بحث في إستحالة تحريك الأعياد القبطية – دكتور فادي نبيه كامل

كارت التعريف بالكتاب

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
1MB

اضغط هنا لقراءة الفهرس

بحث في إستحالة تحريك الأعياد القبطية.

† يود أحد خدام الكنيسة القبطية تقديم بحث لتوضيح مدى عدم جدوى تغيير مواعيد التقويم القبطي، وأيضاَ بشكل عام الأعياد القبطية وغيرها من المناسبات. حصل الكاتب على الدافع لإجراء هذا البحث من شماس موقر وهو الدكتور بيشوي الأب رافائيل من الإسكندرية، الذي كان بمثابة تشجيع غير واهن لهذا العمل. ينبع تركيز الكاتب من عمل آخر بعنوان "تحليل نقدي للرد على بحث القمص يوحنا نصيف في ضبط التقويم القبطي وتعديل موعد الإحتفال بعيد الميلاد" (برمهات ١٧٣٥ ش – مارس ٢٠١٩ م). في هذا العمل، سيركز كاتب البحث على الأعياد السيدية، لتأثيرها المباشر على بقية التقويم القبطي، وخاصة عيد القيامة.

عيد القيامة المجيد وحساب الأبقطي:

† تم إنشاء الحساب الأبقطي (المعروف أيضاً باسم الكومبيوتوس السكندري) من قبل الأنبا ديميتريوس الكرام، البطريرك الثاني عشر على كرسي القديس مارمرقس، بالإعتماد على العلوم الفلكية المعاصرة وعالم مصري يدعى بطليموس الفرماوي في ذلك الوقت. تم إنشاء حساب الأبقطي بغرض تحديد عيد القيامة لأنه يرتبط بالفصح اليهودي. لم يتم ترسيخ قواعد لتوحيد تاريخ الإحتفال بعيد القيامة (عيد الفصح) إلا في مجمع نيقية في عام ٣٢٥ م، على أساس ثلاثة شروط، وهي بإختصار: (١) يأتي يوم أحد، (٢) بعد الإعتدال الربيعي (اتفق أن يكون في ٢٥ من برمهات (أي ٢١ مارس في التقويم اليولياني القديم))، و (٣) بعد يوم ١٤ من نيسان (اليوم الرابع عشر من الشهر الأول في التقويم العبري). فيما يلي المعادلة الحسابية لتحديد يوم ذبح خروف الفصح، إقتباساً بتصرف من "التقويم وحساب الأبقطي" للسيد رشدي واصف بهمان (١٩٩٠):

  • (س - ١) ÷ ١٩ = ص [(س هي سنة الشهداء) – المتبقي يعتبر دور القمر "ع"؛ دور القمر أي طوره أو مرحلة رؤية القمر].
  • ع × ١١ = ج — يتم طرح (مضاعفات) ٣٠ من "ج" فينتج "ا" وهو أبقطي القمر [أبقطي تعني المتبقي من العملية الحسابية].
  • ٤٠ - ا = ب — [حيث يكون "ب" هو يوم ذبح خروف الفصح {إذا كانت قيمة "ب" تقع بين ١ و٢٣، فإن التاريخ يقع في شهر برمودة؛ أما إذا كان الرقم "ب" بين ٢٥ و٣٠، فيكون التاريخ في شهر برمهات. "ب" لا تساوي ٢٤ أبداً}].
  • يتم تعيين يوم الأحد التالي للتاريخ الذي في الخطوة السابقة ليكون عيد القيامة.

† نظراً لأن الدورة الميتونية تحتوي على ١٩ عاماً من ٢٣٥ شهراً (٦٩٣٩ – ٦٩٤٠ يوماً)، يتم إحتساب متوسط ​​السنة الميتونية بـ٣٦٥ + ٤ / ١ + ٧٦ / ١ يوماً. هذا يعني أنها أقرب إلى السنة القبطية (أو السنة اليوليانية القديمة)، والتي يتم إحتساب متوسطها بـ٣٦٥ + ٤ / ١ أيام، مما هو عليه في متوسط السنة الإغريغورية، التي يتم حساب متوسطها بـ٣٦٥ يوماً ٥ ساعات ٤٩ دقيقة و١٢ ثانية. في الواقع، يعد هذا سبباً رئيسياً وراء تفوق حساب الأبقطي على حساب الكومبيوتوس الذي تطور بعده بعدة قرون. تاريخياً، بعد تحديد قواعد عيد القيامة (عيد الفصح) في مجمع نيقية في عام ٣٢٥ ميلادية، تم إعتماد حساب الأبقطي من قبل الإمبراطورية الرومانية الشرقية بعد سنة ٣٨٠ ميلادية. وبعد تحويل الأبقطي السكندري ليتناسب مع التقويم اليولياني، بواسطة ديونيسيوس إيكسيغووس، قبلته روما في وقت ما بين القرنين السادس والتاسع. قبلته الجزر البريطانية خلال القرن الثامن بإستثناء بعض الأديرة. ثم قبلته كل أوروبا الغربية بإستثناء الدول الإسكندناڤية (الوثنية)، والجزر البريطانية، وشبه الجزيرة الأيبيرية، وجنوب إيطاليا) خلال الربع الأخير من القرن الثامن. آخر دير كِلتي يقبله، أيونا، فعل ذلك في عام ٧١٦ م، في حين أن آخر دير إنجليزي قبله فعل ذلك في عام ٩٣١ م. قبل هذه التواريخ، كان هناك طرق أخرى تنتج عنها تواريخ عيد الفصح التي كانت قد تختلف لمدة تصل إلى خمسة أسابيع. تجدر الإشارة إلى أنه قبل إعتماد نظير حساب الأبقطي السكندري (أي الكومبيوتوس)، اعتبر الحساب القديم الذي استخدمته الكنيسة الغربية أن الإعتدال الربيعي هو يوم ٢٥ مارس (يوم السيدة) – وهو التاريخ الذي كان متحققاً فقط في القرن الأول، قبل التزحزح التدريجي إلى تواريخ تالية.

† يتضح من ذلك أن تاريخ الإعتدال الربيعي في السنة القبطية (وكذلك السنة اليوليانية القديمة) يتزحزح بغير توافق مع التقويم الميلادي الحديث، إذ يتم إسقاط أيام كبيسة عدة مرات في ذلك الأخير. نتيجةً لذلك، لا تتأثر تواريخ الأعياد القبطية الكبرى، وكذلك المناسبات الأخرى، بالتغييرات التي تطرأ على نظام التقويم الإغريغوري، ولكنها تتزحزح كلها معاً (بما في ذلك عيد الميلاد، عيد الختان، عيد الغطاس، عيد القيامة، صوم الرسل وعيدهم، وتذكارات جميع القديسين). هذا هو العامل الأكبر في إستقرار التقويم القبطي، وتواريخ الأعياد التابعة له، حيث يتم حساب جميع هذه التواريخ بغض النظر عن التقويم الغربي (إما التقويم اليولياني القديم، و / أو التقويم الإغريغوري الحديث). فضلاً لاحظ أن تواريخ التقويم القبطي لم تتحرك أو تتغير أبداً في أي وقت أو أي فترة زمنية.

