التطور النصى الذى لحق بمردات الهيتينيات فى صلوات القداس الإلهى – الدكتور مينا صفوت حليم

تحميل المقال

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل المقال
3MB

اضغط هنا لقراءة الفهرس

التطور النصى الذى لحق بمردات الهيتينيات فى صلوات القداس الإلهى

لا يتأتى لنا الحكم على حداثة نص من عدمه سوى بالرجوع للمصادر القديمة أو بمعنى آخر المخطوطات، وهذا أمر بديهى لا خلاف عليه، الأمر المختلف عليه هنا هو أن يمتلك شخص واحد مجموعة معينة من المخطوطات ويطبق ما جاء في هذه المجموعة على أنه الشامل الكامل، فإذا غاب نص معين عن هذه المجموعة إذاً فهذا النص حديث!، وهذا قياس غير دقيق، ولنوضح هنا أمر بديهى آخر وهو "لا يوجد شخص لديه كل مصادر الليتورجيا المخطوطة، فأنا أملك بعضها وغيرى يملك جزء آخر وثالث يملك مجموعة أخرى.. وهكذا، ولنصل من الجملة السابقة إلى أن أى استنتاج ليتورجى لابد أن يقترن بمجموعة المخطوطات الوارد بيانها فى البحث، فلا يصح على الإطلاق أن نقطع بحداثة نص أو قدمه عن طريق الرجوع لمجموعة من المخطوطات وإهمال البقية الأخرى.

هل حقاً أول إشارة وردت عن الهيتينيات ([1]) كانت فى كتاب خدمة الشماس طبعة نهضة الكنائس سنة (1938م)؟

الإجابة على هذا السؤال واضحة، فإما نحن نملك مخطوطات بها مرداتϩⲓⲧⲉⲛ قبل البولس فيكون النسب السابق هو نسب خاطئ، أو إننا لا نملك مخطوطات فيكون النسب صحيحاً، ومما جعل السؤال السابق سؤالاً سهلاً هو قطعية الجملة، فالجملة تقطع أن أول إشارة لهذه الهيتينيات كانت فى خدمة شماس نهضة الكنائس 1938م، رغم إنى أرى أنه كان من الأفضل ألا يتم القطع فى الأمر هكذا، خصوصاً – وتكراراً لما قلته - إن أى باحث ليتورجى لا يملك كل المخطوطات حتى يقطع فى الأمور ويغلقها.

أولاً القرن الخامس عشر:

واحدة من أهم مصادر النصوص الليتورجية فى كنيستنا هى مخطوطات ترتيب البيعة، ولا يسعنا الحديث هنا عن أهميتها، خصوصاً تلك النسخة الواردة من الدار البطريركية "1445م - سميكة 743"، التى تعتبر أهم وأقدم نسخة متاحة من ترتيب البيعة، وهى لناسخ بارز تاريخياً هو إرميا الناسخ، فى هذا المخطوط وتحت عنوان "حضور الأب البطريرك القداس" نجد الآتى: "ثم ينهض البطريرك قائماً ويرشم الأربع جهات ويدخل الخورس وهم يرتلوا بطريق البولس للبطريرك ϩⲓⲧⲉⲛ ⲛⲓⲉⲩⲭⲏ وبعدهاⲧⲉⲛⲟⲩⲱϣⲧ ثم يقروا الفصول كالعادة ويجلس البطريرك على الكرسى.." إلخ.

إذاً فأقدم مخطوط لترتيب البيعة المنسوخ من حوالى ستة قرون نجده يذكر هيتين للبطريرك، فكيف تكون أول إشارة عن الهيتينيات وردت فى خدمة شماس 1938م؟!.

ثانياً: فهم هيتينية البطريرك فى موضعها:

يورد المخطوطات السابق ϩⲓⲧⲉⲛ أبينا البطريرك قبل ⲧⲉⲛⲟⲩⲱϣⲧالبولس تماماً كما نصليها الآن، لكن دعنا نحلل الوضع الذى ظهر فيه هذا المرد:

