اضواء على المشتركين في الرحلة من الخطوبة للزواج – الأستاذ ماجد بانوب

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ ماجد بانوب
التصنيفات أسرار الكنيسة السبعة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, سر الزيجة - الإكليل المقدس, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي, علم النفس المسيحي
الوسوم مترجم
آخر تحديث 22 أكتوبر 2023
تقييم الكتاب 4.998 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
1MB

بسم الآب والأبن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

تقديــــــــم

عندما خلق الله الإنسان ذكراً وأنثى وأعطاهم أن يثمرا وأن يملأ الأرض ( تكوين 2و3 ) كان يقصد من وراء ذلك تكوين أسر مباركة يجمعهما الحب والجمال والخير وعلاقات العشرة الكيانية التي جعلت القديس يوحنا ذهبي الفم يصف الأسرة بأنها ” أيقونة الكنيسة “.

وصفحات المحاضرات التي بين يديك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة سوف تجد فيها الفكر الإنجيلي والروح العملي بجوار النواحي الطبية والاجتماعية بصورة ممتعة توضح كيفية الأعداد الصحيح لتكوين أسرة مسيحية حقيقية تمجد الله وتسعد الإنسان.

وإذ يمتاز هذا المنهج بالتأصل الكتابي والغزارة في الآيات الإنجيلية مع سلاسة العرض لهذا الموضوع الهام، فأنه يعيش الواقع بصورة عملية بعيداً عن الأفكار الجافة وفلسفات الكلام التي لا تُشبِع ولا تُفيد.

وأني أحسب أنك أيها القارئ سوف تجد فيه إجابات لمعظم أو كل التساؤلات  التي تدور في ذهنك حول هذا الموضوع الحيوي والذي يشغل بال الكثيرين.

أنني أشكر من عمق قلبي اهتمام الأغنسطس ماجد منير بانوب على هذا الجهد الرائع والإعداد الجيد في هذا البحث، والذي أنصح بعد طباعته ونشره، توفيره للمقبلين على الزواج والمخطوبــين وحديثي الزواج لما فيه من أهمية ومنفعة وتوعية ضرورية.

المسيح إلهنا الصالح الذي بارك عرس قانا الجليل يبارك كل شاب وكل شابة يتطلعون لتكوين أسرة مسيحية تحيا في محبة المسيح التي تحصرنا وتصير نوراً في ظلمات هذا العالم. بشفاعة القديسة مريم العذراء وسائر القديسين والشهداء وبركة صلوات البابا شنودة الثالث وسائر الأحبار الأجلاء.

له كل المجد في كنيسته إلى الأبد. آمين.

المحاضرة الأولى

للمقبلين على الزواج

الاختيار

نتعلم من أحد الأسئلة التي وردت لقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث عن مشكلة الطلاق المنتشرة الآن في مجتمعنا المسيحي وهي ظاهرة حديثة مواكبة لأمراض العصر الحالية ؟؟ وكان الرد : أن الطلاق حالياً يكون لأهون سبب لأن زواجهما كان لأهون سبب (لأن الاختيار كان مبنياً على أهون سبب)..

أن الاختيار المبني على مفهوم القسمة والنصيب هم مفهوم لخاطئ لأن الله  ” صنع الإنسان في البدء و تركه في يد اختياره (سيراخ  15 :  14) إذن الله لا يختار لنا لكن يترك لنا الحرية في الاختيار لكنه يرشدك في الطريق فقط ان طلبت منه الإرشاد. مع العلم انه يتركك حر في الاختيار.. ولكي تختار لابد لك ان تجتهد ” ابحث و اطلب فتتعرف لك و إذا فزت بها فلا تهملها (سيراخ  6 :  28)”  وفي بحثك ” لا تطلب ما يعييك نيله و لا تبحث عما يتجاوز قدرتك لكن ما أمرك الله به فيه تأمل و لا ترغب في استقصاء أعماله الكثيرة (سيراخ  3 :  22) “.

لابد أن تطلب المشورة قبل الأقدام لكي يفتح الله لك عينك لترى الطريق، ولأنك حر في طلب المشورة في الارتباط من عدمها، فان الله يتركك تكمل طريقك بالرغم انه يحبك. فبعض الاختيارات الخاطئة تكون نتيجتها معروفة، وذلك لأنك لم تطلب الإرشاد أو أغمضت عينك وتغاضيت عنه مثلما قيل ” أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا. فقال الرب لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد. لزيغانه هو بشر وتكون أيامه مائة وعشرين سنة …(تك  6 :  2)  وكانت نهاية هذه الزيجات المؤسفة تقليل العمر  وميلاد  الجبابرة وكثرة الآثم …

أما من يختار من لا يسر الله به فالكتاب يحدثنا في سفر أشعياء عن قول الرب

”  فأنا أيضا اختار مصائبهم و مخاوفهم اجلبها عليهم من اجل أنى دعوت فلم يكن مجيب تكلمت فلم يسمعوا بل عملوا القبيح في عيني و اختاروا ما لم اسر به (أش 66 :  4)  فهكذا تعامل الله مع الاختيار الخاطئ في العهد القديم..

أما في العهد الجديد أوصانا الرسول بمبدأ هام جداً في الاختيار وهو أن نختار من أبناء وبنات الله المؤمنين بأسمه القدوس بأن ” لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنه أية خلطة للبر و الآثم و أية شركة للنور مع الظلمة (2كو  6 :  14)”

ولكي يساعد بنو أدم على الاختيار الصحيح ” خلق منه عونا بإزائه و أعطاهم اختيارا و لسانا و عينين و أذنين و قلبا يتفكر (سي17: 5)  وأعطانا روحه القدوس وأعطانا مرشدين يكلمونا بكلمة الله لكن ” أيضاً كون النفس بلا معرفة ليس حسناً، والمستعجل برجليه يخطأ. (أم 19 : 2 )” أن الاستعجال كما قال الحكيم يقودنا إلى الاختيار الخاطئ.

أيضاً قال الروح على لسان سليمان الحكيم  : ” الملتوي القلب لا يجد خيرا و المتقلب اللسان يقع في السوء (أم  17 :  20)  لذلك فأن الله يسر بطريقة اختيارنا وبفكر قلبونا في اختيار يرضيه قبل أن يرضينا لذلك..” من يجد زوجة يجد خيرا و ينال رضى من الرب (أم  18 :  22) ”

 كيفية إرشاد الله لنا لنختار..

لابد أن نحاول أن نفهم طريقة اختيارنا لأن  الله طمأننا أنه سيرشدنا على لسان الحكيم قائلاً ” من سمع لي فلا يخزى و من عمل بإرشادي فلا يخطا (سيراخ  24 :  30) المهم أن نسمع للإرشاد لأن

” من الرب خطوات الرجل أما الإنسان فكيف يفهم طريقه (أم  20 :  24)  ”  فعندما نختار لابد أن نتسأل هل هذا الاختيار يرضي الرب أم لا، أهذا الاختيار سيجذبني ناحية الملكوت أم لا.

نتعلم من طريقة اختيار أبينا إبراهيم زوجة لأبنه أسحق عندما أرسل خادمه أو مدير أعماله لكي يختار له عروس من بلده، ولما سأله الخادم عن كيفية الاختيار، أجابه أبينا إبراهيم بأيمان شديد ” هو يرسل ملاكه أمامك فتأخذ زوجة لابني من هناك (تك  24 :  7): ولما أختار ”  كانت الفتاة حسنة المنظر جدا و عذراء لم يعرفها رجل فنزلت إلى العين و ملأت جرتها و طلعت (تك24 :  16) … و الرجل يتفرس فيها صامتا ليعلم أأنجح الرب طريقه أم لا (تك  24 :  21). ”

وهذا الطريق الروحي يعلمنا بأنه لا مكان لمفهوم القسمة والنصيب في المسيحية، و ليس هناك مكتوب على الجبين، وأن الرب لا يوقع سبات علينا ليأتي لنا بزوجة حسب مشيئته دون مشيئتنا، مثل ما فعل مع أبونا أدم لكي يأتي له بنظير وهي أمنا حواء.

فنتعلم من مقتطفات من عظة للقديس البطريرك يوحنا ذهبي الفم عن حكمة اختيار الزوجة  مبيناً حكمة خادم أبينا إبراهيم عندما كلفه سيده أبو الآباء أن يسافر لاختيار زوجة لأبنه أسحق :

” أنه لم يقل ” الفتاة التي أراها في عربة تجرها الجياد وخلفها حاشية من العبيد والخصيان، وتحيطها طائفة من الخدم، في باهر جمالها، وعنفوان صباها، تلك ستكون نصيب سيده أسحق ” كلا، بل ” أن التي أقول لها أميلي جرتك حتى أشرب “… فماذا هو فاعل هذا الخادم، أيفتش عن زوجة لسيده امرأة عادية تجئ لتستقي ماء، ولا تتردد ولا تتوقف في أن ترد عليه الجواب وتتحدث معه ؟ فبدون شك كان هذا مقصده لأن أبينا إبراهيم لم يرسله ليفتش له عن امرأة غنى ومجد، بل عن امرأة عادية لكن فاضلة …وقد عرف فضيلتها الخادم عن طريق علامة وهي فضيلة الضيافة لأن هذه كانت العلامة الدالة على الفضيلة، والفتاة التي تكون لها هذه الفضيلة إلى حد أنها لا ترفض أي خدمة، هي المثال الذي كان يفتش عنه …لأن مثل تلك الفضيلة كانت سمة بيت سيده لأنه كان دائماً مفتوح للمسافرين والغرباء والأقرباء  فكيف يكون أبن سيده منتفخاً لضيوفه وكريماً من جهة، ومن جهة أخرى تكون امرأته بخيلة تتعرض لضيوفه وأصحابه، كما يحدث غالباً في كثير من البيوت ….

أما عن القديس أوغسطينوس شفيع التأبين فيتكلم عن الاختيار قائلاً : ” والدتي كانت ساعية لزواجي باجتهاد، ولم تعتمد والدتي على فكرها في الأمر بل على عنايتك أيها الرب الإله لترشدها إلى ما يخفى عنها،  فتقدمت إليك بصلوات حارة طالبة أن توعز إليها بما تريده أنت  “.

