شهادة وفاة يسوع المسيح – جوزيف ممدوح توفيق

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ جوزيف ممدوح توفيق
التصنيفات أعياد الكنيسة القبطية, الأعياد السيدية الكبرى, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي, عيد القيامة المجيد
آخر تحديث 10 فبراير 2024
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
1MB

تحميل الكتب مجانا :

1- الموقع الرسمي للمكتبة الإلكترونية للباحث جوزيف ممدوح هو :

http://joseph-mamdouh.blogspot.com.eg/

2- موقع الكنوز القبطية –  الإعمال الكاملة – الشمامسة والخدام والخادمات –  الأستاذ جوزيف ممدوح توفيق

https://books.coptic-treasures.com/authors/deacons/goseph-mamdoh/

3- ارجو القاري الكتابة لي علي عنواني التالي لأبداء آرائه وملاحظاته البناءة  عبر الفيس بوك :

https://www.facebook.com/joseph.mamdouh.israel

مقولة عجبتني

“يا قارئ لا تبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب

يا مارا على قبري لا تعجب من أمري بالأمس كنت معك وغداً أنت معي

أموت ويبقى كل ما كتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ كلامي دعالي”

مقدمة

عندما يموت  انسان يتم استخراج في الوقت الحالي شهادة وفاه ويكتب بها سبب الوفاه ، لذلك قمنا بالرد علي سؤال يطرح كثيرا من خلال هذا العنوان وهو ما سبب موت يسوع المسيح،  وهل يعقل ان يموت الانسان بهذه السرعة علي الصليب، وكيف بعد موته يخرج دم وماء ،  وكثير من الاسئلة .

وبعد شكري لربي ومخلصي يسوع المسيح علي فضله اود اشكر كل من شجعني لكتابة هذه الدراسة. كما اشكر كل من قام بمراجعتها وابدي ملاحظاته علي الشكل والمحتوي.

املا ان يكون هذا العمل بمثابة ذبيحة حب مقدمة بين يدي الرب يسوع المسيح، لأعبر بها – ولو بفلسين لا غير – عن سكب كل حياتي في خدمته، وخدمة كنيسته المقدسة. ببركة شفاعة العذراء كل حين والدة الاله القديسة الطاهرة مريم، وكل مصاف السمائيين، وصلوات ابائنا الرسل والشهداء والقديسين، وابينا الطوباوي المكرم قداسة البابا تاوضروس الثاني ، وشريكه في الخدمة الرسولية ابينا الحبيب انبا يؤانس اسقف اسيوط وتوابعها. ولله الاب ضابط الكل، وابنه الوحيد يسوع المسيح مخلصنا، والروح القدس المعزي، كل المجد في كل حين، والي اباد الدهور . امين.

+ الانجيل و ذكر موت يسوع المسيح

❖سجل لنا (ق. يوحنا 19 : 33-34) حول حادثة صلب وموت المسيح ما يلي:

(واما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم رأوه قد مات.34 لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء )

سجل يوحنا تلك الحقيقة المذهلة كشاهد عيان لعملية الصلب، حيث يقرر قائلاً: ” والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم” (يو19: 35(.

(لان هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه. 37 وايضا يقول كتاب اخر سينظرون الى الذي طعنوه)(يو 19 : 36-37).

طعن جنبه بحربة وذلك ليستوثق الحراس من صحة موت المسيح. وكان الطعن بالحربة احدي الوسائل القانونية للإجهاز علي المحكوم عليهم بالموت للتعجيل بالموت. ولكن يد النبوة كانت هي التي حركت هذا الشك في قلب ذلك العسكري، ليتمم ما كان مقضيا به علي الارض.

(الحربة) باليونانية _  وباللاتينية Lancea :

وهي الحربة التي نراها الان في ايدي الجنود الخيالة. وطعنة الحربة تخترق الجسم بسرعه شديدة، فهي مدببة الظرف، حادة الي اقصي حد.

ويقول العلماء، انه لكي تصل الي القلب وتمزقه، وهذا هو الغرض الاساسي من الطعن، ويلزم ان تأتي الضربة من اليمين الي اليسار هو ما تسلمناه بالتقليد تماما، فالمتوارث عند الاباء انه طعن في جنبه الايمن وللوقت خرج دم وماء .

