قصة مار جرجس بين التاريخ والتقليد الشعبي – جوزيف ممدوح

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ جوزيف ممدوح توفيق
الشخصيات مار جرجس الروماني
التصنيفات أدب مسيحي, سير قديسين وشخصيات
آخر تحديث 10 فبراير 2024
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
1MB

قصة مار جرجس بين التاريخ والتقليد الشعبي

حقيقة التنين في قصة مار جرجس؟

من قتل مار جرجس الروماني ؟

المؤلف : جوزيف ممدوح توفيق

الطبعة :  الاولي 2017

تحميل الكتب مجانا :

1- الموقع الرسمي للمكتبة الإلكترونية للباحث جوزيف ممدوح هو :

http://joseph-mamdouh.blogspot.com.eg/

2- موقع الكنوز القبطية –  الإعمال الكاملة – الشمامسة والخدام والخادمات –  الأستاذ جوزيف ممدوح توفيق

https://books.coptic-treasures.com/authors/deacons/goseph-mamdoh/

3- ارجو القاري الكتابة لي علي عنواني التالي لأبداء آرائه وملاحظاته البناءة  عبر الفيس بوك :

https://www.facebook.com/joseph.mamdouh.israel

مقولة عجبتني

“يا قارئ لا تبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب

يا مارا على قبري لا تعجب من أمري بالأمس كنت معك وغداً أنت معي

أموت ويبقى كل ما كتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ كلامي دعالي”

مقدمة :

انقسم الباحثون الي فريقين في دراسة قصة الشهيد العظيم مار جرجس الروماني، لان فريق اعتمد علي المخطوطات والكتاب التاريخية الموثقة والابحاث العلمية الدقيقة،  والفريق الاخر اعتمد علي التقليد الشفوي والمنقول بدون دراسة وعلي الافلام التمثيلية في نقل حقائق تاريخية حتي ان بعض الموسوعات الاجنبية نقلت هذه الاخطاء بدون تميز في الاسماء بسبب سعه انتشارها، لذلك كان يجب ان نعيد تنقيح المعلومات وتصحيح الاخطاء ونشر الدراسات والمعلومات الصحيحة، لذلك قمت بهذا البحث الصغير في ذلك الكتاب .

وبعد شكري لربي ومخلصي يسوع المسيح علي فضله اود اشكر كل من شجعني لكتابة هذه الدراسة. كما اشكر كل من قام بمراجعتها وابدي ملاحظاته علي الشكل والمحتوي.

املا ان يكون هذا العمل بمثابة ذبيحة حب مقدمة بين يدي الرب يسوع المسيح، لأعبر بها – ولو بفلسين لا غير – عن سكب كل حياتي في خدمته، وخدمة كنيسته المقدسة. ببركة شفاعة العذراء كل حين والدة الاله القديسة الطاهرة مريم، وكل مصاف السمائيين، وصلوات ابائنا الرسل والشهداء والقديسين، وابينا الطوباوي المكرم قداسة البابا تاوضروس الثاني ، وشريكه في الخدمة الرسولية ابينا الحبيب انبا يؤانس اسقف اسيوط وتوابعها. ولله الاب ضابط الكل، وابنه الوحيد يسوع المسيح مخلصنا، والروح القدس المعزي، كل المجد في كل حين، والي اباد الدهور . امين.

الباحث

جوزيف ممدوح توفيق

نشأته وحياته الأولى :

نشأة القديس وُلِد القديس مار جرجس عام 236 م تقريبًا في بلدة كبادوكية وتقع في دولة تركيا حاليًا. فقد كان الأمير أنسطاسيوس والده حاكمًا لمدينة ملطية التي كانت تقع في شرق كبادوكية بآسيا الصغرى. ووالدته هى الأميرة ثيؤبستى ابنة الأمير ديونسيوس حاكم مدينة اللد بفلسطين. وكان للقديس مار جرجس أختين تصغرانه هما كاسيا ومدرونه. وأما جده الأمير يوحنا فكان حاكمًا لبلدة كبادوكية وكانت أسرة القديس مسيحية أبًا عن جد واسعة الثراء والمكانة والنفوذ.

