معهد الدراسات القبطية – الأستاذ بيشوي فخري

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ بيشوي فخري
التصنيفات التاريخ الكنسي الحديث, تاريخ مصر والكنيسة القبطية, قسم التاريخ
الأماكن معهد الدراسات القبطية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2019

اضغط هنا لقراءة الفهرس

معهد الدراسات القبطية... شمعة مضيئة في كنيستنا الأرثوذكسية

إعداد: بيشوي فخري

معهد الدراسات القبطية هو قلعة العلم ودراسة الثقافة القبطية، حجارته من العلم والتقوي، أعمدته من البذل والحب، جدرانه من البحث والتنقيب.

ومن الأسكندرية عاصمة العلم والثقافة، ولدت فكرة إنشاء المعهد  عندما كان مجتمع المستشار يوسف فرج والفنان حبيب جورجى في أبو قير، وفى الوقت عينه كان الدكتور عزيز سوريال عطية يزور حبيب جورجى، وبتدبير عجيب جاء نيافة الأنبا ياكوبوس مطران القدس والانبا يوأنس مطران الجيزة لزيارة يوسف فرج.

وتطرق الحديث حول إستغلال الأرض الموجودة في منطقة الأنبا رويس لخدمة الكنيسة، ورأوا أنه خير وسيلة توصلهم إلى هذا الهدف هو جعله معهداً للدراسات القبطية، إستجابة للوعى القبطي للتعريف بحضارتهم وتاريخهم المجيد، وإكمال وجود مركز أكاديمي يختص بالدراسات القبطية في إطار علمي وتعليمي، لتكتمل به دائرة الوعى القبطي بعد تأسيس المتحف القبطي 1910م، وجمعية الآثار القبطية 1934م، وتأسيس جمعية مارمينا للدراسات القبطية بالأسكندرية 1945م.

وتحمّس الموجودين للفكرة، وطلبوا من د. عزيز سوريال أن يجمع تبرعات من معارفه وأحبابه لأجل الفكرة المولودة، وأعلن أنبا يوأنس إستعداده لأن يساهم بمبلغ 500 جنيهاً سنوياً لأجل المعهد وحذا حذوه الأنبا ياكوبوس.

وتقدم د. عزيز إلى الأستاذ كامل يوسف يوسف صالح وكيل المجلس الملي العام في أكتوبر 1953م  بمذكرة تطرح فكرة إنشاء المعهد وأهدافه في تسعة محاور هى:

العناية بنشر التراث الفكري المصري في العصر المسيحي.

تنسيق الجهود بين المؤلفين والباحثين المهتمين بشئون الاقباط.

تشجيع الرهبان وتدريبهم على البحث العلمي بإعتبارهم فئة اختيار القيادات الكنسية.

أن يصبح المعهد مركزًا استقبال علماء الغرب للتعاون والتوجيه.

تنظيم الرحلات العلمية للأديرة والمناطق الأثرية في مصر واثيوبيا والاراضي المقدسة.

أن يكون المعهد بمثابة مركز دولي للتنسيق مع البعثات الموفدة من الهيئات العالمية والدولية.

دراسة الآثار القبطية، الثابتة والمنقولة، للكشف عن خصائصها الفنية والحضارية.

الاضطلاع بأعمال الحفر والتنقيب الأثري، في مناطق الآثار القبطية بالتعاون مع الهيئات المتخصصة.

أن يكون المعهد مركزًا تعليميًا للدراسات العليا وللمعهد أن يمنح الدرجات العلمية كالدكتوراه والماجستير في تخصصات الدراسات القبطية.

وفي 21 يناير 1954م قرر المجلس الملي العام الموافقة على إنشاء المعهد.

وفي 7 يونيو 1954م أصدر البابا يوساب الثاني منشورًا بابويًا لتدعيم رسالة معهد الدراسات القبطية الذي يعيد للكنيسة أمجاد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية.

وقد وافقت وزارة التربية والتعليم على إنشاء المعهد في الخطاب الصادر من إدارة التعليم العالي رقم 1264 بتاريخ 10 يوليو 1955م وأشادت فيه بدور المعهد وأحتياج هذا النوع من التخصص.

