القديس إيفاجريوس البنطي – مار أوغريس

البيانات التفاصيل
الإسم القديس إيفاجريوس البنطي – مار أوغريس
الإسم بطرق مختلفة إيفاجريوس البنطي, مار أوغريس, , , , ,
أسماء/ألقاب أخرى مار أوغريس
التصنيفات القديسين
شخصية بحرف أ

سيرة القديس إيفاجريوس البنطي – مار أوغريس

السيرة كما وردت في كتاب قاموس القديسين

اوغريس البنطي القديس

قصة حياة أوغريس أو إيفاجريوس Evagrius تمثل صورة حيّة لقوة التوبة التي ترفع الإنسان من الحياة الساقطة الدنيئة ليصير عضوًا روحيًا فعالاً في حياة الكنيسة، كما تمثل لغزًا أيضًا فبينما عاش صديقًا وتلميذًا للقديس مقاريوس الكبير، لكنه إذ اهتم بالتفسير الرمزي والتأمل في الكتاب المقدس مع الكتابة، كان له أثره على كثيرين مثل بالاديوس ويوحنا كاسيان ومكسيموس المعترف مقدمًا لهم الأفكار الأوريجانية الرئيسية، كما سبب انشقاقًا في الحياة الرهبانية إذ ثار كثيرون من محبي الحياة التقوية البسيطة على منهجه، وحسبوه مفسدًا للرهبنة بأفكاره الأوريجانية الرمزية.

نشأته

وُلد في مدينة إيبورا Ibora من أعمال بنطس سنة 346م، ابنًا لخوري أبسكوبوس. رسمه القديس باسيليوس أسقف قيصرية قارئًا، والقديس إغريغوريوس النزينزي شماسًا.

في القسطنطينية سلمه القديس إغريغوريوس للبطريرك نكتاريوس، بوصفه شماسًا بارعًا في دحض كل الهرطقات، فصار واعظًا شهيرًا عُرف بحمية الشباب في دحض البدع.

رهبنته بجبل نتريا ومنطقة القلالي

في سنة 382م ترك القسطنطينية إلى صحراء نتريا ليدرب نفسه بين الرهبان، وقد بقيّ بها عامين تقريبًا، لينتقل إلى منطقة القلالي حتى نياحته عام 399م. وقد صار تلميذًا للقديسين المقارين وصديقًا حميمًا لهما. أراد القديس ثاوفيلس الإسكندري أن يرسمه أسقفًا فرفض. وقد روى لنا القديس بالاديوس قصة رهبنته في شيء من التفاصيل، نذكرها في اختصار:

كان إيفاجريوس الشماس مكرمًا جداّ بالقسطنطينية، وكان له عمله الوعظي الفعّال، لكن عدو الخير اقتنصه بالتفكير في إحدى النساء الشريفات، وإذ كان يخاف اللَّه صار يبكي طالبًا من الله أن يحرره من أفكار الشهوة، خاصة أن السيدة نفسها كانت تحبه جدًا. وفي أحد الأيام إذ كان يصلي بحرارة، رأى كأن جنود الوالي ألقوا القبض عليه وقيّدوه وألقوه في حبس، ووضعوا قيدًا حول عنقه دون إبداء أسباب، فظن أن ما حّل به كان بشكوى من زوج المرأة عقابًا له على أفكاره.

اضطرب إيفاجريوس جدًا، لكنه شاهد أيضًا آخرين يحاكمون، وإذا بالملاك يتحول إلى صديق يتحدث معه، وهو مُقيد مع أربعين من المجرمين هكذا:

لما حُجزت أيها الشماس هنا؟

لست أدري على وجه التحديد، لكني أشك أن للوالي شكاية ضدي، وقد امتلأ حسدًا، وأخشى أن يأخذ القاضي نفسه رشوة ويعاقبني.

إصغِ إلى نصيحة صديق، فإنه لا أمان لك هنا في هذه المدينة.

اطلب من الله أن يحررني من هذه الضيقة، وإن رأيتني بعد ذلك في القسطنطينية عاقبني دون محاكمة.

سأقدم لك الإنجيل وتقسم عليه أنك تغادر المدينة، وتهتم بنفسك، وأنا أحررك من الضيقة.

سأحزم أمتعتي اليوم وأترك المدينة فوراً.

أدرك إيفاجريوس أنه كان في رؤيا لكنه شعر بالتزام أن يتمم ما تعهد به في الرؤيا، وقام للحال وانطلق بمركب إلى أورشليم، حيث استقبلته الراهبة الرومانية المطوبة ميلانيا.

لكن للأسف كشاب نال شهرة عظيمة، فقسّى الشيطان قلبه، وعاد إلى أفكار الشر خلال غروره وكبريائه، فسمح له الله بحمى شديدة أنهكت قواه، وقد بقيّ يعاني منها ستة شهور دون شفاء.

هنا تدخلت القديسة ميلانيا لتسأله: "يا بني، إني حزينة لمرضك الطويل، قل لي ما في فكرك، لأن مرضك ليس بعسير على الله"، وإذ صارحها بكل شيء قالت له: "ليتك تعدني بالله أن تقصد الحياة الرهبانية، ومع إنني خاطئة لكنني أصلي من أجلك فيهبك الله الشفاء". فوافقها على ذلك، وصلت من أجله. وإذ شُفيّ بعد أيام قليلة انطلق إلى جبل نتريا في مصر ليمارس حياة روحية تقوية جديدة، مجاهدًا بلا انقطاع في نسك شديد مع عبادة ودراسة في الكتاب المقدس، وأيضًا النساخة إذ كان خطه جميلاً.

