مزمور الراعي – الدكتور فليمون كامل

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب القس تواضروس كامل مسيحة
التصنيفات الكتاب المقدس, دراسات في العهد القديم, غير مصنف
الوسوم مترجم
الأسفار الأسفار الشعرية, العهد القديم, المزمور 023, سفر المزامير
آخر تحديث 10 فبراير 2024
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
4MB

مقدمة وشكر

مزمور 23 (22 في الاجبية القبطية) من أهم وأعمق المزامير التي حفظها الاطفال منذ نعومة أظافرهم وتصلي بها الشباب والرجال والنساء هي حالة ترنم عبر ظروف حياتهم لما يحمله من علاقة قوية بين الرب يسوع الراعي الاعظم والخراف المتلهفة نحوه

هذه الدراسة هي محاولة للبحث حول مزمور البارقليط من عدة أوجه لاهوتية وابائية وروحية وتاريخية وطقسية وفنية وتربوية بشكل مبسط وبسيط

تحية حب وتقدير لمشروع الكنوز القبطية وفريق عمله المتميزوالمحبوب لقبولي ضمن الكوكبة العملاقة من الباحثين وحرصه الدائم علي نشر الوعي القبطي

أتقدم بخالص الشكر لأبي وأمي وزوجتي وأبنائي

كما اتقدم بالشكر والعرفان لابي للراهب القمص شنودة الانطوني الذي شملني بحبه ورعايته وابوته الحانية منذ نعومة أظافري

أسأل الرب القدير ان ينال هذا العمل المتواضع المنفعة لكل مهتم

بصلوات سيدتنا كلنا القديسة مريم والملاك ميخائيل و يوحنا المعمدان

والبابا اثناسيوس والقديس يوحنا ذهبي الفم والانبا كاراس السائح

تذكاربدء صوم الميلاد 2017

المزمور بين المزامير

قصة :

كان هناك فنان مشهور حضر الكنيسة فطلبوا منه أن يقول مزمور الرب راعيّ فلا يعوزني شئ ، فقام وفعلاً كان حافظ المزمور والناس صفقوا له تصفيق شديد…..
ثم طلبوا من رجل مسن أن يقول نفس المزمور فقام هذا المسن وكان صوته يكاد يسمع وبدأ في المزمور ولما انتهي من المزمور وجدوا أن الحاضرين جميعهم دموعهم تسيل من أعينهم!!!!!

فقام واحد من الحاضرين يسأل الفنان المشهور ما الفرق بينك وبين هذا الرجل الذي أبكي الجميع؟!!رد الفنان قائلا: أنا اعرف المزمور …ولكن هذا الرجل يعرف الراعي.

أسماء والقاب المزمور

يُعتبر هذا المزمور”جوهرة المزامير” فهو من أعذب ما ورد في سفر المزامير، بكونه تسبحة إيمان وأمان وثقة؛ فالسمة الغالبة على كل آياته العذبة القليلة المعبرة هي اليقين والثقة في الله ورعايته ومحبته، حيث يرتمي المرنّم على صدر الله كطفل في سلام وسكون.

يطلق عليه البعض مزمور “عصا الرعاية ” حيث يتوسط بين مزمورين مزمور الصليب (مزمور 22) ومزمور التاج (مزمور 24) حيث اعتبر البعض الثلاث مزامير مزامير الراعي لحديثهم عن في العمل الخلاصي للرب يسوع .

ففي مزمور 22 نجد الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن خرافه الغالية، وفى مزمور 23 نجد الراعي العظيم المعتنى بكل القطيع، وفى مزمور 24 نجد رئيس الرعاة، عندما يظهر يكافئ كل الخدام الأمناء الذين اعتنوا بالقطيع – هذه الثلاثية الجميلة تغطى الحياة بأكملها “أمساً واليوم وإلى الأبد”. ففي الأمس نرى الراعي الصالح، وفى الحاضر نرى الراعي العظيم، وفى المستقبل سنرى رئيس الرعاة عند ظهوره بالمجد.

هذه العلاقة الثلاثية الجميلة نجدها في سفر لخروج ” تُرْشِدُ بِرَأْفَتِكَ الشَّعْبَ الَّذِي فَدَيْتَهُ. تَهْدِيهِ بِقُوَّتِكَ إِلَى مَسْكَنِ قُدْسِكَ ” خر 15: 13. ففي مزمور 22 نجد الفداء بالنعمة، في مزمور 23 نجد الإرشاد بالرأفة، وفى مزمور24 نجد مسكن قدسه.
ويلخص كل مزمور سؤال كالآتي :
مزمور 22 لماذا تركتني؟
مزمور 23 أين تربض؟
مزمور 24 مَنْ هو هذا؟
مزمور 22 [الماضي] النعمة – تواضع المسيح – الخلاص بالدم – صليب الفداء.
مزمور 23 [الحاضر] الإرشاد – ترفق المسيح – الخلاص بحياته – عصا الرعاية.
مزمور 24 [المستقبل] المجد – قوة المسيح – الخلاص بظهوره – صولجان الملك.

ويوصف ايضا بمزمور “البارقليط ” لتلميحة المباشر عن عمل الروح القدس فيصف القديس غريغوريوس النيصي”عصاك وعكازك” بعصا الروح القدس، لأن البارقليط (أو الهادي) هو الروح القدس”.

ويضيف القديس أغسطينوس لقب اختاره ” كتسبحة للشهداء” اذ وجد آباء الكنيسة الأوائل  بهجتهم وسرورهم وتهليلهم فيه عند تقدمهم للشهادة، إذ رأوا فيه رعاية الراعي الصالح وعنايته بقطيعه فاعتبروه “مزمور الثقة” .

يري بعض المفسرون هذا المزمور “ملوكي”حيث طقس تتويج الملك، يتضمن موكبًا يبدأ من الهيكل ويستمر إلى الينبوع و ربما يُستخدم هذا المزمور في تجليس الملك (مَن نسل داود) أولًا بكون هذا التجليس ليس إلا رمزًا لرعاية السيد المسيح نفسه (ابن داود) الملك الراعي المحب لشعبه، غير المتسلط. ثانيًا، لكي يتأكد الشعب عند تجليس الملك أن الراعي الحقيقي ليس الملِك ولا القيادات المدنية أو الكنسية إنما الله نفسه الذي يرعى الكل ويهتم بالنفس والجسد معًا.

كما انه “المزمور الاسراري” فيختفي وراء بساطة هذا المزمور العمقُ مع القوة. لقد وجد المسيحيون الأوائل في هذا المزمور رمزًا لأعمال السيد المسيح القدسية السرائرية. لهذا جعلوه من صُلْب ليتورجيا العماد، ففي ليلة عيد القيامة (الفصح المسيحي) كان المعمدون حديثًا غالبًا يترنمون به بعد نوالهم سرى العماد والميرون، وقد لبسوا الثياب البيضاء وحملوا المشاعل، مُسرعين تجاه مذبح الرب بالفرح يشتركون في المائدة السماوية. كما يعتبر” مزمور  ليتروجي” كما وصفه القديس امبروسيوس حيث كان يرتله المسيحيون الاوائل عند تقدمهم والتناول من الذبيحة المقدسة.فهو باختصار شديد يتكلم عن حياتنا المسيحية في الكنيسة. كما يصفة ف.ب.ماير “بقدس اقداس المزامير” لكون ما يحملة من سمو وراحة هدوء بل يلخص علاقة الراعي بقطيعة اي علاقة الرب وسط شعبه .

