أهمية الألحان في الكنيسة القبطية – دكتور شنوده ملاك جرجس

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب دكتور شنوده ملاك جرجس
التصنيفات الآثار والفنون المسيحية, الآثار والفنون والعمارة القبطية, الموسيقى القبطية
آخر تحديث 22 أكتوبر 2023
تقييم الكتاب 5 من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
2MB

أهميه الألحان في الكنيسه القبطيه.

"ما أشد تأثيرها علي! إنها تجري إلي أذني وتوصل الحقيقه لقلبي فتتدفق مشاعر التقوى وتتساقط الدموع بغزاره.

وهذا إنما هو خيرلي ونعمه ".

(القديس أغسطينوس).

العناصر:

  1. الألحان مستخدمه في العباده والحياه اليوميه منذ فجر التاريخ ولماذا؟
  2. السيد المسيح يستخدم الألحان.
  3. الألحان القبطيه وضعت من قبل آباء الكنيسه.
  4. الألحان تخدم مفهوم الصلاه والعباده والطقس.
  5. الألحان جزء من وجودنا في السماء مع الله.
  6. لا تنقل التخم القديم.
  7. حفاظ الكنيسه على الألحان قديما وحديثا.

د. شنوده ملاك جرجس.

شماس برتبة أبسلتس.

بالكنيسه القبطيه الأرثوذكسيه بإنجلترا.

  1. الألحان مستخدمه في العباده والحياه اليوميه منذ فجر التاريخ ولماذا؟
  1. اشتهر استخدام الألحان في العصر الفرعوني وكانت الموسيقى والألحان تستعمل في كافة أنواع الأشغال فكانت منتشرة أثناء الحياه اليوميه. أثناء الزراعه أو الحصاد أو الرعي (ولعل ذلك مازال منتشرا في مصر حتى الان وهي الأناشيد التي ينشدها العاملون في الحقول لتمضية الوقت والتسليه والحث على العمل).

وتجلت بالأكثر أهميه الألحان في العصر الفرعوني في الإستخدام الديني فكان لكل مناسبه ألحانها الخاصه إذا كانت مفرحه أو جنائزيه أو تعبديه وكانت هذه الألحان والممارسات تحت الإشراف الكهنوتي مباشرة.

ويدل علي ذلك أيضا إنتشار الآلات الموسيقيه في مصر القديمه والرسومات الجداريه في المعابد التي توضح استخدام الموسيقى.

وتمكن الدارسين من معرفة.

  • الآلات الموسيقيه المستخدمه.
  • عدد أفراد الفرقه الموسيقيه وأدوارهم.
  • المقامات الموسيقيه المستخدمه في الألحان الفرعونيه (من خلال دراسة ألحان الكنيسه القبطيه).

وهذا يدلنا على أن ألحان الكنيسه القبطيه ليست فقط قاصره على الصلوات في الكنيسه (وهذا الدور بالغ الأهميه في حد ذاته) ولكنها أيضا تحمل جذور تاريخيه تمتد لآلاف السنين مثلها مثل الآثارالفرعونيه المنتشره في مصر والتي يكرمها ويفتخر بها المصريون والعالم كله على السواء.

"إن الألحان القبطيه تعتبر من التراث الروحي الخالد وهي من المعجزات التي يقف أمامها التاريخ بالرغم من مرور 2000 عام عليها فإنها مازالت متأصله في أفواه المترنم".

(الموسيقار هاني شنوده).

ويقول المؤرخ ديمتريوس الفالروني 297 ق. م. "كهنة مصر يسبحون آلهتهم من خلال السبعة أحرف المتحركه التي كانوا يأخذون في الغناء بها الواحد تلو الآخروكان ترديدهم بهذه الحروف ينتج أصواتا عذبه". ومن هنا نفهم أن الإطناب النغمي هو أسلوب في الغناء كان موجودا أيام الفراعنه وقد إمتد إلي الكنيسه القبطيه كأسلوب وليس كألحان بذاتها.

ولعل بعض الألحان القبطيه لازالت تحمل أسماء مصريه قديمه كاللحن الإتريبي "إتريب" واللحن السنجاري "سنجار" بل وبعض الألحان مستمده رأسا من موسيقي فرعونيه أصيله مثل لحن غولغوثا ولحن بيك إثرونوس.

ولكن تعالت بعض الأصوات مؤخرا وللأسف من المسيحيين الأقباط بترك هذا التراث المنعدم النظير لأسباب واهية ولعدم إدراك قيمة هذه الألحان سواء في العباده أو التاريخ.

وفي الأغلب تعتبر الموسيقى المصريه القديمه صاحبة الفضل على الموسيقى اللاتينيه القديمه وأيضا منطقة البحر المتوسط كله نتيجة للتاثير المصري على العالم في ذلك الوقت.

وقد سجل لنا الإنجيل أشياء هامه تخص هذه النقطه.

