ثلاث كلمات – تأملات في الخادم و الخدمة من خلال أناجيل و قراءات قداسات صوم الرسل – د.أنسي نجيب سوريال

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الدكتور أنسي نجيب سوريال
التصنيفات الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, مبادئ الخدمة الروحية
آخر تحديث 10 فبراير 2024
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
6MB

بسم الآب و الابن و الروح القدس الإله الواحد آمين

مقدمة

+ هذا الكتيب هو ثمرة من أثمار صوم الأباء الرسل الذي نسميه صوم الخدمة ، إذ أن الأباء الرسل صاموه بعد حلول الروح القدس عليهم لكي ينطلقوا للخدمة مسنودين بالصوم و الصلاة .

+ و هذه الثلاث كلمات هي الرسالة اليومية التي كان الخدام يتغذون بها طوال صوم الرسل على صفحات شبكة التواصل الإجتماعي ( الفيس بوك –  facebook) ، و أيضاً كانت تُرسل إلى الكنيسة الأردنية الأرثوذكسية و الكنيسة الأرمنية العربية بلبنان و الكنيسة الريانية الإنجيلية و كنيسة لبنان الإنجيلية و كنيسة السريان الأرثوذكس بالأردن و جروب هليوبوليس للمهندسين المسيحيين .

+ الخدمة تستمد قوتها من شخص الرب يسوع – الخادم الحقيقي – و كل خادم لا ينظر إليه و يسترشد به في كل أموره هو غريب عن ملكوت الله .( سارق و لص ) و لا يمكن للخراف أن تتبعه لأنها لا تعرف صوت الغرباء .

+ هذا الكتيب هو خبرات في حياة الخادم و خبرات في حقل الخدمة إرتبطت إرتباطاً وثيقاً بأناجيل الأيام و الأحاد التي تُقرأ في صوم الرسل ، و دليل مرشد لكل خادم يريد أن يخدم خدمة روحانية بعيدة عن الشكل أو الفريسية .

+ الرب يبارك في هذا العمل و كل من تعب فيه و خاصة أسرة أبونا أندراوس الصموئيلي للكمبيوتر بالكنيسة و كذلك أباء الكنيسة الأجلاء و نيافة الأنبا تيموثاؤس أسقف قلوبنا المحبوب .

اليوم الأول من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس اع  15 : 36 – 41 ، 16 : 1 – 5 & الإنجيل يو 16 : 20 – 33

سوف نذكر مع الإنجيل قراءة الإبركسيس ( سفر أعمال الرسل ) لأنه سفر الخدمة وهو الترجمة الحقيقية لعمل الروح القدس في الرسل وفي الكنيسة بعد يوم الخمسين وهو سفر مفتوح إلي الأبدية لكل خادم أو خادمة لأن به منهج الخدمة السليمة علي مر الأجيال . في ثلاث كلمات عن الخادم وصفاته :

١- الخادم الفرحان :

(وَلَكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضاً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ ) ، الخدمة هي البشارة بالإنجيل ، والإنجيل هو البشارة المفرحة ، وفرح الخادم داخلي لأنه من الله ويأخذه الخادم ليس من نفسه ولكن من رؤية الله الدائمة له (سَأَرَاكُمْ ) ، لانه يعمل ليلاً ونهاراً في حقل الله فهو تحت نظر الله . لا يوجد مكان في الخدمة لخادم مكتئب أو حزين او يائس مهما كانت الظروف وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ (اع  5 :  41).

٢- الخادم المُصلي :

اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ. إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً(يو  16 :  24) ، الخادم لا يقف أمام الله ليطلب طلبات مادية لأنه يعلم أن هذه كلها تزاد لكم وتزداد ، ولكن له طلبة واحدة له ولأولاده وهي خلاص نفسه وخلاص أنفس أولاده وهذا هو الطلب الوحيد الذي أُؤمن بالأخذ (اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا) ، وأٌؤمن بالفرح (لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً) . الآباء الرسل كانوا يواظبون على ( تَعْلِيمِ الرُّسُلِ وَالشَّرِكَةِ وَكَسْرِ الْخُبْزِ وَالصَّلَوَاتِ ) (اع  2 :  42) . خدمة بدون صلاة هي طائر بلا أجنحة .

٣- الخادم المتألم :

( فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ ) ، هناك الآلام من خارج الخدمة مثل الإضطهاد والتعصب والتضييق علينا كمسيحيين أو معاملاتنا كأناس من الدرجة العاشرة لكن هذا بركة وفرح لأن عندنا وعود (ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ )، (يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا ) (رو  8 :  37) ،

( أبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا ) (مت  16 :  18) . وهناك الآلام من الداخل مثل المشاكل الشخصية أو التجارب الشخصية أو الأسرية ( اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ )

(يع  1 :  2) كما يقول القديس يعقوب في رسالته. وهناك تجارب من داخل الخدمة كما يقول سفر الأعمال اليوم عن إختلاف وجهات النظر بين بولس وبرنابا بشأن أخذ القديس مرقس ، صورة حية وجميلة لإختلاف وجهات النظر الذي لايفسد الود والحب ولا يُعتبر مشكلة …….. المهم الخدمة وسلام الكنيسة والنتيجة (وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ ) ( أع 2 : 47 ) .

اليوم الثاني من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس اع  20 : 17 – 38 & الإنجيل يو 10 : 1 -16

في ثلاث كلمات والتفسير في سفر الأعمال . الفرق بين الراعي والسارق والأجير :

١- الراعي :

هذا الإنجيل يُقرأ في رسامة الأساقفة والبطاركة وأيضاً في تذكاراتهم . الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف ، كيف ؟؟ الإجابة كاملة في أعمال ٢٠ :

أ . أَخْدِمُ الرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ وَبِتَجَارِبَ أَصَابَتْنِي بِمَكَايِدِ الْيَهُودِ. ( 19)

ب . كَيْفَ لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئاً مِنَ الْفَوَائِدِ إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ جَهْراً و َفِي كُلِّ بَيْتٍ.( 20 )

ج . إِنَّ وُثُقاً و َشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي. وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ. ( 23 ، 24 )

د . لِذَلِكَ اسْهَرُوا مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلاً و َنَهَاراً لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ.( 31 )

٢- السارق :

السارق لايدخل من الباب أي لايدخل حسب الكتب المقدسة ، (اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ) الخادم السارق هو الخادم الذي يسرق مجد الله لنفسه ويرى أن الخدمة لا تنجح إلا به ودائماً ينقد أي نشاط ، الخادم السارق يجعل المخدومين يتعلقون به وليس بالمسيح إذا حضروا ولم يجدوه يتركون الكنيسة وهو يفرح بذلك . السارق مثل يهوذا لا يستفيد من تواجده مع المسيح ولكن أهم شئ له ! ماذا سوف يستفيد من وراء المسيح ؟ حتي لو وصل الأمر أن يبيعه بأقل الأثمان .