† بناءاً على ما سبق، تحتفل الكنيسة القبطية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بعيد القيامة في تاريخ مختلف عن الكنيسة الغربية، بحكم إستخدام الأخيرة للتقويم الإغريغوري (وحساب الكومبيوتوس المعدل). يوضح الشكل أدناه الذي اقتبسه كاتب البحث من موقع ويكيپيديا، العلاقة بين عيد القيامة الذي تحدده الكنيسة القبطية وعيد الفصح اليهودي، بالمقارنة مع تواريخ إحتفال عيد الفصح الغربي.

شكل ١ – الإعتدالات: الدوائر الصفراء - تواريخ عيد الفصح الغربي: دوائر مغلقة زرقاء - أقمار كاملة: دوائر رمادية مغلقة - تواريخ عيد القيامة الشرقي: دوائر برتقالية مفتوحة.

مفتاح الشكل – النجوم السداسية المغلقة: اليوم الأول من عيد الفصح اليهودي قبل / بعد اكتمال القمر - النجوم السداسية المفتوحة: اليوم الأول من عيد الفصح اليهودي في يوم اكتمال القمر.

من هذا الشكل، يتضح أنه بإستخدام حساب الأبقطي، لم يقع يوم عيد القيامة في نفس يوم ١٤ نيسان أو قبله. على العكس، فإن عيد الفصح في الكنيسة الغربية قد وقع في هذه الأخطاء في السنوات ١٩٥١ م، ١٩٥٤ م، ١٩٥٩ م، ١٩٦٧ م، ١٩٧٠ م، ١٩٧٨ م، ١٩٨١ م، ١٩٨٦ م، ١٩٨٩ م، ١٩٩٧ م، ٢٠٠٥ م، ٢٠٠٨ م، ٢٠١٦ م، وسوف يستمر على هذا المنوال في السنوات ٢٠٢٤ م، و٢٠٢٧ م، و٢٠٣٥ م، و٢٠٤٣ م، و٢٠٤٦ م. من الجدير بالذكر أيضاً أن العالم كلاڤيوس هو الذي شرح منهجية الكومبيوتوس المعدل والذي تم تعديله إلى جانب تعديل التقويم الميلادي في عام ١٥٨٢ م. عيب آخر في الكومبيوتوس المعدل هو أنه لا يستوعب إدخال أشهر كبيسة على السنة اليهودية، ولذلك يحدث الخطأ في إتيان عيد الفصح الغربي في نفس يوم ١٤ نيسان أو قبله حوالي ثلاثة مرات على الأقل في كل دورة ميتونية (أي كل ١٩ سنة، بعكس حساب الأبقطي (عادةً ما تقع هذه الأشهر الكبيسة بعد الإعتدال الربيعي)).

† وجد الكاتب إشارات موثقة أن ما قدمته الكنيسة الكاثوليكية في أثناء تعديل التقويم الغربي أو ما يعرف بالتقويم الإغريغوري الحديث، كان هدفه أن يعيد إحتفال عيد الفصح وفقاً للقواعد التي حددها مجمع نيقية المسكوني. في حقيقة الأمر، هناك بعض الأخطاء المثبتة على إثر إستخدام هذا التقويم الإغريغوري فيما يتعلق بحساب الأشهر القمرية، مثل (١) أشهر قمرية متكونة من ٣١ يوماً وأحياناً ٢٨ يوماً، على الرغم من أن طول الأشهر القمرية يتناوب بين ٢٩ و٣٠ يومًا فقط؛ (٢) من خلال إستخدام جدول المتبقي (الأبقطي) الإغريغوري، غالباً ما تهمل أيام الأقمار الجديدة في أحيانٍ كثيرة؛ (٣) أشهر قمرية متكونة من يوم واحد تحدث بشكل متكرر؛ (٤) إذا تم إتباع قواعد التقويم الإغريغوري بدقة، فسيكون هناك فرقاً زمنياً بين الأقمار الجديدة (الأهلّة) بمقدار يوم واحد و٢٨ و٥٨ و٥٩ يوماً.

† تجدر الإشارة إلى أن الأدوار في التقويم الإغريغوري هي كسور جزئية من الشهر القمري، وليست أياماً كاملة (على عكس حساب الأبقطي). هناك سؤال آخر تم طرحه وهو: لماذا يحتوي نظام التقويم الإغريغوري القمري على تصحيحات منفصلة للشمس والقمر، والتي تلغي بعضها بعضاً في بعض الأحيان. أيضاً لم يتم الحفاظ على عمل ليليوس الأصلي ولا يوضح كلاڤيوس في شرحه لماذا يحدث هذا. لكن ليليوس قال إن نظام التصحيح الذي ابتكره ما هو إلا أداة مرنة تمام المرونة في أيدي معدلي التقويم في المستقبل، حيث يمكن تصحيح التقويم الشمسي والقمري من وقتها فصاعداً دون تداخل. إذا تم الجمع بين التصحيحين، فسيتم إضافة عدم الدقة في الدورتين بحيث لا يمكن تصحيحهما بشكل منفصل. تقلل "التصحيحات الشمسية" تقريباً من تأثير التعديلات الإغريغورية للأيام الكبيسة في التقويم الشمسي على التقويم القمري: فهي تعيد (جزئياً) الدورة الأبقطية إلى العلاقة الميتونية الأصلية بين السنة اليوليانية والشهر القمري. ثم يتم تصحيح عدم التطابق المتأصل بين الشمس والقمر في هذه الدورة الأساسية البالغة ١٩ عاماً كل ثلاثة أو أربعة قرون من خلال "التصحيح القمري" للأدوار. ولكن، تحدث هذه التصحيحات الأبقطية في بداية القرون الإغريغورية، وليس القرون اليوليانية، وبالتالي لم يتم إستعادة الدورة الميتونية اليوليانية الأصلية بالكامل. تتغير نسب متوسط الأيام الشمسية في السنة وأيام كل شهر قمري بسبب التغيرات الجوهرية طويلة المدى في المدارات، ولأن دوران الأرض يتباطأ بسبب تباطؤ المد والجزر، ولهذا تصبح المعلَّمات الإغريغورية عديمة الجدوى. يؤثر هذا على تاريخ الإعتدال، لكن بالرغم من ذلك الفترة بين الإعتدالات الشمالية (ربيع نصف الكرة الشمالي) مستقرة إلى حد ما على مر العصور، خاصة إذا تم قياسها بالمتوسط ​​الحسابي الشمسي.

