كارت التعريف بالمقال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
إسم الكاتب | المهندس مكرم زكي شنوده |
آخر تحديث | 11 أكتوبر 2019 |
هذه المقالة متاحة للقراءة فقط ولا يوجد لها رابط تحميل.
( أولاً ) معلومات عن الفصح ، من العهد القديم :-
( أ ) حساب اليوم – بحسب نظام الكاب المقدس يتكوَّن من المساء أولاً ، ثم النهار التالى له ، فيبدأ من بداية المساء وينتهى بنهاية النهار التالى له ، أى :- ( مساء ونهار ) تك 1: 5و8 و13 إلخ .وذلك يختلف عمـَّا نعتاده الآن ، لذلك ينبغى أن ننتبه لذلك الإختلاف.
( ب ) يوم عيد الفصح هو يوم ذبح خروف الفصح ، ويبدأ من مساء يوم الرابع عشر من الشهر الأول ، وينتهى مع نهاية النهار التالى ، فالنهار التالى لليلة ذبح الفصح هو تكملة يوم الفصح وهو أيضاً الرابع عشر من الشهر( بخلاف ما نعتاده نحن من إعتبار النهار التالى هو يوم آخر )
( ج ) الفطير ، يتم صناعته من عجين بلا خميرة ، وكانوا يبدأون فى أكله مع خروف الفصح ، فى مساء الرابع عشر من الشهر الأول (أى منذ أول اليوم الأول) ، ولمدة إسبوع كامل .
فأول أيام الفطير هو نفسه يوم عيد الفصح .
( د ) وقت ذبح خروف الفصح :- [ تذبح الفصح مساءً ، نحو غروب الشمس ، فى ميعاد خروجك من مصر ] تث 16: 6 ، أى مساء ميعاد الخروج ، أى مساء الرابع عشر من الشهر الأول ، نحو الغروب ، أى العشية :- [ يذبحه … فى العشية ] خر12: 6 .
( هـ ) وقد كانوا يأكلون خروف الفصح مشوياً بالنار : – [ لا تأكلوا منه نيئاً أو طبيخاً مطبوخاً بالماء ،بل مشوياً بالنار ] خر12: 9 .
وكانوا يأكلونه مع الفطير الذى بلا خميرة ، وعلى أعشاب مُرَّة يأكلونه .
وهذه الأعشاب المُرَّة ، هى التى كانوا يطبخونها ليحصلوا على عصيدة مرارتها ، ولذلك يذكر تعبير : ” الطبخ ” :- [ وتذبح الفصح .. وتطبخ وتأكل ] تث16: 6و 7 . فالطبخ هنا لا يقصد منه الخروف – الذى منع أكله إلاَّ مشوياً – كما لا يمكن أن يكون المقصود هو طبخ الفطير ، بل المقصود هو الأعشاب المـُرَّة ، لإستخلاص وإستخدام خلاصتها المُرَّة .
وذلك الطبخ – للأعشاب المرة – هو الذى كان يستلزم وجود الصحاف ، أى الأطباق ، للتغميس من عصيدة المرارة .
( ثانيــاً ) علم المسيح المسبق على الأحداث :-
[ أما يسوع قبل عيد الفصح وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب ، إذ كان قد أحب خاصته الذين فى العالم ، أحبهم إلى المنتهى ]يو 13: 1 .
أى أن علم المسيح كان سابقاً على هذه الأحداث كلها ، فقبل عيد الفصح كان عالماً بكل ما سيتعرض له ، بل وكان ساعياً له ، ساعياً إلى الصليب ، محبةً فى خاصته : [ لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة ] يو12: 27 .
ولأنه كان عالماً بكل شيئ ، فإنه أعد كل الأمور لكى يتم كل شيئ فى الوقت المثالى ، حتى أنه قال ليهوذا الإسخريوطى : [ ما أنت تعمله فإعمله بأكثر سرعة ] يو13 :27 ، فإنه هنا لم يتدخل فى حرية إرادة وإختيار يهوذا ، بل فقط إستعجل ما كان يريده فعلاً ، لكى تتم الأمور بالطريقة الأفضل المثالية .
( ثالثــا ) : ليلة العشاء الربانى ، هى التى تم فيها ذبح الفصح : –
وهى أيضاً – بالتالى – أول أيام الفطير .