توفى أنسطاسيوس والد القديس مار جرجس عندما كان مار جرجس يبلغ من العمر عشر سنوات تقريبًا ثم انتقلت أسرة القديس لتعيش في فلسطين وتزامن ذلك مع تعيين الأمير يسطس حاكمًا على فلسطين. وقد كان يسطس رجلاً مسيحيًا صالحًا فأقنع والدة القديس مار جرجس أن يربي جرجس ويلحقه بسلك الجندية. ومكث القديس مار جرجس مع يسطس مدة عشر سنوات تقريبًا أصبح خلالها يسطس بمثابة والد له. وقد وكَّل إليه قيادة خمسة آلاف جندي وأشركه معه في حكم فلسطين.

انتقال والدته والأمير يسطس:

ولما بلغ القديس مار جرجس من العمر عشرين عامًا رقدت والدته فحزن عليها كأم إلا أنه تعزى بتعزيات السماء لأن أمه كانت تقية وقديسة بعد ذلك أراد الأمير يسطس أن يكرم الأمير جرجس، فأعلن أمام كبار رجال دولته أنه سيزوجه من ابنته الوحيدة، وبدأ الأمير يعد لزواج ابنته، وأثناء ذلك انتقل يسطس الوالي إلى السماء فتغيرت الأمور وكان ذلك كله تدبر العناية الإلهية.

القديس يقابل الإمبراطور داديانوس:

ذهب القديس إلى مدينة صور في لبنان لمقابلة الإمبراطور داديانوس الفارسي ليُطالب بأحقيته في استمراره في حكم فلسطين خلفًا للأمير يسطس وذلك لأن بلاد الشام كانت تابعة للنفوذ الفارسي في ذلك الوقت.

وعندما ذهب مار جرجس إلى صور بصحبة ثلاثة من عبيده وأحدهم كان يدعى سقراطيس دُهِشَ حال وصوله عندما وجد أن معظم أهل المدينة والحكام يعبدون الأصنام ويبخرون لها تاركين عبادة الله الحقيقي يسوع المسيح. هذا بالإضافة إلى أن أهل المدينة المسيحيين كانوا يخشون أن يجاهروا بمسيحيتهم خوفًا من استشهادهم.

برغم شهرة القديس مار جرجس الواسعة إلا أن هناك عدد من الجوانب التاريخية اختلف عليها البعض وأشهرها :

اولا: حقيقة التنين في قصة مار جرجس الموجودة في صورته :

عندما نقف امام ايقونة  الشهيد العظيم مار  جرجس  نراه قائدا بملابس الميدان كاملة، ممتطيا جواده ، وقد ارتدي درع القتال والخوذة النحاسية وفي يده حربة طويلة يطعن بها تنينا مرعبا، ومن خلفه فتاه رائعة الجمال وقفت في سكون ورهبة ترقب المعركة بين الفارس والتنين.

اختلف الآراء في تفسير معني هذه الصورة، كم اختلف المؤرخين في تحديد الزمن الذي ظهرت فيه. ويرجع انها لم تعرف بوصفها الحالي قبل منتصف القرن الرابع الميلادي.

الرأي الأول :

يقول البعض الصورة كلها مستوحاه من اسطورة فرعونية منذ الاف السنين قبل الميلاد، وهي اسطورة ايزيس واوزوريس وابنها حورس، حيث صور قديما علي شكل صقر وهو يمتطي حصانا ويطعن ست اله الشر المرموز له بالتمساح بالحربة (كما في الصورة رقم 2) وهذا النحت موجود في المتحف المصري بالقاهرة وقد جاء  من ميت رهينة بالجيزة، ويوجد مثل اخر في اخميم بسوهاج واخر في مجموعة فيكتوريا والبرت بمتحف لندن ونحت اخر في متحف اللوفر بباريس.