هكذا يجب على الآباء أن يصلوا صلوات حارة لكي يرشد الرب الأبناء في اختيار موفق وأن يتركا حرية الاختيار لأبنهما مع إسداء المشورة لهم، ونأخذ مثال الاختيار من أمنا الكنيسة عندما اختارت من يقوم بخدمتها يقول سفر الأعمال فاختاروا أستفانوس رجلا مملوء من الأيمان و الروح القدس…

(أع  6 :  5) وهكذا عندما نطلب من الله الإرشاد لابد للطرفين أن يطلبا بأيمان أن يريهم الله إرشاده ” و أقول لكم أيضا أن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبى الذي في السماوات (مت  18 :  19)

وعند غياب صوت الله عن أذننا بسبب ضعف سمعنا الروحي لابتعادنا عن مصادر تغذية السمع ألا وهي كلمة الله في الإنجيل المقدس التي تغذي حواسنا وأفهامنا ومداركنا، فيلجأ البعض للأصدقاء لأخذ مشورتهم ناسينً أن ” المكثر الأصحاب يخرب نفسه و لكن يوجد محب ألزق من الأخ (أم  18 :  24) لذلك لابد أن ينتقي الإنسان من يستشيره ومن يكتم سره فهناك معايير وضعها الكتاب المقدس لذلك ” ليكن المسالمون لك كثيرين و أصحاب سرك من الألف واحدا (سي  6 :  6) والأفضل قبل أخذ المشورة أن يجلس الإنسان في صلاة عميقة وميطانيات كثيرة ويقترب من القرار وهو على ركبه أي ساجد ومتضرع ويحبذا أن نصوم عدد من الأيام على قدر استطاعتنا ولنحدد ذلك مع أب الاعتراف، وذلك لكي يضع الله في قلوبنا الطريق الصحيح، وبعدها نجلس جلسة هادئة بعيداً عن العاطفة لنقرر ” و اعقد المشورة مع القلب فانه ليس لك مشير انصح منه (سي  37 :  17). ولكن ان عجزت عن أخذ القرار فالمعاير في أخذ المشورة يحددها الروح في سفر سيراخ كالتالي : لا تستشر المنافق في التقوى و لا الظالم في العدل و لا المرآة في ضرتها و لا الجبان في الحرب و لا التاجر في التجارة و لا المبتاع في البيع و لا الحاسد في شكر المعروف (سي37 : 12). وأعلم أننا في بعض الأحيان نتضايق ممن يوبخنا ونلجأ لمن يوافقنا في الرأي لكن ” من يوبخ أنسانا يجد أخيرا نعمة اكثر من المطري باللسان (أم  28 :  23)

أما عن الاختيار عن طريق القرعة الهيكلية فيقوم البعض بكتابة اسمان مختلفان على ورقتان ويضعهما على المذبح ويدع الكاهن أو طفل يسحب له أحداهما ليعرف رأي الله !!.. فهذا في رأي مدخل خاطئ لسببين :

أولاً من أدراك أن إرشاد الله لك سيكون إحدى الورقتين.. فربما ستكون زيجة أخرى تماماً.

ثانياً أين أيمانك بأن الله سيرشدك في الطريق بدون إثبات ملموس ” و نحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى لان التي ترى وقتية و أما التي لا ترى فأبدية (2كو  4 :  18) وهل ستنفذ الاختيار أن صدر بمثل هذه الطريقة أن حالات كثيرة تراجعت عن تنفيذ ما صدر بالقرعة، والبعض ترجى الأب الكاهن في إعادة القرعة مرة أخرى والآخر حزن لأن قلبه كان يميل للاختيار الآخر..

لذلك هذا الأمر غير مقبول، ولكن الكنيسة تنفذه في اختيار الأب البطريرك بعد أن تكون أقامت صلوات كثيرة وفكرت وانتخبت المختارين بنسبة الأصوات، ووضعت ثلاثة ورقات على المذبح، وقتها يقوم طفل باختيار ورقة منهم، وبمجرد إعلان النتيجة تدق أجراس الكنائس وتعم الأفراح وتبتهل الكنائس بالألحان في تسليم كامل لإرادة الله. فهل سنلتزم نحن في طريقة الاختيار بالقرعة الهيكلية بهذا التسليم الكامل أم سنعيد التفكير.

أن الله يريد عقلك في الاختيار أولاً، وسيرشدك ولن يتركك طالما فكرت وطلبت الإرشاد وانتظرت في صبر وأيمان انه سيدبر الأمر بدون رد ملموس وإعلانات ترى” و أما الأيمان فهو الثقة بما يرجى و الإيقان بأمور لا ترى (عب  11 :  1)”

وكذلك يلجأ البعض في أخذ مشورة العديد من الآباء الكهنة و يجري السائل بين الأديرة والكنائس لأن أبونا فلان لهو قديس والأب الناسك الفلاني صاحب معجزات، ويظل يسأل الآباء الرهبان في تحديد الاختيار.. ويظنوا أنهم يطلبون إرشاد لله على لسانهم بهذه الطريقة، وبذلك يدخلون في مشكلة اختلاف الآراء والتساؤل عن من الآباء تكلم روح الله القدوس على لسان قدسه. فيجب معرفة أن الله سيتكلم على لسان أب الاعتراف،  ولا داعي لمعاودة السؤال مرة أخرى لأن ذلك يدخل في عدم الثقة بأن الله تكلم على لسانه، ولذلك سيتخبط السائل في أراء كثيرة وسيتوه في زحامها.

لذلك يجب أن نفكر بموضوعية، فلا يكون اختيارنا مبني على العناصر الآتية :-

أولاً : الهدف المادي أو الطمع في منصب الزوج أو نفوذ النسب أو للتباهي بالإمكانيات.

فنتعلم من حكمة سليمان الحكيم المعطاة له من عند الله أن ” القليل الذي للصديق خير من ثروة أشرار كثيرين (مز  37 :  16). أما تعليم القديس العظيم البابا يوحنا ذهبي الفم فيقول :-ً إذا كنا نبتغي السعادة فلا نلتمس الثروة، لنطلب أولاً وقبل كل شئ السلام، ولم يكن الزواج يملأ البيت مشاجرات ومخاصمات وقتال واشتباكات. ولم يكن الزواج ليقيم في البيت حزبين متناظرين، وليجعل حياتنا لا تطاق، بل إنما جعل الزواج ليكون لنا عوناً على الحياة، وليكون لنا ميناء ضد العواصف، وملجأ في الأعاصير، وتعزية في الآلام. جعل الزواج ليعطينا السعادة في امرأة … كم من أغنياء، بعد زواجهم من نساء أكثر غنى منهم وبعد مضاعفة ثروتهم أضاعوا في يوم زواجهم هدوءهم وسعادتهم، وجعلوا من موائدهم مهاترات، وانقلبت أيامهم مخاصمات وحروباً متواصلة !!  وعلى العكس  كم من فقراء عقدوا زيجات على نساء أشد فقراً، استمروا ينعمون بالسلام مع زوجاتهم، ويتذوقون طعم السعادة في دفء نعمة الله.

ويقول في موضع آخر موجهاً كلامه للآباء: ” وأنتم أيها الآباء فتشوا لأبنائكم عن امرأة بسيطة وطبيعية، لا تركضوا وراء الغنى والنسب وجمال الجسد النادر، فتشوا عن جمال النفس، وأنتن أيها الأمهات ربين بناتكن على مثال رفقة”.

أما من يجنح اختياره لأجل التباهي والافتخار: ” هكذا قال الرب لا يفتخرن الحكيم بحكمته و لا يفتخر الجبار بجبروته و لا يفتخر الغني بغناه (أر  9 :  23)  حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب (1كو  1 :  31)

ثانياً: اختيار الفتاة الجميلة من اجل إرضاء الشهوة فقط و اختيار الرجل ((من يشبه الممثلين))  فالروح يوصي في سفر الحكمة ” لا تمدح الرجل لجماله و لا تذم الإنسان لمنظره (سي11 :  2).” وكذلك  ” لا يعثرك جمال امرأة و لا تشته امرأة لحسنها (سي  25 :  28)”

ثالثا : الاختيار قهراً خوفاً من العنوسة لأنه في بعض الأحيان تكون ” البنت سهاد خفي لأبيها و هم يسلبه النوم مخافة من العنوسة إذا شبت و الصلف إذا تزوجت (سي42 :9). فقد يلجأ الأب لتزويجها لأول طارق على الباب بغض النظر عن التناسب في السن أو في الفارق التعليمي أو الاقتصادي، دون الثقة في مراحم الله وتدبيره.

ولكي يكون الاختيار ناجحا لابد من إلقاء الأضواء على أن العناصر التالية لابد ان تكون في مجملها إيجابية، مع العلم أننا لن نجد شخصية تكتمل فيها كل هذه العناصر إيجابيا معاً :

1- ضعف الإمكانيات. فلابد أن يكون هناك توافق مادي ومقاربة في المستوى والوسط الاجتماعي.

2- عدم التصاق أحد الطرفان بالكنيسة. لابد أن نعرف أن هناك زيجات فشلت لأن مقولة أن بعد الزواج ستنصلح الأحوال لم تنفذ ولم يتغير الحال.

3- عدم وضوح أهداف الزواج المسيحي .. لابد من تفحص الهدف عند الإقدام على الاختيار، وأن نسأل هل الأقدام على الزواج هدفه المحبة / هل الرغبة الاتحاد بالآخر عامة أو إنسان بعينه / هل نبذ الوحدة / هل إتمام لقصد الله بالزواج ليصيرا واحد وليسا أثنين.

4- فرق كبير السن بين الزوجين  فأثره السن يكون واضح على الحياة الهادئة والحياة الزوجية البيولوجية. حيث توصي الكنيسة بأن يكون أقصى فارق للسن بين الزوجان هو عشر سنوات  لا غير،، بل وتأخذ الكنيسة على الخطيبين تعهداً في محضر الخطوبة بأنهما على دراية بفارق السن بينهما..

لذلك سنحاول في الآتي معرفة بعض الموصفات والمقاييس المناسبة في اختيار الزوج والزوجة

 مقاييس اختيار الزوجة الفاضلة

لا شك أن اختيار فتاة أصعب كثير من اختيار الزوج ” رجلا واحدا بين ألف وجدت أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد (جا 7 :  28) “،  فمن يجد الزوجة الصالحة فأنه يجد كنز ” امرأة فاضلة من يجدها لان ثمنها يفوق اللآلئ (أم  31 :  10)، فلذلك حث الكتاب المقدس الرجل على التفتيش عنها ” ابحث و اطلب فتتعرف لك و إذا فزت بها فلا تهملها (سيراخ  6 :  28) ” وأوصاه أن يتأمل في فضائلها وأدبها قبل التقدم للزواج منها لأن ” لطف المرأة ينعم رجلها. و ادبها يسمن عظامه. (سي  26 :16-17) وطمأن الرجل بأنه إذا طلب من الله إرشاده فأن هذه الزوجة الصالحة ستصبح من نصيبه ” المرآة الصالحة نصيب صالح تمنح حظا لمن يتقي الرب (سي  26 :  3) ” وحذره من الميل نحو المرآة المخزية لأن ”  المرآة الفاضلة تاج لبعلها أما المخزية فكنخر في عظامه (أم 12 : 4)” وذلك حتى تربي الأطفال وتقدمهم وزنة صالحة للرب ولكي تعبر سنين عمرك بسلام ” المرآة الفاضلة تسر رجلها و تجعله يقضي سنيه بالسلام(سي26: 2).. فأن وجدت مثل هذه الفتاة  أتخذها لك زوجة على الفور دون تردد ” لذلك عزمت أن اتخذها قرينة لحياتي علما بأنها تكون لي مشيرة بالصالحات و مفرجة لهمومي و كربي(حك 8: 9)”

ولذلك لابد أن تضع نصاب عينك في فترة التعارف الأولى بعض النقاط لتحديد الشخصية التي يمكن أن تتعرف عليها من خلال كلمات الكتاب المقدس  :-

  1. هل هي محبة للصمت

المرآة المحبة للصمت عطية من الرب والنفس المتأدبة لا يستبدل بها (سي26 :18)

مثل العقبة الكثيرة الرمل لقدمي الشيخ مثل المرأة الخبيثة اللسان للرجل الهادئ (سي 25:  27)

  1. هل هي خجولة

المرآة الحيية ( المستحيية أو الخجولة ) نعمة على نعمة (سي  26 :  19)

  1. هل مشورتها لك صالحة

لذلك عزمت أن اتخذها قرينة لحياتي علما بأنها تكون لي مشيرة بالصالحات و مفرجة لهمومي و كربي (الحكمة  8 :  9)

  1. هل هي محبوبة لمجتمعها

أن كانت لك امرأة على وفق قلبك فلا ترفضها أما المكروهة فلا تسلم إليها نفسك (سي7 : 28)

لا تجعل للماء مخرجا و لا للمرآة الشريرة سلطانا. أن لم تسلك طوع يدك تخزيك أمام أعدائك.