ضيّق عليه شيطان الشهوة الخناق، كما قال بنفسه للقديس بالاديوس، حتى كان يضطر أن يقف عاريًا، في وسط الليل في البرد فيتجمد جسده... وهو يصرخ ويصلي... وكان عنيفًا جدًا مع جسده لتأديب نفسه.

مع القديس مقاريوس

قال: "إنني مضيت إلى عند الأب القديس مقار، فسألته عن الأفكار التي يقاتلني بها الشيطان... فلما تحدث معي أضاء وجهه أكثر من ضوء الشمس، ولما لم أستطع أن أنظر إلى وجهه سقطت على وجهي فبسط يده وأنهضني".

يبدو أن القديس أوغريس كثيرًا ما كان يحارب بالكبرياء، بسبب معرفته وعلمه، إذ قيل لما جاء للقديس مقاريوس مرة يسأله كلمة حياة، قال له: "إنك حقًا تحتاج أن تتزين بالفضيلة، ولكن الأفضل لك إن كنت تستطيع أن تطرد عنك فخر الحكمة العالمية، وتتمسك باتضاع العشار فتحيا. فقال أوغريس:" إنه لما قال لي هذا عملت له مطانية وانصرفت، وكنت أقول في نفسي إن أفكاري مكشوفة لأنبا مقار رجل الله، وكنت في كل وقت أقابله أرتعد من حكمه الذي سمعته منه ".

كما يقول أوغريس: "كنت ذات يوم في صحبة القديس مقار الكبير في وقت الظهيرة، وبينما كنت أحترق من شدة العطش استأذنت منه لأشرب ماء، فأجابني:" اكتف بالبقاء في الظل، فإنه يوجد الآن كثير من الناس مسافرين بالبر أو البحر ومحرومين، حتى من هذا الظل المتوفر أمامك ". وبينما كنت أحدثه عن الإماتة قال لي:" لقد قضيتُ عشرين عامًا كاملاً لم أكمل إرادتي في الأكل والشرب والنوم، فما كنت أتناول الخبز إلا بقدر، والماء كنت أشربه بالكيل، أما النوم فكنت أسترق القليل منه باستنادي على الحائط على قدر حاجة الجسد ".

كتاباته

إذ كان يميل إلى التأمل الأوريجاني وَجد معارضة شديدة من بعض الرهبان، ولعل هذا هو السبب في فقدان كل كتاباته باللغة الأصلية، فلم تبق لنا إلا الترجمات اللاتينية أوالسريانية.

ويعتبر القديس أوغريس أول راهب غزير في كتاباته من جهة الكمية، ومن جهة أثرها على التقوى المسيحية. فقد كان غالبية الرهبان لا يميلون إلى الكتابة سوى نسخ ما هو لغيرهم، أما القديس أوغريس فارتباطه وحبه لشخصية أوريجينوس وأفكاره، جعله خصبًا في كتاباته، بل واعتبره الدارسون المؤسس للفكر الباطني (السري Mystical) الرهباني. تأثر به قادة شرقيون وغربيون مثل بالاديوس ويوحنا كليماكوس وهيسخيوس ومكسيموس المعترف، ويوحنا كاسيان وفيلكسينوس واسحق نينوى وغيرهم.

امتدت مدرسته من القرن الرابع حتى الخامس عشر، ولا زال لها أثرها حتى القرن العشرين.

دين سنة 553م في مجمع بنيقية كأوريجاني، وبقيّ هذا الاتهام موجهًا ضده أكثر من مرة.

أهم كتاباته هي:

1. "أفكار الشر الثمانية" هذا الفكر أخذه عن آباء برية مصر، حيث كانوا يحصرون الخطايا في سبع أو ثمان خطايا. وقد قدم من الكتاب المقدس اقتراحات لمقاومة كل فكر.

في هذا الكتاب أظهر أن الراهب "العامل" هو الراهب الدائم الصراع (الجهاد).

2. "الراهب"، وضعه في جزئين، الأول يضم 100 عبارة والثاني 50 عبارة، فيه يتحدث عن عمل الراهب وحياته، مقتبسًا أقوالاً من آباء الحياة النسكية، مثل القديسين أنطونيوس ومقاريوس المصري، وأثناسيوس وسيرابيون وديديموس وباسيليوس الكبير.

3. "مرآة للرهبان والراهبات".

4. "مشاكل غنوسية"، يضم 600 عبارة غير 6 كتب.

5. "عن الصلاة"، نُسب خطأ لنيلس أسقف أنقرة.

6. تفاسير كتابية، فإنه قد تعلم من أوريجينوس بجانب الفكر السري لتفاسير الكتاب المقدس.

7. له 67 رسالة منها رسالة إلى القديسة ميلانيا.

من كلماته

تذكر على الدوام ساعة خروجك ولا تَنسَ الدينونة الأبدية، فلا توجد في نفسك خطية.

إبعد التجارب فلا يخلص أحد.

إذ أبلغه إنسان أن أباه مات، قال له: "كف عن التجديف فإن أبي خالد".

Palladius: The Lausaic History, ch. 38.

كتبه وعظاته

عظات وكتب عنه