٣- الأجير :

هو الخادم الذي لا يأتي حباً في الخدمة بل للبحث عن لقب هو لايبذل أي مجهود في الإفتقاد أو التحضير أو حتي الحضور في إجتماع الأسرة أو الخدمة . أي شئ تافه يمنعه عن الخدمة والخطير انه دائماً يهرب ولا يُحضر (لأَنَّهُ أَجِيرٌ وَلاَ يُبَالِي بِالْخِرَافِ .. فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً.

( اي ضيقة أو إضطهاد أو عمل الشيطان ) و َيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا ولكن بولس في سفر الأعمال يقول لنا (فِضَّةَ أَوْ ذَهَبَ أَوْ لِبَاسَ أَحَدٍ لَمْ أَشْتَهِ ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنَّكُمْ تَتْعَبُونَ وَتَعْضُدُونَ الضُّعَفَاءَ مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ») (اع  20 :  33و 35 ). ربي إجعلنا جميعاً رعاة صالحين وأبعد عنا صفه السارق او الأجير . راجع نفسك وخدمتك وإعرف من أي نوع أنت ؟!

اليوم الثالث من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع ١٥ : ١٣ – ٢٩ & الإنجيل لو ١٤ : ٢٥ – ٣٥

في ثلاث كلمات عن صفات تلميذ المسيح ” لا يقدر ان يصير لي تلميذاً “:

١- يترك ويبغض :

أساس التلمذة .. حياة الترك ومفهوم الترك هنا هو الإستعداد لترك أي شئ بفرح “قَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ،” (عب  10 :  34) ، الآباء الرسل جميعاً دخلوا من هذا الباب «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ.(مت  19 :  27) والبغضة هنا ليست كراهية الأهل أو التعالي عليهم بل هي بغضة الرباط أو التعلق العاطفي الذي يفقد الإنسان سلامه أو علاقته مع الله أو يعطله في التبعية والخدمة ( الذين تركوا او تهاونوا في الخدمة بسبب الخطوبة أو الزواج أو العمل ) .

٢- يحمل و يأتي :

” وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً “(لو  14 :  27) ، ليس المقصود هنا أن التلميذ يحمل الآلام فقط ، ولكن البداية أنه يؤمن بموت وقيامة المسيح لأنه مات ونحن لنا مكاناً في جسده . إذاً حمل الصليب والتبعية أُعطي لنا منه لأننا أعضاء جسده من لحمه ومن عظامه . إذاً لا تفكر في ثقل الصليب وقت التبعية لأنه هو تولى مسئولية الحمل عنك ، الوصية إيمانية وليست تخويفاً من الآلام” لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. “(اش  53 :  4).

٣- يحسب النفقة :

التلميذ يأخذ من سيده الحكمة ، والأساس الذي تكلم عنه الكتاب ” وَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجاً لاَ يَجْلِسُ أَوَّلاً وَيَحْسِبُ النَّفَقَةَ هَلْ عِنْدَهُ مَا يَلْزَمُ لِكَمَالِهِ ؟.لِئَلاَّ يَضَعَ الأَسَاسَ وَلاَ يَقْدِرَ أَنْ يُكَمِّلَ ” هو الطاعة والتواضع وإحتمال الأتعاب والمهانات . إنظر ما قاله سفر الأعمال عن طاعة بولس وبرنابا للآباء الرسل الكبار وأخذهم معهم برسابا وسيلا ، والإتضاع الذي عاشته الكنيسة الأولى ” رَأَيْنَا وَقَدْ صِرْنَا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ” والأتعاب ” رَجُلَيْنِ قَدْ بَذَلاَ نَفْسَيْهِمَا لأَجْلِ اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ “. ألم أقل لكم أن أساس البناء الطاعة والإتضاع والأتعاب .

اليوم الرابع من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع 17:20-38 & الانجيل يو 1:10-16

في ثلاث كلمات عن ماذا يقدم الخادم للمخدوم حتي يصل المخدوم إلي ما قاله السيد المسيح عن الراعي الصالح أو بمعني آخر مفهوم الرعاية والخدمة :

١- خدمة فردية :

” لِهَذَا يَفْتَحُ الْبَوَّابُ وَالْخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ فَيَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ .. وَالْخِرَافُ تَتْبَعُهُ لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ “، الخدمة الفردية هي عمل الرحمة الأول في الكنيسة ، كل مخدوم باسمه له خدمة خاصة به . ليست خدمة جماعي لايعرف فيها الخادم اسماء وظروف وأحوال أولاده بل خدمة كل فرد خدمة خاصة . الخدام يقولون الأولاد والبنات لا يسمعون لنا ولايقبلوا نصائحنا.. الإجابة : ” وَالْخِرَافُ تَتْبَعُهُ لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ ” ، المخدوم لايعرف صوتك في جلسات هادئة معه بل يسمع صوتك في خدمة جماعية لا عائد منها ، ببساطة .. النفوس التي سمع بها العالم حتي اليوم هي التي خلصها المسيح من خلال الجلسة الفردية .

٢- حرية غنية :

” أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى ” ، الخادم الحقيقي يقدم لأولاده المرعى أي الغذاء الروحي ، قدم لأولادك الإيجابيات وثبتهم فيها ( الصلاة ، الصوم ، الإعتراف والتناول ، الكتاب المقدس ) وبعد ذلك لاتسأل لماذا الأولاد بعيدين ؟ وكيف العالم يقيدهم ؟ بل سوف يعيشون في حرية غنية ويدخلون ويخرجون في العالم دون أن يتمكن منهم الشرير . ليس لنا حل للخروج بالاولاد من شر العالم الحاضر إلا هذا المرعى .

٣- حياة أبدية :

“وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ “، الخادم الحقيقي يقدم لأولاده الإيمان العامل بالمحبة ، غاية الخدمة أن يقدم الخادم الحياة الأبدية على الأرض لكي يراها المخدوم فيتعرف عليها في السماء . معلمنا بولس يجيب في سفر الأعمال “وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي لِلَّهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثاًمَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ “(اع  20 :  32) ، قدم لأولادك كلمه الله نقية نابعة من قلب طاهر يحب الله فسوف تصير فيهم روح وحياة أبدية .

اليوم الخامس من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس اع 6 : 1 – 15 و 7 : 1 ، 2 & الانجيل لو 1:10-20

في ثلاث كلمات عن الخادم في مواجهة الحصاد ، الذئاب ، الشيطان :

١- الحصاد والفعلة :

“إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ “،الخادم يزرع ويسقي والرب هو الذي يُنمي ، ولكن الفعلة الذين يتكلم عنهم الإنجيل هم علي مثال الشهيد إسطفانوس كما جاء في سفر الأعمال اليوم” رَجُلاًمَمْلُوّاً مِنَ الإِيمَانِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ .. وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُقَاوِمُوا الْحِكْمَةَ وَالرُّوحَ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ بِهِ .. وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ  تَنْمُو وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدّاً فِي أُورُشَلِيمَ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ “إذاً ليس المهم العدد في الفعلة ولكن المهم الخادم المملوء من الروح والحكمة والإيمان وكذلك النتيجة أن يحصد ، لأن الذي لا تحصده الكنيسة يحصده عدو الخير ، يارب أعطنا قوة ونعمة لكي نزيد نصيبك في أولادك للحياة الأبدية .