  • المناحه التي حدثت على يعقوب وكيف فهم أهل الارض من المناحه (والألحان الجنائزيه التي تستخدم معها) أهميه هذه المناحه وأهميه هذه الشخصيه التي عملت لها الجنازه (تك50: 10 - 11).
  • الآلات التي سجلت للعزف في الكتاب المقدس تتلائم مع الآلات المستخدمه في الحياه الفرعونيه.
  1. داود النبي:

يعتبر داود النبي هو المؤسس للتسبيح والألحان في العباده اليهوديه حيث أنه كان شاعرا (2صم 1: 17 - 27) وضارب بالقيثار في نفس الوقت (1صم16: 23) (1صم18: 10) وسمي مرنم إسرائيل الحلو(2 صم23: 1) ولو أنه يوجد سوابق له كمثل تسبحه مريم أخت موسى وهارون بعد عبور البحر الأحمر (خر15) ونشيد البئر (عد 21: 17 - 18) ونشيد موسى النبي (تث 31: 19، 22) ونشيد دبوره (قض 5: 12 - 31).

وقد أسس داود النبي 24 فرقه (1أخ 25) تتبادل التسبيح في الهيكل للرب أثناء أي وكل خدمه مع الأخذ في الإعتبار أنه عند وجود عيد أو مناسبه كبيره فإن كل الفرق تحضرللتسبيح ولا يمكن أخذ إجازه أثناء هذا الوقت (2أخ 5: 12) (نح12: 27 - 43) لأهميته الشديده ولأهمية التسبيح والألحان.

وقد أفرد لهم سفر أخبار الأيام الأول إصحاحا كاملا (25) لتوضيح أدوارهم وترتيبهم وذكروا بعد الكهنه مباشرة وقبل حتى اللاويون وباقي الشعب.

ولو راجعنا التسبيح اليهودي واللحن الذي وضعه داود النبي (في معظم الأحيان) لوجدنا أنه أيضا يعتمد على الإطاله في اللحن وتلحين الكلمات وتوضيح معاني الكلمات من خلال قوة اللحن، الأمر الذي يعطي المصلى فرصة للتأمل في الكلمات ومعانيها والصلاه بها صلاه عميقه.

وأثناء إستخدام هذه الألحان والتسابيح في الهيكل لم يعترض أحد من الشعب (بالذات في أوقات القوه الروحيه للشعب) على إطالة الصلوات او إستخدام الألحان والتسابيح في العباده بل بالعكس كان الشعب الروحي يفرح بهذه الممارسات. راجع أيضا كمثال (نح12: 43) (1مل8: 65 - 66) (2أخ 29: 20 - 30).

بل إن إستخدام الألحان والتسابيح والفرق الموسيقيه في العباده اليهوديه كان دليلا على القوه أو الضعف الروحي للشعب في الفترات المختلفه.

فعندما يكون الملك والشعب قريبان من الله تزدهر الخدمه والتسبيح والألحان في الهيكل والعكس صحيح راجع أيضا (2أخ 23: 16 - 18) (2أخ 30: 21 - 27) (عز3: 8 - 13) (نح12: 24).

وياليت هذا يكون درسا لنا لكي نتأمل فيه من وحي الكتاب المقدس ونراجع عبادتنا وصلواتنا والوقت الذي نقضيه مع الله فقد قيل عن آباؤنا القديسين.

"من حلاوة الكلمة في أفواههم ما كانوا يستطيعون بسهوله أن يتركوها إلي كلمة أخري".

مار إسحق السرياني.

  1. كانت الألحان والتسابيح الروحيه تستخدم لضمان وجود الله وعمله أثناء حروب الشعب (2أخ 20: 20 - 30) (تتمة دا3: 23 - 24).

فعندما خرج الشعب للقتال لم يخرج بآلات الحرب فقط ولكنه أحضروا أيضا معهم المسبحون من اللاويون كجزء أساسي من الحرب وكان عملهم سابقا لعمل جبابرة الحرب.

بل وعندما مارسوا التسابيح والألحان بقوة لم يحتاج الى شيء من الحرب ولكنهم قاموا ونهبوا الشعب فقط.

وأيضا للتذكير لم يكن الموضوع موضوع الصلاه فقط أو ترديد جزء من التوراه أو المزامير كقراءه وهو شيء موجود ومعروف في العهد القديم راجع (خر 24: 7) (تث31: 11) (يش8: 34 - 35) (2مل23: 2) (2أخ 34: 30) (نح 8: 8، 18) (نح 9: 3).

ولكن كان الموضوع هو الصلاه الملحنه والتسابيح الملحنه لله.

ولعل هذا يعتبر درسا آخر لنا لأن قوة وعمق الصلاه الذي توفره وتبسطه وتوصله لنا الألحان والوقت الثمين الذي تمنحه لنا الألحان للتأمل في كلمات الصلاه هي محرك لقوة الله داخلنا ولنا.

  1. نقطه اخيره وهي إرتباط الألحان والتسبيح بهيكل الله وبالحياه الروحيه مع الله.

حيث أن المزمور 137 يقول "كيف يسبح تسبيحة الرب في أرض غريبه".

فالإنسان الذي يعيش مع الله يستمتع بالتسابيح الروحيه.

وبالعكس عندما طلب منهم مسخروهم في السبي أن يقولوا لهم تسبيحه من تسابيح أورشليم "الذين إستاقونا الى هناك قالوا سبحوا لنا تسبيحه من تسابيح صهيون" كان هذا الأمر يعتبر عارا.