يتحدث هنري بتشرعن المزمور23″هدأ أحزاناً أكثر مما صنعته فلسفات العالم مجتمعة. فقد خلص كثيرين من أفكارهم الردية، وشكوكهم السوداء، وأحزانهم المسرفة. وعزى فقراء بلا عدد. وشدد عزيمة جمهور من الفاشلين. وأرسل بَلَسَانه إلى قلوب المرضى ونزلاء السجون. وواسى ألوفاً من الأرامل والأيتام، في أحزانهم القاسية وعزلتهم الموحشة. وشدد قلوب ألوف الجنود المحتضرين، في ساحات القتال، ليموتوا في سلام. وإلى الآن لم ينته عمل هذا المزمور المجيد، بل سيعمل ويعمل إلى أن يفنى الزمان”.

المسيح في المزمور

يحمل هذا المزمور أسماءوصفات لله في العهد القديم الذي يحمل علاقة شخصية بي:

يهوه الرب  YHWH: (تثنية 6: 4؛ دانيال 9: 14) الإسم الوحيد بالتحديد من أسماء الله في العهد القديم (ايلوه – الوهيم –ايل شداي- ادوناي) الذي كتبت ترجمته بالإنجليزية بأحرف كبيرة “LORD” لتمييزه عن الإسم “أدوناي” أي “الرب” أيضاً. أعلن هذا الإسم أولاً لموسى في خروج 3: 14. هذا الإسم يشير بالتحديد للتواجد والحضور. يهوه موجود ومتاح وقريب لكل الذين يدعونه طالبين الخلاص (مز107: 13) والغفران (مز25: 11) والإرشاد (مز31: 3(

وتستخدم كلمة “יְהֹוָה، يهوه” العبرية ومعناها “الكائن” وهو اسم الله الخصوصي الذي أعلن لموسى، واستخدمت كلمة “الرب” (`Psoic إبشويس) في الترجمة القبطية المأخوذة من الترجمة السبعينية باللغة اليونانية للعهد القديم، وهي أيضًا لا تستخدم كلمة “يهوه” العبرية بل كلمة “κύριος كيريوس” بمعنى “الرب”.

كذلك نلاحظ أن المقطع “ياه” من كلمة “يهوه” يعنى “يهوه” أيضًا، وفي كثير من الكلمات العبرية يستخدم المقطع مضافًا إلى كلمة أخرى مثل “ياه شوع” أي “يهوه خلّص”، زكريا “זְכַרְיָה زكرياه” أي “يهوه تذكر”، إرميا “יִרְמְיָה إرمياه” أي “يهوه أسس”.

فالمسيح هو يهوه …

يشرح أبينا نيافة الانبا بيشوي “انه من ضمن الأدلة على أن السيد المسيح هو يهوه، ما ورد في (إش12: 2) لأنه يقول: “يَاهَ يَهْوَهَ.. صَارَ لِي خَلاَصًا”. بمعنى أن “يهوه” صار خلاصًا. ولم يقل فقط إن يهوه قد خلصني أو إنه هو المخلّص، بل قال إنه هو نفسه صار لي خلاصًا. وقد كرر عبارة “يهوه” فقال “ياه يهوه” لأنه يقول إنه هو نفسه صار خلاصًا”.

فالسيد المسيح هو المخلص وهو الخلاص، هو الكاهن وهو الذبيحة، هو الهيكل وهو القربان، هو الراعي وهو الحمل.

إن كل كاهن يقدّم ذبيحته من الحملان، وكل راعى يرعى الحملان. ولكن السيد المسيح كان عجيبًا لأنه قدّم نفسه، وهو عجيب أيضًا لأنه هو “الراعي الصالح” وهو في نفس الوقت “حمل الله” الذي يحمل خطية العالم كله.

لا يفوتنا هنا أن نتذكر العبارة الواردة في إنجيل يوحنا “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا” (يو1: 14) ونحن نقرأ في سفر إشعياء “يَاهَ يَهْوَهَ.. صَارَ لِي خَلاَصًا”، صار لى خلاصًا لأنه صار جسدًا يمكن أن يتألم، وأن يُصلب، وأن يموت، وأن يقوم من الأموات، وأن يصعد إلى السماء، وأن يجلس عن يمين الآب.

ونري في هذا المزمور العلاقة الشخصية بين الخراف وراعيها (الرب يسوع)

يهوة روحي : اي الرب الراعي

فنقرأ في إنجيل يوحنا “أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف” (يو10: 11 ) كما يقول أيضاً الرسول بولس “إله السلام الذي أقام من الأموات راعى الخراف العظيم ربنا يسوع بدم العهد الأبدي” (يو 10: 11 ) . ويختم الرسول بطرس هذه الثلاثية مُشيراً إلى ظهور المسيح بالمجد والقوة فيقول “ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى” (يو 10: 11 ( هذه الأفكار الثلاثة نجدها بنفس هذا الترتيب في مزامير الراعي؛ مزمور 22، 23، 24. ففي مزمور 22 نجد الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن خرافه الغالية، وفى مزمور 23 نجد الراعي العظيم المعتنى بكل القطيع، وفى مزمور 24 نجد رئيس الرعاة، عندما يظهر يكافئ كل الخدام الأمناء الذين اعتنوا بالقطيع – هذه الثلاثية الجميلة تغطى الحياة بأكملها “أمساً واليوم وإلى الأبد”. ففي الأمس نرى الراعي الصالح، وفى الحاضر نرى الراعي العظيم، وفى المستقبل سنرى رئيس الرعاة عند ظهوره بالمجد.

يهوه يرأه: اي الله يدبر”

فهو الإسم الذي خلَّده إبراهيم عندما دبر الله كبشاً ليفدي به إسحق (تك 22: 14)
وفي المزمور تأتي لي راعي كعمل الله في تدبير حياتنا

ويحدثنا العلامة أوريجانوس  عن ” عناية الله ورعايته الفائقة، بكونها رعاية دائمة وشاملة ودقيقة تحتضن كل شيء حتى شعور رؤوسنا، بل ومن أجلنا يهتم الله حتى بالخليقة غير العاقلة:

إنه بعنايته يهتم بنا يوميًا، بصفة عامة وعلى وجه الخصوص، علنًا وخفية، حتى وإن كنا لا ندرك ذلك

إننا نعترف بعقيدة أكيدة وثابتة، أن الله يعتني بالأشياء القابلة للموت، وليس شيء ما في السماء أو على الأرض ليس تحت عنايته

العناية الإلهية تضم الخليقة العاقلة أولًا، ولكن نتيجة لذلك فهي تضم الحيوانات غير العاقلة لأجل نفع الإنسان

ما يحدث في حياة البشر… لا يتم بمحض الصدفة، ولا بطريقة عشوائية، وإنما بهدفٍ سامٍ محسوب، يشمل حتى شعر الرأس (مت 10: 3). هذا الأمر لا يخص القديسين وحدهم كما يظن البعض، وإنما يشمل كل البشر. فإن العناية الإلهية تمتد لتشمل العصفورين اللذين يُباعان بفلس (مت 10: 29)، سواء فهِمْنا مثل العصفورين بطريقة روحية أو رمزية

تحتضن العناية الإلهية كل شيء حتى أن شعور رؤوسنا محصاة لدى الله.

يهوه رفا : الرب الشافي

“يرد يهوه رفا نفسي” مز 23: 2  الرب شافي الجسد والروح. في الجسد يحفظ من الأمراض ويشفي منها، وفي الروح بغفران الخطايا.

