عقيدة الفداء الإلهي – الأغنسطس حسام كمال

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأغنسطس حسام كمال
التصنيفات التجسد والفداء, اللاهوت العقيدي, عقيدة
آخر تحديث 22 أكتوبر 2023
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
1MB

مقدمة

فوق جدران القلاية :

أثناء تواجد البعثة الهولندية بمصر وبالتحديد في منطقة البحيرة وجدوا فوق جدران القلالي،صليب وفوقه طائر البجع وحاولت البعثة أن تتوصل إلي معرفة هذا الرمز ،ولكنها قالت “ ربما أستوحي الفنان ذلك من الطبيعة التي حوله “

الأسطورة القديمة :

تروي أحدي الأساطير القديمة والتي كانت معروفة قبل أنتشار المسيحية أن كان هناك طائر بجع ذهب للبحث عن طعام لأفراخه وعندما عاد بعد ثلاثة أيام وجدهم قد ماتوا جوعاً !! فأقترب منهم وطعن نفسه بمنقاره فنزلت قطرات الدم علي صغاره فدبت فيهم الحياة في الحال .

طائر البجع كرمز مسيحي :

كان أول ذكر لطائر البجع كرمز قبطي ورد في كتاب ظهر في القرن الثاني الميلادي في مدينة الأسكندرية ،وذكر الأسطورة السابقة وقال أن البجع هو رمز لتضحية رب المجد علي الصليب وسفك دمه الدم لأجل فداء أحباءه وأولاده الذين ماتوا في خطيتهم ” البعد عن الله موت لنا ” ومن المعروف قديماً أن هذا الطائر طعامه هو        ” الأفاعي والحيات ” ولذلك كانوا في العصورالقديمة يستخرجون من دمه مصل للشفاء السموم ودواء عدم الموت ، و السيد المسيح أيضاً بصليبه أنتصر علي الشيطان ” الحية القديمة ” واليوم نأكل جسده ونشرب دمه الطاهر علي المذبح يومياً وفيهم شفاء لأمراضنا الجسدية والروحية .

طائر البجع في كتابات الأباء الأولين :

ورد ذكر طائر البجع كرمز لفداء السيد المسيح الإلهي في كتابات الأباء الأولين مثل  ” البابا أثناسيوس الرسولي ، والبابا بطرس خاتم الشهداء ،والقديس يوحنا ذهبي الفم ،والقديس باسليوس الكبير ،والقديس أمبروسيوس أسقف ميلان ،والقديس أبيفانيوس أسقف سلاميس ،والقديس چيروم .

 

الفصل الأول

الفداء بين الوعد والإتمام

الفداء هو الحل الوحيد :

نعم كان الحل الوحيد لفداء الإنسان بعد سقوط ” آدم و حواء ” وذلك لأن الله لايمكن أن يترك الإنسان يهلك وهذا ضد محبته ،ويعد أنتصار كبير للشيطان ،ولا يمكن أن يسامح الله ” أدم ” لأن هذا ضد العدل الإلهي وهذه المغفرة لن تجدد الطبيعة الفاسدة ولذلك كان الفداء هو الحل الوحيد لنجأة الإنسان .

شروط مطلوبة في شخص الفادي :

– إنسان / لأن المخطئ كان إنسان.           

– غير محدود / لأن الخطية موجهة ضد الله غير المحدود.

– قدوس بلا خطية / حتي يمكنه فداء غيره ” فاقد الشئ لا يعطيه “

– يموت بإرادته / لا يمكن إرغام شخص علي الموت من أجل غيره .

– حي إلي الأبد / ليشفع في الإنسان الساقط ويجدد الطبيعة التي فسدت .

من الوحيد الذي تتوافر فيه الشروط ؟؟؟

أنه ” الله ” نفسه ،ولكن الله ليس إنسان ؟ أذاً الحل أن يتجسد الله ويأخذ جسد إنسان كامل ليقبل حكم الموت بإرادته ،ولذلك جاء أقنوم الابن ” الكلمة ” ليتمم الفداء.

الوعد بالفداء والتمهيد له :

يوم طرد الله آدم من الجنة لم يتركه حزيناً بل أعطاه الرجاء في الحياة الأبدية وهو الوعد بالفداء ” أضع عدواة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك  (تك3) .

وقد هيأ الله الأذهان لأستقبال أقنوم الابن بالتجسد ليتمم الفداء بعدة طريقة مثل :

– النبوات: ضم العهد القديم حوالي 300 نبؤة عن تجسد وفداء السيد المسيح فنجد ” إش 53 ” يتكلم عن آلام رب المجد بالإضافة إلي سفر المزامير أيضاً.

– الشخصيات : العهد القديم مملوء بأشخاص كانوا في حياتهم رمز للمخلص مثل :

” هابيل ،ملكي صادق،أسحق ،يوسف،يشوع،أيوب،يونان،دانيال ،موسي ..الخ “

– رموز : كان بالعهد القديم رموز كثيرة عن ذبيحة الصليب مثل ” شجرة الحياة ، عصا موسي،الحية النحاسية ،خروف الفصح “

– الذبائح : أكدت علي فكرة الفداء بالدم ،وفكرة موت برئ عوضاً عن آخر خاطئ ،كما أن الذبائح تقدم يومياً وفي هذا إشارة لعدم نفعها وعدم دوام أثرها ،مما يدفعنا إلي التفكير في ذبيحة يمتد أثرها للأبد.

