كلمة وفاء- سمير منصور – القمص أثناسيوس فهمي جورج

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب القمص أثناسيوس فهمي جورج
الشخصيات الأستاذ سمير منصور - محامي وعضو المجلس الملي السكندري
التصنيفات أدب مسيحي, سير قديسين وشخصيات
آخر تحديث 12 مايو 2020

كَلِمَةُ وَفَاءٍ - سمير منصور

من الصعب أن أقف اليوم لأنعي الأرخن المحب لله "سمير منصور" المحامي وعضو المجلس الملي السكندري، لقد زاملته في صداقة وثيقة لأكثر من ثلاثين عامًا، عرفته رجلاً (كونوا رجالاً) بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، يحمل كنيسته ومسيحها في قلبه الناري، مدافعًا ومحاميًا لبِقًا غيورًا، عرفته شهمًا شجاعًا يشهد للحق، وقد كلفه ذلك الكثير... عرفته وفيًّا لوطنه... وفيًّا لكنيسته... وفيًّا لشعبه... وفيًّا لقداسة البابا شنودة الثالث الذي أحبه وأوكل إليه ثقة مهامًا حرجة في ثقة كبيرة، وقد زاره قداسة البابا في مَشفاه بالرغم من كل الظروف، كذلك تابع غبطته كل تفاصيل رحلة صراعه مع المرض.

لقد كان "سمير منصور" المحامي الراحل عضوًا في المجلس الملي السكندري، ورئيسًا لجمعيات قبطية، وعضوًا للعديد من مجالس الكنائس، وقد شاركتُه في كل هذه الأعمال، وعاينتُ كم هي غيرته واستنارته وحرصه على خدمة قضايا الوطن والكنيسة. اهتم بالدفاع عن المظلومين والمطحونين والمُهمَّشين والأيتام... اهتم بالأوقاف القبطية وبالأمور المِلّية الخاصة بالكنيسة، وقد ترك بصمات مباركة في كل هذه المجالات. كذلك حرص على الوجود المسيحي وعلى حضور الكنيسة وشهادتها في العالم، وكم كان مثمرًا وعَمّالاً في هذا المضمار.

تتلمذ على يد المتنيح الطيب الذكر "الأنبا تيموثاوس" الأسقف العام، وسلك في طريق الأراخنة الأتقياء الذين عاينّاهم في العمل الكنسي العام بالأسكندرية من العلمانيين الذين خدموا كنيستهم، وكان لحضورهم كثافة مشرِّفة في المجتمع. سلك على درب المقدس "شاروبيم إقلاديوس" والمستشار "عادل بسطوروس" والمحامي "عدلي تادرس"، فجمع بين الروح الكنسية التقوية والخدمة في العمل الكنسي العام.

وأذكر له محبته للخدمة الشماسية وللمذبح وحفظه لكتاب الإبصلمودية عن ظهر قلب، وكم من الليالي كان يأتي منفردًا ويصعد إلى الكنيسة العليا بالمقر البابوي القديم ليصلي التسبحة.

إنني اليوم أشكر الله الذي مكَّنني من الحضور للمشاركة في توديعه، وإنه بالحق ليوم عُرس، فيوم الممات خير من يوم الميلاد. وها راحلنا اليوم قد حصده منجل الحاصد، وقد قصَّر عنه الله لكي يستريح، وعبرت أيامه كريحٍ وكبخار يضمحل، وكزهر العشب الذي يزهر ثم ينحسم، وكانت أيامه قليلة وشبعانة تعبًا.

إننا نطلب من الله تعزية لأسرته الكبيرة أعضاء المجالس الملية، والجمعيات القبطية، والديوان البطريركي السكندري وأعضاء مجالس الكنائس، ونطلب الراحة والجعالة والنصيب الحسن للراحل العزيز.

وأشكر كل هذا الجمع والحضور الذي كان سبب تعزية، وهذا الاستفتاء الشعبي الكبير الذي يشارك معنا اليوم من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان الأجلاء.

كذلك كلمة شكر للسادة الرسميين والتنفيذيين الحاضرين معنا، شكرًا للسيد المحافظ وللسيد مدير الأمن والحكمدار والسيد مفتش جهاز الأمن الوطني، شكرًا لحضوركم جميعًا، شكرًا لحضور السيد مدير جهاز المخابرات بالأسكندرية، وللسيد الحاكم العسكري. شكرًا للذين حضروا وشاركوا ممثلين للطوائف وللأحزاب والجمعيات والنقابات وللجهات الخيرية، شكرًا لكل هذا الجمع الغفير، شكرًا لكم جميعًا. رحم الله راحلنا الكريم، ولتكثر لنا التعزية، ولله المجد في وسط كنيسته إلى الأبد.