دقلديانوس برئ من دم مارجرجس الروماني الجزء الثاني – الأغنسطس حسام كمال عبد المسيح

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأغنسطس حسام كمال
الشخصيات الإمبراطور دقلديانوس, مار جرجس الروماني
التصنيفات أدب مسيحي, سير قديسين وشخصيات, قسم التاريخ, موضوعات تاريخية
آخر تحديث 19 نوفمبر 2023
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
1MB

الفصل الأول

التناقض في كتب التاريخ الكنسي يثير التساؤل

+ تمهيد :

في الجزء الأول من هذه الدراسة تناولنا الموضوع من خلال الكتب الكنسية الطقسية مثل ( السنكسار – الدفنار – المخطوطات الطقسية القديمة ) وأثبتنا بها أن الشهيد مارجرجس لم يعيش في عصر الملك دقلديانوس ، وفي هذا الجزء سنتناول الموضوع من الناحية التاريخية البحتة وذلك لأن التاريخ مرجع أصيل وقد أستمدت الكتب الكنسية معلوماتها منه وبسبب أن الكثير يرفض الأقتناع بهذا الموضوع بمجرد قرأءة الإسم وذلك لأن المعلومة متعلقة بأمير الشهداء صاحب الشهرة الكبيرة في الكنيسة القبطية الأرةوذكسية وفكرة وجود خطأ تاريخي في سيرته شئ غير معقول ، وقد ترتب علي الجزء الأول من هذه الدراسة عدة تساؤلات تاريخية ولذلك قمت بجمعها والبحث عن أجابتها والتي سأوردها في هذا البحث البسيط ، وأهدي هذه الدراسة لكل الباحثين ولمحبي الشهيد مارجرجس الأستاذ روماني ناجي وللخادمة شيري القمص بنيامين والخادمة أغابي القمص بنيامين خدام كنيسة السيدة العذراء مريم والقديسة مريم المجدلية ، الرب يجعله سبب بركة بصلوات أمنا العذراء مريم وأمير الشهداء مارجرجس الروماني أمين .

+ التناقض الواضح في كتب التاريخ الكنسي

– تذكر المراجع أن زوجة الملك الذي تولي عذاب القديس أمنت بالسيد المسيح علي يد القديس وهي الملكة ” ألكسندرة ” وتذكر عنها المراجع أنها زوجة الملك دقلديانوس ، في حين تذكر نفس المراجع والمخطوطات في بدايتها أن الملك الذي تولي عذاب الشهيد هو ” داديانوس ” الفارسي ؟؟؟ وفي حين أن مارجرجس روماني الجنسية وليس فارسي ؟

– يذكر السنكسار القبطي مستنداً لمخطوطات أن القديس أستشهد عام 307 م ، في حين أن دقلديانوس إضطهد المسيحين من عام  303م وحتي عام 305 م أي لمدة عامين فقط والقديس نال التعذيب لمدة سبع سنوات وليست إثنين فقط  ؟؟؟؟

– وتذكر المراجع إيضاً عن كنيسة مارجرجس باللد بفلسطين والتي كان يقام بها عيداً سنوياً له وحدثت بها معجزات كثيرة ومنها ما حدث مع والدي القديس مارجرجس السكندري كانا عاقرين وبعد زيارتهم وشفاعتهم بالقديس مارجرجس أنجبا طفلاً وسمياه ” جرجس ” وقد ذكر السنكسار هذه الحادثة بتاريخ 7 هاتور .

وبسب هذه المعجزات الكثيرة قام دقلديانوس بإرسال جيشاً بقيادة ” أوهيوس ” رئيس جنوده وأمره بهدم الكنيسة والمزار الذي يحوي جسد الشهيد ، وبوصوله قام بكسر القنديل الموجود أمام أيقونة الشهيد فأصيب بشظية في رأسه مات بسببها بعد أيام قليلة وعاد الجيش إلي دقلديانوس مهزوماً ، ثم أن بعدها أراد دقلديانوس أن يقود الجيش بنفسه ويهدم الكنيسة والمدينة لكن الله ضربه بالعمي ومات ، وبذلك يكون دقلديانوس لم يكن معاصراً للشهيد مارجرجس .

– ويذكر القس منسي يوحنا في كتابه ” تاريخ الكنسية القبطية ” : أن الشهيد تم ميلاده عام 280م وأنتظم في الجندية في عهد الملك” ديوكلتيانوس ” وأنه نال أكليل الشهادة مع الملكة زوجة الملك يوم 23 برمودة في حين يذكر السنكسار القبطي والدفنار إستشهاد الملكة في يوم 15 برمودة ؟؟؟

– وفي كتاب ” الشهيد مارجرجس الروماني ” للأستاذ ملاك لوقا يذكر في صفحة 24 : ) في سنة 303م أصدر دقلديانوس منشوراً يقضي بالأجراءت التالية : هدم الكنائس ، حرق الكتب المقدسة ، طرد جميع الرتب الرفيعة وتجريدهم من رتبهم ، حرمان العبيد من الحرية إن ظلوا مسيحين ، معاقبة كل من يخالف أوامر الأمبراطورية ،وبالفعل صدر هذا المنشور سرت موجة من الإضطهاد في كل ربوع الامبراطورية الرومانية وأمام هذه الأضطهادات وإعادة بناء هياكل الأوثان وسجن رؤساء الكنائس استشهد الكثيرين ..)

