دراسة كتابية في إنجيل لوقا – الأغنسطس حسام كمال

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأغنسطس حسام كمال
التصنيفات الكتاب المقدس, دراسات في العهد الجديد, كتب مقروءة أون لاين
الأسفار إنجيل لوقا, الأناجيل, العهد الجديد
آخر تحديث 22 أكتوبر 2023
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
3MB

[pt_view id="aa2d703e20" tag="دراسة كتابية في إنجيل لوقا - الأغنسطس حسام كمال" field=name]

الباب الأول/ نظرة عامة علي إنجيل لوقا

الفصل الأول / مقدمة عن الأنجيل

– من كتب الإنجيل ؟ ومتي ؟

أول حقيقة نضعها أمامنا أن القديس لوقا الطبيب هو كاتب الإنجيل وسفر أعمال الرسل ،وهذا واضح من مقدمة الكتابين ( لو 4-1:1 ) ، ( أع 2،1:1 ) والإنجيل تم كتابته قبل سفر الأعمال حيث يعتبر تكملة للإنجيل وينتهي سفر الأعمال عند السبي الأول لبولس الرسول في روما حيث أستأجر بيتاً واقام فيه سنتين يكرز بالملكوت وكان ذلك خلال سنتي 62م – 63م ولابد أن الإنجيل تم كتابته قبل عام 62م ببضع سنوات والدليل علي ذلك أنه لم يرد في الإنجيل أو سفر الأعمال أي احداث هامة حدثت بعد هذا التاريخ مثل ( حريق روما عام 64م – إستشهاد بولس عام 67م – خراب أورشليم عام 70م ) بل ذكر نبؤة المخلص عن خراب أورشليم ” 43:19 ”  ولذلك من المرجح أن الأنجيل تم كتابته بين عامي 58م – 60م أثناء فترة السبي في قيصرية .

– لمن كتب الإنجيل :

كتب القديس لوقا إنجيله للعزير ” ثاوفليس ” وهو من الأمم الذين أعتنقوا المسيحية ، ومن المرجح انه يوناني وذلك واضح من تلقبيه بالعزيز وهو لقب شرفي يخاطب به اصحابه الرتب السامية ( أع 23:26  ) كما وجه هذا الإنجيل لليونان أصحاب الفلسفة والحكمة ولذلك قام بتوضيح عدة أمور مثل :                                                                                                                     – وصفه لكفر ناحوم بأنها مدينة من الجليل ( لو 13:4 ) وقوله عن يوسف الرامي بأنه من الرامة مدينة اليهود ( لو 51:23 ) وشرحه لموقع مدينة عمواس التي تبعد عن أورشليم ستين غلوة ( لو 13:24 ) وشرحه لعيد الفطير والذي يقال له الفصح ( لو 1:22 ) وقلة أشاراته للناموس والأنبياء وعدم إستخدامه للكلمات الآرامية والعبرية مثل ( قربان – المسيا – هوشعنا -افثا – بونراجس) وحتي في الأسماء أستخدم الأسلوب اليوناني بالأكثر.

– مكانة الأنجيل بين أسفار الكتاب المقدس :

هو الإنجيل الثالث في العهد الجديد ،وهو أكبر البشائر من حيث الأيات فيحوي 1149 أية وترتيبه الثاني من حيث الأصحاحات فيضم24أصحاح .

– سمات الأنجيل :

هو وصف دقيق لحياة السيد المسيح الإنسان الكامل والمخلق صديق للبشرية .

– موضوع الإنجيل :

أهتم بالتاريخ فقد ذكر بشارة الملاك لزكريا بميلاد القديس يوحنا المعمدان وزيارة الرعاة للسيد المسيح بعد ميلاده وغيرها من الأحداث التي انفرد بها عن بقية الأناجيل .

– مفتاح الأنجيل :

( فقال لهم يسوع : اليوم حدث خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً ابن إبراهيم لأن ابن الإنسان قد جاء يطلب ما قد هلك ). ” لو 10-9: 19 “.

– الأسفار القانونية في أنجيل لوقا :

وإليك عزيزي القارئ مجموعة من أقتباسات القديس لوقا من الأسفار المحذوفة :

– سفر طوبيا ( طو 11،10،7:4 ) & ( لو14،13:14).

– سفر يهوديت ( يهو 23:13 ) & ( لو 42:1 ).

– سفر يشوع بن سيراخ ( سي 13:14 )  & ( لو9:16 ) / ( سي 20-19:11) & ( لو 20-19:12 ) / ( سي 3:19) & ( لو 3:17 ) .

