنة بابل، وجعلهم ساخطين على نبونيدس وابنه بيلشاصر.

وإذ أدرك "نبونيدس" أن الخطر وشيك، رجع إلى بابل في ربيع 539 ق. م.، وجاء إليها بكل تماثيل الآلهة البابلية من المناطق المحيطة للدفاع عن المدينة، ولكن بلا جدوى. فنحو نهاية سبتمبر كانت جيوش كورش بقيادة "يوجبارو" (Ugparu) حاكم "جوتيوم" قد هاجمت "أوبيس" على نهر الدجلة وهزمت البابليين. وفي العاشر من أكتوبر، استولت على "سبَّار" بدون معركة حيث هرب "نبونيدس". وبعد يومين استطاعت جيوش "يوجبارو" دخول بابل عن طريق نهر الفرات بعد تحويل مياهه إلى القنوات العديدة، بينما كان بيلشاصر مشغولاً بوليمته الصاخبة، مطمئناً إلى أسوار بابل المنيعة (دانيال 5) وهو لا يدري بما يحدث. وكان هذا اليوم المشهود هو اليوم الثاني عشر من أكتوبر 539 ق. م. وقد قُتل بيلشاصر في نفس الليلة. وقد رحب كهنة بابل وأهلها بالجيوش الفارسية.

(3) كورش واليهود: دخل كورش نفسه بابل في اليوم التاسع والعشرين من أكتوبر، وقدم نفسه للكهنة والشعب باعتباره محرراً لهم،. واتبع سياسة، هي على النقيض من سياسة الأشوريين والبابليين، بأن سمح للشعوب المسبية بأن يعود كل شعب إلى موطنه. ولم يسمح لليهود بالعودة فحسب، بل شجعهم على العودة إلى فلسطين وإعادة بناء هيكلهم في أورشليم (2أخ 36: 22 و23، عز 1: 1 - 4)، بل وأعطاهم "آنية بيت الرب التي أخرجها نبوخذنصر من أورشليم وجعلها في بيت" آلهته "(عز 1: 7 - 11، 6: 5)، وساهم مادياً في إعادة بناء الهيكل (عز 6: 4). وقد استجاب نحو خمسين ألفاً من اليهود لنداء كورش، ورجعوا إلى فلسطين بقيادة زربابل ويشوع (عز 2: 64 و65).

(4) نبوات إشعياء عن كورش: في النداء الذي أطلقه كورش في كل مملكة، قال: "هكذا قال كورش ملك فارس: جميع ممالك الأرض دفعها لي الرب إله السماء. وهو أوصاني أن أبني له بيتاً في أورشليم التي في يهوذا" (عز 1: 2). فكيف عرف كورش هذا؟ الأرجح أن ذلك لم يكن عن طريق الأحلام أو الرؤى، بل بناء على اطلاعه على نبوات إشعياء التي كتبت قبل ذلك بنحو مائة وخمسين سنة. ومن المحتمل جدَّا أن يكون دانيال الذي عاش إلى السنة الثالثة لكورش ملك فارس (دانيال 10: 1)، والذي كان شديد الاهتمام بإتمام نبوة إرميا برجوع اليهود إلى بلادهم بعد سبعين سنة (دانيال 9: 2 مع إرميا 25: 11 و12)، هو الذي قدم سفر إشعياء إلى كورش. ويقول يوسيفوس الذي كان متاحاً له الاطلاع على الكثير من الوثائق التاريخية - التي فقدت من زمن بعيد "عندما قرأ كورش هذه الأقوال، اندهش لهذه القدرة الإلهية، وتملكته رغبة شديدة وطموح قوي لتحقيق ما هو مكتوب". وكل الظروف تدعونا لقبول أقوال يوسيفوس إذ ليس هناك ما ينفيها.

وتبدأ نبوات إشعياء عن كورش في 41: 2 و25 وتنتهي في 46: 11، 48: 15، وتبلغ ذروتها في 44: 25 - 45: 7، حيث يذكر كورش بالاسم فيقول: "القائل عن كورش راعيَّ فكل مسرتي يتمم، ويقول عن أورشليم ستبنى، وللهيكل ستُؤسس. هكذا يقول الرب لمسيحه، لكورش" (إش 44: 28 - 45: 1 ارجع أيضاً إلى 1مل 13: 2 حيث تجد نبوة مشابهة يذكر فيها أحد الملوك باسمه قبل أجيال من مولده - هو "يوشيا").

وقد رأى إشعياء مسبقاً –بروح النبوة –أن كورش لن يأمر ببناء الهيكل فحسب، بل وببناء المدينة أيضاً (إش 45: 13، مع 44: 28). وفي واقع التاريخ، لم يكن كورش هو الذي أصدر الأمر ببناء أسوار المدينة، بل أحد خلفائه، وهو أرتحشستا الأول (465 - 423 ق. م. - ارجع أيضاً إلى نحميا 2: 1 - 8 مع دانيال 9: 25)، ولكن يجب ألا ننسى أن السياسة التي اتبعها كورش مع اليهود، بعد سقوط بابل في يده، كانت الأساس الذي صدرت عنه القرارات المواتية التالية: قرار داريوس الأول في 518 ق. م. (عز 6: 1 - 12)، وقرار ارتحشستا الأول في 458ق. م. (عز 7: 11 - 26) بخصوص الهيكل، وقراره في 445 ق. م. بخصوص أسوار المدينة. كما أن من الواضح أن القرار الذي أصدره كورش في 538 ق. م. تضمن بالضرورة التصريح ببناء المدينة مع بناء الهيكل فليس ثمة تعارض بين نبوة إشعياء (45: 63) وما تم فعلاً بعد ذلك.

