الدكتور طلعت عبده حنين من رواد مدارس أحد الأسكندرية – القمص أثناسيوس فهمي جورج

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب القمص أثناسيوس فهمي جورج
الشخصيات الدكتور طلعت عبده حنين
التصنيفات أدب مسيحي, سير قديسين وشخصيات
الأماكن كنائس الإسكندرية
الزمن القرن العشرين الميلادي
آخر تحديث 11 أكتوبر 2019

الدكتور طلعت عبده حنين

(رواد مدارس احد الاسكندرية)

القمص اثناسيوس فهمي جورج

من عمالقة خدام مدارس احد الجيزة ، الذين تتلمذوا على يد المتنيح ابونا مينا البراموسى المتوحد”البابا كيرلس السادس” فى كنيسة مارمينا مصر القديمة “الطاحونة” ، كان زميلاً ومرافقاً للرواد الكبار الذين من بينهم : سعد عزيز “انبا صموئيل المتنيح اسقف الخدمات” – وهيب سوريال”القمص صليب سوريال المتنيح” – ظريف عبد الله “القمص بولس بولس المتنيح” – سمير سكر خير “الانبا باخميوس مطران البحيرة” – ميشيل خليل “انبا دوماديوس مطران الجيزة المتنيح” . واخيه جرانت _ د. يوسف اسكندر ” القمص متي المسكين المتنيح “. كان عموداً من اعمدة البنيان الذين تأسسوا على نمط خدمة كرازة الرسل ، التى لا يحدها مكان او تقسيمات جغرافية . بدأ د. طلعت خدمته فى مدارس احد الجيزة ثم جاب قرى صعيد مصر لتأسيس فروع التربية الكنسية بها ، وكان م. نبيل رياض “انبا مكارى اسقف سيناء المتنيح” تلميذاً له ، حيث اجتازوا البلاد لتنشئه اجيال روحية فى مدرسة الكتاب المقدس ودراسة الطقوس والعقائد الارثوذكسية . فعلموا جيلاً واجيالاً مخافة الله وحياة التكريس والمواظبة على التداريب والنوتة الروحية . أتى د. طلعت الى الاسكندرية ولم تكن خدمته فيها قاصرة على فصول مدارس احد كنيسة مارجرجس “اسبورتنج” او كنيسة العذراء “كيلو باترا” لكنه قاد وتلمذ طغمة من الخدام ليكونوا نواه لقوافل خدمة القرى المجاورة ، والتى اشترى لها اتوبيساً خاصاً : – خط الطريق الصحراوى : قرى النهضة – البيضا – وفنجارى ١- فنجارى٢ – سند – الحمام – عبد القادر – مستعمرة الجزام وغيرها . خط الطريق السريع : – مطار النزهة – عزبة سعد – منشية النزهة – نادى الصيد وغيرها . خط السيوف والزراعى : – الزوايدة – العوائد – چنوتى – البكاتوشى – ارض الفولى – عزبة دنا – الضاهرية – انطونيادس – ابيس – كفر الدوار وغيرها . اشتهر د. طلعت بخدمة الطلبة المغتربين وقد اسس لهم بيوتاً مناسبة ، واضعاً لها لائحة روحية وقانون للاقامة ، ونقل لها منهج بيت اسطفانوس رئيس الشمامسة بالجيزة الذى اسسه زميل عمره ورفيق دربه الارشيدياكون رمسيس نجيب ، ومن هذه البيوت بيت ش طيبة – بيت ش تانيس – بيت ش بور سعيد كيلو باترا – بيت ٦٦النبى دانيال . فوظف طاقات الطلبة الجامعيين المغتربين فى البناء الروحى والارتباط الكنسى ، واستخدامها فى الافتقاد الذى كان يطلق عليه “المسح العام” للقرى ، وانشاء فروع مدارس الاحد فى الاماكن التى لم تكن بها كنائس مبنية . حيث قدم خدمته على طراز رسولى كرازى فى البيوت والحقول ووسط الزراعات وفى قاعات الجمعيات . اهتم د. طلعت بخدمة طفل القرية وهو من اول الرواد فى القطر ، الذى انشأ معسكرات الاطفال القرويين الذين كان يجمعهم من القرى وفق جدول مبرمج مسبقاً ، ليأتوا الى معسكر ٦٦ش النبى دانيال ببطريركية الاسكندرية ، كى يتم لهم عمل مسح طبى وتغذية وتوعية وتعليم وتربية لمدة اربعة ايام لكل فوج . ثم عندما اتسع العمل ابتكر معسكرات للسن الاكبر ، فيما سميناه “اعداد خدام قرويين محليين” . تميزت خدمته بالروح النارية وبالتكريس القلبى ، لتكون حياة الخادم التهاب دائم الاشتعال فى الافتقاد سواء فى قوافل القرية او فى خدمة الطلبة المغتربين او اعداد الخدام القرويين المحليين او فى اجتماعات الصلاة ، وقد ساعده فى هذه الخدمة القمص بيمن كامل – القمص باخميوس راغب – القمص انطونيوس فهمى – القمص ابرام بشوندى – القس باسيليوس رمزى – القس ميخائيل ابراهيم – القس تادرس عطية الله – و القمص اثناسيوس فهمى “كاتب هذه السطور” ، وكثيرين من الخدام الذين تكرسوا للخدمة . بقى د. طلعت يخدم طوال حياته عاشقاً للقداسات وللروح الارثوذكسية النارية . وقد عينه قداسة البابا شنودة الثالث عضوا. فى اللجنة العليا للتربية الكنسية منذ سنه ١٩٩١م وخصه بمسؤليات قيادية عديدة ، واثقاً بخبراته واصالته وتاريخه العريق فى مدارس الاحد وخدمة القرى والدياكونية الريفية . وضع د. طلعت العديد من المؤلفات القيمة منها : – – صليب الجلجثة – طفل المذود – النظرة المسيحية للتجارب والتصرف المسيحى عند التجربة – اسرار الملكوت السماوى – تفاسير المزامير . لم يكن د. طلعت عبده حاملاً لافته تقول “انظروا انى قديس” ، لكنه عاش تكريساً بتولياً ايجابياً وقدم حياته ذبيحة بالتقوى والقداسة وانكار الذات ورفض الكرامة ، واضعاً نفسه قدوة ووسيلة ايضاح لخدام مدارس الاحد حيثما حل ، يخدم ويعمل فى العالم … انفق وانُفق ، ولم يترك عمله كطبيب بيطرى حتى سن المعاش ، يخدم احتياجاته ، وينفق كل ماله فيما آمن به كرسالة عليا فى الحياة ، فصار كخميرة تخمر العجين كله ، ولا يستطيع احد ان يقيس عمق وعرض خدمته الواسعة ، وقد شاهدت وعاينت رحلاته وانجازات كثيرة صارت على يديه مجداً واكراماً للثالوث القدوس .