إتمام الفداء :

ثم جاء السيد المسيح مولود من العذراء مريم ،ثم بدأ خدمته في عمر الثلاثين فالتفت حوله الجموع لتعاليمه السمائية وقبوله للخطاة ،وهذا أثار حقد الكهنة فدبروا له مكيدة ليتخلصوا منهم،وأدعوا عليه بجرائم لم يفعلها وطالبوا بصلبه وموته .

ولما نزلت روحه الطاهرة للجحيم تقدم الشيطان اليه ليقيده كمثل من سبقوه أصتطدم بلاهوته ،وهنا قيده السيد المسيح ورد أدم وكل من مات علي رجاء القيامة إلي الفردوس .

ماذا أعطنا الفداء ؟؟

– الخلاص : من عبودية الشيطان

– قهر الموت : لم يصبح الموت نهاية لنا مثل ما كان سابقاً

– غفران الخطايا : غفر لنا الخطية الجدية

– طريق الأبدية:  أصبح مفتوح وواضح .

 

الفصل الثاني

شبهات وهمية حول فداء المسيا

لاقت عقيدة الفداء إعتراضات كثيرة وتهدف جميعها لهدم الإيمان المسيحي من أساسه لأنها عقيدة جوهرية في إيماننا الأقداس وفيما يلي نعرض أهم هذه الإعتراضات :

– الشبهة الأولي : ” نظرية الإغماء “

هذه النظرية تقول أن السيد المسيح لم يمت علي الصليب ولكنه أصيب بحالة من الإغماء وبعد وضعه في القبر أسترد قوته وقام ورفع الحجر وقام وبالتالي الفداء لم يتم بدون الموت .

الرد :

– العسكر الرومان ويوسف الرامي ونيقوديموس شهدوا بموته .

– تقرير قائد المئة كان يعد بمثابة تقرير طبيب الصحة في يومنا هذا .

– اليهود أنفسهم لم يشكوا في موته وطلبوا وضع حراسة علي قبره .

– الآلآم التي لاقاها السيد المسيح كانت لابد أن تميته .

– هل يعقل أن بعد محاكمات طويلة ،والجلد والصلب يكون قادر علي البقاء 36 ساعة في قبر صخري بلا هواء أو طعام أو رعاية طبية ،عليه أن يبذل مجهود خرافي في رفع حجر 50 طن ؟؟؟؟!!!!

– لم يأمر بيلاطس ليوسف بإستلام الجسد إلا بعد أن تأكد أنه مات .

– لم يكسر الجنود ساقيه لأنهم تأكدوا أنه مات .

– كيف يعبر من جانب الحراس دون الشعور به ؟؟

أذاً هذه النظرية نتائجها غير سليمة ولا تستند إلي أدلة عقلية أو حتي كتابية

النظرية الثانية ” سرقة الجسد “

هذه النظرية تعتقد أن التلاميذ هم الذين سرقوا الجسد ،والسيد المسيح لم يقوم

الرد :

لا يمكن أن التلاميذ سرقوا جسد المخلص للأسباب التالية :

– كان الجنود ينقسمون لأربعة مجموعة وتتغير المجموعة كل ثلاثة ساعات .

– حالة الخوف التي كانت تلازم التلاميذ تؤكد عدم قدرتهم علي سرقة الجسد.

– كيف لجماعة صيادين مواجهة جنود مسلحين ؟؟.

– لو كان الحراس نائمين وقت السرقة كيف عرفوا التلاميذ هما الفاعلين ؟؟

– نوم الجنود أثناء خدمته تعرضه لعقوبة الإعدام .

– الحجر كان ثقيل فكيف لم يصدر ضوضاء توقظ الحراس،؟؟؟

– لماذا لم يتم القبض علي التلاميذ والتحقيق معهم ؟؟

– أكفان القبر أكبر دليل علي كذب هذه النظرية .

” لم يذبح أحداً أخر لكنه بذل نفسه فدية “

” القديس كيرلس الأورشليمي “

 

الخاتمة

لماذا كان الصليب وسيلة الفداء ؟؟

– كان لابد أن يصاحب الموت سفك دم  (عب9) .

– كان لابد أن يتألم الفادي آلاماً حقيقية قبل موته (أش53).

– كان لابد أن الفادي يحمل لعنة الإنسان الساقط

وهذا كله تحقق في الصليب

لماذا نموت والفداء قد تم ؟؟؟؟؟

أجاب مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث علي هذا السؤال قائلا:

– السيد المسيح خلصنا من الموت الروحي والأدبي والأبدي

– الموت الروحي هو إنفصال عن الله ،وبموت الابن ” صولحنا مع الآب ” رو10:5

– الموت الأدبي هو طرد الإنسان من الجنة وقد ردنا المسيح إليها بموته ” .

– الموت الأبدي أنقذنا منه السيد المسيح حيث صارت الحياة الأبدية لنا بعد أن كان الجحيم مصيرنا قبل الفداء .

– أما الموت الجسدي فهو يعتبر جسر ذهبي نصل به الأبدية ،ولا يعتبر عقوبة بل إنتقال ” كما نصلي في أوشية الراقدين ” وبدون الموت الجسدي لن نري الأبدية بهذا الجسد بل تتغير طبيعة أجسادنا إلي جسد لا ينحل ولا يموت.

” لأنه بذبيحة جسده ،وضع حداً لحكم الموت الذي كان قائماً ضدنا ،و وضع لنا بداية جديدة للحياة برجاء القيامة من الأموات الذي أعطاه لنا “

القديس البابا أثناسيوس الرسولي

كتاب تجسد الكلمة   فصل5:10