القديس كرنيليوس قائد المائة

البيانات التفاصيل
الإسم القديس كرنيليوس قائد المائة
الإسم بطرق مختلفة كَرنيليوس, كَرْنِيلِيُوسُ, كَرْنِيلِيُوسَ, , , ,
أسماء/ألقاب أخرى قائد المائة
التصنيفات شخصيات العهد الجديد, شخصيات الكتاب المقدس
شخصية بحرف ك

سيرة القديس كرنيليوس قائد المائة

السيرة كما وردت في كتاب قاموس القديسين

كرنيليوس القائد القديس

✥ قبوله الإيمان:

كان رئيسًا على مائة جندي بقيصرية فلسطين وكان يعبد الكواكب، فلما سمع عن التلاميذ ورأى الآيات التي كانت تُعمل على أيديهم مما تعجز عن عملها قوى البشر والآلهة الوثنية ذُهل عقله وتحيّر ودخله الشك في آلهته.

ترك عبادة الكواكب، وبدأ يرفع قلبه إلى الله بالصوم والصلاة والرحمة، وكان يقول في صلاته: "أيها الرب الإله إني قد تحيّرت في معرفتك فأرشدني وأهديني إليك". فتحنن الله عليه وقَبِل صلاته وصدقته وأرسل له ملاكًا يبشر له بقبولهما وصعودهما إليه، ويأمره أن يرسل إلى مدينة يافا فيدعو بطرس الرسول الذي كان نازلاً عند سمعان الدبّاغ فيعلمه ماذا ينبغي أن يفعل. فأرسل واستحضره ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعًا على قدميه، فأقامه بطرس قائلاً: "قم أنا أيضًا إنسان". ولما دخل بيته وجد جماعة كبيرة من الأمم فقال لهم: "أنتم تعلمون أن شريعة التوراة تمنعني من مخالطة غير المختونين، إلا أن الله قد أراني أن لا أقول على إنسان ما أنه دنس أو نجس. فلذلك جئت إذ استدعيتموني فماذا تريدون؟"

قال كرنيليوس: "منذ أربعة أيام إلى هذه الساعة كنت صائمًا وفى التاسعة كنت أصلى في بيتي، وإذا رجل قد وقف أمامي بلباس لامع وقال: يا كرنيليوس سُمِعت صلاتك وذُكِرت صدقاتك أمام الله. فأرسل إلى يافا واستدع سمعان الملقب بطرس إنه نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند البحر، فهو متى جاء يكلمك. فأرسلت إليك حالاً وأنت فعلت حسنًا إذ جئت. والآن نحن جميعًا حاضرون أمام الله لنسمع جميع ما أمرك به الله".

فتح بطرس فاه وقال: "بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البرّ مقبول عنده". ثم بشره بيسوع المسيح رب الكل، وأعلمه سرّ تجسده وصلبه وقيامته وصعوده وعمل الآيات باسمه. فآمن كرنيليوس وأهل بيته وكل غلمانه وأكثر الذين معه وتعمّدوا باسم الآب والابن والروح القدس فحلّت عليهم نعمة الروح القدس في الحال (أع10).

✞ أسقف مدينة قيصرية:

بعد ذلك ترك كرنيليوس الجندية وتبع الرسل، ثم رسمه القديس بطرس أسقفّا علي مدينة قيصرية من أعمال فلسطين، فمضي إليها وبشّر فيها بالمسيح، مبينًا لهم ضلالة الأصنام، فاستنارت عقولهم بمعرفة الله وآمنوا به. ثم ثبّتهم بما صنعه أمامهم من الآيات والمعجزات وعمّدهم جميعًا، وكان بينهم ديمتريوس الوالي، ثم تنيّح بسلام ونال إكليل المبشرين.

السنكسار، 23 هاتور.

السيرة كما وردت في كتاب قاموس الكتاب المقدس

كَرنيليوس قائد المئة

Cornelius the Centurion.

كرنيليوس (أو "قرنيليوس" كما يُذكر في بعض المخطوطات القديمة) هو اسم لاتيني (Κορνήλιος) معناه "مثل القرن، متين" قائد مئة روماني من الكتيبة الإيطالية في قيصرية Caesarea. كان رجلًا تقيًا خائفاَ الله يصلي باستمرار ويصنع الخير للجميع. فظهر له ملاك في الرؤيا قائلًا له أن يرسل ويستدعي سمعان بطرس من يافا ليسمع منه بشارة الإنجيل ولما جاء بطرس بشره بالخلاص بالفادي المصلوب تكفيرًا لخطاياه، والقائم من الأموات لتبريره. فآمن كرنيليوس واعتمد هو وأهل بيته باسم الرب يسوع المسيح (أع 10). وكان أول وثني اهتدى إلى المسيح وبإيمانه انفتح باب الإيمان لدخول الأمم.