“يرد نفسي” مز 23: 2  تحمل في الأصل معنى الإنعاش والتجديد المستمر للقوى الروحية. ولسعادة النفس البشرية، فإن الراعي الصالح، ليس فقط يردها. بل أيضاً يهديها إلى سبل البر، السبل المستقيمة، التي سلكها الرب نفسه في أيام جسده، تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته. منها سبيل المحبة، وسبيل الاتضاع، وسبيل الطاعة، وسبيل إنكار الذات. هكذا نقرأ في الإنجيل: «خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى ٱلأَبَدِ، وَلا يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي (يو١٠: ٢٧).

يهوه نسي “الرب تذكارنا اي انتصارنا وخلاصنا

هذا الإسم تذكار للنصرة في البرية على العماليق في خروج 17. ويظهر في المزمورفي ” ان سرت في ظل الموت لا أخاف شرا لانك انت معي (يهوه نسي) عصاك وعكازك يعزياني ” الرب يسوع (يهوه) قد “صَارَ خَلاَصًا”.. فهو ليس فقط “المخلّص”، بل “صَارَ خَلاَصًا”. مثلما كتب القديس يوحنا الرسول الإنجيلي “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا” (يو1: 14). أي أنى السيد المسيح هو المخلّص وهو الخلاص نفسه.. كذلك هو صانع العهد وهو العهد نفسه، لأنه تجسد وأعطانا دمه عهدًا جديدًا.

إن الخلاص هو تدبير الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس؛ الإله الواحد المثلث الأقانيم. الله هو المخلّص، وهذا الخلاص قد تحقق بإرسال الابن إلى العالم فصار هو العهد، وتحقق بإرسال الروح القدس حسب موعد الآب ليأخذ من استحقاقات خلاص الابن ويعطينا في أسرار الكنيسة بالميلاد الفوقاني في المعمودية، وبمفاعيل الخلاص في سائر الأسرار..

ويشرح نيافة الانبا بيشوي “إن الابن الذي هو المخلّص والخلاص في آنٍ واحد… هو موضوع اللقاء بين الله والإنسان، لأن الله الكلمة قد اتخذ طبيعة بشرية كاملة بلا خطية وجعلها خاصةً به جدًاHis very own حسب تعبير القديس كيرلس الكبير. هو نفسه الله الكلمة وهو نفسه ابن الإنسان في آنٍ واحد بعد التجسد. وقد جعل لاهوته واحدًا مع ناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا انفصال، وذلك بالاتحاد الطبيعي الأقنومي الكامل والحقيقي. وهذا الاتحاد سوف يبقى إلى الأبد. وكما قال القديس كيرلس الكبير فإن الله الكلمة لم يتخذ إنسانًا من البشر، بل صار هو نفسه إنسانًا بالتجسّد. ولذلك فالاتحاد الأقنومي هو أمر لا يمكن أن يحدث بالنسبة لسائر البشر ولا حتى للمؤمنين كما يدّعى البعض من دعاة تأليه الإنسان”.

ونري المزمور يوضع عمل المسيح الخلاصي  في غلبة الموت الذي خيّم على البشرية فيقول ” ان سرت في ظل الموت لا أخاف شرا ” لقد عاشت البشرية في أحزان الموت.. تحت سلطانه وظلاله الكئيبة، مثلما نصلى في القداس الإلهي ونقول: [وفى آخر الأيام ظهرت لنا نحن الجلوس في الظلمة وظلال الموت].

نحن ندخل مع المسيح في موته بغير خوف إذ هو معنا…، ونبقى دومًا نختبر الموت مع المسيح بفرح إن مارسنا سرّ التوبة والاعتراف بمفهومه الحق، أي بتسليم النفس بين يدّي الروح القدوس الذي يُبكّتنا ويُتوّبنا ويردنا إلى سُبُل البرّ لأجل إسمه.

فالراعي يستخدم العصا) الصليب)” إذ يملك الرب على شعبه بالصليب” في طرد الحيوانات المفترسة (الانتصار علذي الشيطان) بعيدًا عن قطيعه، والعكاز ليستند عليه، وبه يضرب الخروف الجامح الذي يحاول الهروب وهذا يشير لتأديب الأبوة الحانية الحازمة. وهذا ما يعزينا أنه لا يتركنا نبتعد فنتوه. فعصاته هذه تحمينا من الذئاب الخارجية والذئاب الداخلية (ميولنا المنحرفة وراء شهوات الجسد.

يهوه مقدس اي الرب الذي يقدس

“يهديني الي سبل البر من اجل اسمه” فهو وحده الذي يستطيع أن يطهر شعبه ويقدسهم وليس الناموس.

فيهدني لسبل البر مرادف للقداسة، والكلمة اليونانية تعني “إنفصال”، أولاً إنفصال لحظي والتصاق بالمسيح عند الخلاص، وثانيا عملية مستمرة من التقديس في حياة المؤمن وهو ينتظر عودة المسيح وأخيراً إنفصال للأبد عن الخطية عندما نصل إلى السماء.

يقول الرسلول بولس في رسالة تسالونيكي الأولى 5: 23 “إِلَهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ”. هذه الحالة الممجدة هي إنفصالنا النهائي عن الخطية، أي التقديس الكامل في كل جانب. “أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ” (يوحنا الأولى 3: 2).

النفس التي تتقدس للرب تحسب هيكلًا له، عذراء عفيفة للمسيح. وكما يقول القديس جيروم: [طوبى للنفس؛ طوبى للعذراء التي لا يوجد في قلبها موضع للحب سوى حب المسيح، لأنه في ذاته هو الحكمة والطهارة والصبر والعدل وكل فضيلة أخرى].

يهوه شالوم : الرب سلامنا

“فلا أخاف شرا لانك انت معي” دُعي السيد المسيح “رئيس السلام” (إش9: 6)، و”ملك السلام” (عب7: 2). وقيل عنه: “لنمو رياسته وللسلام لا نهاية” (إش9: 7).

وسبب هذه التسمية أن السيد المسيح قد صالحنا مع الله أبيه بدم صليبه مثلما كتب معلمنا بولس الرسول للأمم “أنتم الذين كنتم قبلًا بعيدين، صرتم قريبين بدم المسيح. لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدًا، ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة. مبطلًا بجسده ناموس الوصايا في فرائض. لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانًا واحداً جديدًا صانعًا سلامًا. ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلًا العداوة به” (أف2: 13-16).

يهوه شمة : الرب هناك

ظهر اولا هذاالاسم “الرب هناك” (حز 48: 35) الإسم الذي أطلق على أورشليم والهيكل هناك في إشارة إلى أن مجد الرب في بيتة المقدس  وينطبق هذا في مزمورنا “مسكني في بيت الرب الي مدي الايام ” أعلِن المرتل أنه يسكن في بيت الراعي، الكنيسة، أيقونة ملكوته السماوي الأبدي وعربونه. يجد المؤمن بهجته أنْ يتعبَّد ويخدم ويسكن مع ربه المحبوب في الكنيسة وكأنما يسكن معه في سمواته أبديًا. غاية رعايته لنا أن نستقر معه في مَقْدسه الإلهي!