٢- الحملان وسط الذئاب :

قلنا بالأمس أن الراعي هنا يسير أمام الخراف وليس خلفهم لانه يعلم أن الطريق كله ذئاب وماذا تعمل الذئاب . ونحن محمولين علي كتفيه ، نحن لا نعول علي شر الذئاب لأنه هو يحارب عنا “الرَّبُّ سَائِرٌ أَمَامَكَ. هُوَ يَكُونُ مَعَكَ. لا يُهْمِلُكَ وَلا يَتْرُكُكَ. لا تَخَفْ وَلا تَرْتَعِبْ» (تث  31 :  8) ”  وكما يقول القدِّيس أغسطينوس : إن الذئاب تلتهم الحملان فتتحوَّل الذئاب إلى حملان. إنها ليست إرساليَّة لافتراس رُسله، وإنما لتحويل الذئاب إلى حملان، خلال وداعة حملانه أي رسله. أخي الخادم هل توجد لك تعزية أعظم من هذه .

٣- الشيطان والخادم :

الشيطان يقف بالمرصاد للخادم يحاول ان يجمع هو الحصاد لحسابه ولكن أنت أعطيت سلطانا لتدوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولايضركم شئ .الله أعطانا أعظم سلطان بكلمته التي صارت لنا قوة نعمل بها . لاتخف يا أخي من الشيطان ولا من البشر الذين يستخدمهم الشيطان فهم سوف يسقطون كالبرق من السماء وسوف تقول مع التلاميذ «يَا رَبُّ حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ» ، خادم المسيح لايخاف من الشيطان لأن سيده أخضعه وأسقطه لحسابك ولحساب أولاده لتكميل الملكوت .

اليوم السادس من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس اع 25:13-33 & الانجيل مت 2:11-10

في ثلاث كلمات عن يوحنا المعمدان الخادم صديق العريس شفيع فصل إعداد الخدام :

١- الخادم والشك :

حينما يجد الخادم نفسه وقد ظلم ووضع في السجن المظلم لأنه يقول الحق ، وحوله أخبار إنتقام ورائحة موت وإضطهاد لأنه مسيحي يبدأ الشك يدخل قلبه ويتسائل .. هل سوف تأتي يارب وتنقذني ؟ أم أنتظر آخر؟ ، يقول لك الرب “َطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ” (لو  7 :  23) ، إذاً أخي الحبيب في هذه الأيام بالذات .. إذا ضعف إيمانك قل له : «أُومِنُ يَا سَيِّدُ فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي» (مر  9 :  24) لأنه لابد من حمل الصليب لأنه طريق الملكوت ولا تظن أنه يعرف مانحن فيه ويسكت ولكنه ينظر طريقاً افضل .

٢- الخادم والقوة :

« مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ.. أَنَبِيّاً؟ نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ ». يوحنا لم يكن أبداً قصبة ضعيفة تحركها الظروف والريح . هنا هي الظروف القاسية التي أحاطت به ، الخادم القوي هو الذي لا تهزه الظروف مهما كانت والقوة هنا داخلية وليست خارجية ، والمسيح أعطي مثالاً عن هذا وهي إرسال قوة داخلية ليوحنا . أخي الحبيب لم يقم المسيح بمظاهرة مع الجموع ومع تلاميذ يوحنا لإخراج يوحنا من السجن وقد كان هذا سهلا ولكن علمنا وعلم تلاميذ يوحنا أن القوة في إحتمال الريح ( العواصف والسجن والظلم والألم ) ، هذا هو إكليلنا وشهادة دخولنا في مجده لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ (في  1 :  29).

٣- الخادم وشهادة الرب عنه :

أعظم شهادة للخادم أن يشهد الرب له وليس الناس ، رغم كل الظروف الرب يشهد ليوحنا ، عن حياته في البرية ، عن ملابسه ، عن أكله وشربه ( إسلوب حياة الخادم )

ثم عن طريقة خدمته وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ ، لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ

(مت  11 :  11) ، إسلوبه في الخدمة (صَوْتُ صَارِخٍ) . أخي الخادم .. إفرح دائماً بشهادة الرب لك وإعلم أن الرب يلاحظ طريقة وإسلوب خدمتك وأن قلبك في الخدمة مكشوف أمامه وإن كنت تجاهد أولاً فيما تقوله لأولادك سوف تكون عنده أعظم خادم.

اليوم السابع من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع ١٢ ؛٢٥ ، ١٣ : ١ – ١٢ & الإنجيل لو 1:11-13

في ثلاث كلمات عن مستلزمات الخدمة :

١- ركبة منحنية :

يَا رَبُّ عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ ، أول طلبة طلبها التلاميذ من السيد المسيح لأنهم رأوه يصلي في موضع . التلاميذ عرفوا أن سر قوته وسلطانه أنه دائماً يفرغ وقتاً للصلاة وينعزل عنهم . كما قلنا خدمة بدون صلاة هي طائر بلا أجنحة ، في سفر اعمال اليوم (فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا) ، قوة الخدمة في قوة الصلاة المرفوعة من أجلها . صلي قبل الخدمة وبعد الخدمة وأثناء الخدمة لكي يعمل الرب معك في كل مراحلها .

2 – يقينية الإستجابة :

الخادم يقف ويلج أمام الله وهو واثق من الإستجابة لأنك أنت صديق نصف الليل الذي يطرق باب الرب وهو سوف يقوم ويعطيك لأنه قال : . اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. إنظر سفر الأعمال حينما طرق بولس الرسول الباب وطلب من الرب ان يوقف غش عليم الساحر فإستجابت السماء وصار أعمي .هو طلب ولم يشك لحظة أن السماء لن تستجيب ( يقينية الإستجابة )

٣- عطية الأب :

فَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ أَبٌ يَسْأَلُهُ ابْنُهُ خُبْزاً أَفَيُعْطِيهِ حَجَراً؟ أَوْ سَمَكَةً أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ السَّمَكَةِ؟. الخادم يمثل الأب بالنسبة للمخدوم ، إسأل نفسك .. ماذا تقدم لأولادك ؟ هل تقدم تعليماً نقياً وسلوكاً سليماً وقدوة صالحة ؟ أم أنك تقدم لهم حجارة ! أي كلام بلا روح أنت لم تعشه ، أم تقدم لهم حية ! أي تعاليم بها خبث وليس فيها المسيح ، او نقدم لهم عمل إجتماعي يعيشون عن طريقه في الخطية ، أي نقدم لهم الحية . راجع نفسك فيما تقدم وإسأل نفسك .. ماذا قدمت لأولادك ؟ وبعد ذلك لا تشكو مما يفعل الأولاد لأنك قدمت لهم الحجر والحية .