وهذا دليل قوي علي قانونية الأسفار المحذوفة .

– أنفرادت في إنجيل لوقا :

ينفرد القديس لوقا بعدة أمور في أنجيله عن بقية البشائر مثل :

– البشارة بميلاد السيد المسيح :

لم يرد ذكر للبشارة في إنجيل مرقس أو يوحنا ، بينما القديس متي ذكر البشارة للعذراء وليوسف النجار ولكنها كاملة في إنجيل لوقا .

– بشارة الملاك لزكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان ( لو 22-5:1 ).

– بشارة الملاك للعذراء مريم ( لو 38-28:1 ).

– زيارة العذراء لإليصابات ( لو 45-39: 1 ).

– تسبحة العذراء مريم ( لو 55-46:1 ).

– تسبحة الملائكة وبشارة الرعاة ( لو 13-8:2 ).

– تسبحة سمعان الشيخ ( لو 35-25:2 ).

– قصة حنة بنت فنوئيل ( لو 38-36:2 ).

– ختان الطفل يسوع ( لو 24-21:2 ).

– الميلاد في مذود ( لو 7:2 ).

– الأكتتاب ( لو 6-1:2 ).

– نمو يسوع ويوحنا ( لو 80:1 ) ،( لو25:2 ).

– حوار المسيح مع الشيخ في الهيكل ( لو 41:2 ).

– ذكر أسم الملاك المبشر ( لو 19:1 ).

– انفرد بذكر الامتلاء بالروح القدس في قصة الميلاد :

– يوحنا المعمدان في بطن امه ( لو 15:1  )

– اليصابات ( لو 41:1  ).

– زكريا الكاهن ( لو 65:1 ).

– العذراء مريم ( لو 35:1 ) .

– سمعان الشيخ ( لو 27-25:2 ).

– القيامة :

ذكر القديس لوقا أحداث في قصة القيامة لم ترد في بقية البشائر وهي :

– زيارة النسوة وظهور ملاكين لهم وحديثهم معهم وعودتهن للرسل. ( لو 13-1:24  ).

– ظهور المخلص لتلميذي عمواس ( لو 35-13:24 ).

– ظهور المخلص للإحد عشر تلميذاً ( لو 41-36:24 ).” لخصه القديس مرقس في أية واحدة.

– أكل السيد المسيح مع تلاميذه بعد القيامة ( لو 43-42:24 ).

– حديث السيد المسيح مع تلاميذه ( لو 48-44:24 ).

– اللقاء الذي أوصي فيه المخلص تلاميذه بإنتظار حلول الروح القدس في أورشليم ( لو 49:24 ) وقد أكده القديس في سفر الأعمال ( أع 8:1  ).

– الأمثال :

– الأثنين المدينين ( لو 43-41:7 ).

– صديق نصف الليل ( لو 8-5:11 ).

– الغني الغبي ( لو 21-16:12  ).

– التينة غير المثمرة ( لو 9-6:13 ).

– السامري الصالح ( لو 37-25:14 ).

– الإبن الضال ( لو 32-11:15 ).

– الدرهم المفقود ( لو10-8:15) .

– وكيل الظلم ( لو 13-1:16 ).

– الغني ولعازر ( لو 31-19:16 ).

– الفريسي والعشار ( لو 14-10:18 ) .

– المعجزات :

– إقامة ابن ارملة نايين ( لو 17-11:7 ).

– الرجل المستسق ( لو 4-1:12 ) .

– شفاء العشرة البرص ( لو 19-11: 17).

– مرأة بها روح ضعف ( لو 11:13 ) .

– صيد السمك ( لو 5 ).

– الصلاة :

– حديث الرب عن الصلاة كل حين ( لو 1:18 ).

– اللجاجة في الصلاة ( لو 8-2:18 ).

– صلاة السيد المسيح في المعمودية ( لو 21:3 ).

– صلاة السيد المسيح قبل بدء خدمته ( لو 16:5 ) .

– صلاة السيد المسيح قبل أختيار التلاميذ ( لو 12:6)

–  صلاته قبل شهادة بطرس بلاهوته ( لو18:9).

– عند رجوع التلاميذ من إرساليتهم (  لو 21:10).

– من أجل تثبيت بطرس ( لو 32:23 ).

– لأجل صالبيه ( لو 34:23 ).

– قبل أن يسلم الروح ( لو 46: 23  ) .

– أمور أخري أنفرد بها :

– إرسال السبعين ( لو 12-1:10 ).

– مدح السيد المسيح لمريم أكثر من مرثا ( لو 42-38:10 ).

