تكريم-القديسين-بين-الإهمال-والافتعال – الأستاذ شريف رمزي

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ شريف رمزي
التصنيفات الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, مفاهيم في الحياة الروحية, مفاهيم متنوعة في الحياة الروحية
آخر تحديث 22 أكتوبر 2023
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
1MB

هل صحيح أننا بارعون جدًا في تكريم القديسين على “فيسبوك” -إلى حد الافتعال-، وبعيدين جدًا عن تكريمهم بما يليق في الواقع – إلى حد الإهمال؟!

مثال، فيلومينا :

قديسة مسيحية لم نكن نعرفها أو نسمع عنها قبل أن يظهر الاهتمام بها وتنتشر سيرتها وصورها وأخبار عن مُعجزات لها عبر صفحات الفيسبوك، ليبدأ الناس بعدها في إطلاق اسمها على المواليد الإناث!

المُدَقِق فيما يُنشر عن القديسة “فيلومينا” يُلاحظ أن التخبط والمُبالغة يُحيطان بكل ما يُنشر عنها، فلا أحد ممن يُبالغون في الاحتفاء بها على فيسبوك يعرف سيرتها على وجه التدقيق، ولا أين ولدت ولا كيف استشهدت!

بل وبكل أسف يُروج البعض صورًا مُضحكة لدمية مُسجاة داخل صندوق من الزجاج، بوصفها الجسد الحقيقي لفيلومينا، الذي لم يعتريه فساد!

متى نستيقظ من هذا الكابوس المُظلم، ونبدأ في التحري والبحث عن كل معلومة قبل أن نُصَيرَها جزءًا من إيماننا أو اعتقادنا الشخصي؟

ولماذا لا يكون الفيسبوك وغيره من وسائل التواصل والمعرفة آداةً للبحث والاستنارة، عوِضًا عن تغييب العقول والانغماس في الخرافة؟!

لما لا نبحث ونستقصى عن أصل “فيلومينا” وفصلها، لأنه -من المؤكد- أنها ستُقدِر لنا ذلك الاهتمام أكثر من قبول كل ما يُكتب أو يُقال عنها بسذاجةٍ واستخفاف.

حتى كلماتي هذه لا ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار بوصفها حقائق مُطلقة، بل كمادة للبحث وآداة للتحري، قبل الجَزم واليقين.

والبحث لا يجب أن يكون في المواقع والمنتديات وصفحات التواصل الاجتماعي، التي شوهت سيرتها، وبالغت في مكانتها، وخلطت في سيرتها بين المعلوم والمجهول.

شخصيًا لجأت لترجمة بعض ما هو مكتوب عن سيرتها باللغة الإيطالية، وفي مواقع وثيقة الارتباط بالكنيسة الكاثوليكية.

ما فهمته من سيرة “فيلومينا” أنه لم يكن لها أي ذكر قبل عام 1802م، حينما تم اكتشاف رُفاتها (أي عظامها) في مدينة روما بمقبرة بريسيلا (إحدى المقابر القديمة التي تتخذ شكل سراديب تحت الأرض)، وإلى جوار الرُفات وجدت بعض الآثار والنقوش التي تُشير إلى اسمها (Philomena)، وقد أظهر البابوات الكاثوليك الكثير من الاهتمام والتكريم تجاه الرُفات.

وفي أغسطس عام 1833م، كانت إحدى راهبات الدومنيكان وتدعى”مريم لوسيا” تُصلي ليسوع أمام_تمثال للقديسة فيلومينا وتدور في رأسها التساؤلات حول حياة هذه القديسة، إذا فجأة بالتمثال يحدثها ويكشف لها عن سيرة حياة هذه القديسة التي كانت أميرة يونانية استشهدت في روما وعُمرها 13 سنة على يد الإمبراطور دقلديانوس الذي حكم ما بين عامي 284 – 305م، لتُصبح “فيلومينا” منذ تاريخ هذه الرؤيا واحدة من أشهر القديسات في الغرب.

ومؤخرًا بدأت سيرة القديسة “فيلومينا” في الانتشار بين المسيحيين المصريين، فضلًا عن الكثير من الإضافات المرتبطة بالفلكلور والفبركات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها أكذوبة وجود جسدها كاملًا بدون فساد في أحد أديرة مصر القديمة!

وإن وجد جزء من رفاتها في دير قبطي بطريقة ما، لكن ذلك لا يعني أن “فيلومينا” تحظى باعتراف رسمي من الكنيسة القبطية، أو أنها تتمتع بأي مكانة طقسية كالتي يتمتع بها القديسين والشهداء في الطقس القبطي.

“أيها الأحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح: هل هي من الله؟” (1 يو 4 : 1)