اليوم الثامن من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع ٧ : ٤٤ ، ٨ : ١ & الإنجيل لو ١١ : ٥٣ ، ١٢ :12

في ثلاث كلمات قالها السيد المسيح عن صفات الخادم ” فَقَالَ الرَّبُّ : « فَمَنْ هُوَ الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ (لو  12 :  42) :

١- الوكيل :

الخادم هو وكيل المسيح علي الارض ” وُكَلاَءِ سَرَائِرِ اللهِ ” (1كو  4 :  1) أو سفير للمسيح على الأرض ، الوكيل مسئول يعطي العلوفة في حينها اي يقدم الغذاء الروحي لأولاده . والوكيل لا يعطي شيئا من عنده بل من مخازن أبيه يأخذ ويمتلئ ويشبع ثم يقدم . الوكيل لايهتم بملء المخازن بالأرضيات لأن هذا مافعله الغني الغبي ولكنه يملأ مخازنه من كلمة الله ومن عشرته مع الله ويقدم كل ما أعطي من الله للمخدومين ، وكلمة في حينه تعني آلا نؤخر في الخدمة أي شئ أو نقدم بعد فوات الوقت أو بعد ضياع المخدوم ، لاحظ في سفر الأعمال كيف قدم فيلبس للخصي الحبشي الخدمة في حينها .

٢- الحكيم :

“َرَابِحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ “(ام  11 :  30). الحكمة صفة أساسية للخادم لأنه بدون الحكمة تصبح الخدمة في يد الشيطان “حِينَمَا تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلَى الْحَاكِمِ ابْذُلِ الْجَهْدَ وَأَنْتَ فِي الطَّرِيقِ لِتَتَخَلَّصَ مِنْهُ لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلَى الْقَاضِي ” (لو  12 :  58)، منتهي الحكمة من الخادم آلا يدخل في خصومة مع أحد ولا يعطل مسيرته الروحية بالخصومات والمشاكل والإهتمامات الأرضيه مثل الغني الغبي ( عكس الحكمة ) الحكيم هو من يختصر الطريق إلي الله والملكوت بالمصالحة مع كل من حوله وخاصة لو كان خادماً ” وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ “(مت  6 :  33) .

٣- الأمين :

الأمانة في الخدمة كما قال عنها سيدنا له المجد «جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟. أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ ! بَلِ انْقِسَاماً”

( لو 12 : 49 و 51 ) منذ اكثر من عشرون عاماً أُعثر توفيق الحكيم في هذه الآية وأرسل يسأل قداسة البابا شنوده عن تفسير هذه الآية علي صفحات الأهرام ، فكان رد البابا هذه أمانة الخادم وأمانة رسالته أن يقدم روح الحق أي الروح القدس الناري للمخدومين وهذا الروح سوف يحرق الشرير ويضئ للبار ويطهره والإيمان الناري هو أعلى إختبار يذوقه الإنسان ليدرك من هو المسيح والإنقسام هنا لايقع

علي الخادم بل يقع علي الذي يرفض الإيمان بالمسيح والإيمان بالسلام لأنه ” َأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟.

وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ ( 2كو 6 : 14 ) ، إذاً ليست أمانة الخادم في تقديم سلام زائف بل في تقديم كلمة الحق الناري الذي يطهر القلوب ويحرق الشر كما فعل إسطفانوس في سفر أعمال اليوم .

اليوم التاسع  من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع  11 : 19 – 26 & الإنجيل لو ١٢ : ٣٢ – ٤٤

في ثلاث كلمات عن أنواع الخدمة التي يجب أن تكون قائمة ومختبرة في حياة الخادم :

١- خدمة القلب :

لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضاً ، الخادم كلما إزداد عمقاً في الخدمة إنتقل قلبه من الإهتمامات الأرضية إلي الإهتمامات السماوية ويصير فرحه وعزاؤه هو نجاح الخدمة كما نقرأ اليوم في سفر الاعمال ” فَأَرْسَلُوا بَرْنَابَا لِكَيْ يَجْتَازَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. الَّذِي لَمَّا أَتَى وَرَأَى نِعْمَةَ اللهِ  فَرِحَ وَوَعَظَ الْجَمِيعَ أَنْ يَثْبُتُوا فِي الرَّبِّ بِعَزْمِ الْقَلْبِ.” ، خدمة القلب هي لقلب الخادم وقلب المخدوم لوضع أرصدتهم في السماء والتطلع الدائم إلي هذا الكنز الذي لا يُفني ، هذه قوة أعطيت لنا بعد صعوده أن نظل شاخصين إلي السماء كما فعل التلاميذ وقت الصعود .

٢- خدمة السهر :

طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدِمُهُمْ ، الخادم المنتظر الساهر للرب في وقت يَقرع يُفتح له ، والخادم الساهر هو الخادم الجالس ومعه مصباح المعرفة لأولاده يضئ لهم ليل الحياة . والسهر أيضاً يشير إلي الخادم الأمين الذي يسهر ولا ينام حتي لا يأتي الذئب ويخطف الغنم فهو يَقظ . والسهر أيضاً يعني أن الخادم يستمر ولا يمل ولا يضعف كما نري في سفر أعمال اليوم فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً  و عَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً.هذا هو سهر الخدمة الذي لا يعرف الضعف أو النوم .

٣- خدمة الإستعداد :

فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذاً مُسْتَعِدِّينَ ، سهر الإستعداد هو الإستعداد الفوري للعمل فكلمة لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَ سُرُجُكُمْ مُوقَدَةً تعني الخادم اليقظ ضد عدو الخير لئلا يخطف أولاده ، وهو الخادم الذي دائماً يجعل أولاده في حالة إستعداد لمحاربة العدو بالكلمة والتعليم السليم النقي ، الإستعداد أيضاً يشمل إعداد أولادنا ونحن معهم للإضطهاد أو الظلم أو الضيق . وهناك في أول إنجيل اليوم أعظم عزاء لنا جميعاً وأعظم وعد «لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ .

اليوم العاشر من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع ٢٧ ، ٤٢ ، ٢٨ ،٦ & الانجيل لو ١٠ : ٢١ -24

في ثلاث كلمات عن صفات الخادم ومشاعره حينما يأخذ من صفات المسيح ومشاعره :

١- الخادم المتهلل :

وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ ، الخدمة فرح وخادم المسيح يعيش دائماً في حالة تهليل وهي حالة أقوى من الفرح أو البهجة ، هي حالة الأب حينما يرى ابنه وقد إشتد عوده وعاد لأبيه فرحاً لأن الشياطين تخضع له باسمه ، وكذلك معرفة الابن لطبيعة أبيه «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»

(مت  16 :  16). أخي الخادم كن دائماً في حالة تهليل حينما تتعب في الخدمة مع أولادك وترى أنهم بدأوا يسيرون في طريق المسيح وأنهم أدركوا محبة المسيح فيك ” وَاثِقاً بِجَمِيعِكُمْ أَنَّ فَرَحِي هُوَ فَرَحُ جَمِيعِكُمْ (2كو  2 :  3).