"بعد التحليل يلتفت الأب البطريرك إلى الغرب ويرفع البخور ويشاركوه الكهنة ثم يقول أوشية بخور البولس ويطوفوا المذبح معه وبأيديهم الشموع ثلاث دورات وهم يرتلون فى لحن العدرى ⲧⲁⲓ ϣⲟⲩⲣⲏ وإن لم ينته حال الثلاثة دورات يقولوا أيضاً بعد ذلك هكذا ϯϣⲟⲩⲣⲏ ⲛ̀ⲛⲟⲩⲃوبعد انتهاء الثلاث دورات ينزل الكهنة من المذبح ويتوجهوا إلى غرب البيعة، أو قدام باب الإسكنا ويجلس الأب البطريرك على الكتدره ([2]) ويعطوه البخور، وإن اختاروا يقولوا ⲡⲓϩ̀ⲙⲟⲧ ⲅⲁⲣأو شىء من الأبرولوغون أى صورة اختاروها أو الأبرولوغون كامل، ثم ينهض البطريرك قائماً ويرشم الأربع جهات ويدخل الخورس وهم يرتلوا بطريق البولس للبطريرك ϩⲓⲧⲉⲛ ⲛⲓⲉⲩⲭⲏ وبعدهاⲧⲉⲛⲟⲩⲱϣⲧثم يقروا الفصول كالعادة ويجلس البطريرك على الكرسى..

وإجمالاً للممارسات الطقسية السابقة يمكننا القول أن دورات الهيكل فى بخور البولس يتواكب معها ترتيل ⲧⲁⲓ ϣⲟⲩⲣⲏ ثم بعد ذلك يتم مسح بقية البيعة ويكون فى خلالها ترتيل للأب البطريرك، هذا الترتيل يأخذ ثلاثة صور:

الصورة الأولى، هو لحنⲡⲓϩ̀ⲙⲟⲧ ⲅⲁⲣ وهو لحن معروف ومشهور.

الصورة الثانية وهى للحن مندثر الآن يسمى لحن الإبرولوغون، وهو لحن الافتتاحية من الكلمة اليونانية ([3]) πρόλογος ومطلع هذا اللحن "فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله.." وهو عبارة عن اقتباسات إنجيلية من الرسالة إلى العبرانيين الإصحاح الرابع والخامس من غير توالى آيات، بمعنى يتم انتخاب آيات معينة من النص ولا يتم ترتيل الآيات بترتيب ورودها فى الكتاب المقدس فالربع الأول مثلاً من الإصحاح الرابع والآية 14، والربع الثانى من الإصحاح الرابع آية 16، ويتم ترك الآية 15 بينهما وهكذا، ويتحدث هذا اللحن عن سيدنا المسيح رئيس الكهنة والدعوة إلى كرامة الكهنوت، وقد ورد فى مخطوطات عدة ([4]) خلاف ترتيب البيعة الذى نتكلم عنه الآن.

الصورة الثالثة هى ترتيل لحن الــ ϩⲓⲧⲉⲛ بطريق لحن البولس أثناء رشم الجهات ودخول الأب البطريرك إلى الخورس.

من هنا نستنتج أن الصورة الأولية للحن الهيتنيات كانت موجهة بصفة خاصة للأب البطريرك، وكان هذا الهيتين صدًى لما يُصلَّى به سراً فى سر بخور البولس "طهر قلوبنا وقدس أنفسنا ونقنا من كل الخطايا" فيصلى الشعب فى الختام طالباً صلاة أبيهم البطريرك من أجلهم حتى يتحنن الله ويغفر لهم خطاياهم.

فنص الهيتين هنا يمكن فهمه من جانبين الأول هو تكريم الأب البطريرك وسط النصوص الأخرى التى تكرمه فى هذا الوقت قبل قراءة الفصول، والثانى هو طلب الصلاة عن شعبه حتى ينقى الله شعبه من كل الخطايا كما يُصلَّى فى سر بخور البولس.

طبيعة اللحن السابق فى كونه أحد الألحان التى ترتل للبطريرك أثناء الخدمة تقطع علينا شوطاً كبيراً فى تفسير ندرة وجود هذا اللحن فى المخطوطات، فلا حاجة لوجود هذا اللحن فى البيع التى لا يوجد بها البطريرك، وهى الأغلبية الساحقة من البيع، وحتى لو كان اللحن يقال لبقية الأساقفة والمطارنة فعددهم لا يزال أقل بكثير من عدد البيع، وبالتالى يمكننا هنا فهم لماذا لم يكن هذا اللحن مشهوراً؛ أو بمعنى آخر ليس عنصراً أساسياً فى المخطوطات، لأنه طالما ليس هناك رئيس آباء فلماذا تنسخ الألحان الخاصة به؟، وما الدافع مثلاً لحفظ عريف من أحدى قرى الوجه القبلى البعيدة للحن للبطريرك ربما لن يصليه أبداً فى حياته؟، لذا كان منطقى أن نجد اللحن فى ترتيب بيعة البطريركية والتى كان نساختها قريبة من كرسى البطريركية، ولكن فى نفس الوقت نستطيع أن نفهم لماذا لا نجد هذا اللحن فى باقى المخطوطات.