† احتاج الكاتب إلى ذكر الفقرة أعلاه بصفة خاصة، بهدف التعليق على المقترحات التي قدمها بعض الأفراد في الكنيسة القبطية ونظيرتها الغربية، حيال تثبيت تاريخ عيد القيامة (وعيد الفصح الغربي) في يوم الأحد الثاني من شهر إبريل. لعله واضح الآن أن نظام التقويم الإغريغوري يخطئ في تقدير البدر الكامل فلكياً، الذي يتحدد من خلاله ميعاد ذبح الخروف وتواريخ الفصح اليهودي. لذلك فهو تقويم عديم الفائدة فيما يتعلق بتحديد عيد القيامة بدقة، بالمقارنة بحساب الأبقطي الخاص بالكنيسة القبطية. إن مثل هذا الإقتراح بتثبيت موعد عيد القيامة فى الأحد الثاني من شهر إبريل سيعني حتماً مخالفة قوانين مجمع نيقية، وما حذر الآباء ضده فيما يتعلق بنقص معرفة المؤمنين (فضلاً راجع شروط الإحتفال بعيد القيامة أعلاه). ستؤدي التواريخ الناتجة بفضل هذا الإقتراح إلى جعل (أ) وقوع إثنين من أعياد القيامة في عام واحد شيئاً متكرراً، و (ب) وقوع عيد القيامة مع أو قبل يوم الرابع عشر من نيسان. على سبيل المثال، في الثلاثين عاماً القادمة، ستحدث مثل هذه المخالفات في الأعوام ٢٠٢١ - ٢٠٢٢ م، و٢٠٢٣ - ٢٠٢٤ م، و٢٠٢٥ م، و٢٠٢٦ - ٢٠٢٧ م، و٢٠٢٨ م، و٢٠٢٩ - ٢٠٣٠ م، و٢٠٣٢ - ٢٠٣٣ م، و٢٠٣٤ - ٢٠٣٥ م، و٢٠٣٤ - ٢٠٣٥ م، و٢٠٣٧ - ٢٠٣٨ م، و٢٠٤٠ - ٢٠٤١ م، ٢٠٤٢ - ٢٠٤٣ م، ٢٠٤٤ م، ٢٠٤٥ - ٢٠٤٦ م، ٢٠٤٨ - ٢٠٤٩ م. فضلاً راجع الشكل أدناه المقتبس بتصرف من ويكيپيديا، الموسوعة الإلكترونية الحرة، حيث يستقرئ الكاتب إسقاطات تواريخ عيد القيامة المقترحة خلال فترة الثلاثين عاماً المقبلة.

بحث في إستحالة تحريك الأعياد القبطية – دكتور فادي نبيه كامل 1
شكل ١ – الإعتدالات: الدوائر الصفراء - تواريخ عيد الفصح الغربي: دوائر مغلقة زرقاء - أقمار كاملة: دوائر رمادية مغلقة - تواريخ عيد القيامة الشرقي: دوائر برتقالية مفتوحة.

مفتاح الشكل – النجوم السداسية المغلقة: اليوم الأول من عيد الفصح اليهودي قبل / بعد اكتمال القمر - النجوم السداسية المفتوحة: اليوم الأول من عيد الفصح اليهودي في يوم اكتمال القمر - المعينات الحمراء: التواريخ المقترحة لعيد القيامة في يوم الأحد الثاني من شهر إبريل.

† لذلك فمن الواضح أنه من خلال تطبيق هذه التغييرات، لن تفقد الكنيسة القبطية دورها القيادي في تحديد عيد القيامة، كما هو مفوض من قبل الكنائس الأخرى في جميع أنحاء العالم فحسب، بل ولكنها أيضاً ستصير شاهدةً علی تبجيل طوائف أخرى بالنور المقدس في كنيسة القيامة بأورشليم، في حين أنها تفقد ذلك التبجيل من الله. علاوةً على ذلك، فإن حساب الأبقطي الذي أنشأه الآباء الأقباط والعلماء المصريون لن يصبح ذا فائدة للكنيسة القبطية؛ هذا بالطبع بالإضافة إلى عدم جدوى قوانين مجمع نيقية. لذلك يمكن للمرء أن يقول أن الخسائر التي ستلحق بالكنيسة القبطية لن تكون روحية فقط، بل ستكون أيضاً تاريخية وريادية وعملية وعلمية.

† في هذه الفقرة يود الكاتب أن يؤكد على النقاط المهمة الأخرى التي تضاف إلى المغلوطات المتوقعة في تبني مثل هذا الإقتراح على النحو التالي: ( * ) أولاً، حيث أن أقرب تاريخ ميلادي لعيد القيامة سيكون ٨ إبريل، وأبعده ١٤ إبريل، فإن عيد البشارة، وهو عيد سيدي كبير في الكنيسة القبطية، والذي يقع يوم ٢٩ برمهات، أي ٧ إبريل تقويم إغريغوري حديث، لن يحتفل به مطلقاً بعدئذ – بما إنه سيقع على الدوام بين يوم أحد السعف وسبت النور؛ ( * ) ثانياً، ستكون بداية الصوم الكبير بين التاريخين الإغريغوريين ١٢ و١٩ من فبراير (مع ملاحظة السنوات الكبيسة)، وبالتالي فإن صوم يونان سيقع في الفترة ما بين ٢٩ يناير (تذكار نياحة العذراء مريم – ٢١ طوبه) و٨ فبراير – وهذا يعني أنه بعد مرور ألفية واحدة سيتوافق أول يوم من أيام صوم يونان مع اليوم الثالث من عيد الغطاس، وهو عيد سيدي كبير، حيث يتم فيه أيضاً الإحتفال بعرس قانا الجليل، وهو عيد سيدي صغير؛ ( * ) ثالثاً، سوف يتراوح طول صوم الرسل ما بين ٤٥ و٥١ يوماً (أي سيكون دائماً أطول من صوم الميلاد).

عيد البشارة المجيد:

† تم تحديد موعد عيد البشارة في ٢٥ مارس تقريباً في القرن الثالث أو الرابع الميلادي. كان الأساس المنطقي لذلك هو وقوعه ٩ أشهر قبل عيد الميلاد، حيث اعتقد المسيحيون الأوائل أن التجسد الإلهي (الخلق الجديد في المسيح) يجب أن يكون مواكباً للإعتدال الربيعي (في القرن الأول قبل الميلاد، إذ وقع الإعتدال الربيعي في ٢٥ مارس تقويم يولياني قديم)، وهو يعني أن خلاص البشرية يجب أن يكون قد حدث في نفس اليوم. هناك نقطة مثيرة للإهتمام: بعض الكنائس الغربية عادةً ما تحرك العيد إذا لزم الأمر لمنعه من الوقوع خلال الأسبوع المقدس (وهو ما يقابل أسبوع الآلام في الكنيسة القبطية)، أو أسبوع عيد الفصح، أو يوم الأحد في التقويم الليتورچي. لتجنب الوقوع يوم الأحد قبل الأسبوع المقدس، يتم الإحتفال بالعيد في اليوم التالي (٢٦ مارس) كبديل. في سنوات مثل عام ٢٠١٦ م عندما وقع يوم ٢٥ مارس في الأسبوع المقدس أو أسبوع عيد الفصح، تم نقل عيد البشارة إلى يوم الإثنين بعد أوكتاڤ عيد الفصح، أي الإثنين الذي يلي الأحد الثاني من عيد الفصح؛ بمعنى آخر بعد اليوم الثامن للفصح. الجزء المثير للإهتمام هنا هو أن عيد الميلاد لا يتم نقله في تلك السنوات، وهذا يعني أن الوقت من الحبل الإلهي إلى الإحتفال بميلاد المسيح يصبح أقل من ٩ أشهر (أي تضارب في التواريخ). ولكن هذا ليس هو الحال مع الكنائس الشرقية الأخرى، حيث لا يتم تحريك العيد مطلقاً تحت أي ظرف من الظروف، ولديهم طقوس مزيجية خاصة عندما يوافق العيد أيام مناسبات أخرى، حتى لو كان يوم الجمعة العظيمة، فعندئذ يعملون خدمة القداس إحتفالاً بمناسبتين. لهذا السبب، هناك إتهامات عديدة بأنه مع إدخال التقويم الإغريغوري، يتعذر على بعض الكنائس التمسك بتقاليدهم، لأنه يتم الإحتفال بعيد البشارة وفقاً للتقويم الحديث، بينما يعيد بعيد الفصح وفقاً للتقويم اليولياني القديم. لذلك فإن رأيهم هو أن إعتماد مثل هذا التقويم الحديث قد أدى إلى إضعاف الحياة الليتورچية والروحية للكنيسة.

† بالإضافة لذلك، فإن بعض سجلات الشهداء القديمة (سنكسارات) تُرجع إلى ٢٥ مارس ليس فقط خلق آدم وصلب يسوع، ولكن أيضاً سقوط الشيطان، خروج إسرائيل عبر البحر الأحمر، وتقدمة إسحق. هناك بعض المصادر التي تشير إلى أن مثل هذا التاريخ كان قد وقع في الرابع عشر من نيسان في التقويم اليهودي، وبالتالي يفترض بأنه يعكس يوم الصلب. في سنكسار الكنيسة القبطية، يقع يوم ٢٩ من برمهات (أي ٢٥ مارس تقويم يولياني قديم، ٧ إبريل إغريغوري حديث) يوم قيامة الرب، وليس موته. تميل الكنيسة القبطية إلى فلسفة أن التجسد الدنيوي (أي تكوين الله بشرياً في بطن السيدة العذراء على الأرض) يجب أن يماثل القيامة السماوية (وإقامة أرواح القديسين من الجحيم إلى الفردوس). لذلك يتم الإحتفال بالصلب في ٢٧ برمهات في التقويم القبطي (٢٣ مارس تقويم يولياني قديم؛ ٥ إبريل إغريغوري حديث). فضلاً لاحظ أن الكاتب يعتقد أن مثل هذه التواريخ قد تم تحديدها بشكل طوعي، سواء في الشرق أو الغرب، حيث لم يتم الإحتفال بعيد البشارة حتى القرن الثالث أو الرابع الميلادي (وفي بعض المصادر القرن الخامس أو السادس). تجدر الإشارة أيضاً إلى أن التقويم القبطي لم يكن موجوداً إلا منذ القرن الثالث الميلادي، مما يشير إلى صعوبة إستنتاج التاريخ الدقيق للصلب في أي تقويم، خاصةً وأن چوزيفوس وثّق أن اليهود قد أُسروا في عام ٧٠ م، بعد خراب أورشليم.

عيد الميلاد المجيد:

† تحتفل الكنيسة القبطية بعيد الميلاد في التاسع والعشرين من كيهك (الثامن والعشرين من كيهك بعد السنة القبطية الكبيسة)، الموافق ٢٥ ديسمبر تقويم يولياني قديم. كما ألمح الكاتب فيما سبق، فإن هذا التاريخ مستمر في التزحزح نتيجة التناقضات بين القرون الإغريغورية ونظيرتها اليوليانية، حوالي ثلاثة مرات كل أربعة قرون تقريباً. وبالرغم من ذلك، فإن الحجة القائلة بأن هذا سيؤدي بشكل متوقع إلى تزحزح عيد الميلاد إلى صوم يونان، و / أو الصوم الكبير تستند على فرضية مغلوطة. تجدر الإشارة إلى أن جميع التواريخ القبطية تستمر في التزحزح، بما في ذلك الإعتدال الربيعي، الذي يقع في ٢٥ برمهات، ٢١ مارس تقويم يولياني قديم، و٣ إبريل إغريغوري حديث في القرنين العشرين والواحد والعشرين. هذا يعني أن جميع التواريخ القبطية، والأعياد والمناسبات ستستمر في التزحزح مع بعضها البعض، دون أي إحتمال للتجاوز، إلا إذا تُخُلّص من حساب الأبقطي، وتم تثبيت تاريخ عيد القيامة (إما مع تطبيق التقويم الإغريغوري الحديث على التقويم القبطي، أم لا).

عيد الغطاس المجيد، وبعض المناسبات الهامة الأخرى:

† مثل عيد الميلاد المجيد، فعيد الغطاس المجيد عيد ثابت، ويتم الإحتفال به في ١١ طوبه كل عام لمدة ثلاثة أيام. هذا يقع في ٦ يناير في التقويم اليولياني القديم، ١٩ يناير إغريغوري حديث. فضلاً لاحظ أنه نظراً لليوم الزائد الذي يتم إضافته في نهاية السنة القبطية، قبل نظيره أي يوم ٢٩ فبراير في التقويم الميلادي، فإن ١١ طوبه يقع في يوم ٧ يناير تقويم يولياني قديم، أو ٢٠ يناير إغريغوري حديث كل أربع سنوات. بالإضافة إلى ما تمت مناقشته أعلاه، هناك فرق واضح بين الكنيسة القبطية (وكذلك الكنيسة الشرقية) عن الكنيسة الغربية في الممارسة الإحتفالية بهذا العيد. تحتفل الكنيسة القبطية والكنائس الشرقية الأخرى بمعمودية المسيح في هذا اليوم، والتي تدل على ألوهيته بواسطة ظهور الثالوث الأقدس، وتنتهي الثلاثة أيام بعيد عرس قانا الجليل، الذي فيه يعلن المسيح عن قوته المعجزية للبشر. على عكس ذلك، فتحتفل الكنيسة الغربية بعيد الظهور، أو بمعنى آخر زيارة المجوس، حيث يعلن المسيح ألوهيته بواسطة تجسده كطفل صغير أمام سائر البشرية. علاوة على ذلك، كرست الكنيسة الغربية في الآونة الأخيرة يوماً مختلفاً لمعمودية المسيح، حيث يكون الأحد الأول بعد ٦ يناير (عيداً متغيراً). أخيراً، من منظور لغوي، تشير كلمة "عيد الغطاس" (Epiphany) المستخدمة في الكنيسة الغربية إلى "ظهور مرئي"، بينما تشير كلمة (Theophany) المستخدمة في الكنيسة القبطية والشرقية إلى "الظهور الإلهي".