ويبدو أن كورش رغم اهتمامه باليهود لم يكن مؤمناً حقيقياً بالرب، وهو ما يبدو واضحاً من قول الرب له: "لقبتك وأنت لست تعرفني.. نطقتك وأنت لم تعرفني" (إش 45: 4 و5). ولكن من المؤكد أنه أدرك أن إله إسرائيل من أعظم الآلهة الكبار، وبخاصة إذا كان قد قرأ نبوات إشعياء. ومن المحتمل أن الإشارة القوية إلى سيادة "الرب إله السماء" في مرسوم كورش (عز 1: 2 - 4) تعكس أقوال دانيال له، فقد كان كبير وزراء داريوس المادي، والمعني بشئون اليهود (دانيال 6: 3 و28)، فهي –على ما يبدو - ليست كلمات كورش نفسه. وبنفس الكيفية يمكن تفسير ما قاله نبوخذنصر عن "الله العلي.. آياته ما أعظمها وعجائبه ما أقواها! ملكوته ملكوت أبدي وسلطانه إلى دور فدور.. كل أعماله حق وطرقه عدل. ومن يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يذله" (دانيال 4: 1 - 4 و34 - 37). وبمقارنة نداء كورش المذكور في الأصحاح الأول من عزرا مع ما وجده داريوس الأول بعد ذلك بسبع عشرة سنة في أحمثا (إكبتانا) في خزائن القصر، نرى أنه بينما تذكر الصيغة الأولى النداء العام، فإن الصيغة الثانية هي ما وجده مكتوباً في سجلات رسمية محفوظة في بيت الأسفار (الأرشيف).

(5) اسطوانة كورش: وهي التي اكتشفها "هرموزد رسَّام" في القرن التاسع عشر، وهي لا تصور الملك الفارسي سياسياً محنكاً وعابداً للعديد من الآلهة، فحسب، بل تؤيد ما جاء عنه في الكتاب المقدس من معاملته الكريمة للشعوب المسبية. ويقول كورش - فيما سجله عليها - كيف أن مردوخ - إله البابليين - "فتش في كل الأقطار بحثاً عن حاكم بار مستعد أن يتولى قيادة موكبه (موكب مردوخ) السنوي، فلم يجد سواي (كورش) ملك أنشان، فنادى بي حاكماً لكل العالم.. وبدون أي معارك جعلني أدخل مدينته –بابل - وبذلك أنقذ بابل من أي كارثة.. وقد أعدت للمدن المقدسة في الجانب الآخر من الدجلة - إلى مقادسها التي ظلت خراباً زمناً طويلاً - التماثيل التي كانت تقيم بها، وأقمت لها مقادس دائمة، كما جمعت كل سكانها السابقين وأعدت لهم مساكنهم".

(6) السنوات الأخيرة لكورش: في اليوم الذي دخل فيه كورش إلى بابل، بدأ "جوبارو"، الحاكم الجديد لبابل وما وراء النهر (ولعله هو المذكور في سفر دانيال باسم داريوس المادي)، في تعيين ولاة (مرازبة) لمعاونته في حكم مناطق الهلال الخصيب الشاسعة. وفي 6 نوفمبر 539 ق. م. مات "جوبارو" القائد الذي فتح بابل، وكان كورش قد أوكل حكم كل مملكة بابل إليه، وغادر بابل إلى إكبتانا في أوائل 538 ق. م. وبعد ذلك بسنة استطاع اليهود الراجعون من السبي بقيادة يشوع وزربابل. وضع أساسات الهيكل الثاني في ربيع 536 ق. م. (عز 3: 8) بعد مضي سبعين سنة من السبي الذي بدأ في 605 ق. م.

في هذه الأثناء كان قمبيز بن كورش يقيم في "سبَّار" وينوب عن أبيه في الاحتفال بالسنة الجديدة باعتباره "ابن الملك". كما أوكل إليه الإعداد لحملة ضد مصر (وقد فتحها قمبيز فعلاً في 525 ق. م. بعد موت أبيه). وفي 530 ق. م. عيَّن كورش ابنه قمبيز نائباً وخليفة له، قبيل قيامه بحملة في أقصى الشمال الشرقي، في منطقة نهر "اراكس" الذي يصب في الجزء الجنوبي الغربي من بحر قزوين)، وفي الاحتفال بعيد السنة الجديدة، في 26 مارس عام 530 ق. م. اتخذ قمبيز لنفسه لقب "ملك بابل" لأول مرة، بينما احتفظ أبوه كورش بلقب "ملك البلاد" وفي خريف نفس السنة، وصلت إلى بابل الأخبار بأن كورش قد قُتل في المعركة مع السكيثيين، تاركاً إمبراطوريته الواسعة لابنه قمبيز. وقد دفن كورش في مدينة "باسار جادي" حيث يوجد قبره الصغير بالقرب من أطلال المدينة.

عظات وكتب عنه