❖ وسيلة موت يسوع المسيح :

1- ترد كلمة صليب 28 مرة في العهد الجديد بينما ترد الفعل منها 46 مرة.

2- لم يكن الصليب وسيلة للإعدام في العهد القديم :

(فليعملوا خشبة ارتفاعها خمسون ذراعا وفي الصباح قل للملك ان يصلبوا مردخاي عليها) (استير 5 : 14)

(وكلمة “يصلب” ومشتقاتها في سفر أستير معناها “يشنق” أو “يعلق”)

3- كانت وسيلة الإعدام هي الرجم:

(فقال الرب لموسى قتلا يقتل الرجل يرجمه بحجارة كل الجماعة خارج المحلة. 36 فاخرجه كل الجماعة الى خارج المحلة ورجموه بحجارة فمات كما امر الرب موسى) (عد 15 : 35 -36)

لكن كان يمكن أن تعلق الجثث (بعد الإعدام رجماً) على خشبة لتكون عبرة .

(واذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة)( تثنية 21: 22)

(وضربهم يشوع بعد ذلك وقتلهم وعلقهم على خمس خشب)( يشوع 10: 26).

4- يجب لا تبيت جثة المعلق على الخشبة بل كان يجب أن تُدفن في نفس اليوم.

(فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا)( تث 21: 23)

(ثم اذ كان استعداد فلكي لا تبقى الاجساد على الصليب في السبت لان يوم ذلك السبت كان عظيما سال اليهود بيلاطس ان تكسر سيقانهم ويرفعوا)( يو 19: 31).

5-      جاء التعبير عن صليب المسيح بأنه “خشبة” :

(اله ابائنا اقام يسوع الذي انتم قتلتموه معلقين اياه على خشبة.) (أع 5: 30)

(ونحن شهود بكل ما فعل في كورة اليهودية وفي اورشليم الذي ايضا قتلوه معلقين اياه على خشبة)(اع  10: 39)

(الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم)( 1 بط 2: 24)

6- اشكال الصليب :

1- عبارة عن “خازوق” يعدم عليه المجرم، أو مجرد عمود يعلق عليه المجرم حتى يموت من الجوع والإجهاد .

2- ثم تطور على مراحل حتى أصبح في عهد الرومان عموداً تثبت في طرفه الاعلى خشبة مستعرضة فيصبح على شكل حرف “T” أو قبل النهاية العليا بقليل، وهو الشكل المألوف للصليب والذي يعرف باسم الصليب اللاتينى.

3- يكون الخشبتان المتقاطعتأن متساويتين، وهو الصليب إليونأني.

4- يكون الصليب على شكل حرف “X” ويعرف باسم صليب القديس أندراوس.

وقد استخدم هذا الشكل للصليب في العصور الرومانية المتأخرة.

7- قد بدأ استخدام الصليب وسيلة للإعدام في الشرق.

فقد استخدمه الإسكندر الأكبر نقلا عن الفرس، الذين يغلب أنهم أخذوه عن الخازوق الذي كان يستخدمه الإشوريون.

استعار الرومان الفكرة من قرطاجنة التي أخذته عن الفينيقيين.

8- قد قصر الرومان الإعدام بالصلب على العبيد عقاباً لإشنع الجرائم، وعلى الثوار من أهل الولايات. وقلما كان يستخدم الصليب لإعدام مواطن روماني (كما يذكر شيشرون)

هذا تفسير لما يرويه التاريخ من أن بولس الرسول (كمواطن روماني) أُعدم بقطع رأسه. أما بطرس (غير روماني) فأُعدم مصلوباً.