  1. هل هي عاقلة وحكيمة

مغبوط من يساكن امرأة عاقلة و من لم يزلل بلسانه و من لم يخدم من لا يستاهله (سي25  :11)

خزامة ذهب في فنطيسة خنزيرة المرأة الجميلة العديمة العقل (أم  11 :  22)

المرأة الجاهلة صخابة حمقاء و لا تدري شيئا (أم  9 :  13)

  1. هل هي متنعمة

و المرأة المتنعمة فيك و المترفهة التي لم تجرب أن تضع اسفل قدمها على الأرض للتنعم و الترفه تبخل عينها على رجل حضنها و على ابنها و بنتها (تث  28 :  56)

  1. هل مع جمالها حكمة وصلاح

الشمس تشرق في على الرب و جمال المرأة الصالحة في عالم بيتها (سي26 :21)

الحسن غش و الجمال باطل أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح (ام  31 :  30)

اصرف طرفك عن المرأة الجميلة و لا تتفرس في حسن الغريبة (سي  9 :  8)

  1. هل هي محتشمة

لا يكون متاع رجل على امرأة.. لان كل من يعمل ذلك مكروه لدى الرب إلهك(تث22: 5)

المحتشمة نعمة على نعمة والنفس العفيفة لا قيمة توازيها (سي26 :15)

  1. هل تغار كثيراً

لكن المرأة الغائرة من المرأة وجع قلب و نوح (سي  26 :  8)

 مقاييس اختيار الرجل :

موصفات الزوج الفاضل تتكون عدة عناصر، فوجد أن هناك بعض الفتيات  يختارن بسطحية، وذلك بالنظر إلى ساعة الرجل أوحذائه أو تليفونه المحمول أو… الخ دون النظر للجوهر. مثلما فعل شعب بنو إسرائيل عند اختيار ملك لهم فاختاروا شاول بطول القامة وكان اختيار غير موفق لهم، لكن يعلمنا الكتاب المقدس أن نتخذ قرارنا من منبع الحكمة وأن نلاحظ الأمور الآتي ذكرها ونضعها نصاب أعيننا في فترة التعارف الأولى وندونها لتحديد الشخصية التي يمكن أن نتوفق معها أم لا بمعنى:-

  1. هل هو طيب القلب

لبسة الرجل و ضحكة الأسنان و مشية الإنسان تخبر بما هو عليه (سي  19 :  27)

طلاقة الوجه من طيب القلب و البحث عن الأمثال يجهد الأفكار (سيراخ  13 :  32)

المتواضع القلب يتأمل في ذلك ( أعمال الله ) أما الرجل الجاهل الضال فيتأمل في الحماقات

(سي  16 :  2)

  1. هل هو حكيم

أن كان أحد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر أن يلجم كل الجسد أيضا (يع3 :  2)

أرابت رجلا حكيما في عيني نفسه الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به (أم  26 :  12)

الرجل المبتدع ( (في الأمور اللاهوتية والكنسية )) بعد الإنذار مرة و مرتين اعرض عنه (تي3: 10)

الرجل الذكي يستر المعرفة و قلب الجاهل ينادي بالحمق (أم  12 :  23)

اذهب من قدام رجل جاهل إذ لا تشعر بشفتي معرفة (أم  14 :  7)

  1. هل هو عاقل

العاقل يكتم كلامه إلى حين و شفاه المؤمنين تثني على عقله (سي  1 : 30)

لأحمق يرفع صوته عند الضحك أما ذو الدهاء فيبتسم قليلا بسكون. (سي 23 : 23 )

قدم الأحمق تسرع إلى داخل البيت أما الإنسان الواسع الخبرة فيستحيي.(سي23: 25)

  1. هل هو واسع الخبرة

الجاهل يتطلع من الباب إلي داخل البيت أما الرجل المتأدب فيقف خارجا.

(سي 23 : 26 )

المحتقر صاحبه هو ناقص الفهم أما ذو الفهم فيسكت (أم  11 :  12)

ناقص العقل و هو تقي خير من وافر الفطنة و هو يتعدى الشريعة (سي  19 :  21)

رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه (يع  1 :  8)

  1. هل هو كريم

الرجل المتنعم فيك و المترفه جدا تبخل عينه على أخيه و امرأة حضنه و بقية أولاده الذين يبقيهم (تث 28 :  54)

  1. هل سمعته جيدة

الصيت افضل من الغنى العظيم و النعمة الصالحة أفضل من الفضة و الذهب(ام22: 1)

  1. هل هو محب للمال والغنى

و أما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة و فخ و شهوات كثيرة غبية و مضرة تغرق الناس في العطب و الهلاك (1تي  6 :  9)

لا أحد أقبح جرما من البخيل لماذا يتكبر التراب و الرماد (سي  10 :  9)

غضب و وقاحة و فضيحة عظيمة المرآة التي تنفق على زوجها (سي  25 :  22)

من أحب الذهب لا يزكى و من اتبع الفساد يشبع منه (سي  31 :  5)

  1. هل هو راضي

مبارك الرجل الذي يتكل على الرب و كان الرب متكله (ار  17 :  7)

الرجل الذي يترصد مائدة الغريب عيشه لا يعد عيشا و نفسه تتنجس بأطعمة غريبة (سي40 :30)

عين البخيل لا تشبع من حظه و ظلم الشرير يضني نفسه (سي  14 :  9)

  1. هل هو سعيد

سعيد هو الرجل الذي يترأف و يقرض يدبر أموره بالحق (مز  112 :  5)

  1. هل هو معيب في لبسه

أم ليست الطبيعة نفسها تعلمكم أن الرجل أن كان يرخي شعره فهو عيب له (1كو 11: 14)

لا يلبس رجل ثوب امرأة لان كل من يعمل ذلك مكروه لدى الرب إلهك (تث 22: 5)

  1. هل هو رحيم

الرجل الرحيم يحسن إلى نفسه و القاسي يكدر لحمه (ام  11 :  17)

  1. هل هو عادل

الرجل الفقير الذي يظلم فقراء هو مطر جارف لا يبقي طعاما (ام  28 :  3)

  1. هل هو أمين

أكثر الناس ينادون كل واحد بصلاحه أما الرجل الأمين فمن يجده (ام  20 :  6)

الرجل الأمين كثير البركات و المستعجل إلى الغنى لا يبرا (ام  28 :  20)

المرتد في القلب يشبع من طرقه و الرجل الصالح مما عنده (ام  14 :  14)

  1. هل هو حليم ورجل سلام

لا تستصحب غضوبا و مع رجل ساخط لا تجئ (أم  22 :  24)

مجد الرجل أن يبتعد عن الخصام و كل أحمق ينازع (ام  20 :  3)

الكثير التوبخ المقسى عنقه بغتة يكسر و لا شفاء (ام  29 :  1)

كلمات الحكماء تسمع في الهدوء أكثر من صراخ المتسلط بين الجهال (جا  9 :  17)

الرجل الغضوب يهيج الخصومة و بطيء الغضب يسّكن الخصام (ام  15 :  18)

الرجل الغضوب يهيج الخصام و الرجل السخوط كثير المعاصي (أم  29 :  22)

تعقل الإنسان يبطئ غضبه و فخره الصفح عن معصية (أم  19 :  11)

مدينة منهدمة بلا سور الرجل الذي ليس له سلطان على روحه (أم  25 :  28)

السريع الغضب يعمل بالحمق و ذو المكايد يشنا (ام  14 :  17)

  1. هل هو حلاف ( معتاد الحلفان )

الرجل الحلاف يمتلئ آثما و لا يبرح السوط من بيته (سي  23 :  12)

  1. هل هو صادق

رجل الأكاذيب يطلق الخصومة و النمام يفرق الأصدقاء (أم  16 :  28)

في معصية رجل شرير شرك أما الصديق فيترنم و يفرح (أم  29 :  6)

  1. هل هو كاتم أسرار

المشورة في قلب الرجل مياه عميقة و ذو الفطنة يستقيها (أم  20 :  5)

الساعي بالوشاية يفشي السر فلا تخالط المفتح شفتيه (أم  20 :  19)

الذي يفشي الأسرار يهدم الثقة و لا يجد صديقا لنفسه (سي  27 :  17)

أما الذي يفشي الأسرار فشانه اليأس (سي  27 :  24)

  1. هل هو ذو ثقة :

سن مهتومة و رجل مخلعة الثقة بالخائن في يوم الضيق (ام  25 :  19)

حماقة الرجل تعوج طريقه و على الرب يحنق قلبه (أم  19 :  3)

  1. هل علاقته بأسرته علاقة جيدة :

الابن الحكيم يسر آباه و الرجل الجاهل يحتقر أمه (ام  15 :  20)

السالب آباه أو أمه و هو يقول لا باس فهو رفيق لرجل مخرب (ام  28 :  24)

  1. هل هو محب للتنقل:-

مثل العصفور التائه من عشه هكذا الرجل التائه من مكانه (أم  27 :  8)

بئس حياة الإنسان من بيت إلى بيت و حيثما ضاف لم يفتح فاه (سي  29 :  31)

  1. هل مستقر في عمله

فان الذي يشتغل بكل عمل خير ممن يتمشى أو ينتفخ و هو في فاقة إلى الخبز (سي10: 30)

المحاضرة الثانية

أضواء على فترة الخطوبة

لابد أن نعرف قصد الكنيسة من نصف الإكليل أو الخطوبة. فصلاة الجبنيوت عبارة عن صلاة شكر فقط يقدمها الكاهن لصانع الخيرات لشكره ولكي يرينا هل الخير في الأرتباط أم لا، كما يقدمها قبل إتمام أي سر من الأسرار أو أي صلاة طقسية ولكن مع الفارق أنه لا يتم رفع بخور أثناءها، ولا يقوم الكاهن بإدخال الدبلة ليد العروسان بل يدعاهما يفعلان ذلك لأن في يدهما أيضا خلعها. فهي فقط مباركة لمبدء أنهما قد أتفقا على دخول فترة أختبار للمشاعر والقدرة على التعايش وليس أرتباط أبدي.. وهي الصلاة الوحيدة في الكنيسة التي لا يرفع الكاهن فيها بخور وذلك لعمق فهم الكنيسة بأنها فترة اختبار وتجربة.