التطور النصى الذى لحق بمردات الهيتينيات فى صلوات القداس الإلهى – الدكتور مينا صفوت حليم 2 1

عن مخطوط ترتيب بيعة البطريركية.

ثالثاً: فترة القرن الثامن عشر

تأتينا مخطوطات هذا القرن بتطور جديد للنص خلافاً للصورة القديمة التى شرحت سابقاً، فى هذه الفترة بدأت تظهر هيتينيات أخرى خلاف هيتينية البطريرك، ففى مخطوط ([5]) ترتيب البيعة المحفوظ فى المكتبة البريطانية بلندن تحت رقم 5898 شرقيات الذى نسخ سنة 1424شهداء، 1708م، وهو أساساً يشتمل على طقس منطقة القاهرة ([6]) (كالمعلقة وقصر الريحان)، نجد ذكراً لهيتينة السيدة العذراء؛ حيث يورد المخطوط لحن ⲧⲁⲓ ϣⲟⲩⲣⲏ متبوعاً بــ ϩⲓⲧⲉⲛ ستنا العذراء ثم ⲧⲉⲛⲟⲩⲱϣⲧ، ويأتينا مخطوط آخر من نفس الفترة الزمنية تقريباً، وهو مخطوط رقم 296 طقس بدير الأنبا أنطونيوس بالبرية الشرقية، وهو مؤرخ لسنة 1498 شهداء، 1781م، بنفس هيتينة العذراء حيث يورد لحن ⲛ̀ⲑⲟ ⲡⲉ ϯϣⲟⲩⲣⲏمتبوعاً بـ ϩⲓⲧⲉⲛ السيدة العذراء.

لفهم النقلة التى حدثت هنا من هيتين البطريرك لهيتين الست العذراء ينبغى علينا إدراك هدف النص فى الأساس، فالنص كان موجهاً للبطريرك عندما كان موجوداً ليصلى لشعبه حتى يتحنن الله ويغفر لهم استجابة لما صلى فى بخور البولس، هنا يحدث نفس الأمر أيضاً لينتقل من البطريرك لستنا العذراء، ولكن لماذا ستنا العذراء بالذات؟!..

إنها ألحان العذراء التى تصلى فى دورة البولس، فألحانⲧⲁⲓ ϣⲟⲩⲣⲏ - ϯϣⲟⲩⲣⲏ - ⲛ̀ⲑⲟ ⲡⲉ ϯϣⲟⲩⲣⲏ هى ألحان كلها للعذراء مريم، فانتقل طلب الصلاة من البطريرك لطلب الشفاعة من العذراء التى سبق تواً الصلاة بألحانها، حتى تتشفع لنا فيغفر الله لشعبه.

لم تذكر مخطوطات هذه الفترة هيتينيات كاملة، بمعنى أن المصادر الواردة لنا اكتفت إما بذكر هيتين البطريرك أو بذكر هيتين السيدة العذراء، وتم شرح سبب كل منهما.

(مخطوط ترتيب بيعة لندن):

التطور النصى الذى لحق بمردات الهيتينيات فى صلوات القداس الإلهى – الدكتور مينا صفوت حليم 2 2

(مخطوط الأنبا أنطونيوس: ختام لحن ⲛ̀ⲑⲟ وبدأ هيتين العذراء).

التطور النصى الذى لحق بمردات الهيتينيات فى صلوات القداس الإلهى – الدكتور مينا صفوت حليم 2 3

رابعاً: فترة القرن التاسع عشر

وردت أيضاً هيتينة السيدة فى نوتة موسيقة فى كتاب بعنوان: CHANTS LITURGIQUES DES COPTES,Par LE PERE JULES BLIN, LE CAIRE1888 صفحة رقم 22 وقد وردت الهيتينية بين لحن ⲛ̀ⲑⲟ ⲡⲉ ϯϣⲟⲩⲣⲏوبين ⲧⲉⲛⲟⲩⲱϣⲧوهذا الكتاب أعدته بعثة فرنسية زارت مصر وسجلت موسيقى ألحانها على نوتات موسيقية، ولكن لم تكن هذه النوتات دقيقة أبداً، وعلى أية حال ما يهمنا هنا هو ورود النص وليس السلالم الموسيقة والمقامات، هذا يصل بنا إلى أنه نص هيتين العذراء كان معروفاً ومتداولاً فى القاهرة على الأقل وتم تسجيل نوتة موسيقية له فى هذه الفترة.