9- بعد صدور الحكم على المجرم بالصلب، كأنت العادة أن يُجلد عارياً ( ما عدا الجزء الاسفل من الجسم)  بسوط من الجلد من جملة فروع يُثبت فيها قطع من المعدن أو العظام لتزيد من فعاليتها في التعذيب، ثم يُجبر المحكوم عليه على حمل صليبه إلى الموقع الذي سينفذ فيه الإعدام. وكان يجري ذلك عادة خارج المدينة. وكان يسير أمامه شخص يحمل لوحة عليها التهمة التي حُكم عليه من أجلها أو قد تُعلَّق هذه اللوحة في رقبة المجرم بينما هو يحمل صليبه على كتفيه.  ان المحكوم عليه يطرح أرضاً فوق الصليب، وتربط يداه أو ذراعاه، أو تسمران إلى الصليب. كما كانت تربط قدماه أو تُسمران. ثم كان الصليب يرفع بمن عليه لكي يثبت رأسياً في حفرة في الأرض بحيث لا تلامس القدمان الأرض، ولكن ليس بالارتفاع الكبير الذي يبدو عادة في الصور . وكان ثقل الجسم يرتكز -بالقدمين أو بالعجز- على قطعة بارزة مثبَّة بالقائم الرأسى للصليب حتى لا يتعلق الجسم بثقله كله على الذراعين المسمرين، مما يجعل عضلات الصدر مشدودة، فيمتنع التنفس ويموت المحكوم عليه مختنقاً بعد فترة من تعليقه وعندما كان الحراس يرون أن المجرم قد تحمل من العذاب ما يكفي كانوا يكسرون ساقيه حتى لا يرتكز بقدميه على الخشبة البارزة ويصبح الجسم كله معلقاً على الذراعين فيتعذر التنفس فيختنق المحكوم عليه ويموت كما حدث مع اللصين اللذين صلبا مع الرب يسوع.

10-    وقد كشف فريق من الأثريين – في صيف 1968 عن أربعة قبور يهودية في “رأس المصارف” بالقرب من أورشليم، وكان أحدها يحتوي على صندوق به هيكل عظمى لشاب مات مصلوبا ويرجع تاريخه إلى ما بين 7 ، 66م. كما تدل عليه الأوانى الفخارية – من عصر الهيرودسيين- التي وجدت في القبر ومنقوش على الصندوق اسم “يوحانان”. وقد أُجريت أبحاث دقيقة عن اسباب وطبيعة موته، مما قد يلقي بعض الضوء على كيفية صلب ربنا يسوع المسيح.

كان ذراع الرجل (وليس يداه) مسمرتين الى خشبة الصليب (ولعل كلمة “يديه” في لو 24: 39 ، يو 20: 20 و25 و27، ويقصد بها ذراعاه). والأرجح أن ثقل الجسم كان يرتكز عند العجز على قطعة من الخشب بارزة مثبتة إلى قائم الصليب. وكان الساقان منحنيين عند الركبتين الى الخلف، والكاحلان مثبتين بمسمار واحد الى قائم الصليب. وقد ثبت من شظية وجدت من بقايا الصليب، أنه كأن مصنوعاً من خشب الزيتون. وكان الساقان مكسورين كما يبدو أن بضربة عنيفة مثلما حدث مع اللصين اللذين صلبا مع يسوع (يو 19: 32).

11-    يذكر المؤرخون المعاصرون أن الصلب كان أقسى اشكال الإعدام. ولا يصف البشيرون آلام المسيح الجسدية بالتفصيل، بل يكتفون بالقول “صلبوه”.

وقد رفض المسيح أن يأخذ أي مسكن لآلامه (مت 27: 34)

شهادة الوفاة يسوع المسيح

1) اسم: يسوع المسيح ابن الله الحي المتجسد

2) الاسم الارضي : يسوع ابن مريم ويدعي: يسوع ابن يوسف النجار

3) العمر : 33 وثلث تقريبا

اسباب الوفاه :

1- الالام الكثيرة التي تعرض لها قبل واثناء الصلب

2- الوضع الذي اتخذه السيد المسيح علي عود الصليب

3- عوامل اخري كثيرة. واهمها ما يختص بالدم.

       الناحية الفسيولوجية لتفسير وقائع الصلب

سوف نقدم بعض الآراء الفسيولوجية لموت المسيح وخروج الدم والماء:

اولا : ناقشها “جرونر” (Gruner)  في كتابه:  ( ظاهرة عجيبة )

“تعليق على موت المسيح” (صدر 1805)

  • مشيراً إلى أن الدم الذي خرج من جراء طعن حربة الجندي، لابد أنه كان متجمعاً خارج القلب قبل أن تفتح الحربة جنب المسيح، لأن هذا وحده هو الذي يجعل من الممكن خروج الدم والماء.
  • بعض علماء الفسيولوجيا في العصر الحديث مقتنعون تماماً أن تلك الآيات تعبر عن ظاهرة عجيبة لم يستطع كتبة التاريخ المقدس أن يفسروها، لكنها تقدم لنا مفتاحاً أكيداً لمعرفة السبب الحقيقي لموت المخلص.

