أبيونية

البيانات التفاصيل
الإسم أبيونية
التصنيفات شخصيات الكتاب المقدس
شخصية بحرف أ

سيرة أبيونية

السيرة كما وردت في كتاب قاموس الكتاب المقدس

أبيونية

وهي مشتقة من كلمة معناها "المساكين". وكان الأبيونيون مذهبًا هرطوقيًا كما جاء في أقوال الآباء الأولين. أما من جهة آرائهم - كما من جهة آراء أغلب المذاهب الهرطوقية في العصور الأولى - فكل ما نعلمه عنهم هو ما جاء بأقوال معارضيهم. ولم يكن هؤلاء المعارضون يعنون عناية كافية بالدراسة الدقيقة لآراء من هاجموهم. وتزداد الصعوبة بالنسبة للأبيونيين لوجود شك فيمن هم المقصودون بهذا الاسم، فقد كان الاسم يطلق على جميع المسيحيين من اليهود بدون النظر إلى آرائهم، وفي بعض الأحيان كان يطلق على طائفة قريبة من الغنوسيين الذين لم يعترفوا إلا بأصل بشري للرب يسوع المسيح.

ونوجد بعض الكتابات - مثل كتابات أكليمندس السكندري - جاء بها بعض أقوال الآباء عن آراء هذه الطائفة، ولكن لوجود بعض الاختلافات في هذه الأقوال، أصبح من العسير تحديد هذه الآراء على وجه الدقة. كما توجد بعض الكتب الأبوكريفية التي بها ما يشبه الأبيونية. وما وصلنا من إنجيل العبرانيين - وهو الإنجيل الوحيد الذي قبله الأبيونيون - يعطينا صورة عن آرائهم. ولم يصلنا من هذا الإنجيل إلا بعض المقتطفات المتفرقة التي لا نعلم مدى دقتها. كما يجب أن نذكر أنه لايمكن أن يستمر مذهب قرونًا عديدة في ظروف متغيرة دون أن يتعرض لتطورات.

أولًا - أصل الاسم:

يظن ترتليان وأبيفانيوس وغيرهم من الآباء أن هذا الاسم مشتق من اسم شخص اسمه أبيون أو أهبيون، ولكن المرجح الآن أن هذا ليس صحيحًا، فلا يوجد أي أثر أو ذكر لشخص بهذا الاسم، ويبدو أن اسم الأبيونيين ومعناه "المساكين" مأخوذ عن أول التطويبات (مت 5: 3) على أساس أنهم امتداد - في العهد الجديد - "للمساكين والفقراء" الوارد ذكرهم في المزامير (مثل مز 69: 33، 70: 5، 74: 2)، وشبيه بهذا اطلاق الجماعات البروتستنتية - قبل حركة الإصلاح، في القرنين الثاني عشر والثالث عشر في فرنسا - على أنفسهم اسم "الفقراء" (أو "فقراء ليون"). كما أن ما جاء برسالة يعقوب (2: 5) "أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان …" قد يبرر المسيحيين من اليهود في إطلاق هذا الاسم على أنفسهم.

وقد مال البعض إلى اعتبار أن الاسم قد أطلقه عليهم معارضوهم للدلالة على "فقر آرائهم".

ثانيًا - مصادر المعرفة بآراء الأبيونيين:

إن المراجع الرئيسية - كما سبق القول - هي ماجاء بكتابات إيريناوس وترتليان وهيبوليتس:

1 - إيريناوس وترتليان وهيبوليتس: كان أهم ما يميز الأبيونيين، في نظرهم:

(أ‌) وهو جانب سلبي - أنهم لم يفرقوا - مثلما كان يفعل غيرهم من الغنوسيين - بين الله الأسمى وبين خالق العالم - الديمرج - الذي كان يقول عنه الغنوسيون إنه إله اليهود، بل كانوا يعتقدون أن "يهوه" هو الله الأسمى، إله اليهود وخالق السموات والأرض.

(ب‌) وهو سلبي أيضًا، أنهم أنكروا ولادة المسيح المعجزية، وقالوا إنه كان ابن يوسف ومريم بالمفهوم العادي.