٢- الخادم الشاكر :

أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ ، أي خدمة يمكن أن يقدمها خادم متذمر من الحياة أو من الكنيسة أو من الأخوة . ما أروع أن يرى المخدوم خادمه شاكراً الرب في كل حين وعلي كل حال ولسان حاله أمام أولاده أن الله دائماً يعطينا أكثر مما نطلب أو نستحق . إنظر سفر أعمال اليوم كيف أن بولس يحمد الله لأنه نجاهم عند إنكسار السفينة ويحمد الله على كرم أهل الجزيرة فَقَدَّمَ أَهْلُهَا الْبَرَابِرَةُ لَنَا إِحْسَاناً غَيْرَ الْمُعْتَادِ ، أخي تعود الشكر علي كل حال وفي كل حال وأكثر وإبدأ صلواتك بالشكر كما علمتنا الكنيسة .

٣- الخادم الطوباوي :

«طُوبَى لِلْعُيُونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا تَنْظُرُونَهُ (لو  10 :  23) ، أخي الخادم نحن في عهد النعمة عايشنا المسيح القائم في توبة وقيام أولادنا . الخادم الطوباوي هو الذي له عيون مبصرة وآذان سامعة وإسمع معلمنا بولس الرسول في سفر أعمال اليوم علي لسان اشعياء النبي وصلي لأجل نفسك ولأجل أولادك أن يبصروا بأعينهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فيشفيهم.

اليوم الحادى عشر من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع ١٦ : ١٦ ، ٣٤ & الإنجيل لو ٢١ : ١٢ – ١٩

في ثلاث كلمات عن طبيعة الخدمة وعن الضيق الًذي يحل بالمؤمنين لا لسبب سوى إيمانهم بالسيد المسيح :

١- إضطهاد وشهادة :

يُلْقُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ وَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَامِعٍ وَسُجُونٍ وَتُسَاقُونَ أَمَامَ مُلُوكٍ وَوُلاَةٍ لأَجْلِ اسْمِي.فَيَؤُولُ ذَلِكَ لَكُمْ شَهَادَةً . هذه طبيعة الخدمة ، منذ أن قالها المسيح وحتى الآن وهذا أيضاً ما حدث مع بولس في سفر أعمال اليوم .فَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا ضَرَبَاتٍ كَثِيرَةً وَأَلْقُوهُمَا فِي السِّجْنِ ، اخي الخادم لا تنزعج مما يحدث الآن أو ما سوف يحدث لأننا لم نأخذ وعداً إلا وعد بالإضطهاد والآلام لأنه سوف يؤول إلي شهادة ومجد وأكاليل .

٢- عطية عظيمة :

لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا ، عطية الله لنا أنه يرى أن المقاومة والإضطهاد ضده شخصياً «شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» (اع  9 :  4) ولذلك يتكلم هو ويحارب هو “لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ » (1صم  17 :  47)،” لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ “(مر  13 :  11)

أخي الخادم .. هل يمكن بعد ذلك أن تسأل ماذا سوف نفعل في الأيام القادمة ؟!

٣- رعاية وصبر :

وَلَكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ.بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ. (لو  21 :  18) ، يا إلهي حتى الشعرة التي يسقط يومياً المئات منها .. أنت لاتسمح أن تهلك ، أية رعاية نحن محاطون بها . أخي الحبيب الصبر هو أصل كل الفضائل والحامي لها ، الصبر هو إحتمال الشرور التي تسقط علينا من الآخرين بهدوء دون أن نحمل مشاعر سخط أو ضيق ضد من يسقطها علينا . هذه الوعود قائمة كما هي ، إنظر صبر بولس في السجن ومعه سيلا وكيف أنهما كان يصليان ويسبحان بعد الضرب مباشرة ، وكيف تحول السجن والضرب إلى شهادة وكرازة وتعميد لسجان فيلبي . هذا هو منهج الخدمة والكرازة .

اليوم الثانى عشر من صوم الرسل الأطهار

الابركسيس أع ٧ : ٢٠ – ٣٤ & الإنجيل مت ٢ : ١٣ – ٢٣

  • في ثلاث كلمات عن يوسف البار كخادم :

١- الخادم والصمت :

الخادم الحقيقي الممتلئ من الروح القدس لا يتكلم كثيراً بل هو دائماً ينظر عمل الله في الخدمة والأولاد والبلد وكما قيل عن العذراء وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةًبِهِ فِي قَلْبِهَا (لو  2 :  19). في سفر أعمال اليوم نسمع عن موسى الذي قال عنه الكتاب ” وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ ” (عد  12 :  3) ، اخي الخادم قل لنفسك في كل صباح ” كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ ” (ام  10 :  19) ، و كما قال القديس ارسانيوس ( كثيراً ما تكلمت فندمت ، أما عن السكوت فلم أندم قط ) وكن حليماً ( هدوء مع حكمة مع قلة كلام ) كما كان موسى النبي لأنه كان يكلم الله وجهاً لوجه ، هذا هو طريق إكتساب فضيلة الصمت.

٢- الخادم والمسئولية :

يوسف البار تحمل مسئولية كبيرة فوق إحتماله وهو رجل مسن والطريق إلي مصر شاق وطويل ورحلة محفوفة بالخطر والطريق كله لصوص والوقت شتاء ولكن الرب هو رفيق الرحلة وشهداء بيت لحم رفقاء الرحلة ( قارن شهداء الكنيسة علي يد التطرف في هذه السنوات ) ، هل يمكن أن البلد التي دخلها المسيح آمنا يمكن أن يمسها سوء ، وأيضا دخلها موسى آمنا كما في سفر أعمال اليوم . هل يمكن أن تكون غير آمنة علي أولاد المسيح . أنت عليك مسئولية كخادم أن تعطي طمأنينة وسلام للناس ولأولادك لأنك مسئول عنهم أمام الله كما كان يوسف البار مسئولاً عن الطفل يسوع والعذراء.