صحيح أن صلاة الجبنيوت للخطبة خطوة في طريق الإكليل وتنفيذ لقرار ومشورة الطرفان، لكنها مجرد مرحلة من مراحل الاختبار قبل أتمام السر المقدس وحلول الروح القدس لتجميعهما في كيان واحد وتجسد جديد للطرفان بحيث يكون لهما اتحاد في جسد بنفس واحدة بمعنى أن لهما معاً حياة واحدة غير منفصلة عن بعضهما، لكن كلا منهما له روح منفصل عن الآخر، عند وضع الأكاليل بيد الكاهن، هنا نقول ما جمعه الله لا يفرقه إنسان.

والخطوبة تعتبر كذلك تصريح من الأهل والكنيسة لكي يتوعدا الطرفان على طريق لحياتهما ليقوما بوضع خطة لمستقبلهما أمام المجتمع ”  وهي هل يسير اثنان معا أن لم يتواعدا (عا  3 :  3)” وأن يتعهدا كذلك بإصلاح عيوبهما بالالتصاق بالرب وبكنيسته وبأسرارها.

فلابد أن يقرر الخطيبان أتمام صلاة الخطوبة بعد أن يصليا طالبان إرشاد الرب، وقبل أن يتمم عقد الخطوبة، لابد له ان يكون القرار مقبول مبدئياً وليس عن تردد ” و اخطبك لنفسي إلى الأبد و اخطبك لنفسي بالعدل و الحق و الإحسان و المراحم (هو  2:  19). ولكن …

أن أتضح لأي منهما أنه لن يقدر على إسعاد الطرف الآخر، أو أنه سيصطدم بأهل الآخر وأن التفاهم معهم شبه مستحيل أو أن أسلوب وطريقة تفكير الآخر لا توافقه وانه يخشى على مستقبل أطفاله من هذه التنشئة، أو أنه لا يستطيع أن يتقبل الآخر عاطفياً،  فلابد من فسخ الخطبة بعد اخذ مشورة أب الاعتراف.

والسؤال هل يترك الخطيبان بعضيهما عند أصدام الخطبة بمعارضة من الأهل ؟ يا حبذا لو نتعلم كيف نرضي الآخرين ولنكون مسالمين مع جميع الناس ” أن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس (رو  12 :  18) ” ولكن إذا استنفذت كل الطرق وأصبح التعايش مستحيلاً فلابد من فسخ الخطبة حتى لا يكون الاتحاد منقوصاً فكيف يتحد اثنان ليصيرا واحد، وكل واحد يريد الانفصال برفيقه عن أهله. وللعلم أن الكنيسة لا توافق على زواج أي طرف من الطرفان رغماً عن موافقة ومبارك أسرته ألا في حالات استثنائية يتعنت فيها الأهل بدون سبب أو خوفاً من عدم استمرار الاستفادة مادية من أبنهم أو أبنتهم أو أي سبب قهري آخر.

هناك مشكلات أخرى تطرأ فترة الخطوبة، مثل الخطبين الزميلين في عمل واحد. فيجب أن يكونا على وفاق واتفاق من قبل الخطوبة عن كيفية تنظيم علاقتهما داخل العمل وخارجه.

قد اهتمت العديد من الأبرشيات بضرورة التحاليل المعملية قبل البدء في الحياة الزوجية، ولو أنها لم تتفق في تحديد أي مرحلة يجب أن تتم مثل هذه التحاليل هل قبل الخطوبة أو بعدها أو قبل حجز صلاة الإكليل بالكنيسة (والتحاليل المطلوبة كانت للكشف عن ذكورة الرجل وتمام أنوثة المرآة لدى طبيب الأمراض التناسلية أو العيادات المتخصصة وكذلك مدى الخصوبة)، ولكن أتضح أن هذا الأمر غير مرغوب فيه في بعض المجتمعات دون غيرها، فلذلك ننصح أي من الخطيبين فور اكتشاف مرض وراثي في عائلة الطرف الآخر مثل المرض العقلي أو خلافه، أن يبادر للأب الكاهن الذي سيحرر العقد طالباً منه أن يتبنى طلب التحليل كشرط لكتابة العقد من الطرفان معاً، وقد لاقى هذا الأمر استحسان كثير من الأسر مانعاً من إحراجهم بمثل هذه الطلبات ومبدد لمخاوفهم من أمور اتضحت فيما بعد.

أما عن إصرار الخطيبان أو أفراد أسرهم على عمل حفلة صاخبة ورقص سواء بعد صلاة الجيبنيوت أو بعد صلاة سر الزيجة المقدسة وأثر ذلك على نفسية الخطيب.( فنقول للخطيبة كونه شخص جديد عنك فربما يضطر لمجاريتك في الرقص دون رغبة حقيقية لديه، وفي الأغلب تكون رغبة الخطيبة في استعراض ما لديها من مواهب يضطر الخطيب للتمادي معها في الرقص في حفل الخطوبة هذه، فليتنا نرجع عن مثل هذه الحفلات ونحضر التراتيل أو موسيقى التراتيل أو الموسيقى بأنواعها وياليت أن تهتم أسر المسارح بالكنائس بإنشاء أوبريتات ضخمة وطويلة ومبهرة مستخدمين وسائل التكنولوجيا والفيديو بروجيكتور والليزر بما يتناسب مع الاحتفال بالزواج من حيث المعاني والموسيقى والتنويع، مثل أهتمامها بحفلات النشاط الصيفي والمسرحيات بحيث تسر المدعوين بدلاً من هذه الفرق العالمية  وال DJ  و الرقصات المبتذلة..وليبارك الله أول زوجين يتجهان إلى إنشاء هذا الكورال.

ويعلمنا القديس يوحنا ذهبي الفم قائلاً :

فعندما تدعوا الشيطان إلى عرسك بهذه الأغاني والفواحش، وعندما تدخل الممثلين المخجلين أو المهرجين المتهتكين أو تحضر الراقصات.. وتفصح المجال لألاعيب إبليس أن تعمل فيه، فأية نتيجة حسنة تتوقع ؟ وكيف تقدر أن تدعوا كهنة المسيح إلى عرسك حين يجب عليك ؟ أتريدون أن تعرضوا موكباً أجدى من هذه المواكب ؟ أدعو الفقراء وأقيموا منهم محفلاً. آه تخجلون من هذا ؟ يا لها من مخالفة رهيبة للمنطق ‍ عندما تدخلون الشيطان إلى بيوتكم لا تخجلون، ولكن عندما نقول لكم أن تدخلوا إليها المسيح، تجدون هذا شيئاً مخجلاً ‍ عندما تدخلون الفقراء إلى منزلكم، إنما تدخلون المسيح نفسه. وعندما يدخل المهرجون ويرقصون فالشيطان هو الذي يدير الرقص، ونفقاتكم على العرس لا تأتيكم بالفائدة، بل تأتيكم بالدمار، وتجلب عليكم القصاص…ولكن قد تقولون ما من أحد في المدينة يتبع هذه العادة ‍ ماذا نعمل ولكنكم أنت ستدخلونها، وستكونون أول من يتبعها، وسيكون الخلف مديناً لكم بهذا. وإذا أنت اقتدت الغير إلى هذه العادة المحدثة وخلقت فيها تنافساً شريفاً وإذا ساءلت الأجيال المقبلة بعضها بعضاً ؟ من أدخل هذه العادة ؟ فستجيبون أن فلان هو من أدخل هذه العادة الجميلة.

يجب مراعاة حسن تعامل الخطيب مع أسرة خطيبته، وخاصة في موضوع الخروج المتكرر لساعات متأخرة خارجاً أومطالبه في الاختلاء بها.

لابد أن يركز الخطيبان على اختبار المشاعر في فترة الخطوبة، ولابد من معرفة مدى أهمية فسخ الخطوبة في بعض الحالات التي لا يمكن التوافق فيها عاطفياً أو معنوياً مع الطرف الآخر. حيث أثبت خطأ مفهوم ” الحب يأتي بعد الزواج” في كثير من الحالات المعروضة أمام المجلس الأكليريكي.

كيفية انعكاس حياة الطهارة في الخطوبة على الحياة الزوجية المستقبلية.

أ.(( للرجل هناك قاعدة ذهبية في التعامل وهي: ما فعلتموه بالناس يفعل بكم، تذكر أن الزمن سيمر سريعاً وستواجه ما فعلته بتأنيب ضمير يترسب في وجدانك نتيجة أي شكل من الانخراط في الشهوة مع خطيبتك ويجب عليك مراعاة أنها أمانة من حميك وأنك لم تتسلمها لتكون لك بعد ” أمينة هي جروح المحب و غاشة هي قبلات العدو (ام  27 :  6)” وسيجئ عليك يوم تسلم أبنتك لخطيب ربما سيُفعَل مع أبنتك مع تفعله مع خطيبتك فهل سترضى بذلك.. لابد لك من تذكر مثل هذا اليوم وعامل الناس كما تحب أنت أن يعاملوك.. صحيح أن التوبة والاعتراف تغفر جميع الآثام، لكن ربما عدل الله قد يسمح بأن تتذوق عقاب ما على الأرض نتيجة ما فعلته، من قبل تأديب وحب الله لك، وذلك لأن الرجل هو الأقوى من الفتاة والمسيطر واللحوح في الإغواء في أغلب الأحيان، والفتاه هي الإناء الأضعف. فليكن فيك عند التقدم للخطوبة الأمانة ومخافة الرب في صيانتها ” اخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب (هو  2 :  20)”، فإن كنت أمين في ذلك وهو القليل فسيريك الله الكثير مثل مجد وغنى في بيتك “طوبى للرجل الخائف الرب ويهوي وصاياه جداً، يقوي زرعه على الأرض جيل المستقيمين يبارك.مجد وغنى في بيته” مز111 :1.”

وأقول للفتاة كل ما تسمحين به له في الخطوبة سيترك أثر عميق عنده بعد الإكليل، لأنه ليس بملاك كما تظنين، لأنه لو كان ملاك لما لاحقك بالمحاولات. وسيجيء اليوم الذي يذّكرك فيه بهذه التجاوزات بعد أن يشبع منها بعد الزواج. وكذلك أن حصل الخطيب على قبولك في بعض التجاوزات أثناء الخطبة بأي صورة، فستجعليه يصارع نفسه من أجل استمرار الخطوبة وإتمام الإكليل، وذلك بالرغم من كل تعهداته بأتمام الزواج والارتباط حتى نهاية العمر وكلامه المعسول لك.

بالإضافة إلى أن الفتاة الذكية التي تريد أن تحافظ على خطيبها ولا تجعله ينفر منها فلابد أن تجعله متشوق دائماً إليها ومتعجل للزواج بها، وذلك بأن لا تسمح له حتى بأقل الأشياء، لأنه لو طاله في غير الزواج سيبغضها بغضاً شديداً في معظم الأحيان. كما فعل أبشالوم أبن داوود في سفر صموئيل الثاني: ” و جرى بعد ذلك انه كان لابشالوم بن داود أخت جميلة اسمها ثامار فأحبها آمنون بن داود (2صم  13 :  1)… فقال له امنون أنى أحب ثامار أخت ابشالوم أخي  )2 صم 13: 4 ) قال امنون لثامار آيتي بالطعام إلى المخدع فأكل من يدك فأخذت ثامار الكعك الذي عملته و آتت به أمنون أخاها إلى المخدع (2صم  13 :  10) … فقالت له.. والآن كلم الملك فأنه لا يمنعني منك. فلم يشأ أن يسمع لصوتها بل تمكن منها و قهرها و اضطجع معها. ثم أبغضها  أمنون بغضة شديدة جداً حتى أن البغضة التي ابغضها إياها كانت اشد من المحبة التي أحبها إياها.. (2صم  13 : 13- 15  )

(ملحوظة في إحصائية قام بها أحد خدام الأسرة في أحد المؤتمرات وجد أن 80% من الرجال نادمون على عدم الطهارة في الخطوبة مع خطيباتهم أثناء فترة الخطوبة، ولا يودون التحدث عن هذه الذكريات مع زوجاتهم، و 35 % فقط من الإناث ندمن على مثل هذه التجاوزات، أما الباقيات منهن اعتبرنها ذكريات جميلة !!.

