رموز وأسرار خيمة الإجتماع – الأغنسطس حسام كمال عبد المسيح

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأغنسطس حسام كمال
التصنيفات الكتاب المقدس, خيمة الإجتماع, دراسات في العهد القديم, عقيدة
الأسفار العهد القديم
آخر تحديث 22 أكتوبر 2023
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
11MB

مقدمة

لماذا أقيمت الخيمة ؟؟

+ ليسكن الله فيها وسط شعبه :

قال الرب لموسي النبي عندما أمره بأقامة الخيمة ” لأسكن في وسطهم ” ( خر 8:25 ) وأمر الرب بتقديم الذبائح فيها أيضاً والتي بواستطها يشعر الشعب برضي الله عليه .

+ ليعلن الله مجده فيها :

حيث تعتبر الخيمة مرحلة من مراحل الإعلان عن المجد الإلهي وتتناسب مع طبيعة الإنسان التي لم تتجدد بعد ،كما يقول معلمنا بولس الرسول عنها ” كشبه السماويات ” ( عب 5:8 ) فأنها تقدم ظلاً للحقيقة التي يريدها الرب ويشتاق إليها الإنسان،فيعود إلي حياة الفردوس التي فقدها بالخطية والعصيان.

+ الخلاص في خيمة الأجتماع :

كان هدف الرب من بناء الخيمة هو الإعلان عن الحب الإلهي والذي تجسد في شكل الفداء والخلاص ،فالخيمة بكل مشتملاتها والذبائح التي تقدم فيها وكل ما يلزمها من طقوس إنما تشير لعمل الله الخلاصي في ملء الزمان بالسيد المسيح .

أهدي هذا البحث لأستاذي محب دراسة الكتاب المقدس الخادم العزيز توني نسيم بكنيسة السيدة العذراء مريم والقديسة مريم المجدلية ًوفيما يلي دراسة كاملة عن خيمة الأجتماع من حيث الأسم والمكونات والطقوس والذبائح ورموز كل منها، مع التبسيط ببعض الصور التوضيحية والتي تجعل الموضوع سهل الدراسة ،الرب قادر أن يجعله سبب بركة بشفاعات أمنا العذراء مريم ورئيس الملائكة الجليل ميخائيل .أمين.

الفصل الأول

أسماء خيمة الأجتماع ودلالتها

+ المسكن :

تغرب الإنسان عن الرب بسقوطه في الخطية ،وبعد طرده من الفردوس إنتابه الشعور بالقلق والخوف وأصبح سلامه وأستقراره مرتبطاً بالعودة لله مرة أخري ” وأما المسكن فتصنعه من عشر شقق بوص مبروم وأسمانجوني وإرجوان وقرمز ” ( خر 1:26 ) ، ” فيصنعون لي مقدساً لأسكن في وسطهم ،بحسب جميع ما أنا أريك من مثال المسكن ومثال جميع أنيته هكذا تصنعون ” ( خر 9-8:25 ).

وقد أمر الرب موسي أن يقيم المسكن كالمثال الذي أراه إياه ليكون مسكناً له وسط شعبه ،فيشعر الشعب بأمان في الأرض الغريبة وبهذا يقتربون من الفردوس الأول.

+ مسكن الشهادة أو خيمة الشهادة :

غرس الشيطان في الإنسان بذور الشك في الحب الإلهي الذي تنطوي عليه الوصية فسقط في التعدي، فأقام موسي المسكن كشاهد عملي علي الحب الإلهي ،ولقد أمر الرب أن يحوي تابوت العهد ” لوحي الشهادة اللذين كتبا بإصبع الله كعهد بينه وبين شعبه ،ليستعيد الشعب الشعور بالحب الإلهي الذي تنطوي عليه الوصاياه.

” هذا هو المحسوب للمسكن مسكن الشهادة الذي بحسب أمر موسي بخدمة اللاويين علي يد إيثامار بن هرون الكاهن ” ( خر 21:38 ) .

” وأما خيمة الشهادة فكانت مع أبائنا في البرية كما أمر الذي كلم موسي أن يعملها علي المثال الذي كان قد رأه ” ( أع 44:7 ).

+ خيمة الإجتماع :

إبتعد الشعب عن الرب الإله فتمررت حياته في العبودية ،بعد ما خرج الشعب من أرض العبودية إلي البرية حيث الحرية بقيادة موسي كأمر الرب ،وأقام موسي خيمة الإجتماع ليحل الله فيها ويجتمع بشعبه ويقودهم إلي أرض الموعد .

” وأخذ موسي الخيمة ونصبها له خارج المحلة بعيداً المحلة ودعاها خيمة الإجتماع ” ( خر 7:33) .

+ بيت الرب :

بيت الرب أي البيت المخصص للرب الإله ،فكما أن الرب أمر بأقامة البيت حباً في الشعب ،هكذا أقام الشعب البيت كتقدمة حب للرب الإله .

” وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها إنما الفضة والذهب وأنية النحاس والحديد جعلوها في خزانة بيت الرب ” ( يش 24:6).

+ مكونات الخيمة :

– قدس الأقداس – التابوت -الحجاب – القدس – مذبح البخور – المنارة – مائدة خبز الوجوه – باب المسكن – المرحضة – المذبح النحاسي – سور الدار الخارجي – الباب الخارجي.

وبعد أن تحدثنا عن سبب أقامة الخيمة وأسمائها ننتقل للفصل الثاني للحديث عن مكونات الخيمة ونبدأ ب ” قدس الأقداس “.

الفصل الثاني

قداس الأقداس

يحتل ” قدس الأقداس ” القسم الداخلي من المسكن وهو مكعب الشكل طول ضلعه عشرة أذرع ،ويفصل بينه وبين القدس ستائر من أسمانجوني وأرجون وقرمز وبوص مبروم تسمي ” الحجاب ” ،وفي قدس الأقداس يوضع تابوت العهد،ولا يدخل إليه إلا رئيس الكهنة ومرة واحدة في السنة يوم عيد الكفارة العظيم ، إذ ينضح من دم ذبيحة الخطية علي وجه الغطاء أو كرسي الرحمة الموضوع فوق التابوت مرة واحدة إلي الشرق وسبع مرات قدامه ( خر 34-31:26 ) .

كان لا يوجد ضوء ولا منافذ في قدس الأقداس لأمن مجد الله كان مستقراً علي كرسي الرحمة

( غطاء التابوت ) بين الكاروبان ويملأ القدس بالضياء ” قال الرب لموسي وأنا أجتمع بك هناك وأتكلم معك من علي الغطاء من بين الكاروبين اللذين علي تابوت الشهادة ” ( خر 22:25).

– تابوت العهد

يسمي تابوت الشهادة ( خر 22:25 ) وتابوت العهد ( عد 30:10 ) وتابوت الرب ( يش 13:3) وتابوت الله ( 1صم 3:3 ) وهو عبارة عن صندوق من خشب السنط المغشي بالذهب النقي من الداخل والخارج وإرتفاعه ذراع ونصف ويلتف من أعلي إكليل من ذهب ،وله أربع حلقات من ذهب علي قوائمه الأربع ، ويوضع بها عصوان من خشب السنط المغشي بالذهب ليحمل بهما تابوت العهد ،ويبقي هذان العصوان بصفة دائمة في حلقات التابوت .

– غطاء التابوت أو كرسي الرحمة ( خر 22-17:25 )

يوضع الغطاء فوق التابوت ،وهو مستطيل الشكل يصنع من الذهب النقي ،طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف ، ويوضع علي طرفيه كروبين من ذهب نقي ،ويكون الكروبان باسطين أجنحتهما إلي فوق مظللين بأجنحتهما علي الغطاء ،ووجهاهما كل واحد نحو الغطاء ، ومن بين الكروبين وفوق الغطاء يجتمع الله بالشعب ممثلاً في موسي ،وقد أطلق الشعب علي مجد الحضرة الإلهية الحال هناك كلمة ” الشكينة ” وهي كلمة عبرية تعني ” الحضور الإلهي

– محتويات تابوت العهد

كان التابوت يحتوي أولاً علي لوحي الشهادة ( خر 16:25 ) وبعد بناء الهيكل في عهد سليمان لم يحتوي إلا علي لوحي العهد ” لم يكن في التابوت إلا اللوحان اللذان وضعهما موسي في حوريب حين عاهد الرب بني إسرائيل ” ( 2أي 10:5 ) وفي وقت لاحق تم وضع قسط المن وعصا هرون التي أفرخت ( عب 4:9 ) وهذان كانا موضوعين قبلاً أمام التابوت كما جاء في

( خر 16 ) و ( عد17 ).