إن كان هدف عدو الخير أن يثير حولنا القلاقل لكي يشغلنا بها عن إلهنا القدوس، فلا ننعم بالشركة معه، فإن المؤمن الحقيقي – بروح الحكمة – ينسحب قلبه إلى كنيسة الله أو إلى بيت الله معلنًا شوقه أن يوجد مع الله كل أيام حياته.

الله القدوس يسكن في هيكله المقدس، يفيض على كنيسته بالحياة المقدسة، لينعم المؤمن بالقداسة التي بدونها لا يقدر أحد أن يُعاين الله.

بشكل مجمل…..

أن الكتاب المقدس يقدم لنا الرب بألقاب كثيرة ليشبع كل احتياجاتنا. هو راعينا و نورنا، وخلاصنا وحصننا ومعزينا كما جاء في هذا المزمور، وهو الخبز النازل من السماء والباب والطريق والحق والحياة إلخ…

يوضح القديس يوحنا الذهبي الفم “لا يدعو داود الله في كل مرة بنفس الاسم أو بذات اللقب؛ لكنه أثناء حربه وعند نصرته يقول: “أحبك يا رب يا قوتي، الرب ترسي”؛ وحينما يخلصه الله من محنة وظلمة تحيط به يقول” “الرب نوري ومخلصي”. يدعوه حسب الحال الذي عليه في ذلك الوقت، تارة يدعوه خلال محبته الحانية وأخرى خلال عدله، وتارة خلال قضائه البار”.

مزمور الراعي والشعب في البربة

يعتبر مزمور الراعي هو بمثابة ملخص لرعاية الله لشعبه منذ خروجهم من أرض مصر حتي وصولهم أرض الموعد. فكلمات المزمور نري فيها تطابق عجيب مع رحلة موسي و شعب بني اسرائيل في البرية وكيف كان الله راع لهم.

يمكن تقسيم رحلة البرية الي سبع مراحل او احداث تتطابق مع كلمات المزمور كالتالي :

اولا : ايمان موسي والعبور العظيم  يقابلها في المزمور ” الرب راعي لا يعوزني شئ” :

فعبور موسي النبي مع الشعب كله يحمل معني الايمان المطلق لله بل يؤكد كلمات المزمور انه هو الراعي والمدبر للشعب الهارب من بطش فرعون والمشتاق الي الهه فموسي إعتبر كل حكمة المصريين والمجد داخل مصر امام المسيح نفاية حقا عند المسيح لايعوز شئ “معك لا اريد شئ”.

أمام العقل والمنطق موسي والشعب لابد ان يقع في براثن فرعون ومركباتة المشهورة والقاهرة للامم وممالك ولكن مع الراعي العظيم الحسابات تخلف فلا نحتاج  لمعدات فرعون ولا جنودة الشريرة ولكن نحتاج ان نكون قطيع يتظر لراعية ويطلب المعونة لا يفكر ابدا كيف يخلص ولكن يفكر فقط في الراعي هنا تكتمل صورة الايمان الذي يحمل معني المزمور وكلمات الكتاب ” آمنوا بالرب إلهكم فتأمنوا. آمنوا بأنبيائه فتفلحوا  2أخ 20: 20″ ” سَلَّمْنَا، فَصِرْنَا نُحْمَلُ” أع 27: 15

ثانيا : المن والسلوي  يقابلها في المزمور ” في مراع خضر.. يربضني” :

تذمر الشعب ولم يكن لدى موسى خزائن مادية لتُشبع جوعهم، لكنه إذ قبل عار المسيح حاسبًا إيّاه غنى أعظم من خزائن مصر (عب 11: 26)، لم يتركه الرب هو وشعبه معتازين إلى شيء. وكما يقول القديس أمبروسيوس: [حسب موسى خزائن مصر خسارة بالنسبة له، مظهرًا في حياته عار صلب الرب. لم يكن غنيًا حين كان معه مال وفير (في قصر فرعون) ولا افتقر حين صار في عوز إلى طعام، اللهم إلاَّ إذا ظن أنه كان أقل سعادة حين كان في احتياج إلى الطعام اليومي ليشبع شعبه. لكنه قدم له من السماء المنّ الذي هو طعام الملائكة، علامة الخير العظيم والطوباوية… كما كان سيل من اللحم يمطر عليه ليشبع الجموع . المشهد هنا هو مراع خضر وسط البرية الراعي يطعم شعبه

هذا المنّ يُشير إلى السيِّد المسيح الذي قدم جسده المقدس غذاءً للنفس، إذ قال: “الحق الحق أقول لكم ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء، لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم… آباؤكم أكلوا المنّ في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد، والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم” (يو 6).

ثالثا : الصخرة  يقابلها في المزمور ” الي مياة الراحة يوردني” :

تذمر الشعب في رفيديم على موسى قائلين: “لماذا أصعدتنا من مصر لتُميتنا وأولادنا ومواشينا بالعطش” صرخ موسى بقلبه كما بلسانه قائلًا: “ماذا أفعل بهذا الشعب؟ بعد قليل يرجمونني؟!”

في البرية قد تثور فيك أفكار التذمر حينما تشتد بك الضيقة، لكن ليكن لك قلب موسى ولسانه، فتصرخ إلى الله الذي يُخرج من الصخرة ماءً يجعل نفسك مروية‍‍‍!

صرخ موسى لله مؤمنًا أن النعمة الإلهية تفوق كل إمكانيات الطبيعة، إذ يستطيع الله بطريقة أو بأخرى أن يروي ظمأ هذا الشعب. وقد صارت حياة موسى بما احتوته من أعمال إلهية خارقة تمثل عمل النعمة في الكنيسة، وكما يقول القديس أمبروسيوس: “للنعمة قوة أعظم مما للطبيعة. موسى يرفع عصاه فينشق البحر، يلمس الصخرة فتتفجر المياه، يلقي الخشبة في المياه المرّة فتصير حلوة… هذا هو عمل الروح القدس في الكنيسة الفائق للطبيعة”

رابعا : عمود السحاب والنور   يقابلها في المزمور ” يهديني ”

عندما ارتحل بنو إسرائيل “من سكوت ونزلوا في إيثام في طرف البرية”، “كان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلًا في عمود نار ليضيء لهم. لكي يمشوا نهارًا وليلًا. ولم يبرح عمود السحاب نهارًا، وعمود النار ليلًا من أمام الشعب” (خر 13: 20-22).

وفي يوم إقامة المسكن غطت السحابة المسكن، خيمة الشهادة. وفي المساء كان على المسكن كمنظر نار إلى الصباح… ومتى ارتفعت السحابة عن الخيمة كان بعد ذلك بنو إسرائيل يرتحلون. وفي المكان حيث حلت السحابة هناك كان بنو إسرائيل ينزلون… حسب قول الرب كانوا ينزلون وحسب قول الرب كانوا يرتحلون” (عد 9: 15-23).

خامسا : البرية   يقابلها في المزمور ” الي سبل البر ”

لم يكن ممكنًا للخارج من أرض العبودية، السالك في طريق البرية القفر، أن يبلغ أرض الموعد ويستقر في أورشليم دون استلامه الشريعة الإلهية أو الوصية. لذا يصرخ المرتل في أرض غربته، قائلًا: “غريب أنا في الأرض، لا تُخف عني وصاياك” (مز 119: 19).