وفي مقال هام للاستاذ طلعت يونان رئيس تحرير جريدة مصر؛ نشر في 18 يناير 1945؛ حيث ذكر في متن المقالة أنه تقابل مع الدكتور عزيز سوريال عطية؛ وسأله عن رؤيته وخطته نحو المعهد الوليد؛ فحدد رؤيته في النقاط التالية: -.

العمل علي إعادة ترجمة الكتاب المقدس بلغة عربية سليمة ومعاصرة أسوة بالترجمة البيروتية والترجمة الكاثولوكية.

القيام بمشروع طموح لعمل دائرة معارف قبطية؛ علي غرار "موسوعة دائرة المعارف والآثار والطقوس المسيحية" الصادرة باللغة الفرنسية في 50 مجلد؛ ودائرة المعارف الكاثولوكية الصادرة باللغة الانجليزية في عشرة مجلدات كبيرة؛ كما يوجد للبروتستانت "دائرة معارف الأديان والعقائد".

تصوير المخطوطات المسيحية الموجودة ببلاد الحبشة بطريقة "الميكروفيلم" أسوة بالبعثة الأمريكية التي قامت بتصويروفهرسة المخطوطات العربية الموجودة في دير سانت كاترين بسيناء؛ والمكونة من مكتبة الكونجرس والمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان بالتعاون مع جامعة الإسكندرية ( وكان الدكتور عزيز سوريال عطية هو المشرف الفني علي هذا المشروع حيث كان يعمل استاذا لتاريخ العصور الوسطي بالجامعة وقتها؛ وكان ذلك عام 1951).

الاهتمام بالصحافة القبطية من حيث تاريخها وتطورها؛ كذلك القيام بعمل إحصاء شامل للأقباط في مصر ليكون اساسا للدراسات العلمية والثقافية.

سيعمل المعهد علي تحقيق ونشر التراث القبطي من خلال حصر كتب الآباء الأولين؛ ونشرها بلغاتها الأصلية وترجمتها إلي اللغة العربية ترجمة سليمة ورصينة.

سيهتم المعهد بإصدار مجلة قبطية؛ تشمل من البحوث والدراسات ما يساعد علي تقريب العلوم القبطية للشعب المصري؛ ونطمح ان يصدر منها مجلدين أو ثلاثة في السنة.

تأسيس مكتبة قبطية علي غرار معهد المراجع التاريخية البلجيكية في بروكسل؛ والذي قام بجمع كل ما كتب عن التاريخ البلجيكي في جميع اللغات وجميع الدول في بطاقت تجاوز عددها ما يقرب من 2 مليون بطاقة؛ ولا شك أن ما كتب عن الأقباط وحضارتهم وآثارهم وتاريخهم يزيد علي أضعاف هذا العدد.

وأرسل الدكتور وهيب عطا الله (نيافة الانبا غريغوريوس فيما بعد) خطابًا إلي مجلة مدارس الأحد ( وكان وقتها مسافرًا إلي انجلترا للحصول علي درجة الدكتوراة من جامعة مانشستر) وجاء في الخطاب "قرات المقالات الخاصة بمعهد الدراسات القبطية. وأنني أرقب أفتتاح هذا المعهد بسرور وإعزاز وفخار. وأحسب أنكم مهتمون به أهتمامًا كبيرًا الأمر الذي أشتهييه أن يكون في جميع شبابنا مشجعين بصلواتهم وجهودهم فكرة هذا المعهد الذي أعتبره خطوة تحول في تقدم دراستنا القبطية والكنسية. إنني كقبطي أشعر بدين كبير نحو الاستاذ الدكتور عزيز سوريال وأحس بأن أولادنا وأولاد أولادنا سيظلون ذاكرين إلي الأبد جهود هذا الرجل العظيم في تأسيس هذا المعهد. ألا فليحسن الله إليه بقدر ما أحسن هو إلي الكنيسة والعلم باحتضان هذه الفكرة والتعب في سبيل تحقيقها".

وقد أٌقيم حفل أفتتاح المعهد في 17 ديسمبر 1954م، وبدأت الدراسة به في 24 يناير 1954، وفي العيد المئوي للبابا كيرلس أبو الاصلاح (31يناير1961) أقيم حفل للتخرج لأول دفعة للدبلوم العالي بحضور الوزير كمال الدين حسين وزير التربية والتعليم حينذاك.