– تابوت العهد بين الوظيفة والرمز

+ تم صنع التابوت من خشب السنط المغشي بالذهب النقي وهذا الخشب لا يسوس وفي هذا يشير إلي ناسوت السيد المسيح والذهب يشير إلي  لاهوته ،وبذلك فالتابوت في مجمله يشير للتجسد .

+ الغطاء الذي يعلو التابوت من الذهب ويشير إلي الله ،وعلي هذا الغطاء ينضح رئيس الكهنة دم ذبيحة الكفارة وهذه إشاراة إلي أن الدم يستمد قوة التكفير من عند الرب ،وهذا يرمز إلي أن دم الذبيحة التي قدمها المسيح علي الصليب ،كما أن الغطاء في اللغة العبرية يسمي ” كفورت ” وتعني كفارة أو رحمة ( رو 25:3 ).

+ حفظ لوحي العهد في التابوت يؤكد عجز الإنسان عن إيفاء كل مطالب الناموس ،ولهذا كان يقدم ذبائح بأستمرار للتكفير عن خطاياه ،اما في العهد الجديد فإن الرب يسوع جدد الطبيعة البشرية وأصبح الإنسان كتابوت العهد يحفظ الوصايا بداخله .

+ الكاروبيم كان يمثل سيف العدالة الذي يقف بين الإنسان وشجرة الحياة ،أما الكاروبان اللذان علي الغطاء كان وجهاهما يتقابلان في إنحناء ناظرين نحو الغطاء حيث ينضح رئيس الكهنة دم الكفارة ،وهما هنا يعلنان الرحمة الإلهية وقبول الرب للإنسان.

+ يرمز التابوت والقسط الذهبي وعصا هرون إلي العذراء مريم فهي التي تسربلت بمجد اللاهوت من الداخل والخارج مثل تابوت العهد ،وهي التي حملت الكلمة ربنا يسوع المسيح

( المن ) ، وهي التي ولدت المخلص بدون زرع بشر كعصا هرون التي أفرخت بدون سقي .

+ وجود العصوان بأستمرار في التابوت يشير إلي الغربة والأستعداد للرحيل كي يستقر الشعب في أورشليم أرض الموعد ، والجدير بالذكر أنه بعد وضع التابوت في الهيكل تم نزع العصوان لأن الشعب قد أسترح في أورشليم الأرضية والتي ترمز للراحة في أورشليم السمائية .

الفصل الثالث

القدس

كان مصنوعاً من ألواح من خشب السنط المغشي بالذهب من الداخل والخارج وكان مستطيل الشكل وبلا أي منافذ للضوء ويمثل القدس القسم الشرقي من المسكن وطوله عشرون ذراعاً وعرضه عشرون ذراعاً وإرتفاعه عشرة أذرع ( خر 18-16:26 ) .

كان يحوي القدس ” مائدة خبز الوجوه ” وهي علي يمين الداخل إلي القدس (خر 22:24) يقابلها ” المنارة الذهبية ” ( خر 24:24 ) ،وفي الوسط أمام الحجاب يوجد ” مذبح البخور وكان يدخل الكهنة إلي القدس كل حين لإقامة الخدمة كما جاء في رسالة معلمنا بولس إلي العبرانين ” ثم إذ صارت هذه مهيأة هكذا يدخل الكهنة إلي المسكن الأول كل حين صانعين الخدمة ” ( عب 6:9 ) ، وفيما يلي نتحدث عن محتويات القدس :

+ مائدة خبز الوجوه

صنع موسي المائدة من خشب السنط المغشي بالذهب ، وكان طولها ذراعان وعرضها ذراع وإرتفاعها ذراع ونصف،وكان لها إكليل من ذهب حولها وحاجب بمسافة شبر حولها أيضاً وكان هناك إكليل للحاجب إيضاً وبها أربعة حلقات عند أطرافها ليوضع فيها عصوان لحملها وكان العصوان من خشب السنط المغشي بالذهب .

وكان مع المائدة الملحقات الأتية ” الصحاف ” وتسخدم لإحضار الخبز الساخن إلي المائدة ورفع القديم عنها ، و ” الصحون والجامات ” وهاتان لأجل اللبان النقي ، و ” الكاسات ” لسكب اللبان .

– أسماء خبز الوجوه

يسمي خبز الوجوه أو خبز الحضرة ( خر 30:25 ) ، ( خر 23:35) ويسمي بالخبز الدائم

( عد7:4 ) وخبز الوجوه الدائم للتقدمة ( 2أي 4:2 ) والخبز المقدس ( 1صم 4:2 ).

– طقس عمل خبز الوجوه

يأخذوا الدقيق ويخبزوه إثني عشر قرصاً ،ويجعلوهم صفين كل صف ستة علي المائدة الظاهرة أمام الرب ،ويجعلون علي كل صف لباناً نقياً فيكون للخبز تذكاراً وقود للرب ،وفي يوم السبت يرتبه الكهنة أمام الرب دائماً من عند بني إسرائيل ميثاقاً دهرياً ،فيكون لهارون وبنيه فيأكلونه في مكان مقدس ( لا 9-5:24 ).

– مائدة خبز الوجوه بين الوظيفة والرمز

+ يقدم هذا الخبز وهو ساخن كل يوم سبت ويرفع الخبز القديم وهذا يشير لتجديد العهد من ناحية الشعب ،ومن ناحية الله ،فالخبز هنا يشير إلي أن كلمة الله ثابتة وعهوده صادقة كما أن قلب الله ملتهب حباً نحو.   خلاص شعبه .

+ هذا الخبز لا يأكله سوي الكهنة وذلك في يوم السبت يوم الراحة في موضع مقدس لأنه مخصص للرب ،وهذا يعني أن من يأكل من هذا الخبز يجب أن يكون مخصصاً لله ويحيا حياة القداسة .

+ يصنع هذا الخبز من الدقيق النقي وهذا يشير للسيد المسيح حيث أنه كان طاهراً كاملاً في كل شئ ولقد شهد له بيلاطس بهذا حيث قال ” لم أجد علة في هذا الإنسان ” ( لو 4:23).

+ الدقيق النقي هو الحنطة بعد أن تطحن وتنخل وهذا ما أنطبق علي الرب يسوع إذ قيل عنه في إشعياء ” مسحوق لأجل آثامنا ” ( إش 5:53 ).

+ يوضع اللبان النقي فوق خبز الوجوه ،إشارة إلي رائحة المسيح الذكية التي أنتشرت وملأ كل أقطار الأرض بالصليب ” اسمك دهن مهراق “. ( نش 3:1 ) ،ونحن بالأشتراك في آلام الرب يسوع ونقتني حياته فينا فتفوح رائحته الذكية فينا ” أفاح نارديني رائحته ” ( نش 12:1 ) .

+ تصنع المائدة من خشب السنط المغشي بالذهب كالتابوت لأنها تشير إلي تجسد السيد المسيح ليتمم عمله الخلاصي كما أنها ترمز لسرالأفخارستيا والذي يرمز له خبز الوجوه.

+ المنارة الذهبية ( خر 40-31:25 )

كانت المنارة تصنع من الذهب النقي ،وتتكون من قاعدة وست أفرع وكل إثنتين منها متصلتان معاً بحيث يخرج من كل جانب ثلاث شموع أي تحوي سبعة سرج وتحت كل شعبتين متصلتين توجد ” عجرة ” أي برعم ،كما تتزين المنارة وشعبها الستة بالكاسات لوزية وكل منها معه عجرة وزهرة ،أما المنارة فكان بها أربعة كاسات لوزية بعجرها وأزهارها .