† وجد الكاتب أيضاً أن هناك عدداً كبيراً من تواريخ الأعياد / المناسبات التي لا تتحد فيها الكنيسة القبطية مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية أو الغربية الأخرى. أمثلة لهذه التواريخ مذكورة كما يلي: -.

  • يتم الإحتفال بمولد السيدة العذراء مريم في ١ بشنس (٢٦ إبريل في التقويم اليولياني القديم، ٩ مايو إغريغوري حديث)، ولكن مولدها يتم إعتباره مهداً في كل من الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية الغربية، حيث يتم الإحتفال بتلك المناسبة في ٨ سبتمبر، أي بعد ٩ أشهر من الإحتفال بحبلها الذي بلا دنس (بحسب معتقداتهم) في ٨ ديسمبر – ولكن فيما يتعلق بمناسبة الحبل بلا دنس للسيدة العذراء، فلا يوجد نظير لها في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
  • يتم الإحتفال بإنتقال / إصعاد جسد العذراء مريم في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية الغربية في ١٥ أغسطس (تقويم إغريغوري حديث – ٢٨ أغسطس تقويم حديث لتلك الكنائس التي تحتفل في ١٥ أغسطس بالتقويم اليولياني القديم). ومن المثير للإهتمام أيضاً، أن هذا الإحتفال هو بمثابة نياحة للطاودوكوس عند الطوائف الأرثوذكسية الشرقية، والكنيسة الكاثوليكية الشرقية. هذا بالتالي، يسبقه فترة صوم مدتها أسبوعين فيما يمكن وصفه بأنه صوم "من الدرجة الأولى" (أي مع عدم سماح بأكل السمك خلال هذه الفترة بإستثناء السبت والأحد) – فيوصف هذا الصوم بأنه أكثر صرامة من صوم الميلاد، أو صوم الرسل. أما العقيدة الكاثوليكية فتشتمل على فكرة إنتقال جسد العذراء مريم إلى السماء، ولكن يتجنب التعريف العقيدي وصف ما إذا كانت قد ماتت أم استمرت حية. بالرغم من كل ذلك، فيبدو أن البابا يوحنا بولس الثاني قد ذكر في ٢٥ يونيو ١٩٩٧، أن العذراء مريم ذاقت الموت الطبيعي قبل إنتقالها للسماء.
  • ما سبق غير متوافق مع عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. أولاً، عيد إستعلان إصعاد جسد السيدة العذراء مريم يوافق ١٦ مسرى (٩ أغسطس تقويم يولياني قديم، ٢٢ أغسطس تقويم إغريغوري حديث). يسبق هذا العيد صوم مدته ١٥ يوماً، والذي يُعد صوماً من الدرجة الثانية، حيث يُسمح فيه بأكل الأسماك. ثانياً، يتم الإحتفال بنياحة السيدة العذراء مريم في ٢١ طوبه (موافقاً ٢٩ (٣٠) يناير تقويم إغريغوري حديث، ١٦ (١٧) يناير تقويم يولياني قديم). ويرتبط هذا أيضاً بقصة مفصلة لموت السيدة العذراء مريم، ودفن الرسل لجسدها، وتوما الرسول محمولاً على سحابة لرؤية إصعاد جسدها إلى السماء، ووصفه للرسل بعدها كيف حدث ذلك، مقترناً بإلتزام التلاميذ الصوم والصلوات من أجل أن يكشف الله لهم ما حدث كما هو مشروح في سنكسار ١٦ مسرى. لم يعثر الكاتب على مثل هذا السرد المفصل في عقائد الطوائف الأخرى.
  • يتم الإحتفال بدخول السيدة العذراء إلى الهيكل يوم ٢١ نوڤمبر (٤ ديسمبر تقويم إغريغوري حديث لمتبعي التقويم اليولياني القديم) عند الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية الغربية حيث يطلق على هذا الإحتفال "تقدمة العذراء إلى الهيكل". ولكن، تحتفل الكنيسة القبطية بدخول السيدة العذراء إلى الهيكل في ٣ كيهك (١٢ (١٣) ديسمبر تقويم إغريغوري حديث، ٣٠ نوڤمبر (١ ديسمبر) تقويم يولياني قديم).
  • يتم الإحتفال بإستشهاد يوحنا المعمدان في كل من الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية الغربية في ٢٩ أغسطس، بينما يتم الاحتفال بهذا في الكنيسة القبطية في ٢ توت (٣٠ (٣١) أغسطس تقويم يولياني قديم؛ ١٢ (١٣) سبتمبر تقويم إغريغوري حديث). على الرغم من ذلك، يتم الاحتفال بمولد يوحنا المعمدان في جميع هذه الطوائف في ٢٤ يونيو (مما يعني أنه في التقويم القبطي يقع يوم ٣٠ بؤونه، أو ٧ يوليو تقويم إغريغوري حديث).
  • يتم الإحتفال بنياحة يونان النبي في ٢٥ توت في الكنيسة القبطية، والذي يوافق ٢٢ سبتمبر في التقويم اليولياني القديم، وأيضاً تشترك في هذا التاريخ الكنائس السلاڤية (مثل الروسية الأرثوذكسية والصربية الأرثوذكسية)، بينما تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس والكنيسة الكاثوليكية الغربية بنياحته في ٢١ سبتمبر تقويم إغريغوري حديث.
  • هناك العديد من المناسبات والأعياد الأخرى التي يتم الإحتفال بها في أيام متفرقة في عقائد الطوائف المختلفة، إضافةً إلى ما ذكر أعلاه إذ أنهم ذُكروا فقط كأمثلة توضيحية. هناك أيضاً إختلافات في عدد من الأعياد السيدية، وأعياد القديسين، والمناسبات. الكاتب على ثقة من أن القارئ على دراية بالعديد من هذه الأمثلة، ولديه معرفة أشمل في مثل هذه الأمور، وبالتالي لا يجد أي حاجة لإضافة أيام / أعياد أخرى.

† كما ذكر أعلاه، يمكن للكاتب أن يستنتج أن الطوائف المسيحية المختلفة لها ممارسات متنوعة في أيام الأعياد، بالإضافة إلى الإختلافات في أهميتها ومعانيها أيضاً. كان من الصعب العثور على التواريخ والأسباب وراء هذه الإختلافات مع محدودية المصادر عند الكاتب، والإعتماد على العديد من مصادر الإنترنت وعدد أقل من الكتب، لكنه يأمل أن يكون هذا بمثابة لمحة مختصرة عن الإختلافات الكثيرة التي تؤدي إلى إنفرادية شتى الطوائف والمجتمعات. في الواقع، فإن هذا التنوع، والتفرد، يرتبط بكلمات القديس يوحنا في سفر الرؤيا عند رؤية جمهور كبير من جميع الأمم والقبائل والشعوب واللغات (مذكورة في الكتاب المقدس على النحو التالي: «بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ» – رؤ ٧: ٩).