  1. السيد المسيح يستخدم الألحان.

كان التسبيح والألحان أيضا منتشر في ايام السيد المسيح معتمدا على مزامير داود وألحانها المتوارثه من جيل الى جيل في اليهود (كمثل التسليم في كنيستنا).

وكما أن السيد المسيح مارس الطقس اليهودي كاملا مارس ايضا التسبيح والألحان اليهوديه المنتشره في ذلك الوقت راجع (مت 26: 30) (مر14: 26).

وللتذكيرهنا ايضا أن التسابيح التي كان السيد المسيح يمارسها كانت تختلف تماما عن إنفراده للصلاه والخلوه في أوقات أخرى مثل جسثيماني وغيرها راجع (مت14: 23) (مر1: 35) (لو4: 42).

ومن التسابيح المنتشره في ذلك الوقت تسبحه "الهليل الكبير" وهي مزامير 113 الى 118 وكانت تصلي في مناسبات مختلفه منها السبوت والأعياد الكبيره.

وأيضا التلاميذ بعد السيد المسيح كان يمارسون الألحان والتسابيح راجع (أع2: 46 - 47) (يع5: 13) (أف5: 19) (كو3: 16).

وتسبيح بولس وسيلا أثناء سجن فيلبى إستمر لمده الليل كله وكان المساجين يسمعونهم ولم يكن فقط صلاة شخصيه (أع16: 25).

ويجب أن نعلم أيضا أن بعض كتابات بولس الرسول كانت على أوزان شعريه (حيث أنه كان فيلسوفا) وكانت ترتل في الكنائس أثناء تأديه العباده والقداس (كو1: 15 - 20) (رو8: 31 - 39) (في2: 5 - 11).

وأيضا بطرس الرسول (1بط2: 22 - 25) ويوحنا الحبيب (يو1: 14).

وذكر المؤرخ بلليني سنة 111 ميلاديه الى تراجان عن المسيحيين إنهم كانوا يجتمعون ويرنمون للسيد المسيح كإله ".

  1. الألحان القبطيه وضعت من قبل آباء الكنيسه.

إمتدت الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه على مدى القرون بداية من القديس مرقس الرسول وحتى البابا تواضروس الثاني وبنظرة سريعه نجد أن كل عصور الإزدهار في الكنيسه كانت مزدهره أيضا بألحانها وتسابيحها وبالعكس ننظر بمنتهى الحزن والأسى إلي العصور الضعيفه في الكنيسه ونجد أنها تنعكس سلبا على الألحان بالفقدان والضياع وعدم الممارسه.

  1. فنجد مثلا أن القديس مرقس الرسول مؤسس الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه هو الذي وضع القداس الكيرلسى (ترجمه من اليونانيه وسلمه لنا القديس كيرلس الكبير) ومعروف أن هذا القداس يمتاز بألحانه الطويله والعميقه.

وقد أسس القديس مرقس أيضا مدرسة الإسكندريه اللاهوتيه وهي التي كانت مهتمه بالألحان والموسيقى.

وكثير من آباء هذه المدرسه (الذين اصبحوا بطاركة فيما بعد) هم الذين أخذوا الألحان الفرعونيه وعمدوها ووضعوا لها كلمات مسيحيه لتستخدم بعد ذلك في الكنائس أمثال القديس ديديموس الضرير وكليمنضس السكندري وأيضا ألفوا ألحان أخرى للصلاه في الكنائس.

  1. في العصور الأولى للمسيحيه كانت العباده الليتورجيه متخفيه ومتنقله الى حد كبير نظرا للإضطهادت التي حاصرت الكنيسه ولكن ليس معنى ذلك أنها كانت خاليه من التسبيح (راجع أعلاه – ألحان الرسل).

ولكن مع إنتظام العباده بدأ الآباء القديسين في التوسع في وضع الألحان من حيث اللحن الروحاني من ناحيه ومن ناحيه أخرى الكلام العميق الذي يحافظ على الإيمان ومن أمثال ذلك.

وأيضا يوازيهم في كنائس الشرق.

وهنا يلزمنا أن نتأمل هذه النقطه فإن هؤلاء الآباء القديسون الذين ذكرنا أسمائهم وغيرهم هم من نطلب منهم الحل في كل قداس إلهي وهم الذين حفاظوا علي الإيمان الأرثوذكسي المستقيم في المجامع المختلفه وبدونهم كان الإيمان الأرثوذكسي عرضة لخطر الضياع.

ونذكرهم أيضا في مجمع الآباء القديسين في التسبحه وفي القداس.

ولذلك فالأجدر بنا هو إكرامهم والحفاظ علي ميراثهم ومشاعرهم وصلواتهم الذي تركوها لنا مخزونة في الألحان.

من ناحية اللحن ومن ناحية العقيده المذخوره في الكلمات.

فلو تجاسرنا وطلبنا الحل من أثناسيوس أو كيرلس فقد يقول لنا (هذه نقطه تأمليه فقط).

"لستم تصلون كما كنت أصلي أنا.

قد رفضتم ميراثي الذي تركته لكم.