وكانت تصنع جميعها بخراطة واحدة من وزنة ذهب نقي ” 45 كجم ” وكان يلحق بالمنارة ملاقط من ذهب لتنقية الفتائل من الرماد و”منافض ” أي أوان صغيرة لحفظ الرماد ،وتضئ السرج السبعة بزيت الزيتون النقي ( خر 20:27 ) كما كانت توضع المنارة في القدس مقابل مائدة خبز الوجوه وكانت تضئ بأستمرار صباحاً ومساءاً.

– المنارة الذهبية بين الوظيفة والرمز

+ تصنع المنارة من الذهب النقي لأنها ترمز للسيد المسيح بهاء مجد الآب ورسم جوهره ( عب 3:1 ) وبالتالي الفتائل السبعة تشير إلي المؤمنين والزيت يشير إلي الروح القدس العامل في الكنيسة .

+ كانت المنارة تضئ ليلاً كما أن السيد المسيح يبدد ظلمة الخطية وقد أضاء للجالسين في ظلمة وظلال الموت ،حيث أن الليل يشير لغياب المسيح بالجسد عن الكنيسة ولهذا وجب علي المؤمنين أعضاء جسد المسيح أن يحملوا نوره أي رسالته إلي العالم وقد عبر القديس بولس عن هذا قائلاً ” إذاً نسعي كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله ” ( 2كو 20:5 ).

+ الفتائل لا يمكن أن تستمر في الإشتعال بدون الزيت فهو الوقود الذي يغذيها بإستمرار ، فالزيت يشير إلي نعمة الروح القدس التي تشعل فتائل حياتنا بنيران الحب الإلهي .

+ كما أن المنارة تشير للسيد المسيح والسرج تشير لأسرار الكنيسة السبعة ،هكذا فالمسيح يقيم الأسرار في الكنيسة والروح القدس يستكمل إستنارة المؤمنين بفعل الأسرار السبعة.

+ تتحلي المنارة بكل شعبها بالبراعم والزهور والكاسات اللوزية ،فمن المعروف أن شجرة اللوز أنها تسبق كل الأشجار في الإزهار والإثمار فهي ترمز بهذا إلي قيامة الرب يسوع من حيث أنه صار باكورة الراقدين.

+ كما أن المنارة ترمز للعذراء مريم التي حملت النور الذي هو المسيح وإن كان المسيح هو النور لكن الزيت الذي في السرج يرمز للروح القدس .

+ مذبح البخور الذهبي ( خر 10-1:30 )

كان يصنع من خشب السنط المغشي بالذهب النقي ،سطحه مربع طول ضلعه ذراع وعرضه ذراع وإرتفاعه ذراعان ،ويلتف حوله إكليل من الذهب بحيث يوجد تحته حلقتين من الذهب علي حانبيه لتكونا مكاناً لعصوان يحملانه بهما ،كما أن العصوان مصنوعتان من خشب السنط المغشي بالذهب ،كان يصنع به أربع قرون في زواياه من الأعلي ويوضع مذبح البخور في القدس قدام الحجاب أمام الغطاء الذي علي تابوت العهد .

وكان هرون يوقد عليه البخور المعطر النقي كل صباح حين يصلح السرج وفي العشية حين يصعد السرج ،وكان يأخذ النار من مذبح المحرقة في المجمرة ( لا 12:16) ويتكون البخور من المواد التي حددها الله وكان ممنوعاً منعاً باتاً أن يوقد بخور غريب علي المذبح أو تقدم عليه نار غريبة ( لا 1:10،24:9) وكان ممنوع أن تقدم عليه محرقة ،وكان هرون يضع علي قرونه من دم ذبيحة الخطية التي للكفارة مرة واحدة كل عام في يوم الكفارة العظيم ( خر 10:29 ).

– مذبح البخور بين الوظيفة والرمز

+ سمي مذبح البخور بالمذبح بالرغم من أنه لا يقدم عليه ذبائح حيوانية ،لأن البخور الذي يقدم عليه إنما يرمز إلي الذبائح ولكن من نوع أخر وقد أطلق الرب عليها إسم “ذبائح ” وهي الحمد والإعتراف والتسبيح والصلاة والعطاء “ذابح الحمد يمجدني ” (مز 23:50) ،”وليذبحوا له ذبائح الحمد ” ( مز 22:107)، ” اقبل حسناً فنقدم عجول شفاهنا ” ( هو 2:14 ).

+ البخور لا يتسامي ولا يتصاعد إلي أعلي معطياً رائحته الذكية إلا بالنار ،هكذا الذبائح التي ذكرنها لا تتسامي وتصعد في ذبيحة الرب يسوع ولا تفوح منها رائحة المسيح الذكية إلا إذا أقبل الإنسان علي حمل الصليب .

+البخور يشير إلي صلوات المؤمنين ، فإذا كان المذبح يرمز إلي السيد المسيح فهذا يعني أنه هو الذي يقود تسبيحنا ويرفع تقدماتنا وهذا ما ذكره القديس بولس قائلاً ” أخبر باسمك إخواتي وفي وسط الكنيسة أسبحك ” ( عب 12:2 ).

+ علي قرون المذبح كان هرون يضع من دم ذبيحة الكفارة مرة واحدة في السنة ،كما أن النار كانت تؤخذ من مذبح المحرقة الذي يقع خارج القدس ذلك لأن النيران كانت من الله ( لا 24:9 )

+ كان المذبح مربعاً ويصنع من خشب السنط المغشي بالذهب النقي فيشير إلي الرب يسوع في تجسده ونجد أن أبعاد المذبح المتساوية تشير إلي كمال صفاته البشرية والإلهية ،كما أن المدينة السماوية مربعة الشكل ،وقرون المذبح تشير إلي قوة المسيح الشفاعية كإله ” مهما سألتم بإسمي فذلك أفعله ” ( يو 13:14 ) ، ” لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم بإسمي “( يو 16:15 ) .

+ الحجاب ( خر 36،35:36،33-31:26 )

هو عبارة عن ستائر مصنوعة من ” أسمانجوني ، ارجوان ، قرمز وبوص مبروم ) وتقام هذه الستائر علي أربعة أعمدة من خشب السنط المغشي بالذهب وتقام الأربعة أعمدة علي أربعة قواعد من فضة وكل قاعدة عبارة عن وزنة كاملة ،ويفصل الحجاب بين القدس وقدس الأقداس ويقام موازياً لباب الخيمة ومساوياً له في الأبعاد ،إلا أن الحجاب يمتاز عن باب الخيمة بالكروبيم .

– الحجاب بين الوظيفة والرمز

+ الحجاب يفصل بين القدس وقدس الأقداس ،ولا يستطيع أحد الدخول لقدس الأقداس إلا رئيس الكهنة مرة واحدة في السنة .

+ الكاروبيم الذي علي الحجاب يذكرنا بطرد الإنسان من الفردوس ومنعه من الأكل من شجرة الحياة ( تك 24:3 ) .

+ رئيس الكهنة يدخل لقدس الأقداس وعلي يده دم ذبيحة الكفارة ليكفر عن خطاياه وجهالات الشعب ،إذاً فالخطية هي الحاجز الوحيد الذي يمنع الإنسان من دخول السماء ” قدس الأقداس “.

+ الحجاب يتكون من ستائر مصنوعة من أسمانجوني واراجون وقرمز وبوص مبروم ولذا فهو يرمز للسيد المسيح من حيث أن :

– الأسمانجوني / لونه أزرق سماوي ويشير لكونه من السماء ( يو 13:3 ) .

– الأراجوان / لونه أحمر مائل إلي الزرقة وهو من ملابس الملوك ،علامة علي ملكه الأبدي الأزلي ( مز 2 ).

– القرمز / هو لون الدم ويشير إلي عمله الخلاصي بسفك دمه الكريم لأجل خلاصنا .

– البوص المبروم / الكتان الأبيض النقي ،إشارة إلي الطهارة والنقاوة الكاملة من الخطية .

وقد أعلن بولس الرسول صراحة أن الحجاب هو جسد السيد المسيح ” طريقاً كرسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أي جسده ”  (عب 20:10 ).

+ السيد المسيح كالحجاب الذي يقف بعدله في وجه الخطاة الأشرار،لأنه لا يقبل أن تشترك الظلمة والنور معاً في مجده .

