الأستاذ معوض داود عبد النور – الأستاذ بيشوي فخري

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ بيشوي فخري
الشخصيات الأستاذ معوض داود عبد النور
التصنيفات أدب مسيحي, سلاسل سير القديسين, سير قديسين وشخصيات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2019

الأستاذ معوض داود عبد النور... المتهم بتدريس اللغة القبطية!

في مدينة المحلة الكبري وُلد معوض داود عام 1921م، وعندما خسر والده امواله في احد البنوك أصطحب اسرته الى الأسكندرية، ولكن الديون زادت عليه وتوفي تاركا ابنه معوض في سن 11 سنه وكان للضيق المادى تأثير سلبي على قدرمعوض على أستكمال تعليمه.. وكانت والدته قد فقدت ابنان توفيا وهما طفلين ولذلك أسمت طفلها الرابع "معوض" لآن الله عوضها به.. فنذرت الأم طفلها وكانت في كل تاريخ ميلاد معوض تقيم تمجيد للسيدة العذراء بكنيستها في كل بلد تزورها...

بدأ تعلم اللغة القبطية منذ الطفولة بمدارس الأحد بالاسكندرية علي يد الاستاذ بسينتي رزق الله (الذي أصبح صديقا له بعد ذلك).

ولما كبر معوض قام بالتدريس في مدارس رياض الأطفال، ثم بمدرسة الثبات للبنات بشارع إيزيس..

ثم تم تعيين معوض في قسم كرموز بوظيفة "باشكاتب". وحصل علي وظيفة بوزارة الداخلية. ثم أكمل معوض تعليمه في كلية الآداب وحصل على ليسانس أداب من قسم تاريخ عام1957م.

وبدء معوض بتعلّم اللغة القبطية بالتعليم الذاتي دون إرشاد من أحد.... وعلم نفسه ان يفهم اللغة القبطية بحضور القداسات وكانت تتلي كلها باللغة القبطية في ذلك الوقت ومتابعة القداس من الخولاجي القبطي وكان مصمما علي فهم نصوص القداس وايضا كان مواظبا علي حضور التسبحة ومتابعة مايقال من خلال الابصالمودية بنفس التصميم علي فهم الجمل القبطية، حتى أنه ترجم سفر أيوب من القبطية.

وعندما طلب البابا كيرلس السادس من جمعية مارمينا أن تصدر كتاب عن قواعد اللغة القبطية أسندت الجمعية لأستاذ معوض داود والاستاذ بيسنتى رزق الله مراجعة وتحقيق النصوص والمفردات القبطية. والذي أهتمت أقسام اللغات بالجامعات المصرية والكليات اللاهوتية بأتخاذه مرجعًا هامًا.

وكان قداسة البابا كيرلس قد أُعجب بأهتمام ا. معوض بالتسبحة اليومية صباحًا وعشية. وبخطاب تذكية من قداسة البابا كيرلس تم نقل ا. معوض منقسم كرموز الى مديرية الأمن. وكان هذا سبب خير وراحة للأستاذ معوض داود.

إذ في أحداث 1981م أثناء حملة الأعتقالات ذهب بعض رجال الشرطة الى منزل ا. معوض –في محرم بك - للقبض عليه "بتهمة تدريسه اللغة القبطية"!!، ولكنهم عندما عرفوا بأنه يعمل بمديرية الأمن أنصرفوا وتركوه.. وكان هذا قبل بلوغه سن المعاش بأسابيع قليلة!

وكان ا. معوض قد استلم الحان الكنيسة من "المرتل لطفي" مُعّلم الكنيسة المرقسية  بالإسكندرية أثناء فترة مرضه وملازمته له لمدة أربعة سنوات. وكان البابا كيرلس كثيرًا ما يرسله لدير مارمينا لتعليم الرهبان اللغة القبطية.

وحدث أن ا. معوض أراد الالتحاق بالدراسات العليا بكلية الآداب جامعة الاسكندرية... فتقابل مع الدكتور عبد الحميد حمدي استاذ العصور الوسطى بالكلية.. وأعجب د. عبد الحميد بدراية ا. معوض باللغة القبطية، فأتفق معه أنه إذا ترجم نص قبطي وشرحه يمنحه درجة الماجستير، وفعلا ذهب ا. معوض الى مكتبة المتحف القبطي وبذل جهد ليس بقليل.. ولما عاد للجامعة حسب الأتفاق كان الدكتور عبد الحميد قد توفى!

بعدها تفرغ ا. معوض لكتابة أول قاموس قبطي - عربي متكامل والذي ظل يعمل فيه مدة 40 عامًا!

وقد جعل هذا القاموس يشتمل على اللهجتين البحيرية والصعيدية نظرًا لأن معظم المخطوطات القبطية عثُر عليها مكتوب بالصعيدية. ونال هذا المعجم شهرة كبيرة حتى بين الجامعات المصرية، وتجاوز الألف صفحة، يتصدره مقدمة يتتبع فيها المؤلف محاولات تأليف معاجم اللغة القبطية وآدابها، وأتبع فيه الترتيب الأبجدي الذي إتبعه أقلاديوس لبيب، وأشتمل قاموسه على اللهجتين البحيرية (التي يعرفها الكثير من الدارسين)، واللهجة الصعيدية (الأكثر إنتشارًا في العالم وشيوعًا في كتابة المخطوطات القديمة). وفيه طريقة لطريقة الكشف عن الكلمات في المعجم.

ثم أفرد ملحقًا خاصًا لفهرست الكلمات العربية التي وردت في هذا القاموس مرتبة أبجديًا وأمام كل كلمة أرقام الصفحات التي وردت بها.. وأنتهى العمل مع هذا القاموس عام1994 وظهر أخيرًا عام 1999م.

عانى معوض داود في أواخر حياته من أمراض شديدة وتلّقى علاجه في عدة مستشفيات بالإسكندرية، أنتهت بنياحته في يوم 4 مايو عام 2000م وأقيمت الصلوات الجنائزية في اليوم التالي  بالكنيسة المرقسية بالأسكندرية والتي خدم بها نحو ستين عامًا.

المراجع:

معوض داود عبد النور (2000): قاموس اللغة القبطية.

د. مينا بديع عبد الملك (مقال) بعنوان "معوض داود عبد النور... واضع أول قاموس متكامل للغة القبطية"، جريدة وطنى – السنة 42 - العدد 2033 - 10 ديسمبر 2000.