بينما يذكر في صفحة 42 : ) وفي مكان الإعدام صلي القديس صلاة حارة ثم تقدم ومد رقبته للسياف الذي هوي بشدة فقطع رأس القديس ونال إكليل الشهادة وكان ذلك أول مايو /      23 برمودة عام 303م وكان عمره في ذاك الحين 23 عاماً …. )

وتعليقاً علي ما سبق نجد أن الكاتب ذكر أن دقلديانوس أصدر منشور الإضطهاد عام 303م وذكر إيضاً أن القديس إستشهد في نفس العام وبالتالي يكون الكاتب قد أغفل أن القديس نال العذاب لمدة سبع سينين وهذه معلومة ثابتة في أذهاننا ولا يوجد عليها أختلاف وليس سنة واحدة !!

وفي صفحة 87  يذكر مديح للشهيد مارجرجس :

+ تقو بشجاعة وعزم صحيح ومضي إلي داديانوس اعترف أمامه بالمسيح اوباشويس ابؤرو جوارجيوس

+ أجمع فكرك واسمع المقال أيها الملك داديانوس اترك عنك هذا الضلال ليرضي عليك الرب القدوس

+ عليك يا داديانوس يحل غضب الله وينتقم منك الرب القدوس   لأنك سجدت للحجارة الساكن فيهم بي ذيافلوس

+ لما ضجر منه الكافروصار في الخزي داديانوس والشجاع صار عليه ظافراوباشويس ابؤرو جوارجيوس

+ نحو الجند صرخ بالصوت ذلك الكافر داديانوس أنا آمر لجرجس بالموت. اوباشويس ابؤرو جوارجيوس

+ وإن المبارك المختار. مضي مع جند داديانوس خارج المدينة باستبثار. اوباشويس ابؤرو جوارجيوس

في حين يذكر الكاتب مديح أخر للقديس في صفحة 92  :

+ تقدمت أيها المختار إلي دقلديانوس وأخزيت كل الكفار. بعلامة بستاڤروس

+ رآك دقلديانوس وعلي وجهك النعمة جميلاً في شخصك. تضئ مثل النجمة

+ فقال له دقلديانوس تعال اعبد الأوثان

+ فأمر دقلديانوس  بعذاب القديس والأجناد قد عروه وضربوه بالدبابيس

ونلاحظ بين التمجيدين أن كل مديح يذكر إسم ملك مختلف عن الملك المذكور في المديح الآخر ؟؟؟ وهذا يعد تناقض يدفعنا للسؤال والبحث والدراسة لأن الموضوع ملفت للنظر بصورة مباشرة وواضحة ولذلك سنعرض كل ما ذكرته المراجع التاريخية ومدي أتفاقها ومدي اختلافها .

الفصل الثاني

ماذا ذكرت المخطوطات القديمة عن الملك الذي تولي عذاب الشهيد مارجرجس الروماني ؟؟

+ مخطوط الأنبا تاوضوسيوس أسقف غنجرا

– التعريف بصاحب المخطوط :

هو أسقف غنجرا وهي تابعة لولاية غلاطية بأسيا الصغري وهي تركيا حالياً ،وكانت هذه الولاية تقع في وسط الأقليم وتشمل مساحة كبيرة منه ،وفي القرون الأولي الميلادية اتسعت جداً وشملت مساحات من كبادوكيا وبثينية وبفلاجونيا ،ومن أهم مدنها : أنطاكية بيسيدية وأيقونية ولسترة ودربة وقد ذهب لهم القديس بولس الرسول ضمن مدن رحلاته التبشيرية ،وكان غنجرا تتبعها في ذلك الوقت حتي انفصلت عنها في وقت متأخر وصارت تتبع ولاية بفلاجونيا .

ويتضح من المخطوط أن كاتبه كان يعيش في القرنين الثالث والرابع وكان معاصراً للشهيد مارجرجس وذلك لانه أكثر من وصف القديس والتفاصيل الخاصة بعذاباته واستشهاده ، وذكر أحد ناسخي المخطوط في تعقيبه عليه داخل المخطوط عن ” الأنبا تاوضوسيوس ” صاحب المخطوط بأنه كان ضمن الأساقفة الذي اجتمعوا في نقية عام 325م ،كما تذكر بعض المراجع مثل كتاب ” تاريخ وسيرة الشهيد العظيم مارجرجس الروماني ” وهو إعداد راهبات دير مارجرجس بمصر القديمة أن ” الأنبا تاوضوسيوس ” حضر مجمع أفسس الأول المنعقد بتاريخ 431م وأيد البابا كيرلس عمود الدين !! في حين أن هذا الرأي ضعيف      لانه من الصعب أنه يعيش حتي مجمع أفسس .