+ الحجاب كان يحمل علي أربعة أعمدة من السنط المغشي بالذهب ،وهذه الأعمدة تقوم علي أربعة قوائم من الفضة ،فالأعمدة تشير للمؤمنين من كل أنحاء العالم الذين أمنوا بنعمة الفداء

( القواعد الفضية ) وصاروا شركاء الطبيعة الإلهية ( الخشب المغشي بالذهب ) .

– باب الخيمة ( خر 38،37:36،37،36:26 )

يقع الباب في أقصي الشرق من الخيمة ،وهو عبارة عن ستائر من أسمانجوني وأرجوان وقرمز وبوص مبروم مطرزة ،وكانت تعلق علي خمسة أعمدة من خشب السنط المغشي بالذهب ،كما أن رؤوسها وقضبانها مغشاة بالذهب وقواعدها من النحاس ورززها من ذهب ،كما أن باب الخيمة موازي للحجاب وستائره ولها نفس الألوان غير أنه لا يوجد عليه كاروبيم مثل الحجاب .

– باب الخيمة بين الوظيفة والرمز

+ يرمز الباب إلي السيد المسيح بصفته باب الخراف ” أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص ” ( يو 9:10).

+ لا يوجد كاروبيم علي الباب وذلك لأن الكل مدعوين ” ممثلين في الكهنة ” للدخول إلي شركة آلام المسيح له المجد ،لكي ينالوا بجهادهم ضد الخطية هبات الله .

+ تقام الأعمدة علي أعمدة من النحاس وهي ترمز للثبات في الجهاد وأما القواعد الفضية فهي تشير للفداء .

+ الأعمدة الخمسة من خشب السنط المغشي بالذهب وهذا يشير إلي المومنين الذين صارت له طبيعة جديدة عن طريق المرحضة “المعمودية”

+ الواح المسكن

تتركب حوائط المسكن من 48 لوحاً،كل لوح عرضه ذراع ونصف وإرتفاعه عشرة أذراع ،وعددهم : عشرون لوح جهة الشمال وعشرون جهة الجنوب وثمانية الواح جهة الغرب منها إثنان مزدوجان لزاويتي المسكن .

وكانت تصنع الألواح من خشب السنط المغشي بالذهب ، ويرتكز كل لوح علي قاعدتين من الفضة بواسطة رجلين مقرونتين الواحدة بالأخري ،ومن المرجح أن القواعد كانت مدفونة في الأرض كالأساس ،وكل قاعدة عبارة عن وزنة من الفضة وتزن 45كجم ويبلغ عدد قواعد الألواح 96 قاعدة .

وتتصل الألواح بعضها ببعض بواسطة خمسة عشر عارضة أفقية ، في كل جانب من الجوانب الثلاث ،خمس عوارض منهم إثنان من أعلي واثنتان من الأسفل وعارضة في الوسط وتنفد كل منهم إلي الطرف الآخر.

وتصنع العوارض من خشب السنط المغشي بالذهب ،وتثبت هذه العوارض في حلقات ذهبية مثبتة في الألواح ،أي أنه يوجد في كل لوح  ثلاث حلقات وتثبت بها العوارض من الخارج .

– الواح المسكن بين الرمز والوظيفة

+ الألواح كانت من خشب السنط الذي لا يسوس وهذا إشارة إلي أن المؤمنين الثابتين في الله هم شركاء الطبيعة الإلهية ،كما أن الألواح تغطي بالذهب من الداخل والخارج وهذا يعني أن المؤمنين يحملون سمات المسيح خارجيا بأعمالهم وبالداخل حيث نوره الذي به يعاينون.     النور بالأضافة للروح القدس .

+ الألواح في مجموعها تكون حائط المسكن والذي يشير إلي جسد المسيح أي الكنيسة أو المؤمنين .

+ يرتكز كل لوح علي رجلين في القواعد الفضية ،وهذا يدل علي أن المؤمنين الذين قبلوا شركة آلام وموت المسيح وقيامته وذلك عن طريق المعمودية وبالتالي أصبح عضو في جسد المسيح .

+ عدد الألواح ثمانية وأربعون أي ( 12×4 ) والعد 4 يشير للعالم أجمع ،والعدد 12  يشير لتلاميذ المسيح ،وهذا يعني أن الكنيسة بكرازة الرسل تمكنت من ضم المؤمنين من كل العالم إلي جسدها.

+ كل لوح يحمل ثلاث حلقات ذهبية وعن طريقها يتم الترابط بينه وبين.الألواح الأخري ،ونجد أن الحلقات الثلاثة تشير لتقديس النفس والجسد والروح بالصليب .

+ الشقق والأغطية

يوجد نوعان من الشقق ونوعان من الأغطية توضع جميعها فوق الألواح وفوق بعضها البعض لتكون سقف المسكن وتكسو جوانبه أيضاً ،وهذه الشقق والأغطية في مجملها ترمز إلي صفات السيد المسيح اللازمة للخلاص.

– أولاً / الشقق

– الشقق الأولي

هي عبارة عن عشر شقق ( ستائر ) من الكتان المبروم والأسمانجوني.والأراجوان والقرمز مطرزة بالكاروبيم ،كما أن جميع الشقق متماثلة في الشكل والمقاس فطول كل منها ثمان وعشرون ذراعاً وعرضها أربعة أذرع ،تتصل كل خمس شقق منها لتكون شقة واحدة ،وتتصل كل شقتان ببعضهما البعض بواسطة خمسين عروة في كل الطرفين المتقابلين للشقتين بشظاظ

( مشابك ) من الذهب ،وبالتالي يصير المسكن شقة واحدة أبعادها ( 28×40 ) ذراعاً ،وترتفع عن الأرض بمقدار ذراعاً واحداً في كل من الجانب الجنوبي والشمالي ،بينما تغطي الجانب الغربي تماماً حتي سطح الأرض .

– الشقق الأولي بين الوظيفة والرمز

مكونات الشقق الأولي هي نفس مكونات الحجاب والستارة التي في. مدخل المسكن ،وهي ترمز للرب المسيح في صفاته اللازمة والضرورية للخلاص مثل :

+ البوص المبروم : وهو الكتان الأبيض النقي الذي يرمز للنقاوة الكاملة للرب يسوع في ناسوته

+ الأسمانجوني : لونه أزرق سماوي فهو يرمز للرب يسوع في صفته السماوية. ” ليس أحد صعد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء ابن.الإنسان الذي هو في السماء ” ( يو 13:3 ).

+ الأرجوان : هو لبس الملوك في ذلك الوقت ،وهذا يرمز إلي أن الرب يسوع هو ملك الملوك ورب الأرباب ( مز 11:82

+ القرمز : لونه أحمر مثل الدم فهو يشير إلي العمل الخلاصي للرب يسوع ،كما نجد أن الحبل القزمزي الذي وضعته راحاب الزانية علي بيتها كان سبباً للنجاة من الموت ،كما أن هيرودس قد أمر جنوده بإلباس المسيح رداء قرمزي قبل صلبه .

+ الكاروبيم : يرمز للعدالة الإلهية ،فبالرغم من أنه المسيح أتي لخلاص البشرية إلا أنه سيدين من رفضوه .

+ عرض الشقق 28 ذراع أي ( 4×7 ) فالرقم 7 هو رقم الكمال ويشير لكنيسة العهد الجديد في كمال رسائلها للعالم كله والذي يشير له الرقم 4

+ طول الشقق 40 ذراع أي ( 10×4) وهذا يشير لكنيسة العهد القديم فرقم 10 يشير للوصايا العشر والذي عاشته كنيسة العهد القديم كتأهيل لمعرفة وقبول المسيح في العهد الجديد في كل العالم والذي يشير له برقم 4

+ تتكون الستارة الكلية من ستارتين كل منهما خمس ستائر تتصلان مع بعضهما خلال خمسين عروة بمشابك ذهبية ،وهذا يشير لإتحاد اليهود بالأمم  في كنيسة واحدة مقدسة يوم الخمسين بالروح القدس العامل فيها .