٣- الخادم والحكمة :

من الحكمة الهروب من الشر والناس الأشرار ، أمامنا اليوم يوسف يهرب من وجه هيرودس وموسى يهرب من وجه فرعون كما في سفر أعمال اليوم ، ليس هذا ضعفاً أو خوفاً بل هو منتهى الحكمة ومنتهى الإيجابية ، لأن الشر يريد مواجهة لكي يزداد شراً أما الهروب منه يجعله يعود علي أصحابه . نجاة الطفل يسوع وأمه ويوسف البار كانت بسبب هروبهم من الشر وبالطبع هذا كان بإرشاد الملاك الذي أوحى إليه في حلم ، أنت وأنا وكل انسان منذ خروجه من جرن المعمودية معنا ملاك حارس يرافقنا حتي الموت ، ركز وتعود أن تسمع صوت ملاكك الحارس فهذه حقيقة إيمانية وعقائدية وتقليد تسلمته الكنيسة منذ القدم . لاحظ صورة الهروب إلي مصر ويظهر فيها الملاك الحارس مرافقاً وملازماً للعائلة المقدسة طوال الطريق.

اليوم الثالث عشر  من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع ١٥ : ٢١ – ٢٩ & الإنجيل مت ٢٣ : ١٤ -36

في ثلاث كلمات عن نوعيات من الخدام لا يرغب الله في تواجدهم بالخدمة ، ربي لاتسمح ان تكون فينا أية صفة أو علامة من هؤلاء وإن كان الشيطان حاول أن يجرنا إلى أحدى هذه الصفات فتعال أنت ياربي وإنتشلنا منها :

١- المراؤون :

الذين يثقلون علي الناس ويكلمون الناس ولا يكلموا أنفسهم كما قيل في سفر أعمال اليوم (لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ ) ، الخادم الذي لا يجاهد في ما يقول ( لاتلق درساً ما لم يكن موضوع جهاد في حياتك أولاً ( لاحظ في خدمتك ) ) لن يؤثر كلامه في أولاده . الله يا اخي لايهمه العدد ولا شكل الخدمة ولكن يهمه كم نفس خلصت ؟ وكم نفس تابت ؟ وهل الخدمه تؤثر فيك أولاً قبل أولادك ؟ أم أنك صرت معلماً ولاتحتاج إلى توبة وتعليم ؟! .

٢- العميان :

أخطر أنواع الخدام الذي فقد البصيرة في الحق والرحمة والإيمان . الخادم المبصر هو من يرى المسكين والمظلوم ويكون قلبه كله رحمة تجاه الآخرين لأن القسوة نوع من أنواع العمى . الأعمى هو الذي لا يعرف أن يعطي إيمان لليائسين والبائسين . الخادم المبصر هو الذي يشعر بمذلة أولاده ويري ضعفاتهم ويأن ” مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟ ” (2كو  11 :  29) ويسرع ويقدم لهم الإيمان والرجاء . كن يا أخي مبصراً وتذكر ” إِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ» (مت  15 :  14)

٣- الجهال :

قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. (هو  4 :  6) ، أخطر انواع الخدام الخادم الجاهل ، والجهل هنا في نظرتك للأمور” أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ ” المادة فانية ولكن تأخذ قداستها من الله . الجهل هو الإهتمام بالتوافه والتمسك بالحرف .” اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ

(يو  6 :  63). الجاهل هو الذي لا يرى يد الله في الأمور ولا يستطيع أن يفسر حكمة الله فيما يدور حوله والجاهل هو الذي يقول في قلبه ليس إله . ربي أعطينا جميعاً أن نكون غير مرائين ومبصرين وغير جاهلين وأعطنا أن نكون خدامك الذين دائماً تعطيهم الحق والرحمة والإيمان .

اليوم الرابع عشر من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع ١٤ : ٨ – ٢٢ & الإنجيل لو ٥ : ١٧ – ٢٦

في ثلاث كلمات عن الخدام وعملهم مع النفوس المشلولة والتي لا تعرف الطريق إلى المسيح :

١- عمل الخادم قبل عمل المخدوم :

وَإِذَا بِرِجَالٍ (الخدام) يَحْمِلُونَ عَلَى فِرَاشٍ إِنْسَاناً مَفْلُوجاً ( أول فرقة إسعاف من خدام التربية الكنيسة ) و َكَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا بِهِ وَيَضَعُوهُ أَمَامَهُ. وَلَمَّا لَمْ يَجِدُوا مِنْ أَيْنَ يَدْخُلُونَ بِهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ صَعِدُوا عَلَى السَّطْحِ وَدَلَّوْهُ مَعَ الْفِرَاشِ مِنْ بَيْنِ الأَجُرِّ إِلَى الْوَسَطِ قُدَّامَ يَسُوعَ ، أخي الخادم أنت عضو في فريق الإسعاف الأول ، بأي طريقة لابد من توصيل النفس للمسيح . أولادنا يائسون ومشلولون ولايعرفون ولا يقدرون على الوصول إلى شخص الحبيب ، إبذل قصارى جهدك في توصيلهم وسوف تجد طريق كما وجد هؤلاء الرجال .

٢- إيمان الخادم قبل إيمان المخدوم :

فَلَمَّا رَأَى إِيمَانَهُمْ ، الله دائماً ينظر إلى قوة إيمانك في إمكانية خلاص أولادك ، قف أمام الله واطلب التوبة والخلاص لك ولأولادك وكن على ثقة أن الله قد يشفي أولادك من أجل إيمانك . أخي الخادم .. أختي الخادمة .. ما أعظم تلك الكرامة التي أعطاها الله لنا إذ نحن الخطاة الضعفاء لنا دالة عند الله أن يشفي أولادنا بمجرد أن يعرف أن لنا رغبة وإيمان في شفائهم من الخطية مهما كانت حتي لو أصيبوا بشلل رباعي .

٣- شفاء النفس قبل شفاء الجسد :

السيد المسيح يعطي خدامه درساً عظيماً ، أن المهم هو كلمة ” مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ ” النفس المعافاة من الخطية أهم وأيسر كثيراً من شفاء الجسد لأن النفس إذا كانت عفية تستطيع أن تحمل الجسد .

في سفر أعمال اليوم نري ترجمة حرفية لهذا ” فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ ظَانِّينَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ وَلَكِنْ إِذْ أَحَاطَ بِهِ التَّلاَمِيذُ قَامَ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ وَفِي الْغَدِ خَرَجَ مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دَرْبَةَ. فَبَشَّرَا فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَتَلْمَذَا كَثِيرِينَ ثُمَّ رَجَعَا إِلَى لِسْتِرَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَنْطَاكِيَةَ.يُشَدِّدَانِ أَنْفُسَ التَّلاَمِيذِ” ، ما هذا الجبروت تركوه كميت واليوم التالي يكرز بكل قوة ، إنها النفس التي تحمل الجسد وأتعابه حينما تكون قوية . المشلول المعافى من الخطية أقوى جداً من المفلوج المعافى جسدياً ولكن معه الخطية . سر مسحة المرضى كله يقوم علي هذا الإيمان . ليس المهم شفاء الجسد لأنه وقتي ولكن الأهم هو شفاء النفس من الخطية .