فلماذا تأتون الآن طالبين مني الحل "وماذا نجيب؟

  1. نسمع عن الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا أنهما عندما تقابلا رتلا ال 12 مزمور وصليا حتى الصباح.

وكذلك أثناء زيارة القديس مقاريوس الكبير للقديسان مكسيموس ودوماديوس.

  1. وأيضا في العصور المتأخره نجد مؤلفين للألحان والمدائح مثل المعلم سركيس والمعلم غبريال القايي.

وذكرلترتيب الألحان في الكتب الطقسيه مثل.

  • مجموع أصول الدين لإسحاق المؤتمن إبن العسال في القرن 13.
  • الجوهره النفيسه في علوم الكنيسه ليوحنا إبن أبي زكريا إبن السباع في القرن 13.
  • مصباح الظلمه في إيضاح فى الخدمه لشمس الرئاسه أبو البركات إبن كبر القرن ال14.
  1. نعلم أيضا انه في العصور الضعيفه للكنيسه كان تسبيحات كيهك إسمها "سبعه وأربعه" حيث كان يقال السبع ثيؤطوكيات والأربعة هوسات في يوم واحد وهو يوم السبت ليلا (تسبحة الأحد) بدلا من السهر كل يوم.

أما في العصور القويه للكنيسه فكانت الكنيسه تسهر كل ليله في شهر كيهك وتقول الأربعة هوسات وثيؤطوكية اليوم فقط بكل ألحانها وتسبيحها يوميا.

وبالتالي هذا هو المقياس للكنيسه القويه المزدهره وهي قوه ألحانها وتسابيحها.

"إنه عند الإستماع الي الموسيقي القبطيه يظهر علي الفور حرفية مؤلفيها لأنهم قد وضعوها بأحاسيس إستجابة لعمل الروح القدس في حياتهم وعند الإستماع إليها فإننا لا نستمع إلى طقوس صماء جامده بل إلى عباده حيه متجدده لأن الفاعل في هذه الموسيقى هو الروح القدس".

(د. ميشيل بديع).

  1. الألحان تخدم مفهوم الصلاه والعباده والطقس.

هناك مفاهيم كثيره مخفيه داخل الكنيسه وداخل إستعمال الألحان فيها.

هذه المفاهيم تعيش داخلنا ونحياها كل يوم وكل قداس ولكن من الصعب جدا تسطيرها على الورق.

هذه المفاهيم حيه وفعاله داخل كل من يمارس الألحان والتسابيح داخل الكنيسه ولا تحتاج الى مجهود لتصديقها بل هي تنشأ وتنمو داخل المؤمن بدون وعي منه.

هذه المفاهيم لا تظهر على الساحه (إلا لو إضطررت أن تفكر فيها) ولكنها رغم ذلك تقوى عقيدة المؤمن وتحميه من مصائب كثيره في الإيمان بل وتشرح وتثبت العقيده للأطفال والكبار بدون مجهود.

ويكفي أن نتذكر كيف أن آريوس عندما أراد أن يبث سمومه بين الناس وضعها في شكل ترانيم ومدائح (Thalia).

وكيف أن البابا أثناسيوس الرسولي والآباء من بعده صاغوا لنا أيضا الإيمان القويم في شكل ألحان وتراتيل وتسابيح.

  1. ينبغي اثناء الصلاه أن يفهم المرء كل كلمة يقولها ويحاول أن يتأمل فيها وفي معناها وأن يخرج منها بمنفعة لنفسه.

وقد إختارت أمنا الحكيمه "الكنيسه" أن تساعد أولادها في هذا الأمر فوضعت لهم الألحان.

  • لتعطيهم وقتا أطول أثناء الصلاه للتأمل في الكلمات ومعانيها فإذا كانت ألحان طويله وبالذات في المناسبات الخاصه فإنها تعطي الوقت للتأمل في كلمات اللحن وموضوع المناسبه.
  • وأيضا إختارت الكنيسه أن حتى القراءات الكنسيه (البولس / الكاثوليكون / الإبركسيس / الإنجيل) أن تتم بلحن حتى يتوفر وقت للمصلي لفهم القراءات.

أما في وقتنا الحالي - ونحن قد أهملنا هذه الألحان المفيده الرائعه فما عادت تمارس بإنتظام في القداسات - فإنني أتوقع أن الغالبيه العظمى من الشعب قد يفوتهم التأمل في قراءات اليوم (وهي جزء أساسي من رسالة الكنيسه اليوميه لنا من خلال قداس الموعوظين).

حتى أثناء التسبحه إختارت الكنيسه أنها تكون عن طريق المرابعه (antiphona) وذلك لتعطي فرصه للمرتل أن يقول جزءا ثم يأخذ برهه بسيطه ليفكر فيه ويفهمه.

  1. أيضا رتبت الكنيسه أن تجعل الصلاه بالألحان وذلك لإشراك النفس والجسد والروح في الصلاه.

فلو كان الأداء كله دمجا او على شكل قراءات فقط لم يمكن أبدا التمييز بين مواسم الكنيسه المختلفه.

والمثال الواضح الذي نختبره جميعا.