( أ ) [ جاء يوم الفطير الذى كان ينبغى أن يُذبح فيه الفصح ، فأرسل بطرس ويوحنا قائلاً : إذهبا وأعدا لنا الفصح لنأكل .. فأعدا الفصح … ولما كانت الساعة إتكأ والإثنى عشر رسولاً معه ،وقال لهم : شهوة إشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم ] لو22 : 7- 15 .
إذن ، فهذه الليلة كانت بداية يوم الفصح وأول أيام الفطير ( حيث اليوم يبدأ من أول المساء ) ، حيث يُذبح الفصح فيها ، وهم ذبحوه فعلاً وأكلوه فعلاً .
( ب ) ودليل آخر ، هو أن الأسير الذى كان يطلقه الوالى ، قد أطلقه فعلاً فى نهار هذا اليوم ذاته ( حيث أن اليوم يبدأ بالمساء وينتهى بالنهار ) ، دليلاً على أن هذا اليوم كان هو الرابع عشر فعلاً ، الذى تم الذبح فى مسائه السابق : ( مت27: 15 ، مر15: 6 ، لو23: 17 ، يو18: 39 )
[ وكان الوالى معتاداً فى العيد أن يُطلق لهم أسيراً واحداً ….. حينئذ أطلق لهم باراباس ، وأما يسوع فجلده وأسلمه ليُصلب ] مت27: 15 – 26 .
( ج ) يوم الجمعة ، يُسمَّى – عند اليهود – بيوم الإستعداد ( إقلاديوس لبيب – آخوم فات – ج2 – ص 15 ) ، لأنهم فيه يستعدون لمقتضيات السبت ، بتجهيز أمورهم فيه ، لكى لا يعملوا فى السبت شيئاً . كأن يجهزوا – يوم الجمعة – طعامهم الذى سيحتاجوه فى السبت ، لكى لا يطبخوا فيه :-
[ وفى الغد الذى بعد الإستعداد .. ] مت27: 62، أى فى اليوم التالى للجمعة ، أى السبت .
[ الإستعداد ، أى ما قبل السبت ] مر15: 42 ، أى يوم الجمعة .
[ وكان يوم الإستعداد والسبت يلوح ] لو23: 54 ، أى أنهم كانوا فى نهاية نهار الجمعة ، أى أن شمس الجمعة قد قاربت على الغروب ، والمساء الذى فيه سيبدأ يوم السبت ، قد قارب .
[ وكان إستعداد الفصح ] يو19: 14 ، أى يوم جمعة الفصح .
[ ثم إذ كان إستعداد ( أى يوم الجمعة ) ، فلكى لا تبقى الأجساد على الصليب فى السبت ….] يو19 : 31
( د ) حول إدعاء البعض بأن كلمة : ” أول ” ، لا تعنى ذلك فعلاً ، فى الآيات التالية :-
[ وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ ….وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ] مت26: 17- 19 .
[ وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الْفَطِيرِ. حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ الْفِصْحَ قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُه ُ: أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟ … فَأَعَدَّا الْفِصْحَ] مر14: 12- 16
ففى هذه الآيات ، فإن كلمة : ” أول ” ، هى باليونانية : Prwtos ، وهى مذكورة فى الإنجيل 95 مرة ، كلهم – ما عدا إثنين – مترجمين إلى : ” أول ” ومشتقاتها .
كما أنهم ، فى اللغة القبطية : هوُّويت ، الذى أيضاً يعنى : ” أول ” .
أما المرتين ( من 95 مرة ) ، فتم ترجمتهما بكلمة : ” قبل ” ، كحالة خاصة ، علماً بأنهما عن موضوع واحد خاص ( يو1: 15 ،30 )، وأنهما ، فى القبطية ، يكونا : ” شورب ” ، أى السابق ، بمعنى الأول على آخرين .
إذن ، فترجمة هذه الكلمة ، فى هذه الآيات المذكورة سابقاً ، بكلمة : ” أول ” ، هى الترجمة الصحيحة تماماً ، ولا يصح غيرها .