كما أشار صاحب المخطوط أنه عاش 118عام وعاصر حكم الإمبراطور ” ثيؤدوسيوس ” وقدره بنحو عشرون عاماً ،وأنه عاش بعده نحو عامين أي أنه تنيح في نهاية القرن الرابع الميلادي في عام 397م تقريباً ، وبالتالي يمكننا تحديد سنوات هامة في عمر الأنبا ” تاوضوسيوس ” منها أن ولد نحو عام 281م وحضر مجمع نقية وعمره 45 سنة .

غير أن صاحب المخطوط نفسه يعترف داخله بأن الشهيد مارجرجس كان له تلميذ يدعي سقراط كان يلازمه في حياته وجهاده وكتب كل ذلك وأودعه مع جسد القديس وأنه نقل السيرة عن ما كتبه تلميذه سقراط ثم أضاف بعض الأخبار ممن عاصروه وعاينوا بأعينهم .

– وصف المخطوط

يبدو أن ناسخ المخطوط القديم قد قام بترجمته عن اللغة اليونانية وهي لغة الفكر والثقافة في الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية في عصر الأنبا تاوضوسيوس صاحب المخطوط الأصلي .

وتوجد نسخة أخري للمخطوط في دير العذراء السريان يحمل رقم 252وقيام الرهبان بعمل النساخة فهذا يدل أن ناسخه كان راهب بالدير ، ويتناول المخطوط سيرة الشهيد ضمن مجموعة من الميامر .

أما نوع الخط المستخدم فيه فهو ( خط النسخ الجميل ) والذي يتصف   بوضوح كلماته وحروفه ،كما قام الناسخ بتشكيل الحروف بعلامات التشكيل المتنوعة ،كما قام بوضع نقطة حمراء في نهاية العبارة وأحياناً كان يضع أربع نقاط بشكل صليب بدلاً من النقطة الواحدة .

وقام بوضع كلمة يونانية وهي ” اكسيوس ” خاصة عند نهايات الفصول ويكررها ثلاث مرات متتابعة بالخط الأحمر ،كما قام بكتابة أسماء الأشخاص باللون الأحمر وأحياناً كان يفصل بين الفصول بكلمة ” أمين ” ويكتبها باللون الأحمر وبخط اكبر من الكلمات العادية ،كما قام بالتبديل بين حرف التاء المربوطة بالتاء المفتوحة مثل ( ساعة / ساعت ) .

أما عن مقاس الورق فيبلغ أربع وعشرين سنتميتر طولاً وثماني عشر عرضاً ويبلغ عدد سطور الصفحة فيما بين أربعة عشر إلي ستة عشر سطراً ،ومتوسط عدد الكلمات بالسطر الواحد يترواح بين ست إلي ثمان كلمات ،ويرجع عمر المخطوط إلي نحو 300 سنة مضت .

– ماذا ذكر المخطوط عن الملك الذي تولي تعذيب مارجرجس

+ ذكر المخطوط أنه قام بالتعذيب لمدة سبع سنوات وهذا يخالف الرأي المؤيد لعصر دقلديانوس والذي شن الأضطهاد لمدة عامين فقط في عصره .

+ ملك فارسي وليس روماني

وهو الملك داديانوس وشاركه في المحاكمة سبعون ملك وأمير .

+ إيمان وإستشهاد ملك الأرمن

يذكر المخطوط أن ملك الأرمن كان أحد السبعين ملكاً وكان وثني ويدعي” مقدونيوس ” ( يذكر الأستاذ ملاك لوقا في كتابه عن مارجرجس صفحة 40 أن إسم ملك الأرمن كان ” طليوس ” ، في حين يذكر كتاب ” كوكب الصبح المنير ” إصدار راهبات دير مارجرجس بمصر القديمة أن إسم ملك الأرمن كان ” أناضوليس ” وإستشهد معه ثلاثة آلاف جندي وأربعمائة من الرجال والنساء ) وهذا دليلاً يثبت صحة أن داديانوس هو الذي تولي تعذيب الشهيد وذلك لأن مملكة الأرمن اعترفت بالمسيحية عام 301م في عصر الملك ” تريداته الثاني ” وعلي يد القديس ” غريغوريوس الأرمني ” والذي صار أول بطريرك لها أي أن أرمينيا صارت مسيحية قبل العامين الذان إضطهد فيهم دقلديانوس المسيحين .