مما يؤيد الرأي بأن الرجل بالرغم من لجاجة مطلبه في اختطاف ما ليس له يرجع ويندم ويبغض في أحيان ويعاير في أحيان أخرى وخصوصاً لمن كانت لهن خطوبات سابقة، أما المرآة فتخدع بكلام الرجل المعسول لها وهو يتمنى في حقيقة الأمر أن تردعه حتى لو تظاهر بالغضب والحزن وأتهمها بالبرود في العاطفة وإلخ…

أما بالنسبة لآثار الخطوبات أو أرتباطات سابقة على مشاعر الطرف الآخر سواء في فترة الخطوبة أو بعد الزواج، فكثيراً ما يحدث في لحظات رومانسية هادئة أن يسرد فيها كل طرف ذكرياته في علاقات أو خطوبات سابقة لهم. وينتهي الحديث الودد بسلام لكنه يختزن في العقل الباطن، وكثيراً ما يظهر في أوقات الخلافات، بل وكثيراً ما جعل بيوت الزوجية آتون متقد.. فيا ليتنا نصبح حكماء ولا نسرد أي شئ إلا مع أب اعترافنا فقط ويمكننا أن نأخذ الحَل منه بأن نسمح لأنفسنا أن نكتم هذه الأمور مادامت ذكريات وانتهت.

من الأمور التي قد تظهر في الخطوبة وتمتد إلى الزواج هي موضوع الغيرة، وخاصة الغيرة من بعض الشخصيات المقربة مثل أقارب الخطيبة الرجال، أو غيرة الخطيبة من الفتيات أقارب العريس أو حتى من صديقاتها، فلذلك يجب التعامل بحرص بعد الخطوبة مع من يعتقد أنه قد يثير الغيرة. ويجب ألا يستغل طرف من الأطراف موضوع غيرة الآخر عليه ليستمتع بتعذيبه أو مضياقته بدافع أسره أو امتلاكه أو.. وذلك لأن الغيرة بالنسبة للرجل مرض وعذاب وألم.. ولكن يجب عليه أن يلاحظ أن عدم غيرته بالكلية يسبب لها بعض الألم والتعجب. وكذلك لابد من اهتمام الخطيب بمدح خطيبته مقارنة بمثيلاتها بعد كل مقابله لهما مع أسر قريبة أو صديقة ولا مانع من إظهار استيائه بمن هي أجمل منها أو أكثر اجتماعية منها لأنها تنتظر منه مثل هذا.

وقد تحدث مشاكل في الخطوبة بسبب المعوقات المادية. وعد القدرة على تنفيذ بعض التعهدات، لذا وجب الحرص على الشفافية المادية من أول مقابلة ويا حبذا لو تروى الطرفان في عدم التعهد بشراء ما لا يستطيعون عليه، لأن تكاليف الزواج باهظة والضروريات كثيرة، وكذلك لابد من التنبؤ بأن مثل هذه الخلافات أمر وارد في مجتمعنا الشرقي، فلنترقب وصولها وننحني أتضاع وحكمة لكي تمر دون أن تكسر العلاقة الهادئة.

وكذلك..أنصح الفتاة لأجل كرامة الزواج أن لا تسرع بقبول مبالغ شهرية من الخطيب لأنه ربما قد يترك أثر سيئ لديها مستقبلاً ؟

الصور والخطابات والشرائط المسجلة لها حدان ما بين إشعال الحب بينهما أو ربما تكون وسيلة ضغط وتشهير لأحداهما ؟ فمن أهم المشاكل التي تظهر في فسخ الخطوبة هي الخطابات المتبادلة والصور وللأسف يلجأ البعض بعد الفسخ للتشهير بالطرف الآخر بسبب العناد الذي يمحى كل محبة من القلب، فيا ليت أن تقتصر المكاتبات بين الخطيبان على كروت معايدة بسيطة وعدم الإكثار من التقاط الصور.

وتظهر مشاكل كثيرة بسبب طول فترة الخطبة. فيجب الاتفاق على أن تكون فترة الخطوبة لا تتعدى سنة. حتى لا يمل أهل الخطيبة من زيارات الخطيب ” اجعل رجلك عزيزة في بيت قريبك لئلا يمل منك فيبغضك (أم  25 :  17)” وتندرج هذه الآية التي ساقها لنا روح الله القدوس لنتعلم منها الكثير في كثرة المكالمات التلفونية الطويلة بين الخطيبين.

يجب التحذير من اختلاف الطوائف في الزيجات، فبعض الإخوة البروتستانت يكونوا قد تعمدوا في كنائسنا الأرثوذكسية، لكنهم لا ينتمون إليها بالفعل وكم من بيوت افتقدت السعادة بسبب اختلاف التربية و فترات الصوم والارتباط بالطقوس وسهرات الكنيسة ومناسبتها ونهضاتها وأسبوع البصخة و كذلك تشتت الأطفال بين العقائد والمفاهيم ومحاولات كل طرف لجذب الأطفال ناحية عقيدته… الخ

لابد من الاهتمام ببدء علاج عدم انتظام الدورة للفتيات قبل الزواج وليس بعده تجنباً للآثار النفسية السيئة لديها من عدم الانتظام والمخاوف من اقترابها من يوم الإكليل مما يسبب لبعض الفتيات اضطراب نفسي وكذلك لجدوى ذلك على سرعة الإنجاب.

وتظهر احد العوارض النفسية للخطيب ( وفي بعض الأحيان للخطيبة ) قبل أيام من إتمام الإكليل وفي أيام الخطوبة الأخيرة في مراجعة نفسه في جدوى الاستمرار في الخطوبة وهي حالة عامة معروفة للرجال قبل الزواج. أسبابها ( خوف باطني من مسئولية الزواج أو خوف من عدم إرضاء الزوجة في الحياة الزوجية أو مراجعة النفس في الارتباط وشعوره منه بأنه تسرع ويستحق زوجة أفضل). وتحدث هذه المخاوف نتيجة للضغوط والقلق من أعباء يوم الإكليل والخوف من نسيان أمور متعلقة به وكذلك الخوف المترسب في أعماق الرجل من كيفية التصرف مع عروسه ليلة الزواج.

يجب التعريف بأن صلاة الإكليل سر مقدس لابد أن يسبقه التوبة والاعتراف. وكذلك يجب الاعتراف عن كل الأمور الخاصة بالخبرات سيئة من الزنا الفعلي أو المعنوي أو مشاهدة الأفلام الجنسية وخطورتها أو سماع الأحاديث الهدامة من أهل العالم.

المحاضرة الثالثة

  • أهمية الكشف قبل الزواج
  • تعريف وسائل تنظيم النسل
  • مسئولية إنجاب الأطفال
  • الإجهاض

لابد أن ندرك أن الأطفال هم ثمرة البطن عطية من عند الله، وهو الذي يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح، فلذلك من الضروري فهم سماح الله في تأخر أو انعدام إنجاب بعض الأسر. فربما سيسمح الله بفتح رحم الزوجة في زمن معين.

يجب فهم رأي الكنيسة في أطفال الأنابيب وأنه لا مانع منه مادام أن البويضة من نفس الزوجة تخصب من حيوان منوي من الزوج ويتم زرع البويضة المخصبة في رحم الزوجة مع العلم احتمال الإنجاب في أطفال الأنابيب (لا يتعدى 15% في كل مرة تخصيب وزرع ).

في بعض الأحيان يم تلقيح أكثر من بويضة في الرحم وتكون 4 في المتوسط، ولخطورة الحمل في 4 توائم يقوم الطبيب بمد إبرة والتخلص من 2-3 منهم وهذا نوع من الإجهاض غير مسموح به .

لابد من إسداء نصائح للمخطوبات لتوعيتهن بعد الزواج والحمل عن خطورة تناول بعض الأدوية وأثر ذلك في انجاب الطفل الناقص أو المعاق.

الاهتمام بتربية الأطفال وعدم أعطاء مسئولية التربية للجد والجدة لأن تربية التدليل لها أثر سئ على نفسية الطفل.

الإجهاض ورأي الكنيسة.

نورد سؤال ورد لقداسة البابا المعظم في الاجتماع العام بتاريخ 1 أكتوبر 2000م :

السؤال : أنجبت ثلاثة أولاد واكتفيت ثم حدث حمل آخر، ولم يكن في استطاعتنا تربية الرابع.. تصرفت من نفسي وأجهضته. أريد الحِلّ بالتناول.

الجواب : ليس لك حِلّ أن تتناولي، لأنك إنسانة قاتلة نفس. فاهمة يعني إيه قاتلة نفس.. على الأقل تعاقبي لمدة سنة ما تتناوليش وبعدين ينظر في أمرك.

الإجهاض هو قتل نفس. تموَّتي الواد وتيجي تتناولي ؟ دة كلام إيه دة ؟!

الإنسانة اللي تجهض نفسها قاتلة نفس.

سبب وحيد نسمح بيه، إذا كانت الأم في خطر الموت من الحمل. يعني لو ولدته تموت، فيبقى بدل ما تموت يُجهض الطفل، لكن غير كدة ليس من حقها أن تُجهِض.

باستمرار أقعدي صلي وقولي له : ” اغفر لي يارب لأني إنسانة قاتلة ”

هُّم فاكرين الناس دي أن الحكاية لعب.. يقتلوا ويجوا يقولوا أدينا حِلّ نتناول ؟ حِلّ أزاي ؟ والواد اللي موتيه دة يروح فين ؟!

إذا كان زوجك موافقك على الأجهاض، هو الآخر ما يتناولش مدة السنة اللي جاية دي، مش أنت بس، هو شريك لك في الجريمة.. جريمة القتل.

أضواء على اتفاق الزوجيين على تحديد موعد للإنجاب.

كيفية تجنب آثار تأخر الحمل على الحياة الأسرية ( حيث وجد أن معدل الخصوبة في التسعينات قد قل بصورة واضحة وأن متوسط نسبة أتمام الحمل قد تأخر حتى السنة الثالثة من بدء الزواج في مناطق كثيرة).

يجب عدم التقصير في متابعة الطبيب أمراض النساء وأثر ذلك على صحة الجنيين والأم بمعدل كل أو شهر إلى الشهر السابع ثم مرة كل أسبوعين إلى يوم الولادة مع مراقبة الضغط يومياً و.