تسلم الشعب الشريعة الموسوية، التي قُدمت لهم بطريقة تناسب طفولتهم الروحية، وفي نفس الوقت حملت في أعماقها أسرار “الكلمة الإلهي”. لأنه ما هي الشريعة إلاَّ كلمة الله الذي هو وحده القائد والمخلص والمنير والمشبع للنفس. يقودها إلى حضن الآب، ويدخل بها إلى أمجاده الإلهية. لذا يقول القديس مرقس الناسك: “إن الوصية تحمل في داخلها السيِّد المسيح؛ من يدخل إلى أعماقها ويعيشها بالروح يلتقي بالكلمة الإلهي نفسه”. ويقول العلامة أوريجانوس: “إنه في أعماقها تكتشف النفس عريسها السماوي وتدخل معه إلى حجاله”.

سادسا : هزيمة عماليق   يقابلها في المزمور ” لا اخاف شرا عصاك وعكازك ”

هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الشعب في حرب علانية مع شعب آخر. قبلًا حين أراد فرعون وجيشه أن يحاربوا الشعب كانت الأوامر الصادرة “قفوا وانظروا خلاص الرب… الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون” (4: 14). أما الآن بعدما تمتع الشعب بعبور البحر الأحمر ونالوا من الله كل شبعهم: المنّ والسلوى والصخرة المتفجرة التزموا أن يحاربوا، لكن ليس بقوتهم البشرية، إنما خلال عمل الله فيهم. وكانت هذه الحرب رمزًا للحرب الروحية بين ملكوت الله وملكوت إبليس حيث تتم الغلبة لأولاد الله خلال الصليب

نستكمل كلمات المزمور عصاك وعكازك ما هي الا “علامة الصليب التي تقود للنصرة التي استخدمها موسي في حربه مع عماليق ، يقول الشهيد كبريانوس”غلب يشوع عماليق بهذه العلامة التي للصليب خلال موسى”

سادسا : ارض الموعد   يقابلها في المزمور ” ومسكني في بيت الرب ”

ليتنا لا نحتقر السماء…! فإنه أحضر إلينا ثمارًا من السماء ليست عنقود عنب محمولًا على عصا بل “حرارة الروح” (2 كو 1: 22)، ومواطنة السموات (في 3: 20)، الأمور التي علمنا إياها بولس وكل جماعة الرسل، الكرامون العجيبون. إنه ليس كالب بن يفنة ولا يشوع بن نون هما اللذان أحضرا هذه الثمار بل يسوع ابن الله “أب المراحم” (2 كو 1: 3)، ابن الله الذي يحضر كل فضيلة، فيجلب من السماء كل ثمارها أي تسبيحاتها ق.يوحنا ذهبي الفم

وهذه الرحلة كما المزمور يبدأ بالايمان بالراعي الذي مع لا اريد شئ الي الوصول للسكني والتمتع معة طول الايام وبنمهما رعاية لا توصف

الأسرار الكنسية في المزمور

“كم مرة سمعتم هذا المزمور دون أن تتأملوا فيه. انظروا كيف هو يطابق الأسرار السماوية.” ق.امبيرسيوس

سر المعمودية  “إلى مياه الراحة يوُرِدني”

يتحدث المزمور عن سر المعمودية بشكل واضح حيث يصفها داود النبي “إلى مياه الراحة يوُرِدني”فالمعمودية هي بلا شك مياه الراحة، التي ترفع ثقل أحمال الخطية. القديس أثناسيوس الرسولي

يقول القديس أغسطينوس”يوردنا على مياه المعمودية حيث يُقيمنا ويدربنا ويرعانا، هذه التي تهب صحة وقوة لمن سبق له أن فقدهما”. ويقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص”إننا في هذه المياه نجد راحتنا، بدفننا مع المسيح في شِبه موته، لكننا لا ندخل إلى الموت بل إلى ظلّه كقول المرتل”

يستكمل القديس غريغوريوس النيسي على أسرار هذا المزمور بقوله: “بهذا المزمور يعلِّم المسيح الكنيسة أنه ينبغي عليك أولاً أن تصير غنمة وراء الراعي الصالح، بتعاليمه يقودك إلى المراعي وينابيع المعرفة والتعاليم الصحيحة. بعد ذلك تجوز معه الموت: » إن جُزتُ في وادي ظل الموت «في دفن المعمودية. غير أن ذلك ليس موتاً بحسب الظاهر وإنما شبه ومثال الموت.

لقد كان تأثير هذا المزمور السرائري والرعائي على الكنيسة الأُولى شاملاً، فقد تغلغل حتى في تعبيراتها الفنية عن الأسرار:

ففي كثير من المعموديات رُسم المسيح كراعٍ صالحٍ يرعى خرافه ويقودها على مجرى الأنهار، ولا يمكن أن يكون هذا التعبير إلاَّ عن المزمور23 ومعروف أن الموعوظ في ذلك الوقت كان أقدر مَنْ يفهم هذه الصورة، لأنه يحفظ المزمور عن ظهر قلب!

في الطقس القديم في ليلة عيد القيامة المجيد كان المعمدون حديثاً كانوا يترنمون به عند دخولهم الكنيسة بعد نوالهم سر العماد والميرون . وقد لبسوا الثياب البيضاء و حملوا الشموع في موكب جميل ليشتركوا في الأسرار الإلهية . إذ كان الموعوظ يشعر بالرب راعياً له و يصير من قطيعه و يشترك في جسده ودمه الأقدسين فماذا يحتاج بعد ذلك ؟!

سر الميرون : “مسحت بالدهن رأسي ”

“مسحت بالدهن رأسي ” إشارة لسر الميرون وبه نصير مسكنا للروح؟ ومن ثماره الفرح الذي ملأ كأسي فإرتويت من محبة الرب (الخمر رمز للفرح).

المسح بالدهن يُشير إلى وجود علاقة شخصية بين الراعي وقطيعه، كما يكشف عن حالة فرح وشبع.

يشرح القديس كيرلس الأورشليم “في سرّ المسحة (الميرون) يُمْسَح كل مؤمن ككاهن ليصير في ملكية الله، ويقبل الله ملكًا له ونصيبه الخاص. خلال هذه المسحة يَتقبَّل من يدّي الله روح الفرحة والبهجة بعمل الروح القدس فيه، بإعلان إنجيل المسيح كأخبار سارة عاملة في حياتهم كل يوم، وكتجديد مستمر وتقديس دائم للإنسان الداخلي وكل أعضاء الجسم لحساب ملكوت الله. مَسَح بالزيت رأسك على الجبهة، لأن الختم الذي أخذته هو من الله، حفر الختم قداسة الله”.

سر التوبة والاعتراف  :

“يهديني الي سبل البر”  نجد المسيح هو الطريق والقائد في هذا الطريق. ليرد النفوس التائهة إلى الكنيسة (بيت الآب)، كما عاد الابن الضال لبيت أبيه، وحينما نبتعد يدفعنا الروح القدس لنعود. وهذه العطايا ليست من أجل استحقاقنا لكن من أجل اسمه أى ليتمجد الله فى المؤمنين الذين دُعِىَ إسمه عليهم، ويرى الناس أعمالهم الحسنة فيمجدوه.

سر مسحة المرضي  :

“يرد نفسي ” في ترجمة كتاب المقدس الدراسي “ينعش نفسي ” كما ورد نفس التعبير في مزمور 19: 7 ” أي يجددها ويشفيها وسر مسحة المرضي معني بالشفاء المتكامل للنفس والجسد والروح فالاساس في شفاء الجسد اولا الشفاء من الخطية لذا وجب علي المريض الاعتراف اولا ثم التقدم بايمان للسر المقدس كما يؤكد معلمنا مار يعقوب 5: 15 ” وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ” من الملاحظ أن صلوات سر مسحة المرضى التي وضعها الآباء بإرشاد الروح القدس توجه أنظار المؤمنين المرضى جسديًا إلى خلاص نفوسهم، والاهتمام بالشفاء الروحي أي غفران الخطايا.