كما يري المؤرخين أن أرمينيا كانت تخضع للسيطرة الفارسية في هذا الوقت وحتي عام  284م ،وكان الملك ” تريداته ” هارباً في روما وفي عام 287م تحالف مع دقلديانوس ليساعده علي إسترجاع عرشه من الفرس ومن بعد ذلك صارت أرمينيا تحالف الرومان حتي قام حاكمها  باتباع سياسة دقلديانوس في الإضطهاد ولكنها أمنت بالمسيحية علي القديس ” أغريغوريوس ”

ويتضح من ذلك أن أرمينيا كانت وثنية حتي عام 301م وأن ملوكها كانوا يتبعون الفرس وهذا يتفق مع المخطوط بشأن إيمان ملك الأرمن .

+ مخطوط رقم 5 ومخطوط 127 بكنيسة القديسة بربارة

بمصر القديمة

ويضم المخطوطان معجزة للشهيد مارجرجس :

” أرسل الملك “دقلديانوس” الأمير ” أوهيوس ” إلي الشام ومعه عسكر وخدام الإمبراطور قائلاً : أهدم كنيسة جرجس كبير الجليلين لأني لا أقدر أن اصبر علي ما أسمعه عن القوات والعجائب والأسحار التي يصنعونها بأسمه في كنيسته هذا الذي أخذ رأسه داديانوس ملك الفرس من عدة سينين وبنوا كنيسة بأسمه وفيها يصنع الناصري أسحاراً ويظهروا قوات وعجائب حتي أن أسمه كبر جداً في جميع البلاد ،وتحول أناس كثيرون عن عبادة الآلهة المختارة وتبعوا المذكور نصاري .

فلما سمع أوهيوس ذلك من الملك الكافر ” دقلديانوس ” خضع له وجرد معه ثلاثين ألف فارساً  ساروا إلي الشام وهدم الكنائس وسجن النصاري وعذبهم بأنواع كثيرة ومنهم من أخذ رأسه بحد السيف وبعد ذلك ركب السفن هو ومن معه وأتوا إلي ساحل اللد بلد القديس وهم متسحلون  بالسيوف والرماح فاضطربت كل المدينة ثم دخل أوهيوس بيعة القديس مارجرجس بعظمة قلب وتجبر وكان بيده قضيب فنظر إلي القنديل الذي يضئ أمام أيقونة القديس وقال لعسكره : أنظروا إلي هذا   الأحمق جرجس ،ما أحمق النصاري اتري آلهتهم عمي ؟! فإن الذي يبصر لا يحتاج إلي ضوء مصباح .

ثم ضرب القنديل بالقضيب الذي بيده قائلاً : ما هذا فانكسر القنديل وأنسكب الماء والزيت الذي فيه عليه وعلي الجند،و وقعت علي رأسه قطعة زجاج صغيرة لم يشعر بها في تلك الساعة ،وصار كل موضع في جسمه أنسكب عليه زيت القنديل ” أبرصاً ” فظن أن هذا كل ما أصابه فقال لجنده : لقد كنت أسمع إن جرجس هذا ساحراً أما اليوم فقد رأيت بعيني سحره أنظروا إلي يدي ورجلي وما قد حل بهما من قبل جرجس ثم أن رأسه بدأت تؤلمه ،فقال للجند : لنمض الآن ونأت غداً وقد فعل هذا لأنه احتشم من الجمع المحيط به .

فمشي ولما وصل إلي باب الكنيسة وهم بالخروج منها اظلمت عيناه ووقع علي الأرض وكان جسمه كله يؤلمه ولم يستطع أن يقف علي قدميه فاحاط به الجند وحملوه من البيعة إلي بيت مهجور وتركوه ومضوا ليأكلوا ويشربوا .

أما هو فلم يذق شيئاً البتة لأن رأسه كانت تؤلمه ألماً شديداً وفي المساء وكان الجند كلهم نياماً رأي ” أوهيوس ” في حلم القديس مارجرجس يضربه بالنشاب فوقعت نشابة علي رأسه فصرخ بصوت عظيم : ماذا لك معي يا جرجس ؟ ثم أستيقظ، ولما كان الصباح لحقه ألم شديد بسبب قطعة الزجاج ولم يستطع أن يتحرك البتة لا يميناً ولا شمالاً فقال لجنده : أحملوني إلي المركب لأمضي إلي بلادي لئلا أموت في الغربة فقام الجند مسرعين وركبوا المركب وأقلعوا إلي انطاكية بفضيحة عظيمة ،أما رأس الأمير فإنها تقيحت وأنتنت وفي اليوم الثالث مات فحمله الجند وألقوا به في البحر .