ثانيا: ناقشها  د. ستراود (Stroud)  في كتابه :    ( تمزق القلب وانفجاره )

“السبب الفسيولوجي لموت المسيح” (الصادر في لندن 1847م)

مؤسساً ملاحظاته على العديد من تشريح الجثث بعد الموت.

  • أن موت المسيح لم يكن بسبب آثار الصلب بل نتيجة تمزق القلب أو انفجاره بسبب الأسى العميق والجهاد النفسي الرهيب. . وهنا يتحقق القول “العار كسر قلبي” (مز69: 20). فمن المؤكد أن المعاناة على الصليب كانت تستمر عادة وقتاً طويلاً، فقد استمرت في بعض الحالات يومين أو ثلاثة أيام قبل أن تحدث الوفاة من الإنهاك الشديد.
  • الدم الذي يسري من خلال التمزق والانفجار إلى غشاء التامور المحيط بالقلب، سرعان ما يتخثر مكوناً جلطة دموية، وينفصل المصل السائل (الماء).
  • قد أدت طعنة الحربة هنا إلى اطلاق التجمع الدموي من داخل غلاف القلب (فكانت الطعنة هنا تدبيراً إلهياً بمثابة التشريح بعد الوفاة والذي بدونه لا يمكن تحديد السبب الحقيقي للوفاة، فقد تدفق الدم والمصل السائل معاً من الجرح الذي أحدثته الطعنة)

❖     قد قبل العديد من الأطباء المبرزين رأي  “د. ستراود”، بل ودعمها البعض منهم بملاحظة الأعراض الاضافية :

1-  فهناك “د. جيمس بيجبي” (Dr. James Begbie) زميل ورئيس سابق للكلية الملكية للأطباء في أدنبرة، و”سير ج. سيمبسون” الاستاذ في جامعة أندبرة.

  • فيشير “سير سيمبسون” إلى الصرخة العالية التي ذكرتها الأناجيل الثلاثة الأولى: “فصرخ بصوت عظيم وأسلم الروح”(مت27: 50،مر15: 37،لو23: 46) التي سبقت الموت الفعلي، كعلامة مميزة لحالات “تمزق القلب” أو “القلب المكسور”.

2-  يضيف “د. والش” أستاذ الطب في جامعة لندن وأحد الثقات في أمراض القلب.

  • أن الوفاة في مثل هذه الحالة، تسبقها مباشرة “صرخة مدوية قوية”.

3-  الدكتور درموندروبنسون، أحدا الأطباء الذين يشار إليهم بالبنان في عالم الطب في وقتنا الحاضر:

  • “يموت المصلوب عادة في مدة تتراوح بين 24 – 48 ساعة. لكن موت المسيح كان غير اعتيادي، الان بدأت احداث صدور الحكم في الساعة الثالثة وعلِّق السيد المسيح في الساعة السادسة. والظلمة حدثت في الساعة السادسة واستمرت حتى الساعة التاسعة ، أسلم الروح بعد أن قضى ثلاث ساعات على الصليب – من الساعة 12 ظهرا إلى 3 بعد الظهر. ومن المعلوم، أن المصلوبين يموتون عادة نتيجة هبوط تدريجي في الجسم، لكن موت المسيح لم يكن كذلك.
  • لأن فادينا “نادي بصوت عظيم” قبيل تسليمه الروح (لو 23: 46). فمن المحقق إذاً، أنه مات متأثراً بانفجار فجائي في جدران القلب، نتيجة ضغط الآلام النفسية عليه. هذا مصدق لما جاء عنه في النبوة: “العار كسر قلبي” (مزمور 69: 20).
  • ومن المسلم به طبياً، إنه عندما تنفجر جدران القلب، ينساب الدم من تجويف القلب إلى غاشيته المحيطة به، المعروفة في عالم التشريح ب”التامور”، فينتج عن هذا عادة، سكتة قلبية، تنتهي بالموت العاجل.
  • من ثم ينفصل هذا الدم المنساب، إلى قسمين:

أولهما : مكون من خثارة حمراء دموية.