يجب مناقشة مصاريف السبوع والولادات ومصاريف الطفل الجديد وتوزيع مسئوليته قبل قدوم المولود

المحاضرة الرابعة

السكنى في بيت مشترك والمشاكل المترتبة على ذلك وكيفية تجنبها.

لكي نوضح الأمر من البدء أن البيت المشترك له مشاكله العديدة وأن من الأفضل أن تستقل الأسرة الجديدة في مسكن حتى وأن كان غرفة فوق سطح كما قال الروح على لسان سليمان الحكيم “. لكن الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية تضطر البعض للزواج في بيت الأسرة، فكيف يتعامل الزوج أو الزوجة مع أهل البيت المشترك  الجديد.؟ فلابد أن نأخذ تطعيم وجرعات زائدة لأمراض عدم المحبة لأننا نعيش في عالم مشترك, لابد أن نعتاد على المشاركة ” و لما ولدت انتشيت هذا الهواء الشائع و سقطت على هذه الأرض المشتركة و أول ما استهللت بالبكاء على حد الجميع (الحكمة  7 :  3). ولذلك يقوم مبدأ الشركة على قواعد المحبة الباذلة التي تنبذل نفسها من أجل راحة الآخرين وأن تشارك في كل مالها معهم ” و جميع الذين آمنوا كانوا معا و كان عندهم كل شيء مشتركا  (اع  2 :  44)”

لابد من مراعاة اعمل لآتي :-

الاستئذان الدائم في استعمال الأشياء لمشتركة في كل مرة وكذلك السؤال عن أمكانية استعمال أدوات المطبخ ووقت استخدامها.

عدم الإفراط في تقديم الخدمات لأنه قد يعتبرها البعض محاولة لفرض السيطرة والسطوة على أفراد البيت

كذلك عدم الإفراط في الانعزال ومحاولة أراحة أهل البيت بتركهم يقومون بالوجبات المنزلية من غسل وطهي في معظم الأيام و… الخ

استخدام القاعدة الذهبية في التعامل: و كما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا انتم أيضا بهم هكذا ( لو6 : 31 ) فلو أراد الزوج ( مثلاً ) وهو الطرف الأصلي في البيت أن يقوم بدعوة زوجته مع أسرته إلى نزهة ما، لابد أن يجعل هذا الطلب يأتي من زوجته بذكاء وحكمة.

وهكذا عندما يدخل الزوج بهدايا لبيته وهو الطرف الأصلي مثلاً، فعليه أن يجعل زوجته هي التي تقوم بها، والأحسن أن يقوم يبادر أولاً بهذا الأمر مع أهل زوجته،  لكي يجعل زوجته تطلب منه هذا الأمر مع أسرته لاحقاً. وكذلك يجب أن يكتم الزوجان أي عمل يعملانه مع احدى الأسرتين سواء كان نزهة أو هدية أو خدمة ما عن الأسرة الآخرى، حتى لا يولدا بأيديهما الغيرة والمنافسة بين الأسرتين الكبيرتين والتي تسبب إثارة خلافتهما سوياً فيما بعد.

لابد أن نقدم من حين لآخر وبشكل دوري بعض الهدايا البسيطة غير المرهقة مادياً للبيت المشترك لأن

” هدية الإنسان ترحب له و تهديه إلى أمام العظماء (أم  18 :  16) وأن نفك الأشتباكات الأولى بهذه الطريقة الرقيقة التي تفلح في معظم الأحيان ” الهدية حجر كريم في عيني قابلها. حيثما تتوجه تفلح. (أم 17 : 8)” وأن نقدمها في الخفاء وبمحبة وبدون قصد التباهي أمام اجتماع الأسرة ” الهدية في الخفاء تفثا الغضب و الرشوة في الحضن تفثا السخط الشديد (ام21 : 14).

مراعاة عدم استراق السمع للأحاديث الجانبية لأنه ” من قلة الأدب التسمع على الباب و الفطن يستثقل ذلك الهوان (سي  21 :  27).

لابد من ترقب الخلافات الآتية مع أهل البيت المشترك والتخطيط الثنائي لكيفية التصرف فيها ولنعلم أن التصرف في أول خلاف سيصبح أساس ونواة للتعامل (لابد من الاستعداد للخلافات الأولى نفسياً وأن يعلم الطرفان أن هذه الخلافات آتية بلا محالة، وتستمر الخلافات فترة حتى يتعود الجميع على الطرف الجديد وهكذا هو فعل البشر جميعاً وهكذا يفعل الجسم البشري نفسه عند زرع أي عضو جديد به، مع أن بدون هذا العضو يموت الجسم كله لكن الجسم يهاجمه فوراً، فيقوم الأطباء بإعطاء أدوية تثبط عمل الجسم في الرفض لفترة معينة إلى أن يأخذ الجسم اعتياده على هذا العضو الجديد،  وهذه غريزة لذلك يطلب منا الله أن نهتم بالمحبة والسلام كأعظم الوصايا وقمة الفضائل وأصعبها)

لابد أن يتفاهم الطرف الأول مع أهله في البيت بعد سكنى الطرف الثانيأن الحال تغير وأن الإنسان يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته لأن الله جعلهم في سر الإكليل جسداً واحداً. بمعنى عدم الجلوس معهم فترة طويلة وخاصة في الشهور الأولى مهملاً الطرف الآخر في غرفته، أو القيام بدخول المطبخ أو فتح الثلاجة والتهام بعض الطعام وحده دون شريكه حتى وأن كانت لقمة خبز جافة.

لابد من التمهل في أخذ مشورة الحماة أو أخت الزوج في الفترة الأولى فالكتاب المقدس يعلمنا التمهل في ذلك ” الصديق الحديث خمر جديدة إذا عتقت لذ لك شربها (سي  9 :  15) فلابد من بل التعامل معها بلين دون اندفاع في الصداقة فكل شئ يكون بتدبير تكون نتيجته حسناً وذلك لأن الروح علمنا على لسان الحكيم قائلاً “لأنك بالتدابير تعمل حربك و الخلاص بكثرة المشيرين (ام  24 :  6) ” وكذلك في موضع آخر قال ” حيث لا تدبير يسقط الشعب أما الخلاص فبكثرة المشيرين (ام  11 :  14) وحتى في الاستشارات العامة ” لا تستشر من يرصدك و اكتم مشورتك عمن يحسدك (سي 37 :  7)،وكذلك قال الروح كل مشير يبدي مشورة لكن رب مشير إنما يشير لنفسه، فأحذر لنفسك من المشير واستخبر أولا عن حاجته فانه يشير بما ينفعه (سي37: 9)، لكن لابد أن تستشير نفسك أولاً في جلسة هادئة بعد صلاة  عميقة وسيضع الله في قلبك التصرف السليم و اعقد المشورة مع القلب فانه ليس لك مشير انصح منه (سي  37 :  17) ، ولا مانع من استشارة  من هم أكثر حكمة وأوفر في عدد السنون لكي يدلوك على الطريق الصحيح، لأنك بدون قصد يمكن أن تتصرف في أمر بنية سليمة، لكن يكون رد الفعل غير متوقع “مقاصد بغير مشورة تبطل و بكثرة المشيرين تقوم (ام  15 :  22)”

عادة ما تكون الأحاديث المشتركة بين العضو الجديد وأهل البيت حول الطرف المشترك بينهما (الزوج مثلاً) وقد تكون أحاديث طريفة، لكنها تسبب ألم فيما بعد فيجب أن نتعلم احترام الطرف الغائب احترام شديد وخاصة مع أهل البيت الجديد، لأن هذا الأمر يضع حداً لكثير من المشاكل من الحماة أو الأخت أو السلفة أو من الزوج نفسه.

كيفية تصرف الطرف الجديد عند حدوث مشاجرة في البيت لا تعنيه لأن ”  الذكي يبصر الشر فيتوارى والحمقى يعبرون فيعاقبون ( أم 22  : 3)” وكذلك “كممسك أذني كلب هكذا من يعبر و يتعرض لمشاجرة لا تعنيه (ام  26 :  17)

نصائح للطرف الجديد الاعتدال في كل الأمور فعليه كذلك ألا ينغمس في علاقات صداقة حميمة مع أهل البيت الجديد لكن لابد من التدرج في الانغماس حتى يخف حدة الخلافات الأولى.

ولابد أن ننصح الطرف الجديد بأن لا يأخذ كل أفراد البيت بغلطة أحدهم لئلا يتسبب في كراهيتهم له بل أجعل لك أصدقاء من داخل الأسرة الجديدة حتى تجد من يدافع عنك إذا حدث خلاف ” و انا أقول لكم اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية (لو 16:  9)

المحاضرة الخامسة:

اقتصاديات الأسرة المسيحية.

  1. للزوجان في المسيحية ذمة مالية واحدة. ، ويجب ألا يستقل كل طرف عن الآخر في أي شئ، وكذلك في معرفة أملاك بعضهما، لأن في يوم الإكليل المقدس يكون اتحاد لأملاكهما أيضاً، وترسيخاً لهذا المفهوم تقوم الكثير من الأبرشيات تعمل عقد يسمى ” عقد الأملاك ” قبل أتمام عقد الزواج في أثناء صلوات سر الإكليل المقدس
  2. من المستحسن الاتفاق على كيفية التصرف على النقود المقدمة في يوم الإكليل ( كنقوط للعروسان ).
  3. كيفية تنظيم مصروف البيت من الأمور الهامة جداً. وكذلك الاتفاق على تدبير نفقات الأعياد والولادة أثناء فترة الخطوبة بين الخطيبان فقط لأن هذا الأمر سيكون تدبير لبعد الزواج.
  4. هل ما يسعد الزوجان في بداية حياتهما هو كثرة التنزه والأنفاق في أمور كثيرة وكماليات غير ضرورية (وهل بعد أن تجف هذه السيولة الواردة سيكون حالهم أفضل إذا انقطعوا فجأة عن الخروج كيفما اعتادوا.. ! بل سيكون حالهم معاً كمثل من يرجع من رحلة فاخرة بفندق به كافة الكماليات وبوفيه مفتوح للوجبات ثم يحين وقت العودة إلى البيت، ليفتحا بعدها الثلاجة فلا يجدا أكثر من قطعة جبن فكيف يكون الشعور..