( رابعــاً ) التسليم للوالى ، كان باكراً ( سحراً ) وليس صباحاً :-
الكلمة المترجمة صُبحاً ، هى :- فى القبطية shorp ، وفى اليونانية prwi ، و تعنى سحراً أو باكراً ( وهو وقت إبتداء إنتهاء الليل مع وجود الظلام باقياً ) وذلك فى الآية التالية :-
[ ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية ، وكان صُبح ( الترجمة الصحيحة : باكراً أو سحراً ) ، ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكى لا يتنجسوا فيأكلون الفصح]يو18: 28 .
إذن ، فقد جاءوا بيسوع وقت باكر أو السحر ، حيث يكون الظلام باقٍ
(( وهو نفس الوقت الذى قام فيه الرب ، والمكتوب عنه :- [ باكراً ( shorp- prwi) والظلام باقٍ ] يو20 :1 )) .
وعن عدم دخول رؤساء اليهود لدار الوالى الأممى لكى لا يتنجسوا فيأكلون الفصح ، فنلاحظ هنا أن الإنجيل لم يقل : لذبح الفصح ، بل قال ليأكلوا الفصح ، أى أنهم لم يتمكنوا من أكله – بعد ذبحه ، فى اليلة السابقة ، مثلما فعل الرب – عندما جاءهم يهوذا الإسخريوطى – الذى أطلقه الرب بسرعة – بسبب لهفتهم على القبض على يسوع الذى يحقدون عليه ، فتركوا كل شيئ وهرولوا للقبض عليه .
+ مع ملاحظة أن السيد المسيح أتم كل شيئ منذ أول لحظة لميعاد عمل الفصح ، لأنه كان مجتمعاً بالتلاميذ من قبل الوقت :- [ ولما كانت الساعة إتكأ والإثنى عشر رسولاً معه ] لو22: 14 ، أى إنه إبتدأ كل شيئ منذ اللحظة الأولى ، فإنه دبر الأمور مسبقاً – بعلمه المسبق كما يقول إنجيل يوحنا – مما جعل كل شيئ يتم بسرعة .
وأما رؤساء اليهود ، فلم يكونوا عاملين حساباً للوقت ، لذلك لم يلحقوا أن يأكلوا الفصح ، ولذلك أرادوا سرعة تسليم المسيح للوالى ثم العودة فوراً ليأكلوا الفصح ، إذ لم يكونوا يتصورون أن الأمور ستطول هكذا .
( خامساً ) هل تناول يهوذا الإسخريوطى من الجسد والدم الأقدسين :-
[ ولما كانت الساعة ، إتكأ والإثنى عشر معه …… وأخذ خبزاً وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً : خذوا كلوا هذا هو جسدى الذى يبذل عنكم ، إصنعوا هذا لذكرى ، وكذلك الكأس أيضاً بعد العشاء ، قائلاً هذه الكأس هى العهد الجديد الذى يسفك عنكم ، ولكن هوذا يد الذى يسلمنى هى معى على المائدة وإبن الإنسان ماضٍ كما هو محتوم ، ولكن ويل لذلك الإنسان الذى يسلمه ، فإبتدأوا يتساءلون فيما بينهم : مـَنْ منهم هو المزمع أن يفعل هذا ] لو 22: 14 – 23 .
إذن ، فيهوذا كان لا يزال موجوداً بعد أكل الفصح وبعد التناول من جسد الرب ودمه ، بل وإن يده موجودة على المائدة مع المسيح .
وتناوله ، برغم خيانته ، لا تثير العجب ، فذلك يحدث لكثيرين ، إذ بعدما يتناولون يسلـِّمون المسيح الذى ناولهم من جسده ودمه ، فإن المسيح مازال موجوداً معنا ، وما زال يقدم ذاته لنا بيده هو ، فإن كانت يد الكاهن منظورة ، ولكن يد المسيح موجودة مع أنها غير منظورة . إنه موجود معنا مثلما قال : حيث يكون إثنين أو ثلاثة بإسمى فهناك أكون فى وسطهم ، وهو الذى قسم ويقسم وهو الذى أعطى ويعطى ( مثلما يقول القداس ) فإنه هو هو أمس واليوم وإلى الأبد .
فإن كان البعض يسلمونه – بالخطايا الإختيارية أو حتى بجحده والكفر به فى مقابل العالميات – فإنه يسمح بذلك لأنه أعطانا حرية الإرادة والإختيار ، فإنه يشرق بخيراته على الأبرار والأشرار ، ولكن يوجد يوم للحساب .