(1) اسم كرنيليوس:

اسم لاتيني معناه “مثل القرن” أي متين ويروي لنا البشير لوقا قصة تجديد كرنيليوس “قائد المئة” فقي الأصحاحين العاشر والحادي عشر من سفر أعمال الرسل. والاسم روماني ينتمي إلى عائلات شريفة في روما، منذ أن حرر “كرنيليوس” سولا (Sulla) في عام 82 ق. م. عشرة آلاف عبد وخلع عليهم شرف الانتماء إلى أسرته، فالأرجح أن كرنيليوس كان طليانياً من دوم روماني، ويعتبره يوليان المرتد من الأشخاص القلائل من الطبقات العليا الذين صاروا مسيحيين، ومن الواضح أنه كان شخصية بارزة في قيصرية، ومشهوداً له عند اليهود (أع 10: 22). وكان قائد مئة من الكتيبة الايطالية.

(2) صفات كرنيليوس:

يصفه لوقا البشير بأنه “تقي وخائف الله” (أع 10: 2) أي أنه كان واحداً من الكثيرين الذين استنكروا عبادة الأوثان وتعدد الآلهة، وتطلعوا إلى عقيدة أفضل، فاعتنقوا التوحيد الذي رأوه عند اليهود، فقرأوا العهد القديم ومارسوا الصلوات والأصوام وصنع الحسنات الكثيرة لشعب اليهود، وكان له تأثيره على جميع أهل بيته (أع 10: 2)، وخدامه وجنوده (أع 10: 8).

(3) انضمام كرنيليوس إلى الكنيسة المسيحية:

نجد قصة تجديده وانضمامه إلى الكنيسة، مسجلة بالتفصيل في الأصحاح العاشر من سفر أعمال الرسل ولا يعرف شيئاً عما حدث له بعد ذلك، وإن كان قد جاء في أحد التقاليد أنه أسس كنيسة في قيصرية ويقول تقليد آخر إنه أصبح أسقفًا لمدينة إسكامندروس.

(4) أهمية قصة كرنيليوس:

تتوقف أهمية القصة - إلى حد بعيد - على مركز كرنيليوس قبل وقوع أحداثها، فبكل تأكيد لم يكن كرنيليوس دخيلاً مختتنًا حسب الناموس وعضواً في المجتمع اليهودي، والدلائل على ذلك كثيرة (انظر أع 10: 28 و34 و45، 11: 3 و18، 15: 7 - 14) كما يعتبر كرنيليوس أول من دخل إلي الكنيسة المسيحية من الأمم، وكانت الخطوة التي خطاها بطرس في تلك المناسبة، خطوة هائلة لامتداد الكنيسة، وتكمن أهمية القصة في أنه بإرشاد إلهي واضح، دخل أول أممي - لم يكن ينتمي إلى الشعب القديم بأي صورة - إلى الكنيسة، وامتلاء بالروح القدس دون أن يضع عليه بطرس يداً “فاندهش المؤمنون الذين من أهل الختان، كل من جاء من بطرس، لأن موهبة الروح القدس قد انسكبت على الأمم أيضًا” (أع 10: 44 و45)،. فكان في ذلك فصل الخطاب فيما يتعلق بوحدة اليهود والأمم في الكنيسة، لقد كانت هناك عقبات كثيرة أمام بطرس في موضوع المساواة بين اليهود والأمم في كنيسة المسيح، فكثيراً ما أثار المسيحيون الفريسيون هذه المشكلة، ولم يتعقبوا خطوات الرسول بولس أينما ذهب؟ ولكن بلغ من أهمية هذه الخطوة أن اتخذ منها كل من يعقوب وبطرس حجة لتحرير المؤمنين من الأمم من الخضوع لطقوس الناموس (أع 15: 7 و14).

ولكن أليس عجيباً - بعد أن خطا بطرس هذه الخطوة الجريئة، بتوجيه واضح من الله، أن يتصرف هذا التصرف الخاطئ في أنطاكية، مما دعا الرسول بولس “لمقاومته مواجهة لأنه كان ملوماً” (غل 2: 11 - 18).

لقد كانت حادثة تجديد كرنيليوس خطوة حاسمة في تحرير المسيحية من القيود اليهودية، ولم تعد الكنيسة تعتبر ملحقة بالمجمع اليهودي، بل ثبت أنها شيء جديد، ومؤسسة جديدة، رأسها هو الرب المقام والجالس في يمين العظمة في الأعالي.

عظات وكتب عنه