الثاني: عبارة عن مصل مائي .

ثالثا: نزيف داخلي وهبوط في القلب : (نزيف داخلي – وهبوط في القلب)

  • السياط التي جُلد بها المسيح كانت مصنوعة من سيور البقر وفى أطرافها عظم أو معدن، لذلك فقد مزّقت الشرايين المحيطة بالقفص الصدري وأحدثت نزيفاً داخلياً
  • النزيف الداخلي الحاد الذى تعرَّض له السيد المسيح نتج عنه أن كمية الدم الباقية في الدورة الدموية كانت بسيطة جداً. لذلك أحتاج القلب أن يعمل بسرعة لتعويض الدم المفقود. ولكى يعمل بسرعة، كان القلب نفسه كعضلة، يحتاج لكمية أكبر من الدم. ولكن الشرايين التاجيّة التي تغذّى القلب لم يكن في إمكانها أن تقوم بهذا الدور لقلة كمية الدم الواصل إليها نتيجة للنزيف.
  • وإذا كانت سرعة ضربات القلب في الإنسان الطبيعي هي 70 نبضة في الدقيقة ففي حالات النزيف ترتفع إلى 140 نبضة. وكل هذا يجهد عضلة القلب فتصل إلى مرحلة الهبوط الحاد جداً في الجزء الأيمن منها ويؤدى ذلك إلى الوفاة.
  • فلما ضربه الجندي بالحربة كان الدم عندئذ يملأ القفص الصدري فسال الهيموجلوبين الأحمر بلون الدم ثم البلازما الشفافة ثم السوائل الخاصة بالأوديما (الإرتشاح المائى)
  • هذه التي عبّر عنها ببساطة القديس يوحنا أنه بعدما طعن في جنبه بالحربة “خرج دم وماء” (يو19: 34). وقد رأى القديس يوحنا مركبات الدم مفصولة لأن السيد المسيح كان قد أسلم الروح في الساعة التاسعة ( الثالثة ظهرا) وعندما طعنه الجندي قرب الغروب كان قد مضى حوالى ساعتين.

رابعا: فقدان الدماء من الجسم : (فقدان الدم هبوط في الدورة الدموية وتوقف القلب)

  • اسباب فقدان الدم :

1- اثناء الجلد وبعده

2- بسبب اكليل الشوك

3- بدق المسامير في

منطقة الرسغ (التي يوجد بها شريان من الشرايين السطحية)

القدمين التي ادت الي نزف شديد.

+ فقد الدماء بهذه الطريقة السريعة يقود الي الموت بسبب :

1-  قلة كمية الدم التي تحمل العوامل الاساسية لاستمرار الحياة مثل الاكسجين والجلوكوز.

2- هذا يقود بسرعة الي العطش.

3- بعدها الوفاة .

+ الموت بسبب نقص حجم الدم (5 لتر) كالاتي

1-      فقد 15% من حجم الدم في الجسم يستطيع ان يتنفس ويحافظ علي ضغط الدم ويشعر باجهاد.

2-      فقد من 15% الي 30% من حجم الدم يقود الي ان كمية الدم الخارجة من القلب غيب كافية فيزيد معدل ضربات القلب ويزيد معدل التنفس ويعرق الانسان

3-      فقد من 30% الي 40% يقود الي هبوط حاد في ضغط الدم العلوي وعلامات الصدمة لنقص حجم الدم وسرعة ضربات القلب الشديدة وعرق ببرودة في الجلد

4-      فقد 40% يزيد ضربات القلب بسرعة شديدة جدا وصعوبة شديدة في التنفس مع سرعة في التنفس وبرد مع عرق

5-      وبعد ذلك تحدث الوفاة مباشرة هبوط في الدورة الدموية وتوقف القلب وتوقف التنفس.