عندما تذهب إلى بيتك بعد نهاية صلوات الجمعه العظيمه وترجع مرة أخرى إلى الكنيسه بعدها بساعات لصلاة أبوغلمسيس أو قداس العيد ما هو إحساسك وأنت تدخل الكنيسه؟

هل هناك إختلاف؟

إنها الألحان، فعن طريق إختلاف النغمه إستطعت أن تفرق بين الحزن والفرح.

بل ولقد أثرت النغمه على نفسك ونقلتك من إحساس الحزن للفرح.

ونفس الموضوع (مثلا) بين صلاة أحد الشعانين وصلاة التجنيز العام أو عند القيام بدورة باكر أحد الشعانين أو دورة وتمجيد أحد القديسين.

كل من يحفظ الألحان يعرف هذه الأحاسيس الجميله المقدسه المؤثره في النفس ولكن للأسف من يكتفي بموقف المتفرج يفقد كثيرا من جمال الكنيسه.

  1. الألحان تحمل داخلها قدرا كبيرا من الإيمان والعقيده.

وعلى حسب كلمة سمعتها لسيدنا الأنبا رافائيل لو إستعرضنا لحن مثل "بشفاعات والدة الإله".

كم عقيده أرثوذكسيه يمكن إستخراجها من هذا اللحن الذي يحفظه الأطفال؟

كم من الوقت والمجهود سوف نحتاج أن نبذله لنسلم هذه العقيده لطفل؟ في حين أن الطفل يمارسه بكل تلقائيه وبراءه وإيمان.

إذا نجح عدو الخير في إجتذاب واحد من هؤلاء الأطفال فيما بعد - في مرحلة المراهقه أو الشباب - لطريق البعد عن الكنيسه أو الإلحاد فما رأيك أيها القارىء العزيز.

أيهما أكثر قدره علي إعادته لحضن المسيح.

هل الإقناع العقلي أم ألحان طفولته التي حفظها.

ابائنا لم يتركوا عقيدة ايمانيه إلا ووضعوها لنا في صوره مبسطه ومحببه وهي الألحان (الإبصاليات – الثيؤطوكيات - ألحان المناسبات – إلخ...).

إنه حقا ما تكلم به رب المجد في المثل قائلا: "هكذا ملكوت الله كأن إنسانا يلقي البذارعلى الأرض وينام ويقوم ليلا ونهارا والبذار يطلع وينمو وهو لا يعلم كيف" (مر4: 26 - 27).

  1. وعلى نفس المنوال الألحان تحوي كما هائلا من الآيات ومواقف الإنجيل المقدس.

وبالتالي يتسرب هذا الكم الهائل داخل نفوس المؤمنين فيجدون أنفسهم لا شعوريا قد بنوا بيوتهم على الصخر (مت7: 24).

ويحضرني هنا أنهم عندما أرادوا نفي المهرطق نسطور وخافوا أنه سوف يستمر في نشرهرطقته بين الناس إختاروا أن ينفوه إلى مصر إلى جبل قسقام وذلك لشده إيمان أهل تلك المنطقه من المصريين.

ولا أتوقع أن هؤلاء المصريين البسطاء كانوا يفعلون شيئا أكثر من حضور القداسات والتسابيح والحياة المسيحيه الطبيعيه البسيطه.

  1. الألحان أيضا تشير لنا إلى طقوس هامه جدا وكأمثله:
  • لحن إك إسمارؤوت لدخول الأسقف أو البطرك (يبدأ الشماس اللحن فنعرف أن سيدنا قد وصل).
  • لحن إك إسمارؤوت لدخول الأسقف أو البطرك لايقال لو دخل الاسقف او البطرك أثناء قراءه الإنجيل وبالتالي يلفت نظر المصلي إلى أهمية الإنجيل بالنسبه للأسقف أو البطرك.
  • ألحان الزفه (زفة العروسين).
  • تدل على وتذكر العروسين بأهميه السر وكيف لابد أن يتعاملا معا.
  • هو الملك المسؤول عن البيت والحامي له.
  • وهي الملكه المتحليه بأخلاق أمنا العذراء مريم وكل فضيله.
  • ألحان المعموديه.

من بعد المعموديه والميرون نبدأ بمخاطبة الشخص على أنه مسيحي (أكسيوس3 فلان بي إخرستيانوس) (مستحق3 فلان المسيحي).

  • لحن ني صافيف الذي يتكلم عن لبس هارون الكاهن كان الأسقف أو البطرك يلبس ملابس الخدمه أثناء قول هذا اللحن.
  • في بعض الأوقات عدم ترديد الألحان المعتاده يشير الى حدث هام مثل تقديم الحمل بدون ألحان في خميس العهد حيث أن المسيح حمل صامت امام الذي يجزه (أش53: 7).
  1. الألحان تبرز المعنى وتوضحه (حتى بدون فهم الكلام):

وهنا لا يسعني الوقت إلا لإستعراض جانب بسيط من الألحان ولذلك سأتكلم عن أمثله فقط.