ملاحظات ختامية:

† هناك العديد من الأسباب التي تجعله مستحيلاً نقل الأعياد، و / أو المناسبات القبطية، إلى تواريخ أخرى، ناهيك عن العراقيل العملية لهذه التغييرات من الأساس. من الناحية العلمية، فإن دوران الأرض حول الشمس ليس له قيمة حسابية ثابتة من حيث زوايا المدار أو شكله أو سرعته. يتأثر هذا الدوران بعدة عوامل، وقد أثبت العلم أن سرعة الأرض في الآونة الأخيرة تتباطأ أكثر. من الناحية الفلكية، لا يوجد مثل هذا الذي يسمى التقويم المثالي. جميع التقاويم لديها عيوب معروفة وموثقة، سواء حسابية، أو تطبيقية. في حقيقة الأمر، هذا هو السبب الرئيسي في تقسيم التقاويم من حيث النوع إلى شمسية، قمرية، شمسية - قمرية، وموسمية.

† أظهر حساب الأبقطي تفوقاً وإستقراراً على مر الأجيال في قدرته على التحديد الدقيق لعيد القيامة وفقاً لقوانين مجمع نيقية الثلاثة. كما أخذ في الإعتبار حسابات أدوار القمر، على مستوى عالٍ ومتقنٍ، عند مقارنته بحساب الكومبيوتوس المعدل. لقد فشل ذلك الأخير في كثير من النواحي، مثل حساب أطوال بعض الأشهر القمرية، وإلتباس تواريخ الأقمار الجديدة والكاملة أيضاً، وحساب أدوار القمر ككسور من الشهور القمرية بدلاً من أيام كاملة، وفشله في إستيعاب إدخال أشهر كبيسة على التقويم اليهودي في بعض السنوات. في الواقع، يجد الكاتب بيان العالم ليليوس موضحاً فيه أن تعديل الكومبيوتوس الذي ابتكره إنما هو مجرد أداة مرنة تمام المرونة في أيدي معدلي التقويم المستقبليين، بالإضافة إلى البيان الذي أدلى به بعض المعلقين (والمعدلين الأكثر حداثة) بأن الجداول الإغريغورية لعيد الفصح والتي تصح فقط لمدة قرنين من الزمان، هزيلان بشدة. هذا مما يعزز إيقان الكاتب بأن آباء الكنيسة القبطية، بحكم التعلم في مدرسة الإسكندرية، قد سبقوا بل تفوقوا على هؤلاء العلماء الذين أتوا بعدهم بمئات السنين.

† إذن وبالتالي، فإن تغيير تاريخ عيد القيامة المجيد لا يتعارض فقط مع قوانين مجمع نيقية، بل يلغي أيضاً مُسلًمات الآباء، ويبطل تعاليمهم. إنهم قديسون حظوا بتقدير العالم بأسره، ويعزى لهم حقاً وإحقاقاً حماية الإيمان المسيحي ككل. في حقيقة الأمر، لولا الكنيسة القبطية السكندرية، لما كانت الرهبنة قد انتشرت في جميع أنحاء العالم، ولم تكن هناك أدلة على المعجزات الإقليمية في جميع أنحاء العالم، مثل إنهيار الآلهة والأصنام المصرية، وتحريك جبل المقطم، ووقف جفاف نهر النيل، وظهور السيدة العذراء مريم. من المعروف أن هذه الظاهرة الأخيرة كانت قد حدثت في بلدان أخرى وإن كان على نطاق أصغر بكثير، على حد علم الكاتب.

† بالإضافة لما سبق، بإتباع بعض الإقتراحات مثل تثبيت تاريخ عيد الفصح الغربي (وبالتبعية عيد القيامة المجيد) في يوم الأحد الثاني من شهر إبريل، فسينتج عنه عدم الإحتفال بعيد البشارة بعدئذٍ في الكنيسة القبطية. أيضاً على نفس القدر من الأهمية، فإن حساب الأبقطي سيكون عديم الفائدة، فيصبح شيء من الماضي، كما لو كان الشعب الأرثوذكسي يعلن تخليه عن المبادئ الأرثوذكسية. يأمل الكاتب في عدم إساءة تفسير هذه الكلمات كما لو كان موقفه ضد الأدلة والأبحاث العلمية، في ضوء هذا البحث خاصة، ولكنه يود أن يسلط الضوء على المكانة العلمية التي لا مثيل لها عند الآباء الأقباط كما وُضّح قبلاً. بالإضافة إلى هذه النقاط، وعلى المدى الطويل، فسيتزامن أول يوم من صوم يونان في بعض السنوات مع اليوم الثالث من عيد الغطاس المجيد، وعيد عرس قانا الجليل.

† أما بالنسبة لعيد الميلاد المجيد، وإقتراحات تغيير التقويم القبطي ليتوافق مع التقويم الغربي، يود الكاتب أن يوضح مرة أخرى أن التقويم الإغريغوري قد تعرض للإنتقاد لكونه أدنى من التقويم اليولياني (الذي انبثق بالفعل من التقويم المصري – فيما بعد التقويم القبطي) في الغرض الذي تم إنشاؤه من أجله. ببساطة، كان هدف إنشائه في الأصل هو إعادة حساب تاريخ عيد الفصح عند الكنيسة الغربية، دون أدنى علاقة بأي تصحيحات فلكية، أو تصحيح إنحراف دوران الأرض. هذا الإقتراح غير مقبول تماماً بالنسبة للكاتب، لأنه سيؤدي إلى حذف ما لا يقل عن ١٣ عيداً أو أكثر من أعياد القديسين، أعياد العذراء، أعياد الملائكة، و / أو الأعياد السيدية. كما أنه غير مقبول أيضاً لأنه سيعني تجاهل الظواهر العجيبة المعجزية التي قام بها الآباء الأقباط، الذين تعاملوا مع أشعة الشمس بطريقة تكلفها بالوقوع في مذابح العذراء مريم، رئيس الملائكة ميخائيل، ومارجرجس في أعيادهم (١٦ مسرى، ١٢ بؤونه، و٢٣ برمودة على التوالي) في كنيستين في مصر، يفصل بينهما حوالي ٢٠ كيلومتر، واحدة في منيا القمح، والأخرى في بلدة تسمى صهرجت الكبرى. وتجدر الإشارة أيضاً إلى حتمية حدوث تشويه للسنكسار القبطي، خاصةً في تلك الأعياد التي حدثت في القرنين العشرين والحادي والعشرين من أعياد القديسين، والمناسبات المريمية. على سبيل المثال فقط لا الحصر، يتم الإحتفال بظهور العذراء مريم في كنيستها بالزيتون في السنكسار يوم ٢٤ برمهات كما في الفقرة التالية: "في مساء مثل هذا اليوم من سنة ١٦٨٤ للشهداء الموافق الثلاثاء الثاني من شهر إبريل سنة ١٩٦٨ لميلاد المسيح، فى عهد البابا كيرلس السادس المائة والسادس عشر من باباوات الإسكندرية، بدأت سيدتنا كلنا وفخر جنسنا مريم العذراء تتجلى فى مناظر روحانية نورانية في وعلى قباب الكنيسة المدشنة باسمها الطاهر فى حدائق الزيتون من ضواحي مدينة القاهرة... إلخ". إلى جانب ذلك، هناك أمثلة لا حصر لها من التغييرات المطلوبة للتواريخ في السنكسار، في حال إعطاء هذا الإقتراح بتوافق التقويمين أي وزن، أي بصفة عامة تلك التواريخ التي حدثت بعد القرن السادس عشر الميلادي، والتي بنيت من الأساس على تغييرات لم تطالب بها الكنيسة الأرثوذكسية بشكل عام، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية على وجه الخصوص.