– الشقق الثانية

توضع كخيمة فوق الشقق الأولي ،وهي عبارة عن إحدي عشر شقة من شعر الماعز وجميع الشقق متماثلة في الشكل والمقاس ،فطول كل منها.ثلاثون ذراعاً وعرضها أربع أذرع ، تتصل خمس منها لتكون شقة وستة لتكون شقة أخري ،وتتصل الشقتان ببعضهما البعض بواسطة خمسين عروة في كل من الطرفين المتقابلين بمشابك من نحاس ،لتكون شقة واحدة توضع كخيمة فوق الشقق الأولي بحيث يقع موضع إتصال الشقتين فوق الحجاب ،وتتدلي شقق الخيمة فتغطي الجوانب الثلاثة تماماً حتي الأرض ،كما أنه يتم ثني الشقة السادسة لتغطي جزاءاً من الجانب الشرقي وهو باب الخيمة .

– الشقق الثانية بين الوظيفة والرمز

+ تتكون الشقق الإحدي عشرة من شقتين أحدهما خمس شقق وهذه تشير إلي الذبائح الخمس وهم أداة العبادة اليهودية ،أما الثانية فتتكون من ستة وهذا الرقم يشير لعبادة الأمم الناقصة لأن الكمال نعبر عنه برقم 7 ثم يرتبط الشقتين معاً يمشابك لتكون شقة واحدة وهذه تشير لكنيسة العهد الجديد والتي فيها أتحد اليهود والأمم بذبيحة المسيح الخلاصية.

+ الأشظة النحاسية ( المشابك ) التي تربط الشقتين تشير إلي ضرورة الجهاد .

+ شقق شعر الماعز تشير إلي صفة المسيح النبوية ،حيث أنها كان يصنع منها ملابس الأنبياء ” ويكون في ذلك اليوم أن الأنبياء يخزون كل واحد من رؤياه إذا تنبأ ولا يلبسون ثوب شعر لأجل الغش ” ( زك 4:13 )، وقد تنبأ موسي النبي عن الرب يسوع كنبي قائلاً ” ويقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلي له تسمعون ” ( تث15:18 )، وقد تم ذلك فنجد ما قالته المرأة السامرية ” يا سيد أري أنك نبي ” ( يو 19:4 ).

+ شعر المعزي كان يلبسه الناس كمسوح في الحزن وإظهار الندم والتوبة .( رو 12:6 ).

– ثانياً / الأغطية

– غطاء جلود الكباش المحمرة

كان يصنع هذا الغطاء من جلود الكباش المصبوغة باللون الأحمر ويوضع فوق شقق شعر المعزي ،ويرمز هذا الغطاء إلي الرب يسوع من حيث أنه قدم ذاته ليتمم الفداء نيابة عن البشرية كما يأتي :

+ البس الرب آدم وحواء أقمصة من جلد بعد سقوطه في الخطية ليستر عريهم وهكذا نحن في الرب يسوع نستتر من خطايانا ” لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ” ( غل 27:3 ).

+ الكباش تقدم كمحرقات وذبائح سلامة وذبائح إثم فهي إيضاً تقدم عند تقديس الكهنة ،حيث كان يؤخذ كبشان يقدم الأول محرقة والثاني يدعي ” الملء ” أي التقديس وكان الكهنة يضعون أيديهم عليه فيعلنون إتحادهم به وعندما يحرق دمه كفدية عنهم ،يؤخذ من هذا الدم ويرش علي المذبح للدلالة علي قبول الله للذبيحة ،ويؤخذ من هذا الدم ليوضع علي شحم آذانهم اليمني وأباهم أيديهم اليمني وأباهم أرجلهم اليمني . للدلالة علي أن آذانهم وأياديهم وأرجلهم قد تقدست وتكرست لخدمة الله تماماً ،ونجد أن إشعياء النبي قال عن السيد المسيح ” روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق ” ( إش 19:17 ).

+ اللون الأحمر يشير للدم وحيث أنه بدون سفك دم لا تحدث مغفرة ( عب 22:9 ) نجد المسيح أطاع حتي الموت علي الصليب ليفتدي الخطاة بدمه الزكي الثمين .

– غطاء جلد التخس

كان يصنع هذا الغطاء من جلد التخس وهو يغطي الخيمة من الخارج عند اقامتها وأيضاً يستخدم في تغطية أجزائها المختلفة عند الارتحال في البرية ،كما يتميز هذا الغطاء بالمتانة الشديدة لذا فهو يقي الخيمة من كل العوامل الجوية والتأثيرات الخارجية .

يرمز هذا الغطاء إلي السيد المسيح من حيث القوة والثبات ،فهو لم يتأثر بأي تجارب خارجية تبعده عن الهدف الذي تجسد لأجله وهو الفداء وخلاص البشرية ” جاز كل التجارب كإنسان ولكنه لم يخطئ وصار أعلي من السموات ” ( عب 26:7 ).

كما بالأضافة إلي جلود التخس لم يكن لها منظر جذاب للعين وهذا يطابق ما قاله إشعياء النبي عن المسيح ” لا صورة ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه ” ( إش 2:53 ).

الفصل الرابع

الدار الخارجية

الدار الخارجية هي عبارة عن فناء مستطيل الشكل طوله مئة ذراع وعرضه خمسون ذراعاً ،ويقام حوله سور به ستين عمود فيضم الجانب الشمالي والجنوبي عشرين عمود لكل إتجاه ، بينما الجانب الشرقي والغربي فيضم كل منهم عشرة أعمدة ،وتغشي رؤوس الأعمدة بالفضة وتستقر علي قواعد نحاسية ،وتتصل جميع الأعمدة بقضبان من فضة ورزز من فضة وذلك لتعليق الستائر عليها ،وإرتفاع السور خمسة أذرع وهو عبارة عن ستائر مربعة الشكل مصنوعة من الكتان النقي أما طول كل منهم فهو خمسة أذرع ،ويقام المسكن في الجانب الغربي من الدار الخارجية ،أما باب الدار الخارجية فيتوسط الجانب الشرقي من السور ،ويقام علي أربعة أعمدة وهو عبارة عن ستارة مقاسها 20×5 ذراع وتصنع من الأسمانجوني وارجوان وقرمز وبوص مبروم ويوجد ستارتان علي يمين ويسار الباب تقام كل منهم علي ثلاثة أعمدة 15×5 ذراع ومصنوعة من الكتان .

– السور الخارجي بين الرمز والوظيفة

+ سور الدار الخارجية بما فيه من أعمدة وستائر كتان يرمز إلي المؤمنين العاملين في الخدمة والكارزين بإسم المسيح .

+ يحتوي السور علي ستين عمود أي (3×4×5) وهذا يرمز للمؤمنين الذين تقدست حواسهم والذي يرمز إليهم الرقم 5 كما يرمز الرقم 3 للثالوث القدوس ،كما يشير الرقم 4 إلي العالم .

+ أما عن إرتفاع الأعمدة فهو خمسة أذرع وهذا إشارة إلي أن الثالوث يعطي المؤمنين قوة وفاعلية الذبائح الخمس والتي هي جوهر العبادة في الخيمة .

+ كما أن الألواح تشير للمؤمنين المتمتعين بالأقداس ،فإن الأعمدة تشير للمؤمنين الخدام والكارزين بكلمة الله للآخرين

+ تركيب الباب الخارجي هو نفسه تركيب باب المسكن والحجاب مما يشير إلي أن السيد المسيح هو باب الخراف الذي فيه وحده ندخل إلي الشركة في جسده ودمه  .

+ تغشي رؤوس الأعمدة بالفضة وترتبط معأً عن طريق قضبان من الفضة ،فإذا كانت الفضة تشير لكلمة الله ( مز 6:12 ) فهي يعني أن كلمة الله هي التي تربط المؤمنين معاً وتوحدهم .

+ تقام هذه الأعمدة علي قواعد من نحاس إشارة إلي المثابرة في جهاد الخدمة والكرازة .

+ الأوتاد والأطناب ( خر 40:39،18:35،19:27 )

كانت الخيمة تشد إلي الأرض وهكذا الدار الخارجية بواسطة الأوتاد النحاسية والأطناب

( الحبال ) فتثبت في البرية ولا تتأثر بالعوامل الجوية المختلفة ( عواصف – أمطار …..الخ ) .