– ذبح بيلاطس للجليلين ( لو 2 :13 ).

– ما االعلاقة بين موضوع البشارة ووجه الثور الذي رأه يوحنا الحبيب :

العلاقة واضحة فكما أن هناك أربعة جهات للمسكونة ،فهناك أيضاً أربعة بشائر ونرمز لكل بشارة بوجه من هذه الكائنات التي رأها القديس يوحنا ( رؤ 7:4 ) وذلك علي أساس موضوع كل بشارة فنجد :

+ بشارة متي : يرمز له بوجه الإنسان وذلك لأن موضوع البشارة عن السيد المسيح ” ابن الإنسان ” والذي تحققت فيه نبوات العهد القديم .

+ بشارة مرقس : يرمز له بوجه الأسد حيث أن السيد المسيح هو صاحب القوة وصاحب السلطان علي الشيطان والأرواح النجسة .

+ بشارة لوقا : يرمز له بوجه الثور حيث نري في السيد المسيح ذبيحة الفداء عن البشرية كلها.

+ بشارة يوحنا : يرمز له بوجه النسر الذي أنطلق في سماء اللاهوت .

– فكما أن هؤلاء الكائنات تحمل عرش الله فكذلك البشائر تحمل لنا شخصية السيد المسيح من كافة الجوانب :

( النبوات + السلطان – الفداء + الأولوهية = السيد المسيح )

– السيد المسيح ( المواطن اليهودي ) في الإنجيل :

ذكر الإنجيل أن السيد المسيح تمم ومارس الطقس اليهودي مثل :

– الختان في اليوم الثامن ( لو 21:2 ).

– شريعة التطهير بعد أربعين يوم من ميلاده ( لو 24-22:2 ).

-كان يذهب مع أمه ويوسف النجار لأورشليم في العيد ( لو 46:2  ).

– عند شفاء الأبرص طلب منه الذهاب للكاهن طبقاً للشريعة ( لو 19-11:17 ).

وهذا يؤكد أن الإنجيل موجه لليونان وقدم المسيح كمواطن صالح إيجابي داخل مجتمعه وهذا ما نفتقده الآن !!

الفصل الثاني

السيد المسيح والمجتمع في إنجيل لوقا

– أولاً : السيد المسيح في إنجيل لوقا :

– نبوات العهد القديم عن السيد المسيح وتحقيقها في البشارة

+ يأتي من نسل إبراهم ( تك 18:18) وتمت في ( لو 34:3 ) .

+ يأتي من نسل إسحاق ( تك 19:17 ) وتمت في ( لو 34:3 ).

+ يأتي من نسل يعقوب ( عد 17:24 ) وتمت في ( لو 34:3 ).

+ يأتي من نسل يهوذا ( تك 10:49 ) وتمت في ( لو 33:3 ) .

+ مكان ميلاده ( مي 2:5 ) وتمت في (لو 7-4:2 ).

+ زمان ميلاده ( دا 25:9 ) وتمت في ( لو2-1:2 ) ، ( لو 7-3:2 ).

+ ميلاده من عذراء ( أش 14:7) وتمت في ( لو 35-26:1 ).

+ يدعي رباً ( مز 1:110 ) وتمت في ( لو11:2).

+ رفض اليهود له ( إش 3:53 ) وتمت في ( لو 29:4 ) ،( لو 35:17 ).

+ بعض صفاته ( إش 4-3: 11 ) وتمت في ( لو 52:2 ) ،( لو 18:4 ).

+ دخوله لأورشليم ( زك 9:9 ) وتمت في (لو 37-35:19 ).

+ صلبه مع آثمة ( إش 12:53 ) وتمت في ( لو 33:23 ).

+ صلاته من أجل صالبيه ( مز 4:109 ) وتمت في ( لو 34:23 ).

+ تثقب يداه ورجلاه ( مز 6:22 ) وتمت في ( لو 33:23 ).

+ سيقوم من الموت ( مز 10:16 ) وتمت ( لو 48-36:24).

+ صعوده للسماء ( مز 18:68 ) وتمت في ( لو 51-50:24 ).

– ألقاب السيد المسيح في إنجيل لوقا :

– المخلص ( لو 11:2 )

– الرب ( لو 39:11 ).

– المعلم ( لو 48:9 ).

– ابن الإنسان ( لو 18:18 ).

– الناصري ( لو 37:18 ).

–  الطبيب ( لو 11:9 ).

– مسيح الله ( لو 20:9 ).

– ملك أبدي ( لو33:1 ).

– قدوس الله ( لو 34:4 ).

– حجر الزواية ( لو 18-17: 1).