التطور النصى الذى لحق بمردات الهيتينيات فى صلوات القداس الإلهى – الدكتور مينا صفوت حليم 2 4

خامساً: تعليقات على اللحن ([7])

الفترة الطقسية السابقة للبولس هى فترة تتميز بالنصوص الآدام فيها، فلحن البولس ⲧⲉⲛⲟⲩⲱϣⲧهو نص آدام، ولحن البولس ⲛ̀ⲑⲟ ⲡⲉ ϯϣⲟⲩⲣⲏهو نص آدام ([8]) أيضاً، ولحن البولس ⲫⲁⲓ ⲉⲧⲁϥⲉⲛϥ هو لحن آدام ([9]) كذلك، من هنا تظهر الدقة النصية للهيتينيات، فالهيتين هو نص آدام قياسى مستخدم فى موضعه ومناسب له، ولو كان النص فعلاً من تأليف خدمة شماس نهضة الكنائس فلا أظن أنهم سينتبهون إلى هذه النقطة، فالنص الآدام هنا ربما يضيف لنا دليلاً آخر على قدم النص.

نغمة اللحن تساعدنا فى فهم هذا الطرح أيضاً، فالمحطات الأولى من ألحان البولس الثلاثة ⲛ̀ⲑⲟ ⲡⲉو ⲫⲁⲓ ⲉⲧⲁϥⲉⲛϥ والهيتينيات متشابهة مع بعضهاثم تختلف بعد ذلك، فبداية هذه الألحان تدلنا على أن هناك رابطاً قديماً بينها، ولو كان تم تأليف نغمة الهيتينيات حديثاً لما أدرك مؤلف النغمة هذا الرابط بين الألحان الثلاثة.

سادساً: التعليق على ما كتبه أبونا عبدالمسيح صليب البرموسى:

يقول أبونا عبدالمسيح فى الخولاجى ([10]) الذى رتبه فى هامش عن الهيتينيات "وهنا بين أى كان من الثلاثة أرباع السابقة وبين ⲧⲉⲛⲟⲩⲱϣⲧالآتى عادة المرتلين أن يقولوا بضع أرباع أوائلها ϩⲓⲧⲉⲛ ⲛⲓوغالباً يكون واحد أو اثنان منها مختصين باليوم الحاضر أى العيد أو الصوم" فماذا يفهم بالضبط مما كتبه أبونا وهل المكتوب هنا يشير فعلاً أن هذه الهيتينيات مستحدثة؟

الحقيقة إن القراءة المتأنية الهادئة لما سبق لن تقودنا أبداً إلى استنتاج أن الهيتينيات مستحدثة، لكن بالأحرى ستقودنا إلى تسليم موجود ومعتاد بين العرفان (المرتلين) لكن ربما أبونا لا يجد له سند قديم فى المخطوطات التى اطلع عليها فاطلق عليها وصف "عادة".

أبونا فى هذه الفقرة محق تماماً فالمصادر المخطوطة القديمة لم تورد الهيتينيات كلحن أساسى، بالإضافة أنها اكتفت بربع واحد فقط سواء للبطريرك أو الست العذراء، ولعل التوسع الغريب الذى حدث فى هذا اللحن أيامه من ترتيل أرباع كثيرة منها واحد أو اثنان للمناسبة كما سبق ووضح هى عادة استجدت ولكنه لم يجدها فى المخطوطات القديمة.

سابعاً: نظرة على الهيتينيات بصورتها الحالية: هل تحولت دورة البولس لمجمع؟

من المحزن أن التطور الأخير الذى حدث للهيتينيات قد أثر بالسلب كثيراً على اللحن، فصارت دورة البولس مجمعاً للملائكة والشهداء والقديسين!، واختل هدف اللحن الأصلى من طلب الصلاة للأب البطريرك الحاضر مع رعيته لأجل شعبه، أو لطلب شفاعة العذراء التى تم الصلاة بألحانها للتو عند ربنا ليغفر لنا، إلى إقحام أسماء ملائكة وشهداء وقديسين و.. (لهم منى كل توقير واحترام لكننا نناقش نصاً هنا هم ليسوا طرفاً فيه) فصارت دورة البولس مجمعاً بدون أو داعى!.