(ج) إنهم - مثل الكيرنثيين والكربوكراتيين - نادوا بأن قوة إلهية حلت على المسيح عند معموديته جزاء له على قداسته الكاملة. وتزعم إحدى هذه النظريات أن الروح القدس هو ابن الله الأزلي، بينما تقول نظرية أخرى إن القوة التي حلت عليه هي الحكمة السماوية أي "الكلمة" (اللوجوس)، وبفعل هذه القوة الإلهية صنع المعجزات وتكلم بحكمة تفوق حكمة البشر، ولكن هذه القوة الإلهية فارقت يسوع على الصليب، ولذلك صرخ: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" (مت 27: 46)، ومع ذلك فإن هذه القوة الإلهية هي التي أقامته من الأموات وأصعدته إلى الأعالي.

2 - أوريجانوس وجيروم: وكلاهما يقول إن الأبيونيين ترجموا كلمة "علمة" (إش 7: 14 المترجمة عذراء) "" بسيدة صغيرة ". وهناك نقطة أخرى يذكرانها، فيقول أوريجانوس إنه يوجد فريقان من الأبيونيين: أولهما ينكر ولادة الرب يسوع المعجزية، وثانيهما يؤمن بها. أما جيروم في خطابه لأغسطينوس، فلا يؤكد ذلك فحسب، بل يفصل بينهما، ويسمى الذين يؤمنون بالميلاد المعجزي بالناصريين، ويسمى منكريها بالأبيونيين. ويتكلم أوريجانوس في كتابه الثاني ضد" سلوس "عن الأبيونيين، وكأن الفرق الوحيد بينهم وبين سائر المسيحيين، هو خضوعهم لناموس موسى، وبذلك يدحضون الرأي القائل بأن اليهود باعتناقهم المسيحية قد تخلوا عن ناموس آبائهم. ويقول جيروم إن الأبيونيين كانوا يعتقدون أن المسيح سيملك ألف سنة باعتباره مسيا اليهود.

3 - أبيفانيوس: وهو الكاتب الذي يعطينا أكبر قدر من المعلومات عن الأبيونيين. وهو يعتبرهم - من أول وهلة - هراطقة مع الناصريين، ويجمع بينهم وبين الأسينيين. ويقول إنهم يستخدمون إنجيل متى بدون سلسلة نسب المسيح. ويفترض أن الأبيونيين ينتسبون لرجل اسمه "أبيون" له علاقة بالسامريين والأسينيين والكيرنثيين والكربوكراتيين، ومع ذلك كانوا يدعون بأنهم مسيحيون. ويقول إنهم كانوا ينكرون ميلاد المسيح العذراوي، ولكنهم يقرون بأن قوة سماوية حلت عليه عند المعمودية، وهي نفس الحكمة السماوية التي أوحت للآباء، وبمعنى ماسكنت فيهم، وأن جسد المسيح - على نحو ما - كان جسد آدم، وأن هذا الجسد صلب وقام ثانية. ولم يقبلوا إلا إنجيل متى في الصورة التي قبله بها الكيرنثيوس (أي إنجيل العبرانيين)، مع كثير من الخرافات. ويقول أبيفانيوس إنهم كانوا يسمحون بالزواج مرتين وثلاث مرات إلى سبع مرات، ومع أنهم سمحوا بالزواج، إلا أنهم كانوا يحتقرون المرأة ويتهمون حواء بخلق الوثنية , وفي هذا يتفقون مع الأسينيين في رأيهم في الجنس. وبالإجمال من الصعب تكوين فكرة متكاملة عن الأبيونيين مما كتبه أبيفانيوس، وإن كانت ثمة نقاط هامة فيما كتب.

4 - الشهيد جستين: وإن كان الشهيد جستين لا يذكر الأبيونيين بالاسم في حواره مع تريفو اليهودي، إلا أنه يذكر فريقين من المسيحيين اليهود:

(أ‌) الذين لا يحفظون الناموس فحسب، بل يريدون أيضًا إلزام المؤمنين من الأمم بأن يتهودوا.