لذا وجب التعقل في أمور التنزه والإنفاق والمطاعم والاتفاق على ترك جزء كبير من النقوط في بنك أو دفتر بريد ويكون هدية من الزوج لزوجته مثلاً على أن يتفقا على الادخار وعدم الأخذ منه مهما كانت الأسباب لكي يكون لك في يوم خيرما ينفعك في أيام الجفاف “لأنه خير أن يطلب بنوك منك من أن تنظر أنت إلى أيدي بنيك (سي  33 :  22)”

  1. سر غنى تجار الأقباط ( العشور والبكور والنذور والتقديمات وعدم رد سائل.. سر بركة المرتب )
  2. الاندفاع في قبول العزومات والاضطرار لردها يسبب اضطراب مادي ومشكلة لبعض المتزوجين حدثاً “لا تفقر نفسك بالمآدب تنفق عليها من الدين و ليس في كيسك شيء فانك بذلك تكمن لحياتك (سي 18 : 33).
  3. كثيراً ما يرتبك البيت الجديد بسبب الأقساط الشهري و الجمعيات والاستدانة ” وكثيراً ما تحل مشكلة عدم توفر الإمكانيات للزواج بمشكلة أخرى وهي التقسيط أو الاستدانة لكن الكتاب المقدس يعلمنا ” أن لم يكن لك ما تفي فلماذا يأخذ فراشك من تحتك (ام 22 : 27) فلذلك يا حبذا لو نبذ المرتبطون حديثاً أو المقبلون على الزواج فكرة الاستدانة أو التقسيط بكتابة شيكات، فمن المعتاد أن يكتب طالب الشيكات مبلغ يتراوح بين 3 أضعاف إلى أربعة أضعاف ما أستدانه وكثيراً ما ينساق الشباب لهذا الحل “لكن كثيرون حسبوا القرض لقطة فعنوا الذين أمدوهم (سي  29 :  4) ولاحظ أن المقرضين سواء من البنوك أو شركات الأدوات المنزلية أو حتى الأشخاص يعلمون جيداً أن أي تساهل مع المقرضين قد يجرأ عليهم آخرين، فلا شفاعة تنفع معهم سوى استرداد المبلغ كله في أحيان كثيرة ” يقرض اليوم و يطالب غدا أن إنسان مثل هذا لبغيض (سي  20 :  16). لأن الحكم بالسجن في مجتمعنا للجنح والجنايات في القضايا المالية أمر شائع فلذلك كثيراً ما يستردوا أموالهم كاملة مع الأرباح بمثل هذه الطرق من إذلال المقرض مع الضامن ” أمران يستثقلهما الإنسان الفطن الانتهار في أمر البيت و تعيير المقرض (سي29 : 35) ” فلذلك عند الاضطرار الشديد قم بالتقسيط وبمبلغ صغير ومقدور عليه لكي لا ترهق بيتك لكي تلتزم بالتعهد على دفع الأقساط في المواعيد المحددة ” حقق ما نطقت به و كن أمينا معه فتنال في كل حين بغيتك (سي  29 :  3)”
  4. كثيراً ما يلجأ بعض الأزواج لإقراض الأقارب أو الأصدقاء وهذا شئ حسن ومقبول فـ ” من يرحم الفقير يقرض الرب و عن معروفه يجازيه (أم 19 : 17) لكن أستمع لحكمة الروح القدس على لسان يشوع بن سيراخ ” لا تقرض من هو أقوى منك فان أقرضته شيئا فاحسب انك قد أضعته (سي 8 : 15)”  أما عن المحتاج فلا تتخل عنه ” اقرض القريب في وقت حاجته و اقضه ما له عليك في اجله (سي  29 :  2) لكن لابد بعد الاتحاد من مشورة الزوجة وإشراكها معك في كل القرارات لكي تأخذ معك بركة التسليف والعطاء وتوزيع العشور وتأخذ أنت بركة إسعادها ومباركتها لهذه الأمور.

 المحاضرة السادسة

الطلاق في المسيحية وتعريف علامة البكورية

أن الواقع يعلمنا أمر لم نكن لنعرفه في الماضي القريب ألا وهو الطلاق وهي حرب من عدو الخير ضد قلب الكنيسة وعمودها ألا وهو الأسرة المسيحية، فنسمع أنه أمام المجالس الأكليركية 45 ألف حالة طلاق وبطلان زواج !! وهذا أمر لم نكن نعرفه كمسيحيين قبل عصر العولمة وانتشار ثقافات أخرى عن طريق وسائل الأعلام الحديثة، فلذلك يجب علينا أن نحتاط وأن نجعل أنفسنا في أستعداد دائم لحرب عدو الخير وأن نستمع لخبرات الآخرين من السادة الأطباء أو المحامين أو الأخصائيين النفسيين.

وبدون تعليق أود أن أقوم بسرد بعض آيات الكتاب المقدس التي توضح لنا قدسية سر الزيجة :

أنت مرتبط بإمرة فلا تطلب الانفصال أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة (1كو  7 :  27)

و أن فارقته فلتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها و لا يترك الرجل امرأته (1كو  7 :11)

فان المرأة التي تحت رجل هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحي و لكن أن مات الرجل فقد تحررت من ناموس الرجل (رو  7 :  2)

فإذا ما دام الرجل حيا تدعى زانية أن صارت لرجل آخر و لكن أن مات الرجل فهي حرة من الناموس حتى إنها ليست زانية أن صارت لرجل آخر (رو  7 :  3)

و أما أنا فأقول لكم أن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني و من يتزوج مطلقة فانه يزني (مت  5 :  32) و وأقول لكم أن من طلق امرأته إلا بسبب الزنى و تزوج بأخرى يزني و الذي يتزوج بمطلقة يزني (مت  19 :  9)

لماذا أذن رب المجد بالطلاق منذ البدء :

و يستحلف الكاهن المرأة و يقول لها أن كان لم يضطجع معك رجل و أن كنت لم تزيغي إلى نجاسة من تحت رجلك فكوني بريئة من ماء اللعنة هذا المر (عد 5 : 19)

و لكن أن كنت قد زغت من تحت رجلك و تنجست و جعل معك رجل غير رجلك مضجعه (عد  5 :  20)

لأنه يكره الطلاق قال الرب اله إسرائيل و أن يغطي أحد الظلم بثوبه قال رب الجنود فاحذروا لروحكم لئلا تغدروا (ملا  2 :  16)

في العهد قديم قيل : لذلك يترك الرجل آباه و أمه و يلتصق بامرأته و يكونان جسدا واحدا (تك  2 :  24) . لاحظ أن هذا الأمر كان في البدء أما أذن موسى بالطلاق فيقول عنه رب المجد :قالوا له فلماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طلاق فتطلق (مت  19 :  7)

قال لهم أن موسى من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم و لكن من البدء لم يكن هكذا (مت19:  8)

عهد جديد : و قال من اجل هذا يترك الرجل أباه و أمه و يلتصق بامرأته و يكون الاثنان جسدا واحدا (مت19:  5)

والزنا هو الأمر الوحيد المؤدي للطلاق والذي تسمح به الكنيسة حسب تعاليم الإنجيل المقدس. فاكتشاف زنا الزوجة وعدم وجود علامة عذرية للزوجة سبب كافي للطلاق. لكن نقول من أجل المحبة ومن أجل أن نغفر نحن أيضاً للمذنبين الينا، لكي نطلب نحن أيضاً غفران من خالقنا بالمثل يجب على الرجال التمسك بفضيلة الشهامة والمسامحة والتفهم لظروف الآخر إذ ربما تكون حادث عرضي أو تعدي بدون ارادة أو خطأ من الفتاه، فطوبى لمن تشبه بسيده وسامح المرآة المخطئة، لأنه قال تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب، ولما أتوا إليه بامرأة خاطية ” و لما استمروا يسألونه انتصب و قال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر (يو  8 : 7) “.

فضياع البكوية ربما كان من الزنا بقصد و بطياشة في مرحلة ما من عمرها أو كان بغير قصد أو إرادة أو بسبب أمور طبية، و في كثير من حالات اكتشاف عدم وجود البكورية تصرف الأزواج بشهامة وفهم للظرف الذي أدى لهتك البكورية وعاشوا مع زوجاتهم عيشة مليئة بالسعادة والمحبة، تلك السعادة التي لم ينعم بها بعض العذراويات.

وكما أذن الله بالطلاق في حالة اكتشاف الزنا، فمسامحة الزوجة تدخل في وصايا الكتاب المقدس أيضاً لأن الله قد جاء من أجل الخطاه وسفك دمه الكريم عنا كلنا لأجل مغفرة الخطايا ” لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا (مت  26 :  28).

وقيل عن القديس يوسف النجار أنه كان رجل بار لأنه لما شك في طهارة خطيبته كلية الطهر العذراء، ورأى حملها أراد أن يخليها في السر لأنه كان بار “فيوسف رجلها إذ كان بارا و لم يشأ أن يشهرها أراد تخليتها سرا (مت  1 :  19)”, فلذلك أيها الأخ الحبيب لو أردت لنفسك أكتساب هذه الفضيلة فأنك ستربح معها لنفسك غفران الديان عن خطاياك  ” فليعلم أن من رد خاطئا عن ضلال طريقه يخلص نفسا من الموت و يستر كثرة من الخطايا (يع 5 : 20) ”

ولابد للرجل أن يتمهل قبل إصدار حكمه على عذراوية الزوجة لأنه غير خبير بمثل هذه الأمور، وحبذا لو عالج الموقف بدون أعلام الأخريين لأن الشك في الزوجة خطأ كبير في مجتمعنا الشرقي، ربما لا تسامحه الزوجة عليها. وكم من حالات غفر فيه الزوج لزوجته عدم وجود ختم العذراوية بعد أن تأكد من ذلك فأنعم عليه الله بزوجة صالحة بقية أيام عمرها وأيام سعيدة وأطفال تربوا في مخافة الله. “طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه (يع  1 :  12)”.

أما عن التساؤل عن كيفية رجوع الزوجان لبعضهما بعد أن فرقتهما المحكمة بحكم قضائي، فذلك أمر ممكن جداً، فكنسياً يتم بدون أعادة سر الزيجة لأنه سر مقدس لا يعاد ولا يفرقنهما دعوة بشرية، أما رسمياً فيكتفي الأب الكاهن بأن يكتب أقرار مصالحة على نفس عقد الزواج الموثق الذي حرر لهما في عقد الإكليل.

ما يقوله الروح في الكتاب المقدس لأهل المنفصلين:

قال له الملاك لا تخف أن تعطيها لهذا فان ابنتك له ينبغي أن تكون زوجة لأنه يخاف الله و لذلك لم يقدر غيره أن يأخذها (طوبيا  7 :  12)

فالآن رد امرأة الرجل فانه نبي فيصلي لأجلك فتحيا و أن كنت لست تردها فاعلم أنك موتا تموت أنت و كل من لك (تك  20 :  7)

اظب على مراقبة البنت القليلة الحياء لئلا تجعلك شماتة لأعدائك و حديثا في المدينة و مذمة لدى الشعب فتخزيك في الملأ الكثير (سي  42 :  11)

زوج بنتك تقض أمرا عظيما وسلمها إلى رجل عاقل (سي  7 :  27)

و لكن بدون رأيك لم أرد أن افعل شيئا لكي لا يكون خيرك كأنه على سبيل الاضطرار بل على سبيل الاختيار (فل  1 :  14)

أيات تصلح لكرت دعوة الخطوبة أوالأكليل

  • اتي بهم الى جبل قدسي و افرحهم في بيت صلاتي و تكون محرقاتهم و ذبائحهم مقبولة على مذبحي لان بيتي بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب (اش 56 : 7)
  • اثنان خير من واحد لان لهما اجرة لتعبهما صالحة (جا 4 : 9)
  • اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك لان المحبة قوية … لهيبها لهيب نار لظى الرب

(نش  8 :  6)