يقول المترجم الفرنسي سكوت مونكريف : ” من المعروف تماما ان اصل ايقونة القديس مار جرجس والتنين وجدت في تصويرات المصريين عن الحرب بين حورس وست”

وقد ذكر ان النقش، الذي في معبد هيبس في الواحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد هو الذي اوحي برسم مار جرجس، حيث وجد ان حورس في الرسم مع اسد ويضع الحربة علي الوحش، كما يذكر ان جاورجيوس  خلق في مصر وبعدها في بيزنطة ومنها الي الغرب، وان اسم جرجس Girgis  أي جورج George  اشتق من اسم الواحة الخارجة Garga  او Kharga  .

وما يذكر في هذا المجال ان هذه الرمزية التي ادخلها المصريون في الفن المسيحي جاءت اصلا من مصر الفرعونية واخذها عن مصر كل العالم المسيحي، فتصور حورس فوق حصان وهو يطعن الشر ظل في وجدان المصريين حتي القرن الخامس ولم يكن مرفوضا تماما لأنه كان يرمز الي الخير والانتصار علي الشر . ولذلك قصة الشهيد العظيم مار جرجس والتنين تحمل معنى رمزيًا والتنين يُشير إلى الشيطان الذي يحرك العالم الشرير ضد الإيمان وهزيمة التنين تُشير إلى هزيمة الشر ومصدره (إبليس) بقوة الإيمان. والحربة تشير إلى صليب رب المجد يسوع الذي يهب النصرة.

الراي الثاني :

أري اخر يقول ان في بعض المصادر الكنسية المتداولة في بلاد السورية اسطورة شعبية نشأت متأخرة في القرن السادس الميلادي علي اكثر تقدير،  وجاء في هذه الاسطورة ان القديس مار جرجس فتك بالتنين في شمال بيروت مباشرة  ولا تزال الي الان عند مصب نهر بيروت كنيسة مهدمة  تحمل اسمه لتحي ذكري انتصاره .

تقول الأسطورة :”انه في مدينة اللد في فلسطين (في روايات أخرى مدينة سيريني في ليبيا) كان هناك تنين ضخم بني عشه في مدخل نبع النهر. وكان السكان المحليين وثنيين ويعبدونه كاله ، يحاولون إخراج التنين من عشه لكي يستقوا من مياه النبع حيث كان المصدر الرئيس للماء في المدينة. ولكي يخرجوا التنين كانوا يوميا يضعون له خروف كغذاء, وعندما نفذت الخراف كانوا يضحون بشخص مختار بالقرعة. وحدث انه كانت الضحية أميرة محلية، وحينها صدف أن القديس جرجس يمر بالحادث حيث يقوم بمقاتلة التنين متحاميا بالصليب, ثم يتغلب على التنين ويقتله محررا الأميرة. ولكي يظهر السكان امتنانهم اعتنقوا المسيحية” .

والبعض يقول أن الإمبراطور يوستنيان أنشأ كنيسة في اللدة : وهي مدينة قديمة (١ أي ٨: ١٢؛ عز ٢: ٣٣؛ نح ١١: ٥٣)، تقع في الطريق ما بين أورشليم وقيصرية فيليبي. فيها صارع الشهيد مار جرجس التنين – حسب التقليد المسيحي – وقد أشيع أن السيد المسيح سيأتي فيها ويقتل التنين “ضد المسيح”. اشتهرت اللد بالأرجوان.

لفترة طويلة عكف الفنانين المسيحيين على تصوير القديس مار جرجس كشاب شجاع يرتدى ملابس عسكرية وهو يقاتل تنينا من على صهوة جواد قوى وارجع البعض تلك الصورة إلى أساطير قديمة من العصر الروماني

النتيجة من الدراسة :