(ب‌) الذين هم أنفسهم يحفظون الناموس، ولكن لهم شركة مع المؤمنين من الأمم غير المختونين.

ويبدو أن الفريق الأول كانوا صورة مبكرة لأبيونيين، ولا ينسب لهم جستين أي انحرافات تعليمية.

ثالثًا - كتابات الأبيونيين:

وأهم مصدر لمعرفتنا بها، هو أبيفانيوس - كما سبق القول - وأهم هذه الكتابات: إنجيل العبرانيين والكتابات الكليمنتية (المواعظ، والإقرارات) وصعود إشعياء وأناشيد سليمان. ويجب ملاحظة أن هذه الكتابات تمثل أراء الطوائف المختلفة من الأبيونيين، وسننظر فيها بإيجاز:

1 - إنجيل العبرانيين (انظر الأبوكريفا: الأناجيل).

2 - الكتابات الكليمنتية: وينسبها أبيفانيوس للأبيونيين، وهي مصدر هام لمعرفة آرائهم. وقد وصلتنا كاملة في ثلاثة أو أربعة أشكال، وهي: المواعظ والإقرارات مع صورتين مختصرتين لهما. ويبدو أنها جميعها تنقيح لمؤلف سابق اختفى. وأساسها جميعًا رواية دينية، طعمت فيها مواعظ لبطرس ومحاوراته مع سيمون الساحر. وجاء فيها أن كليمنت كان شابًا رومانيًا يتيمًا ذا مكانة، وكان يبحث عن ديانة، فتقابل مع برنابا الذي بشره بالمسيح معلنًا له أنه "ابن الله" وأنه ظهر في اليهودية. وإذ أراد كليمنت أن يعرف أكثر عن يسوع، سافر إلى قيصرية حيث تقابل مع بطرس، ومن هناك رافق بطرس إلى مختلف الأماكن التي ذهب إليها متعقبًا سيمون الساحر وفي أثناء رحلاته يتقابل مع أبيه وأخيه وأمه، ومن هنا جاءت "الإقرارات". وتظهر الأبيونية في أحاديث بطرس، فالأفكار اللاهوتية فيها هي أساسًا يهودية وأسينية، ويبدو ذلك في المعاداة الشديدة للرسول بولس. وهي تحوي عناصر لا تتفق مع اليهودية القويمة، فالمسيا يكاد يكون معادلًا للشيطان. وإذا استثنينا حديث برنابا، فالرب يسوع يسمى باستمرار "النبي" في المواعظ، "والمعلم" في الإقرارات. ولا يذكر شيء عن ميلاده المعجزي أو أنه شخص سماوي، ومع ذلك ففي "الإقرارات" لا يعتبر مجرد إنسان، إذ يقال إنه "أخذ صورة جسد يهودي"، وهو ما يتفق مع ماذكره عنهم أبيفانيوس من أنهم كانوا يعتقدون أن المسيح ظهر في جسد آدم. والرسول بطرس - الذي يصورونه مسيحيًا مثاليًا - لا يأكل إلا الأعشاب، ويمارس الاغتسال كثيرًا مثلما يفعل الأسينيون، ويعلن بطرس في أحاديثه أن النبي الحقيقي: "يطفيء نيران المذابح ويبطل الحرب"، وهي سمات أسينية، ولكنه يقر الزواج، على النقيض من الأسينيين كما يصفهم فيلو ويوسيفوس.

3 - كتابات الرؤى: وأول هذه الكتابات - التي اكتشفت حديثًا - "صعود إشعياء"، ويشير الكاتب إلى استشهاد بطرس في روما، ولكنه لا يذكر بولس. ويبدو أن ماجاء به من وصف شيوخ ورعاة "يكره بعضهم بعضًا ويخربون القطيع" هو نظرة أحد المتهودين للكنيسة عندما سادت فيها تعاليم بولس. ومع ذلك نلاحظ حفاظهم على جلال الله وتعليم الثالوث أيضًا، فقد جاء به: "فجميعهم يمجدون آب الكل وابنه الحبيب والروح القدس". أما فيما يتعلق بشخص المسيح، فإنه نزل في طبقات السموات المتتابعة إلى الأرض ليولد. كما يؤكد عذراوية مريم وأن الطفل ولد بدون ألم بطريقة معجزية. ونفس الفكرة عن ميلاد المسيح نجدها في أناشيد سليمان.