ترمز هذه الأطناب والأوتاد إلي الحب الإلهي ،الذي جذب لنا السيد المسيح وأرتباطنا به بعد أن كنا أمواتاً بالخطايا .

كما ترمز الأوتاد النحاسية إلي السيد المسيح في ثباته وخضوغه لمشيئة   الآب في قبول الصليب ،بالرغم من الأهوال والتجارب التي لاقاها من الشيطان .

+ فضة الكفارة ( خر 16-11:30 )

أوصي الرب موسي النبي بأن يدفع كل فرد عمره عشرون سنة فما أكثر فدية عن نفسه تقدر بنصف شاقل وذلك عندما يقوم بتعداد لهم لئلا يصير فيهم وباء ، مع المساواة بين الغني والفقير في قيمة الفدية وتخصص لخدمة الخيمة وتكون تذكاراً للرب والتكفير عن أنفسهم .

– رمز فضة الكفارة

+ بالخطية أنفصل الإنسان عن الله ولكي يرجع الإنسان له مرة أخري عليه أن يفديه أحد ولهذا كان الشعب يحتسب جنود وخدام للرب الساكن وسط شعبه .

+ كان قيمة الفدية نصف شاقل أي ما يوازي قرروش وهذا مبلغ ضيئيل جداً ،وهذا يعني أن فداء المسيح كان مجاني.

+ كانت الفدية بالنسبة لمقدمها إعتراف بأنه مستوجب الموت فيطلب     عفو الله ولكنه بعيد عن قدس الأقداس.

– المشتملات الخارجية للمسكن

+ مذبح المحرقة ( خر 7-1:38،1:27 )

يوضع مذبح المحرقة أمام باب الدار من الداخل ،فهو أول ما تراه في طريقك للقدس ويقع علي خط مستقيم مع باب الدار وباب المسكن والحجاب وتابوت العهد وهو مصنوع من ألواح من خشب السنط المغشي  بالنحاس بحيث يكون أجوف ،وطوله يساوي عرضه وهو خمسة أذرع أما إرتفاعه ثلاثة أذرع وله أربعة قرون عند زواياه الأربعة ،ويوجد به حاجب ” أي شفة بارزة حوله من الخارج ” ويوضع أسفله شبكة من نحاس بحيث تكون في منتصف المذبح ” من الداخل ” وله أربعة حلقات من نحاس وتوضع علي حانبي المذبح ” أسفل الحاجب ” ويصنع له عصوان من خشب السنط المغشي بالنحاس لوضعهما في الحلقات الأربعة ليحملوه بهم أثناء ترحيلهم .

جميع آنية المذبح من النحاس” وذلك لأن النحاس يتحمل درجة الحرارة ” وهي ( القدور لرفع الرماد ، الرفوش ” أي الجواريف ” لنقل الرماد من المذبح إلي القدور ، والمراكن ” الطشوت ” لتلقي دماء الذبيحة ، والمناشل ” شوك كبير ” وذلك لترتيب قطع الذبيحة علي المذبح ،والمجامر لنقل النار من علي المذبح لمذبح البخور ).

تقدم كافة أنواع الذبائح ” وسنتكلم عنها في فصل مخصص ” علي مذبح المحرقة وتكون النار متقدة لا تطفأ ( لا 9:6 ) ومصدر هذه النار من عند الرب ( لا 24:9 ).

– مذبح المحرقة بين الوظيفة والرمز

+ تتم صناعة المذبح من النحاس من خشب السنط وفي ذلك يكون رمزاً للصليب ،ويغشي بالنحاس لأن السيد المسيح تقبل كل دينونة الخطاة علي الصليب في ثبات كامل كالنحاس الذي هو رمز الصبر والمثابرة .

+ المذبح مربع وهذا يرمز إلي كفارة المسيح كانت للعالم أجمع ،كما أن للمذبح أربعة قرون تشير إلي القوة وهذا ما أشارت إليه حنة النبية حين   قالت ” ارتفع قرني بالرب ” ولأجل كان رش دم ذبيحة الخطية علي القرون دلالة علي ذبيحة المسيح الكفارية .

+ طول المذبح يساوي عرضه وهو خمسة أذرع وهذا يرمز إلي أن المؤمنين تتقدس كل حواسهم بفعل ذبيحة المسيح .

+ إرتفاع المذبح ثلاثة أذرع والثلاثة تشير للقيامة والتي لولاها لكان الصليب مجرد حدث تاريخي وإنتهي .

+ المذبح مجوف وتشتعل النار في داخله وهذه إشارة إلي الآلام النفسية والجسدية والروحية التي قاساها السيد المسيح والتي عبر عنها ليلة آلامه حينما قال ” نفسي حزينة حتي الموت ” (مر 34:14 ).

+ تكرار تقديم الذبيحة يدل علي عدم نفعها وعجزها كما كان يفعل رئيس الكهنة في عيد الكفارة كل عام عندما يدخل بالدم لقدس الأقداس.

+ المرحضة ( خر 18:40 ) ، ( خر 8:38 )

أوصي الرب موسي بأن يصنع مرحضة من نحاس وقاعدتها من النحاس ،ويضعها بين المسكن ومذبح المحرقة حتي يغتسل هرون والكهنة منها عند دخولهم للقدس وعند إقترابهم من المذبح للخدمة وكان الموت هو نتيجة كسر هذه الوصية ،وفي الغالب كانت المرحضة مستديراً مثل البحر الذي تم عمله في هيكل سليمان ( 1مل 23:7 ) .

– المرحضة بين الوظيفة والرمز

+ الأغتسال الكامل في بداية الخدمة يشير إلي الولادة الثانية من الماء والروح القدس في المعمودية ،أما الأغتسال المتكرر للأيدي والأرجل في الخدمة اليومية يشير للتوبة والتي يعتبرها الأباء معمودية ثانية.

+ ترمز المرحضة للمعمودية التي تأسست علي ذبيحة الصليب ،حيث أن  بالمعمودية يولد من جديد .

الفصل الخامس

الذبائح في الطقس اليهودي

تدور فكرة الذبيحة حول حيوان برئ يموت عن إنسان مذنب ،وعندما يتقدم عند باب الخيمة ومعه الحيوان ” الذبيحة ” فيشعر بالمعاني الأتية :

– أنه مخطئ ومعترف بخطيته .

– اعترافه بأنه بسبب خطيته يستحق الموت لأن أجرة الخطية موت.

– أعترافه بمبدأ الفداء ،وهو أن نفس غير مذنبة وبريئة تموت حاملة الخطية و لكنها ليست خاطئة .

ونجد أن للخطية نتيجتان وهما :

+ أحزان قلب الله

+ هلاك الإنسان

وفيما يلي نتكلم عن الذبائح الخمس والمرتبطة بخيمة الإجتماع :

+ ذبيحة المحرقة ( لا1 )

– ويرجع تسميتها بهذا الإسم لأن الذبيحة تحترق بالكامل ، كما أن كلمة محرقة تعني بالعبرية ” عولة ” أي التي تعلو إلي فوق .

– أما عن فاعليتها فهي مختصة بإرضاء الله وإدخال السرور لقلبه ولهذا وردت أول الذبائح ، وقد تكون بقر أو غنم أو بالنسبة للفقراء تكون يمام أو حمام

– وطقس الذبيحة يكون كالأتي :

تكون الذبيحة ذكراً صحيحاً بلا عيب ” وليس المقصود بكلمة ذكراً هو التمييز بين ذكر وأنثي ولكن لها معني روحي وهو الرجولة الناضجة ) ثم يقدم إلي باب خيمة الإجتماع ويجب أن تقدم برضاء كامل وحرية تامة ،ثم يضع يده علي رأس الذبيحة معترفاً بخطاياه فتنتقل الخطية من        الإنسان المذنب إلي الحيوان البرئ ثم يموت نيابة عنه ، ثم يرش دمه مستديراً ” الدائرة تشير للأبدية و إستيفاء العدل الإلهي ، كما أن الدم هو سر قوة الذبيحة وهو رمز لبذل الحياة ” ثم يقوموا بسلخ الذبيحة وتقطيعها ” السلخ هو نزع الغطاء الخارجي وهذا إستعلان أن الذبيحة بلا عيب من الداخل والخارج ، أما التقطيع فهو إشارة للإنسحاق الكامل أمام الله ” ثم يقومون بغسل أكارعه وأحشاؤه بالماء ثم تشعل فيها النار ولا يأكل منها أحداً .