العديد من الدارسين أكدوا إن هذا التصوير رمزي بالدرجة الأولى بدليل إن معظم إيقونات الشهداء صورت علي مر التاريخ بنفس الطريقة ولعل التفسير الأدق للتنين في أيقونة مار جرجس هو إشارة للوثنية والشيطان الذي يسحقه القديس، واعتبر مرجع أخر إن التنين يرمز للطاغية داديانوس او رامز الشيطان او رامز الوثنية. ويصور بحجم اصغر لبيان حقارته وتحقير شانه بجانب القديس العظيم الذي جاءه من السماء ليطعنه بالحربة. لقد حارب مار جرجس التنين داديانوس الشرير وانتصر عليه  وانقذ الأمانة المسيحية من طغيان دولة الشر والاصنام فصورة مار جرجس التقليدية تحمل معني روحي نبيل فالبطل قد جاهد في سبيل الكنيسة المقدسة وانتصر علي الشيطان الذي رمز له بتنين وفي هذا معني روحي رائع تحمله لنا صورة البطل الشهيد ما نكاد ننظرها حتي نتذكر جهاده المظفر ضد الوثنية وانتصاره عليها ورفع الوية كنيسة المسيح واستحق بحق لقب امير الشهداء.

وأما الأميرة التي تظهر في الصورة فهي زوجة الإمبراطور التي اعتنقت المسيحية وأمر بقطع رأسها، واعتبر مرجع أخر ترمز الأميرة للكنيسة.

بسبب تسرب أخبار الشهيد جرجس إلى الأوساط الشعبية فأخذوا يبنون عليها القصور والعلالي. وبعد أن عزت المسيحية بتنصر قسطنطين أُقيم له عيد بولغ في تكريمه وأخذت الخوارق تتوافر بشفاعته ولكن الناس عمدوا إلى المبالغة في التحدث عنها. واتفق إن قسطنطين اتخذ جرجس شفيعاً لجيشه وأقام له تماثيل رمزية نصبت في بعض مدن المملكة، تمثله راكباً ظهر جواده وتحته تنين يطعنه برمحه إلماعاً إلى انتصاره على عباده الوثن، إلى جانبه فتاة يشير بها إلى البلاد أو المدينة التي خلصها من الشرك باستشهاده. فمن هذا التمثال حاك العامة حول القديس جرجس أسطورة التنين وقصة بنت الملك ونسبوها إلى عدة مدن.

ثانيا : علي يد من استشهد مار جرجس الروماني :

كل مواقع الانترنت والكتب والشرائط حتى الفيلم الذي تم تصويره للشهيد مار جرجس الروماني تقول إن مار جرجس الروماني تم تعذيبه أبشع العذبات واستشهاده في عهد الإمبراطور دقلديانوس الروماني فهل هذا موثق تاريخيا ؟!

انقسم الباحثون إلى فريقين :

  1. الفريق الاول : يري ان مار جرجس الروماني  قد عُذِّب وقطعت رأسه في عصر دقلديانوس الملك الروماني .
  2. الفريق الثاني : يري ان مار جرجس الروماني قد عُذِّب وقطعت رأسه في عصر داديانوس الملك الفارسي الوثني .

نرى أن السبب الرئيسي في اختلاف رأي الفريقين هو الخلط بين الشهيدين مار جرجس الروماني و مار جرجس السكندري حتى أن بعض الموسوعات الأجنبية قد ورد بها ذِكر للشهيد مار جرجس وأنه قد تم اضطهاده واستشهاده  بالسيف في عهد دقلديانوس الملك. ولم تذكر هذه المصادر إن كان هذا هو مار جرجس الروماني أم مار جرجس السكندري؟

اعتبر الجميع أن هذا مار جرجس الروماني هو من استشهاد في عصر الإمبراطور دقلديانوس. ولم يتساءل أصحاب هذا الرأي- ما تاريخ استشهاد كلا من هذا مار جرجس الروماني – مار جرجس السكندري .

لذلك قمنا بعمل دراسة وافية وكاملة عن الموضوع، وجئنا لكم بالعديد من المراجع التاريخية الموثقة والمخطوطات الأثرية لنكشف في أي عهد وملك قام بتعذيب وقتل مارجرجس الروماني.

من خلال هذه الدراسة توصلنا الي ان الشهيد مار جرجس الروماني الكبادوكي   الملطي   فقد تعذب واستشهد في عهد ملك غير شرعي يُدعى داديانوس Dadianus  الفارسي هو رجل وثني وليس مسيحي، وكان له سلطان على منطقة الكبادوك. وفي بعض المخطوطات القبطية لم يذكر عصره إنما قيل “في أيام القدم” ربما قاصدا ما قبل عصر دقلديانوس.  وان استشهاد مار جرجس السكندري كان في عصر دقلديانوس الروماني .

