المرتل حبيب الميراهم من رواد مدارس أحد الأسكندرية – القمص أثناسيوس فهمي جورج

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب القمص أثناسيوس فهمي جورج
التصنيفات أدب مسيحي, سير قديسين وشخصيات
الأماكن كنائس الإسكندرية
الزمن القرن العشرين الميلادي
آخر تحديث 11 أكتوبر 2019

المرتل حبيب الميراهم

(رواد مدارس احد الاسكندرية)

القمص اثناسيوس فهمي جورج

حضر الى الاسكندرية سنه ١٩٢٣م ، وعين مرتلاً بكنيسة العذراء بمحرم بك منذ يومها الاول ( عيد السيدة العذراء ١٦ مسري ١٦٥١ ش / ٢٢ اغسطس ١٩٣٥ م ) ، فقد حضر تدشينها الجليل بيد البابا يؤانس التاسع عشر البطريرك ( ١١٣ ) ؛ ومنذ ذلك الحين تعهد الغروس النابتة في حقل مدارس الاحد ؛ والتي اثمرت خوارس شمامسة اشتهرت بالاتقان ؛ اسموها بالفرق الشماسية ؛ بتشجيع ابينا القمص يوسف مجلي والقمص فيلبس بطرس والقمص اسحق ابراهيم والقمص مرقس باسيليوس والقمص ميخائيل سعد ( الذي تزوج بشقيقته المرحومة تفيدة حنا الميراهم ) ؛ والقمص عبد المسيح مقار ..مع اشتراك شمامسة جمعية النهضة ( نهضة الكرازة ) . ومساندة العلامة يوسف حبيب استاذ التاريخ الكنسي باكليريكية الاسكندرية ؛ ثم ا. عبد المسيح رزق الله رئيس الشمامسة ( المتنيح الطيب الذكر ابينا القمص جرجس رزق الله / المكس ) . مع اخوة مشهود لهم بعشرة الروح القدس ؛ مفروزين للعبادة الصادقة . كان المرتل حبيب حنا الميراهم ؛ تلميذاً للمعلم ميخائيل الكبير البتنانونى ، تسلم منه الالحان والتسبحة الكنسية فماً لاذن . وكرس حياته متبتلاً لخدمة التسبيح بالكنيسة ، وقد تلمذ جمع كبير من الخدام الذين استلموا الالحان الليتورجية القبطية ، ضمن جيل خدام ارثوذكس محبين للمسيح ، إذ انه لا يوجد انفصال ولا ازدواج بين خدمة المذبح وبين خدمة الكلمة . فالكل يحتاج الى الخدمة ، والخدمة تحتاج الى الكل . المعلم فى الكنيسة كان يسمى ب”العريف” لانه هو مرجع السائل ، والمرتل حبيب جمع فى عقله وقلبه موسوعة من العلوم الكنسية والكتابية والتقاليد الموروثة . كان انيقا ومهاب الجانب لذلك كان لرأيه كل الاعتبار فى اوساط خدام مدارس الاحد الذين تأثروا به جداً ووعوا دوره ؛ كمربي وعالم يعيش ترنيمة الرب الجديدة برباب العشر اوتار ؛ وكقيثارة شجية منسجمة العطاء والطاعة ؛ بوقار تشربه ابناء التربية الكنسية ؛ وتوارثوه علي مدي الاجيال ؛ منهم من يسلم ومن يشرح ويحفظ ؛ ومنهم من يطور ويبدع ؛ لتكميل المسرة الروحية التي جمعت وكملت واثمرت ؛ في ربوع الكنيسة ؛ واعطت اتساعا جيل من بعد جيل . كان المرتل حبيب خزينة متحركة في علوم البيعة ، علاوة على درايته التفصيلية بأصول العبادة وطقسها وروحانيتها . متمكناً فى اصول القراءة باللغات ومبادى النحو والصرف ، مدققاً فى تسليم الالحان وطقوس المناسبات ، فأوكلت اليه مهام التحفيظ والتسليم والشرح للاولاد الذين ازدحمت بهم افنية الكنيسة “الحوش الممتد المحيط بالكنيسة” . وقد عهدت الكنيسة له بتأسيس خوارس للخدمة الشماسية ، وعمل الدروس المنظمة على مثال الكتاتيب ؛ لتعليم ابناء مدارس الاحد اللغة والالحان والطقوس فتشربوا منه الاتقان والعفة وامانة التسليم . وقد عرف عنه تدقيقه و قدرته على التعليم بالرغم من تجربة فقده لبصره ، حيث رفعه تبتله وتكريسه ليحلق فى افاق روحية عالية . ولان المثيل يستريح الى مثيله فقد زامله المؤرخ العلامة المقدس يوسف حبيب لتكوين خدام كنسيين ارثوذكسيين متقنين للعبادة والطقوس الكنسية . فلا ينبغى ان يكون هناك انفصام او انفصال بين التربية الكنسية والخدمة الشماسية . لان خدمة مدارس الاحد لم تؤسس من اجل صناعة عقلية ؛ بل من اجل الارتباط بمسيح الكنيسة ؛ التي لاخلاص لاحد خارجها ..والتي لايستطيع احد ان يقول بان الله ابا له ؛ ما لم تكن الكنيسة امه حباه الله بموهبة طلاوة الصوت ، وبحنجرة روحانية متوهجة طبعت على الاجيال اشتياق التسبيح وجماله ، مع مداومة العبادة كسمة اصيلة عند كل خادم حقيقى فى مدارس الاحد ؛ فاضحي ايقونة فى الاهتمام بتنشئة اجيال التربية الكنسية فى جو الليتورجيات وعيش العبادة ؛ عربون مواريث المختارين . حتي مضي في خدمة فصول التعليم الي اخر نسمة من حياته ؛ و تنيح بسلام فى ٢٢ فبراير ١٩٨١م .