سر الكهنوت  :

يظهر سر الكهنوت بشكل واسع في العمل الرعوي ومفهوم الراعي الذي هو أهم عمل في الكنيسة ومن ثم يظهر دورة في الحماية ورد النفوس الضاله والتشجيع والامان وايضا الاية التالية توضح جانب اخر من العمل الكهنوتي”عصاك وعكازك هما يُعزيّانني”فالعصا هي للقيادة والدفاع امام الهرطقات أم العكاز فهي للسند.

يرى القديس أكليمندس الإسكندري أنها عصا التعليم، عصا القوة التي أرسلها الرب من صهيون (مز 110: 2) “هكذا هي عصا قوة التعليم: مقدَّسة ومُلَطّفة ومُخلّصة”.

سر الافخارستيا

“تُرتّب قدامي مائدة تجاه مضايقي …. كأسك روتني بقوة” هنا نجد المسيح الصديق المضيف، الذي أعد وليمة بذبيحة نفسه ليشبعني ويهبني فرحاً. لقد وجد راعينا أن عدونا قائم ضدنا فأعد هو بنفسه المائدة لنجلس ونأكل دون أن نخاف العدو الذي يطرق أبوابنا. العدو يستغل ضعفنا ويغرينا بالخطايا الممهلكة والمسيح أعطانا جسده غفرانا لخطايانا فنحيا أبديا. وكما أعد الله المن لشعبه طعاماً في رحلة غربتهم أعد لنا مائدة التناول في رحلة غربتنا. فالأعداء حاولوا إعاقة رحلتنا إلى السماء مسكننا الإلهي، فأعطانا راعينا جسده نثبت فيه حتى نصل إلى مسكننا. ونلاحظ أن الله أعطى المن لشعبه بعد الخروج، والمسيح أعطانا جسده بعد أن حررنا بصليبه من عبودية إبليس.

يعتبر كيرلس الأُورشليمي هذا المزمور نبوَّة خاصة للاسرار مثل العماد والإفخارستيا، ويأخذه كحقيقة نبوية مسلَّمة لا تحتاج إلى جهاد في التطبيق، كما يعتبره مزموراً خاصاً بكل مَنْ يتقدَّم للمواهب السرائرية.

وبنفس التأكيد والوضوح يتكلَّم عنه القديس أمبروسيوس:

“اسمعوا عن ماهية الأسرار التي نلتموها. اسمعوا داود ماذا يقول لكم، لأنه هو أيضاً رأى بالروح هذه الأسرار. وكيف استهل مزموره أنه لم يعد يحتاج شيئاً، لماذا؟ لأن كل مَنْ يتناول جسد المسيح لم يعد يجوع بعد، كم مرة سمعتم هذا المزمور دون أن تتأملوا فيه. انظروا كيف هو يطابق الأسرار السماوية.”

ويشرح القديس غريغوريوس النيسي على أسرار هذا المزمور بقوله:

“بهذا المزمور يعلِّم المسيح الكنيسة أنه ينبغي عليك أولاً أن تصير غنمة وراء الراعي الصالح، بتعاليمه يقودك إلى المراعي وينابيع المعرفة والتعاليم الصحيحة. بعد ذلك تجوز معه الموت: » إن جُزتُ في وادي ظل الموت «في دفن المعمودية. غير أن ذلك ليس موتاً بحسب الظاهر وإنما شبه ومثال الموت. وبعد ذلك يعدُّ لك المائدة السرائرية، ويمسحك بزيت الروح. وأخيراً، يقدِّم لك الكأس التي تفرِّح قلب الإنسان وتَهب الثمالة الروحية والحكمة.”

ويصف يوسابيوس القيصري “وبعدما تعلمنا كيف نُقيم تذكار الذبيحة على المائدة بواسطة العلامات السرائرية (الخبز والخمر) التي للجسد والدم، بحسب مواصفات العهد الجديد، تعلَّمنا أن نرنم بصوت داود النبي: » لقد أعددتَ مائدةً أمامي تجاه مضايقيَّ، مسحتَ بالزيت رأسي « وفي هذه الآيات يشير » الكلمة «(اللوغس)، بوضوح، إلى المسحة السرائرية (الميرون) وإلى الذبيحة المقدَّسة المقدَّمة على مائدة الرب”

ويأتي القديس كيرلس الإسكندري ويوضِّح السر في هذه الآية بقوله:

“إن المائدة السرائرية يُعنى بها جسد الرب الذي يقوينا قبالة الشياطين وشهواتنا، ففي الحقيقة الشياطين يخافون من الذين يشتركون في الأسرار”

لا يزال في هذا المزمور إلهامات عميقة يستطيع الآباء أن يجدوا فيها ترابط أكثر بين الأسرار وبين المسيح كراعٍ حقيقي

احاد الصوم المقدس في المزمور

من خلال كلمات المزمور المعيقة نري هناك ترابط بينها وبين احاد الصوم المقدس

الاحد الاول :احد الكنوز ” فلا يعوزني شيء”

في بداية الصوم المقدس تضع الكنيسة امامنا ثلاث اختبارات هي  “لا تكنوزا … لايقدر احد ان يخدم سيدين …. لا تهتموا بحياتكم بما تأكلون وبما تشربون” وهنا نري تشابة كبير وكلمات المزمور ” الرب راعي فلا يعوزني شيء. في مراعٍ خضر يربضني. إلى مياه الراحة يوردني مز23 : 1″  فترسم لنا الطريق نحو الصوم فالمسيح الراعي خلال فترة الصوم هو كفايتنا الذي من خلاله لا يعوزنا شئ  فهو فقط راعينا وكنزنا ومصدر شبعنا وراحتنا.

الاحد الثاني :احد التجربة

“اذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي مز23: 3” فما هو ظل الموت الا تجارب الحياة وضيقاتها ومحاولات عدو الخير الغاشة فيحاول الشيطان طيل الوقت ان يشككنا في الله حتي يرمينا في ظل الموت (موت الخطية) ولكن تظهر كلمات المزمور معبره عن انني لست وحدي نعم سأدخل الضيقة ولم ترفع ولكني اعبر معه هو فلا اخاف الشر لاني فقط اثق فيه هو معي اقصد انا متشيث فيه

الاحد الثالث :احد الابن الضال

“يهديني إلى سبل البر” فالكنيسة خلال هذا الاحد تعلمنا ان الخطية ابتعاد وغربة عن حضن الكنيسة ولكن كلمات المزمور تعبر عن أحضان الراعي مفتوحة دائما بل ويسعي دوما ليرد النفوس التائهة إلى الكنيسة (بيت الآب)، كما عاد الابن الضال لبيت أبيه، وحينما نبتعد يدفعنا الروح القدس لنعود. وهذه العطايا ليست من أجل استحقاقنا لكن من أجل اسمه

الاحد الرابع :احد السامرية

“الي مياه الراحة يوردني” تظهر الكنيسة قيمة النفس الواحدة لدي راعيها الذي يسعي نحوها بشوق فهو يريد ان يشفي عطشنا نحو الخطية واذ يوفر لنا مصدر مياة لانعطش منه ابدا ،فمشكلتنا اننا نتصور اننا نملك الماء الحقيقي ولكن نكتشف ان ما نملكه هو سر عطشنا بالتأكيد هو خطيتنا المحبوب ولكن الراعي يفعل بكل الحب اذ يحيط علي المياة الجارية بيدية ويعطينا لنشرب ماء هادئ نشعر من خلاله بالارتواء الحقيقي .