ولما وصلوا أنطاكية أخبروا الإمبراطور ” دقلديانوس ” بكل ما حدث فلما سمع القصة وعرف القوات والعجائب التي يصنعها مارجرجس في بيعته غضب جداً وغلظ الشيطان قلبه كما فعل فرعون في سالف الزمان فقال للجند : انكم قتلتم الأمير الكبير الذي في مملكتي وأتيتم بكلام كذب قائلين إن جرجس الجليلي يصنع قوات وعجائب وحق الآلهة لأقوم أنا بذاتي وأمضي إلي هناك فأذا وجدتكم تكذبون أخذت رؤوسكم بحد السيف ثم أمضي بعساكري وأفني كل من في المدينة وأهدم تلك الكنيسة وأبنيها بربا للآلهة وأجعل النصاري يخدمون الأوثان في وسطها .

ثم أمر دقلديانوس أن تعد المراكب ليبحروا فيها إلي الشام وأن يضرب بالبوق في كل المدينة وأن يكون الجند مستعدين للمسير ،وما أن أنتهي من كلامه هذا حتي نزل الملاك ميخائيل والشهيد مارجرجس وقلبوا الكرسي وهو جالس عليه فوقع علي الأرض وعميت عيناه “.

ويؤيد السنكسار هذه المعجزة تحت يوم 7 هاتور .

+ مخطوط رقم 285 بدير الأنبا أنطونيوس

وهو دفنار بتاريخ 15 برمودة ويذكر أن الملكة ” الكسندرة ” كانت زوجة للملك ” داديانوس ” وليس ” دقلديانوس “.

+ مخطوط 203 بدير السريان

وهو صفحتين لميامر للقديس مارجرجس الروماني ويذكر أنه نال العذاب علي يد الملك ” داديانوس “.

+ صفحة من دفنار قديم للقرن الثامن عشر

وترجع لعام 1728-1729م وهي بمكتبة المتحف القبطي وهو طرح اليوم السابع من هاتور ويثبت أن ” داديانوس ” تولي تعذيب القديس مع ملك أخرين .

+ مخطوط 28 طقس

ويوجد بدير الأنبا أنطونيوس وهو دفنار لشهر هاتور .

وبهذا نكون قد أوردنا ما ذكرته المخطوطات القديمة عن الملك المعاصر للقديس مارجرجس وتولي تعذيبه

الفصل الثالث

الخلط بين مارجرجس الروماني ومارجرجس السكندري

+ سبب الخلط بين ” داديانوس ” و ” دقلديانوس “

يرجع السبب في ذلك الخلط بين العصرين للأسباب الأتية :

– لأن الملك ” داديانوس ” كان يسبق الملك ” دقلديانوس ” مباشرة .

– لأن هناك شهيداً مسيحياً كان يحمل نفس الإسم وقد استشهد في عهد الملك ” دقلديانوس ” وهو الشهيد ” مارجرجس السكندري ” .

– لأن الأضطهاد الذي شنه ” دقلديانوس / ديوكتيانيوس ” علي المسيحية كان الأوسع والأشهر فبالرغم من قصر مدته المقدرة بعامين فقط ولكنه حصد عدد كبير من الشهداء .

– تشابه الأسماء بين ” دقلديانوس ” و ” داديانوس ” .

وفيما يلي نوضح أوجه الأختلاف بين سيرة الشهيد مارجرجس الروماني والشهيد مارجرجس السكندري :

– من حيث مكان الميلاد

تتفق المصادر أن ” مارجرجس الروماني ” ولد في مدينة ملطية ،ولذلك يلقبه البعض بالملطي لكونها مسقط رأسه أما عائلة أبيه كانت تعيش في كبادوكيا فنال إيضاً لقب الكبادوكي ، بينما عائلة أمه كانت تعيش في فلسطين بمدينة اللد ولذلك يطلق عليه لقب الفلسطيني وبمدينة اللد بنيت أقدم كنيسة علي أسمه ووضع بها جسده .

أما ” مارجرجس السكندري ” فقد ذكر السنكسار عنه أن والديه كان يعيشان بالأسكندرية وكانا وثنيين ، ووالدته كانت أختاً ” لأرمانيوس ” والي الأسكندرية ،وبالتالي فالشهيد مارجرجس الروماني ليس له أي علاقة بمدينة الأسكندرية .

– من حيث وظيفة الأب

دعي أمير الشهداء بهذا الإسم نسبة لجده لأبيه الذي كان يحمل هذا الإسم ،وكان جده قائداً لجيوش الإمبراطورية في ولاية كبادوكيا أما والده فكان أمير يتولي قيادة الجنود في بلاد فلسطين ولم يكن لهما عمل أخر بجانب هذا ولذلك بعد نياحة أو إستشهاد والده تم أختياره قائداً في الجيش وصار أمير علي خمسمائة جندي .