الأدلة والبراهين علي ذلك :

الدليل الاول :

بالبحث في التاريخ لمعرفة الفترة الزمنية التي ولد فيها القديس مار جرجس الروماني الكبادوكي نجد انه ولد عام 236م تقريبا في بلدة الكبادوكية ( دولة تركيا حاليا) واستشهد في يوم 23 برمودة الموافق اول مايو سنه 263م قطعت راس الشهيد مار جرجس. بذلك ثبت أنه ليس من المنطقي أن يكون تاريخ استشهاد مار جرجس الروماني في نفس العام الذي استشهد فيه مار جرجس السكندري .

الدليل الثاني :

يؤكد التاريخ والمخطوطات كما جاءت في سيرة الشهيد جاورجيوس  (جرجس)  السكندري أنه استشهد في عهد دقلديانوس، وانه ولد بناء على شفاعة  الشهيد مار جرجس الروماني  حين حضر والده تكريس كنيسته باللدّ ، فصلي الي الرب متشفعا بقديسة العظيم ان يرزقه ولدا وبالفعل عندما رجع الي بلدته تعمد هو وزوجته وانجبا طفلا اسمياه جرجس تيمنا بأمير  مارجرجس

أن القديس العظيم مار جرجس السكندري كان يُضطهد ويُعذَّب وينكل به أثناء عصر الملك دقلديانوس وقد قطعت رأسه بالسيف في( 7 هاتور)  16 نوفمبر عام 303 م. وهو نفس التاريخ لذكرى بناء أول كنيسة لمار جرجس الروماني في مدينة اللد بفلسطين على اسمه ولكن قبل ذلك بعشرات السنوات.

الدليل الثالث:

مدة عذاب الشهيد خارج مدة حكم دقلديانوس .

من الثابت تاريخيا ان الملك دقلديانوس تولي الحكم في الفترة من عام 284م الي عام 305م ولكن نلاحظ ان دقلديانوس حرض علي اتباع سياسة التسامح الديني معظم حكمه التي تتراوح مدة عشرين عامًا، ، ثم تحولت سياسته ضد المسيحيين في أواخر حكمه، بدا اضطهاده ضد الاقباط في 23 فبراير 303 م واستمر الاضطهاد لمدة عامين فقط خلال مدة ونهاية حكمه واستمر لعام 305م، وفي الفترة قام بإصدار اربعة مراسيم تشمل “غلق الكنائس – حرق الكتب المقدس – اعدام كل من لا يبخر وسجد للآلهة الوثنية” “ابوللو” … الخ ”

أي ان فترة الاضطهاد  كانت عامين فقط من حكمه، ولكن من الثابت تاريخيا ان الشهيد مار  جرجس الروماني قد تعذب مدة سبع سنوات !! وفترة اضطهاد دقلديانوس كانت عامين سنوات فكيف يعقل ذلك؟

مما يؤكد انه ليس له علاقة بدم الشهيد مار جرجس الروماني تاريخياً وكنسياً ، اذا مار جرجس لم يكن معاصرا للملك دقلديانوس. فكيف يمكن أن يكون عذاب القديس مار جرجس الروماني دام سبع سنوات مستمرة تحت يد دقلديانوس هو وشريكة في الحكم مكسيميان .إذا كان دقلديانوس نفسه قد أصيب العمى والجنون وتنازل عن عرشه عام 305 م لصهره ووكيله جاليروس

الصحيح ان هذا الخلط جاء من تشابه الاسماء بالإضافة لكون دقلديانوس ظهر بعد “داديانوس” وهذا الملك هو ملك فارسي غير شرعي وكان وثني وكان له سلطان علي منطقة الكبادوك.