† أخيراً، هناك تباين كبير في ممارسات بعض الأعياد وليس فقط أهميتها بل وفي الواقع تواريخ الإحتفال بها. هذه الإختلافات تعكس تنوع خليقة الله، وتأكيد تفسير فقرات الكتاب المقدس، كما هو الحال في سفر الرؤيا. لا جدوى من تكرار الخسائر التي قد تحدث إذا ما تم إختزال وسائل الإحتفال هذه ومعانيها مما يؤول إلى التقليص أو التهميش أو الإنقاص من قيمتها. الكاتب لا يبالغ إذا وصف هذا بأنه ضرر قد يحدث للإنسانية ككل، وليس فقط الإيمان أو العقيدة أو المذاهب المسيحية. هناك نقطة واضحة أخرى يجب إستقطابها من ذلك، وهي أن الكنائس المختلفة تحتفل بمناسبات متفرقة للرب يسوع أو لأي أحد من القديسين. إن كنيستنا القبطية غنية في هذا الصدد، لأنها تحتفل بالأعياد السيدية المتعلقة بمصر، مثل دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وظهور القديسة مريم في القاهرة، كما هي موثقة في السنكسار. يرجى ملاحظة أن هناك ظهورات مريمية أخرى تحدث في مصر، لكن لم يتم توثيقها أو نسخها بعد.

† يرغب الكاتب في توضيح أنه من مؤيدي الوحدة بين الطوائف المسيحية المختلفة، ويتطلع إلى حدوث ذلك قريباً. ولكن، يجب السعي للوحدة التي تخص الفكر الموحد في مسائل الإيمان والعقيدة والتعليم، وليس الممارسات الإحتفالية، و / أو تواريخ الأعياد. إنه من غير المجدي أن يقترح أي فرد بأنه ينبغي تبسيط الممارسات المختلفة وإختزالها لممارسة واحدة، وإلا فإن الرسل لم يكونوا قد اختاروا الصلاة بطقوس / لغات مختلفة و / أو عادات أو حتى مناطق مختلفة في أنحاء المسكونة – علاوة على ذلك، ليس هناك ما يسمى بالحج في معتقداتنا القبطية الأرثوذكسية (وهو معتقد لا تشترك فيه الطوائف الأخرى)، لأننا نؤمن بأن المسيح هو واحد لجميع الشعوب والأمم والأعراق. لهذه الأسباب فهو مفهوم أنه لا يصلح أن يكون هناك طريقة واحدة لممارسة الإيمان المسيحي. وفقاً لذلك، فإن الطوائف المختلفة لها تقاليد مختلفة تميل إليها، لعدة أسباب، مثل المناخات السياسية والتغيرات العرقية والتأثيرات المجتمعية. إن الدعوة إلى الإستغناء عن بعض الممارسات باسم التوحيد بين جميع الطوائف هو إختزال للتقاليد، وإبتلاع للإنفرادية، وتفريط في تقاليد الآباء. الواقع هو أن هذه النقطة الأخيرة يشعر بها الكاتب بقوة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث إنها تعكس المستوى الجم من التواضع والطاعة لله وقوانينه، بما في ذلك تعاليم الآباء وتوقيرهم.

عن الكاتب:

† يدعى كاتب هذا البحث الدكتور فادي نبيه كامل، ويعيش في إنكلترا لأكثر من ١٥ عاماً، ويعمل في مجال الطب النفسي منذ حوالي ١٤ عاماً. ولد في مصر وعاش هناك حتى سن الثامنة والعشرين، قبل أن ينتقل إلى إنكلترا. حياته في دولة غربية مهتمة بشكل كبير بالأدلة العلمية، أعطاه حافزاً إضافياً لإكمال هذا العمل، خاصة بسبب إرتباطه بالكنيسة القبطية والإيمان الأرثوذكسي الحقيقي. كما ذكر سابقاً، لجأ الكاتب إلى مصادر على شبكة الإنترنت أكثر من الكتب والوثائق المكتوبة، كما هو موضح أدناه في قسم المراجع، وبالتالي فهو يشجع القارئ على البحث أيضاً في المواد المقدمة، بالإضافة إلى المصادر الأخرى لإتخاذ موقف شامل. ركز الكاتب بشكل أساسي على وجهات النظر العلمية، بدلاً من وجهات النظر الدينية أو الروحية، حيثما أمكن، من أجل إيصال منظور موضوعي للبحث الذي يحتوي بالطبع على أمور وطقوس كنسية مسيحية في أغلبيتها. يود الكاتب أن يكرر أنه وجد عدداً لا يحصى من الإشارات بواسطة مجموعة متنوعة من المصادر، مهما كانت متباعدة في إتجاهاتها، التي تثبت أن الكنيسة القبطية غنية جداً وذات قوة حقيقية، وقد اجتذبتها حروب الشيطان على مر القرون حتى يومنا هذا، وهي لا تزال صامدة. يطلب الكاتب من الرب أن يحفظه هو وأسرته في الإيمان الأرثوذكسي، وأن يحافظ على جدران عروس المسيح هذه، قوية وراسخة، وحصينة ضد هجمات الشرير. صلوا من اجلي.

(يود الكاتب أيضاً أن يعتذر عن الأخطاء الإملائية وركاكة الأسلوب، حيث أن اللغة العربية قد ضعفت إلى حد ما لما قد ذكره أعلاه. لقد اكتمل هذا البحث بعد عمل دام قرابة الشهرين، إضافة إلى المعلومات التي اكتسبها الكاتب في فترة حوالي ستة أشهر، عندما رد على إقتراح الأب القمص يوحنا نصيف بتغيير تاريخ عيد الميلاد).

إلى هنا أعاننا الرب.

تم في بؤونه ١٧٣٥ ش، يونيو ٢٠١٩ م.