– ابن الله (لو 35:1).

– ابن العلي ( لو 32:1 ).

– قرن الخلاص ( لو 69:1 ).

السيد المسيح ابن الإنسان في إنجيل لوقا :

أهتم القديس لوقا بأن يقدم السيد المسيح كصديق للبشرية لكنه لم يغفل ألوهيته الله الظاهر الجسد فذكر كل صفات الجسد الإنساني :

– مولود ( ولد لكم اليوم في بيت داود مخلص هو المسيح الرب ) “لو 11:2 ”

– ينمو ( وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة ) ” لو 52:2 “.

– يجربه الشيطان ( أربعين يوماً يجرب من إبليس ) ” لو 2:4 “.

– يجوع ( ولما تمت جاع أخيراً ) ” لو 2:4 “.

– يصلي ( وأما هو فكان يعتزل في البراري ويصلي ) ” لو 16:5 “.

– يتحنن ( فلما رأها الرب تحنن الرب تحنن عليها )  ” لو 13:7 “.

– ينام ( وفيما هم سائرون نام ) “لو 23:8 “.

– يبكي ( وفيما هو يقترب نظر إلي المدينة وبكي عليها ). ” لو 41:19″.

– يموت ( ولما قال هذا أسلم الروح ). ” لو 46:23 “.

– يأكل ( فأخد وأكل قدامهم ).  ” لو 43:24 “.

– يتألم ( ينبغي أن ابن الإنسان يتألم ) ” لو 22:9 “.

– يحزن ( فلما رأه يسوع قد حزن ) ” لو 24:18 “.

ثانياً : المجتمع في إنجيل لوقا :

+ أكثر الأناجيل تكلم عن التوبة

كان الشعب اليهودي في وقت مجئ السيد المسيح كان الخطية مسيطرة علي كثير من الناس ولهذا فإنجيل لوقا أكثر الأناجيل حديثاً عن التوبة فنجد فيه :

– ذكر الإنجيل شرط للمغفرة والخلاص ليس فقط مع الله بل ومع الناس أيضاً وهذا ما ورد علي لسان مخلصنا ( إن أخطأ إليك أخوك فوبخه وإن تاب فأغفر له وإن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم ورجع إليك سبع مرات في اليوم قائلاً أنه تائب فأغفر له ).   ” لو 4-3’17”.

– قبول الرب للخطاة فنجد أمثلة مثل ( رجوع الابن الضال – الخروف الضال – الدرهم المفقود ) ” لو 15″ ،وقد ورد ذكر مثل الخروف الضال مختصراً في إنجيل متي .

– طول أناة الله علي الخطاة وهذا واضح في مثل الشجرة غير المثمرة ( لو 9-6:13 ) والتي ظلت ثلاث سنوات لا تعطي ثمراً حتي قال الكرام ( الله ) أتركها هذه السنة أيضاً وهذا المثل إنفرد به الإنجيل

– المغفرة لأكثر الخطاة شراً متي تابوا ومن أمثلة ذلك المرأة الخاطئة التي بللت قدمي المخلص بدموعها ومسحتها بشعرها في بيت الفريسي ( لو 50-36:7)  .

– الصبر علي أشر الأشرار مثل زكا العشار ( لو 9-2:19 ) فقد تحمل المخلص نقد الجميع وتذمرهم ومن ذلك نري طريقة لمعالجة للأمور فنري ذكا رد لكل للناس أربعة أضعاف حقهم.

– ذكر الإنجيل قصص عن التوبة مثل اللص المصلوب ( لو 43-40:23 ) وقصة الفريسي والعشار

( لو 14- 9:18) .

– من الأمثلة التي تتكلم عن الأبدية مثل الغني ولعازر ( لو 31-19:16 ) .

– إشفاق الله علي الخطاة وهذا واضح من موقف رفض السامريين له فقال له يعقوب ويوحنا أن تنزل نار من السماء عليهم أما المسيح فأنتهرهم قأئلاً أن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل يخلص

( لو 56-51:9 ).

– الإنجيل في حديثه عن التوبة لم يغفل العقوبات مثل عقوبة زكريا الكاهن ( لو 20:1 ) والمدن التي لا تؤمن مثل ( كورزين – بيت صيدا – كفر ناحوم ).   ” لو15-13:10 “.