6-  بعد الوفاة :

1-      يبدا الدم في التجلط

2-      تبدا البلازما في الانفصال تدريجيا من الدم

3-      تتجمع المياه في التجاويف مثل تجويف الصدر والبطن

  • الجلطة التي تحدث نوعين داخلي وخارجي :

1-      خارج الجسم تتم في خلال الثلاث دقائق وتخرج نصف حجم البلازما في خلال عشر الي ثلاث عشر دقائق وتجف الي قشرة

2-      داخل الجسم فتأخذ وقت اكثر من ذلك الي حدود ساعة الي ثلاث ساعات ولا تتحول لقشرة.

  • شرح سريع للتجلط :

1- في حالة حدوث قطع او تمزيق في جدار وعاء دموي, الدم الهارب من الوعاء الدموي يلتقب بمادة الكولاجين الموجودة في الانسجة المحيطة بالأوعية الدموية. هذه تحتوي علي المادة التي تبدا سلسلة التجلط.

2- في البداية هذه عملية معقدة من التفاعلات الكيميائية, تستمر حدود ثلاث دقائق وتستخدم اجزاء من البروتين وعوامل من الانسجة.

3- وبعد ذلك الفيبرينوجين الذائب يتحول الي بروتين الفيبرين الغير ذائب.

4- وبعد عشرة الي ثلاث عشر دقيقة الفيبرين يكون عازل يغطي الحرج.

5- في البداية يكون جلطة طرية تحتوي علي سائل وخلايا الدم.

6- تحت تأثير العامل الثاني عشر, الجلطة تبدأ في الانكماش وتخرج ما بها من سائل.

7- في خلال ساعة الي ثلاث ساعات, كمية السائل الخارج تساوي نصف حجم الجلطة البدائية.

8- لو حدث التجلط علي السطح الخارجي للجسم, تجف الجلطة وتتحول الي قشرة.

9- لو حدث التجلط في داخل الجسم, الجلطة تستمر مرطبة ولا تجف لشكل قشرة.

+ تطبيق هذه المعلومة علي وفاة السيد المسيح

انه اسلم الروح قبل الطعن باقل من ساعة ولذلك عندما طعنه الجندي بالحربة خرج دم غير كامل التجلط وماء الذي بدا الانفصال عن الدم الذي بدا في التجلط بسبب الوفاة وايضا المياه المتجمعة في منطقة الصدر.

  • هذا اقوي اثبات انه كان اسلم الروح منذ فترة وجيزة لان

1-      لو كان طعن بعد ان اسلم الروح منذ فترة طويلة لكان خرج ماء فقط

2-      لو كان طعن وهو لازال حيا مغمي عليه او اسلم الروح مباشرة لخرج دم فقط

  • لان حتي لو كان يوجد سوائل في تجويف الصدر او الغشاء التمور كان اختلط بالدماء التي لم تبدا في التجلط.
  • فكون جسد السيد المسيح يخرج دم وماء في نفس الوقت هذا دليل علي انه اسلم الروح حديثا.

ومع أننا لن نعرف يقيناً حقيقة الأمر

فإننا لا نرى داعياً لرفض هذه الاحتمال بالنسبة للسبب المباشر لموت المسيح.

+  بعض الاعتراضات :

1-  كيف تمكن الشاهد الذي عاين وشهد كما يقول يوحنا من التفريق بين الماء والدم من هذه الطعنة؟

والإجابة بمنتهى البساطة أن الدم والماء لم ينزلا ممتزجين, بل سبق الدم الماء في النزول لأنه الأثقل والأكثر كثافة. وبالتالي كان التمييز سهلاً.

2-  أن خروج الدم والماء من جنب يسوع لدليل دامغ على أنه لم يمت فمن المعروف أن دماء الموتى لا تسيل؟

  • تصحيح :

علمياً دماء الموتى لا تتدفق لأن نبضات القلب تتوقف, ولكن الدم المحتبس في الأوردة إذا فتحت الأوردة أو الشرايين عنوة بعد الموت المباشر فهذه الدماء تسيل, خاصة عندما يكون وضع الميت معلقاً بهذه الصورة (وضعية الصلب) فيصبح من السهل أن الدم المحتبس يسيل عندما يجد الفرصة لذلك.