الدليل الرابع

كما أن التاريخ يذكر أنه كان في مملكة دقلديانوس أمير اسمه اوهيوس شرير جرد ثلاثة الاف فارس واتي بهم إلي مصر ليهدم الكنائس ويبني عوضا عنها برابي(معابد للأوثان) وأمر بقطع رؤوس شهداء كثيرين وعندما حضر دقلديانوس  أمر اوهيوس قائلا:

أنت رجل عاقلا تتم أوامر الملوك خذ معك ما تشاء من العساكر واذهب إلي الشام وارض فلسطين وأول عمل تعمله هناك تهدم كنيسة جرجس الذي هو كبير الجليلين لأني لا اقدر إن أصبر علي ما اسمعه من السحر الذي يعمل في كنيسة علي اسمه باللد ..هذا الذي اخذ داديانوس ملك الفرس رأسه من عده سنين وبنو له كنيسة باللد فسار اوهيوس ومعه الكثير من العسكر ..

الدليل الخامس :

الملكة الكسندة كانت زوجة الملك داديانوس وليس دقلديانوس.

ذكرت المراجع ان الملكة زوجة الملك الذي تولي عذاب الشهيد امنت بالسيد المسيح ونالت اكليل الشهادة بقطع راسها وهي الملكة “الكسندرة” وتعيد ليها الكنيسة بتاريخ 15 من برمودة بالسنكسار القبطي والذي يذكر انها كانت زوجة الملك داديانوس الفارسي وليس دقلديانوس.

+ دفنار عيد استشهاد الملك الكنسدرة ” نصلي قائلين حقا بالحقيقة قد استحققتي كل كرامة ايتها السيدة التي للمسيح، الملكة القديسة الكنسدرة هذه كانت زوجة لداديانوس الملك الذي عذب القديس مار جرجس

الدليل السادس :

المخطوطات الاثرية :

توجد عده مخطوطات طقسية وتاريخية تؤكد ان الشهيد مار جرجس الروماني قد نال العذاب في عصر الملك داديانوس الفارسي وليس دقلديانوس الروماني، توجد بعض هذه المخطوطات في دير السريان بوادي النطرون والبعض الاخر في دير الانبا انطونيوس في البحر الاحمر وفيما يلي نورد صورة هذه المراجع

مخطوطات دير البراموس كاتب هذه المديح هو القديس “ثيؤدوروس” اسقف اورشليم وقال هذا المديح في 7 هاتور في كنيسة مار جرجس باللد يوم تكريسها فيقول ” افتح فأي بالأمثال واتكلم من الاول الذي سمعناه وعرفناه والذي اخبرنا به اباؤنا كما نطق الروح القدس في فم داود النبي الصديق، هكذا أنا ايضا اخبركم بكرامات وعجائب القديس مار جرجس الشجاع سهيد المسيح وما حل به في مدينة صور، وانه تحمل بها من قبل داديانوس المنافق من الفرس مخطوط محفوظ في   Bodleian Library Oxford

وهذا بالإضافة إلي أجمعت العديد من المخطوطات القبطية والتي يرجع عمر بعضها لنحو 300 عام على إن دأديانوس Dadianus  ملك الفرس هو الإمبراطور المعاصر لاستشهاد مار جرجس ومنها (مخطوطة 303 ميامر بدير السريان -مصر)، (مخطوطة 28 طقس بدير الأنبا انطونيوس – مصر )( مخطوط الدفنار 7 هاتور، مكتبة المتحف القبطي القاهرة).

بينما أكدت مراجع غربية أخرى بالإضافة للمفهوم السائد عند العامة إن دقلديانوس هو الإمبراطور المعاصر لمار جرجس.

ولعل السبب في ذلك الخلط يتمثل في ثلاثة نقاط هامة.

أولهما: إن الإمبراطور الفارسي دأديانوس سبق دقلديانوس مباشرة.

الثانية: هو إن هناك شهيدا مسيحيا له نفس الاسم استشهد على يد دقلديانوس وهو (مار جرجس السكندري).

ثالثهم: إن الاضطهاد الواسع الذي شنه دقلديانوس(ديوكلتيانوس) على المسيحية كان الأشهر تاريخيا نظرا لوحشيته ومدته وعظم عدد الشهداء في عصره .

