القمص بولس بولس رواد مدارس أحد – القمص أثناسيوس فهمي جورج

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب القمص أثناسيوس فهمي جورج
الشخصيات القمص بولس بولس رواد مدارس أحد
التصنيفات أدب مسيحي, سير قديسين وشخصيات
الزمن القرن العشرين الميلادي
آخر تحديث 11 أكتوبر 2019

القمص بولس بولس

( رواد مدارس احد )

القمص اثناسيوس فهمي جورج

بدأت خدمته فى مدارس الاحد من السنوات الاولى فى الثلاثنيات . فأنطلق من المدينة الى القرية مع الرواد الكبار ، الذين عاصروا جيل الارشيدياكون حبيب جرجس وخدام التربية الكنسية الاول : المتنيح الشهيد انبا صموئيل اسقف الخدمات العامة ( سعد عزيز) ، والمتنيح انبا يؤانس اسقف الغربية ( رمزي عزوز ) والمنتيح انبا اغريغوريوس ( د.وهيب عطالله ) والانبا باخميوس مطران البحيرة ( سمير خير سكر ) والمتنيح انبا مينا ابا مينا ( سليمان رزق ) و القس يوحنا حنين ( زغلول حنين ) والقس مينا اسكندر ( مليكة اسكندر ) والمهندس يوحنا الراهب والدكتور طلعت عبده والارشيدياكون رمسيس نجيب ، والقمص صليب سوريال ( وهيب سوريال) ، والقمص انطونيوس امين ( سامى امين ) والاستاذ محفوظ اندرواس وغيرهم ، الذين انطلقوا في خدمة مدارس احد الجيزة ؛ ثم انتشروا وجالوا في البلاد التي اتوا منها للتعليم في جامعة الجيزة ؛ او انطلقوا منها لخدمة القري المجاورة والايبارشيات في قوافل انتظمت بترتيب اللجنة العليا لمدارس الاحد . كان م. ظريف عبدالله موهوبا ويحمل نصيبا من اسمه لذا كان خفيف الظل ؛ ينفذ الي القلوب بلباقته التي يعرفها كل من التقي به ؛ تمسك بالايمان المتين برسالته ؛ في ماذا يريد الله ان يفعل به ؛ ويرسله اليه . فاتكل علي النعمة والقي نفسه بالتمام في يد القدير ؛ حتي صار مدرسة فى الخدمة منذ شبابه المبكر ….متكلما بمسحة الروح ؛ قيادياً ملهما وموهوباً فى ادارة مؤتمرات مدارس الاحد فى سنيها الاولى ، حتى اختارته العناية الالهية ؛ ليكون اول الجامعين المنضمين الى خدمة الكهنوت المقدسة في مارس سنه ١٩٤٨م ثم تبعه القمص صليب سوريال في ٣٠ مايو من نفس السنة حتي انه سمي عام التكريس . ذلك الحدث المعتبر تحولا نوعيا ؛ في مسار التعليم الرعوي ؛ والذي واكب ثبات خدمة مدارس الاحد وتطور احداثيات وجودها ؛ ضمن خريطة العمل الكنسي الرسمي … يرجع اليه الفضل مع زملائه؛ فى وضع اول مطبوعات تشرح باسهاب ؛ ماهيه مدارس الاحد ؟! . اقسامها ونظام التدريس فيها ؛ وجدول توزيع الحصص ؛ و كراسات التحضير ونظام اجتماع المدرسين الاسبوعى . وتوزيع جدول التدريس والمنهج وسير التدريس ، مقرر الروضة والسنين المتنوعة ؛ لكي وبهذا يكون لمدارس الاحد نظامها وماهياتها وهويتها واليات ادائها ؛ كعمل صارت له صيرورته في الواقع الاخذ في الاستقرار والاستمرار ؛ شعلة من شعلة وشمعة تنير شمعة بيد تلاميذ الارشيدياكون القديس حبيب جرجس . اختار ظريف عبد الله الخدمة الصعبة “خدمة القرية” فشجع صغار النفوس وسار مع كوكبة التكريس ؛ حيث وعورة العهد المقدس بنذر التكريس الكامل ، من غير حساب للعقبات والحروب علي عتبة طريق الباب الضيق والمجهول . هذا وقد رسم كاهناً فى – ( ٨ مارس ١٩٤٨ / الاحد ٢٩ امشير ١٦٦٤ ش ) – على كنيسة مارجرجس بدمنهور ، ومعه امتدت خدمة التربية الكنسية فى مجال فروع مدارس الاحد القروية ، بالقرى المجاورة لتشمل قرى البحيرة وايضا الاسكندرية . فالذي قد لايعرفه كثيرون ان رسامة القمص بولس بولس في دمنهور امتد تاثيرها لقري الاسكندرية ؛ عملا يجري وفكرا يسري وحلما يمتد ؛ واشتياقا ونموا وابداعا وليدا – “جنينيا ” – يكبر بعمل النعمة والانسكاب وروح الصلاة والتقوي التي تحلي بها اولئك الذين ركضوا كي ينالوا . تعهد القمص بولس بولس بيده الامينة تعضيد مدارس الاحد . وكان لرسامته كاهناً تأثيرهاعلى محيط امتدادات مدينة الاسكندرية فى المساحة الجغرافية الواقعة التى تربطها بتخوم ايبارشية البحيرة “دمنهور” كمرسل من