رابعًا - تاريخ الأبيونية:

1 - الأبيونيون والأسينيون:

تؤكد كل المراجع، الرابطة الوثيقة بين الأبيونيين والأسينيين، رغم وجود اختلافات واضحة، فالأبيونيون يقرون الزواج، بينما يرفضه الأسينيون إذا أخذنا بآراء فيلو ويوسيفوس. ويبدو أن هذا الرفض لا يصدق إلا على فئة منهم كانت في عين جدي. كما أن بعض المتهودين - أي الأبيونيين - كانوا يمتنعون عن الزواج (1 تي 4: 3). ويبدو أن الأسينيين بمختلف مذاهبهم تحولوا إلى المسيحية عقب سقوط أورشليم وهروب الكنيسة إلى "بلا"، وعندما انضموا إلى المسيحيين في المنفى، بدأت خميرة البارسيين (من أتباع زرادشت) تعمل في الكنيسة هناك، فأثمرت الأبيونية، ولعل هذا هو المقصود من القول بأن "أبيون بدأ تعليمه في بلا". وبناء على الأقوال الكتابية وبعض الرؤى القديمة غير القانونية، يبدو أن الأبيونيين لم يكونوا هراطقة منذ البداية، فيما يتعلق بالتعليم عن المسيح، ولكنهم أقروا الالتزام بالناموس الطقسي، ونادوا بأن المؤمنين من أصل أممي لا بد أن يختتنوا قبل أن يقبلوا في الكنيسة. ولكن إبطال الناموس كان يرتبط - في أقوال بولس - أشد الارتباط بلاهوت ربنا يسوع المسيح، ولربما شعر البعض منهم أنه لكي يحتفظوا بآرائهم، عليهم أن ينكروا لاهوته وحقيقة تجسده، ولكن ظواهر حياته جعلت من المستحيل اعتباره مجرد إنسان، ومن هنا جاء هذا الخلط من أن قوة إلهية - أيون - قد حلت عليه، كما أنه إذا كان قد ولد ولادة معجزية، ففي ذلك غض من عظمة موسى، فلابد لهم إذًا من أن ينكروا الميلاد العذراوي. لم يظهر القول بأن المسيح لم يكن سوى إنسان إلا على يد ثيودوتس، ولم يذهب كل المسيحيين من اليهود مذهب الأبيونيين، بل احتفظ الناصريون بالتعليم القويم، وفي نفس الوقت خضعوا لمطالب الناموس. والثنائية الموجودة في التعاليم الكليمنتية هي محاولة لتعليل قوة الشر في العالم وعمل الشيطان. والكتابات الكليمنتية تؤكد ما قاله الآباء من أن الأبيونيين لم يستخدموا سوى إنجيل متى بعد استبعاد الأصحاحات الثلاثة الأولى، فهم يقتبسون منه أكثر من أي إنجيل آخر، وإن كانوا قد اقتبسوا اقتباسات واضحة من الإنجيل الرابع. وتتجنب هذه الكتابات نسبة الألوهية للمسيح، فهو المعلم والنبي، ولا يدعي "ابن الله" إلا في الحديث المنسوب لبرنابا.

2 - منظمة الأبيونيين:

يبدو أن المسيحيين اليهود قد كونوا منظمة خاصة بهم منفصلة عن الكنيسة الجامعة، وكانوا يسمون الأماكن التي يجتمعون فيها "مجامع" لا كنائس، وإذا صحت روايات المواعظ الكليمنتية، فإنهم قد كونوا لأنفسهم نظامًا أسقفيًا كاملًا، فالطقوس اليهودية الصارمة كانت تمنع اليهودي من الأكل مع غير اليهودي. وولائم المحبة في الكنيسة الأولى كانت تستوجب هذه الشركة، وحيث وجد مسيحيون من الأمم، كان الأبيونيون يمتنعون عن مشاركتهم، ومن ثم لزم أن تكون لهم كنيسة منفصلة ليكون من الممكن أن يشترك كل المسيحيين من اليهود معًا في ولائم المحبة.