الاحد الخامس :احد المخلع “مريض حسدا”

“يرد نفسي” كما ذكرنا ان يرد نفسي أي ينعشها فيدخل فيها السلام والحصه والانتعاش كلمات مزمور التوبة تقول “تسمعني سرورا وفرحا فتبتهج عظامي المنسحقة” فالشفاء اولا من الخطايا الروحية افضل من الشفاء الجسدي او قبلة فكلمات المزمور تعبر عن ان المسيح هو محرر المقيدين ، حينما اراد ان يشفي مريض حسدا لم يحدثة عن المرض بل بطريقة ايجابية حدثة عن الشفاء هو الذي يرد انفسنا من قيود الخطية

الاحد السادس :المولود أعمي

“عصاك وعكازك هما يعزياني” فمسيحنا هو راعينا وقائدنا من خلاله نري ونسير ونتحرك وهو يعزينا فحياة الخاطئ تشبة الاعمي حياة مريرة لاتوصف تحتاج من يمسك بيده ويرشدة بل ما يعزيه فيسيرة والاجمل من هذا ان يمنحه عيون يري بها النور

الاحد السابع :الشعانين

“إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام” فدخول المسيح اورشليم بشطل انتصاري هو بالفعل دخوله في قلوبنا ليملك علينا فكلمات الجموع هوشعنا التي تعني خلصنا هي ذاتها ارحمنا كل ايام حياتنا والسكني في بيت الرب إشارة للبركات والتعزيات الدائمة. وهذه التعزيات والبركات نأخذها من داخل الكنيسة

احاد الخماسين المقدسة في المزمور

رتبت الكنيسة أن تدور قراءات قداسات الآحاد في الخمسين المقدسة حول ملكوت الله أي الإيمان بالمسيح ولاهوته والثبات في هذا الإيمان وانتظار حلول الروح القدس، لذلك تقدم لنا الكنيسة في قراءات هذه الفترة المسيح في لاهوته وليس في معجزاته، وكل أناجيل قداسات آحاد الخماسين مأخوذة من إنجيل معلمنا يوحنا البشير الذي يتكلم عن لاهوت المسيح باستفاضة فالمسيح هو خبز الحياة وينبوع الحياة ونور الحياة والطريق والحق والحياة، وهو غالب العالم بقوته الإلهية… ونلاحظ تطابق عجيب بين كلمات المزمور وأحاد الخمسين المقدسة كالتالي :

الاحد الاول :أحد توما (احد الايمان) “فلا يعوزني شئ”

فصرخت الايمان التي خرجت من فم توما الرسول “ربي والهي ” والتطويبة التي طوب بها الرب التلاميذ “طوبي للذين امنوا ولم يروا ” هذه تعبير عن قول المزمور ان الايمان يتوقف ان تجعل الرب يسوع (الراعي) هو كفايتك ومعه لا يعوزك شئ”الرب راعي فلا يعوزني شئ”

الاحد الثاني :أحد خبز الحياة (المسيح هو شبعنا) ” مراع خضر يربضني”

يصحبنا المزمور في كلمات الرائعة نحو” في مراع خضر يربضني” فالمسيح هو شبعنا وخبز الحياة النازل من السماء فكلام المسيح والتناول من الاسرار المقدسة هو الشبع الحقيقي للمؤمن “من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه” فالعلاقة هنا لم تكن متوقفه علي الشبع ولكن الثبات في المسيح

الاحد الثالث :أحد الماء (المسيح هو ماء الحياة) “مياة الراحة يوردني”

الماء هو أساس حياة الانسان فهو يروي ويغسل وينظف ويطفئ ويلين ويذيب ويثمر الزروع فمن الممكن ان يكون مدمر مثل الطوفان او مطهر مثل المراحض وشفاء نعمان السرياني ومحي مثل المعمودية “مياة الراحة يوردني ” فالمسيح هو الماء الذي اذا شربنا منه لا نعطش ابدا

الاحد الرابع :أحد النور (المسيح هو نور حياتنا) ” يرد نفسي ويهديني”

النور هو سمة القيامة وبداية الخليقة قال الله ليكن نور وجاءت القيامة لتفصل بين النور والظلمة بين الحق والضلال ووجود المسيح هو نور العالم الذي من خلالة نترنم بكلام المزمور” يرد نفسي ويهديني ” نتذكر ان النور يهدي ويرشد للحق

الاحد الخامس :أحد الطريق (المسيح هو طريق حياتنا) “الي سبل البر”

كلمات المزمور تعبر عن أهمية الراعي الذي يمهد الطريق “الي سبل البر من اجل اسمه” فحروف كلمة الطريق تعبر عن ما يجب ان نفعله كخراف لكي نتبع الراعي

ط = طاعة الوصية التي من خلالها نستطيع ان نلتزم بكل وصايا الكتاب المقدس التي ترسم لنا ملامح الطريق مع المسيح

ر = رجاء الوصول من يسير علي طريق محدد هدفة فانه يحمل في داخلة رجاء ان يصل الي المكان فطيلة غربتنا علي الارض تعطينا الرجاء نحو الابدية

ي = يقظة من يسير في دروب الرب علية أن يكون متيقظ في حياتة عينه دائما علي الراعي (المسيح)الذي يظل ساهرا علي حراسته

ق = قوة الوصول من يسير في الطريق يحتاج الي قوة تدفعة للوصول (البنزينفي السيارة)او مذود السفر وهذه القوة تستمد من الصلاة المستمرة

الاحد السادس :أحد الفرح-الرفيق (المسيح هو  رفيق حياتنا) ” انت معي”

” لا اخاف شرا لانك انت معي ” الثقة في المسيح فقيامة المسيح من الاموت جعل الموت ليس له سلطان ولا شوكه بل جعل المسيح هو محور حياتنا جعلنا نؤمن ان المسيح هو الحاضر والقادر والعامل

فمعية المسيح خلال لمسة مثل المولود اعمي او كلمة حديثة مع بطرس اوحركة تهدئة العاصفة

الاحد السابع :أحد الهدف (احد حلول الروح القدس)” كل أيام حياتي”

“إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي، وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام” روح الحق الذي يمكث معكم ،فالروح القدس بالنسبة للكنيسة كالنفس بالنسبة للجسد وما تفعلة النفس في كل أعضاء الجسد يفعلة الروح القدس خلال الكنيسة “ق.أغسطينوس ومنها يأتي الخير والرحمة والسكني في بيت الرب الي الابد

المزمور في الطقس والقراءات

يصلي به في مزامير صلاة الساعة الثالثة التي هي تذكار حلول الروح القدس علي التلاميذ هذا الروح العامل في الكنيسة و بوضوح خاصة في الأسرار الإلهية  ونري انحيل الساعة الثالثة يتحدث عن الروح القدس وارساليتة والمزمور نفسة يسمي مزمور البارقليط لما يجمل داخلة عمل الروح القدس في قطيع الراعي

