سلطان الكنيسة للإِحياء وليس للقتل – المهندس مكرم زكي شنوده

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب المهندس مكرم زكي شنوده
آخر تحديث 11 أكتوبر 2019

بدأت تنتشر فى منتديات النت ، حيلة جديدة ، بأن يدَّعى شخص مجهول ، بأنه ترك المسيحية ، لأنها وحشة !!! وبأنه لن يعلن عن شخصيته ، لأنه يخاف من سلطان الكنيسة ! وأعتقد أنها مجرد حيلة ، للتعويض عن عدم إستعداد الأشخاص الحقيقيين للقيام بهذا الدور ، خشية أن تنكشف الدوافع الحقيقية .

وأما بخصوص سلطان الكنيسة ، فإنه سلطان روحى مـُــحيى وليس دنيوى مهلك ، لأن مملكة السيد المسيح كما أعلنها بذاته هى سماوية روحية وليست أرضية جسدية :-[ مملكتى ليست من هذا العالم ] يو18: 36.

وسلطان الكنيسة ، هو ذاته سلطان الرسل ، الذى منحه الرب للكنيسة ، فى شخصهم ، وهو :–

(أ‌) لعمل المعجزات :- [ ودعا تلاميذه الإثنا عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها ، ويشفوا كل مرض وكل ضعف ] مت 10:1.

(ب‌) لغفران الخطايا للتائبين ، ولربطها على المعاندين :- [ إقبلوا الروح القدس ، من غفرتم خطاياه تغفر له ، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت ] يو20: 22و23.

(ت‌) للقيام بالخدمة الدينية ، أى سلطان الشرعية الدينية ، إذ جعلهم :- [ وكلاء أسرار(ميستريون) الله ] 1كو4: 1، لكى يكون لهم السلطان الشرعى للقيام بالأعمال الدينية ، التى هى : ” أسرار الله ” ، أى الأعمال المحتجبة عن الأنظار ، التى لا يعلم بكيفية حدوثها إلاّ الله وحده . إذن ، فإنه ليس سلطاناً دنيوياً ، بل روحياً خالصاً .

(ث‌) وهو سلطان للبنيان والإحياء ، وليس للهدم والقتل :- [ بسلطاننا الذى أعطانا الله إياه ، لبنيانكم ، لا لهدمكم ] 2كو 10: 8. فإن الكنيسة لا تحكم بقتل المرتد عن المسيحية ، بل فقط بمنعه عن الشركة المقدسة معها فى الصلاة ونوال نعمة الأسرار الإلهية – بل إن الكنيسة تصلى من أجله لكى يتوب ، فتقبله بالفرح ، لأن الله لا يشاء موت الخاطى ، بل أن يرجع ويحيا ( ).

فالمسيحية تؤمن بأن حرية الإنسان فى الإختيار لنفسه هو أساس العدالة ، فى المحاكمة الإلهية يوم الدينونة . كما تؤمن بأن الله القدوس لا يقبل مؤمنين منافقين ، مرغمين على عبادته تحت تهديد السلاح ، بل يريد مؤمنين صادقين ، مدفوعين بقوة الحب وليس بقوة الرعب فإن العبادة لله هى علاقة روحانية ، أسمى من كل ما فى الوجود ، فإن كان الرجل الشريف لا يقبل بأن يتزوج بإمرأة تحت تهديد السلاح ، فكيف يقبل الله القدوس بعبادته تحت تهديد السلاح ! .

لذلك كله ، فإن الله أمر بحرية الإنسان فى إختيار ما يشاء لنفسه ، إن كان خيراً وإن كان شراً ، وعلى ذلك سيكون الحساب .

إذن ، فليس فى سلطان الكنيسة ما يخيف أحداً ، فكيف يدعى أحد ، أنه يخفى شخصيته خوفاً من الكنيسة !!! فمما يخاف ؟؟ أليس أنه أمر غريب ويدل على العجز !