  • في لحن أسبازيستي الكبير (قبلوا بعضكم بعضا الكبير) هناك لحظة يضطر كل شعب إلى رفع عيونهم والنظر ناحية الهيكل وذلك لإختلاف اللحن القبطي بطريقة رائعة في كلمة "إرفعوا عيونكم ناحية المشرق".
  • يتغير لحن القداس العادي في كل مره يقول فيها الأب الكاهن إسم ربنا يسوع المسيح فيصبح اللحن فرحان مشتاقا وفي نفس الوقت وقورا.
  • لحن التوزيع الصيامي هو لحن خشوعي جدا يتناسب مع حالة المصلي لقداسات الصيام المتأخره وهو صائم لمده 15 ساعة تقريبا وبعد حضور القداس بألحانه الصيامه الداعيه للتوبه والميطانيات تجد هذا اللحن يوضح كم الإنسحاق والهدوء والتواضع المصاحبه لهذه القداسات.
  1. الألحان جزء من وجودنا في السماء.

من الالحان التي نقولها بصورة يوميه وفي كل قداس هي الثلاثة تقديسات وعلى نفس المنهج قطعة "الشاروبيم يسجدون لك.... قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت" وهذه التسبحه بالذات أخذتها الكنيسه رأسا من السيرافيم وقد عرفناها أثناء رؤية النبي اشعياء لهم والمسجله في (أش6).

علمتنا الكنيسه أنه عندما نلتقي بالسيرافيم في السماء أمام عرش الله سوف يكون عملنا الأساسي والدائم هو التسبيح لله بالألحان.

وهنا يحضرني كذا سؤال.

  1. ما موقفنا ونحن داخل السماء؟
  • أعتقد أن الألحان سوف تكتسب أهميه خاصه جديده في تلك الحياه وبعد جديد ونحن نسبح رب المجد وجها لوجه.
  • لا أعلم إن كنا سنكمل الصلاه بالألحان التي تعلمناها على الأرض أم سنتعلم غيرها (رؤ14: 3) أم الإثنين معا.

"فقال لهم من أجل ذلك كل كاتب متعلم في ملكوت السماوات يشبه رجلا رب بيت يخرج من كنزه جددا وعتقاء" (مت13: 52).

ولكن إن كنا سنصلي بهذه الألحان التي تعلمناها (ولا أرى عيبا في ذلك).

فما موقف كل واحد منا الآن؟

  1. أيضا حياتنا في السماء ستكون لانهائيه في معية رب المجد والتسبيح له والتغني بحبه وجماله وقدرته وقداسته. ودورالكنيسه على الأرض أن تدربنا قليلا قليلا حتى نتواكب مع حياتنا الجديده ونفرح بها في السماء وبالتالي تدربنا شيئا فشيئا على الألحان والقداسات الطويله نسبيا بين الحين والآخر وقداسات الأعياد والمناسبات بألحانها وطقوسها الخاصه.
  • والسؤال هنا هل ما زلنا كشعب نتململ ونتضايق من كل دقيقة قضاها الشماس في لحن أو قضاها الأب الكاهن في صلاه.

أو قرر أبونا الصلاه بالقداس الغريغورى أو الكيرلسى بدلا من الباسيلى (السريع).

أو اضاف أبونا او الشماس لحنا.

أم أننا نستمتع بالصلاه والوجود في الكنيسه والوجود في حضرة ربنا يسوع المسيح (بالطبع ليست هذه دعوه للإطاله أو عدم التقيد بالمواعيد فالإلتزام أساسي في المسيحيه أيضا).

حتي إخوتي الخدام أحيانا يتذمرون علي إطالة وقت القداس بدعوى الخدمه ومدارس الأحد ناسيين الهدف الأساسي وهو الإتحاد بالله من خلال القداس والإفخارستيا.

ولكن هي دعوه لمراجعة نفوسنا وأولوياتنا.

  1. بالنسبه لآبائي الأساقفه والكهنه.

أنا أعلم كثرة مشاغلكم وثقل الحمل الملقى علي أكتافكم وأنتم تحاولون إنتزاع الضال من فم الذئب.

وخاصة مع عظم ضغوطات هذا الدهر وإندساس تعبيرات جديده علينا مثل "الشعب مش ها يستحمل" و "سهل الموضوع على الشعب وإلا مش هييجوا".

ولكن يجب أن يكون موضوع أمام أعينكم تدريب الشعب ولو قليلا وفي حدود إحتماله على الوقوف للصلاه والإطاله فيها (في حدود المعقول) فأنتم مسؤولون عن أنفسكم وعن رعيتكم في الإجابه عن سؤال السيد المسيح "أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحده" (مت26: 40).

  1. لا تنقل التخم القديم (أم22: 28).

الكنيسه الأرثوذكسيه وبالذات القبطيه كنيسه تراثيه جدا جدا بكل ألحانها وتسابيحها وصلواتها وليتورجياتها.

لقد إتخذت الكنيسه الأرثوذكسيه كلمة السيد المسيح "ما جئت لأنقض بل لأكمل" (مت5: 17) شعارا لها فإلتزمت تماما بتراث آبائها بداية من تعاليم السيد المسيح نفسه التي تسلمتها عن طريق كاروزها القديس مرقس الإنجيلي مرورا بالآباء الرسوليين وآباء المجامع والرهبنه.