دورة البخور ليس من ضمنها إطلاقاً صلاة للقديسين والشهداء حتى يتم "حشر" أكبر عدد ممكن من الأسماء فيها، نفس الأمر يتكرر مرة أخرى فى مردات الإبركسيس بدون أى معنى أو داعى!، الشهداء لهم مجمع تسبحة، والقديسون لهم مجمع تسبحة ومجمع قداس، خلاف هذا لا ينبغى ذكر مجمع فى أى مكان آخر، لأن ذكره سيؤدى لتشويش مضمون الصلاة الأصلى، فللمرة الثانية: ما هو دخل دورة البولس ودورة الإبركسيس حتى يتحولا إلى مجمع؟!!.

ثامناً: نظرة على الهيتينيات بصورتها الحالية: عجن الأسماء وإتلاف النغمة

بعد أن ابتعدت بنا الهيتينيات عن مضمون دورة البخور الأصلية جاءنا المرتل إبراهيم عياد، مرتل البطريركية ومدرس الألحان بالإكليريكية ومعهد ديديموس ومعهد الدراسات ليبعدنا عن المضمون ويبعدنا عن النغم، فإذ به منذ سنوات قليلة خلت أتى بفكرة جديدة وهى الهيتينيات "المركبة أو المدموجة" فتجد ربعاً واحداً يبدأ كأى ربع طبيعى بكلمة هيتين نى إفشى وسرعان ما يفقد الربع موسيقاه بإدراج أسماء وراء بعضها!، فيتم دمج مجموعة من القديسين مع بعض دون أى مراعاة للموسيقى وفى كسر واضح للنغمة، هذا الدمج الموسيقى خلافاً على أنه قد كسر نغمة الهيتين وخلافاً على أنه لم يعتمد على أى مرجعية أو تسليم قديم فهو يضعنا أمام مشكلة كبيرة، المشكلة تكمن فى المثال الآتى:

تصلى فى كنيستك بهيتينيات مدموجة وتذهب لأخرى لتجد هيتينيات مدموجة أخرى غير التى تصليها فى كنيستك، وأصبح الباب مفتوحاً أمام كل شماس أو مرتل ليضع لمسته الخاصة على نصوص القداس!.

تاسعاً: نظرة محايدة للهيتينيات

الهيتين لحن قديم فى كنيستنا ونغمه جميل مستمد من نفس الروح التى نصلى بها كل ألحان بخور البولس، ومضمونه واضح وجميل ومتناسق مع دورة البولس، ولكن.

لا ينبغى أبداً أن تتحول دورة بخور البولس لمجمع، فهذا ليس مكانه أبداً، فمن الافضل الاكتفاء بهيتين العيد السيدى وهيتين السيدة العذراء فقط ورئيس الآباء إن كان حاضراً ثم الختام بـⲧⲉⲛⲟⲩⲱϣⲧ، وإذا لم ينتهِ الكاهن من مسح البيعة بالبخور فيتم إضافة شفيع الكنيسة أو شفعاء المنطقة بحد أقصى.

ينبغى التخلص تماماً من فكرة "دمج" النص بالأسماء التى تم تأليفها مؤخراً، فيكفينا النشاز المضمونى الذى يسببه إقحام المجمع فى دورة البولس حتى نضيف نشازاً موسيقياً آخر، فالهيتينينات نصوص وضعت لقضاء غرض وهو طواف الكاهن البيعة بالبخور، فيكتفى منها بأقلهاعدداً وأضبطها موسيقى.


[1] - القداس الإلهى سر ملكوت الله، الراهب أثناسيوس المقارى، الطبعة الأولى 2008م، الجزء الأول صفحة 415.

[2] - من اليونانية καθὲδρα وهو مكان مرتفع يجلس عليه رئيس الآباء.

[3] - A PATRITIC GREEK LEXICON, edited by: G. W. H. Lampe,D. D. ,1961.

[4] - مثل مخطوط 3قبطى بفيينا، وهو من القرن الرابع عشر.

[5] - Catalogue of the Coptic manuscripts in the BRITISH MUSEUM. By: W. E. Crum,M. A. 1905.

[6] - هذا أقدم مخطوط معروف لدى يرد فيه هيتينية ستنا العذراء، ربما يكون هناك مخطوطات أقدم ولكنى لا أعرفها الآن.

[7] - الفقرة التالية تتضمن ترجيحات واستنتاجات، لكنها لا تتضمن حقائق مؤكدة.

[8] - من ثيؤطوكية يوم الأحد القطعة السادسة.

[9] - ثيؤطوكية الأحد، آخر قطعة.

[10] الخولاجى المقدس، القمص عبدالمسيح صليب البرموسى - طبعة 1902 ص 239.