+ ذبيحة السلامة ( لا 3 )

تشير للشركة مع الله والشركة مع الناس ” هي الذبيحة الوحيدة التي يأكل منها الشعب علي عكس المحرقة ” ،ويكون نصيب الرب فيها وهو الشحم ” أفضل جزء بالذبيحة ” ونصيب الكهنة الصدر والساق ” الصدر مركز الحنو والساق مركز القوة ” وللشعب الجزء الباقي .

كما تشير إلي الشكر لأنها كانت تقدم للسلام والشكر والوفاء بالنذور.

كما تشير أيضاً إلي السيد المسيح والذي وضع سلاماً بين الله والناس ،وهي تقدمة إختيارية إن لم تكن نذراً وتؤكل بالكامل يوم تقديمها وفي    حالة كونها نذراً يمكن أن تبقي يوماً ثانياً فقط ، كما يؤكل معها أقراص فطير ويمكن تقديمها من ذكر أو أنثي ،ولكن بالرغم من أن ذبيحة السلامة فيها وضع اليد علي الرأس وذبح ورش دم إلا أنها ليست لرفع الخطية إنما موضع سلامنا مع الله .

+ ذبيحة الخطية ( لا 4 )

وهي ذبيحة إجبارية علي الكل ويختلف نوعها تبعاً لخطية الإنسان الذي أرتكبها :

– الكاهن الممسوح يقدم ثوراً بن بقر.

– خطية الشعب تقدم ثوراً بن بقر.

– الرئيس يقدم تيس ماعز ..

-أي فرد من عامة الشعب يقدم أنثي ماعز .

– للفقير أن يقدم يمامتين أو فرخي حمام ،أما الفقير جداً يقدم قربان بدون زيت أو لبان .

وتقدم إلي باب الخيمة للإعتراف بالخطية ،كما توضع اليد علي رأس الذبيحة وفي حالة خطية الجماعة يضع شيوخهم أيديهم عليها ،وبعد ذبحها يرش الدم سبعة مرات رمز لكمال الكفارة التي قدمها المخلص .

أما في حالة خطية الكاهن والشعب كله يرش الدم علي مذبح البخور وعلي الحجاب وعلي قرون مذبح المحرقة ،وفي حالة خطية الرئيس العلماني أو فرد من الشعب فيتم رش الدم علي قرون مذبح المحرقة فقط ،كما أنها تحرق خارج المحلة كما صلب المخلص خارج أورشليم أما عن الحالات التي تقدم فيها ذبيحة الخطية فهي :

– من يكتم الشهادة و قسم بدون رؤية ومن مس شيئاً نجساً.

– في طقس تكريس الكهنة .

– تطهير الأبرص .

– تطهير المرأة بعد الولادة .

– أعياد ” الخمسين – المظال – الفطير – رؤوس الشهور – الباكورة – الهتاف – الكفارة .

+ ذبيحة الأثم ( لا 19-15:5 )

وتقدم للتكفير عن خطية حدثت سهواً وفي حالة خطية تستلزم تعويض وهي نوعين :

– إثم في أقداس الرب مثل العشور والتقدمات والأبكار، وفي هذه الحالة تدفع أولاً للكاهن أو يفدي يقيمتها.

– إثم في حق أحد الناس وهو لا يعلم ، وهنا يرد المسلوب مع إضافة خمس قيمته كتعويض ، وتكون التقدمة كبش صحيح من الغنم.

+ تقدمة الدقيق

– هي تقدمة إختيارية وتمثل حياة السيد المسيح بالناسوت علي الأرض ، ولهذا لا نجد فيها سفك دم ،أما عناصر التقدمة فهي :

– دقيق : من الحنطة المسحوقة حيث أن السيد المسيح شبه نفسه بالحنطة ، لونه أبيض ويشير لنقاوة المسيح ،ملمسه ناعم كإشارة إلي حنان المسيح علي أولاده .

– الزيت : يشير للروح القدس وبهذا تكون تقدمة الدقيق هي إشارة لعلاقة المسيح بالروح القدس

– اللبان : وهو أحد مكونات البخور ،ويشير لكهنوت المسيح الأعظم .

– الملح : كل القربان يجب أن يملح وهذا رمز للثبات وعدم الفساد .

– ويشوي الدقيق بالنار إشارة إلي آلام السيد المسيح بالجسد مثل الأهانات و اللطم والجلد .

– محظورات في تقدمة الدقيق :

الخمير : لأنه يشير إلي الشر حيث أن السيد المسيح كإنسان كامل لم يعرف الخطية

العسل : ويشير إلي الشر المحبوب في الظاهر الذي يجذب الإنسان وهو لا يشعر كما يشير لملاذ الدنيا وشهواتها .

يأكل من تقدمة الدقيق الكهنة فقط ويطلق عليها ” نصيب قدس الأقداس ” أي يأكلونها وهم مقدسون وبملابسهم الكهنوتية .

الفصل السادس

الأعياد في الطقس اليهودي

+ عيد الفصح & عيد الفطير

يأتي عيد الفصح يوم 14 نيسان أما عيد الفطير فيأتي في يوم 15 من نفس الشهر ” في اليوم التالي ” ويستمر عيد الفطير لمدة أسبوع ” حتي يوم 21 نيسان ” ولهذا يعاملان العيدين كعيد واحد ، ولكن يختلف طقس عيد الفصح عن طقس خروف الفصح ” الذي قام به بني إسرائيل قبل خروجهم من مصر ” ويختلف في :

– يتم ذبح الخروف علي باب خيمة الاجتماع ولم يعد يرش دم الخروف علي القائمتين والعتبة العليا بل يرش علي مذبح المحرقة .

– صاروا يأكلونه علي مهل بدلاً من أكله علي عجلة ” بسرعة “.

– كان يتم ذبح الخروف عند غروب يوم 14 نيسان .

أما عيد الفطير فيبدأ في ليلة الفصح ويستمر لمدة سبعة أيام ” الفطير هو خبز غير مختمر ” وهو الخبز المسموح بأكله طوال الأسبوع ،كما أنه يتم رفع الخمير من البيت كله .

+ عيد الباكورة

هو عيد يقدمون فيه حزمة من الشعير ” باكورة الحصاد ” وتقدم يوم الأحد ،حيث أن حزمة الشعير تشير إلي ربنا يسوع المسيح باكورة الراقدين ،وكما كان يقدمون الحزمة يوم الأحد هكذا قام المخلص يوم الأحد .

+ عيد الخمسين أو ” الأسابيع “

كان يقع بعد خمسين يوم من عيد الباكورة ،وفي هذا العيد يقدمون إثنان من الأرغفة ” به خمير ” من دقيق الحنطة ،ويشير الرغفان إلي اليهود والأمم اللتين تكونت بهما كنيسة العهد الجديد ،كما يشير هذا العيد إلي حلول الروح القدس علي التلاميذ علي اليهود والأمم ،كما نلاحظ             أحتواء الرغفان علي الخمير لأنهما يشيران للمؤمنين التي مازالت الخطية ساكنة فيهم .

+ عيد الأبواق

ويقع في اليوم الأول من الشهر السابع ،وكان صوت البوق يدعو الشعب للوقوف أمام الرب عند باب خيمة الاجتماع ،وهذه الأبواق ترمز للبوق الأخير في القيامة العامة .

+ عيد الكفارة

ويقع في اليوم العاشر من الشهر السابع ،وكانت هناك مراسيم خاصة للأعتراف والتكفير عن الخطية ،ويشير يوم الكفارة ليوم الفداء ” الجمعة العظيمة “.

+ عيد المظال

يبدأ في اليوم الخامس عشر من الشهر السابع ،ويستمر لمدة أسبوع وكان من أكثر الأعياد بهجة لبني اسرائيل حيث كانوا يقيمون في مظال مصنوعة من أغصان الأشجار الكثيفة ويرمز هذا العيد إلي نهاية العالم ومجئ المسيح الثاني وسط فرحة المؤمنين .