  • فيكون الطعن بمثابة إفراغ دم محتبس في الوريد. وهذا يتم برغم الموت
  • لأن الدم في الجسد الحي يندفع نتيجة لعملية الضخ التي يحدثها القلب
  • أما سيلان الدم من الجنب فهو نتيجة احتباس الدم في الوريد. وهذا طبيعي وعلمي
  • وايضا إن خروج الدم والماء، من جنب المسيح بعد موته، يحسب ظاهرة غريبة. لكنها حقيقة واقعة على الرغم من ذلك. لأن المسيح “عجيب”. فلا عجيب إذا كان موته كذلك عجيباً .

3-   وبعد أن تدفق السائل الأثقل بدأ الماء في النزول, من أين جاء الماء؟

1- يقول العلماء أن الماء نزل من السائل التيمورى للقلب والموجود في الإنسان كملعقة شاي وزاد نتيجة للآلام الشديدة والإرهاق..

2- رأى آخر يقول أن السائل قد انسكب من الكيس البللورى المحيط بالرئتين وهو الذى سبب نزول الدم الغليظ القوام ثم نزول الماء الأخف .

3- رأياً طبياً وهو لا يُخفى على أي طالب يدرس في كلية الطب، مفاده أن الماء المذكور هو في الواقع مصل الدم، ومصل الدم لا ينفصل عن الدم إن لم يكن الشخص الذي يخرج منه المصل والدم قد مات.

  • إذا فنزول الدم والماء لا يعني مطلقاً أن الجسد كان حياً، بل على العكس كان ميتاً.

4- موضع الحربة، هل على الجانب اليمين أم اليسار من السيد المسيح. ؟

وإن كان الروح القدس لم يعلن لنا خلال الأناجيل عن ذلك، مكتفيًا بأنه طعن بالحربة تحقيقًا للنبوة.

  • علمياً لابد أن تكون الطعنة موجهة للجانب الأيمن, لأنه اذا طعنت في الجانب الايسر لما سال الدم مطلقا، لأن البطين يكون غالبا فارغا من الدماء عقب الموت.
  • لكن الأذين الأيمن يكون ممتلئا بالدم السائل الذى ينبع من الوريد العلوى الأجوف والسفلى.
  • فيكون الطعن بمثابة إفراغ دم محتبس في الوريد.
  • وهذا يتم برغم الموت, لأن الدم في الجسد الحي يندفع نتيجة لعملية الضخ التي يحدثها القلب
  • أما سيلان الدم من الجنب فهو نتيجة احتباس الدم في الوريد.

❖     تأملات عن خروج الدم والماء

+ يُقال أن هذا الجندي يُدعى لونجينوس Longinus، يرى البعض أن اسم لانجينوس جاء تحريفًا من كلمة Longchee اليونانية، ومعناها حربة أو رمح وردت هنا في النص. وأنه إذ خرج دم وماء من جنب السيد سقطت قطرات دم على عينيه العليلتين فبرئتا، فآمن به، وأنه كرز في كبدوكية، وسمع بيلاطس بهذا فأرسل إلى طيباريوس قيصر الذي أمر بقطع رقبته وأستشهد لونجينوس ونال إكليل الشهادة وتُعَيِّدْ له الكنيسة بذكرى استشهاده في يوم 23أبيب.

+ لم ترد قصة طعن جنب المسيح إلا في انجيل يوحنا . يسوع الذي مات حقيقة حسب الجسد، إذ فارقت النفس الجسد، يُعلن أنه مبدأ الحياة الغالبة للموت. بموته غلب الموت وأعاد إلينا الحياة الأبدية.

  • وذلك لتحقيق نبوة زكريا (فينظرون الي الذي طعنوه وينوحون عليه)( زك 12 : 10)

+ يرى آباء الكنيسة الأولى :

1- يرى كل من القديسين أغسطينوس وأمبروسيوس ويوحنا الذهبي الفم :

أن الماء والدم هنا هما إشارة إلى سرّي المعمودية (الماء) والإفخارستيا.

2- يرى كل من العلامة ترتليان والقديس كيرلس الأورشليمي والقديس جيروم :

أن الماء والدم هنا هما رمزان للمعمودية والاستشهاد.