بينما والد مارجرجس السكندري كان يعمل بالتجارة وكانت له أعمال تجارية واسعة عادت عليه بأرباح كبيرة فصار أحد أشهر أغنياء مدينة الإسكندرية ،وفي إحدي رحلاته التجارية إلي فلسطين توافق الاحتفال بعيد تكريس كنيسة مارجرجس الروماني ولما سمع العجائب التي يصنعها عزم علي زيارة الكنيسة وتشفع بالقديس بأن يرزقه الله ولداً ،وقبل الله صلاته ورزقه بطفلاً أسماه جرجس ،ويبدو أن الأسرة أعتتقت المسيحية بعد هذه المعجزة .

– من حيث عمر الشهيدان وقت نياحة الأب

تنيح والد الشهيد مارجرجس أو أستشهد كما تذكر بعض المخطوطات وعمر الشهيد عشرة سنوات ” ويذكر السنكسار أن عمره كان عشرين عام وليس عشرة سنوات .

أما الشهيد مارجرجس السكندري كان له من العمر خمسة وعشرون سنة فعاش في قصر خاله الوالي أرمانيوس .

– من حيث الملك المعاصر لإستشهادهم

تذكر المراجع بأن مارجرجس الروماني استشهد في عصر فارسي يدعي ” داديانوس ” بعد أن لاقي العذاب لمدة سبع سنوات وكان ذلك في  شرق الإمبراطورية في مدينة صور الواقعة علي الساحل السوري.

أما مارجرجس السكندري فأنه قام بتبشير أبنة خاله بالمسيحية حتي أمنت وحاول والدها أن يجعلها تنكر ولكنها اظهرت ثبات وشجاعة نادرة ثم أمر بقطع رأسها، وعرف أن القديس هو الذي جعلها تؤمن بالمسيح  قام بتعذيبه ثم أرسله إلي ” أريانوس ” والي أنصنا والذي اشتهر بإضطهاد المسيحين في عصر دقلديانوس وهناك نال أكليل الشهادة .

– من حيث جسد الشهيدان

بالنسبة لجسد مارجرجس الروماني فقد أتفقت المصادر علي قيام تلاميذه بتكفينه والسفر به لمدينة اللد بفلسطين حيث أودعوه إلي أقاربه وبعدها قام أهل المدينة ببناء كنيسة فوق قبره وحدثت بها معجزات كثيرة ومنها ما حدث مع والد مارجرجس السكندري وغيرها .

أما جسد مارجرجس السكندري فقد أخذه شماس يدعي ” صموئيل ” ومضي به لمدينة منف إحدي مدن الجيزة الواقعة جنوب القاهرة وأعتتي به ،ثم أخذته زوجة خاله الوالي أرمانيوس إلي الأسكندرية ووضعته بجوار جسد أبنتها الشهيدة .

ومما سبق يتضح أن كليهما عاش في عصر يختلف عن الآخر وفي مدينتين مختلفتين ولم يكن ثمة قرابة أو معرفة تجمع بينهما وبالتالي يكون مارجرجس الروماني لم يستشهد في عصر دقلديانوس بل سبقه بعشرات السنين وأن مارجرجس السكندري هو الذي أستشهد في عصر دقلديانوس ولذلك لا يوجد تشابه يقود للخلط بين السيرتين .

الفصل الرابع

كيف تقابل الشهيد مارجرجس مع الملك داديانوس ؟

+ ما ذكره السنكسار القبطي بتاريخ 23 برمودة

وهو سنكسار عيد إستشهاد الشهيد مارجرجس الروماني ويذكر :

” ذهب القائد جرجس إلي مدينة صور بالشام حيث مقر الملك داديانوس ليطلب منه أن يوليه علي ولاية فلسطين بعد نياحة يسطس حاكم فلسطين التقي وهناك وجد أن داديانوس قد أمر بعبادة الأوثان وتعذيب المسيحيين الذين لا يرضخون لأوامره ،حتي أن أغلب الناس يعبدون     الأصنام ويبخرون لها ”

وهذا يعني سبب مقابلة الشهيد مارجرجس بالملك داديانوس وهي طلب الولاية علي فلسطين بعد نياحة يسطس حاكم فلسطين .

+ ما ذكره كتاب تاريخ وميمر وتمجيد حياة الشهيد مارجرجس

وقام بطباعته القمص عبد المسيح سليمان، ويذكر عن سبب المقابلة في صفحة  17 الأتي :

” فقال مارجرجس في نفسه الأوفق أن أقوم وأتوجه إليه وأخذ معي تحفاً وأمولاً كثيرة وكرامات جزيلة والتمس منهم أن يجعلوني أميراً في مكان والدي فقام للوقت وأخذ مركباً ووسقها من الذهب والفضة وما  يقصر عن وصفه اللسان وأخذ صحبته جماعة من غلمانه وصار ومتوكلاًعلي الله ”

ويذكر إيضاً في صفحة 18 علي لسان القديس :

” تعالوا نسافر للبلاد ونختبر يا جميع خلاني مع الغلمان وأخذ معي مالاً كثيراً من الذهب

لعله يهب لي مراتب أبي وأملك فلسطين مع بلاد كنعان وأملك بلاد أبي في الحال وأرجع

وأحكم بخوف الله وأكون كما كان فسافرنا مدة يسيرة في الزمن والريح يرفرف مزق الميزان

وأشرفنا علي بر ومينا أمينة وداديانوس كان بها سلطان ”

وهذا المرجع إيضاً يؤكد سبب زيارة الشهيد للملك وهي طلب ولاية فلسطين ويؤكد أنه الملك داديانوس وليس دقلديانوس .