الفصل السابع

الاعداد في خيمة الاجتماع

+ العدد  3

وهو يشير إلي الثالوث القدوس وشهادة الله القوية لصدق مواعيده ،ويظهر هذا العدد في خيمة في :

– الله الآب الذي كان يملأ محضره قدس الأقداس مستقراً علي غطاء تابوت العهد ،وفيه يتقابل الله القدوس مع البشر الخطاة ،والمسيح المرموز إليه من جهة لاهوته وناسوته وموته الكفاري ،والروح القدس المرموز إليه بضوء المنارة الذهبية وزيت المسحة.

– ثلاثة أجزاء تكونت منها الخيمة وهي : قدس الأقداس والقدس والدار الخارجية .

– ثلاث معادن مستخدمة في عمل الخيمة : وهي الذهب والفضة والنحاس.

– ثلاثة سوائل مستخدمة في خدمة الخيمة : وهي الدم والماء والزيت.

– ثلاثة أشياء كانت موجودة في القدس : مائدة خبز الوجوه والمنارة الذهبية ومذبح البخور الذهبي .

– ثلاثة أشياء في الدار الخارجية : باب الدار الخارجية ومذبح المحرقة النحاسي والمرحضة .

– ثلاثة مداخل في الخيمة : باب الدار الخارجية ومدخل القدس ومدخل قدس الأقداس .

– ثلاثة أنواع تقدم كذبائح : من الماشية ومن الغنم ومن الطيور .

– ثلاثة من أبناء لاوي ونسلهم عليهم خدمة الخيمة : ” بنو مراري ” يحملون ألواح المسكن وعوارضه وأعمدته والأتاد ، و ” بنو حرشون ” يحملون شقق المسكن وخيمة الاجتماع وغطاء التخس وأستار الدار ، و” بنو قهات ” يحملون الآنية المقدسة .

– ثلاثة ألوان مستخدمة في الستائر : وهي ” أسمانجوني ” وهو اللون السماوي ويشير للمسيح الذي من السماء ،و ” أرجوان ” اللون الملكي  ويشير للمسيح ملك الملوك ، و ” قرمز ” ويشير إلي الدم .

– ثلاثة فئات في الشعب : الكهنة – اللاويين – عامة الشعب .

+ العدد 4

يشير إلي العالم كله ويظهر هذا العدد في :

– أربعة أغطية للخيمة : شقق البوص المبروم وشقق من شعر معزي وشقق من جلود كباش محمرة وشقق من جلود تخس .

– مذبح المحرقة كان مربع القاعدة وهو يشير لموت المسيح الكفاري عن حياة العالم كله .

– مان للمذبح أربعة قرون علي زواياه الأربعة .

– مذبح البخور كان مربع القاعدة .

– سجف باب الدار الخارجية كانت تحمله أربعة أعمدة .

– أفخر الأطياب التي كانت تضاف إلي زيت الزيتون فيتألف منها ” دهن المسحة المقدس

” ( خر 23:30) وهي المر القاطرة والقرفة العطرة وقصب الذريرة والسليخة

– البخور العطر كان يتألف من أربعة أنواع ( خر 34:30 ) وهي الميعة وأظفار و قنة عطرة ولبان نقي .

+ العدد 5  ومضاعفاته

العدد خمسة يشير إلي الإنسان وواجباته ومسؤلياته ،فالإنسان له خمس حواس وخمسة أصابع في كل يد وقدم ثم نجد الوصايا العشر المكتوبة علي لوحين تلخص مسؤالية للبشر تجاه الله وتجاه بعضهم البعض ،فنجد هذا الرقم ومضاعفاته في طول وعرض مذبح النحاس وإرتفاع ألواح المسكن وعدد ألواح المسكن والعوارض التي تربط ألواح المسكن والأعمدة والشقق التي تغطي الخيمة وعدد الستائر .

+ الرقم 7

هو عدد الكمال الإلهي ونحن نجده في :

– عدد سرج المنارة الذهبية : وتشير لأسرار الكنيسة السبعة .

– محتويات خيمة الاجتماع : التابوت والغطاء ومائدة خبز الوجوه والمنارة الذهبية ومذبح البخور الذهبي ومذيح المحرقة والمرحضة .

الفصل الثامن

قاموس الكلمات الصعبة

فيما يلي معاني الكلمة الصعبة الوارة في سفر الخروج والمرتبطة بخيمة.  الاجتماع لمزيد من السهولة أثناء الدراسة :

+ أسمانجوني : كلمة فارسية من مقطعين ” أسمان ” أي سماء ،و”جوني ” أي لون وتعني ما لونه أزرق .

+ ارجوان : ما لونه أحمر وهو صباغ أحمر كان يؤخذ من نوع من الأصداف.

+ قرمز : اللون الأحمر الدودي حيث يؤخذ من دودة القز التي تعيش علي أوراق التوت.

+ بوص : منسوجات تصنع من الكتان النقي.

+ جلود تخس : التخس هو حيوان بحري كبير وأليف وربما يكون الدولفين ،جلده سميك ومتين

+ حجارة جزع : نوع من الأحجار الكريمة تظهر فيها عدة ألوان جميلة.

+ تابوتاً من خشب السنط : صندوق من خشب السنط الذي لا يسوس .

+ حاجباً علي شبر : أي حافة علي مسافة شبر.

+ خبز الوجوه : خبز يوضع أمام الله .

+ كاساتها وعجرها وأزهارها : حليات في شكل كؤوس ،والأزهار هي الجزء الأخضر الذي يحيط بالزهرة من الخارج بمثابة إناء لها كما في زهرة اللوز ،أما العجر فهي عقد أو برعم .

+ ست شعب : أي ست فروع .

+ منافضها : أي أوان صغيرة كالأطباق وتوضع فيها الفتائل المحترقة

+ شقق : ستائر أو قطع مشقوقة من قماش مصنوع من الكتان الفاخر ومنسوج من خيط مركب من عدة خيوط معاً.

+ حائك حاذق : حرفي أو نساج ماهر .

+ شظاظا من ذهب : مفردها شظ ومعناها ” إبزيم ” أو مشبك

+ مقرونة إحداهما بالأخري : متوازيتان أو متقابلتان .

+ جهة الجنوب نحو التمين : أي جهة اليمين

+ عوارض: قضبان مستعرضة.

+ سجفاً : ستائر .

+ رززها : خطاطيف .

+ قدوره : أواني يتم رفع الرماد فيها.

+ رفوشه : مفردها رفش وهو الجاروف .

+ مراكنة : أوعية يوضع فيها دم الذبائح .

+ مناشله : مفردها منشل وهو أداة كالشوكة وتستخدم لوضع وتنظيم قطع اللحم علي النار.

+ مرضوض : الضغط علي الزيتون .

+ فرثه : يقصد بها الطعام الموجود في جوف الذبيحة.

+ شحمة الأذن : الجزء الموجود في أسفل الأذن.

+ مراً قاطراً : صمغ يسيل من شجرة شوكية ويستخدام في الطب والتحنيط .

+ قرفة عطرة : القشور الباطنية لشجرة القرفة والتي تتميز برائحة ذكية.

+ قصب الذريرة : قصب له رائحة طيبة وهو من الأطياب .

+ السليخة : صمغ من شجرة اللبني التي تنمو في سوريا وفلسطين.

+ الأظفار : أصداف لحيوان مائي يدعي ” ذا الصدف المجنح ” ويعطي رائحة ذكية عند حرقه

+ القنه : من أنواع الصمغ المعطر ويتم جمعه من عدة نباتات.

+ اللبان : صمغ يتم جمعه من الأشجار الشوكية وعندما يتم شقها تخرج منها عصارة فتجفف وتصبح اللبان .

+ أطناب : مفردها طنب وهي حبل يشد بها الخيمة إلي الوتد .

الفصل التاسع

الصور الإيضاحية

بعد قمنا بدراسة خيمة الاجتماع نظرياً ينبغي أن ندرسها عملياً وفيما يلي مجموعة من الصور التوضيحية للخيمة وكل مشملاتها لتسهيل الدراسة :