وأصبح كل عضو جديد (علامه / قس / راهب / أسقف / علماني) ينتظم كحبة در جديده لامعه متلالئه في سلسله طويله رائعة الجمال تبدأ بالسيد المسيح نفسه وتنتهي بالمجىء الثاني.

فتراث الكنيسه الأرثوذكسيه ضارب في القدم والأصاله وأيضا متطور متجدد على يد آباء كل عصر.

ولأنه قلما يجود الزمان والناس والأديان بتراث كهذا، يحتل هذا التراث مكانة مرموقة في دراسات العالم أجمع سواء لدارسي الأديان أو دارسي اللغات أو دارسي الموسيقى والألحان أو الرهبنه أو العقيده أو.......

وكثيرا ما نرى كبار الجامعات والشخصيات في العالم تتبنى دراسة تراث الكنيسه القبطيه الأرثوذكسيه.

ولكن للأسف هذه الدراسات تتواجد في كل مكان في العالم ما عدا عند أصحاب التراث نفسه ولا أتكلم عن الدوله المصريه وجامعاتها ومعاهدها فقط بل أيضا على عامة الناس من المصريين وبالأولي من المسيحيين الأقباط الذين حاباهم الله بهذا التراث يجري في عروقهم ويستطيعون أن يروه حيا وأن يعايشوه داخل كنائسهم إلى هذا اليوم.

وليس هذا فقط بل للأسف فالبعض منهم يحاول تهميش هذا التراث فينطبق عليه قول السيد المسيح "ليس نبي بلا كرامه إلا في وطنه" (مر6: 4).

إذا تأملنا الى هذا التراث المصباح المنير دائما في العصور المختلفه لوجدنا حقيقه راسخه واضحه لا تقبل المناقشه.

  • وهي أن منهج كنيستنا هو منهج مجرب يفضي إلى نتيجه واضحه سليمه وهي ملكوت السماوات.

ومع الإحترام الكامل لكل المذاهب الأخرى، نحن نرى الآباء الأرثوذكسيين وقد وصلوا إلى نهاية الرحله بسلام.

ونعلم ذلك يقينا من خلال علاقتنا الحيه معهم حتى وإن سبقونا إلى الكنيسه المنتصره وذلك من خلال ظهوراتهم ومعجزاتهم وأجسادهم في أحيان كثيره التي لم يكن للزمن سلطان عليها.

وعلى النقيض نرى كل من أهمل هذا المنهج المدروس من الكنائس الأخرى.

سواء بتهاونه في تنفيذ واجبات هذا المنهج من عقيده وصوم وقداسات وتسبحه وألحان وخلافه.

أو بتخليه تماما عن هذا المنهج وتبنيه لمنهج اخر.

لم يستطع أن يصل إلى نفس النهايه المنشوده.

فلم يستطيع أن يعيش بنفس القداسه والحياه مع الله.

ولم يستطيع أن يحافظ على عدد متابعيهم.

ولم يستطيع حتى أن يحافظ على ثبات مبادئه الذي بدأ بها.

وهاهي الكنائس الغربيه تعاني من.

فقر الروحيات.

فقر الشعب.

التخلي عن المبادئ الأساسيه (مثل قبول المثليه الجنسيه والكهنوت النسائي).

وهنا يحضرني سؤال لكل مشكك في أسلوب الكنيسه القبطيه الأرثوذكسيه.

طريقتنا مجربه ومدروسه وتوصل إلى نتائج باهره وهناك شهود على ذلك.

أما الطرق الأخرى فهي غير مدروسه ولا مجربه ولا توحي بالثقه وليس لها شهود.

وراء من تريد أن تسير في قرار حياتك المصيري وهو ملكوت السماوات؟

وأعتقد أن هناك عاملان أساسيان لمن يرفضوا هذا التراث ويسعون إلى تغييره.

  1. عامل نقص المعرفه:

فالشخص الذي يحاول التغيير يعاني من نقص المعرفه عن أي / كل من.

  • قيمة التراث.
  • أصل هذا التراث.
  • تطور هذا التراث.
  • أسباب ما نفعله والحكمه من ورائه.

وهنا السؤال هل من الحكمه رفض تراثنا وأسلوبنا المستلم من الآباء وإستبداله بمنهج آخر لمجرد أننا جاهلون به؟ أو لم نمارسه بالطريقه الكافيه لإكتشاف الجمال الكامن فيه؟

إذا كان الوضع هكذا سوف يلغي الأطباء علم الهندسه لعدم معرفتهم الكافيه به، والمهندسون الفلسفه، والفلاسفه الفلك وهام جرا.

ولكن الطريق الصحيح والمعقول هو أن نحاول (كنيسة وشعبا) أن نفهم ونستقصي ونتعمق في معرفة هذا التراث بدلا من محاولة تغييره.

وقد يحاول البعض التملص من هذا الموضوع متعللين بصعوبه التعلم ولكن الكل يعلم الآن أننا في عصر المعرفه والسماوات المفتوحه وبضغطه زر بسيطه تستطيع الحصول على أدق المعلومات بخصوص شتى المواضيع.