اليوم الخامس عشر من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع ١٩ : ٢٣ – ٤٠ & الإنجيل ، لو ١٢ : ٤ – ١٢

ما أعجب وما أروع عمل الله لنا ، إذ يقدم لنا إنجيل هذا الصباح وسفر الأعمال تعزية وإطمئنان وتشجيع ويقين بأن نتيجة الإنتخابات لا تهمنا . نحن عملنا كل واحد حسب قلبه وحسب ضميره ومنذ البداية ونحن نقول ونزيد أن الحرب للرب وأن عبارة لاتخافوا يضعها الله أمامنا كل يوم  ” وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ ” (مت  10 :  30) . في ثلاث كلمات من خلال سفر الأعمال عن عناية الله بخدامه ومؤمنيه :

١- محروساً في السجن :

الحراسة هنا ليست من الحراس الأرضيين فهؤلاء لا قيمة لهم  ” يَا أَحِبَّائِي: لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ ” ولكن الحراسة هنا من الله نفسه ” أَلَيْسَتْ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ مَنْسِيّاً أَمَامَ اللهِ ؟ ”  نحن محمولون على الأذرع الأبدية ” أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ “(مز  23 :  4) . أخي الحبيب لا تخف ولا ترتعب ولا تسأل نفسك من يفوز ومن يخسر فأنت محروس منه .

٢- محروساً من الكنيسة :

” وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ  مِنْ أَجْلِهِ ” (اع  12 :  5) . ما أروع هذا الإنجيل وما أجمل هذا التعليم . هذا يا أخي هو منهج الكنيسة علي مر العصور ، هي لاتملك حلولاً أرضية أو مادية للمشاكل أو الضيقات ، ولكن تملك حلاً سحرياً جباراً وهو الصلاة الجماعية بلجاجة ، فهي تهز عرش الله وتحنن قلبه  ” مِنِ اغْتِصَابِ الْمَسَاكِينِ مِنْ صَرْخَةِ الْبَائِسِينَ الآنَ أَقُومُ يَقُولُ الرَّبُّ. ” (مز  12 :  5) ، منهج كنسي كتابي ما أحوجنا إليه في هذه الأيام .

٣- محروساً من الملائكة :

وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ وَنُورٌ أَضَاءَ فِي الْبَيْتِ (اع  12 :  7) ، ويقوده ويحرسه الملاك إلى الباب الخارجي للسجن ” وَأَتَيَا إِلَى بَابِ الْحَدِيدِ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْمَدِينَةِ فَانْفَتَحَ لَهُمَا مِنْ ذَاتِهِ (اع  12 :  10) ، أخي الحبيب لاتخف أبداً فنحن منذ المعمودية ومعنا كل واحد ملاكه الحارس الذي ينقذه من يد أعدائه ومن كل شر” الآنَ عَلِمْتُ يَقِيناً أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ وَمِنْ كُلِّ انْتِظَارِ شَعْبِ الْيَهُودِ» (اع  12 :  11) ، يا إلهي أني أقشعر من هذا الإنجيل وسفر الأعمال الذي أرسلته لنا في هذا الصباح ، هل يوجد أعظم من هذا الله يحرسنا ، وصلوات الكنيسة بلجاجة تؤازرنا والملائكة تحوطنا ، هل بعد كل هذا نسأل من يفوز ومن يخسر!! . نحن عملنا ما علينا من واجب سياسي وأطعنا آباء الكنيسة الكبار ( ابن الطاعة تحل عليه البركة ) وننتظر عمل الرب .

اليوم السادس عشر من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع ١٠ : ١ – ٢٠ & الإنجيل مت ١٣ : ٢٤ – ٤٣

في ثلاث كلمات عن دورنا كخدام وكمؤمنين تجاه الاحداث المحيطه بنا الان :

١- حنطة وسط زوان :

إِنْسَانٌ عَدُوٌّ  فَعَلَ هَذَا ، فهو يحارب المسيح بمحاربته ضد أبناء المسيح ، هل يهرب أبناء المسيح ؟، نحن يا أخوة زرعنا وظهر الزوان بإراده الله والمسيح ، زرعنا لنملأ الأرض محبة ورحمة وحناناً ،

إذاً نحن كحنطة علينا مسئولية وهي تأهيل أولادنا والعالم المحيط بنا إلى الملكوت لأن بني الملكوت لهم سمات الطبيب أبيهم ولهم ما له من رحمة تمسح الدموع عن الحزانى والخائفين وتخفف الآلام عن المتألمين . لا تضيع وقتك في كيفية الخلاص من الزوان لأن الرب أمر أن ينميان معاً إلى وقت الحصاد

٢- حبة خردل وسط طيور :

قد تظن أننا أقلية وأننا سوف نعامل كأننا غير موجودين ، وسوف تضيع كل حقوقنا ” وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ ” هذه صفة أبناء الملكوت . ولكن تأمل معي ماذا سوف تعمل هذه الحبة ؟. طيور السماء أو طيور الظلام التي تهدد بإهلاك البذرة في مثل الزارع ” سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ فَجَاءَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ ” (مر  4 :  4) فهي تمثل أعداء الملكوت والمهددون لأبناء الملكوت .. ماذا حدث لها ؟ بدلاً من إهلاك البذرة جاءت تتسابق لكي تتآوي في أغصان الشجرة !، هذه حقيقة إيمانية عاشتها الكنيسة منذ أيام شاول الطرسوسي مضطهد الكنيسة الذي جرى يتآوي في أغصانها مروراً بكل عصور الإضطهاد وإلى أبد الدهور .

٢- خميرة وسط عجين :

الخادم والمؤمن هو خميرة بها سر الملكوت تتخلل في هدوء وتنتشر في العالم  كلمة حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ أي أن سر الملكوت سوف ينتشر ويملأ الجميع ، صدقوني لو فكرنا بالعكس لو كان لنا الرئيس الذي نريده وهاج الشيطان وتحولت البلاد إلي بحور من الدم كما قالوا لكنا نحن وكنائسنا أول من سيدفع الثمن في ظل الأمن المنفلت وكنا سوف يُفتك بنا لأننا كنا السبب في نجاح الآخر .. ولكن الآن الإخوان سوف يتجملون ويحاولوا أن يثبتوا أنهم الافضل ولأنهم يريدون فترة آخرى فسوف يحاولون تغيير الأمر ، هذه وجهة نظر إيمانية تحاول أن تخرج  «مِنَ الآكِلِ خَرَجَ أَكْلٌ وَمِنَ الْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ». (قض  14 :  14) ، لأن الله علمنا أن نعمل ماعلينا ونرى الخير في كل الأشياء بعد ذلك .

اليوم السابع عشر من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع ١٠ : ٢١ – ٣٣ & الانجيل مت ٢٥ : ٣١ -46

في ثلاث كلمات عن من نخدم ؟ :

١- مباركي ابي :

الذين عن يمين الآب ، وهم كل إنسان نزل إلى جرن المعمودية ودُهن بالميرون ، هؤلاء هم ” الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ ” (رو  8 :  29) . لاحظ أن أول هذه ” وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ (رو  8 :  28). أخي الحبيب ببساطة شديدة خاصة في هذه الأيام ، الذي يعيش بإحساس أن كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ هؤلاء هم المعينون وهؤلاء هم المختارون لأنهم سلموا كل شئ في يدي الله وإستندوا علي صدره الحنان فقال عنهم وهم في أحضانه غير مضطربين هؤلاء هم مباركي أبي .