+ كتاب كوكب الصبح المنير إعداد راهبات دير مارجرجس بمصر القديمة ويذكر في صفحة 9 عن سبب المقابلة الأتي :

” ذهب جرجس إلي مدينة صور بالشام ليطلب من الملك أن يوليه علي حكم فلسطين خلفاً ليسطس ،وقد أخذ معه أموالاً وهدايا كثيرة وكان في صحبته ثلاثة من عبيده لخدمته ،ولما وصل إلي صور وجد جموع الحكام والشعب يبخرون للأصنام وقد تركوا عبادة الإله الحقيقي وعندما صار داديانوس الفارسي حاكماً علي فينيقية كتب منشورات للحكام والرؤساء الذين في مملكته أن يجتمعوا في العاصمة ”

وهذا يؤكد ما ورد بالسنكسار في أن سبب المقابلة كان طلب ولاية فلسطين بعد نياحة يسطس .

الفصل الخامس

تاريخ الحرب بين الفرس والرومان

يذكر أحد المؤرخين :

أن أرمينيا كانت الحد الفاصل بين مملكتي الفرس والرومان وكان يحكمها ملوك ضعفاء وكثيراً ما كانت تجري الحروب بين هاتين الدولتين علي أراضيها فكانت تخضع للفرس حيناً وللرومان حيناً أخر وكل هذا يسير وفقاً لمدي تفوق إحدي الدولتين علي الأخري ،وفي إحدي مراحل هذه الحروب قام الملك الفارسي ” سابور ”

241م -272م) بإنهاء الحرب مع الرومان بعقد معاهدة سلام مع الإمبراطور الروماني عام 244م ونصت أن يترك الرومان أرمينيا للفرس .

ثم تجددت الحرب وأستطاع ” سابور ” الملك الفارسي الأستيلاء علي  بلاد سوريا ،وفشل الأباطرة الرومان مثل ( جورديانوس الثالث 238م – 244م ) و( فليب العربي 244م – 249م ) و( فاليريان 253م – 260م ) في استرداد الشرق منه وفي عام 260م أنتصر الفرس علي الرومان وسقط في الأسر ( الإمبراطور فاليريان ) ومات أثناء الأسر .

وبعد هذا قام الإمبراطور ( جالينوس 260م – 266م ) بمحاربة الفرس ،ثم قام قائد يدعي ( أذينة ) وأستطاع تملك المنطقة العربية الواقعة جنوب ولاية سوريا وأسس مملكة تدمر وعمل علي تكوين جيش قوي ثم تحالف مع الرومان وحارب الفرس بين عامي

(   262م – 266م ) وأنتهت بهزيمة سابور ملك الفرس وحرر المدن والولايات الشرقية من الفرس ومنها مدينة نيصيبين الواقعة بالجزيرة الفراتية بالقرب من نهر الفرات ثم هاجمهم في عاصمتهم طيسفون وتمكن من دخولها مرتين وحرر الأسري الرومان والفرس ولكنه تعرض لمؤامرة بمجرد وصوله لحمص ومات عام 266م .

ثم خلفته زوجته الملكة ” زنوبيا ” والتي كانت تتصف بالشجاعة وقامت بتوسيع المملكة فأستولت علي كل سوريا وأسيا الصغري ومصر وأمتدت من شمال بلاد العرب شرقاً إلي شاطئ البسفور المشرف علي أوربا غرباً والسواحل الجنوبية للبحر الأسود شمالاً إلي النيل جنوباً .

حتي هاجمها الرومان بقيادة الإمبراطور ” أورليان ”

(270م – 275م) وأنتهت الحرب بهزيمة ” زنوبيا ” وسقطت في الأسر في عام 272م ،ثم قام إمبراطور الرومان بتعين حاكم لبلاد ما بين النهرين وهذا يثبت أن كل الولايات الشرقية وبلاد ما بين النهرين كانت تحت سيطرة الرومان لهذا الوقت ،وفي عام 275م كان أورليان يعمل علي تكوين جيش قوي لمحاربة الفرس داخل أراضيهم مستغلاً حالة الضعف الناشئة عن صراعتهم طمعاً في العرش بعد موت الملك سابور الفارسي عام 272م ولكنه تعرض للخيانة من كاتبه الشخصي وقام عليه قادة المملكة وقتلوه .