وتوالى إنشاء أقسام المعهد، وكانت البداية بقسم الآثار بفضل شيخ الأثريين ا. د. سامي جبره، ولحق به د. حشمت مسيحه، هنري رياض، د. جودت جبرة.

ونشأ قسم الدراسات الأثوبية، وقسم الدراسات الأفريقية بعناية د. مراد كامل، د. زاهر رياض أستاذ اللغة الأمهرية وتاريخ أثيوبيا، وأنضم اليهم العلماء د. شفيق عبد الملك، د. يوسف عبده، د. أنطون يعقوب ميخائيل.

ونشأ قسم الفن بفضل د. إيزاك فانوس، ويوسف نصيف، وبدور لطيف.

وأقيم قسم خاص بالتصوير والميكروفيلم برئاسة الفنان أنيس رزق الله.

ونشأ قسم الدراسات الأجتماعية الذي برع فيه نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات.

وأقام الرائد أ. د. راغب مفتاح قسم للموسيقي والألحان القبطية، فسجّل الألحان ووضع النوتة الموسيقية.

وتأسس قسم للقانون الكنسي وترأسه المستشار بشرى رزق.

وقسم التاريخ القبطي الذي ضم أعظم مؤرخين مصر المعاصرين وترأسه في البداية أ. د. شفيق عبد الملك.

وسطع نجم العّلامة اللاهوتي أنبا غريغوريوس في قسم اللاهوت يعاونه د. موريس تواضروس، وأكمل المسيرة المتنيح نيافة الانبا بيشوي.

وتعددت الأقسام لتغطى كافة العلوم القبطية القديمة والحديثة، ونال منه بعض من أحبار الكنيسة درجات علمية كبيرة، بالأضافة لعشرات الكهنة وكثير من الباحثين.

وضم المعهد منذ نشأته وحتى الآن صفوة علماء مصر في شتى العلوم القبطية منهم:

على القمة يأتي البابا شنودة رجل التعليم الذي ساهم بحبه وعلمه ومحاضراته ورئاسته الحكيمة ومناقشته وإشرافه للرسائل العلمية بالمعهد ليزدهر المعهد في عهده إزدهارًا واسعًا.

والأستاذ الدكتور مراد كامل عالم اللغات السامية.

والأستاذ الدكتور سليمان نسيم أستاذ أصول التربية.

الأستاذ شاكر باسيليوس أستاذ اللغة القبطية.

والقمص صليب سوريال أستاذ القانون الكنسي.

والمستشار والمؤرخ العملاق زكي شنودة.

والمعماري والأثري والمحرر الأنبا صموئيل الذي أّخُتير رئيسًا فخريًا للهيئة الدولية للدراسات القبطية من 2000 إلى 2003م تقديرًا لجهوده.

والفنان حبيب جورجى، ا. د. رمسيس ويصا واصف، ا. د. سامي جبره، ا. إيريس حبيب المصري.

وكثير من الأساتذة أعضاء هيئة التدريس الحاليين، عددهم الآن يصل إلى 90 أستاذ.

وتوالي على المعهد عمداء أفاضل بدء من العالم الجليل ا. د عزيز سوريال عطيه، إلى ا. د. سامي صبري العميد الحالي، مرورًا بكوكبة من العلماء.

وللمعهد أنشطة عديدة وسيمنارات ومجلة ناطقة باسمه وفكره ومؤتمرات دولية، وأدوار فّعالة في المحافظة على الهوية القبطية بتاربخها ولغتها وألحانها وأثارها بجهود متعاونة مع كافة الجهات وتشجيع الباحثين والدارسين، أدامة الله منارة للمعرفة القبطية.

مراجع:

ايريس حبيب المصري، قصة الكنيسة القبطية، الجزء السادس.

مجلة معهد الدراسات القبطية للعددين 2002، 2005.

مقال ا. د. إسحق إبراهيم عجبان بمجلة الكرازة في عدد28فبراير 2014.

مقال للأستاذ ماجد كامل في العيد الستون لأنشاء المعهد.