٢- الأصاغر :

المسيح صورته وبصمته وهويته تركها ووضعها في كل جوعان ومريض وعريان وغريب ومسجون وجعل خدمة هؤلاء هي خدمة له شخصياً والمسيح منظوراً في كل هؤلاء ، لقد سلم شفاعته لما صعد إلى السماء إلى هؤلاء العرايا والجياع ومساكين الأرض ليتولوا الشفاعة عوضاً عنه او باسمه . وكأن الكنيسة أصبح عليها أن تبحث عن نفسها وعن عريسها في بيوت الفقراء وعشش المساكين وأصحاب العشوائيات والتائهين في الطرقات والمرضي والمساجين والمعوقين ، أما قلت لكم كثيرا أن هذه هي خدمات ملكوت السموات .

٣- الملاعين :

هؤلاء هم الذين يحاربون الله ويقاومونه والذين رفع عنهم الإحساس بالعطف أو الرحمة على بقية المؤمنين الأصاغر ، فإزدروا بهم وأهملوهم وهم لا يعلموا أنهم إنما يزدرون بأعضاء المسيح الذين هم من جسده ، من لحمه وعظامه . نحن يا أخي لا نخدم المباركين فقط بل نخدم هؤلاء الذين لهم قلوباً حجرية ، إشرك هؤلاء في خدمة الأصاغر فمنهم من لديه الإستعداد ويحتاجون إلى خادم يفتش عنهم ويشركهم وينقلهم من الجداء إلى الخراف ويحولهم من ملاعين إلى مباركي أبي .

اليوم الثامن عشر من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع ١٥ : ٣٦ ، ١٦ : ٥ & الإنجيل يو ١٦ : ٢٠ -33

في ثلاث كلمات عن المنهج الذي تسلمته الكنيسة من السيد المسيح وتقوم بتدريسه للمخدومين وتوصيله كحياة وهو ميراث عملي في الخدمة يقوم على فكرة التضــــــــــــــاد ( Paradox) :

١- حزن يقابله فرح :

أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ  ، لايوجد في المسيحية حزن لأننا نحمل في داخلنا فرح المسيح اللانهائي ، حسابات الحزن عند العالم هي الخسائر المادية ولكن عند أولاد الله المادة إلى زوال . في سفر الأعمال ” فَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا ضَرَبَاتٍ كَثِيرَةً وَأَلْقُوهُمَا فِي .. وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا” (اع  16 :  23) . يا إلهي يضربوا ويســـجنوا

( حزن ) ولكن يقابله يصليان ويسبحان ( فرح ) هذا هو ميراثنا ومنهجنا الذي نعلمه لأولادنا .

٢- خوف يقابله سلام :

اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ  ( خوف ) وَلَكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ ….. قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ ، الخوف الذي إعترى التلاميذ وخافوا من اليهود واختبأوا في العلية يشبهه تماماً خوف البعض من إعتلاء القوى الإسلامية وجماعة الإخوان الحكم ، سلام المسيح هو القوة الداخلية المزروعة فينا والثابتة داخلنا ، لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا (اف  2 :  14) ، سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. (يو  14 :  27) المسيح يعرض سلامه مجاناً و هو قادر أن يضع الخوف تحت أقدامك وتقفز من الأرض متهللاً قائلاً: لِيَقُلِ الضَّعِيفُ : بَطَلٌ أَنَا! (يؤ  3 :  10).

٣- ضيق يقابله غلبة :

فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ» ، وعد بالضيق والإضطهاد وَلَكِنْ كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ الَّذِي وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ يَضْطَهِدُ الَّذِي حَسَبَ الرُّوحِ، هَكَذَا الآنَ أَيْضاً. لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا ( هاجر )، لأَنَّهُ لاَ يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ». إِذاًأَيُّهَا الإِخْوَةُ لَسْنَا أَوْلاَدَ جَارِيَةٍ بَلْ أَوْلاَدُ الْحُرَّةِ ” ( غل٤ : ٢٨ – ٣١ ) ، والوعد بالغلبة والميراث وعد أكيد ، يحول الضيق بعين الايمان إلى غلبة ونصرة .

اليوم التاسع عشر من صوم الرسل الأطهار

الإبركسيس أع ٧ : ٤٤ ، ٨ : ١ & الإنجيل لو ١١ : ٥٣ ، ١٢:12

في ثلاث كلمات تحذيرية للخدام والمؤمنين وكيف سيواجهون واقع حياتهم ولعل الإنجيل رُتبت قراءته في هذه الأيام خصيصا لما نمر به فيقول لنا هذه الكلمات الثلاثة في صباح هذا اليوم :

١- لا تهتموا :

لاَ تَهْتَمُّوا ، لماذا نفكر أو نهتم بأي شئ ، الله هو الذي يهتم ونحن عنده أفضل من الطيور التي يعولها ويحميها ويقيتها ، إهتمامنا بأنفسنا هو جهالة وخطية لأنه ضد الإيمان بالمسئول عنا . الحسابات الأرضية تقتل الإنسان وتضيع أبديته لأنه لا يستطيع أن يزيد علي قامته ذراعاً واحدة ، الإهتمام والرعاية هي عمل الله وحده وهو المسئول شخصياً عن كل واحد منا كأنه لايرى في العالم إلا أنت . ما أسعدنا ونحن منقوشين علي كفة يده ومن يمسنا يمس حدقه عينه .

٢- لا تقلقوا :

القلق أخطر خطية تحارب الإنسان ، لأن القلق يولد الخوف والكتاب قال صراحة في سفر الرؤيا أن أول فئة ممنوعة من دخول الملكوت هم الخائفون . القلق يعوق الروح من الإنطلاق ” فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟. فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاًمَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. ، هل عرفت علاج القلق ، أن تقف ليلاً ونهاراً وتطلب ملكوت الله « إذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ » (لو  23 :  42) وبعد ذلك لا تقلق لأنك لن تأخذ فقط بل سوف تأخذ بزيادة .

٣- لا تخافوا :

«لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ (لو  12 :  32) ، أخي الخادم .. أختي الخادمة .. ليتك تسمع صوته وهو يهمس في إذنك وأنت ابنه وغنمته المحبوبة ، لاتخف ولا تتضايق من الإضطرابات أو الإضطهادات لأن مسرتي أن أعطيك ملكوتي من الآن ليس في السماء فقط ولكنه يبدأ هنا على الأرض من حيث يكون قلبك . لا تخف أنت تحيا علي الأرض في إنتظار العريس والفرح يملأ قلبك لأنك صديق العريس ( الخادم )