فما هي حجتنا اذن في التملص من التقليد أو الألحان أو القبطى بإعتبار أننا جاهلون به؟

بل يجب علينا أن نبذل كل مجهود ووقت لتعلم هذا التراث الأصيل وتسليمه كاملا للأجيال القادمه.

بدلا من أن نكون حملا علي أكتاف الكنيسه الأرثوذكسيه.

  1. عامل الكبرياء:

وأعتقد أنه من العوامل الأساسيه لهذا التفكير الغريب أن لم يكن أهم العوامل.

فنحن كما قلنا للأسف في عصر العلم والمعرفه.

ولو كان هذا العلم والمعرفه إستخدموا الإستخدام الصحيح لما كانت مشكله.

ولكن للأسف معظم الناس لا يصرفون الوقت الكافي لتحصيل الكم المناسب من العلم والمعرفه.

ومن ناحية أخرى يضربهم الكبرياء ويثورون على الكنيسه وموروثاتها.

ويهيئ لهم تفكيرهم أن طريقتهم هي الطريقه المثلى في إداره الكنيسه في كافه النواحي وأن كل من عداهم قاصر عنهم في التفكير ومتصلب ومتزمت.

وليس هذا فقط بل أيضا ينعتون كل من سار وراء الكنيسه سواء في التراث أو التفكير أو الألحان أو اللغه.

بأنه هو المتكبر الذي يريد الظهور بين الناس والشعب.

ولا أدري هنا كيف إنقلبت الآيه.

كيف أصبح من هو خاضع للكنيسه وآبائها وتراثهم.

ومن يحاول تنفيذ كل ما تعلمه من الصغر.

ومن يرفض وضع لمسته الذهبيه وأهوائه وآرائه الشخصيه في الكنيسه.

هو المتكبر؟؟؟

بينما من يجود علينا بأفكار من عندياته ويطالبنا بتنفيذها ويملأ الدنيا صراخا وتهديدا ووعيدا إذا لم ننفذ آراءه.

هو المستقيم؟؟؟

صحيح قول الكتاب "أرأيت رجلا حكيما في عيني نفسه الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به" (أم26: 12).

  1. حفاظ الكنيسه على الألحان.

حافظت الكنيسه على تراثها من الألحان عبر العصور المختلفه بالرغم من وجود عصور ضعف وإضطهاد فقدت أثنائها الكثير من الألحان.

وقد إعتني الكثير من المؤرخين والبطاركه والمعلمين بالإشاره إلى وتدوين الألحان القبطيه على مر العصور.

وسنذكر بعض منهم للمثال لا للحصر.

  1. المؤرخين القدامى مثل.

إسحاق المؤتمن إبن العسال القرن ال 13.

يوحنا إبن أبي زكريا إبن السباع القرن ال 13.

شمس الرئاسه أبو البركات إبن كبر القرن ال14.

  1. البابا كيرلس الرابع (أبو الإصلاح).

أرسل المعلم تكلا لجمع الألحان من كافة القطر المصري وإعاده إحيائها.

أسس مدرسة الأقباط الكبرى ودرَس الألحان بها.

  1. المعلم تكلا.

جاب البلاد طولا وعرضا.

جمع الألحان وإعتمدها.

أضاف ألحان يونانيه.

  1. المعلم ميخائيل جرجس البتانونى.

حفظ الألحان في سن صغيره وأجادها تماما.

عمل مرتلا لأماكن كثيره.

عمل مع الأستاذ راغب مفتاح وشخصيات أجنبيه لتسجيل الألحان القبطيه.

  1. راغب مفتاح.

تعلم الموسيقى في المانيا.

دجمع تراث الألحان من المعلمين وسجله على شرائط كاسيت وعمل له نوته موسيقيه.

كان يستضيف شخصيات موسيقيه عالميه هامه على نفقته الخاصه لإتمام هذه الأهداف.

  1. نيولاند سميث.

أستاذ بالأكاديميه الموسيقيه بلندن.

وضع النوته الموسيقيه لكثير من الألحان القبطيه وبالذات القداس الباسيلى.

وهذا للمثال لا الحصر.

فمن هو أنا ومن هو أنت حتى نضع رأيا بجانب آراء هؤلاء العلامه؟

أم أننا نظن في أنفسنا أننا أحكم من كل هؤلاء العظماء وغيرهم على مر العصور الذين أفنوا أعمارهم للحفاظ على الألحان القبطيه؟؟؟

"الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح.

يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا ".

(القديس باسليوس الكبير).

المراجع.

  1. الكتاب المقدس.
  2. كتاب الموسيقي القبطيه لنيافة الأنبا مكاريوس.
  3. موقع Wikipedia.
  4. مقالات متفرقه علي موقع St. takla. org.
  5. محاضرات إلكترونيه متفرقه (البابا شنوده الثالث - البابا تواضروس الثاني - الأنبا رافائيل - م. جورج كيرلس - أ. يعقوب إسكرن).
  6. موقع دير القديس أبومقار (عظه عن التلحين الليتورجي للأب نيكيتا).
  7. نشأة الألحان القبطيه (موقع Coptic music).
  8. الألحان القبطيه روحانيتها وموسيقاها م. جورج كيرلس.
  9. دراسه في الألحان القبطيه (1) موقع دراسات مصريه.