في مزمور صلاة الساعة التاسعة و قبل أنجيل صلاة الساعة التاسعة من بصخة يوم خميس العهد ( حيث فيها أتم المخلص إعداد الفصح ). و قبل صلاة قداس اللقان الذي يسبق القداس الإلهي . رمزاً إلي سر المعمودية الذي يناله الإنسان قبل التناول من الأسرار الإلهية. …….و حينما تتأكد الكنيسة من غسل أرجل أولادها و وضع أقدامهم علي طريق غني أسرار الروح القدس بالتوبة حينئذ تتقدم كنيستنا بأولادها نحو المذبح لتقدم لهم ذبيحة العهد الجديد ثباتاً و حياة في الكرمة الحقيقية .
• يٌذكر في مزمور قداس خميس العهد “هيأت قدامي مائدة مقابل الذين يحزنونني “(مز 23: 4 و 5 )

يقراء المزمور في قراءات باكر اليوم الثاني (الثلاثاء) من الأسبوع الأول من الصوم الأربعيني المقدَّس –  يوم الأربعاء من الأسبوع السادس من الخمسين المقدَّسة

يصلية الاسقف في تدشين الهيكل

يبدأ الأسقف بتلاوته بصوت عالٍ ليعلن أن المذبح هو المرعى السرائري خلاله نلتقي براعينا الصالح، الذي فيه نثبت بتناولنا جسده الذبيحي ودمه الكريم. يتحدث هذا المزمور عن المعمودية ومسحة الميرون والافخارستيا كعطايا إلهية يقدمها الراعي لخرافه الناطقة.

ففي ليلة عيد القيامة المجيد كان المعمدون حديثاً كانوا يترنمون به عند دخولهم الكنيسة بعد نوالهم سر العماد والميرون . وقد لبسوا الثياب البيضاء و حملوا الشموع في موكب جميل ليشتركوا في الأسرار الإلهية . إذ كان الموعوظ يشعر بالرب راعياً له و يصير من قطيعه و يشترك في جسده ودمه الأقدسين فماذا يحتاج بعد ذلك ؟!

في عمل القربان
يتم عمل القربان علي خطوات تتلي كل خطوة محموع من المزامير :فعند عجن القربان يصلي بالمزامير من 1:30 علي ثلاث دفعات وعند اكتمال العجن يقرأ مزمور 145 وعند تغطيتة  يصلي بالمزمور 23 وعند التقطيع والعمل يصلي بالترنم المزامير 82:101

هرم ماسلو ومزمور الراعي

هرم ماسلو

هو عبارة عن نظريّة قام بوضعها العالم أبراهام ماسلو، حيث تتحدث عن سلّم أولويّات الإنسان المختلفة، مؤكدة بأنّ هناك العديد من الحاجات التي يسعى لإشباعها من خلال قيامه بالعديد من الأفعال والتصرّفات للوصول إليها، كما تنص على أنّ الحاجات غير المشبعة تسبب إحباطاً وتوتراً وآلاماً نفسيّةً حادةً .

ونري في كلمات هذا المزمور ان الراعي (الرب يسوع) هو الذي فقط يشبع احتياجتنا .

اولا الحاجات الفسيولوجية :

وهي الحاجات الاساسية مثل المأكل والمشرب …الخ ونري المزمور في اياته الاولي يعبر عن الراعي نفسة هو الذي يشبع هذة الاحتياجات لقطيعة فالمسيح “الرب لي راعي فلا يعوزني شئ في مراعي خضر يروني والي مياة الراحة يوردني “هو الذي يهتم بنا حتي ان نسيت الام رضيعها هو لا ينساها .

ثانيا الحاجات للامان :

” يرد نفسي. يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه” فالراعي هو الذي يحقق لي الاحتياج الي الامان، فالرب يسوع هو الذي يعطينا السلام لانه ملك السلام وهو القادر فقط ان يعطينا السلام الحقيقي

ثالثا الحاجات الاجتماعية :

فالحاجة الي الحب والمعيه والشعوربالانتماء ” لن أخاف أي شر، لأنك معي” فالرب يسوع قادر ان يشبع احتياجتنا الي الحب والمعية فهو الدائم معنا والقادر والحاضر والعامل بنا ونحن نراه امام الصليب مثال رائع للحب الباذل الحب بلا مقابل الحب الي المنتهي

رابعا الحاجة الي التقدير :

أسمي ما يقدمه الراعي للنشعر بالتقدير ” ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي. مسحت بالدهن رأسي. كأسي ريا” فالشعور بالتقدير ياتي من احترامي من الاخرين واحساس الاخرين بي وثقتهم وراعايتهم نحو ..الخ ما أسمي التقدير الذي يهبه الراعي لقطيعة اذ يقدم لي مائدة جسده ودمة الكريمين ونثبت فيه وهو فينا حتي نصير اولادا له ثابتين فية امام متغيرات العالم

خامسا الحاجة الي تحقيق الذات :

“إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي، وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام” لم يذكر ماسلو ان تحقيق الذات هو فقط مع المسيح والسكني معه وكل ايام حياتنا يتبعنا الخير والرحمة والتي من منظور ماسلو القدره حل حل المشكلات والابتكار والنجاح والانجاز …الخ ولكن يمكن ان نلخص كل هذا في سكني بيت الرب الذي يعطينا جسده ودمة الاقدسين ونصبح في شركة مع الملائكة والقديسين ويصير لنا شفعاء امام منبره …

 

ثنائيات وتقابلات في المزمور

من خلال المزمور نري تشابة بين الاية الاولي والسادسة  كلاهما يعبرا عن إشراف الله ورعايتة بلا حدود ” الرب راعي فلا يعوزني شيء  وبالتالي .الخير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي، وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام

الاية الثانية والخامسة تعبران عن توفير الاحتياجات المادية والجسديه والنفسية  والروحية “في مراع خضر يربضني . إلى مياه الراحة يوردني – ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي. مسحت بالدهن رأسي. كأسي ريا”

الاية الثالثة والرابعة تعبران عن الراحة والحماية والارشاد ” يرد نفسي. يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا، لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني

من الاية 1 : 3 يتحدث عن الراعي هو (العهد القديم)

ومن الايات 4:6 لا يتحدث عن الراعي بل معه يخاطبة (العهد الجديد)

المراجــــــع

الكتاب المقدس بعهدية

الاجبية مطبعة المحبة

الكتاب المقدس طبعة الحياة

القمارس احاد – ايام- الصوم – الخمسين

كتاب التدشين طبعة كنيسة الانبا بيشوي تورنتو

تفسير الكتاب المقدس للقمص تادرس يعقوب ملطي

تفسير الكتاب المقدس للقمس انطونيوس فكري

المنجلية القبطية لقداسة البابا تواضروس

المسيح في سفر اشعياء نيافة الانبا بيشوي

داود النبي والملك نيافة الانبا بيشوي

المسيح مشتهي الاجيال منظور ارثوذكسي نيافة الانبا بيشوي

مزمور الراعي ترجمة القس مرقس داود

الاجبية الراهب القس اثناسيوس المقاري

تاريخ الليتورجيا الراهب القس اثناسيوس المقاري

اسرارالكنيسة السبعة الانبا متأوس

اسرار الكنيسة السبعة القس تادرس غبور

المزامير للاب متي المسكين

23 Lessons from Psalm 23 Christian Home Week, 2017

Praying the  23rd Psalm Elmer L. Towns

Psalm 23             Christian    Counseling         and   Educational        Foundation( CCEF)2013

The Message and Structure Psalm 23  ppt

The Lord Is My Shepherd A Series Of Reflections And Prayers