المراجع:

  1. إبن كبر (١٩٧١). مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة. القاهرة: مطبعة مكتبة الكاروز.
  2. البرموسي، عبد المسيح صليب المسعودي (١٦٤١ ش، ١٩٢٥ م). التحفة البرموسية في شرح وتتمة قواعد حساب الأبقطي. القاهرة: مطبعة الشمس.
  3. بهمان، رشدي واصف (١٩٩٠). التقويم وحساب الأبقطي. القاهرة.
  4. بولس، نجيب (١٩٥٨). تطور التقويم المصري القبطي وضبطه. مجلة معهد الدراسات القبطية. القاهرة: مطبعة النجدة، ٧٤ - ٩٦.
  5. سلامة، القمص يوحنا (١٦٨١ ش، ١٩٦٥ م). اللآلئ النفيسة في شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة. القاهرة.
  6. غالي. حساب ميعاد عيد القيامة. ٢٠ مايو ٢٠١٩ https: / / drghaly. com / articles / display / 11522.
  7. غريغوريوس (٢٠٠٧). نياحة السيدة العذراء. موسوعة الأنبا غريغوريوس. جزء ٢٠. محرر أ. منير عطية. القاهرة: أسقفية البحث العلمي.
  8. كامل، فادي نبيه (٢٠١٩). تحليل نقدي للرد على بحث القمص يوحنا نصيف في ضبط التقويم القبطي وتعديل موعد الاحتفال بعيد الميلاد.
  9. مشاركو موقع سانت تكلا. السنكسار. ١٧ مايو ٢٠١٩.
  10. (Unknown Author). "Why is Christmas Day on the 25th December?". WhyChristmas. Ed. James Cooper. https: / / www. whychristmas. com / customs / 25th. shtml. Web. 15 Feb 2019.
  11. Cassianus. "Contemporary Christian and Division: Old Calendar and Science". Sofia (1995): 6 - 11.
  12. Ha - Levi ED. "What Are Future Dates For The Passover (Pesach) Festival?". Angelfire, http: / / www. angelfire. com / pa2 / passover / passoverdate. html.
  13. Hillerbrand HJ. "Easter Holiday". Encyclopaedia Britannica. 12 Jun 2018. https: / / www. britannica. com / topic / Easter - holiday.
  14. Holweck, Frederick (1907). "The Feast of the Annunciation". The Catholic Encyclopaedia. Vol. 1. New York: Robert Appleton Company, 19 Aug. 2014.
  15. Holweck, Frederick George. "Feast of the Annunciation of the Blessed Virgin Mary". In Herbermann, Charles (ed.). Catholic Encyclopaedia. 1. New York: Robert Appleton Company, 1907.
  16. Humphreys CJ, Waddington WG. "The Jewish Calendar, a Lunar Eclipse and the Date of Christ’s Crucifixion". Journal of Biblical and Theological Research. Cambridge: Tyndale Bulletin 43. 2 (1992): 331 - 351.
  17. Jealous Athos Congregation. "The Teaching of the Orthodox Church on the Holy Blessed Tradition and Her Stance Regarding the New Calendar". (Unknown publisher and date).
  18. McNamara, Edward. "Advent Prayer and the Incarnation" , Rome: ZENIT International News Agency, 12 Dec. 2005.
  19. Meyer R. "The Ancient Math That Sets the Date of Easter and Passover: Why Don’t the Two Holidays Always Coincide? It is, to some degree, the moon’s fault". Theatlantic, https: / / www. theatlantic. com / science / archive / 2019 / 04 / why - dont - easter - and - passover - always - line / 587572.
  20. My Jewish Learning Contributors. "Passover (Pesach) History". Myjewishlearning, https: / / www. myjewishlearning. com / article / passover - pesach - history.
  21. OrthodoxWiki Contributors. “Jonah”. OrthodoxWiki. 16 Aug 2015. Web. 23 May 2019.
  22. Paul II, John. "General Audience". Libreria Editrice Vaticana, 25 June 1997. Web. 21 May 2019.
  23. Publishing Committee. Coptic Synaxarium. Chicago: St. George Coptic Orthodox Church, 1711 AM, 1995.
  24. Rickard, E. "The Crucifixion of Christ: Lesson 4: Calendar Date". Themoorings, https: / / www. themoorings. org / Jesus / crucifixion / date. html.
  25. Rocher P, Satre G. "A Tour in the Solar System 'Easter Date: The Computus'". Promenade, https: / / promenade. imcce. fr / en / pages4 / 440. html.
  26. Sam Storms. "10 Things You Should Know About the Cross of Christ". www. samstorms. com, 12 Feb 2018. Web. 17 May 2019.
  27. Wikipedia Contributors. "Annianus of Alexandria". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 3 Sep 2018. Web. 1 May 2019.
  28. Wikipedia Contributors. "Assumption of Mary". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 24 May 2019. Web. 24 May 2019.
  29. Wikipedia Contributors. "Computus". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 15 May 2019. Web. 31 May 2019.
  30. Wikipedia Contributors. "Coptic Calendar". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 7 May 2019. Web. 29 May 2019.
  31. Wikipedia Contributors. "Coptic Calendar". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 7 May 2019. Web. 29 May 2019.
  32. Wikipedia Contributors. "Dormition of the Mother of God". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 8 Apr 2019. Web. 21 May 2019.
  33. Wikipedia Contributors. "Dormition of the Mother of God". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 8 Apr 2019. Web. 21 May 2019.
  34. Wikipedia Contributors. "Eastern Orthodox Liturgical Calendar". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 28 May 2019. Web. 29 May 2019.
  35. Wikipedia Contributors. "Feast of the Annunciation". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 27 May 2019. Web. 29 May 2019.
  36. Wikipedia Contributors. "Hebrew Calendar". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 23 May 2019. Web. 28 May 2019.
  37. Wikipedia Contributors. "Jewish and Israeli Holidays 2000–2050". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 6 Apr 2019. Web. 10 Apr 2019.
  38. Wikipedia Contributors. "Jonah". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 21 May 2019. Web. 23 May 2019.
  39. Wikipedia Contributors. "Metonic Cycle". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 3 May 2019. Web. 10 May 2019.
  40. Wikipedia Contributors. "Nativity of Mary". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 9 May 2019. Web. 20 May 2019.
  41. Wikipedia Contributors. "Nativity of Saint John the Baptist". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 3 Dec 2018. Web. 20 May 2019.
  42. Wikipedia Contributors. "Passover". Wikipedia, the Free Encyclopaedia. 1 May 2019. Web. 2 May 2019.
  43. www. hebcal. com. Retrieved 10 Apr 2019.

مع الشكر وطلب الصلوات،.

د. فادي نبيه كامل.

شيفيلد، إنكلترا.

بؤونه ١٧٣٥ ش، يونيو ٢٠١٩ م.

Website: https: / / ophadece. home. blog.

E - mail: ophadece@hotmail. com.