اللجنة العامة ؛ عندما انشئ برامج اعداد الخدام القرويين المحليين . ومطبوعات دراسة الكتاب المبسطة التي كان يصدرها والتي كان ياتي بها الينا في الاسكندرية كلما اتي للنهضات الوعظية الروحية ؛ او كلما اتي للقاءات خدام النشئ الصغير واشابين طفل القرية ؛ وفصول التلمذة التى رفعت شعار الرجل المكدوني “اعبر الينا واعنا” . لقد تقدم م. ظريف عبد الله الصفوف وفتح باب التكريس امام خريجى الجامعة بطريقة غير متوقعة . لذا تمت رسامته قمصاً مباشرة ، وسمى ليس بولس فقط ولكن “بولس بولس”لياخذ روحيين من روح كاروز الامم ؛ وبرسامته صار الكاهن يدعي و يختار ليس من الصفوف الخلفية بل من ثمار مدارس الاحد ؛ ودعوة المدعو من الله كهارون ، لتكون نعمة التنوير والبذل والترك نعمة مضاعفة لازمة لعصر جديد في التكريس والتعليم ، ضمن شحنة من الحركة والنشاط والجاذبية انتظرتها الكنيسة بعيون شاخصة وقلوب متلهفة واذان منفتحة وعقول ملتهبة تتطلع الى فكر خلاق ، تنطلق شرارته من مدارس التربية الكنسية التى صنعت كنيسة المستقبل ، ودعمت اساساتها كى تصمد ضد التحديات المحيطة بها سواء فى المدينة او القرية . غير مكتفية بالاطفال الصغار بل امتدت للشباب والمراة والاسرة نحو “خدمة متكاملة” . عبر الوعظ والتعليم والتنمية والترقية والتوعية ومحو الامية ؛ ومما هو جدير بالذكر تلك الروح الواحدة التي تجمع المواهب والخدم المتنوعة لصفوف هذا الرعيل الذين ارسوا مبادئ التوازن والتنوع والتكامل ؛ حتي ان مدارس احد الجيزة واسقفية الخدمات العامة واسقفية التعليم والمعاهد الدينية صارت حاضرة وفاعلة اينما حل احد من هذا الرعيل المختبر والمختمر بالمحبة التي بلا رياء . كان القمص بولس بولس ريادياً فى عمل قداساً خاصاً سمى “بقداس الاطفال” ليعلمهم لاهوت الكنيسة عبر التربية الليتورجية بكل تفاصيلها منذ الصغر . وقد انتقلت هذه الخبرة الى مدينتنا الاسكندرية فى الخمسينات … عندما كان يجوب البلاد واعظاً ومعلماً محبوباً ، اشتهر بالتشويق والواقعية الجذابة وحلو الحديث ؛ مع باقة من اللاباء الغيورين علي مجد الله وكنيسته . تأثرت خدمة مدارس احد الاسكندرية كثيراً بشخصيته الكارزماتية Charismatic ، وقد كان لحلو معشره مع القمص مرقس باسيليوس “راعى كنيسة العذراء محرم بك” ومع القمص باسيليوس اسحق “راعى كنيسة الملاك غربال” ومع القمص ميخائيل سعد “راعى الكنيسة المرقسية انذاك” اثراً كبيراً فى ان تتعمق تاثيرات اللجنة العامة لمدارس الاحد ، وخبرات رعيلها الاولين ، لتسرى سريان كبيراً فى منهج العاملين فى حقل ثغر الاسكندرية ، خاصة في تبسيط الحقائق الايمانية ، وفي تفسير الكتاب المقدس ؛ وفي التنظيم الادارى لمدارس الاحد ؛! وفى اعداد المؤتمرات والمتابعة الروحية للخدام ، وحالة الانصهار التى احدثتها الاجتماعات الواعية ودورها فى نهضة المناهج والوسائل والانتشار راسيا وافقيا . واذا كان الشئ بالشئ يذكر ؛ فمن الحسن ان نذكر لقاء لابينا المتنيح البابا شنودة الثالث مع ابينا القمص بولس بولس ، عندما دار حديثاً باسماً بينهما كنت حاضراً فيه ، عندما قال القمص بولس : يا سيدنا قداستك مش حترقينى ، انا قمصاً منذ يوم رسامتى !! فنظر اليه قداسة البابا ضاحكاً -لانه يعرف ابونا بولس من الاربعينيات- ورد عليه : نعم سنرقيك ونجعل اسمك القمص بولس بولس بولس لتكون ثلاثه امثال . كذلك اذكر انني دعوته الي مؤتمر الدياكونية الريفية بالاسكندرية قبل نياحته بشهور ؛ وعندما اتانا كنا في بيت مارمرقس بمنطقة ابوتلات ؛ وقال حينئذ بالحرف الواحد : (ركبي تعباني .. لكنني اشكر الله انها اتبرت من السجود ؛ ومن طلوع السلالم ومشي الافتقاد .) اخيرا بعد رحلة تبعية المصلوب ؛ انتقل الي المجد بعد ان حمل صليب المرض في يوم السبت ١٩٨٩/٣/٤ ، وسيبقى اسمه ضمن رواد خدمة مدارس الاحد الكبار ، وعلامة فى الدياكونية الريفية ، نيح الله نفسه في ميراث القديسين في كورة الاحياء اورشليم السمائية .