خامسًا - تعاليم الكنيسة الأولى كما تبدو من خلال الأبيونية:

1 - عقيدة الكنيسة الأولى في المسيح: يجب علينا في تناول هذا الموضوع أن ندرك أن الذين كتبوا في الأيام الأولى ضد الهراطقة، كانوا يميلون إلى المغالاة في بيان وجوه الاختلاف بين الهراطقة والتعليم القويم. وفي نفس الوقت علينا أن ندرك الصعوبة النفسية في اعتبار شخص - تقابله يوميًا وتراه يأكل وينام كباقي الناس - بأنه أكثر من إنسان، إله. كانت هذه صعوبة أمام الجميع وبالأخص أمام اليهود. ورغم كل ذلك لم يستطع الأبيونيون - أمام كل الظواهر في حياة المسيح - أن يقولوا إنه كان مجرد إنسان، فكان عليهم أن يزعموا أن قوة إلهية حلت عليه عند المعمودية ميزته عن سائر الناس. لقد كان الأبيونيون الأوائل يعتقدون أن المسيح شخص واحد كما كان يعتقد سائر المسيحيين، ولكنهم شيئًا فشيئًا تحولوا إلى الاعتقاد بأنه كان فيه عنصر سماوي منفصل عن يسوع. وعلى العموم كان الأبيونيون يتمسكون - بصور ودرجات مختلفة - بعقيدة الثالوث، وفي هذا دليل قوي على أنها كانت عقيدة الكنيسة على اتساعها.

2 - تعليم بولس في الكنيسة الأولى: مما يستلفت النظر أن كاتب "المواعظ" وكذلك كاتب "الإقرارات" يتجاهلان الرسول بولس، بل لم يحاولا التشهير به - ولو تحت ستار سيمون الساحر، كما يزعم البعض - بل لم يجسرا على إلصاق أي تهمة باسمه، فلا بد أنه كان لبولس وتعاليمه مكانة رفيعة في أوائل القرن الثاني. حتى إنه لم يكن في استطاعة أحد أن ينال منه أو يهاجمه هجومًا مباشرًا. وهذا الاحترام الكبير لبولس يدل على مدى ماكان له ولتعاليمه من قبول، فلا بد أن كل تعاليمه عن الخطية الأصلية، والفداء بموت المسيح الكفاري وسائر تعليمه، لابد أن كل هذه التعاليم قد تمسكت بها الكنيسة الأولى تمسكًا شديدًا، وإلا لما تحَّرج الأبيونيون عن مهاجمة بولس مباشرة في الكتابات الكليمنتية. ويزعم شويجلر أن الشهيد جستين كان أبيونيا لأنه لم يذكر بولس بالاسم ولم يستشهد به. ويمكن الرد على ذلك بأن جستين وجه كتاباته إلى أباطرة وثنيين لا قيمة لبولس عندهم، وكذلك الحال في محاوراته مع تريفو اليهودي، ولهذا فهو أيضًا لم يذكر بطرس أو يعقوب أو يوحنا، وهو إن كان لم يذكر بولس بالاسم، إلا أن صدى أقوال بولس يتردد كثيرًا في عباراته وأفكاره.

وفي ضوء الاكتشافات الأثرية الحديثة في مصر، لا ينقطع الأمل في اكتشاف مخطوطات تلقي ضوءًا أكبر على هذه الهرطقة. فلو عثرنا مثلًا على إنجيل العبرانيين أو مخطوطة هيجسيبوس Hegesippus، لأمكننا الوصول إلى الإجابة على كثير من الأسئلة التي تواجهنا.

عظات وكتب عنه