– التوبة لابد أن يكون لها ثمار وذلك واضح من مناداة يوحنا المعمدان ( أصنعوا ثمار تليق بالتوبة الآن ) ” لو 9-8:3 ”

– الأسرة في إنجيل لوقا :

نجد دور واضح للأسرة وبناء شخصية أطفالها فيقول المخلص ( كل من يرفع نفسه يتضع وكل من يضع نفسه يرتفع ) ” لو 14:18 ” والأحساس بالذنب مرتبط إلي حد كبير بالتربية ،لأن الضمير هو هدية الوالدين لطفلهما وذلك عن طريق تدريبه علي التعاملات مع الأخرين فمتي يقبل ومتي يرفض ؟ فالحقائق الأخلاقية التي نتعلمها في أول سينين حياتنا لا تنسي بمرور الايام ولهذا الأمر يتطلب من الوالدين حكمة بالغة في برمجة ( ضمير الطفل ) ومثال ذلك لن يتعلم الطف الأحساس بالتقدير إلا عندما يراني وأنا أمدح في أفراد الأسرة ، وخير مثال من الأسرة المثالية هو أسرة السيد المسيح فكان خاضعاً لهم ( لو 51:2 ).

– السيد المسيح وميثاق حقوق الإنسان :

في العاشر من شهر ديسمبر كل عام يحتفل العالم بعيد ( إعلان ميثاق حقوق الإنسان ) ويضم حقوق الإنسان مثل الكرامة والعمل والحرية والتعليم وإذا قمنا برد هذه الحقوق إلي مصادرها الأولي إلي الينبوع الأول وهو الكتاب المقدس وتعاليم السيد المسيح ونجد الكثير منها في إنجيل لوقا مثل :

+ ذهاب يوسف النجار ومريم إلي بيت لحم للأكتتئاب ( لو 5-4:2 ) وهذا يقابل المادة الخامسة من ميثاق حقوق الإنسان والذي ينص علي ” لكل إنسان الحق في يعترف بشخصيته في القانون “.

+ مثل السامري الصالح ( لو 34-31:10 ) والذي يقابل المادة الثانية من الميثاق حيث تنص علي ” لكل إنسان الحق في التمتع بكافة الحقوق والحريات دون أي تمييز عنصري أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو الميلاد دون أي تفرقة بين الرجال والنساء ) .

+ مثل الغني ولعازر ( لو 31-19:16 )والذي يقابل المادة الأولي والتي تنص علي ” يولد جميع الناس أحرار في الكرامة والحقوق والعفة والضمير وعليهم أن يعاملوا بروح الأخاء “.

– المرأة في إنجيل لوقا :

يكاد يكون اكثر الأناجيل حديثاً عن المرأة في ( القداسة – التوبة – الخدمة – التأمل – الصلب – القيامة ) ففي أول أصحاح ينفرد بذكر العذراء مريم واليصابات ولقائهما بعد البشارة ثم نجد حنة النبية التي تعبدت للرب بعد موت زوجها ( لو 38-36:2) وهي في 84سنة ثم في الأصحاح الثامن يتحدث عن ثلاثة ( مريم المجدلية – يؤانا إمراة خوزي وكيل هيرودس- سوسنة ) ” ( لو  3:8 ) “.

وفي نفس الأصحاح يتحدث عن معجزة شفاء نازفة الدم ( لو 48-43:8) ثم معجزة إقامة ابنة يايروس ( لو 56-49:8 ) فلننظر كم عدد النساء اللواتي ورد ذكرهن في الأصحاح الثامن فقط !! ،بالأضافة لإقامة ابن نايين وحديث المخلص مع مرثا ومريم ( لو 42-38:10 ) ومثل الأرملة وقاضي الظلم

( لو 3:18 ) وأرملة صرفة صيدا ( لو 26:4 ) وملكة التيمن ( لو 31:11 ) وحديثه عن المرأة الخاطئة ( لو 50-37:7 ) أما في قصة القيامة كان الوحيد الذي ذكر بالتفاصيل زيارة النسوة للقبر ” مريم المجدلية – يونا – مريم أم يعقوب – والباقيات ” ( لو 11-1:24 ) فلم يهتم إنجيل بالمرأة أكثر من إنجيل لوقا.

– الطفولة في إنجيل لوقا :

أكثر الأناجيل حديثاً عن طفولة يوحنا المعمدان وهو الوحيد الذي أنه أمتلئ من الروح القدس من بطن أمه ( لو 44:1 ) ،وذكر طفولة السيد المسيح وحديثه مع الشيوخ في الهيكل في سن 12سنة .

كما أهتم بذكر الأبناء الوحيدين مثل أبنة يايروس ( لو 42:8) وشفاء الابن المصروع الوحيد لأبيه ( لو 39-38:9 ) ،وابن أرملة نايين ( لو12:7 ) .