+ القديس يوحنا الذهبي الفم:   جاء الجند وكسروا سيقان الآخرين ولم يكسروا ساقي المسيح. لكن هؤلاء ضربوا جنبه بالحربة ليبهجوا اليهود، وكنوعٍ من الإهانة للجسد الميت… الآن تحققت النبوة: “ينظروا إلى الذي طعنوه” (راجع زك 12: 10). ليس هذا فقط، وإنما صار هذا العمل برهانًا على الإيمان بالنسبة للذين لم يؤمنوا بعد ذلك، مثل توما ومن على شابهته. هذا أيضًا حمل سرًا فائق الوصف قد تحقق، إذ خرج دم وماء. لم يحدث هذا بلا هدف، ولا مصادفة، حيث صدر الينبوعان. لأن بهذين الاثنين معًا تتكون الكنيسة. يعرف ذلك المبتدئون في الأسرار، فإنهم بالماء ينالون الميلاد الجديد، وبالدم والجسد ينتعشون. هكذا وُجدت الأسرار في البداية حتى عندما تقتربون إلى الكأس المهوب تقتربون كما من جنبه ذاته لتشربوا.

+ القديس جيروم:  كما أن عمله الأرضي (خدمته على الأرض) بدأت بالماء، هكذا انتهت به. طُعن جنبه بالحربة، وفاض دم وماء، رمزان للمعمودية والاستشهاد.

+ القديس أمبروسيوس: (جُرح الرب في آلامه، ومن هذا الجرح خرج دم وماء… الماء للغسل، والدم للشرب، والروح لقيامته. فالمسيح وحده هو رجاؤنا وإيماننا وحبنا. رجاء في قيامته، وإيمان في الجرن، وحب في السرّ).

+ المغبوط أغسطينوس :  لقد أُعلن عن ذلك مقدمًا عندما أُمر نوح أن يقيم بابًا في جنب الفلك (تك ٦:١٦)، حتى تدخل منه الحيوانات لكي لا تهلك من الطوفان، والتي كانت تشير إلى الكنيسة. لهذا خُلقت المرأة الأولى من جنب الرجل وهو نائم (تك ٢:٣٢) ودُعيت الحياة (حواء) وأم كل حي (تك ٣: ٢٠)… أحنى آدم الثاني هذا رأسه ونام على الصليب حتى تتشكل العروس مما يصدر عن جنب النائم… أي شيء أطهر من مثل هذا الدم؟ أي شيء يهب صحة أكثر من هذا الجرح؟

“والذي عاين شهد، وشهادته حقٌ، وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم”. (35)”لأن هذا كان ليتم الكتاب القائل: عظم لا يُكسر منه”. (36) بقوله هذا يشهد القديس يوحنا أنه عاين ذلك بنفسه، وأن ذلك حدث معجزيًا. وقد أشار إلى ذلك لأن الإنجيليين الآخرين لم يشيروا إلى هذا الحدث، وهو يؤكد حقيقة موته.

لقد تم الكتاب حسب الوعد الذي قُدم لكل الأبرار كإشارة لما يتحقق مع يسوع البار (مز ٣٤: ٢٠) أن الله يحفظ كل عظامه، وواحدة منها لا تنكسر. ويقول داود بالروح: “كل عظامي تقول: يا رب من هو مثلك؟” (مز ٣٥: ١٠). هذا وقد مُنع اليهود من كسر عظمة من عًظام خروف الفصح (خر ١٢: ٤٦؛ عد ٩: ١٢). فالمسيح فصحنا ذُبح لأجلنا (١ كو ٥: ٧)، إنه حمل الله (يو ١: ٢٩)، لذلك لا تُكسر عظامه.

تشير العظام في العبرانية إلى قوة الجسم، بكونها تكَّون الهيكل العظمي للإنسان. فعدم كسر عظامه يرمز إلى أن السيد المسيح وإن كان قد قَبِلَ أن يصلب كما في ضعفٍ، لكن في ضعفه قوة. فالخطية تكسر عظامنا وتنزع عنا قوتنا، لذا يقول المرتل داود في مزمور التوبة: “تبتهج عظامي المنسحقة” (مز ٥١: ٨). لكن الخطية لم تقدر أن تكسر أو تسحق عظام المسيح، إنما وقف بثبات يحمل ثقل خطايانا حتى يخلصنا منها.