+ تعليق علي ما سبق ذكره

ويتضح لنا الآن أن ” سابور الأول ” الفارسي أستولي علي الولايات الشرقية منذ عام  244م وظلت في حكمه حتي عام 262م حين أستردها القائد ” أذينة ” وظلت ملكاً للرومان حتي عام 275م أي نهاية عهد الإمبراطور” أورليان “،ثم استطاع الفرس الأستيلاء علي الولايات الشرقية حتي أنتزعها دقلديانوس منهم .

+ العصر الذي عاش فيه مارجرجس الروماني

يتضح الآن أن القديس مارجرجس عاش واستشهد في عصر الملك ” سابور الأول ” ويعتبر   إمبراطور الفرس وقبل عام   275م الذي مات فيه الإمبراطور الروماني ” أورليان ” وقبل عام 272م الذي مات فيه الملك  سابور الأول وقبل نهاية عام 262م الذي قام فيه القائد أذينة بتحرير الشرق من الفرس ، أما بخصوص ما ورد عن الملك داديانوس والسبعين ملك الذين تولوا عذاب القديس فهم ملوك وأمراء المقاطعات الفارسية وأمراء المدن والبلاد التي تخضع لهم وكانوا يقومون بنزال جيش ملك تدمر وهو القائد ” أذينة ” والجيوش الرومانية التي أنضمت له ضدهم عام 262م ،وهذا يتفق مع تاريخ سيرة مارجرجس حيث ولد عام 236م وأستشهد عام 263م تقريباً أي وعمره 27 سنة .

+ الملك داديانوس

تذكر عنه المراجع أنه ملك فارسي كافر ،وبعد أن تغلب الفرس علي الرومان واستولي علي مناطق سورية وفينيقية جعل مقر ملكه مدينة صور علي البحر المتوسط حيث كانت مدينة صور قديماً تابعة لسورية أما الآن فهي تقع جنوب لبنان .

وأنه قام بترقية الشهيد مارجرجس الروماني إلي رتبة قائد لخمسة آلاف جندي وتولي عذابه لمدة سبع سنوات من عام 256م وحتي عام 263م تقريباً وأستشهد القديس قبل إضطهاد دقلديانوس بأربعين عام .

ولكن

هل ورد ذكر إسم الملك داديانوس الفارسي

في سيرة قديس أو شهيد آخر غير مارجرجس الروماني ؟؟

الإجابة هي : نعم

فنقرأ في دفنار يوم 23 أبيب وهو عيد أستشهاد الشهيدة مارينا الأتي :

” لما تأملت في هذا الفصل وفي العالم الردئ المملوء شراً فقامت بأجتهاد وجاهدت في ميدان الشهادة في زمان الملك داديانوس المنافق بعظم صبر ورجاء ثابت ”

ألبوم الصور والمخطوطات

 

 

  

الخاتمة

وبهذا يكون أتضح لنا بعد هذه الدراسة أن الشهيد مارجرجس الروماني من أصل كبادوكي من أسيا الصغري وولد وعاش في فلسطين بمدينة اللد حيث عائلة والدته ،واستشهد في مدينة صور وبنيت كنيسته في مدينة اللد وتم وضع جسد القديس فيها قبل تاريخ ميلاد الشهيد  مارجرجس السكندري وبالتالي لا توجد علاقة بين الأثنان سوي أن مارجرجس السكندري ولد بناء علي معجزة الله بشفاعة مارجرجس الروماني .

أما مارجرجس السكندري فينتمي للأسكندرية وكان ميلاده واسشهاده بعد عصر مارجرجس الروماني وبناء وتكريس الكنيسة ونال أكليل الشهيد علي يد أريانوس والي أنصنا الواقعة بمحافظة المنيا حالياً وكان ذلك في عصر دقلديانوس وكان القديس لا يزال شاباً لا يتجاوز عمره الخمسة والعشرين سنة وهذا يعني أنه ولد عام 275م تقريباً .

والتاريخ يذكر الحروب التي كانت قائمة لعدة سنوات بين الرومان والفرس وحينما كان ينتصر الفرس يحتلون بعض الولايات الرومانية وأحياناً ينتصر الرومان فيطردون الفرس منها ،وكان من هذه الولايات في الشرق وفينيقية ” لبنان ” ونيقوميديا وأنطاكية ،وقد ارتبط أسم داديانوس بسيرة الشهيدة مارينا مما يؤكد هذا الكلام .

وبهذا نكون قدمنا دراسة تاريخية حول العصر الذي عاش فيه مارجرجس والملك التي تولي تعذيبه ،فبالرغم من أن الموضوع ليس عقائدياً لكنه هام للغاية ولذلك كان علي قدر كبير من الدراسة والأهتمام ،الرب قادر أن يجعله سبب بركة بشفاعة أمنا العذراء مريم والشهيد مارجرجس الروماني أمين