المهندس النابغة سعيد ابن كاتب الفرغاني – الأغنسطس حسام كمال

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأغنسطس حسام كمال
الشخصيات المهندس سعيد ابن كاتب الفرغاني
التصنيفات أدب مسيحي, سير قديسين وشخصيات, كتب مقروءة أون لاين
آخر تحديث 19 نوفمبر 2023
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
1MB

الفصل الأول

سيرة المهندس سعيد ابن كاتب الفرغاني

– نشأته :

-ينسب غالباً إلي ناحية ” فرغان ” بمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية أو إلي مدينة ” الفراجون ” التي أندثرت ومحلها اليوم مدينة ” سيدي سالم ” بمحافظة كفر الشيخ.

– علاقته بالأمير ” ابن طولون ” :

– تولي عمارة مقياس النيل بجزيرة الروضة عام 864 م ،بعد أن أمر بعمارته الخليفة العباسي ” المتوكل ” ، ولما تولي أحمد ابن طولون حكم مصر أسند إليه بناء أهم منشأته وهي ” قناطر ابن طولون ” وأيضاً ” بئر بركة حبش ” وكانها الآن كنيسة السيدة العذراء مريم ببابليون الدرج بمصر القديمة ،وذلك لتوصيل الماء إلي مدينة القطائع وذلك بين عامي 872 م وعام 873 م ،ويقال عن هذه العين ” والذي تولي لأحمد بن طولون بناء هذه العين رجل نصراني حسن الهندسة ،حاذق بها “

– إلقاء المهندس في السجن :

– وحدث لما ذهب ابن طولون لمعينة العمل بعد إنتهائه غاصت رجل فرسه في موضع كان لايزال رطباً أو عثر حصانه بكومة تراب أهمل العمال في نقلها ،فأسقط الفرس ابن طولون إلي الأرض ،ولسوء ظنه أعتقد أن المهندس قصد به شراً فأمر بشق ثيابه وجلده 500 جلدة والقاؤه في السجن ،وكان المسكين يتوقع جائزة من الدنانير بدلاً من السجن.

– بناء الجامع =  خراب الكنائس :

– وفكر أحمد بن طولون بعد ذلك في بناء جامع يكون أعظم من جميع مساجد مصر وذلك بقيمة 300 عمود من الرخام ،ولكنهم قالوا له لن تجد هذا العدد إلا في كنايس الأرياف والضياع .

وفي إحدي الأيام كان يسمع قرأن في قصره وعلم منه بعدم جواز استعمال أدوات مسروقة في بناء الجوامع ،وهنا شق ثيابه وصاح قائلاً ” انه يستحيل علي تشييد الجامع بدون نهب مواده من الكنائس فاني ما سمعت من يوم وجودي أن جامعاً بني دون أن تأخذ أعمدته من كنائس المسيحين ،وحيث أنه لا يمكني الا مخالفة هذا الأمر فسوف أخالفه وأستغفر ربي عن هذا الذنب إن لم يكن بناء الجميع كافياً للغفران ”

– المهندس ينقذ الكنائس :

ولما بلغ الأمر للمهندس سعيد ابن كاتب في سجنه ،كتب إليه يقول ( أنا أبنيه لك كما تحب وتختار بلا عمد ” أعمدة ” إلا عمودي القبلة ” أتجاه الصلاة ) ،فأمر بإحضاره وقد طال شعره حتي نزل علي وجهه ،فقال له : ( ويحك ماذا تقول في بناء الجامع ؟؟ ) فأجاب : أنا أصوره للأمير حتي يراه عياناً بلا عمد إلا عمودي القبلة ،وفي الحال أمر أن يحضروا إليه الجلود وصوره له ” كما صوره الرسام في صورة الغلاف ” وكانت هذا أول مرة تستخدم فيها الميكتات الهندسية في مصر ، فأستحسنه وأعجبه وأطلق له النفقة بمقدار مائة دينار ، وبعد أن أنتهي من تشييده كان أول جمعة صلاها  الأمير وبعد أنتهاء الصلاة واراد الأنصراف ،واذا بالمهندس صعد لمكان عالي ونادي عليه قائلاً : يا أحمد بن طولون يا امير الامان عبدك يريد الجائزة ويسأل الامان أن لا يجري عليه مثل ما جري في المرة الاولي ، فقال له : أنزل فقد أمنك الله ولك الجائزة ،فنزل وأمر له بجائزة تقدر بعشرة الاف دينار ،وأجري عليه الرزق الواسع إلي أن مات .

– ما وراء الجائزة ؟؟؟

بعد ذلك بفترة طلب الأمير من المهندس أن يترك دينه ويعتنق الإسلام ،فرفض المهندس الشجاع أن يترك دينه ودين أبائه فأستل الأمير سيفه وامر بقتله لعدم تركه لدينه ولئلا يبني لوالي آخر جامع مثله أو أعظم منه فيبقي مسجده الأعظم في مصر ،ومات المهندس الشهيد وتعيد له كنيستنا القبطية الأرثوذكسية يوم 7 كيهك من كل عام بركة صلواته تكون معنا .آمين .

 

الفصل الثاني

مسجد أحمد بن طولون

– بدأ البناء في جامع أحمد بن طولون عام 263 هجرياً وأنتهي بناءه 12 رمضان عام 365 هجرياً الموافق 7 مايو 879 م ، ويعتبر هذا الجامع ثالث الجوامع الني أنشئت في مصر في ذلك الوقت وهم جامع عمرو بن العاص وجامع عسكر .

كما يعتبر أقدم الجوامع الذي ما زال محتفظ بتخطيطه وكثير من تفاصيله المعمارية الأصيلة ،كما أنه الجامع الوحيد الذي يغلب عليه طراز ” سامراء ” وهذا الطراز يمتاز بوجود المئذنة الخلوية المدرجة .

– وقد انفق أحمد بن طولون 120 الف دينار في بناء الجامع وذلك علي مساحة 6 أفدنة ونصف.

– كما يشهد هذا الجامع بعبقرية المهندس القبطي” سعيد بن كاتب الفرغاني ” والذي شيده علي عمودين القبلة فقط ،وقام بإبدال     الأعمدة المتبقية بدعامات من الطوب الآجر وهذه المادة تتميز بمقاومتها للحريق .

– كما أن هذا الجامع يعد شيخ جوامع مصر كما أنه مازال محتفظ بحالته الأصلية بشكل كامل ،علي عكس مسجد جامع عمرو بن العاص والذي محت التوسعات والتجديدات معالمه .

– مما يلفت إنتباه الزائرين ” مئذنة الجامع ” والتي تتميز بمظهرها الفريد في العمارة الإسلامية في مصر ،وتتألف من قاعدة مربعة تقوم عليها ساق أسطوانية يلتف حولها من الجارج سلم دائري لولبي عرضه 90 سم ويعلو الساق الأسطوانية طابقان مثمنان تتوسطهما شرفة بارزة تحملها مقرنصات ،وهذان الطابقان من الطراز المعماري الشائع في عصر المماليك .

 

” كل هذا يشهد لعبقرية المهندس القبطي ” سعيد بن كاتب الفرغاني ” الذي لم يشأ أن تنهب الكنائس لبناء هذا الجامع ولم يوافق علي ترك دينه مقابل الأموال والمنصب .