  • اجمعهم و اتي بهم الى المكان الذي اخترت لاسكان اسمي فيه (نح 1 : 9)
  • اخطبك لنفسي بالامانة فتعرفين الرب (هو 2 : 20)
  • اخطبك لنفسي بالامانة فتعرفين الرب (هو 2 : 20)
  • اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان (مت 19 : 6)
  • اطلبوا تاخذوا ليكون فرحكم كاملا (يو 16 : 24)
  • افرحوا بالرب و ابتهجوا يا ايها الصديقون و اهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب (مز 32 : 11)
  • افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين (1بط 4 : 13)
  • امراتك مثل كرمة مثمرة في جوانب بيتك بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك (مز 128 : 3)
  • ان اتفق اثنان منكم على الارض في اي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل ابي الذي في السماوات (مت 18 : 19)
  • ان فرحي هو فرح جميعكم (2كو 2 : 3)
  • ان لم يبن الرب البيت فباطلا يتعب البناؤون ان لم يحفظ الرب المدينة فباطلا يسهر الحارس (مز 127 : 1)
  • انك يا رب قد اخترت هذا البيت ليدعى فيه باسمك و يكون بيت صلاة و تضرع لشعبك

(1مكابين  7 :  37)

  • اني اتي اليك و اتكلم بهذا في العالم ليكون لهم فرحي كاملا فيهم (يو 17 : 13)
  • اوصياها ان تكرم حمويها و تحب بعلها و تدبر عيالها و تسوس بيتها و تحفظ نفسها غير ملومة (طوبيا 10 : 13)
  • ايها الرب الهنا كل هذه الثروة التي هياناها لنبني لك بيتا لاسم قدسك انما هي من يدك و لك الكل (1اخبار 29 : 16)
  • باركوا الرب يا جميع مختاريه اقيموا ايام فرح و اعترفوا له (طوبيا 13 : 10)
  • بحق ينادى بالمسيح و بهذا انا افرح بل سافرح ايضا (في 1 : 18)
  • بل افرحوا و ابتهجوا الى الابد فيما انا خالق لاني هانذا خالق اورشليم بهجة و شعبها فرحا (اش 65 : 18)
  • البيت الذي يبنى للرب يكون عظيما جدا في الاسم و المجد في جميع الاراضي (1اخبار 22 : 5)
  • البيت و الثروة ميراث من الاباء اما الزوجة المتعقلة فمن عند الرب (ام 19 : 14)
  • ترنمي و افرحي يا بنت صهيون لاني هانذا اتي و اسكن في وسطك يقول الرب (زك 2 : 10)
  • تفرحون بكل ما تمتد اليه ايديكم انتم و بيوتكم كما بارككم الرب الهكم (تث 12 : 7)
  • ثم رفعوا ابصارهم و نظروا فاذا بجلبة و جهاز كثير و العروس و اصحابه و اخوته خارجون للقائهم بالدفوف و الات الطرب (1مكابين 9 : 39)
  • جعلت تاجا على راسها و لبست ثياب فرحها و احتذت بحذاء و لبست الدمالج و السواسن و القرطة و الخواتم و تزينت بكل زينتها (يهوديت 10 : 3)
  • حتى اجيء اليكم بفرح بارادة الله و استريح معكم (رو 15 : 32)
  • خلصنا ايها الرب الهنا و اجمعنا من بين الامم لنحمد اسم قدسك و نتفاخر بتسبيحك (مز 106 : 47)
  • رب الجنود اله على اسرائيل و ليكن بيت عبدك داود ثابتا امامك (2صم 7 : 26)
  • الرب اله السماء الذي اخذني من بيت ابي و من ارض ميلادي و الذي كلمني و الذي اقسم لي قائلا لنسلك اعطي هذه الارض هو يرسل ملاكه امامك فتاخذ زوجة لابني من هناك (تك 24 : 7)
  • ساراكم ايضا فتفرح قلوبكم و لا ينزع احد فرحكم منكم (يو 16 : 22 )
  • العصفور ايضا وجد بيتا و السنونة عشا لنفسها حيث تضع افراخها مذابحك يا رب الجنود ملكي و الهي (مز 84 : 3)
  • عند تاسيس هذا البيت امام اعينهم و كثيرون كانوا يرفعون اصواتهم بالهتاف بفرح (عز 3 : 12)
  • فالان ارتض و بارك بيت عبدك ليكون الى الابد امامك لانك انت يا سيدي الرب قد تكلمت فليبارك بيت عبدك ببركتك الى الابد (2صم 7 : 29)
  • فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالهي لانه قد البسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة و مثل عروس تتزين بحليها (اش 61 : 10)
  • فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالهي لانه قد البسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة و مثل عروس تتزين بحليها (اش 61 : 10)
  • فقال له سيده نعما ايها العبد الصالح و الامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك (مت 25 : 21)
  • فقال لهم الملاك لا تخافوا فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب (لو 2 : 10)
  • فقال لي ان الرب الذي سرت امامه يرسل ملاكه معك و ينجح طريقك فتاخذ زوجة لابني من عشيرتي و من بيت ابي (تك 24 : 40)
  • فكان فرح عظيم في تلك المدينة (اع 8 : 8)
  • فلما سمع الامم ذلك كانوا يفرحون و يمجدون كلمة الرب (اع 13 : 48)
  • فهانذا ابني بيتا لاسم الرب الهي لاقدسه له (2اخبار 2 : 4)
  • فيزيدك الرب الهك خيرا في كل عمل يدك في ثمرة بطنك و ثمرة بهائمك و ثمرة ارضك لان الرب يرجع ليفرح لك بالخير كما فرح لابائك (تث 30 : 9)
  • قائلا اني لاباركنك بركة و اكثرنك تكثيرا (عب 6 : 14)
  • قد سبيت قلبي يا اختي العروس قد سبيت قلبي باحدى عينيك بقلادة واحدة من عنقك (نش 4 : 9)
  • قدست هذا البيت الذي بنيته لاجل وضع اسمي فيه الى الابد و تكون عيناي و قلبي هناك كل الايام (1مل9: 3)
  • كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات (نش 2 : 2) كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين تحت ظله اشتهيت ان اجلس و ثمرته حلوة لحلقي (نش  2 :  3)
  • كان الشعب يضربون بالناي و يفرحون فرحا عظيما حتى انشقت الارض من اصواتهم (1مل 1 : 40)
  • كل شيء اثنان واحد بازاء الاخر و لم يصنع شيئا ناقصا (سيراخ 42 : 25)
  • لان لنا فرحا كثيرا و تعزية بسبب محبتك (فل 1 : 7)
  • لانك انت يا رب الجنود اله اسرائيل قد اعلنت لعبدك قائلا اني ابني لك بيتا لذلك وجد عبدك في قلبه ان يصلي لك هذه الصلاة (2صم 7 : 27)
  • لانك يا الهي قد اعلنت لعبدك انك تبني له بيتا لذلك وجد عبدك ان يصلي امامك (1اخبار 17 : 25)
  • لانكم بفرح تخرجون و بسلام تحضرون الجبال و الاكام تشيد امامكم ترنما و كل شجر الحقل تصفق بالايادي (اش 55 : 12)
  • لانه به تفرح قلوبنا لاننا على اسمه القدوس اتكلنا (مز 33 : 21)
  • لتفرح السماوات و تبتهج الارض و يقولوا في الامم الرب قد ملك (1اخبار 16 : 31)
  • لتكون عيناك مفتوحتين على هذا البيت ليلا و نهارا على الموضع الذي قلت ان اسمي يكون فيه لتسمع الصلاة التي يصليها عبدك في هذا الموضع (1مل 8 : 29)
  • لقد احببتها و التمستها منذ صبائي و ابتغيت ان اتخذها لي عروسا و صرت لجمالها عاشقا (الحكمة 8 : 2)
  • لمراة الفاضلة تاج لزوجها . (ام 12 : 4)
  • لنفرح و نتهلل و نعطيه المجد لان عرس الخروف قد جاء و امراته هيات نفسها (رؤ 19 : 7)
  • لياتوا بهم الى اورشليم لكي يدشنوا بفرح و بحمد و غناء بالصنوج و الرباب و العيدان (نح 12 : 27)
  • ما احسن حبك يا اختي العروس كم محبتك اطيب من الخمر و كم رائحة ادهانك اطيب من كل الاطياب (نش 4 : 10)
  • من حاز امراة فهي له راس الغنى و عون بازائه و عمود يستريح اليه (سيراخ 36 : 26)
  • من له العروس فهو العريس و اما صديق العريس الذي يقف و يسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل (يو 3 : 29)
  • من ملكها يرث مجدا و حيثما دخلت فهناك بركة الرب (سيراخ 4 : 14)
  • من يجد زوجة يجد خيرا و ينال رضى من الرب (ام 18 : 22)
  • هذا البيت الذي انت بانيه ان سلكت في فرائضي و عملت احكامي و حفظت كل وصاياي للسلوك بها فاني اقيم معك (1مل 6 : 12)
  • هو رجاؤنا و فرحنا و اكليل افتخارنا (1تس 2 : 19)
  • هو يبني بيتا لاسمي و انا اثبت كرسي مملكته الى الابد (2صم 7 : 13)
  • هوذا باركوا الرب يا جميع عبيد الرب الواقفين في بيت الرب بالليالي (مز 134 : 1)
  • و اخطبك لنفسي بالعدل و الحق و الاحسان و المراحم (هو 2 : 19)
  • و افرح بهم لاحسن اليهم و اغرسهم في هذه الارض بالامانة بكل قلبي و بكل نفسي (ار 32 : 41)
  • و الان قد اخترت و قدست هذا البيت ليكون اسمي فيه الى الابد و تكون عيناي و قلبي هناك كل الايام (2اخبار 7 : 16)
  • و الذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح (لو 8 : 13)
  • و انا يوحنا رايت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهياة كعروس مزينة لرجلها (رؤ 21 : 2)
  • و صنعوا صفيحة الاكليل المقدس من ذهب نقي و كتبوا عليها كتابة نقش الخاتم قدس للرب (خر 39 : 30)
  • و عملوا وليمة سبعة ايام و فرحوا كلهم فرحا عظيما (طوبيا 11 : 21)
  • و فرحوا كلهم فرحا عظيما (طوبيا 11 : 21)
  • و فرحوا لان الله افرحهم فرحا عظيما و فرح الاولاد و النساء ايضا و سمع فرح اورشليم عن بعد (نح 12 : 43)
  • و في يوم فرحكم و في اعيادكم و رؤوس شهوركم تضربون بالابواق على محرقاتكم و ذبائح سلامتكم فتكون لكم تذكارا امام الهكم انا الرب الهكم (عد 10 :  10)
  • و قال من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكون الاثنان جسدا واحدا (مت 19 :  5)
  • و كانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت و في الحقل (تك 39 :  5)
  • و يفرح جميع المتكلين عليك الى الابد يهتفون و تظللهم و يبتهج بك محبو اسمك (مز 5 :  11)
  • وجد كلامك فاكلته فكان كلامك لي للفرح و لبهجة قلبي لاني دعيت باسمك يا رب اله الجنود (ار 15 :  16)
  • وليمة
  • يامر لك الرب بالبركة في خزائنك و في كل ما تمتد اليه يدك و يباركك في الارض التي يعطيك الرب الهك (تث 28 : 8)
  • ينبغي ان تكون له زوجة لانه يخاف الله و لذلك لم يقدر غيره ان ياخذها (طوبيا 7 :  12)