الدليل السابع :

صور لبعض الكتب والمخطوطات التاريخية والدفنار الكنسي الاورثوذكسي :

أولا: مديح الشهيد مار جرجس الروماني للأب عبد المسيح

هي تؤكد إن الشهيد مار جرجس الروماني استشهد في عصر الإمبراطور داديانوس الفارسي .

ثانيا: دفنار لشهر هاتور مخطوطة رقم 28 طقس بدير الأنبا انطونيوس

هي تؤكد إن الشهيد مار جرجس الروماني استشهد في عصر الإمبراطور داديانوس الفارسي .

ثالثا : دفنار لشهر15  برمودة مخطوطة رقم 285 طقس بدير الانبا انطونيوس

هي تؤكد إن الشهيد مار جرجس الروماني استشهد في عصر الإمبراطور داديانوس الفارسي .

رابعا: دفنار يوم 23 من شهر برمودة :

هي تؤكد إن الشهيد مار جرجس الروماني استشهد في عصر الإمبراطور داديانوس الفارسي .

+ وهناك بعض الكتب التي كتبت عن هذا الموضوع ومنه ما صدره دير الشهيد مارجرجس للراهبات العامر بمصر القديمة، تقديم الانبا متاؤس اسقف ورئيس دير السريان العامر والذي جاء في غلافة الخلفي (الصورة المقابلة) ان هذا الكتاب يثبت ان الشهيد مارجرجس عذب علي يد الملك داديانوس الفارسي وليس دقلديانوس الروماني كما هو شائع. وقد تطرق الكتاب الي دراسة الحقبة التاريخية في ثلاثة قرون الاولي ليثبت بكل وضوح من المراجع العربية والاجنبية وكافة المخطوطات صحة هذه المعلومة.

الخاتمة :

أتمني أكون قد أوضحت لو جزء بسيط من قصه الشهيد العظيم مار جرجس الروماني صلواته وشفعته في المسيح تكون معانا

بمناسبة ذكري احتفال بعيد استشهاد القديس الشهيد مار جرجس الروماني

16 / 11 / 2017م

المراجع

  1. قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية للقمص تادرس يعقوب ملطي
  2. كتاب الدفنار القبطي
  3. السنكسار جـ 2 دير السريان
  4. القطمارس القبطي دير الانبا بيشوي cd
  5. مديح الشهيد مار جرجس الروماني للأب عبد المسيح
  6. مارجرجس الروماني تقديمة لنيافة الأنبا متاؤس اسقف ورئيس دير السريان العامر
  7. سيرة ومعجزات أمير الشهداء القديس مارجرجس الروماني والشهداء العظماء مارجرجس الإسكندري ومارجرجس المزاحم ومارجرجس الحديد د .مجدي إبراهيم
  8. امير الشهداء مارجرجس مع احبائه – الشماس رمزي وديع
  9. تاريخ وسيرة الشهيد العظيم مارجرجس الروماني – دير الشهيد العظيم مارجرجس للراهبات بمصر القديمة
  10. كوكب الصبح المنير دير الشهيد العظيم مارجرجس بمصر القديمة
  11. البطل الروماني الراهب القمص ايسوذورس البراموسي
  12. سيرة ومعجزات أمير الشهداء القديس مارجرجس الروماني اكليريكي ايوب ارمانيوس
  13. تاريخ الكنيسة القبطية القس منسي يوحنا
  14. بطل الشهداء جاورجيوس باقي جيد بشارة
  15. مار جرجس وعجائبه القمص عبد المسيح سليمان
  16. مار جرجس الروماني ملاك لوقا
  17. الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة تعليق الدياكون ميخائيل مكسي اسكندر
  18. امير الشهداء الانبا فيلبس مطران كرسي الدقهلية.
  19. سيرة حياة  القديس الشهيد العظيم البطل مارجرجس الروماني مكرم مجلي برسوم
  20. ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
  21. الانبا تكلاهيمانوت الحبشي